الحمد لله رب العالمين،و الصلاة و السلام على خاتم الأنبياء
و المرسلين،نبينا
محمد و على آله و صحبه أجمعين
ففي طريقنا نحو المعالي لابدّ لنا من زاد يعيننا على اجتياز هذا الطريق و
الوصول إلى المطلوب..
وزادنا في هذا الطريق هو صدق العزيمة،و علو الهمة،و الإقبال على الله عز و
جل بكل محبة و شوق و إخلاص.
و لقد حاز السلف من تلك المعاني كلّ فضيلة،فدفعتهم عزائمهم إلى الترقي في
ساحات العبودية، و التخلي عن الكسل و الفتور و دناءة الهمة،فأقبلوا على الله عز و
جل بقلوب خاشعة، و تنقلوا بين منازل العبودية يضربون كلّ واحدة منها بسهم،فهم
يعلمون أنهم في ميدان سياق،و أن حياتهم هي زمن هذا السباق,فإن أضاعوا أعمالهم
خسروا،إن اغتنموها فازوا و ربحوا.
واقعنا الأليم
و إذا كانت الصورة السابقة تدلّ على اجتهاد السلف و صدق عزائمهم و علو
هممهم، فإن الصورة الحالية تدلّ على تخلفنا عن مقام السابقين في ميادين العبادة و
الطاعة و الإقبال على الله تعالى.
إننا - لا شكّ – نريد الخير، نريد الفلاح، نريد الفوز بالجنة و النجاة من
النار، و لكن هل تدرك المعالي بمجرد الإرادة و التمني؟؟؟
أين الأعمال الصالحة؟؟؟
أين البذل و العطاء للإسلام؟؟؟
أين الاجتهاد و التشمير و صدق التوجه؟؟؟
أين تغليب مصالح الجماعة و الأمة الكلية على مصالح النفس الجزئية؟؟؟
قال تعالى"وَمَنْ أَرَادَ
الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ
سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً"[الإسراء:19]
فإدراك المعالي لا يتوقف فقط على الإرادة و التمني و إنما:"وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُومُؤْمِنٌ"فالإيمان و
العمل الصالح قرينان لا يفترقان، أما الأماني المجردة فإنها رؤوس أموال المفاليس..
ضعف العزيمة
و لك أخي الحبيب أن تتساءل: لماذا لا يكتفي المرء بالتمني فيما يتعلق بأمور
الدنيا،بل يسعى لذلك و يجتهد، و يعمل أنه إن يفعل ذلك فلن يدرك شيئا مما أمّل؟أما
إذا تمنى رضا الله و رحمته و عفوه و مغفرته و فوزه بالجنة و نجاته من النار، فإنه
لا يعمل لذلك، بل يكتفي بمجرد الأماني؟ فترى أمانيه في واد، و أعماله في واد
آخر.
ما السرّ في اجتهاد الناس للدنيا و ترك اجتهادهم للآخرة؟؟؟
إن كثيرا من الناس- على ما فيهم من خير- يفتقدون العزيمة الصادقة التي
تؤهلهم إلى إدراك ما يتمنونه من مشاريع الخير، فهناك موانع كثيرة تحول بينهم و بين
إكمال تلك المهمات منها البخل و الجبن و الخوف و التسويف و طول الأمل، و سوء الظن،
و غير ذلك من الأسباب التي تجعل مشاريع الخير مجرد أحلام تراود أصحابها طالما
استمروا على تلك الحال من الفتور و ضعف العزيمة.
دور الشيطان
ويلعب الشيطان دوراً ماكراً في تثبيط المؤمنين عن كل فضيلة،
فإذا كان بابا من أبواب الإنفاق ذكّره الفقر و كثرة العيال و نفاذ الأموال و كثرة
المطالب، و لا يزال وراءه حتى يقبض يده عن الإنفاق.
و إذا كان بابا من أبواب الجهاد ذكّره الدنيا و زينتها و حال الأبناء من
بعده، و احتمال فتنته أمام بريق السيوف،و لا يزال وراءه حتى ينكص على عقبيه، و
يتراجع عن نصرة الدين.
و إذا كان بابا من أبواب العبادة زيّن في
عينيه الكسل و حبّ الراحة و إيثار الدعة عن مكابدة الطاعات، فعن أنس رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:"يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب
على مكان كلّ عقدة:عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلّت عقدة،فإن
توضأ انحلّت عقدة، فإن صلّى انحلّت عقده كلّها،فأصبح نشيطا طيب النفس، و إلا أصبح
خبيث النفس كسلان" [متفق
عليه].
فعلى الحازم أن يأخذ نفسه بالجدّ، و يستمر في مجاهدة نفسه و هواه و شيطانه،
و أن يعتصم بالله تعالى و يسأله العون و التوفيق إلى بلوغ المعالي.
مع السلف
و مما تميزّ به السلف رضوان الله عليهم قوة الإيمان و صدق اليقين و خلوص
البواطن من الشك و الريبة، فأثمر ذلك أعمالا خالدة و انتصارات مجيدة لازال
عبيرها يبهجنا بين فينة و أخرى.
قال ابن الجوزي رحمه الله :و اعلم أن فضائل الصحابة على جميع الأنبياء ظاهرة،و كان لسبقهم
سببان:
أحدهما: خلوص البواطن من
الشكّ بقوة اليقين.
و الثاني: بذل النفوس للمجاهدة [التبصرة].
فهذا عمير بن الحمام رضي الله عنه يسمع النبي صلى الله عليه و سلم في بدر و
هو يقول:"قوموا إلى جنة عرضها السموات و الأرض"فقال: يا رسول الله جنة
عرضها السموات و الأرض؟.قال:"نعم" قال
" بخ بخ" و هي كلمة لاستعظام الأمر و تفخيمه.
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"ما يحملك على قولك بخ
بخ؟"قال :لا و الله يا رسول الله إلا رجاء إن أكون من أهلها،فقال رسول الله
صلى الله عليه و سلم:"فإنك من أهلها"
فأخرج عمير تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن ، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل
تمراتي هذه إنها لحياة طويلة ، فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتل الكفار
حتى قُتل رضي الله عنه.[رواه مسلم]
و هذا رجل رثّ الهيئة يسمع أبا موسى الأشعري رضي الله عنه يحدّث عن رسول
الله صلى الله عليه و سلم أنه قال:"إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف"
فقام إلى أبي موسى فقال له:يا أبا موسى أأنت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول هذا؟؟؟ قال : نعم.
فخرج إلى أصحابه فقال:"أقرأ عليكم السلام، ثم كسر جفن سيفه،فألقاه، ثم
مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قُتل".[رواه مسلم]
و هذا أنس بن ملك رضي الله عنه يحكي عن عمه أنس ابن النضر فيقول:غاب عمي
انس بن النضير رضي الله عنه عن قتال بدر، فقال" يا رسول الله غبت عن أول قتال
قاتلت المشركين،لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرينّ الله أصنع"، فلما كان
يوم أُحُد انكشف المسلمون فقال:" اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء-يعني أصحابه-و
أبرأ إليك مما صنع هؤلاء-يعني المشركين"-ثم تقدّم فستقبله سعد بن معاذ
فقال:يا سعد بن معاذ الجنة و رب النضر،إني أجد ريحها من دون أُحُد.قال سعد:فما
استطعت يا رسول الله –و الله- ما صنع.
قال أنس:فوجدنا به بضعا و ثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم
،ووجدناه قد قُتل و مثّل به المشركون،فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه(أي بأطراف
أصابعه رضي الله عنه)، فكن نظن أن هذه الآية نزلت فيه و في أشباهه:"من
المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما
بدلوا تبديلا"[الاحزاب:23]
و في قوله:"صدقوا ما عاهدوا الله عليه" دلالة على صدق عزائم
القوم،كم بين اليقظة و النوم .نسأل الله ألا يمقتنا.
عود على بدء
لنا أن نتعرف الآن على حقيقة العزيمة الصادقة التي تدفع إلى كل عمل نبيل،
فإذا انتبه العبد من رقدة الغافلين و قصد الله و الدار الآخرة احتاج بعد ذلك إلى
صدق العزيمة.
قال ابن القيم رحمه الله:"فإذا استحكم قصده صار عزما جازما، مستلزما للشروع في السفر،
مقرونا بالتوكل على الله، قال تعالى:"فَإِذَا عَزَمْتَ
فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ"
و العزم:هو القصد الجازم المتصل بالفعل،و لذلك قيل إنه اول الشروع ةفي
الحركة لطلب المقصود،و التحقيق: أن الشروع في الحركة ناشئ عن العزم،لا أنه هو نفسه،و لكن لمّا
اتصل به من غير فصل ظنّ أنه هو.(مدارج السالكين)
و قال الإمام ابن رجب:"و العزيمة على الرشد مبدأ الخير، فإن الإنسان يعلم الرشد و ليس
عليه عزم،فإذا عزم على فعله أفلح.
و العزيمة:هي القصد الجازم المتصل بالفعل.
و قيل: استجماع قوى الإرادة على الفعل،و لا قدرة للعبد على ذلك إلا بالله،فلهذا
كان من أهم الأمور:سؤال الله العزيمة على الرشد.
فالعبد يحتاج إلى الاستعانة بالله،و التوكل عليه في تحصيل العزم،و في العمل
بمقتضى العزم بعد حصوله، قال تعالى
:"فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُتَوَكِّلِينَ"[آل
عمرن:159]
أنواع العزم
و العزم نوعان:
أحدهما: العزم على الدخول
في الطريق و هو البدايات
و الثاني: العزم على
الاستمرار على الطاعات بعد الدخول فيها،و على الانتقال من حال كامل إلى حال أكمل
منه،و هو من النهايات.
فالعزم الأول يحصل للعبد به الدخول في كلّ خير،و التباعد من كل شرّ،إذا به
يحصل للكافر الخروج من الكفر و الدخول في الإسلام،و به يحصل للعاصي الخروج من
المعصية و الدخول في الطاعة،فإذا كانت العزيمة صادقة و صمم عليها صاحبها، و حمل
على هوى نفسه و على الشيطان حملة صادقة،و دخل فيما أمره به من الطاعات فقد فاز.
و عون الله للعبد على قدر قوة عزيمته و ضعفها،فمن صمم على إرادة الخير
أعانه و ثبتّ، كما قيل:
على
قــــدر أهل العـــزم تأتــــي العزائــــــــــم
تأتــــي
على قـــــدر الكــــرام المكـــــارم
من أخبار عمر بن عبد العزيز
لمّا أفضت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بعد سليمان بن عند
الملك،فأول ما اشتغل بدفن سليمان،فلما رجع من دفنه وَصُفَّت له مراكب الخلافة قال:
ما شاء الله لا قوة إلا بالله،قرّبوا لي بغلتي،فركب دابته التي كان يركبها أولا،و
سار مستصحبا لتلك العزيمة،فعلم الله صدقه فيها فأعانه.
فأول ما بدأ به أنه سار بين يديه أهل الموكب، فنحّاهم و قال:إنما أنا رجل
من المسلمين،ثم نزل فقعد،فقام الناس بين يديه فأقعدوا، و قال : إنما يقوم الناس
لرب العالمين.
ثم عزم على ردّ المظالم، فأدركته القائلة،و كان قد تعب و سهر تلك الليلة
لموت سليمان، فدخل ليقيلثم يخرج فيرد المظالم وقت صلاة الظهر. فجاء ابنه عبد الملك
فقال له: أتنام و ما رددت المظالم؟
فقال:إذا صليت الظهر رددتها.
فقال عبد الملك:و من لك أن تعيش إلى الظهر؟و إن عشت فمن لك أن تبقى لك نيتك؟
فقام و خرج و نادى:الصلاة جامعة .فاجتمع الناس فردّ المظالم.
و كان يقول: إن لي نفسا تواقة،ما نالت شيئا إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه.
فلما نالت الخلافة، و ليس فوقها في الدنيا منزلة، تاقت إلى الآخرة.
و إذا كانــــت النفـــــوس كبـــــــارا
تعبــــت في مردهـــتا الأجســـام
مـــن يهن سهـــل الهـــوان عليـــــــــــــــــه
ما لجـــرح يميــــت
إيــــــــــــــلام
ذاكروه مرة شيئا مما كان فيه قبل الخلافة من النعيم فبكى حتى بكى الدم.
و كان أكثر ما يقتات به حال خلافته العدس و الزيت، فإذا عوتب في ذلك
يقول:هذا أهون علينا من معالجة الأغلال غدا في الان.
و دخل مرة على بناته و كن قد تعشين بعدس فيه بصل، فكرهن أنت يشم منهن رائحة
ذلك،رأينه هربن، فبكى و قال يا بناتي أيسركن ان تتعيشين الألوان و يُذهب بأبيكن
إلى النار.
و كان يقول لأولاده: إن أباكم خُيّر بين أن تفتقروا و يدخل الجنة، و بين أن
تستعنوا و يدخل النار، فكان ان تفتقروا و يدخل الجنة أحبّ إليه.
و كان يقول لبعض أعوانه:إذا رأيتني ملتُ عن الحق،فضع يدك في تلبابي، ثم
هزني و قل:ماذا تصنع يا عمر؟
لازم ينحل جسمه حتى كانت أضلاعه يعدّها من رآه عدّا
مازالت به المحبة حتى رقته إلى درجة الرضا بمرّ القضاء،فكان يقول:أصبحت ما
لي سرور في غير مواضع القضاء و القدر.
مات أعوانه على الخير كلهم في أيام متوالية، أبنه عبد الملك،و أخوه سهل،و
مولاه مزاحم، فكان يقول بعد موتهم في مناجاته: أنت تعلم أني ما ازددت لك إلا حبّا،
و لا فيما عندك إلا رغبة[1]أنضر فيما سبق:رسالتان للحافظ ابن رجب:شرح حديث"إذا كنز
الناس الذهب و الفضة"ص26-32]
نحو المعالي
إخواني: العزائم في قلوب
أربابها كالنار تشتعل،أنها لتشتعل البدن و لا يحس بالتعب.
للعزائم رجال ليسوا في ثيابكم، وطنوا النفس على الموت فحصلت لهم الحياة،فهم
في صفّ الجهاد أثبت قلباً من القطب في الفلك.
إذا جنّ ليل صاحب العزم لم تتصافح أجفانه،و لا تنظر لقيامه وقت السحر،فما
مضى إلا قليل،و إذا به على قمة المجد المؤثل جالس.
من لم يقم في طلاب المجد بالجدّ لم ينم في ظلال الشرف.
كلّ الصحابة هاجروا سرّا،و عمر خرج ظاهراُ، و قال للمشركين: ها أنا أخرج
إلى الهجرة، فمن أراد لقائي فليلقني في بطن هذا الوادي.
من عزم عمر على طلاق الهوى أخذ أهله من رؤية الدنيا،فكان بيته و هو أمير
المؤمنين كبيت فقير من المسلمين.
تجمــعَت في فــــؤاده همـــــــــــــــــــم
مــــلأ فــــؤاد الزمـــان
إحـــــــــــــداها
كان رضي الله عنه يقول: لئن عشت لأد
عن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى أحد بعدي.
لمّا وُلي عمر بن عبد العزيز سُمع البكاء في داره،فقيل: ما لهم؟قيل: إنه
خيَّر النساء و الجواري فقال:من شاءت فلتقم، و من شاءت فلتذهب،فإنه قد جاء أمر
ّشغلني عنكن.
واعجبا، أين العزائم؟ إن العجز لشريك الحرمان، و
إيثار الراحة يورث التعب.
و الهــــون في ظـــــلّ الهوينـــا
كامــــنّ
و
جــــلالة الإخـــــطار في الأخـــــــطار
اغسل وجه الجدّ من غبار الكسل،و أنفق كيس الصبر في طريق الفضائل.
إن كانت لك عزيمة فليس في لغة أولي العزم "ربما و عسى"[1]
كتاب اللطف في الوعض لابن الجوزي ص 33
إخواتي
الخير كلّه منوط بالعزيمة الصادقة على الرشد و هي الحملة الأولى التي تهزم
جيوش الباطل،و توجب الغلبة لجنود الحق
زجـــــــر الحــــق فــــؤادي فار عــــوى
و أفاق القلـــــب منـــــي و
صحــــــا
هــــزم
العــــزم جيــــوش للهـــــوى
ســــادتي تعجبـــــوا أن صلحـــــا
قال أبو حازم: إذا عزم العبد على ترك الآثام أتته الفتوح.
و سئل بعض السلف:
متى ترتحل الدنيا من القلب؟ قال إذا وقعت العزيمة ترحّلت الدنيا من القلب.
من صدق العزيمة يئس منه الشيطان، و متى كان العبد مترددا طمع فيه الشيطان و
سوّفه و منّاه.
يا هذا ،كلما رآك الشيطان غير عازم على الرشد فرح بك إبليس و قال:قد فديت
من لا يفلح.
يا من شاب و لا
تاب، و لا عزم على الرشد و لا أناب، لقد أفرحت الشيطان و أسخطت الرحمان.[رسالتان
لابن رجب]
فيا إخوتاه:العزيمة العزيمة، فإن الجنة طيبة التربة، و أنها نور يتلألأ،
وريحانة تهتز، و حسناء تتشوق، فأين المهر أيها الخاطبون؟؟؟
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم