الأحد، 30 أغسطس 2015

100 سؤال و جواب في سيرة محمد عليه الصلاة و السلام

السؤال الأول
في سيرة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام
س/لماذا يجدر بنا دراسة السيرة النبوية ومعرفة تفاصيل حياة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ؟؟
إجابة السؤال الأول من السيرة النبوية
أن الله تعالى أمرنا في تنزيله بتدوين سيرة نبينا ، ولا يمكن اتخاذه أسوة حسنة إلا بمعرفة سيرته وهديه سيرته أعظم سيرة فهي سيرة أعظم رجل عرفته البشرية ندرس السيرة لفهم القرآن إذ كثير من الآيات نزلت بسبب أحداث وقعت في السيرة ، والسنة شرح وتوضيح للآيات من الأصول الثلاثة التي يجب دراستها ومعرفته معرفة العبد لنبيه بعد معرفته لربه ودينه *
ومعرفة نبينا تقودنا إلى :أن نكون أكثر احتراما وتبجيلا وحب له حب عن علم وإخلاص وتقربا إلى الله تعالى وليس عن عاطفة موروثة فحسب 

السؤال الثاني
س/ما سبب اختيار جزيرة العرب منطلقا للرسالة المحمدية الخاتمة ؟
جزيرة العرب أرض حرة ، لا سلطان لأحد عليها ممن يعادون الدين من تلك الدول الكبرى المعاصرة كافر والروم وغيرهم *
إن جزيرة العرب لم تكن ذات ديانة موحدة غالبة في سائر بقاعها فقد كانت الوثنية منتشرة لكنها عبادات شتى : منهم من يعبد الملائكة ، أو الكواكب ، أو من يعبد الأصنام،ومنهم على دين اليهودية أو النصرانية وقلة من يتمسك بالحنيفية ملة إبراهيم 
الأوضاع الإجتماعية في الجزيرة العربية لها قيمتها ومكانتها في ذلك الوقت فالنظام السائد هو (النظام القبلي ) فلما قام محمد بدعوته وجد من قوة بني هاشم نصرة له وحماية ، يتقدمهم عمه أبو طالب وبعضهم دخل معه الشعب نصرة له 
العرب عاشوا في جزيرة العربي مكة خاصة بعيدين عن مظاهر المدنية يعني خامات طبيعية ) لم تؤثر فيهم الحضارات والفلسفة في ذلك الوقت الجزيرة العربية وسط العالم اللغة العربية هي اللغة الوحيدة في الجزيرة العربية لا توجد لغات أخرى تذكر 
الحجاج وقوافل التجار التي تأتي مكة من كل مكان 

السؤال الثالث
**ما ميزة ختم الرسالات برسالة محمد والأمم بأنة محمد صلى الله عليه وسلم؟
من إكرام الله عزوجل لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام تحميله أعباء الرسالة وحدة قال تعالى(ولو شئنا لبعث في كل قرية نذيراوهو رسولا الثقلين الإنس والجن لأجل تكريمه وتخصيص بالأجر الكثير والثواب الذي ليس له مثيل 
***كانت بعثة الأنبياء خاصة لأقوامهم وبالتالي فهم يحملون تشريعا خاصا بالمكان والزمان لا يلبث أن يدخل عليه تعديل من شريعة بعدها
***أما بعثة محمد فهو تشريع كامل كما قال تعالى :( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )
فكان هذ التشريع بهذا الكمال الشامل مناسبا لحاجة الأمة أيا كان موقعهأ ولا حاجة لتشريع جديد أو بعثة نبي آخر بعد محمد عليه الصلاة و السلام 
***انقطاع الوحي والرسالة لا يعني انقطاع الدعوة بل الدعوة إلى الله ماضية إلى يوم القيامة وقد تكفل الله تعالى حفظ وصيانة هذا الدين بأمرين : حفظ القرآن الكريم
إن الله جعل طائفة من أمة محمد لا تزال قائمة على الحق لكي يكون منهج هذه الطائفة أسوة دائمة لكل من ينشد الحق ويستضئ بنور الإسلام (( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك))
***تكريم وتميز هذه الأمة على سائر الأمم :
هي الأمة التي تستطيع أن تعتمد على نفسها من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية وعلى السلف الصالح 
فيه تكريما لها تعتز به وهو تشريفها بالقيام بوظيفة الأنبياء فلا تجتمع هذه الأمة على ضلالة ولا يبدل أحد شيئا من الدين إلا أقام الله من هذه الأمة من يبين خطأه  أمتنا الإسلام أمة معصومة لا تجتمع على ضلالة

السؤال الرابع
**ما نسب رسول الله عليه اأاومن هم اجداده
**ما نسب الرسول عليه الصلاة والسلام ومن هم اجداده
هو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
أجداده قصي : هو الذي جمع قريشا واستعادة سلطتها على الحرم وكانت له مكانة عظيمة في قريش حتى كانوا يقولون للرسول عليه الصلاة والسلام لما -بعث وصار نبيا - ابعث لنا قصيا ، فإنه كان شيخ صدق فإن شهد لك اتبعناك
عبد مناف كانت له السقاية والرفادة هشام اول من سن رحلة الشتاء والصيف وسمي هاشم لأنه الثريد للحجاج واسمه الحقيقي  "عمروعبد المطلب نشأ في المدينة وكان شبيها بجده الأعلى قصي وهو الذي حفر بئر زمزم وهو الذي أقسم لو رزقه الله عشرة من الولد أن يذبح أحدهم جعله الله في ميزان حسناتك

السؤال الخامس
**متى وقعت حادثة الفيل ، وما فوائد هذه الحادثة ؟
571م وقعت في شهر المحرم الموافق لأواخر فبراير أو اول مارس عام  أي قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بشهر ونصف تقريبا
**وقفات على حادثة الفيل المعروفة
حادثة الفيل جاءت لتعلي وتبرز مكانة قريش بين سائر القبائل فهي القبيلة التي حميت ولم تكن الحماية لها بل للبيت فحميت تبعا وأرضاه حرست وسائر القبائل العربية انتصر القبائل وهو سائر إلى مكة 
**ذلك الرجل الكناني الذي خرج من مكة وذهب إلى القليس انتصارا لمعتقده وانتقاما لحرمة البيت سار بنفسه وبذل في سبيل مبدأه هذا يذكرنا حق ديننا علينا أن نسير ونبذ ونضحي من أجل الدعوة إلى الله سبحانه
**موقف عبدالمطلب وهو مشرك يوحي للمسلم بوجوب الاعتماد على الله سبحانه والتوكل عليه والثقة بنصره ، فإذا كان عبدالمطلب وهو مشرك يقول : للبيت رب يحميه )وهو واثق أن لهذا البيت ربا سيتولى حمايته ، فماذا يقال للمسلم الذي يغفل عن هذا المعنى
**ما أحوج المسلمين اليوم وهم يتعلقون كثيرا بالأسباب وكثير منهم يتخبط في البحث عن أسباب النصر
**حادثة الفيل درسا لكل من تسول له نفسه الاعتداء على حرم الله فالله تعالى حمى هذا البيت وهو يعج بالشرك والمشركين ؛ فكيف لا يحميه اليوم وهو معمر بالطائفين والعاكفين . .: والركع السجود يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :( وأما الكعبة فإن الله شرفها وعظمها وجعلها محرمة ،فلم يمكن أحدا من إهانتها لا قبل الإسلام ولا بعده ، بل لما قصدها أهل الفيل عاقبهم الله العقوبة المشهورة )

السؤال السادس
س/متى توفى والد النبي عليه الصلاة والسلام ، وأين ؟
 من هي أم النبي عليه الصلاة والسلام ؟
س/هل تاريخ ميلاد النبي عليه الصلاة محدد
**وما أقوال العلماء في ذلك ؟
س/من الذي سماه محمدا ؟ 
ج/ تزوج عبدالله بن عبدالمطلب بآمنة بنت وهب
ثم خرج إلى الشام في عير من قريش في تجارة ثم انصرف وفي طريق العودة وفي المدينة توقف عبدالله عند أخواله بني النجار لشعوره بالمرض وأقام عندهم أياما ثم مات ودفن في المدينة ورسول الله جنين في بطن أمه عمره 25 سنة وهذا اليتم أشار إليه القرأن ألم يجدك يتيما فآوى)
ج/سماه جده عبدالمطلب محمدا وقال : أرجو أن يحمد أهل الأرض فيحمده أهل السماء
ويوجد قليل جدا من تسمى بهذا الأسم قبل النبي عليه الصلاة والسلام ولكن الله حمى من أن يدعي أحدهم النبوة
ج/ الجمهور من العلماء أنه :
ولد بمكة وفي عام الفيل وأنه ولد يوم الاثنين واختلف في الشهر هل هو ربيع الأول أم رمضان واختلفوا في اليوم الذي ولد فيه :
 ..28..9..10..12..17 ربيع الأول

السؤال السابع 
س/ هل تاريخ ميلاد النبي عليه الصلاة والسلام يرتبط بعبادة معينة ؟ 
ج/ لم يشرع فيه أي نوع من العبادات أو احتفالات أو غيره بل عدم تحديد وثبوت يوم ميلاده فيه رد على من يحتفل فنقول حددوا أولا اليوم ثم احتفلوا  ولو كان مطلوبا من المسلم احتفالا لحدد هذا اليوم تحديدا واضحا ، كما حددت مواقيت سائر العبادات :
1-يوم بدء صيام رمضان - يوم العيد - يوم عرفة عاشوراء - ويسن للمسلم صيام ثلاث أيام البيض
2-أما المولد فلم يحدده الشرع لأنه ليس فيه عبادة مقترنة به
3-لو قال قائل أليس النبي أمر بصيام يوم الاثنين أليس هذا احتفالا ؟
نقول لم يعهد أن يكون الاحتفال بالصيام
4-والرسول الكريم لم يخص هذا اليوم بكونه ولد فيه بل قال : ولدت فيه وأنزل علي فيه فلماذا لم يحتفلوا بيوم البعثة وهو يوم الإثنين ؟؟
 الجواب : لأن العبادات توقيفية ، وهم يحتفلون في يوم لم يثبت أصلا

السؤال الثامن :
محمد صلى الله عليه وسلم كان يتيما بل أبلغ اليتم وأعلى مراتبه كيف ذلك ؟
1-لعل يتمه كي لا يكون للمبطلين سبيل أن يقولوا : محمدا تلقى دعوته من والده أو ورثها من والده  فقد انقطع عنه التوجيه والإرشاد الأبوي
2-إن في نشأته يتيما يجعله أكثر إحساسا بالمعاني الإنسانية النبيلة فصاحب التجربة أدرى
**وهل أبناء الأغنياء يشعرون بمعاناة الفقراء؟
وهذا النوع من الحياة وفر للرسول رصيد من الخبرات في الدعوة عندما بعث

السؤال التاسع :
س/من اللاتي أرضعن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟
ج/ أرضعته أمه آمنه ٣ أو ٧ أيام وحاضنته أم أيمن بركة الحبشية ثم أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياما ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم أرضعتني وأيا سلمة ثويبة
**فمن هي ثوبية؟؟؟
*مولاة لأبي لهب ( خادمة ) كان قد أعتقها لما ولد محمدا فأرضعت النبي ، فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حال يعني ( أسوء حال ) ، قال لهماذا لقيت ؟ قال أبو لهب : لم ألق بعدكم راحة ، غير أني سقيت هذه  بعتاقتي ثويبة ثم قدمت مجموعة من النساء يبحثن في مكة عن أطفال يرضعهن فعرض عليهن الرسول صلى الله عليه وسلم لكن*يرفضن أخذه لأنه يتيم
فرجعت المرضعات معهن أطفالهن إلا حليمة السعدية لم تجد طفلا فأخذت النبي عليه الصلاة والسلام على مضض وبعد سنتين رجع إلى أمه وكانت حليمة حريصة على بقائه عندها بسبب البركات التي حلت عليهم لوجود محمدا عندهم
  
س/ لماذا يرسل أشراف العرب أبنائهم إلى البادية ؟
ج/  تجنبا لأوبئة المدينة والاستفادة من مناخ البادية الصحي ومكة كان يفد عليها كثير من الناس ربما يحملون الأمراض معهم وكثير من الأمراض النفسية التي يحملها أبناء المدن تضيق بهم المساكن ، ويهمل الآباء مسألة خرجوا الأبناء إلى الريف أو البر ويقال إن الذهاب لتلك الأماكن يكون نافذة لفتح الذهن والذكاء تعويد على النطق السليم باللغة العربية وهذا يدلنا على مدى أهتمام القوم باللغة العربية.

السؤال العاشر :            
س/ لماذا كان السلف الصالح يحضون على تعلم اللغة العربية كما يحضون على تعلم القرآن والتفقه في السنة وتعلم الفرائض ؟
ج/ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفته فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض واجب لا يفهم إلا بفهم اللغة العربية وما لم يتم به الواجب فهو واجب يقول الإمام الشاطبي :الشرعية عربية ، وإذا كانت عربية فلا يفهمها حق الفهم إلا من فهم اللغة العربية حق الفهم * لأنهما سيان في النمط ما عدا وجوه الإعجاز لهذا حرص الأعداء على تشجيع العامية وبثها بين الناس لماذ؟
 لأنهم أدركوا أنها اللغة الجسر الذي يربط بينهم وبين القرآن والسنة والتراث الإسلامي الكبير والهجوم على اللغة العربية في الحقيقة هجوما على الدين وعجمة اللسان تعقب عجمة في القلب والفكر ووأدها وأد لحملتها وقوامها وقد أشار السلف إلى أن من أكبر أسباب الابتداع وظهور الفهومات الزائغة للنصوص الجهل بلسان العرب والركائز ال٣ التي يهتم بها الأعداء في هجومهم على الإسلام هي : القرآن - الكعبة - اللغة العربية

السؤال الحادي عشر :
س/ هل أسلمت حليمة السعدية فيما بعد ؟
ج/ جاء في زاد المعاد لأبن قيم الجوزية : واختلف في إسلام أبويه من الرضاعة
وأكثرهم أنها أسلمت ، والقول بإسلام ها هو الصحيح وقال بذلك ابن عبد البر وابن حجر
  
السؤال الثاني عشر :
س( أ )ما الحادثة التي وقعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بني سعد بن بكر ؟
1. ركب البراق .
2. شق عن قلبه .
3. صعد غار حراء.
توضيح: عن أنس بن مالك ، أن رسول صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه ، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك. ثم غسله في طستٍ من ذهب بماء زمزم ، ثم لامه، ثم أعاده في مكانه. وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني ظئره فقالوا: إن محمداً قد قتل. فاستقبلوه وهو منقطع اللون. قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره.رواه مسلم(كتاب الإيمان).
س(ب) ماذا فعلت حليمة السعدية برسول الله صلى الله عليه وسلم عندما علمت بحادثة شق صدره ؟
1. خافت عليه وردته لأمه.
2. خافت عليه وحبسته بالبيت.
3. خافت عليه وردته لعمه أبوطالب.
توضيح: بعد تلك الحادثة -شق الصدر- خاف الحارث زوج حليمة من أن يكون قد أصاب الغلام يقصد النبي محمد صلى الله عليه وسلم سوءً ،وطلب منها أن ترجعه لأهله، فاحتملته حليمة إلى أمه آمنة بنت وهب.خوفا عليه من ان يصيبه مكروه نتيجة لشق صدره.
س (ج) كم مرة وقعت حادثة شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم وغسله ولأمه ؟
1. مرة واحده.
2. مرتين.
3. ثلاث مرات.
توضيح: وقعت أحداث شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم وغسله ولأمه مرتين، الأولى: عندما كان طفلا في بادية بني سعد وقد روى هذه الحادثة الإمام مسلم في صحيحه الحديث السابق ذكره عن انس بن مالك رضي الله عنهوالحادثة الثانية:كانت ليلة الإسراء ففي صحيح البخاري عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فرج سقف بيتي وأنا بمكة ، فنزل جبريل ففرج صدري ، ثم غسله بماء زمزم ، ثم جاء بطست من ذهب ، ممتلئ حكمة وإيمانا ، فأفرغها في صدري ، ثم أطبقه ، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء ، ... .

السؤال الثالث عشر :
 **ما اسم أم النبي ومتى ماتت؟
اسمها آمنة بنت وهب. قال ابن القيم(لا خلاف أن أمه ماتت بين مكة والمدينة ـ بالأبواء ـ منصرفها من المدينة من زيارة أخواله).
كان عمر النبي عند وفاة أمه 6   سنوات  ومحمد عليه الصلاة والسلام الآن هو في مكان بعيد ليس بين أعمامه في مكة ولا أخواله في المدينة فماتت أمه ليصاب بنوع آخر من اليتم رأى عليه الصلاة أمه وتأثر ثم بعد ذلك قال( انا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وقال بأصبعيه السبابة والوسطى )  ويأتيه رجل آخر يشكو قسوة قلبه ، فيقول له الرسول صلى الله عليه وسلم : أمس رأس اليتيم
**من كفل النبي بعد وفاة أمه؟ 
كفله جده عبد المطلب .
 ** كم كان عمر النبي عند وفاة جده عبد المطلب؟قال ابن القيم(وكفله جده عبد المطلب، وتوفي ولرسول الله نحو ثمان سنين، ثم كفله عمه أبو طالب). . وكان يوضع فراش لعبدالمطلب في ظل الكعبة فلا يجلس عليه أحد إجلال واحتراما وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يأتي ويجلس فيمنع أعمامه  فيقول عبدالمطلب : دعوا ابني فإن له لشانا ثم يجلس عنده ويسمح ظهره بيده
 لكن لم تستمر هذه الرعاية طويلا فمات جده بعد كفالته بسنتين وعمره عليه الصلاة والسلام 8 سنوات
السؤال الرابع عشر : 
**بماذا اشتغل رسول الله قبل نبوته؟ 
عمل برعي الغنمعن أبي هريرة قال: قال رسول الله(ما من نبي إلا وقد رعى الغنم) قالوا: وأنت يا رسـول الله؟ قال(وأنا، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة) رواه البخاري.
** ما الحكمة من عمل الأنبياء برعي الغنم؟ 
قال ابن حجر(قال العلماء: الحكمة في إلهام الأنبياء من رعي الغنم قبل النبـوة أن يحصل لهم التمرن برعيها على ما يكلفونه من القيام بأمر أمتهم؛ ولأن مخالطتها ما يحصل لهم من الحلم والشفقة). أن الله عز وجل لا يعجزه أن يهيئ لنبيه كل وسائل الرفاهية ويغنيه عن الكدح سعيًا وراء القوت، ولكن اقتضت حكمة الله أن تعلمنا أن خير مال الإنسان ما اكتسبه بجهده .الأنبياء رعاة أغنام في صغرهم ليكونوا رعاة الإنسانية في كبرهم ورعي الأغنام فيه التعود على الحلم والشفقة لأنهم صبروا على رعيها وجمعها بعد تفرقها في المرعى فألف بذلك الصبر على الأمة ورعي الغنم فيه اعتماد على النفس وان لا يتعلق بما في أيدي الناس ولأجل لم يكن مصدر رزق الرسول منة الكفار يذكرون بها

السؤال الخامس عشر : 
**ما هي أول امرأة تزوجها النبي ؟
خديجة بنت خويلد
قال ابن القيم(وهي أول امرأة تزوجها).
** كم كان عمر النبي حين تزوجها؟
كان عمره (25) سنة، وهذا قول الجمهور.
** كم كان عمرها حين تزوجها الرسول ؟
كان عمرها (40) سنة.
**اذكر بعض فضائل خديجة؟
عرفت عند قومها (بالطاهرة العفيفة)لم ينكح عليها غيرها حتى ماتت.  وأُمر النبي أن يقرأ عليها السلام من ربهاأول امرأة آمنت بهجميع أولاده منها ما عدا إبراهيم فإنه من مارية القبطيةلقد كان لهذا الزواج الذي تم وفق الإختيار السليم آثار عظيمة فقد كانت خديجة -رضي الله عنهاالبيت الذي يأتي إليه الرسول بعد عناء الدعوة وحسبنا موقفها في أول يوم من أيام البعثة حينما طمأنته وقالت له( كلا والله لا يخزيك الله أبدا ) وكان يؤذي وهو يدعو إلى الله فإذا عاد إلى المنزل وجد المرأة التي تطمئنه وتشد عضده وتثبته ولم تكن المرأة اللواما العائق عن الدعوة إلى الله ثم كان موقف الرسول عليه الصلاة والسلام معها أكمل وفاء فقد كان يكثر ذكرها ويصل أقاربها وهذا درس لنا فلا بد لكل من الزوجين أن يؤدي حق الآخر لأنه مسؤول عنه  يقول الشيخ محمد بن عثيمين عند تفسيرسورة المطففين (( ويل للمطففين........)) يقول وهذا المثال الذي ذكره الله عزوجل في الكيل والوزن هو مثال ....ويقاس عليه كل ما أشبهه ،كل من طلب حقه كاملا ممن هو عليه ، ومنع الحق الذي عليه فإنه داخل في الآية الكريمة ....مثله الزوج الذي يريد من زوجته أن تعطيه حقه كاملا ، ولا يتهاون في شئ من حقه ، لكنه عند أداء حقها يتهاون ولا يعطيها الذي لها فهذا داخل في التطفيف

السؤال السادس عشر :
**اذكر بعض الإرهاصات التي كانت قبل النبوة؟ 
أولاً: تسليم الحجر عليهعن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله : (إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن) متفق عليه.
ثانيًا:الرؤيا الصالحة: عن عائشة قالت:(إن أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح) متفق عليه
ثالثًا: حبب إليه العزلة والتحنث: لقول عائشة في الحديث السابق(ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء يتحنث ـ يتعبد ـ فيه الليالي ذوات العدد)
(الخلاء) الخلوة، قال النووي: وهو شأن الصالحين وعباد الله العارفين.
(حراء) جبل معروف بمكة. (والغار) نقب في الجبل.
فائدة:
** في هذا استحباب العزلة لفترات تعين المسلم على التفكير في أحوال المجتمع إذا سادت فيه الجاهلية والفساد
أما الاعتزال الدائم للمجتمع فهو مخالف لسنة النبي العملية والقولية، فلم يعرف عن الرسول أنه اعتزل المجتمع، وقال في نبذ هذه الاتجاهات(المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم) رواه ابن ماجه.

السؤال السابع عشر: 
**كيف كانت بداية الوحي؟
عن عائشة قالت(أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصادقة، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء.. فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ. ثلاث مرات.. إلى أن قال: اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم..) متفق عليه. قوله(ما أنا بقارئ) أي لا أحسن القراءة.
** اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون الرسول أميًا لا يعرف القراءة ولا الكتابة، وفي ذلك إبعاد لشبهة الشك في مصدر القرآن، وفي ذلك يقول المولى عز وجل{وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت:48].
**ماذا فعل الرسول بعد ذلك؟
ذهب إلى زوجته خديجة وأخبرها الخبر.
**ماذا قالت له خديجة، وعلى ماذا يدل كلامها؟
قالت له(كلا، فوالله لا يخزيك الله؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتعين على نوائب الدهر). وكلامها هذا يدل على رجحان عقلها وحسن تصرفها وفضلها وسلامة فطرتها.
** ماذا نستفيد من كلام خديجة للرسول ؟
**استحباب تأنيس من نزل به أمر بذكر تيسيره عليه وتهوينه لدينه.
**أن من نزل به أمر استحب له أن يطلع على من يثق بنصحه وصحة رأيه.
**ماذا فعلت خديجة بعد ذلك؟
ذهبت به إلى ورقة بن نوفلففي حديث عائشة السابق(ثم انطلقت به خديجة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان امرءًا تنصر في الجاهلية، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي، وأخبره الخبر).
 ماذا تمنى ورقـة؟
تمنى أن يكون حيًا حين يبعث. قال(يا ليتني أكون فيها حيًا جذعًا حين يخرجك قومك؟ قال: أومخرجي هم؟ قال: نعم، لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا، ثم لم يلبث ورقة أن توفي).
قوله(يا ليتنيالضمير يعود على أيام الدعوة.
قوله(جذعًا) الجذع هو الصغير من البهائم.
في قوله(يا ليتني..) جواز تمني المستحيل إذا كان في فعل الخير؛ لأن ورقــة تمنى أن يعود شابًا وهو مستحيل عادة.
قوله(أو مخرجي هم) استبعد النبي أن يخرجوه؛ لأنه لم يكن فيه سبب يقتضي الإخراج، لما اشتمل عليه من مكارم الأخلاق.
قوله(لم يأت أحد بمثل..) ذكر ورقة العلة في إخراجه هو مجيئه لهم بالانتقال عن مألوفهم، ولأنه علم من الكتب أنهم لا يجيبونه إلى ذلك.
**ما أول ما نزل من القرآن؟
أول ما أنزل من القرآن قوله تعالى{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} [العلق: 1، 2].قال النووي(هذا هو الصواب الذي عليه الجماهير من السلف والخلف)لحديث عائشة السابق (قال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ.. قال: اقرأ باسم ربك الذي خلق..).
فقوله(ما أنا بقارئ) أي لا أحسن القراءة .
*هذا صريح في أنه لم يقرأ قبل ذلك شيئًا.
* ولأن الأمر بالقراءة في الترتيب قبل الأمر بالإنذار.
**ثم ماذا حدث بعد ذلك؟
انقطع الوحي. وقد اختلف كم كانت مدة انقطاعه؛ قيل: كانت ستة أشهر، وقيل: كانت أربعين يومًا.
* ما الحكمة من هذا الانقطاع؟
* ليحصل للرسول التشوق إلى العود.
* تأكيد أن الوحي ظاهرة منفصلة عن ذات الرسول . ولقد جزع رسول الله من هذا الانقطاع.
**ماذا حدث بعد هذا الانقطاع؟
بعد هذا الانقطاع نزل عليه الوحي مرة أخرى.
عن جابر قال: قال رسول الله(بينما أنا أمشي إذ سمعت صوتًا، فرفعت بصري، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فرعبت منه، فرجعت فقلت: زملوني زملوني، فأنزل الله: يا أيها المدثر قم فأنذر، إلى قوله: والرجز فاهجرمتفق عليه. فحمي الوحي وتواترفكان أول ما نزل بعد فتور الوحي(يا أيها المدثر..).
**ما أول ما نزل من القرآن؟
أول ما أنزل من القرآن قوله تعالى{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} [العلق: 1، 2].  قال النووي(هذا هو الصواب الذي عليه الجماهير من السلف والخلف). لحديث عائشة السابق (قال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ.. قال: اقرأ باسم ربك الذي خلق..). فقوله(ما أنا بقارئ) أي لا أحسن القراءة .
*هذا صريح في أنه لم يقرأ قبل ذلك شيئًا
* ولأن الأمر بالقراءة في الترتيب قبل الأمر بالإنذار.
فائدة:
صفة الوحي إلى نبينا توافق صفة الوحي إلى من تقدمه من النبيين. كما قال تعالى{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} [النساء: 163].
**اذكر مراتب الوحي كما ذكرها ابن القيم؟
قال ابن القيم:
1- الرؤيا الصادقة: كما في حديث عائشة السابق (أول ما بدئ به رسول الله الرؤيا الصادقة)
2 - ما يلقيه الملك في روعه وقلبه من غير أن يراه: عن ابن مسعود قال: قال رسول الله(إن روح القدس نفث في رُوعي أن لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب) رواه ابن ماجهقوله(روعي) أي قلبي
3 - أنه كان يتمثل له الملَك رجلاً: كما في حديث عمر (أن رسول الله قال له: أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) رواه مسلم.
4 - أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس وهو أشده عليه: عن عائشة (أن الحارث بن هشام سأل رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال: أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده عليّ فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال..) رواه البخاري.
(صلصلة الجرس) الصلصلة في الأصل صوت وقوع الحديد بعضه على بعض، ثم أطلق على كل صوت له طنين .(وهو أشده علي) قال الحافظ: يفهم منه أن الوحي كله شديد، لكن هذه الصفة أشدها(فيفصم عني) أي يقلع عني ويتجلى ما يغشاني .
* كلام الله له منه إليه بلا واسطة ملككما تم ذلك في الإسراء والمعراج حيث فرض عليه وعلى أمته الصلوات الخمس بدأت الدعوة سرية ، 
**لماذا بدأت الدعوة سرية ؟
 لئلا يفاجأ أهل مكة بما يهين ، ويثيرهم عليه ،فيدنو الدعوة في مهدها  لكي يتكون للدعوة أنصار وأعوان يقفون معها ويحمونها إذا هجر بها الرسول صلى الله عليه وسلم وظهر لها أعداء يحاولون القضاء عليها ولكن الأصل في الدعوة الإعلان أما السرية فلا تكون إلا لضرورة يقدرها أهل العلم وهي استثناء وليست أصلا .

السؤال الثامن عشر :
**بشأن إعلان الدعوة والجهد بها ؟
 ( وأنذر عشيرتك الأقربين )
عن عائشة رضي الله عنها -قالت : لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين ) قام الرسول عليه الصلاة والسلام فقال : ( يا فاطمة بنت محمد ، يا صفية بنت عبدالمطلب ، يا بني عبدالمطلب لا أملك لكم من الله شيئا ، سلوني من مالي ما شئتم ) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ سورة الشعراء آية 214 ، وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى صَعِدَ الصَّفَا فَهَتَفَ يَا صَبَاحَاهْ ، فَقَالُوا : مَنْ هَذَا ؟ فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ ، فَقَالَ " أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ مِنْ سَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ ؟ " قَالُوا : مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا ، قَالَ : " فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ " ، قَالَ أَبُو لَهَبٍ : تَبًّا لَكَ مَا جَمَعْتَنَا إِلَّا لِهَذَا ، ثُمَّ قَامَ ، فَنَزَلَتْ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ سورة المسد آية 1
**فأعلن بالدعوة وجاهر قومه بالعدواة واشتد الأذى عليه وعلى المسلمين والبدء بالأقربين مطالب به ويسأل كل فرد منا نفسه ماذا قدم لزوجه وأولاده والديه هل أمرهم بالطاعات ونهاهم عن المعاصي أم هو غافل عنهم ؟
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ 

 السؤال التاسع عشر
**لماذا هذه المواجهة القوية من أبي لهب وهذا العداء المعلن في أول لحظة ؟؟
لكي يتضح للجميع أن هذه الدعوة ليست دعوة عشائرية أو عصبية قبلية بل هو دين ورسالة من الله تعالى إلى خلقه من الأنس والجن وفي قوله تعالى(ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك ربك وكن من الساجدين وعبد ربك حتى يأتيك اليقين )هذه الآية تشير إلى أن رسول الله يضيق صدره بسبب أقوالهم المعاناة للدين وقد بين الله تعالى لنبينا الفرج من هذا
وهو إن ضاق صدرك( فسبح) وهو حل لكل من يضيق صدره في أمور حياته و هو العلاج الذي نزل به الوحي لإزالة ضيق الصدر

 السؤال العشرون
**ما موقف قريش من جهر النبي عليه الصلاة والسلام بالدعوة ؟؟
موقف قريش من النبي صلى الله عليه وسلم:
أخذت قريش ترميه بالجنون، وتنعته بالشعر والكهانة، وتصف ما ينزل عليه من القرآن بأنه أساطير الأولين، وتنسبها إلى رجل أعجمي، وتزعم أنه هو الذي يمليها عليه، وهو الذي يُعلِّمه إياها. ولا يكفيها هذا الإيذاء الكلامي، فتُلْقي الأشواك في طريقه، وتضع الأقذار بين كتفيه وهو ساجد تجاه الكعبة لربه، ويعتدي عليه بعض رجالها بالخنق والضرب، ولأن عمه أبا طالب وعشيرته من بني هاشم وبني المطلب قد كانت تسانده وتقف إلى جانبه، فإن قريشًا لم تستطع قتله، ولم تجرؤ على إغراء أحد سفهائها بذلك خوفًا من اشتعال الحرب الأهلية في مكة، وانقسام العشائر والبطون بين مؤيد لهذه الجريمة ومعارض فيها، ولهذا فإنها اضْطُرت إلى الذهاب إلى أبي طالب تطلب منه كف محمد عن عيب الآلهة واحتقار دين الآباء والأجداد، وتعرض عليها أجمل شبابها وأروعهم حُسنًا ليأخذه ويخلي بينهم وبين النبي ليقتلوه، ويرفض أبو طالب كف ابن أخيه ويرفض ضم الشاب الذي عرضوه عليه إلى عشيرته، وتُضْطر قريش إلى الوعيد والتهديد، ويستدعي أبو طالب النبي ويقص عليه ما جرى وينصحه بالكف والمهادنة، ويرفض النبي ويؤكد له أنه مُصِرٌّ على الثبات على دعوته، والمضي في طريقه، ويقول له(يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، ما تركْتُ هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهْلِكَ دونه). ولا تجد قريش - وقد رأت صلابة النبي ووقوف عشيرته إلى جواره - إلا أن تجرب معه سلوكًا آخر، لعلها تنجح فيما أخفق فيه سلوكها الأول، ويتولى ذلك منها الوليد بن المغيرة، فهو من كبار أعيانها، وهو إذا قال شيئًا كان حريًّا أن يحققه ويفيَ به.

السؤال الحادي و العشرون
كانت الدعوة السرية ثم الجهرية تركز على ربط
الناس بالله فلا تتعلق القلوب بغيره ولا ينفع الفرد قبيلته هذه القضية المهمة وهي قضية التوحيد **فلماذا التوحيد أولا ؟؟
قضية التوحيد هي قضية الرسل من قبله عليه الصلاة والسلام وكذلك ينبغي أن تكون هي قضية كل داعية إلى الله سبحانه وتعالى.
فالتوحيد إذا صلح صلح ما بعده من الأعمال وإذالم يتحقق التوحيد فلا قيمة لأي عمل بدونه يقول ابن القيم(كلما كان توحيد العبد أعظم كانت مغفرة الله له أتم ، فمن ليه لا يشرك بالله شيئا البته غفر الله له ذنوبه كلها كائن ما كانت ولم يعذب بها )
ويقول(ولما كان الشرك خبيث العنصر خبيث الذات لم تطهر النار خبثه بل لو خرج منها لعاد خبيثا كما كان ، كا لكلب إذا دخل البحر ثم خرج منه ، فلذلك حرم الله على المشرك الجنة)

السؤال الثاني و العشرون
** كيف كانت الهجرة الأولى إلى الحبشة ،
**وهل نزلت في هذا آيات من القرآن ؟
 قال الله تعالى { والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون } ( النحل:41) قال قتادة – رحمه الله" المراد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ظلمهم المشركون بمكة وأخرجوهم حتى لحق طائفة منهم بالحبشة، ثم بوأهم الله تعالى دار الهجرة، وجعل لهم أنصاراً من المؤمنين " .وكان الذي دعى الصحابة لتلك الهجرة عدة أساب، منها شدة العذاب الذي لاقاه الصحابة من المشركين، حيث استخدم المشركون شتى أنواع العذاب لكي يفتنوا الصحابة عن دينهم، وكان نشر الدعوة خارج مكة المكرمة، وتكوين قاعدة تحمي العقيدة سبباً رئيساً آخر لتلك الهجرة. وهكذا هاجر أول فوج من الصحابة إلى الحبشة في السنة الخامسة للبعثة، وكان هذا الفوج مكوناً من اثني عشر رجلاً و أربع نسوة، كان في مقدمتهم عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رحيلهم تسللاً تحت جنح الظلام حتى لا تشعر بهم قريش، فخرجوا إلى البحر عن طريق جدة، فوجدوا سفينتين تجاريتين أبحرتا بهم إلى الحبشة، ولما علمت قريش بخبرهم خرجت في إثرهم، وما وصلت إلى الشاطئ إلا وكانوا قد غادروه في طريقهم إلى الحبشة، حيث وجدوا الأمن والأمان، ولقوا الحفاوة والإكرام من ملكها النجاشي الذي كان لا يظلم عنده أحد، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .
**ومما يستفاد من أحداث الهجرة إلى الحبشة : 
 1- الصبر على الشدّة والبلاء في سبيل الله فلقد لاقى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مكة المكرمة، من الشدّة والأذى ما يصعب على غيرهم احتمالُه.
2- ثبات المؤمنين على عقيدتهم ودينهم الحنيف، دون الخضوع لضغوط الأعداء.
3- شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ورحمته بهم، حيث أشار عليهم بالهجرة إلى الحبشة.

السؤال الثالث العشرون
-جاء إسلام حمزة عم الرسول عليه الصلاة والسلام وإسلام عمر بن الخطاب في عام واحد
ما وقع إسلامها على المسلمين والمشركين؟
مرت على المسلمين في مكة أيام غلاظ شداد مظلمة اضطرت فيها جماعات من المسلمين أن تفر بدينها إلى أماكن شتى وبطرق مختلفة، وبقي من بقي يكابد العنت والضيق من شطط المشركين وكيدهم، إلا أن عناصر جديدة دخلت الإسلام جعلت قريشاً تتروى في أمرها قبل أن تقدم على إساءاتها المبيَّتة ضد المسلمينومن هؤلاء الذين أسلموا وكان إسلامهم فتحاً ونصراً للإسلام والمسلمين، وحسرة على المشركين حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم وكان رجلاً قوياً ذا عزيمة وشجاعة، وسبب إسلامه هو الغضب والحمية لابن أخيه صلى الله عليه وسلم، وخبر ذلك أن حمزة رضي الله عنه كان قادماً من الصيد فلقيته مولاة لعبد الله بن جدعان وأخبرته أن أبا جهل قد سب ابن أخيه سباً قبيحاً وآذاه، فأسرع حمزة وقد تملَّكه الغضب حتى جاء النادي الذي فيه أبو جهل ، وهو جالس بين قومه فوقف حمزة على رأسه وضربه بالقوس فشج رأسه شجة كبيرة وقال له : أتشتمه وأنا على دينه؟ أي تشتم محمداً وأنا أدين بدينه؟، فكان إسلام حمزة رضي الله عنه في بادئ الأمر حمية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأنفة أن يهان وهو ابن أخيه ، ثم شرح الله صدره للحق، قال حمزة رضي الله عنه: لما احتملني الغضب وقلت أنا على دينه، أدركني الندم على فراق دين آبائي وقومي وبت من الشك في أمر عظيم لا أكتحل بنوم ، ثم أتيت الكعبة وتضرَّعت إلى الله سبحانه أن يشرح صدري للحق ويذهب عني الريب، فما أتممت دعائي حتى زاح عني الباطل وامتلأ قلبي يقيناً ، فغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا لي بأن يثبتني الله، وأما الرجل الآخر الذي كان إسلامه كذلك فتحاً ونصراً للمسلمين، وخزياً للمشركين وحسرة عليهم فهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
-قالت زوجة عامر بن ربيعة : " والله إنّا لنترحل إلى أرض الحبشة وقد ذهب عامر في بعض حاجاتنا ، إذ أقبل عمر بن الخطاب حتى وقف علىَّ وهو على شركه وكنَّا نلقي منه البلاء أذىً لنا وشدةً علينا، فقال : إنَّه الانطلاق يا أم عبد الله؟ قالت: قلت نعم والله لنخرجن في أرض الله، آذيتمونا وقهرتمونا، حتى يجعل الله لنا مخرجاً، فقال عمر صحبكم الله ، ورأيت له رقة لم أكن أراها ثم انصرف وقد أحزنه فيما أرى خروجنا، قالت فجاء عامر بحاجته فقلت يا أبا عبد الله لو رأيت عمر آنفاً ورقته وحزنه علينا، قال: أطمعتِ في إسلامه؟ قلت: نعم، قال : والله لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب "، قال ذلك يأساً منه لِمَا كان يرى من غلظته وقسوته على الإسلام، ولكن قلب المرأة كان أصدق من رأي الرجل، فإن غلظة عمر كانت قشرة خفيفة تكمن وراءها ينابيع من الرقة والعطف والسماحة تفجرت بعد إسلامه قال ابن مسعود رصي الله عنه" إن إسلام عمر كان فتحاً، وإن هجرته كانت نصراً، وإن إمارته كانت رحمة، ولقد كنَّا ما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر ، فلما أسلم قاتل قريشاً حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه " ، وروى البخاري عن ابن مسعود كذلك قال" مازلنا أعزة منذ أسلم عمر "

السؤال الرابع و العشرون
-كان حصار أهل مكة الجائر للنبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من بني هاشم وبني المطلب في بداية المحرم سنة سبع من البعثة النبوية واستمر نحو ثلاث سنين،
**كيف كان ذلك؟
قال ابن القيم في زاد المعاد: لما رأت قريش أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلو والأمور تتزايد أجمعوا أن يتعاقدوا على بني هاشم وبني المطلب وبني عبد مناف ألا يبايعوهم ولا يناكحوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في سقف الكعبة... فانحازت بنو هاشم وبنو المطلب مؤمنهم وكافرهم؛ إلا أبا لهب فإنه ظاهر قريشاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبني هاشم وبني المطلب، وحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه في شعب أبي طالب ليلة هلال المحرم سنة سبع من البعثة، وبقوا محصورين مضيقاً عليهم جداً مقطوعاً عنهم الميرة والمادة نحو ثلاث سنين حتى بلغ بهم الجهد... ثم أطلع الله رسوله على أمر صحيفتهم وأنه أرسل إليها الأرضة فأكلت جميع ما فيها من جور وقطيعة وظلم؛ إلا ذكر الله عز وجل، فأخبر بذلك عمه فخرج إليهم فأخبرهم أن ابن أخيه قال كذا وكذا، فإن كان كاذباً خلينا بينكم وبينه، وإن كان صادقاً رجعتم عن ظلمنا، قالوا: أنصفت... فأنزلوا الصحيفة فلما رأوا الأمر كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ازدادوا كفراً وعناداً... وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الشعب.
وذلك سنة عشر من بعثته صلى الله عليه وسلم كما ذكر ذلك غير واحد من أهل السير، ويذكر أهل السير أنه بعد هذه الحادثة تعاقد نفر من عقلاء قريش على نقض هذه الصحيفة وسعوا في ذلك حتى حصل، وهؤلاء النفر هم: هشام بن عمرو من بني عامر بن لؤي، وزهير بن أبي أمية المخزومي، وأبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود، والمطعم بن عدي
والله أعلم.

السؤال الخامس و العشرون
**هل مات أبو طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم كافرا أم مسلما وكيف ذلك؟ علماً أن زوجته فاطمة بنت أسد من أوائل الداخلين في الإسلام وكيف سمح الرسول صلى الله عليه وسلم ببقائها على ذمته لحين وفاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن أبا طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم مات كافراً، لا يوجد في ذلك خلاف معتبر بين أهل العلم، وقد روى البخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما حضرت وفاة أبي طالب أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال"يا عماه قل لا إله إلا الله، أشهد لك بها يوم القيامة"، فقال: لولا أن تعيرني قريش يقولون: ما حمله عليه إلا جزع الموت، لأقررت بها عينك، ولا أقولها إلا لأقر بها عينك، فأنزل الله عز وجل(إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين).
وهكذا قال عبد الله بن عباس وابن عمر ومجاهد والشعبي وقتادة: إنها نزلت في أبي طالب، حين عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوللا إله إلا الله.
وروى البخاري من حديث عباس بن عبد المطلب أنه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال"هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار".
وروى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه فقال"لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه".
وفي رواية: "تغلي منه أم دماغه".
وروى مسلم من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"أهون أهل النار عذاباً أبو طالب، وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه".
وأما سماحه صلى الله عليه وسلم ببقاء فاطمة بنت أسد في عصمة أبي طالب، فإن ذلك كان قبل تحريم بقاء المؤمنات تحت الكفار، لأن أبا طالب مات عام الحزن، وهو قبل الهجرة بثلاث سنين، وتحريم بقاء المؤمنات في عصم الكفار نزل في صلح الحديبية عام ستة من الهجرة.
-أخرج الشيخان عن المسور ومروان بن الحكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عاهد كفار قريش يوم الحديبية جاءت نساء من المؤمنات، فأنزل الله(يا أيها الذين أمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات...) إلى قوله تعالى(... ولا تمسكوا بعصم الكوافر)، وأخرج الواحدي عن ابن عباس قال: إن مشركي مكة صالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية على أن من أتاه من أهل مكة رده إليهم، ومن أتى من أهل مكة من أصحابه فهو لهم، وكتبوا بذلك كتاباً وختموه، فجاءت سبيعة بنت الحارث الأسلمية بعد الفراغ من الكتاب، والنبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية، فأقبل زوجها وكان كافراً، فقال: يا محمد رد علي امرأتي، فإنك قد شرطت علينا أن ترد علينا من أتاك منا، وهذه طينة الكتاب لم تجف بعد، فأنزل الله هذه الآية.
فوفاة أبي طالب، ونزول تحريم بقاء المؤمنات في عصم الكفار بينهما تسع سنين. والعلم عند الله تعالى

السؤال السادس و العشرون
**بعد وفاة ابو طالب عم النبي عليه الصلاة والسلام وزوجه خديجة اشتد عليه البلاء من سفهاء قومه وأظهروا له العداء والأذى فخرج إلى الطائف وهي تبعد عن مكة 80 كيلو
**فكيف استقبل أهل الطائف دعوته عليه الصلاة والسلام ؟
بعد أن أمنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع السبل، وأخذ الحيطة والحذر، أقبل على الطائف وكله أمل أن تكون أرض خير وإسلام، لكن كانت المفاجأة!!
بدأ صلى الله عليه وسلم بسادات القوم الذين ينتهي إليهم الأمر، فكلمهم عن الإسلام ودعاهم إلى الله، فردوا عليه رداً قاسياً، وقالوا له: اخرج من بلادنا، ولم يكتفوا بهذا الأمر، بل أغروا به سفهاءهم وعبيدهم فتبعوه يسبونه ويصيحون به ويرمونه بالحجارة، فأصيب عليه الصلاة السلام في قدميه حتى سالت منها الدماء، وأصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن والتعب ما جعله يسقط على وجهه الشريف ، ولم يفق إلا و جبريل قائم عنده، يخبره بأن الله بعث ملك الجبال برسالة يقول فيها: إن شئت يا محمد أن أطبق عليهم الأخشبين، فأتى الجواب منه عليه السلام بالعفو عنهم قائلاً( أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا رواه البخاري .
 **واستمر أهل الطائف في إيذائه صلى الله عليه وسلم حتى اضطروه إلى بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة من سادات أهل الطائف، فجلس في ظل شجرة يلتمس الراحة والأمن، ثم دعا الله سبحانه وتعالى قائلا"اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربى ، إلى من تكلني ، إلى بعيد يتجهمني ؟ أو إلى عدو ملكته أمري ، إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن يحل علي غضبك ، أو أن ينزل بي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك "
 بعدها تحركت العاطفة في أهل ذلك البستان، فصرفوا عن رسول الله الأوباش والسفهاء، ثم جاءوا بغلام لهم نصراني يُدعى عداساً ليعمل على خدمة النبي، فحمل معه قطفاً من العنب، فلما وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مد يده إليه وقال(بسم الله) ثم أكل، فقال عداس إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلدة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم(من أي البلاد أنت؟) قال أنا نصراني من نينوى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم( أمن قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟) قال عداس: وما يدريك مايونس؟ قال عليه الصلاة والسلام( ذلك أخي كان نبياً وأنا نبي ) ، فأكب عداس على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدميه يقبلهما، فقال ابنا ربيعة، أحدهما للآخر: أما غلامك فقد أفسده عليك ! فلما جاء عداس قالا له ويحك ما هذا؟ قال لهما ما في الأرض خير من هذا الرجل، فحاولا توهين أمر النبي عليه الصلاة والسلام، كأنما عز عليهما أن يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف بأي كسب. 
**ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة ليستأنف خطته الأولى في عرض الإسلام وإبلاغ الرسالة للوفود والقبائل والأفراد، وزادت قريش من أذاها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلعت جلباب الحياء والمروءة، فراح بعض رجالاتها يلاحقونه عليه الصلاة والسلام في الأسواق والمواسم يرمونه بالكذب، ويحذرون العرب من اتباعه
إن رحلة النبي إلى الطائف على ما حصل فيها مليئة بالعظات والعبر، فمن ذلك:
**أن في توجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف بعد أن أعرض أهل مكة عنه، دليلاً على حرصه صلى الله عليه وسلم على هداية الناس، واستمراره في دعوته للإسلام، وعدم اليأس من استجابة الناس.
** وهذه الرحلة تعلمنا كيفية التعامل مع الآخرين بالأخلاق الحسنة، وذلك واضح من خلق العفو والصفح الذي واجه به رسول الله صلى الله عليه وسلم سادات ثقيف وسفاءها.
** وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم دليل على الصدق في هذه الدعوة المباركة، وأنه في وقت الشدائد والصعاب يكون الالتجاء لله عز وجل بهذا الدعاء، ففيه استمداد القوة منه سبحانه، وفيه الاستعانة بالله عند شدة الأذى، وفيه الخوف من غضب الله وسخطه على العبد.
** وفي قصة عداس حيث أسلم على يد النبي صلى الله عليه وسلم كما رجحه بعض العلماء، نتيجة إيجابية لهذه الرحلة، حيث رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف وقد هدى الله عداساً على يديه.
** وإن المتأمل في هجرة النبي للطائف وما لاقاه من أذى السفهاء لعظة وعبرة للدعاة الذين يتأسون بسيرته صلى الله عليه وسلم، فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لقي ما لقي من المشاق في سبيل إقامة هذا الدين، فمن باب أولى أن يلقى الدعاة مثل ذلك أو أشد.
**وختاماً فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستسلم لهذا الواقع الأليم، بل صبر وصابر، وواصل جهاده في الدعوة إلى الله، فكان عاقبة صبره نصر من الله، وفتح عظيم تتفيأ الأمة ظلاله، وتنعم بنوره إلى يومنا هذا، وإلى يوم الدين

السؤال السابع و العشرون
**فقه الإسراء والمعراج ؟
فمعجزة الإسراء والمعراج يضيق المقام عن سردها بالتفصيل، وأحاديثها في الصحيحين وغيرهما، ونلخص هنا أهم معالم هذه المعجزة، وتتمثل فيما يلي:
أولاً: أنه صلى الله عليه وسلم أسري به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس صحبه جبريل عليه السلام راكباً على البراق، وهو دابة دون البغل، وفوق الحمار أبيض، وربط البراق بحلقة باب المسجد.
ثانياً: دخل عليه الصلاة والسلام المسجد الأقصى، وصلى بالأنبياء إماماً.
ثالثاً: عرج به جبريل عليه السلام في تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء، وفي كل سماء يمر بنبي من الأنبياء عليهم السلام، فيسلم عليه، فيرد عليه السلام، ويرحب به.
رابعاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع إلى سدرة المنتهى، ثم إلى البيت المعمور، وأُتي بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل، فأخذ اللبن، فقال له جبريل عليه السلام: هي الفطرة التي أنت عليها وأمتك.
خامساً: فرضت عليه في تلك الليلة الصلاة خمسين صلاة، فراجع ربه عز وجل إلى أن خففها إلى خمس صلوات.
سادساً: أخبر النبي صلى الله عليه وسلم المشركين بما حدث، فكذبوه، فكشف الله تعالى له عن بيت المقدس، فوصفه لهم.
هذا ملخص ما حدث ليلة الإسراء والمعراج، ويمكنك مراجعة القصة كاملة في صحيح الإمام البخاري، وصحيح الإمام مسلم.
والله أعلم
**فوائد حادثة الإسراء والمعراج**
لما كان بيت المقدس مُهاجَر كثير من أنبياء الله تعالى؛ كان الإسراء بنبينا صلى الله عليه وسلم إليه ليُجمع له بين أشتات الفضائل. ومن حكم ذلك: أن يُعلم أنَّ هذه الأمة المحمدية أولى بهذا البيت من غيرهم. ولكن بسبب إعراضنا عن شرع ربنا ضاع بيت المقدس منَّا، وإن من البشارات النبوية التي يحسن التنويه إليها هنا قوله عليه الصلاة والسلام«لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلَّا الْغَرْقَدَ؛ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ»«[2]».
اختلف العلماء في تأريخ الإسراء والمعراج اختلافاً عظيماً، فذكر الإمام القرطبي المالكي -رحمه الله -في التفسير خمسة أقوال«[8]»، وذكر السيوطي –رحمه الله- «[9]» لذلك خمسة عشر قولاً.
وهذه فائدة تتفرع عنها الفائدة التالية:
** عدم التعيين تعيين للعدم.
وأريد بذلك: أنه لا يُشرع للإنسان أن يخص ليلة المعراج بقيام من بين الليالي، ولا نهارها بصيام من بين الأيام؛ إذ لو كان ذلك من الشرع في شيء لما اختُلف في تحديدها هذا الاختلاف، إذ كيف تُشرع عبادة في ليلة لا نصَّ في تحديدها ألبتة، وإنما هي أقوال دون إثباتها خرط القتاد!! قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "و أما الإسراء فقيل: كان في رجب، و ضعفه غير واحد"«[10]».
ولا يَستشكلنَّ أحدٌ أنَّ ليلة القدر لم تُحدَّد؛ لأنها في وتر العشر الأواخر من رمضان كما دلَّت عليه النصوص الصحيحة، وأما الليلة الموافقة لليلة الإسراء والمعراج فلا يصح في تحديدها إلا قول من قال: هي في إحدى ليالي العام!! وإذا كان الأمر كذلك فلا يمكن أن يشرع تخصيصها بشيء 

السؤال الثامن و العشرون
تابع فوائدالإسراء والمعراج
من الواجب اعتقاده: أن الإسراء والمعراج كان بجسد النبي صلى الله عليه وسلم وروحه، لا بروحه فقط؛ لما يلي:
أ‌. لأن هذا هو الذي يتماشى مع ظاهر النصوص، وليس من دليل يصرف هذه النصوص عن ظاهرها.
ب‌. ركوبه للبراق، وهي دابة فوق الحمار ودون البغل. ولو كان الإسراء بروحه لم يكن من حاجة للركوب.
ت‌. قوله تعالى:(أَسْرَى بِعَبْدِهِ)، فلو كان الإسراء بروحه لقال: روح عبده.
ث‌. لو كان بروحه لما كذبته قريش؛ فإن عقولهم لا تنكر أن الأرواح قد تجوب الآفاق في لحظة.
ج‌( وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا) «[12
أن أفضل الأنبياء نبيُّنا صلى الله عليه وسلم؛ لأنه تقدم عليهم وصلَّى بهم، وبلغ في المعراج مبلغاً لم يبلغه أحد منهم. وهذا مما لا ينازع فيه أحد.
**بعض الناس –هداهم الله- يحتفلون بليلة الإسراء والمعراج، وقد اصطلحوا على أنَّها ليلة السابع والعشرين من رجب! وفي تقديري أنه لو كان لابد من إبداء المشاعر لكان إبداء مشاعر الحزن أولى من إظهار الابتهاج والفرح؛ ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أُسري به إلى بيت المقدس، فأين بيت المقدس الآن؟
ثم إنَّا نستسمح المحتفلين أن نسألَ سؤالاً:
**هل احتفل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بهذا الليلة؟
فإن قالوا: نعم. قلنا( هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) «[13]».
وإن قالوا: لا. قلنا«أحسنُ الهدي هديُ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم» «[14]». فليسعْنا ما وسِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابَه.
وحديث المعراج دليل من مئات الأدلة التي تدل على علو الله تعالى على جميع مخلوقاته؛ فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم حجابه بعد السماء السابعة.
"وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ"{ «[20]»، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه. فعدد ملائكة الرحمن لا يحيط به إلا هو سبحانه

السؤال التاسع و العشرون
عرض الرسول نفسه على العرب في مواسمهم 
**قال ابن إسحاق : ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، وقومه أشد ما كانوا عليه من خلافه وفراق دينه ، إلا قليلا مستضعفين ، ممن آمن فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه في المواسم ، إذا كانت ، على قبائل العرب يدعوهم إلى الله ، ويخبرهم أنه نبي مرسل ، ويسألهم أن يصدقوه ويمنعوه حتى يبين  لهم  الله ما بعثه به .
**قال ابن إسحاق : فحدثني من أصحابنا ، من لا أتهم ، عن زيد بن أسلم عن [ ص: 423 ] ربيعة بن عباد الديلي ، أو من حدثه أبو الزناد عنه قال ابن هشام: ربيعة بن عباد .
**قال ابن إسحاق : وحدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس ، قال : سمعت ربيعة بن عباد ، يحدثه أبي ، قال : إني لغلام شاب مع أبي بمنى ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقف على منازل القبائل من العرب ، فيقول : يا بني فلان ، إني رسول الله إليكم ، يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه من هذه الأنداد ، وأن تؤمنوا بي ، وتصدقوا بي ، وتمنعوني ، حتى أبين عن الله ما بعثني بهقال : وخلفه رجل أحول وضيء ، له غديرتان عليه حلة عدنية . فإذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله وما دعا إليه ، قال ذلك الرجل : يا بني فلان ، إن هذا إنما يدعوكم أن تسلخوا اللات والعزى من أعناقكم ، وحلفاءكم من الجن من بني مالك بن أقيش ، إلى ما جاء به من البدعة والضلالة ، فلا تطيعوه ، ولا تسمعوا منهقال : فقلت لأبي : يا أبت ، من هذا الذي يتبعه ويرد عليه ما يقول ؟ قال : هذا عمه عبد العزى بن عبد المطلب ، أبو لهب 

السؤال الثلاثون
**وسط الغيوم الملبدة، والظلام الحالك، لاحت بشائر الخير، وأشرقت أنوار الفجر، آتية من يثرب (المدينة).. فبعد عام من المقابلة التي تمت بين الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونفر من أهل يثرب عند العقبة، جاء إلى موسم الحج في السنة الثانية عشرة من البعثة، اثنا عشر رجلا(عشرة من الخزرج واثنان من الأوس)، من الذين أسلموا، وفيهم الستة الذين دعاهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في العام الماضي، فلقوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند العقبة فبايعوه بيعة العقبة الأولى..
**وقد روى البخاري في صحيحه نص هذه البيعة وبنودها، فعن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:( بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروف، فمن وفَّى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة، ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله، فأمره إلى الله، إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه )، قال عبادة : فبايعناه على ذلك.
**وبنود هذه البيعة هي التي بايع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليها النساء فيما بعد، ومن ثم عرفت ببيعة النساء. وقد بعث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع المبايعين مصعب بن عمير ـ رضي الله عنه ـ، يعلمهم الدين، ويقرئهم القرآن، فكان يسمى بالمدينة (المقرئ).
**وأقام مصعب في بيت أسعد بن زرارة في يثرب، يدعو الناس إلى الإسلام، ويقود الحركة الدعوية الرائدة، وقد نجحت سفارته ودعوته نجاحا عظيما، حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا ودخلها الإسلام.. وقبل حلول موسم الحج التالي ـ السنة الثالثة عشرة ـ، عاد مصعب بن عمير إلى مكة يحمل إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بشائر الخير، ويقص عليه خبر يثرب، وما فيها من أرض خصبة للإسلام ودعوته 

السؤال الواحد و الثلاثون
كيف تمت بيعة العقبة الثانية ؟
**وكانت بعثته صلى الله عليه وسلم مصعباً أمراً غاية في الأهمية ، إذ سرعان ما آتت دعوة مصعب رضي الله عنها ثمارها ، فلم يمض إلا عام واحد حتى دخل أكثر أهل المدينة في الإسلام ، وهنا شعر المسلمون الجدد بمعاناة إخوانهم في مكة ، وهم في مدينتهم سادة ممتنعون عن الأذى والضيم ، ومع ذلك يؤذى رسولهم ، ويلاحق في جبال مكة وشعابها، ويهان أصحابه ، فرحل إلى مكة سبعون رجلا من أهل المدينة ، حتى قدموا في موسم الحج ، وواعدوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يلتقوا به في شعب العقبة ، ولندع أحد النقباء يحدثنا عن هذه البيعة المباركة ، وما وقع فيها من مواقف عظيمة ، حقها أن تكتب بماء الذهب .
**يقول كعب بن مالك رضي الله عنه ، فيما رواه الإمام أحمد في مسنده وحسنه الشيخ الأرناؤوط  ( فنمنا تلك الليلة - الليلة التي واعدوا فيها النبي ، وهي الليلة الثانية من أيام التشريق - مع قومنا في رحالنا حتى إذا مضى ثلث الليل ، خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم نتسلل مستخفين تسلل القطا - طائر - حتى اجتمعنا في الشعبالطريق في الجبل - عند العقبة ونحن سبعون رجلا ، ومعنا امرأتان من نسائهم نسيبة بنت كعب أم عمارة ، و أسماء بنت عمرو بن عدي بن ثابت ، قال : فاجتمعنا بالشِّعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءنا ومعه يومئذ عمه العباس بن عبد المطلب - وهو يومئذ على دين قومه إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له - فلما جلسنا كان العباس بن عبد المطلب أول متكلم ، فقال : يا معشر الخزرج  إن محمداً منا حيث قد علمتم ، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه ، وهو في عزِّ من قومه ، ومنعة في بلده ،قال : فقلنا قد سمعنا ما قلت ، فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ، ولربك ما أحببت ، فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتلا ، ودعا إلى الله عز وجل ، ورغب في الإسلام ، وقال : أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم ، وأبناءكم ، فأخذ البراء بن معرور بيده ،ثم قال : نعم ، والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرناجمع إزار ويكنى به عن المرأة - ، فبايعنا يا رسول الله - صلى الله عليه وسلمفنحن أهل الحروب ، وأهل الحَلَقَة - السلاح - ورثناها كابراً عن كابر ، فاعترض قول البراء وهو يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الهيثم بن التيهان حليف بني عبد الأشهل ، فقال : يا رسول الله إن بيننا وبين الرجاليعني اليهود - حبالاً وإنا قاطعوها ، فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله ، أن ترجع إلى قومك وتدعنا ، قال : فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : بل الدم الدم ، والهدم الهدم ، أنا منكم ، وأنتم مني ، أحارب من حاربتم ، وأسالم من سالمتم ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيباً يكونون على قومهم ، فأخرجوا منهم اثني عشر نقيباً منهم تسعة من الخزرج ، وثلاثة من الأوس ، ... وكان أول من أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور ، ثم تتابع القوم - يعني على المبايعة - ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ارفعوا إلى رحالكم ، قال : فقال له العباس بن عبادة بن نضلة : والذي بعثك بالحق لئن شئت لنميلن على أهل منى غداً بأسيافنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم أؤمر بذلك ، فرجعنا فنمنا حتى أصبحنا ، فلما أصبحنا غدت علينا جلة قريش - أي عظماؤها - حتى جاؤنا في منازلنا ، فقالوا يا معشر الخزرج إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا وتبايعونه على حربنا ، والله إنه ما من العرب أحد أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينه منكم ، فانبعث من هنالك من مشركي قومنا يحلفون لهم بالله ما كان من هذا شيء وما علمناه وقد صدقوا لم يعلموا ما كان منا ) .
**هذه هي بيعة العقبة وتلك هي أحداثها ، تكاد تتفجر بأمثلة الشجاعة والبطولة ، ولو ذهبنا نتأمل بعض المواقف فيها لأصابنا العجب من عظمتها وجلالتها

السؤال الثاني و الثلاثون :
** اذكر بعض الفوائد لحادثة الهجرة النبوية ؟
حدث الهجرة النبوية من أعظم الأحداث الإسلامية ، وقد ارتبط هذا الحدث بالبعثة وذلك عندما قال ورقة بن نوفل : "ليتني حيا إذ يخرجك قومك ،فقال النبي عليه الصلاة والسلام : أو مخرجي هم؟ قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي"  يعني نصب له العداء
كان أمر الهجرة توقيت ومكانا من الوحي
في صحيح البخاري( فإني قد أذن لي في الخروج ) فقال : أبو بكر الصحبة بأبي أنت يارسول الله مبادرة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين إلى أمتثال أمر رسول الله لهم بالهجرة
تاركين خلفهم الأموال والأوطان ولم يتخلف إلا من رغب أو حبس أو من كان عنده عذر
في الهجرة منقبة لإبي بكر رضي الله عنه فهو الذي اختاره الرسول للصحبة في الهجرة وهو الذي سخر له أولاده وخادمه وماله لإتمام.

السؤال الثالث و الثلاثون
تابع فوائد الهجرة
في أمر النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب أن يتخلف بعده لأداء الأمانات التي كانت لقرية عند الرسول الكريم نلحظ فائدتين : 
**التناقض العجيب في عمل كفار قريش ، فهم يرون الرسول أمينا ويودعون عنده الأمانات وعندما يخبرهم عن ربهم ويدعوهم إلى الله يقولون : ساحر كذا إلى آخر تلك الأوصاف
**أن رسول الله لم ينس حقوق الناس رغم خطورة الموقف وتآمر المشركين وهذا يدلنا على عظم حقوق الناس وأنها من الأهمية بمكان سواء مالية أو معنوية. 
لما قدم أبو بكر الصديق الراحلة التي أعدها للهجرة قال الرسول عليه الصلاة والسلام (بالثمن) وإنما فعل ذلك لتكون هجرته -عليه الصلاة والسلام -إلى الله بنفسه وماله رغبة منه في استكمال فضل الهجرة والجهاد على أتم أحوالها
لما وصل الكفار إلى مدخل الغار الذي كان الرسول مختبئا فيه حتى إن أحدهم لو نظر إلى موضع قدميه لأبصر النبي وصاحبه 🔸 في هذا الموقف يقول الرسول لأبي بكر : ما ظنك بإثنين
الله ثالثهما فهذه قوة الإيمان والثقة بالله والتوكل عليه ، التي نحتاج إلى التذكير بها وبخاصة تعلقت قلوب البعض بالأسباب في غفلة عن الإيمان بالله سبحانه وإحسان التوكل عليه جل شأنه
وقوله : ما ظنك بإثنين : هذه قاعدة مضطردة وهي بشرى لكل مؤمن بأن الله تعالى معه ، بحفظه ونصر وتأييده وتوفيقه

السؤال الرابع و الثلاثون
س/ بوصول النبي عليه الصلاة والسلام إلى الميتة تبدأ مرحلة جديدة من مراحل السيرة النبوية لماذا هذه مرحلة تمثل خطوة مهمة في الدعوة إلى الله ؟
ج/ أصبح للنبي عليه الصلاة والسلام والصحابة بلد يأوون إليه ويأمنون فيه ، ويعبدون ألله بلا خوف ولا تعذيب 
إذا هذه مرحلة البناء والتكوين للمجتمع الإسلامي الجديد في المدينة :
**بناء المسجد
**المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
**مواجهة أعداء الإسلام الجدد في المدينة وما حولها
**وفي نهاية المرحلة غزوة بني قريظة أو غزوة الأحزاب

السؤال الخامس و الثلاثون :
سما فائدة المعاهدة التي كتبها النبي عليه الصلاة والسلام مع اليهود الذين في المدينة ؟ 
ج/ لندرك أن الإسلام تشريع كامل فهو كما نظم علاقة المسلم بربه ، فهو أيضا ينظم علاقة المسلم بأخيه المسلم وعلاقة المسلم بمن معه في المجتمع سواء داخل المجتمع الإسلامي أم خارجه.
**وهذه المعاهدة التي بادر إليها الرسول رد عملي على أولئك الذين يريدون أن يحصروا الإسلام في نطاق العبادات التي تؤدى في المسجد دون أن يكون للإسلام أي تأثير على تنظيم الحياة وشؤونها 
**ولقد وادع الرسول عليه الصلاة والسلام اليهود في المدينة وعاهدهم ،وأقرهم على دينهم وأموالهم ، وهذه الوثيقة قبل 14 قرنا قرر فيها الرسول صلى الله عليه وسلم حرية العقيدة لغير المسلمين وحرمة المدينة وحرمة المال وحرمة الحياة وبذلك سبق الإسلام إلى تقرير حقوق الإنسان

السؤال السادس و الثلاثون :
س/ هل وفى اليهود بالعهد الذي التزم به محمد عليه الصلاة والسلام ؟
ج/ خبث اليهود وسوء طويتهم وعدواتهم الشديدة للإسلام والمسلمين ، فلم يمض على المعاهدة وقت يسير إلا وهم ينقضون العهد ويخونون الله ورسوله ولم يكتف اليهود بالكلام ، بل تجاوزه إلى العداء العملي حيث تآمروا على قتل الرسول عليه الصلاة والسلام وأبطل الله تعالى كيدهن وتآمر هم على حياة الرسول عليه الصلاة والسلام وسعادة للوقيعة بين الأوس والخزرج واعتداء على حرمات المسلمين وذلك عندما جاءت أمرأة مسلمة إلى سوق يهود بني قينقاع فأراد أحد اليهود كشف وجهها فامتنعت فعدم خفية إلى طرف ثوبها فعقده في رقبتها فلما قامت انكشفت عورتها ...فصاحت فقام أحد المسلمين فقتل اليهودي المعتدي

السؤال السابع و الثلاثون: 
سما موقف المنافقين من اليهود ؟
ج/ كانوا متعاونين ويسعى كل فريق منهم لتثبيت الفريق الآخر ونصرته على المسلمين ولهذا ينبغي أن تعي الأمة الإسلامية أن الكفر ملة واحدة سواء يهودا أو نصارى أو منافقين أو ملاحظة أو وثنيين ....فالهدف متفقة والغاية واحدة تجمعهم في حرب هذا الدين والكيد لأصحابه.

السؤال الثامن و الثلاثون :
س/ لما هاجر الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المدينة والمجتمع المسلم حوله ،بدأت التشريعات الإسلامية تنزل ، ما أهم هذه التشريعات ؟
ج/ 1/ " تشريع الآذان عن ابْنِ عُمَرَ , أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : كَانَ الْمُسْلِمُونَ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَيَّنُونَ الصَّلاةَ وَلَيْسَ يُنَادِي بِهَا أَحَدٌ فَاجْتَمَعُوا لِذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضُهُمْ : نَجْعَلُ نَاقُوسًا مِثْلَ نَاقُوسِ النَّصَارَى , وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ قَرْنًا مِثْلَ قَرْنِ الْيَهُودِ , فَقَالَ عُمَرُ : أَوَلا تَبْعَثُونَ رَجُلا يُنَادِي بِالصَّلاةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا بِلالُ , قُمْ فَنَادِي فَأَذِّنْ بِالصَّلاةِ " .متفق عليه
2/ تحويل القبلة إلى الكعبة : عن عبد الله بن عمر قال بينا الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشأم فاستداروا إلى الكعبة
3/ تشريع الصيام : الحكمة من التدرج في تشريع الصياملم يفرض الصوم جملة واحدة ، وإنما شرع على التدرج ، قال ابن القيم في بيان الحكمة من ذلك : " لما كان ـ أي الصوم ـ غيرَ مألوف لهم ولا معتاد ، والطباع تأباه ، إذ هو هجر مألوفها ومحبوبها ، ولم تذق بعدُ حلاوته وعواقبه المحمودة ، وما في طيه من المصالح والمنافع، فخيرت بينه وبين الإطعام ، وندبت إليه ، فلما عرفت علته – يعني حكمته – وألفته ، وعرفت ما ضمنه من المصالح والفوائد : حتم عليها عيناً ولم يقبل منها سواه ، فكان التخيير في وقته مصلحة، وتعيين الصوم في وقته مصلحة ، فاقتضت الحكمة البالغة شرع كل حكم في وقته ؛ لأن المصلحة فيه في ذلك الوقت "
س/ هل فُرِض صيامٌ قبل فرض صيام رمضان؟
 ج/ قال ابن حجر: " ذهب الجمهور – وهو المشهور عند الشافعية – إلى أنه لم يجب قط صوم قبل صوم رمضان "
4/ تشريع الزكاة : الزكاة التي ذكرت في القرآن المكي، لم تكن هي بعينها الزكاة التي شرعت بالمدينة، وحددت نصبها ومقاديرها، وأرسل السعاة لجبايتها وصرفها، وأصبحت الدولة مسئولة عن تنظيمهاأما في المدينة فقد كانت مجالاً رحبًا للحديث عن فريضة الزكاة: لتحديد نصبها ومقاديرها وشروطها، ولبيان مكانتها، والترغيب في أدائها، والترهيب من منعها، ولإعطاء الصور العملية لتنفيذهاوالله أعلم

السؤال التاسع و الثلاثون :
س/ ما أحداث غزوة بدر الكبرى ؟
جبدر : اسم بئر حفرها رجل من غفر اسمه ( بدر ) تسمى معركة بدر الكبرى / والعظمى أو بدر القتال أو يوم الفرقان سببها :
1- المعاملة الوحشية التي كان يعاملها المشركين للمسلمين دون رحمة أو شفقة .
2- هجرة المسلمين من مكة المنورة إلى المدينة المنورة بسبب العذاب والقسوة من المشركين .
3- مصادرة أموال المسلين ونهب أموالهم وممتلكاتهم والاستيلاء عليها .
وبعد ما حصل من المشركين وإيذائهم للمسلمين قرّر الرسول مواجهة الكفّار والانتقام للمسلمين واستعادة كل ما أخذ بالقوة ، عنده أخبر الرّسول بأنّ قافلة أبي سفيان المحملة بالبضائع والأموال المقدّرة بخمسين ألف درهم قادمة إلى مكّة المكرمة فقرّر الرّسول مهاجمته وإعادة أموال المسلمين ولكن لم تنجح خطة الرسول إذ علم أبي سفيان بخطّته وقام بتغيير اتجاه القافلة وأخبار قريش بنيّة المسلمين وطلب العون والمساندة ، ونجح أبي سفيان بإنقاذ القافلة وقام المشركين بتجهيز جيش لمقاتلة المسلمين لتجرئهم على سرقة قافلة المشركين بقيادة عمرو بن هشام والمسلمين بقيادة رسول الله وكان جيش المشركين يقدر بثلاث أضعاف جيش المسلمين وانتهت المعركة بانتصار المسلمين وهزيمة المشركين وقتل قائدهم القرشي وقتل 70 منهم وأسر 70 .
الفوائد الدعوية المستخرجة من غزوة بدر الكبرى :
جزاء السيئة بمثلها فإن قريش اعتدت على المؤمنين وآذتهم في دينهم وأموالهم وأهلهم لما علم الرسول عليه الصلاة والسلام بخبر العير وأنها نجت استشار أصحابهوهذا دليل على مشروعية الشورى في الأمور التي لا نص فيها ثم إن هذه المشورة بمثابة اختبار لمعرفة مدى استعدادهم للقاء العدو رغم قلة العدد والعدة. لما بلغ الرسولَ محمداً خبرُ نجاة القافلة وإصرار زعماء مكة على قتال المسلمين استشار أصحابَه في الأمر،[26] وحينئذ تزعزعت قلوب فريق من الناس، وخافوا اللقاء الدامي، فنزلت فيهم آيات من سورة الأنفال تصف أمرهم"كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ" .[1][27]
وقد أجمع قادة المهاجرين على تأييد فكرة التقدم لملاقاة العدو،[28] ومنهم أبو بكر وعمر بن الخطاب والمقداد بن الأسود، فقد قال المقداد بن الأسود (وهو من الصحابة المهاجرين) للرسول محمد: «يا رسول الله، لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [29] ولكن امضِ ونحن معك».

السؤال الأربعون :
سما فضيلة من شاركوا في غزوة بدر الكبرى؟؟
ج/ أخرج البخاري عن معاذ بن رفاعة عن أبيه : جاء جبريل إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال ( ما تعدون أهل بدر فيكم)؟ قال : من أفضل المسلمين - أو كلمة نحوها - قال : وكذلك من شهد بدرا من الملائكة ) حدثنا أبو إسحاق عن حميد قال سمعت أنسا رضي الله عنه يقول أصيب حارثة يوم بدر وهو غلام فجاءت أمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله قد عرفت منزلة حارثة مني فإن يكن في الجنة أصبر وأحتسب وإن تك الأخرى ترى ما أصنع فقال ويحك أوهبلت أوجنة واحدة هي إنها جنان كثيرة وإنه في جنة الفردوس الحاشية رقم: 1
ص: 355 ] قوله : ( باب فضل من شهد بدرا ) أي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من المسلمين مقاتلا للمشركين ، وكأن المراد بيان أفضليتهم لا مطلق فضلهم .

السؤال الواحد والأربعون :
زاد المعاد في هدي خير العباد للحافظ ابن القيم فيما اشتملت عليه هذه الغزوة من الأحكام والفِقه
س/ ما الفوائد المستخرجة من أحداث غزوة أحد ؟
ج/ فيما اشتملت عليه هذه الغزوة من الأحكام والفِقه منها
1/ أن الجهادَ يلزمُ الشُّروع فيه، حتى إن مَنْر لَبِسَ لأْمَتَه وَشَرَعَ في أسْبَابِهِ، وتأَهَّبَ لِلخُروج، ليس له أن يَرْجِعَ عن الخروج حتى يُقاتِلَ عدوَّه.
2 / أنه لا يَجِبُ على المسلمين إذا طَرَقَهُمْ عدوُّهم فى ديارهم الخروجُ إليه، بل يجوزُ لهم أن يلزمُوا دِيارهم، ويُقاتلوهم فيها إذا كانَ ذلك أنصرَ لهم على عدوِّهم، كما أشار به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عليهم يومَ أُحُد. 
3/ جوازُ سُلُوكِ الإمام بالعسكرِ فى بعض أملاك رعيَّته إذا صادفَ ذلك طريقَه، وإن لم يرضَ المالكُ.
4/ أنه لا يأذنُ لِمن لا يُطيق القِتَالَ من الصبيان غيرِ البالغين، بل يردُّهم إذا خرجوا، كما رد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ابنَ عمر ومَن معه.
5/ جوازُ الغزوِ بالنساء، والاستعانةُ بِهِنَّ في الجهاد.
6/ جوازُ الانغماس في العدو، كما انغمسَ أنسُ بنُ النضر وغيرُه.
7/ أن الإمَامَ إذا أصابته جِراحة صلَّى بهم قاعداً، وصلُّوا وراءه قعوداً، كما فَعَلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في هذِهِ الغزوة، واستمرت على ذلك سُـنَّته إلى حين وفاته. 
8/ جوازُ دعاءِ الرجل أن يُقتَلَ في سَبيل الله، وتمنيه ذلك، وليس هذا من تمنى الموت عنه، كما قال عبد الله بن جحش: اللَّهُم لقني من المشركين رجلاً عظيماً كفره، شديداً حَردُه، فأقاتله، فيقتلني فيك،. ويسلبني، ثم يجدَع أنفى وأذني، فإذا لقيتُكَ، فقلتَ: يا عبدَ اللهِ بن جحش، فيم جُدِعْتَ ؟ قلت: فيك يا رَبِّ.
9/ أن المسلِمَ إذا قتل نفسه، فهو من أهل النار، لقوله صلى الله عليه وسلم في قُزْمَانَ الذي أبلى يومَ أُحُدٍ بلاءً شديداً، فلما اشتدَّت بِهِ الجِراحُ، نَحَرَ نفسه، فقال صلى الله عليه وسلم:( هُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ).
10/ أن السُّـنَّةَ في الشهيدِ أنه لا يُغَسَّل، ولا يُصلَّى عليه ، ولا يُكَفَّن في غير ثيابه، بل يُدفَن فيها بدمه وكُلومه، إلا أن يُسْلَبَهَا، فيكفَّنَ في غيرها 
11/ أنه إذا كان جُنباً، غُسِّلَ كما غسَّلَتِ الملائكةُ حنظلةَ بن أبى عامر.
12/ أن السُّـنَّة في الشهداء أن يُدفنوا في مصَارِعهم، ولا يُنقلوا إلى مكان آخر، فإن قوماً من الصحابة نقلوا قتلاهم إلى المدينة، فنادي منادى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم بالأمرِ بَردِّ القتلى إلى مصارعهم، قال جابر: بينا أنا في النَّظَّارَةِ، إذ جاءت عمتي بأبي وخالي عَادَلَتْهُمَا على ناضِح، فدخَلَتْ بهما المدينة، لنَدْفِنَهُمَا فى مقابرنا، وجاء رجل يُنادى: ألا إنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُكُـم أن تَرْجِعُوا بِالقَتْلَى، فَتَدْفِنُوهَا فى مَصَارِعِهَا حَيْثُ قُتِلَتْ. قال: فرجعنَا بِهِمَا، فدفنَّاهما في القتلى حيثُ قُتِلا، فبينا أنا فى خلافةِ معاويةَ بنِ أبى سُفيان، إذ جاءني رجلٌ، فقال: يا جابرُ؛ واللهِ لقد أثار أَبَاكَ عُمَّالُ معاويَة فبدا، فخَرجَ طائفة منه، قال: فأتيتُه، فوجدتُه على النحو الذي تركتُه لم يتَغيَّرْ منهُ شئ. قال: فواريتُه، فصارت سُـنَّة في الشهداء أن يُدْفَنُوا في مصارِعهم.
13/ جوازُ دفن الرجلينِ أو الثلاثة في القبر الواحد، فإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ يَدْفِنُ الرجلين والثلاثة في القبر، ويقول:( أيُّهم أكْثَرُ أخذاً لِلقُرآنِ، فإذا أشارُوا إلى رَجُلٍ، قَدَّمه في اللحد ).

السؤال الثاني والأربعون : 
س/ ما أحداث غزوة الخندق ومن النتيجة ؟
جفي سبب هذه الغزوة وكان سبب غزوة الخندق أن اليهودَ لما رَأُوا انتصارَ المشركين على المسلمين يَوْمَ أُحُد، وعلِمُوا بميعادِ أبى سفيان لِغزو المسلمين، فخرج لذلك، ثم رجع للِعام المُقْبِلِ، خرج أشرافُهم، كسلاَّم بن أبى الحُقيق، وسلاَّم بن مِشْكَم، وكِنَانة بن الرَّبيع وغيرِهم إلى قريش بمكة يُحرِّضُونهم عَلَى غَزوِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عَليه وسلمفلما سَمِعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بمسيرهم إليه، استشار الصحابةَ، فأشار عليه سلمانُ الفارسى بحفر خندقٍ يحُول بين العدوِّ وبينَ المدينة، فأمر به رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فبادر إليه المسلمون، وعَمِلَ بنفسه فيه، وبادروا هجومَ الكُفّارِ عليهم، وكان فى حَفرِه من آياتِ نُبوته، وأعلام رسالته ما قد تواتر الخبرُ به، وبلغ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خبرُ بنى قُريظة ونقضهم للعهد، فبعث إليهم السَّعْديْنِ، وخوَّاتَ بن جُبير، وعبدَ اللهِ بن رواحة لِيَعْرِفُوا: هل هم على عهدهم، أو قد نقضُوه ؟ فلما دَنوْا منهم، فوجدُوهم على أخبث ما يكون، وجاهروهم بالسبِّ والعداوة، ونالُوا مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانصرفُوا عنهم، ولحنُوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لحناً يُخبرونه أنهم قد نقضُوا العَهد، وغدَرُوا، فعظُمَ ذلك على المسلمين، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عند ذلك( اللَّهُ أكْبَرُ أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ المُسْلِمينَ )، واشتدَّ البلاءُ، ونَجَمَ النِّفَاقُ، واستأذن بعضُ بنى حارثة رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فى الذهاب إلى المدينة وقَالُوا: { إنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ ومَا هِىَ بِعَوْرَةٍ إنْ يُرِيدُونَ إلاَّ فِرَاراً}[الأحزاب: 13] ، وهمَّ بنو سلمَةَ بالفَشَلِ، ثم ثبَّت اللهُ الطائفتين.
وخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فى ثلاثة آلاف من المسلمين، فتحصَّن بالجبل من خلفه، وبالخندق أمامهمثم إنَّ الله عزَّ وجلَّ وله الحمدُ صنع أمراً مِنْ عنده، خَذَلَ به العدوَّ، وهزم جموعَهم، وفلَّ حدَّهم، فكان مما هيَّأَ مِن ذلك، أن رجلاً مِن غَطَفَانَ يُقَال له: نُعَيْمُ بنُ مسعود بنِ عامر رضى الله عنه، جاء إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللهِ؛ إنى قد أسلمتُ، فمُرنى بما شئت، فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم( إنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ وَاحِدٌ، فَخَذِّلْ عَنَّا مَا اسْتَطَعْتَ فَإنَّ الحَرْبَ خَدْعَة )، فذهب مِن فوره ذلك إلى بنى قُريظة، وكان عشيراً لهم فى الجاهلية، فدخل عليهم، وهم لا يعلمون بإسلامه، فقال: يا بنى قُريظة؛ إنكم قد حاربتُم محمداً، وإن قريشاً إن أصابُوا فُرصة انتهزوها، وإلا انشمَرُوا إلى بلادهم راجعين، وتركُوكُم ومحمداً، فانتقم منكم. قالوا: فما العملُ يا نُعيم ؟ قال: لا تُقاتِلُوا معهم حتى يُعطوكم رهائِن، قالوا: لقد أشرتَ بالرأى، ثم مضى على وجهه إلى قُريش، فقال لهم: تعلمون وُدِّى لكم، ونُصحى لكم، قالوا: نعم. قال: إن يهودَ قد نَدِمُوا على ما كان منهم من نقضِ عهد محمد وأصحابه، وإنهم قد راسلُوه أنهم يأخذون منكم رَهائِنَ يدفعونَها إليه، ثمَ يُمالِئُونه عليكم، فإن سألوكم رهائِنَ، فلا تُعطوهم، ثم ذهب إلى غَطَفَان، فقال لهم مِثْلَ ذلِكَ، فلما كان ليلةُ السبت من شوَّال، بعثوا إلى اليهود: إنَّا لسنا بأرض مُقام، وقد هلك الكُراعُ والخُفُّ، فانهضُوا بنا حتى نُنَاجِزَ محمَّداً، فأرسل إليهم اليهود: إن اليومَ يومُ السبت، وقد علمتم ما أصاب مَنْ قبلنا أحدثُوا فيه، ومع هذا فإنَّا لا نُقاتِلُ معكم حتى تبعثوا إلينا رَهائِنَ، فلما جاءتهم رُسُلُهُم بذلك، قالت قُريش: صدقَكُم واللهِ نُعيم، فبعثوا إلى يهود: إنَّا واللهِ لا نُرسِلُ إليكم أحداً، فاخرجُوا معنا حتى نُناجِزَ محمداً، فقالت قُريظة:صدقكم والله نُعيم، فتخاذلَ الفريقانِ، وأرسلَ اللهُ على المشركين جُنداً من الريح، فجعلتْ تُقوِّضُ خِيامَهم، ولا تَدَعُ لهم قِدراً إلا كَفَأتْها، ولا طُنُباً، إلا قَلَعَتْه، ولا يَقِرُّ لهم قرار، وجندُ اللهِ مِن الملائكة يزلزلونهم، ويُلقون فى قلوبهم الرُّعْبَ والخوفَ، وأرسل رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُذيفةَ بن اليمان يأتيه بخبرهم، فوجدهم على هذه الحال، وقد تهيؤوا للرحيل، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره برحيل القوم، فأصبح رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقد ردَّ اللهُ عدوَّهُ بغيظه، لم ينالُوا خيراً، وكفاهُ الله قِتالهم، فصدق وعدَه، وأعزَّ جندَه، ونصر عبدَه، وهزم الأحزابَ

السؤال الثالث والأربعون :
الفوائد المستخرجة لقصة الإفك
قصة الإفكوذلك أن عائشة رضى اللَّهُ عنها كانت قد خَرَجَ بها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم معه فى هذه الغَزوةِ بقُرعة أصابَتْهَا، وكانَت تِلكَ عادته مع نسائه، فلما رجعُوا مِن الغزوة، نزلُوا فى بعض المنازل، فخرجَتْ عائشةُ لِحاجتها، ثمَّ رجعت، ففقَدَتْ عِقْداً لأُختها كانت أعارتها إياه، فرجَعَتْ تلتمسُه فى الموضع الذى فَقَدَتْهُ فيه، فجاء النَّفَرُ الَّذِينَ كانُوا يَرْحَلُونَ هَوْدَجَهَا، فظنُّوها فيه، فحملوا الهودجَ، ولا يُنكرون خِفته، لأنها رضىَ الله عنها كانت فَتِيَّةَ السِّن، لم يغشها اللَّحْمُ الذى كان يُثْقِلُهَا، وأيضاً، فإن النفرَ لما تساعدوا على حمل الهودج، لم يُنكِرُوا خِفَّته، ولو كان الذى حمله واحداً أو اثنين، لم يَخْفَ عليهما الحالُ، فرجعت عائشةُ إلى منازلهم، وقد أصابتِ العِقد، فإذا ليس بها داعٍ ولا مُجيب، فقعدت فى المنزل، وظنَّت أنهم سيفقدونها، فيرجِعُون فى طلبها، واللَّهُ غالِبٌ على أمرهِ، يُدبِّرُ الأمرَ فَوقَ عرشه كما يشاءُ، فغلبتها عيناهَا، فنامَتْ، فلم تستيقِظْ إلا بِقَوْل صَفْوَانَ بنِ المُعَطِّل: إنَّا للهِ وإنَّا إليه رَاجِعُونَ، زوجةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان صفوان قد عرَّسَ فى أُخريات الجيش، لأنه كان كثيرَ النوم، كما جاء عنه فى (صحيح أبى حاتم) وفى ( السنن ): فلما رآها عَرفها، وكانَ يَراها قبلَ نزولِ الحِجَابِ، فاسترجع، وأناخَ راحِلَته، فقرَّبها إليهَا، فركِبَتْهَا، وما كلَّمَها كلمةً واحدة، ولم تَسْمَعْ منه إلا استرجاعَه، ثم سار بها يَقُودُهَا حتَّى قَدِمَ بها، وقد نزل الجيشُ فى نحرِ الظهيرة، فلما رأى ذلك الناسُ، تكلَّم كُلٌ منهم بِشاكِلته، وما يَليقُ به، ووجد الخبيثُ عدوُّ اللهِ ابنُ أُبىّ متنفَّساً، فتنفَّس مِن كَرْبِ النفاق والحسدِ الذى بين ضُلوعه، فجعل يَستحكى الإفكَ، ويَستوشِيه، ويُشِيعه، ويُذِيعه، ويَجمعُه، ويُفرِّقه، وكان أصحابُه يتقرَّبُونَ به إليه، فلما قَدِمُوا المدينةَ، أفاضَ أهلُ الإفكِ فى الحديثِ، ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ساكِتٌ لا يتكلَّم ثم استشار أصحابَه فى فراقها، فأشار عليه علىٌ رضى الله عنه أن يُفارقَهَا، ويأخُذَ غيرها تلويحاً لا تصريحاً، وأشار عليه أُسامةُ وغيرُه بإمساكِها، وألا يلتفِتَ إلى كلام الأعداء ، فعلىُّ لما رأى أن ما قِيل مشكوكٌ فيه، أشار بترك الشَّكِّ والرِّيبة إلى اليقين ليتخلَّص رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من الهمِّ والغمِّ الذى لحقه مِن كلام الناس، فأشار بحسم الداء، وأُسامة لما عَلِمَ حُبَّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لها ولأبيها، وعَلِمَ مِن عِفتها وبراءتها، وحَصانتها ودِيانتها ما هى فوقَ ذلك، وأعظمُ منه، وعرفَ مِن كرامةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم على ربِّه ومنزلته عنده، ودفاعِه عنه، أنه لا يجعلُ ربةَ بيته وحبيبته من النساء، وبنتَ صِدِّيقه بالمنزلة التى أنزلها بهِ أربابُ الإفك، وأن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أكرمُ على ربه، وأعزُّ عليه من أن يجعل تحته امرأة بَغيّاً، وعلم أنَّ الصِّدِّيقةَ حبيبةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرمُ على ربها مِن أن يَبْتَلِيهَا بالفَاحِشَةِ، وهىَ تحتَ رسوله، ومَنْ قَوِيَتْ معرفته لله ومعرفته لرسوله وقدره عندَ اللهِ فى قلبه، قال كما قال أبو أيوب وغيره مِن سادات الصحابة، لما سمعوا ذلك{ سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ }[النور: 16].

السؤال الرابع والأربعون:
س/ما الفوائد المستخرجة من غزوة بني قريظة ؟؟
مبادرة الصحابة إلى امتثال أمر الرسول عليه الصلاة والسلام رغم ما بهم من الجهد والمشقة بعد غزوة الأحزاب ، فور عودتهم نادى منادي رسول الله : لا يصلي أحد العصر إلا في بني قريظة فبادرواإلى الخروج وهذا شأن المؤمن يبادر ولو كان الأمر شاق وترك التسويف موقف أبي لبابة رضي الله عنه الذي ذهب إلى بني قريظة لأجل أن يستشيروه، فلما وصل إليهم وسألوه أخبرهم أن نزولهم على حكم الرسول يعني الذبح، وقد شعر أن هذه خيانة لله ورسوله ،فذهب وربط نفسه بسارية المسجد حتى نزل قبول توبته ،من هذه القصة نأخذ أهمية النصيحة لله ورسوله فلا تجوز الخيانة لا خيانة الله ولا خيانة رسوله ولا خيانة كتابه ولا خيانة إمام المسلمين ولا خيانة عامة المسلمين في قول رسول الله لما جاءسعد بن معاذ( قوموا إلى سيدكم ) مشروعية احترام أهل الفضل والأكابر وتوقيرهم.
 س/كيف ينبغي التفريق بين القيام إلى الشخص والقيام للشخص والقيام على الشخص ؟؟؟
قال الشيخ العثيمين رحمه الله
الشيخ: هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أنه لا يقوم لأحد وهو يكره أن يقوم الناس له عليه الصلاة والسلام ولكنه ورد في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم إليه وفد ثقيف قام فإما يكون هذا القيام لاستقبالهم وإما أن يكون هذا القيام لأجل الكلام الذي أراد أن يتكلم به وعلى كل حال فلو أن الناس اعتادوا عدم القيام للقادم لكان هذا أفضل وأولى وأحسن ولكن ماداموا قد اعتادوا ذلك وصار من لم يقم يعتبره القادم مهيناً له فإنه لا ينبغي أن يفعل الإنسان ما فيه إلقاء العداوة بين الناس ولكن الأفضل كما قلت أن يعتاد الناس وأن يبين لهم أن السنة عدم القيام ولكن يجب أن يفرق بين القيام للشخص والقيام إليه والقيام عليه لأن هذه الأشياء الثلاثة يختلف حكمها فأما القيام إلى الشخص لاستقباله فهذا لا بأس به بل هو سنة
وأما القيام على الشخص فهذا منهي عنه القيام عليه بأن يقف الإنسان على الشخص وهو قاعد فهذا منهي عنه إلا لمصلحة أو حاجة
وأما أن تقوم للشخص وانت باقي في مكانك لا تتحرك إليه ، فهذه صفة قال عنها الشيخ ابن عثيمين :( لا بأس به إذا اعتاده الناس ، لأنه لم يرد النهي عنه ، وإنما النهي والتحذير من الذي يقام له : كما في الحديث الذي صححه الألباني :( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار)
  
السؤال الخامس والأربعون : 
س/ ما الفوائد المستخرجة من غزوة الحديبية ؟
فى بعض ما فى قصة الحُديبية مِن الفوائِدِ الفِقهية
فمنها: اعتمارُ النبى صلى الله عليه وسلم فى أشهر الحجِّ، فإنه خرج إليها فى ذى القعدة.
ومنها: أن الإحرامَ بالعُمرة من الميقات أفضلُ، كما أن الإحرامَ بالحجِّ كذلك،فإنه أحرم بهما مِن ذى الحُليفة، وبينها وبينَ المدينة ميلٌ أو نحوُه، وأما حديث:( مَنْ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ مِنْ بَيْتِ المَقْدِسِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ومَا تَأَخَّرَ) وفى لفظ:( كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ)فحديث لا يثبُت، وقد اضطرب فيه إسناداً ومتناً اضطراباً شديداً.
ومنها: أن سَوْقَ الهَدى مسنونٌ فى العُمرة المفرَدَة، كما هو مسنون فى القِران.
ومنها: أن إشْعَارَ الهَدى سُـنَّة لا مُثلَةٌ منهى عنها. 
ومنها: استحبابُ مُغايظة أعداءِ اللهِ، فإن النبىَّ صلى الله عليه وسلم أهدى فى جُملة هَدْيه جملاً لأبى جهل فى أَنْفِهِ بُرَةٌ مِن فضةٍ يَغيظُ به المشركين، وقد قال تعالى فى صفة النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه:{وَمَثَلُهُمْ فِى الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْئَهُ فآزَرَهُ فاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}[الفتح : 29]، وقال عَزَّ وجلَّ:{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِى سَبِيلِ اللهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍ نَيْلاً إلا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ، إنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة : 120].
ومنها: أن أميرَ الجيشِ ينبغى له أن يبعثَ العُيونَ أمامه نحوَ العدو.
ومنها: أن الاستعانَةَ بالمُشرِكِ المأمونِ فى الجهاد جائزةٌ عند الحاجة، لأن عَيْنه الخزاعىَّ كَانَ كافراً إذ ذاك، وفيه مِن المصلحة أنه أقربُ إلى اختلاطه بالعدوِّ، وأخذه أخبارهم.

السؤال السادس والأربعون:
س/أكمل فوائد غزوة الحديبية ؟؟
ومنها: استحبابُ مشورةِ الإمام رعيَّته وجيشه، استخراجاً لوجه الرأى، واستطابةً لنفوسهم، وأمناً لِعَتْبِهِم، وتعرفاً لمصلحةٍ يختصُّ بعلمها بعضُهم دون بعض، وامتثالاً لأمر الربِّ فى قوله تعالى: { وَشَاوِرْهُمْ فِى الأَمْرِ }[آل عمران : 159]، وقد مدَحَ سبحانه وتعالى عباده بقوله: { وَأمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}[الشورى:138].
ومنها: جواز سبى ذرارى المشركينَ إذا انفردُوا عن رجالهم قبل مقاتلة الرجال.
ومنها: ردُّ الكَلامِ الباطِل ولو نُسِبَ إلى غير مُكَلَّفٍ، فإنهم لما قالوا: خلأتِ القَصْوَاءُ، يعنى حَرَنَتْ وألحَّتْ، فلَمْ تَسِرْ، والخِلاء فى الابل بكسر الخاء والمدِّ نظير الحِران فى الخيل، فلما نسبُوا إلى الناقة ما ليس من خُلُقِهَا وطبعها، ردَّهُ عليهم، وقال:( ما خَلأَتْ ومَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُق )، ثم أخبر صلى الله عليه وسلم عن سبب بروكها، وأن الذى حَبَسَ الفيلَ عن مكة حبسها للحكمة العظيمة التى ظهرت بسبب حبسها، وما جرى بعده.
ومنها: أن تسميةَ ما يُلابسه الرجلُ مِن مراكبه ونحوها سُـنَّة.
ومنها: جوازُ الحَلِف، بل استحبابُه على الخبر الدينى الذى يريد تأكيده، وقد حُفِظَ عن النبى صلى الله عليه وسلم الحَلِف فى أكثر من ثَمَانِينَ موضعاً، وأمره الله تعالى بالحَلِفِ على تصدِيقِ ما أخبر به فى ثلاثة مواضِعَ: فى ( سورة يونس)، و(سبأ)، و(التغابن).
ومنها: أن المُشْرِكين، وأهلَ البِدَع والفجور، والبُغَاة والظَّلَمة، إذا طَلَبُوا أمراً يُعَظِّمُونَ فيه حُرمةً مِن حُرُماتِ الله تعالى، أُجيبُوا إليه وأُعطوه، وأُعينوا عليه، وإن مُنِعوا غيره، فيُعاوَنون على ما فيه تعظيم حرمات الله تعالى، لا على كفرهم وبَغيهم، ويُمنعون مما سوى ذلك، فكُلُّ مَن التمس المعاونةَ على محبوب للهِ تعالى مُرْضٍ له، أُجيبَ إلى ذلك كائِناً مَن كان، ما لم يترتَّب على إعانته على ذلك المحبوبِ مبغوضٌ للهِ أعظمُ منه، وهذا مِن أدقِّ المواضع وأصعبِهَا، وأشقِّهَا على النفوس، ولذلك ضاق عنه من الصحابة مَن ضاق، وقال عمر ما قال، حتَّى عَمِلَ له أعمالاً بعده، والصِّدِّيقُ تلقاه بالرضى والتسليم، حتى كان قلبُه فيه على قلبِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وأجاب عُمَرَ عما سأل عنه من ذلك بعَيْن جوابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك يدل على أن الصِّدِّيق رضى الله عنه أفضلُ الصحابة وأكملُهم، وأعرفُهم باللهِ تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأعلمُهم بدينه، وأقومُهم بمحابِّه، وأشدُّهم موافقةً له، ولذلك لم يسأل عمر عما عَرَضَ له إلا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وصِدِّيقَه خاصة دونَ سائر أصحابه.
ومنها: أن النبى صلى الله عليه وسلم عَدَلَ ذاتَ اليمين إلى الحُديبية. قال الشافعى: بعضُهَا مِن الحِل، وبعضُها مِن الحَرَم.
وروى الإمام أحمد فى هذه القصة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يُصلِّى فى الحرم، وهو مضطرب فى الحِل، وفى هذا كالدّلالة على أن مضاعفةَ الصلاة بمكة تتعلق بجميع الحرم لا يخصُّ بها المسجد الذى هو مكانُ الطواف، وأن قوله:(صَلاَةٌ فى المَسْجِدِ الحَرَام أَفْضَلُ مِنْ مِائة صَلاةٍ فى مَسْجِدى)، كقوله تعالى:{فَلا يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ}[التوبة : 128]، وقوله تعالى:{سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}[الإسراء: 1]، وكان الإسراء مِن بيت أُم هانئ.
ومنها: أن مَن نزل قريباً مِن مكة، فإنَّهُ ينبغى له أن ينزل فى الحِلِّ، ويصلى فى الحَرم، وكذلك كان ابنُ عمر يصنعُ.

السؤال السابع والأربعون: 
س/ أكمل فوائد غزوة الحديبية ؟
ومنها: جوازُ ابتداءِ الإمام بطلب صلح العَدُوِّ إذا رأى المصلحةَ للمسلمين فيه، ولا يَتوقَّفُ ذلكَ على أن يكون ابتداءُ الطلب منهم. وفى قِيام المغيرة بن شعبة على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف، ولم يكن عادته أن يُقام على رأسه، وهو قاعد، سُـنَّةٌ يُقتدى بها عند قدومِ رسل العدو من إظهار العزِّ والفخر، وتعظيم الإمام، وطاعته، ووقايته بالنفوس، وهذه هى العادة الجارية عند قدوم رسل المؤمنين على الكافرين، وقدوم رسل الكافرين على المؤمنين، وليس هذا من هذا النوع الذى ذمَّه النبى صلى الله عليه وسلم بقوله:( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامَاً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِن النَّار)، كما أن الفخرَ والخُيلاء فى الحرب ليسا من هذا النوع المذموم فى غيره، وفى بعث البُدْنِ فى وجه الرسول الآخر دليل على استحباب إظهارِ شعائر الإسلام لرسل الكفار.
وفى قول النبى صلى الله عليه وسلم للمغيرة:(أمَّا الإسْلاَمُ فَأَقْبلُ، وَأَمَّا المَالُ فَلَسْتُ مِنْهُ فى شىء)، دليل على أن مال  ...

السؤال الثامن والأربعون:
س/أكمل فوائد غزوة الحديبية ؟؟
ومنها: أن المشهودَ عليه إذا عُرِفَ باسمه واسمِ أبيه، أغنى ذلك عن ذِكر الجَدِّ، لأن النبىَّ صلى الله عليه وسلم لم يزد على محمد بن عبد الله، وقَنِعَ مِن سهيل بذكر اسمه واسم أبيه خاصة، واشتراطُ ذِكر الجد لا أصل له، ولما اشترى العَدَّاءُ بْنُ خالد منه صلى الله عليه وسلم الغلامَ فكتب له:( هذا مَا اشْتَرَى العَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بن هَوْذَةَ ) فذكر جده، فهو زيادةُ بيان تَدُلُّ على أنه جائز لا بأس به، ولا تَدُلُّ على اشتراطه، ولما لم يكُنْ فى الشهرة بحيث يُكتفى باسمه واسم أبيه ذكر جده، فيُشترط ذِكْرُ الجد عند الاشتراك فى الاسم واسم الأب، وعند عدمِ الاشتراك، واكتُفى بذكر الاسم واسمِ الأب.. والله أعلم.
ومنها: أن مصالحةَ المشركين ببعض ما فيه ضَيْمٌ على المُسلمينَ جائزةٌ للمصلحة الراجحة، ودفع ما هو شر منه، ففيه دفعُ أعلى المفسدتينِ باحتمالِ أدناهما.
ومنها: أن مَن حَلَفَ على فِعْل شىء، أو نَذَره، أو وَعَدَ غيرَه به ولم يُعيِّن وقتاً، لا بلفظه، ولا بنيته، لم يكن على الفور، بل على التراخى.
ومنها: أن الحلاقَ نُسُكٌ، وأنه أفضلُ من التقصير، وأنه نُسُكٌ فى العُمرةِ، كما هو نُسُكٌ فى الحجِّ، وأنه نُسُكٌ فى عُمرة المحصور، كما هو نُسُك فى عُمرة غيره.
ومنها: أن المُحْصَرَ ينحرُ هَدْيَه حيث أُحْصِرَ من الحِلِّ أو الحَرَم، وأنه لا يجب عليه أن يُواعِدَ مَن ينحرُهُ فى الحرم إذا لم يَصِل إليه، وأنه لا يتحلل حتى يصل إلى محله، بدليل قوله تعالى: { وَالْهَدْىَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ}[الفتح : 25].
ومنها: أن الموضِعَ الذى نحر فيه الهَدْى، كان من الحِلِّ لا من الحرم، لأن الحَرَمَ كُلَّهُ محلُّ الهَدْى.
ومنها: أن المُحْصَرَ لا يجب عليه القضاءُ، لأنه صلى الله عليه وسلم أمرَهم بالحلق والنحر، ولم يأمر أحداً منهم بالقضاء، والعُمْرةُ من العام القابل لم تكن واجبةً، ولا قضاءً عن عُمرة الإحصار، فإنهم كانُوا فى عُمرة الإحصار ألفاً وأربعمائة، وكانوا فى عُمرة القضيةِ دُون ذلك، وإنما سُمِّيت عُمرةَ القضية والقضاء، لأنها العُمرة التى قاضاهم عليها، فأُضيفت العُمرة إلى مصدر فعله.
  
السؤال التاسع والأربعون: 
لما رجع رسول الله عليه الصلاة والسلام من الحديبية مكث عشرين يوما أو قريبا من ذلك ثم خرج إلى خيبر التي وعده الله إياها.
س/ ما فوائد غزوة خبير ؟
*محاربةُ الكفار ومقاتلتُهم فى الأشهر الحُرُم، فإن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجع مِن الحُديبية فى ذى الحِجَّة، فمكث بها أيَّاماً، ثم سار إلى خَيْبَرَ فى المحرَّم،
*قِسمة الغنائم، للفارس ثلاثة أسهم، وللراجل سهم، وقد تقدم تقريره.
 *أنه يجوز لآحادِ الجيش إذا وجد طعاماَ أن يأكلَه ولا يُخمسَه، كما أخذ عبد الله بن المغفل جِراب الشحْمِ الذي دُلي يومَ خيبر، واختص به بمحضر النبي صلى الله عليه وسلم.
* أنه إذا لحق مددٌ بالجيش بعد تَقضّي الحرب، فلا سهمَ له إلا بإذن الجيش ورضاهم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كلَم أصحابَه في أهل السفينة حينَ قَدِمُوا عليه بخيبر - جعفرٍ وأصحابه -أن يُسهِمَ لهم، فأسهم لهم.
* تحريمُ لحوم الحُمُرِ الإِنسية، صح عنه تحريمُها يومَ خيبر، وصح عنه تعليلُ التحريم بأنها رِجسٌ، وهذا مقدَّمٌ على قول من قال من الصحابة: إنما حرمها، لأنها كانت ظهرَ القوم وحَمُولَتهم، فلما قيل له: فنيَ الظهرُ وأكلت الحمر، حرمها، وعلى قول من قال: إنما حرمها، لأنها لم تُخمس، وعلى قول من قال: إنما حرمها لأنها كانت حول القرية، وكانت تأكُلُ العَذِرَةَ، وكل هذا في (الصحيح)، لكن قولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنها رِجْسٌ) مقدَّم على هذا كلَه، لأنه مِن ظن الراوي، وقولِه بخلاف التعليل بكونها رجساً.
  
السؤال الخمسون:
س/ما نتائج غزوة خبير؟
* الشاة المسمومة:أهدت يهودية للنبي -صلى الله عليه وسلم- شاة مَصْلِية، فأخذ الذراع فلما بسط القوم أيديهم قال:(كفوا أيديكم، فان عضوها يخبرني أنها  مسمومة) ودعا اليهودية، فقال: (أسممت هذه الشاة؟) قالت: من أخبرك؟ قال: (هذا العظم) لساقها -وهو في يده- قالت: نعم، قال: (فما حملك على هذا؟) قالت: قلت: إن كان نبياً فلا يضره، وإن الله سيطلعه عليه، وإن لم يكن نبياً استرحنا منه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(ما كان الله ليسلطك علي) فعفا عنها ولم يعاقبه18. لكنه قتلها بعد أن مات أحد أصحابه من أثر السم.
* مقتل ابني الحقيق:فقتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابني أبي الحقيق وأحدهما زوج صفية بنت حيي بن أخطب، وقسم أموالهم بالنكث الذي نكثو19.
* السبايا والزواج المبارك: وسبى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صفية بنت حيي بن أخطب وابنة عمتها، وكانت صفية تحت كنانة بن أبي الحقيق، وكانت عروسا حديثة عهد بالدخول، فأمر بلالاً أن يذهب بها إلى رحله، فمر بها بلال وسط القتلى، فكره ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: (أذهبت الرحمة منك يا بلال؟) وعرض عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الإسلام، فأسلمت فاصطفاها لنفسه وأعتقها وجعل عتقها صداقها، وبنى بها في الطريق وأولم عليها، ورأى بوجهها خضرة، فقال: (ما هذا؟) قالت: يا رسول الله: أُرِيتُ قبل قدومك علينا كأن القمر زال من مكانه، فسقط في حجري، ولا والله ما أذكر من شأنك شيئًا، فقصصتها على زوجي، فلطم وجهي، وقال: تمنين هذا الملك الذي بالمدينة؟! 
* أم المؤمنين:وشك الصحابة هل اتخذها سرية أم زوجة؟ فقالوا: انظروا إن حجبها فهي إحدى نسائه، وإلا فهي مما ملكت يمينه، فلما ركب جعل ثوبه الذي ارتدى به على ظهرها ووجهها، ثم شد طرفه تحته، فتأخروا عنه في المسير، وعلموا أنها إحدى نسائه، ولما قدم ليحملها على الرحل أجلَّته أن تضع قدمها على فخذه، فوضعت ركبتها على فخذه، ثم ركبت.
* خوف الصحابة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:ولما بنى بها بات أبو أيوب ليلته قائماً قريباً من قبته، آخذاً بقائم السيف حتى أصبح، فلما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كبر أبو أيوب حين رآه قد خرج، فسأله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما لك يا أبا أيوب؟) فقال له: أرقت ليلتي هذه يا رسول الله، لما دخلتَ بهذه المرأة، ذكرت أنك قتلت أباها وأخاها وزوجها وعامة عشيرتها، فخفت أن تغتالك، فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال له معروف
* تقسيم الغنائم: وقسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خيبر على ستة وثلاثين سهما، جمع كل سهم مائة سهم فكانت ثلاثة آلاف وستمائة سهم، فكان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وللمسلمين النصف من ذلك وهو ألف وثمانمائة سهم، لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- سهم كسهم أحد المسلمين، وعزل النصف الآخر وهو ألف وثمانمائة سهم لنوائبه وما ينزل به من أمور المسلمين
* مقدم جعفر وأبي موسى -رضي الله عنهما-:عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: بلَغَنا مخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم في بضع وخمسين رجلاً من قومي فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، ووافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده، فقال جعفر: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثنا هاهنا وأمرنا بالإقامة، فأقيموا معنا فأقمنا معه، حتى قدمنا جميعاً، فوافقنا النبي -صلى الله عليه وسلم- حين افتتح خيبر، فأسهم لنا، أو قال فأعطانا منها، وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئاً، إلا لمن شهد معه، إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه قسم لهم معهم.
* فيها نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الغلول، كما وقع في قصة رجل قاتل وعاقبته أنه في النار، قال -عليه الصلاة والسلام-: (كَلَّا إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا أَوْ عَبَاءَةٍ).
* النهي عن أكل لحوم الحمر الإنسية.
* النهي عن وطء الحبالى من السبايا حتى يضعن.
*النهي عن نكاح المتعة.
* النهي عن النهبة من الغنيمة قبل قسمتها.
* بعض معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم- كما بصق في عيني علي -رضي الله عنه- فبرأ، وأخبرته الذراع أنها مسمومة.
* جواز المساقاة والمزارعة بجزء مما يخرج من الأرض.
* جواز خرص الثمار على رؤوس النخيل وقسمتها.
*جواز عقد المهادنة عقداً جائزاً للإمام فسخه متى شاء.
* جواز عتق الأمة وجعل العتق مهراً لها ويجعلها زوجة من دون إذن ولا شهود ولا ولي.
*جواز الأكل من ذبائح أهل الكتاب وحل طعامهم.
وغير هذه الفوائد كثيرة ولولا الإطالة في أصل القصة لكان ذكرها ممكناً، ولكن بهذا نكتفي والحمد لله رب العالمين.

السؤال الواحد الخمسون :
 س/ما الدروس المستفادة من غزوة ذات الرقاع؟؟
ذات الرِّقاع
*ثُمَّ غزا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بنفسه غزوةَ ذاتِ الرِّقاعِ، وهى غزوةُ نجدٍ، فخرج فى جُمادى الأولى مِن السنة الرابعة، وقيل: فى المحرَّم، يُريدُ مُحَارِبَ، وبنى ثعلبة بن سَعْدِ بن غَطَفَان، واستعمل على المدينة أبا ذر الغٍفارىَّ، وقيل: عثمانَ بن عفان،وخرج فى أربعمائة من أصحابه. وقيل: سبعمائة، فلقى جمعاً مِن غَطَفَان، فتواقفُوا، ولم يكن بينهم قِتال، إلا أنه صلَّى بهم يومئذ صلاَة الخوف، هكذا قال ابن إسحاق، وجماعة من أهل السير والمغازى فى تاريخ هذه الغزاة، وصلاة الخوف بها، وتلقَّاه الناسُ عنهم، وهو مُشْكِلٌ جدَاً، فإنه قد صحَّ أن المشركين حَبَسُوا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الخَنْدَقِ عَنْ صَلاةِ العصْرِ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ. 
* وقد ذكروا أن قصَّةَ بَيْعِ جَابِرٍ جَمَلَه مِن النبىِّ صلى الله عليه وسلم كانت فى غزوة ذَاتِ الرِّقاع. وقيل: فى مرجعه مِن تبوك، ولكن فى إخباره للنبى صلى الله عليه وسلم فى تلك القضية، أنَّه تزوج امرأة ثيباً تقومُ على أخواتِهِ، وتكفُلهن، إشعارٌ بأنه بادر إلى ذلك بعد مقتل أبيه، ولم يؤخِّرْ إلى عام تبوك.. والله أعلم.
*أهمية الصلاة وأنها لا تسقط بحال من الأحوال لا في سفر لا حضر ولا في الأمن ولا في الخوف
*أهمية صلاة الجماعة فمع شدة الخوف وملاقاة الأعداء يقيم المسلمون الصلاة جماعة مما يدلنا على أهمية صلاة الجماعة.
ثقة الرسول عليه الصلاة والسلام بربه فمع أن الإعرابي قد اخترط السيف بيده وهو نائم والرسول ليس بيده سلاح ومع ذلك يقول للأعرابي:(الله يمنعني منك)فلم يتمكن الأعرابي أن يفعل شئ
*يقول تعالى مخاطبا عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم باسم الرسالة ، وآمرا له بإبلاغ جميع ما أرسله الله به ، وقد امتثل صلوات الله وسلامه عليه ذلك ، وقام به أتم القيام .
( والله يعصمك من الناس )

السؤال الثاني الخمسون : 
س/ ما هي عمرة القضاء ، وما الدروس المستفادة منها ؟ ؟؟
فى عُمرة القضيِّةِ
*قال نافع: كانت فى ذى القَعدة سنةَ سبع، وقال سليمان التَّيمى: لما رجعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من خيبر، بعث السَّرايا، وأقام بالمدينةِ حتى استهل ذو القَعدة، ثم نادى فى النَّاس بالخروج.
*قال موسى بن عقبة: ثم خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من العام المقبل مِن عام الحُديبية معتمراً فى ذى القَعدة سنةَ سبع، وهو الشهر الذى صدَّه فيه المشركون عن المسجدِ الحرام، حتى إذا بلغ يَأْجُج، وضع الأداة كُلَّهَا: الجَحَف والمِجَانَّ، والنَّبل والرِّماح، ودخلوا بسلاح الراكبِ السيوفِ، وبعث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جعفرَ بنَ أبى طالب بين يديه إلى ميمونة بنتِ الحارث ابن حَزْنِ العامِرِيَّة، فخطبها إليه، فجعلت أمرَها إلى العبَّاس بن عبد المطلب، وكانت أُختها أُم الفضل تحتَه، فزوَّجَهَا العباسُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فلما قَدِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمر أصحابه فقال:(اكْشِفُوا عَنِ المَنَاكِب، واسْعَوْا فى الطَّوَاف)، لِيَرَى المُشْرِكُونَ جَلَدَهم وقُوَّتَهم. وكان يُكايدُهم بكُلِّ ما استطاع، فوقف أهل مكة: الرجالُ والنساءُ والصبيانُ، ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم يطوفون بالبيت، وعبدُ الله بنُ رواحة بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتجز متوشِّحاً بالسيف يقول: 
خَلُّوا بَنى الكُفَّارِ عَن ْ سَبيلِهِ * * * قَدْ أَنْزَلَ الرَّحْمنُ فى تَنْزِيلِهِ
فى صُحُفٍ تُتْلَى عَلى رَسُولِهِ * * * يَارَبِّ إنِّى مُؤْمِنٌ بِقــيلِهِ
إنِّى رَأَيْتُ الحَــقَّ فى قبُولِهِ * * * اليَوْمَ نَضْرِبْكُمْ عَلى تَأْوِيلِهِ
ضَـرْباً يُزِيلُ الهَامَ عَنْ مَقِيلِه * * * وَيُذْهِلُ الخَلِيلَ عَنْ خَلِيلـهِ
*وتغيَّب رجال من المشركين كراهية أن ينظُروا إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حَنَقَاً وغيظاً، فأقامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاثاً، فلما أصبحَ مِن اليوم الرابع، أتاه سُهَيْلُ بنُ عمروٍ، وحُويطِبُ بنُ عبد العُزَّى، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم فى مجلسِ الأنصارِ يتحدَّث مع سعدِ بن عُبادة، فصاح حُويطب: نناشدُك الله والعقد لما خرَجْتَ مِنْ أرضِنَا، فقد مضت الثلاثُ،
 فقال: سعد بن عُبادة: كذبتَ لا أُمَّ لك، ليست بأرضِكَ ولا أرض آبائك، واللهِ لا نخرُج، ثم نادى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حُويطِباً أو سُهيلاً، فقال:(إنِّى قَدْ نَكَحْتُ مِنْكُم امْرَأَةً فما يَضُرُّكُم...)

السؤال الثالث الخمسون :
س/ ما أحداث غزوة مؤته وما نتائجها ؟؟
* في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة المباركة حدث حدث عظيم، وقامت حرب دامية هي أعظم حرب يخوضها المسلمون في حياة النبي ، كانت مؤشر البدء لفتح بلدان النصارى، إنها أكبر لقاء مثخن يدخله عسكر المسلمين مذ قام الجهاد في سبيل الله. 
* بعث النبي الحارث بن عمير الأزدي رضي الله عنه بكتابه إلى عظيم بُصرى، فعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني، وكان عاملاً على البلقاء من أرض الشام من قبل القيصر، فأوثقه رباطًا، ثم قدمه، فضرب عنقه، وكان قتل السفراء والرسل من أشنع الجرائم، بل هو يزيد على إعلان العداء والحرب، فاشتد ذلك على رسول الله حين نقلت إليه الأخبار، فجهز جيشًا قوامه ثلاثة آلاف مقاتل، كأكبر جيش إسلامي لم يجتمع من ذي قبل إلا ما كان من غزوة الأحزاب. إنها معركة مؤتة وهي قرية من قرى الشام بينها وبين بيت المقدس مرحلتان.
أمرَّ رسول الله على هذا الجيش زيد بن حارثة، وقال:(إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة) وعقد لهم لواءً أبيض ودفعه إلى زيد بن حارثة، وأوصاهم أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير، وأن يدعوا من هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا بالله عليهم وقاتلوهم، وقال لهم: (اغزوا بسم الله في سبيل الله من كفر بالله، ولا تغدروا، ولا تغيروا، ولا تقتلوا وليدًا ولا امرأة، ولا كبيرًا فانيًا، ولا منعزلاً بصومعة، ولا تقطعوا نخلاً ولا شجرة، ولا تهدموا بناءً).

السؤال الرابع الخمسون : 
س/ ما أحداث غزوة مؤته وما نتائجها ؟؟
* ولما تهيأ الجيش للخروج حضر الناس، وودعوا أمراء رسول الله ، وسلموا عليهم، وحينئذ بكى عبد الله بن رواحة فقالوا: ما يبكيك؟ فقال: أما والله ما بي حب الدنيا، ولا صبابة بكم، ولكني سمعت رسول الله يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار"وَإِن مّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً" [مريم: 71] فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود، فقال المسلمون: صحبكم الله بالسلامة، ودفع عنكم، وردكم إلينا صالحين غانمين. قال عبد الله بن رواحة: 
لكنني أسأل الرحمن مغفرة وضربة ذات فرغ تقذف الزبدا 
أو طعنة بيدي حران مجهزة بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا
حتى يقال إذا مروا على جدثي يا أرشد الله من غاز وقد رشدا
* ثم خرج القوم، وخرج رسول الله مشيعًا لهم حتى بلغ ثنية الوداع، فوقف وودعهم. 
وتحرك الجيش في اتجاه الشام حتى نزل بمعان من أرض الشام مما يلي الحجاز، عندها نقلت إليهم الأخبار بأن هرقل نازل بماب من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم، وانضم إليهم من لخم وجذام وبلقين وبهراء وبلي مائة ألف.
حينها وقف المسلمون دهشين، لم يكن في حسابهم لقاء مثل هذا الجيش العرمرم الذي لقوه بغتة في أرض غريبة بعيدة

السؤال الخامس الخمسون:
س/ ما أحداث غزوة مؤته وما نتائجها ؟؟
*حار المسلمون وأقاموا في معان ليلتين يفكرون في أمرهم، وينظرون ويتشاورون، ثم قالوا: نكتب إلى رسول الله فنخبره بعدد العدو، فإما أن يمدنا بالرجال، وإما أن يأمرنا بأمره فنمضي له، ولكن عبد الله بن رواحة عارض هذا الرأي، وقال قولة حق ستبقى على مدى التأريخ درسًا بليغًا لأهل الحق الذين يحملون رايته، ويدافعون عن حياضه، وستبقى ما بقي الدهر حجرًا في أفواه الجبناء أهل الخور والضعف والدعة من أحفاد أبي بن خلف، وأذنابه، قال ابن رواحة: يا قوم والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون، الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا، فإنما هي إحدى الحسنيين، إما ظهور وإما شهادة.
* وأخيرًا استقر الرأي على ما دعا إليه البطل ابن رواحة رضي الله عنه وأرضاه، وبعد أن قضى الجيش الإسلامي ليلتين في معان تحركوا إلى أرض العدو، حتى لقيتهم جموع هرقل بقرية مشارف من قرى البلقاء، ثم دنا العدو، وانحاز المسلمون إلى مؤتة، فعسكروا هناك، وتعبأ للقتال فجعلوا على ميمنتهم قطبة بن قتادة الغدري، وعلى الميسرة عبادة بن مالك الأنصاري رضي الله عنهم أجمعين.
* وفي مؤتة التقى الفريقان، وبدأ القتال المرير ثلاثة آلاف رجل يواجهون هجمات مائتي ألف مقاتل، إنها معركة عجيبة تشهدها دنيا النزال بالدهشة والحمية، في مقياس الماديات، ماذا يصنع ثلاثة آلاف في مواجهة مائتي ألف مدججين بالسلاح والعتاد وهل تقف النظرة عند هذا، كلا وربي، ولكن إذا هبت نسائم الإيمان جاءت بالعجائب.

السؤال السادس الخمسون :
س/ ما أحداث غزوة مؤته وما نتائجها ؟؟ 
* أخذ الراية زيد بن حارثة حِبُّ رسول الله وجعل يقاتل بضراوة بالغة، وبسالة لا تحق إلا لمثل زيد، فلم يزل يقاتل ويقاتل ويخترق الصفوف صفًا صفًا، والقوم أمامه بين صريع وقتيل، إذ شاط في رماح العدو، حتى خرَّ صريعًا.
* وحينئذ أخذ الراية جعفر بن أبي طالب، وطفق يقاتل قتالاً منقطع النظير، حتى إذا أرهقه القتال نزل عن فرسه الشقراء وعقرها، ثم قاتل فقطعت يمينه، فأخذ الراية بشماله، ولم يزل بها حتى قطعت شماله، فاحتضنها بعضديه رافعًا إياها حتى قتل بضربة روميّ قطعته نصفين، فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما في الجنة، فكان يسمى بعد ذلك جعفر الطيار. روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "كنت فيهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في القتلى، ووجدنا في جسده بضعًا وتسعين من طعنة ورمية كلها فيما أقبل من جسده" ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة وتقدم وهو على فرسه
بخاري عن خالد بن الوليد قال: لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفحة يمانية.
* وقد قال رسول الله يوم مؤتة كما أخرج البخاري في صحيحه، مخبرًا بالوحي، قبل أن يأتي إلى الناس الخبر من ساحة القتال:(أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم)
 * الله أكبر(وعيناه تذرفان)عاش لأمته تفاعل مع قضاياها همًا وغمًا، ألمًا وأملاً، فرحًا وحزنًا فيا من تحمل في قلبك لا إله إلا الله، أنت يا من حملت على عاتقك هم دينك وأمتك سعيًا في إصلاحها وصلاحها، أين أنت من قضاياها في مشارق الأرض ومغاربها.
* كم نفرح للدنيا وملذاتها وشهواتها، ونحزن لفواتها وانقطاعها أو انتقالها، ولا نحرك ساكنًا بل ونبخل بالألم والدمعة، فإلى الله المشتكى.
* ونجح خالدٌ رضي الله عنه في الصمود بجيشه أمام جيش الرومان طوال النهار، وكان لابدَّ من مكيدة حربية، تُلْقِى الرعب في قلوب الرومان، حتى ينجح في الانحياز بالمسلمين وينجو من مطاردة الرومان لجيشه، وقبل أن ينكشف المسلمون. ولما أصبح في اليوم الثاني، غيَّر أوضاع الجيش، وعبأه من جديد، فجعل مقدمة الجيش ساقته وميمنته ميسرة، والعكس، فلما رآهم الأعداء أنكروا حالهم. وقالوا: جاءهم مدد فرعبوا، وصار خالدٌ بعد أن ترآى الجيشان، وتناوشا ساعة يتأخر بالمسلمين قليلاً قليلاً، محافظًا على نظام الجيش فلم يتبعهم الرومان خوفًا من مكيدة يدبرها المسلمون فحافظ على جيشه وعاد الرومان إلى بلادهم خائبين.

السؤال السابع الخمسون :
ما الفتح الأعظم الذي حققه المسلمون ؟
غزوة فتح مكة.
 *قال ابن القيم: هو الفتح الأعظم الذي أعز الله به دينه ورسوله وجنده وحزبه المؤمنين واستنقذ بلده وبيته الذي جعله هدى للعالمين ، من أيدي الكفار والمشركين ، وهو الفتح الذي استبشر به أهل السماء، وضربت أطناب عزه على مناكب الجوزاء، ودخل الناس به في دين الله أفواجاً ، وأشرق به وجه الأرض ضياءً وابتهاجاً.
*وسبب الغزوة أن قريشاً نقضت العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واعانت بني بكر على بني خزاعة ونقضت صلح الحديبية، وأسرع عمرو بن سالم الخزاعي، فخرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم المدينة ، فوقف عليه وهو جالس في المسجد بين ظهراني الناس. فقال :
 يا رب إني ناشد محمــدا حلفنا وحلف أبيه الأتلـــــدا
 فانصر هداك الله نصرا مؤيدا وادع عباد الله يأتوا مـــــدداً
 إن قريشاً أخلفوك الموعـدا ونقضوا ميثاقك المؤكــــــداً
 وجعلوا في في كداء رصداً وزعموا أن لست أدعو أحـــداً
 وهم أذل وأقل عــدداً هم بيتونا بالوتير هجـــــداً
 وقتلــــونا ركعـــاً وسجـــــــداً 
السؤال الثامن الخمسون :
س/ما سبب فتح مكة ؟؟؟
* فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" نصرت يا عمرو بن سالم" ، ثم عرضت له سحابة من السماء فقال:"إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب"، وقد أحست قريش بغدرها وخافت وشعرت بعواقبه الوخيمة، فعقدت مجلساً استشارياً، وقررت أن تبعث قائدها أبا سفيان ممثلاً لها ليقوم بتجديد الصلح. وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بما ستفعله قريش إزاء غدرتهم قال:"كأنكم بأبي سفيان قد جاءكم ليشد العقد، ويزيد في المدة
* وقدم أبو سفيان المدينة ، فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه، فقال: يا بنية، أرغبت بي عن هذا الفراش، أم رغبت به عني؟ قالت : بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت رجل مشرك نجس فقال: والله لقد أصابك بعدي شر  ثم خرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه، فلم يرد عليه شيئاً ثم ذهب إلى أبي بكر فكلمه أن يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما أنا بفاعل. ثم أتى عمر بن الخطاب فكلمه. 

السؤال التاسع الخمسون :
س/هل كلم الفاروق رسول الله عليه الصلاة والسلام للعفو عن أبي سفيان ؟
فقال:أنا أشفع لكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فوالله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به، فقام أبو سفيان في المسجد، فقال: أيها الناس، إني قد أجرت بين الناس، ثم ركب بعيره وانطلق.
 *فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالجهاز، وأعلمهم أنه سائر إلى مكة، وقال: اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها، وكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش كتاباً يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، ثم أعطاه امرأة، وجعل لها جعلاً على أن تبلغه قريشاً فجعلته في قرون رأسها، ثم خرجت به، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما صنع حاطب فبعث علياً والمقداد، فقال: انطلقا حتى تأتيا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب إلى قريش، فانطلقا تعادى بهما خيلهما حتى وجدا المرأة بذلك المكان، فاستنزلاها، وقالا: معك كتاب؟ فقالت: ما معي كتاب
  
السؤال الستون :
س/ما قصة حاطب بن أبي بلتعة؟؟؟
* وكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش كتاباً يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، ثم أعطاه امرأة، وجعل لها جعلاً على أن تبلغه قريشاً فجعلته في قرون رأسها، ثم خرجت به، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما صنع حاطب فبعث علياً والمقداد ، فقال: انطلقا حتى تأتيا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب إلى قريش ، فانطلقا تعادى بهما خيلهما حتى وجدا المرأة بذلك المكان ، فاستنزلاها، وقالا: معك كتاب ؟ فقالت: ما معي كتاب ، ففتشا رحلها فلم يجدا شيئاً ، فقال لها علي: أحلف بالله، ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا، والله لتخرجن الكتاب أو لنجردنك . فلما رأت الجد منه قالت: أعرض ، فأعرض ، فحلت قرون رأسها ، فاستخرجت الكتاب منها ، فدفعته إليهما، فأتيا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه:(من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش) يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطباً، فقال:" ما هذا يا حاطب؟" فقال: لا تعجل على يا رسول الله، والله إني لمؤمن بالله ورسوله، وما ارتددت ولا بدلت ، ولكني كنت امرأً ملصقاً في قريش لست من أنفسهم، ولي فيهم أهل وعشيرة وولد ، وليس لي فيهم قرابة يحمونهم ، وكان معك لهم قرابات يحمونهم، فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتخذ عندهم يداً يحمون بها قرابتي. فقال عمر بن الخطاب: دعني يا رسول الله أضرب عنقه، فإنه قد خان الله ورسوله ، وقد نافق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنه قد شهد بدراً، وما يدرك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" ، فذرفت عينا عمر، وقال: الله ورسوله أعلم . وهكذا أخذ الله العيون فلم يبلغ إلى قريش أي خبر من أخبار تجهز المسلمين وتهيئتهم للزحف والقتال .

السؤال الواحد الستون :
س/كيف تحرك الجيش الإسلامي إلى مكة ؟
* الجيش الإسلامي يتحرك نحو مكة‏‏ 
ولعشر خلون من شهر رمضان المبارك 8 هـ، غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة متجهاً إلى مكــة، في عشرة ألاف من الصحابة رضي الله عنهم، واستخـلف على المدينة أبا رُهْم الغفاري‏.‏
* ولما كان بالجُحْفَة ـ أو فوق ذلك ـ لقيه عمه العباس بن عبد المطلب، وكان قد خرج بأهله وعياله مسلماً مهاجراً، ثم لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبواء لقيه ابن عمه أبو سفيان ابن الحارث وابن عمته عبد الله بن أبي أمية، فأعرض عنهما، لما كان يلقاه منهما من شدة الأذي والهجو، فقالت له أم سلمة‏:‏ لا يكن ابن عمك وابن عمتك أشقي الناس بك‏.‏ وقال على لأبي سفيان بن الحارث‏:‏ ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه، فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف‏:‏{‏قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏91‏]‏، فإنه لا يرضي أن يكون أحد أحسن منه قولاً‏.‏ ففعل ذلك أبو سفيان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏{‏قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏92‏]‏، فأنشده أبو سفيان أبياتاً منها‏:‏ فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال‏:‏ ‏(‏أنتَ طَرَّدْتَنِي كل مُطَرَّد‏؟‏‏)‏‏.‏
  
السؤال الثاني الستون :
س/كيف دخل الجيش إلى مكة ؟
الجيش الإسلامي يدخل مكة‏
* وتحركت كل كتيبة من الجيش الإسلامي على الطريق التي كلفت الدخول منها‏.‏
فأما خالد وأصحابه فلم يلقهم أحد من المشركين إلا أناموه‏.‏ وقتل من أصحابه من المسلمين كُرْز بن جابر الفِهْرِي وخُنَيْس بن خالد بن ربيعة‏.‏ كانا قد شذا عن الجيش، فسلكا طريقاً غير طريقه فقتلا جميعاً، وأما سفهاء قريش فلقيهم خالد وأصحابه بالخَنْدَمَة فناوشوهم شيئا من قتال، فأصابوا من المشركين اثني عشر رجلاً، فانهزم المشركون، وانهزم حِمَاس بن قيس ـ الذي كان يعد السلاح لقتال المسلمين ـ حتى دخل بيته، فقال لامرأته‏:‏ أغلقي على بابي‏.‏
فقالت‏:‏ وأين ما كنت تقول‏؟‏ فقال‏:‏وأقبل خالد يجوس مكة حتى وافى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا‏.‏وأما الزبير فتقدم حتى نصب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحَجُون عند مسجد الفتح، وضرب له هناك قبة، فلم يبرح حتى جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏


 السؤال الثالث الستون :
س/ماذا فعل رسول الله عليه الصلاة والسلام لما دخل المسجد الحرام ؟؟
* ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمهاجرون والأنصار بين يديه وخلفه وحوله، حتى دخل المسجد، فأقبل إلى الحجر الأسود، فاستلمه، ثم طاف بالبيت، وفي يده قوس، وحول البيت ثلاثمائة وستون صنما، فجعل يطعنها بالقوس، ويقول‏:‏{‏جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا‏}‏‏[‏الإسراء‏:‏81‏]‏،{قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ‏}‏[‏سبأ‏:‏49‏]‏ والأصنام تتساقط على وجوهها‏.‏
* وكان طوافه على راحلته، ولم يكن محرماً يومئذ، فاقتصر على الطواف، فلما أكمله دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، فأمر بها ففتحت فدخلها، فرأي فيها الصور، ورأي فيها صورة إبراهيم، وإسماعيل ـ عليهما السلام ـ يستقسمان بالأزلام، فقال‏:‏‏(‏قاتلهم الله، والله ما استقسما بها قط‏)‏‏.‏ ورأي في الكعبة حمامة من عيدان، فكسرها بيده، وأمر بالصور فمحيت‏.‏

السؤال الرابع الستون :
س/ ما الأحداث التي جرت بعد دخول النبي عليه الصلاة والسلام إلى المسجد الحرام مع أصحابه؟ 
* الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي في الكعبة ثم يخطب أمام قريش‏
ثم أغلق عليه الباب، وعلى أسامة وبلال، فاستقبل الجدار الذي يقابل الباب حتى إذا كان بينه وبينه ثلاثة أذرع وقف، وجعل عمودين عن يساره، وعموداً عن يمينه، وثلاثة أعمدة وراءه ـ وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة ـ ثم صلي هناك‏.‏ ثم دار في البيت، وكبر في نواحيه، ووحد الله، ثم فتح الباب، وقريش قد ملأت المسجد صفوفاً ينتظرون ماذا يصنع‏؟‏ فأخذ بعضادتي الباب وهم تحته، فقال‏:‏(‏لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا كل مأثُرَة أو مال أو دم فهو تحت قدمي هاتين، إلا سِدَانَة البيت وسِقاية الحاج، ألاوقتيل الخطأ شبه العمد ـ السوط والعصا ـ ففيه الدية مغلظة، مائة من الإبل أربعون منها في بطونها أولاد‏.‏
يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء، الناس من آدم، وآدم من تراب ثم تلا هذه الآية‏:‏‏{‏يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير‏}‏‏.‏ لا تثريب عليكم اليوم
* ثم قال‏:‏‏(‏يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم، قال‏:‏ ‏(‏فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته‏:‏ ‏{‏لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ‏}‏ اذهبوا فأنتم الطلقاء‏)‏‏.‏
مفتاح البيت إلى أهله 
* ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فقام إليه علي رضي الله عنه ومفتاح الكعبة في يده فقال‏:‏ اجمع لنا الحجابة مع السقاية، صلى الله عليك ـ وفي رواية أن الذي قال ذلك هو العباس ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أين عثمان بن طلحة‏؟‏‏)‏‏.‏ فدعي له، فقال له‏:‏ ‏(‏هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء‏)‏، وفي رواية ابن سعد في الطبقات أنه قال له حين دفع المفتاح إليه‏:‏ ‏(‏خذوها خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم، يا عثمان إن الله استأمنكم على بيته، فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف‏)‏‏. 
بلال يؤذن على الكعبة
 * وحانت الصلاة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا أن يصعد فيؤذن على الكعبة، وأبو سفيان بن حرب، وعتاب بن أسيد، والحارث بن هشام جلوس بفناء الكعبة، فقال عتاب‏:‏ لقد أكرم الله أسيدا ألا يكون سمع هذا، فيسمع منه ما يغيظه‏.‏ فقال الحارث‏:‏ أما والله لو أعلم أنه حق لاتبعته‏.‏ فقال أبو سفيان‏:‏ أما والله لا أقول شيئًا، لو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصباء‏.‏ فخرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم‏:‏ ‏(‏لقد علمت الذي قلتم‏)‏ ثم ذكر ذلك لهم‏.‏
فقال الحارث وعتاب‏:‏ نشهد أنك رسول الله، والله ما اطلع على هذا أحد كان معنا فنقول أخبرك‏.‏ 
صلاة الفتح أو صلاة الشكر
* ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ دار أم هانئ بنت أبي طالب، فاغتسل وصلى ثماني ركعات في بيتها ـ وكان ضحى ـ فظنها من ظنها صلاة الضحى، وإنما هذه صلاة الفتح، وأجارت أم هانئ حموين لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ‏)‏، وقد كان أخوها علي بن أبي طالب أراد أن يقتلهما، فأغلقت عليهما باب بيتها، وسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها ذلك‏.‏

السؤال الخامس الستون :
س/كيف تمت البيعة ، وهل أقام رسول الله عليه الصلاة والسلام في مكة ؟؟
إهدار دم رجال من أكابر المجرمين 
* وأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ دماء تسعة نفر من أكابر المجرمين، وأمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة، وهم عبد العزى بن خطل، وعبدالله بن سعد بن أبي سرح، وعكرمة بن أبي جهل، والحارث بن نفيل بن وهب، ومقيس بن صبابة، وهبار بن الأسود، وقينتان كانتا لابن الأخطل، كانت تغنيان بهجو النبي صلى الله عليه وسلم، وسارة مولاة لبعض بني عبد المطلب، وهي التي وجد معها كتاب حاطب‏.‏
خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم الثاني من الفتح‏: 
* ولما كان الغد من يوم الفتح قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس خطيباً، فحمد الله، وأثنى عليه، ومجده بما هو أهله، ثم قال‏:‏‏(‏أيها الناس، إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض، فهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دماً، أو يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا‏:‏ إن الله أذن لرسولة ولم يأذن لكم، وإنما حلت لي ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، فليبلغ الشاهد الغائب‏)‏‏.‏
وفي رواية‏:‏ ‏(‏لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده ولا تلتقط ساقطته إلا من عرفها، ولا يختلى خلاه‏)‏، فقال العباس‏:‏ يا رسول الله، إلا الإذخر، فإنه لقينهم وبيوتهم، فقال‏:‏ ‏(‏إلا الإذخر‏)‏‏.‏
وكانت خزاعة قتلت يومئذ رجلا من بنى ليث بقتيل لهم في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الصدد‏:‏ ‏(‏يا معشر خزاعة، ارفعو أيديكم عن القتل، فلقد كثر القتل إن نفع، ولقد قتلتم قتيالا لأدينه، فمن قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين، إن شاءوا فدم قاتله، وإن شاءوا فعقله‏)‏‏.‏
وفي رواية‏:‏ فقام رجل من أهل اليمن يقال له‏:‏ شاه فقال‏:‏ اكتب لي يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏اكتبو لأبي شاه‏)‏‏.‏
تخوف الأنصار من بقاء الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة
* ولما تم فتح مكة على الرسول صلى الله عليه وسلم - وهي بلده ووطنه ومولده - قال الأنصار فيما بينهم‏:‏ أترون رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ فتح الله عليه أرضه وبلده أن يقيم بها - وهو يدعو على الصفا رافعاً يديه - فلما فرغ من دعائة قال‏:‏ ‏(‏ماذا قلتم‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ لا شيء يا رسول الله، فلم يزل بهم حتى أخبروه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏معاذ الله، المحيا محياكم، والممات مماتكم‏)‏‏.‏  انتهى فتح مكة

السؤال السادس الستون : 
س/ما هي أحداث غزوة حنين وما حدث في حصار الطائف ؟ 
الجيش الإسلامي يُباغَتْ بالرماة والمهاجمين‏‏ 
*انتهي الجيش الإسلامي إلى حنين، الليلة التي بين الثلاثاء والأربعاء لعشر خلون من شوال، 
وكان مالك بن عوف قد سبقهم، فأدخل جيشه بالليل في ذلك الوادي، وفرق كُمَنَاءه في الطرق والمداخل والشعاب والأخباء والمضايق، وأصدر إليهم أمره بأن يرشقوا المسلمين أول ما طلعوا، ثم يشدوا شدة رجل واحد‏.
*وبالسَّحَر عبأ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم جيشه، وعقد الألوية والرايات، وفرقها على الناس، وفي عَمَاية الصبح استقبل المسلمون وادي حنين، وشرعوا ينحدرون فيه، وهم لا يدرون بوجود كمناء العدو في مضايق هذا الوادي، فبينا هم ينحطون إذا تمطر عليهم النبال، وإذا كتائب العدو قد شدت عليهم شدة رجل واحد، فانشمر المسلمون راجعين، لا يلوي أحد على أحد، وكانت هزيمة منكرة، حتى قال أبو سفيان بن حرب، وهو حديث عهد بالإسلام‏:‏ لا تنتهي هزيمتهم دون البحر ـ الأحمر ـ وصرخ جَبَلَةُ أو كَلَدَةُ بن الحَنْبَل‏:‏ ألا بطل السِّحْر اليوم‏.‏
* وانحاز رسول اللّه صلى الله عليه وسلم جهة اليمين وهو يقول‏:‏ ‏(‏هَلُمُّوا إلى أيها الناس، أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد اللّه‏)‏ ولم يبق معه في موقفه إلا عدد قليل من المهاجرين والأنصار‏.‏ تسعة على قول ابن إسحاق، واثنا عشر على قول النووي،
* والصحيح ما رواه أحمد والحاكم في المستدرك من حديث ابن مسعود، قال‏:‏ كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فولي عنه الناس وثبت معه ثمانون رجلاً من المهاجرين والأنصار، فكنا على أقدامنا ولم نُوَلِّهم الدُّبُر، وروي الترمذي من حديث ابن عمر بإسناد حسن قال‏:‏ لقد رأيتنا يوم حنين وإن الناس لمولين، وما مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلممائة رجل‏.
* وحينئذ ظهرت شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم التي لا نظير لها، فقد طفق يركض بغلته قبل الكفار وهو يقول(أنــا النبي لا كَذِبْ ** أنا ابن عبد المطلب‏)‏ بيد أن أبا سفيان بن الحارث كان آخذا بلجام بغلته، والعباس بركابه، يكفانها ألا تسرع، ثم نزل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فاستنصر ربه قائلاً‏:‏ ‏(‏اللّهم أنزل نصرك‏)‏‏.

السؤال السابع الستون :
س: كيف كان حصار الطائف امتداد لغزوة حنين ؟؟
غزوة الطائف‏‏
وهذه الغزوة في الحقيقة امتداد لغزوة حنين، وذلك أن معظم فلول هَوَازن وثَقِيف دخلوا الطائف مع القائد العام ـ مالك بن عوف النَّصْرِي ـ وتحصنوا بها، فسار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من حنين وجمع الغنائم بالجعرانة، في الشهر نفسه ـ شوال سنة 8 هـ‏.‏
وقدم خالد بن الوليد على مقدمته طليعة في ألف رجل، ثم سلك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، فمر في طريقه على نخلة اليمانية، ثم على قَرْنِ المنازل، ثم على لِيَّةَ، وكان هناك حصن لمالك بن عوف فأمر بهدمه، ثم واصل سيره حتى انتهي إلى الطائف فنزل قريباً من حصنه، وعسكر هناك، وفرض الحصار على أهل الحصن
ودام الحصار مدة غير قليلة، ففي رواية أنس عند مسلم‏:‏ أن مدة حصارهم كانت أربعين يوماً، وعند أهل السير خلاف في ذلك، فقيل‏:‏ عشرين يوماً، وقيل‏:‏ بضعة عشر، وقيل‏:‏ ثمانية عشر، وقيل‏:‏ خمسة عشر‏.‏ 
* ووقعت في هذه المدة مراماة، ومقاذفات، فالمسلمون أول ما فرضوا الحصار رماهم أهل الحصن رمياً شديداً، كأنه رِجْل جراد، حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحة، وقتل منهم اثنا عشر رجلاً، واضطروا إلى الارتفاع عن معسكرهم إلى مسجد الطائف اليوم، فعسكروا هناك‏.‏
* ونصب النبي صلى الله عليه وسلم المنجنيق على أهل الطائف، وقذف به القذائف، حتى وقعت شدخة في جدار الحصن، فدخل نفر من المسلمين تحت دبابة‏.‏
ودخلوا بها إلى الجدار ليحرقوه، فأرسل عليهم العدو سكك الحديد محماة بالنار‏.‏ فخرجوا من تحتها، فرموهم بالنبل وقتلوا منهم رجالاً‏.‏ 
* وأمر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ـ كجزء من سياسة الحرب لإلجاء العدو إلى الاستسلام ـ أمر بقطع الأعناب وتحريقها، فقطعها المسلمون قطعاً ذريعاً، فسألته ثقيف أن يدعها للّه والرحم، فتركها للّه والرحم‏.‏
* ونادى مناديه صلى الله عليه وسلم‏:‏ أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر، فخرج إليهم ثلاثة وعشرون رجلاً ، فيهم أبو بكرة ـ تسور حصن الطائف،
وتدلي منه ببكرة مستديرة يستقى عليها، فكناه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ‏[‏أبا بكرة‏]‏ ـ فأعتقهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ودفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه، فشق ذلك على أهل الحصن مشقة شديدة‏.‏
ولما طال الحصار واستعصي الحصن، وأصيب المسلمون بما أصيب من رشق النبال وبسكك الحديد المحماة ـ وكان أهل الحصن قد أعدوا فيه ما يكفيهم لحصار سنة ـ
 * استشار رسول اللّه صلى الله عليه وسلم نَوْفَل بن معاوية الدِّيلي فقال‏:‏ هم ثعلب في جحر، إن أقمت عليه أخذته وإن تركته لم يضرك، وحينئذ عزم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على رفع الحصار والرحيل، فأمر عمر بن الخطاب فأذن في الناس، إنا قافلون غداً إن شاء اللّه،
* فثقل عليهم وقالوا‏:‏ نذهب ولا نفتحه‏؟‏ فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏(‏اغدوا على القتال‏)‏، فغدوا فأصابهم جراح، فقال‏:‏(‏إنا قافلون غداً إن شاء اللّه‏)‏ فسروا بذلك وأذعنوا، وجعلوا يرحلون، ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم يضحك‏.‏ ولما ارتحلوا واستقلوا قال‏:‏ قولوا‏:‏‏(‏آيبون تائبون عابدون، لربنا حامدون‏)‏‏.‏ وقيل‏:‏ يا رسول اللّه، ادع على ثقيف، فقال‏:‏ ‏(‏اللّهم اهد ثقيفا، وائت بهم‏)‏‏.‏

السؤال الثامن الستون :
سما ذا فعل النبي عليه الصلاة والسلام بعد حصار الطائف؟؟
قسمة الغنائم بالجِعْرَانَة‏‏
* ولما عاد رسول اللْه صلى الله عليه وسلم بعد رفع الحصار عن الطائف مكث بالجعرانة بضع عشرة ليلة لا يقسم الغنائم، ويتأني بها، يبتغي أن يقدم عليه وفد هوازن تائبين فيحرزوا ما فقدوا، ولكنه لم يجئه أحد، فبدأ بقسمة المال، ليسكت المتطلعين من رؤساء القبائل وأشراف مكة، فكان المؤلفة قلوبهم أول من أعطي وحظي بالأنصبة الجزلة‏.‏

السؤال التاسع الستون :
س: كم تم تقسيم الغنائم ؟؟؟
*أعطي أبا سفيان بن حرب أربعين أوقية ومائة من الإبل، فقال‏:‏ ابني يزيد‏؟‏ فأعطاه مثلها، فقال‏:‏ ابني معاوية‏؟‏ فأعطاه مثلها، وأعطي حكيم بن حزام مائة من الإبل، ثم سأله مائة أخري، فأعطاه إياها‏.‏ وأعطي صفوان بن أمية مائة من الإبل، ثم مائة ثم مائة ـ كذا في الشفاء ـ وأعطي الحارث بن الحارث بن كَلَدَة مائة من الإبل، وكذلك أعطي رجالا من رؤساء قريش وغيرها مائة مائة من الإبل وأعطي آخرين خمسين خمسين وأربعين أربعين،
*حتى شاع في الناس أن محمداً يعطي عطاءً، ما يخاف الفقر، فازدحمت عليه الأعراب يطلبون المال حتى اضطروه إلى شجرة، فانتزعت رداءه فقال‏:‏ (‏أيها الناس، ردوا علي ردائي، فو الذي نفسي بيده لو كان عندي عدد شجر تهامة نعماً لقسمته عليكم، ثم ما ألفيتموني بخيلاً ولا جباناً ولا كذاباً‏)‏‏.‏
* ثم قام إلى جنب بعيره فأخذ من سنامه وبرة، فجعلها بين إصبعه، ثم رفعها، فقال‏:‏(‏أيها الناس، واللّه مالى من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس، والخمس مردود عليكم‏)‏‏.‏ وبعد إعطاء المؤلفة قلوبهم أمر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت بإحضار الغنائم والناس، ثم فرضها على الناس، فكانت سهامهم لكل رجل إما أربعاً من الإبل، وإما أربعين شاة، فإن كان فارساً أخذ اثني عشر بعيراً أو عشرين ومائة شاة‏.‏ في سيرة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.
السؤال السبعون :
سماذا وجد الأنصار على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟
* الأنصار تَجِدُ على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏ كانت هذه القسمة مبنية على سياسة حكيمة، لكنها لم تُفْهَم أول الأمر، فأُطْلِقتْ ألسنة شتي بالاعتراض‏.‏
*روى ابن إسحاق عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ لما أعطي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ما أعطي من تلك العطايا في قريش وفي قبائل العرب، ولم يكن في الأنصار منها شيء، وَجَدَ هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت فيهم القَالَةُ، حتى قال قائلهم‏:‏ لقي واللّه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قومه، فدخل عليه سعد بن عبادة فقال‏:‏ يا رسول اللّه، إن هذا الحي من الأنصار قد وَجَدُوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب، ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء‏.‏قال‏:‏(‏فأين أنت من ذلك يا سعد‏؟‏‏)‏ قال‏:‏ يا رسول اللّه، ما أنا إلا من قومي‏.‏ قال‏:‏ (‏فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة‏)‏‏.

السؤال الواحد و السبعون :
سكيف عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار وبماذا رد عليهم ؟؟
* فخرج سعد فجمع الأنصار في تلك الحظيرة، فجاء رجال من المهاجرين فتركهم فدخلوا‏.‏ وجاء آخرون فردهم، فلما اجتمعوا له أتاه سعد فقال‏:‏ لقد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار، فأتاهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فحمد اللّه، وأثني عليه، ثم قال‏:‏(‏يا معشر الأنصار، ما قَالَهٌ بلغتني عنكم، وَجِدَةٌ وجدتموها على في أنفسكم‏؟‏ ألم آتكم ضلالاً فهداكم اللّه‏؟‏ وعالة فأغناكم اللّه‏؟‏ وأعداء فألف اللّه بين قلوبكم‏؟‏‏)‏ قالـوا‏:‏ بلـي، اللّه ورسولـه أمَنُّ وأفْضَلُ‏.‏ ثم قال‏:‏(‏ألا تجيبوني يا معشر الأنصار‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ بماذا نجيبك يا رسول اللّه‏؟‏ للّه ورسوله المن والفضل‏.‏ قال‏:‏ (‏أما واللّه لو شئتم لقلتم، فصَدَقْتُمْ ولصُدِّقْتُمْ‏:‏ أتيتنا مُكَذَّبًا فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريداً فآويناك، وعائلاً فآسَيْنَاك‏)‏‏.‏ (‏أوَجَدْتُمْ يا معشر الأنصار في أنفسكم في لَعَاعَةٍ من الدنيا تَألفَّتُ بها قوماً ليُسْلِمُوا، ووَكَلْتُكم إلى إسلامكم‏؟‏ ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا برسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم‏؟‏ فوالذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شِعْبًا، وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار، اللّهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار‏)‏‏.‏
فبكي القوم حتى أخْضَلُوا لِحَاهُم وقالوا‏:‏ رضينا برسول اللّه صلى الله عليه وسلم قَسْمًا وحظاً، ثم انصرف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وتفرقوا‏.‏

السؤال الثاني و السبعون :
س: لماذا قدم وفد هوازن ؟؟؟؟
قدوم وفد هوازن‏‏
* وبعد توزيع الغنائم أقبل وفد هوازن مسلماً، وهم أربعة عشر رجلاً ورأسهم زهير ابن صُرَد، وفيهم أبو بُرْقَان عم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، فأسلموا وبايعوا ثم قالوا‏:‏ يا رسول اللّه، إن فيمن أصبتم الأمهات والأخوات، والعمات والخالات، وهن مخازي الأقوام‏:‏
فامنن علينا رسول اللّه في كـرم ** فإنـك المرء نرجـوه وننتظر
امنن على نسوة قد كنت ترضعها ** إذ فوك تملؤه من محضها الدرر
وذلك في أبيات‏.‏ فقال‏:‏ ‏(‏إن معي من ترون، وإن أحب الحديث إلى أصدقه، فأبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ ما كنا نعدل بالأحساب شيئاً‏.‏ فقال‏:‏(‏إذا صليت الغداة ـ أي صلاة الظهر ـ فقوموا فقولوا‏:‏ إنا نستشفع برسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى المؤمنين، ونستشفع بالمؤمنين إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن يرد إلينا سبينا‏)‏، فلما صلي الغداة قاموا فقالوا ذلك‏.‏ فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏(‏أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، وسأسأل لكم الناس‏)‏.

السؤال الثالث و السبعون :
س: بم رد عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
* سمعت المهاجرين والأنصار طلب القوم ، فقال المهاجرون والأنصار‏:‏ ما كان لنا فهو لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقال الأقْرَع بن حابس‏:‏ أما أنا وبنو تميم فلا‏.‏ وقال عُيَيْنَة بن حِصْن‏:‏ أما أنا وبنو فَزَارَة فلا‏.‏وقال العباس بن مِرْدَاس‏:‏ أما أنا وبنو سُلَيْم فلا‏‏ فقالت بنو سليم.. ما كان لنا فهو لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقال العباس بن مرداس‏:‏ وهنتموني‏.‏
فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏(‏إن هؤلاء القوم قد جاءوا مسلمين، وقد كنت استأنيت سَبْيَهُمْ، وقد خيرتهم فلم يعدلوا بالأبناء والنساء شيئاً، فمن كان عنده منهن شيء فطابت نفسه بأن يرده فسبيل ذلك، ومن أحب أن يستمسك بحقه فليرد عليهم، وله بكل فريضة ست فرائض من أول ما يفيء اللّه علينا‏)‏، فقال الناس‏:‏ قد طيبنا لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقال‏:‏(‏إنا لا نعرف من رضي منكم ممن لم يرض، فارجعوا حتى يرفع إلينا عُرَفَاؤكم أمركم‏)‏، فردوا عليهم نساءهم وأبناءهم، لم يتخلف منهم أحد غير عيينة بن حصن، فإنه أبي أن يرد عجوزاً صارت في يديه منهم، ثم ردها بعد ذلك، وكسا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم السبي قبطية قبطية‏.‏

السؤال الرابع و السبعون :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما يخرج في غزوة إلا كنى عنها ، وأخبر أنه يريد غير الوجه الذي يقصد إلا غزوة تبوك فإنه بينها للناس لبعد الشقة وشدة الزمان وكثرة العدو
من أجل أن يستعد الناس لذلك وأخبره أنه يريد الروم
س:ما أحداث هذه الغزوة وما نتائجها ؟؟
س: كيف سار الجيش الإسلامي إلى تبوك ؟؟
تحرك رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يوم الخميس نحو الشمال يريد تبوك، ولكن الجيش كان كبيراً ثلاثون ألف مقاتل، لم يخرج المسلمون في مثل هذا الجمع الكبير قبله قط 
 فلم يستطع المسلمون مع ما بذلوه من الأموال أن يجهزوه تجهيزاً كاملاً، بل كانت في الجيش قلة شديدة بالنسبة إلى الزاد والمراكب، فكان ثمانية عشر رجلاً يعتقبون بعيراً واحداً، وربما أكلوا أوراق الأشجار حتى تورمت شفاههم، واضطروا إلى ذبح البعير ـ مع قلتها ـ ليشربوا ما في كرشه من الماء، ولذلك سمي هذا الجيش جيش العُسْرَةِ‏.‏
ومر الجيش الإسلامي في طريقه إلى تبوك بالحِجْر ـ ديار ثمود الذين جابوا الصخر بالواد، أي وادي القُرَى ـ فاستقي الناس من بئرها، فلما راحوا قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏(‏لا تشربوا من مائها ولا تتوضأوا منه للصلاة، وما كان من عجين عجنتموه فاعلفوه الإبل، ولا تأكلوا منه شيئاً‏)‏، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها ناقة صالح رسول الله‏.‏
وفي الصحيحين عن ابن عمر قال‏:‏ لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر قال‏:‏(‏لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين‏)، ثم قَنعَ رأسه وأسرع بالسير حتى جاز الوادي‏.‏
واشتدت في الطريق حاجة الجيش إلى الماء حتى شكوا إلى رسول اللّه، فدعا اللّه، فأرسل اللّه سحابة فأمطرت حتى ارتوي الناس، واحتملوا حاجاتهم من الماء‏.‏ 
ولما قرب من تبوك قال‏:‏ (‏إنكم ستأتون غداً إن شاء اللّه تعالى عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يَضْحَي النهار، فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي‏)‏، قال معاذ‏:‏ فجئنا وقد سبق إليها رجلان، والعين تَبِضُّ بشيء من مائها، فسألهما رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ (‏هل مسستما من مائها شيئاً‏؟‏‏)‏ قالا‏:‏ نعم‏.‏ وقال لهما ما شاء اللّه أن يقول‏.‏ ثم غرف من العين قليلاً قليلاً حتى اجتمع الْوَشَلُ ،ثم غسل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فيه وجهه ويده، ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير، فاستقي الناس، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏يوشك يا معاذ، إن طالت بك حياة أن تري ماهاهنا قد ملئ جناناً‏)‏‏.‏
وفي الطريق أو لما بلغ تبوك ـ على اختلاف الروايات ـ قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏‏(‏تهب عليكم الليلة ريح شديدة، فلا يقم أحد منكم، فمن كان له بعير فليشد عِقَالَه‏)‏، فهبت ريح شديدة، فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طيئ‏.‏ وكان دأب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في الطريق أنه كان يجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء جمع التقديم وجمع التأخير كليهما‏.‏

السؤال الخامس و السبعون :
س/ ماذا صنع الجيش الإسلامي بتبوك؟ 
الجيش الإسلامي بتبوك‏‏
نزل الجيش الإسلامي بتبوك، فعسكر هناك، وهو مستعد للقاء العدو، وقام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فيهم خطيباً، فخطب خطبة بليغة، أتي بجوامع الكلم، وحض على خير الدنيا والآخرة، وحذر وأنذر، وبشر وأبشر، حتى رفع معنوياتهم، وجبر بها ما كان فيهم من النقص والخلل من حيث قلة الزاد والمادة والمؤنة‏.‏
وأما الرومان وحلفاؤهم فلما سمعوا بزحف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أخذهم الرعب، فلم يجترئوا على التقدم واللقاء، بل تفرقوا في البلاد في داخل حدودهم، فكان لذلك أحسن أثر بالنسبة إلى سمعة المسلمين العسكرية، في داخل الجزيرة وأرجائها النائية، وحصل بذلك المسلمون على مكاسب سياسية كبيرة خطيرة، لعلهم لم يكونوا يحصلون عليها لو وقع هناك اصطدام بين الجيشين‏.‏
جاء يُحَنَّةُ بن رُؤْبَةَ صاحب أيْلَةَ، فصالح الرسول صلى الله عليه وسلم وأعطاه الجزية، وأتاه أهل جَرْبَاء وأهل أذْرُح، فأعطوه الجزية، وكتب لهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كتاباً فهو عندهم، وصالحه أهل مِينَاء على ربع ثمارها،
 وكتب لصاحب أيلة:
 ‏(‏بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذه أمنة من اللّه ومحمد النبي رسول اللّه ليحنة بن رؤبة وأهل أيلة، سفنهم وسياراتهم في البر والبحر لهم ذمة اللّه وذمة محمد النبي، ومن كان معه من أهل الشام وأهل البحر، فمن أحدث منهم حدثاً، فإنه لا يحول ماله دون نفسه، وإنه طيب لمن أخذه من الناس، وأنه لا يحل أن يمنعوا ماء يردونه، ولا طريقاً يريدونه من بر أو بحر‏)‏‏.
وبعث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى أُكَيْدِرِ دُومَة الجَنْدَل في أربعمائة وعشرين فارساً، وقال له‏:‏ ‏(‏إنك ستجده يصيد البقر‏)‏، فأتاه خالد، فلما كان من حصنه بمنظر العين، خرجت بقرة، تحك بقرونها باب القصر، فخرج أكيدر لصيدها ـ وكانت ليلة مقمرة ـ فتلقاه خالد في خيله، فأخذه وجاء به إلى رسول اللّهصلى الله عليه وسلم، فحقن دمه، وصالحه على ألفي بعير، وثمانمائة رأس وأربعمائة درع، وأربعمائة رمح، وأقر بإعطاء الجزية، فقاضاه مع يُحَنَّة على قضية دُومَة وتبوك وأيْلَةَ وَتَيْماء‏.‏
وأيقنت القبائل التي كانت تعمل لحساب الرومان أن اعتمادها على سادتها الأقدمين قد فات أوانه، فانقلبت لصالح المسلمين، وهكذا توسعت حدود الدولة الإسلامية، حتى لاقت حدود الرومان مباشرة، وشهد عملاء الرومان نهايتهم إلى حد كبير‏.‏

السؤال السادس و السبعون :
الرجوع إلى المدينة‏‏
ورجع الجيش الإسلامي من تبوك مظفرين منصورين، لم ينالوا كيداً، وكفي الله المؤمنين القتال، وفي الطريق عند عقبة حاول اثنا عشر رجلاً من المنافقين الفتك بالنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه حينما كان يمر بتلك العقبة كان معه عمار يقود بزمام ناقته، وحذيفة ابن اليمان يسوقها، وأخذ الناس ببطن الوادي، فانتهز أولئك المنافقون هذه الفرصة‏.‏ فبينما رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وصاحباه يسيران إذ سمعوا وكزة القوم من ورائهم، قد غشوه وهم ملتثمون، فبعث حذيفة فضرب وجوه رواحلهم بمِحْجَن كان معه ، فأرعبهم اللّه، فأسرعوا في الفرار حتى لحقوا بالقوم، وأخبر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بأسمائهم، وبما هموا به، فلذلك كان حذيفة يسمي بصاحب سـر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك يقول اللّه تعالي‏:‏ ‏{‏وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُوا‏}‏[‏التوبة‏:‏74‏]‏‏.‏
ولما لاحت للنبي صلى الله عليه وسلم معالم المدينة من بعيد قال‏:‏(‏هذه طَابَةُ، وهذا أحُدٌ، جبل يحبنا ونحبه‏)‏، وتسامع الناس بمقدمه، فخرج النساء والصبيان والولائد يقابلن الجيش بحفاوة بالغة ويقلن‏:‏
طلع البـدر علينا ** من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ** ما دعا للع داع
وكانت عودته صلى الله عليه وسلم من تبوك ودخوله في المدينة في رجب سنة 9هـ ، واستغرقت هذه الغزوة خمسين يوماً، أقام منها عشرين يوماً في تبوك، والبواقي قضاها في الطريق جيئة وذهوبًا‏.‏ وكانت هذه الغزوة آخر غزواته صلى الله عليه وسلم‏.‏

السؤال السابع و السبعون : 
س/ ما قصة المخلفون الثلاثة ؟؟ 
قصة المُخَلَّفون‏‏
وكانت هذه الغزوة ـ لظروفها الخاصة بها ـ اختباراً شديداً من اللّه، امتاز به المؤمنون من غيرهم، كما هي سنته تعالى في مثل هذه المواطن، حيث يقول‏:‏ ‏{‏مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ‏}‏‏[‏ آل عمران‏:‏179‏]‏‏.‏ فقد خرج لهذه الغزوة كل من كان مؤمناً صادقاً، حتى صار التخلف أمارة على نفاق الرجل، فكان الرجل إذا تخلف وذكروه لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال لهم‏:‏(‏دعوه، فإن يكن فيه خير فسيلحقه اللّه بكم، وإن يكن غير ذلك فقد أراحكم منه‏)‏، فلم يتخلف إلا من حبسهم العذر، أو الذين كذبوا اللّه ورسوله من المنافقين، الذين قعدوا بعد أن استأذنوا للقعود كذباً، أو قعدوا ولم يستأذنوا رأسا‏.‏ نعم كان هناك ثلاثة نفر من المؤمنين الصادقين تخلفوا من غير مبرر، وهم الذين أبلاهم اللّه، ثم تاب عليهم‏.‏
ولما دخل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المدينة بدأ بالمسجد، فصلي فيه ركعتين، ثم جلس للناس، فأما المنافقون ـ وهم بضعة وثمانون رجلاً ـ فجاءوا يعتذرون بأنواع شتي من الأعذار، وطفقوا يحلفون له، فقبل منهم علانيتهم، وبايعهم، واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى اللّه‏.‏ 
وأما النفر الثلاثة من المؤمنين الصادقين ـ وهم كعب بن مالك، ومُرَارَة بن الربيع، وهلال بن أمية ـ فاختاروا الصدق، فأمر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم الصحابة ألا يكلموا هؤلاء الثلاثة، وجرت ضد هؤلاء الثلاثة مقاطعة شديدة، وتغير لهم الناس، حتى تنكرت لهم الأرض، وضاقت عليهم بما رحبت، وضاقت عليهم أنفسهم، وبلغت بهم الشدة إلى أنهم بعد أن قضوا أربعين ليلة من بداية المقاطعة أمروا أن يعتزلوا نساءهم، حتى تمت على مقاطعتهم خمسون ليلة، 
 ثم أنزل اللّه توبتهم‏:‏ ‏{‏وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏118‏]‏‏.‏
وفرح المسلمون، وفرح الثلاثة فرحاً لا يقاس مداه وغايته، فبشروا وأبشروا واستبشروا وأجازوا وتصدقوا، وكان أسعد يوم من أيام حياتهم‏.‏
  
السؤال الثامن و السبعون :
س/ما موضوع الآيات الي نزلت في غزوة تبوك؟؟ 
نزول القرآن حول موضوع الغزوة‏ 
نزلت آيات كثيرة من سورة براءة حول موضوع الغزوة، نزل بعضها قبل الخروج، وبعضها بعد الخروج ـ وهو في السفر ـ وبعض آخر منها بعد الرجوع إلى المدينة، وقد اشتملت على ذكر ظروف الغزوة، وفضح المنافقين، وفضل المجاهدين والمخلصين، وقبول التوبة من المؤمنين الصادقين، الخارجين منهم في الغزوة والمتخلفين، إلى غير ذلك من الأمور‏.‏

السؤال التاسع و السبعون:
س/ .متى كانت حجة الوداع ، ومتى توجه الرسول عليه الصلاة والسلام إلى مكة ؟؟
حجـة الــوداع
تمت أعمال الدعوة، وإبلاغ الرسالة، وبناء مجتمع جديد على أساس إثبات الألوهية للّه، ونفيها عن غيره، وعلى أساس رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وكأن هاتفاً خفياً انبعث في قلب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، يشعره أن مقامه في الدنيا قد أوشك على النهاية، حتى إنه حين بعث معاذا على اليمن سنة 01هـ قال له ـ فيما قال‏:‏‏(‏يا معاذ، إنك عسي ألا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك أن تمر بمسجدي هذا وقبري‏)‏، فبكي معاذا خشعاً لفراق رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏.‏
وشاء اللّه أن يري رسوله صلى الله عليه وسلم ثمار دعوته، التي عاني في سبيلها ألواناً من المتاعب بضعاً وعشرين عاماً، فيجتمع في أطراف مكة بأفراد قبائل العرب وممثليها، فيأخذوا منه شرائع الدين وأحكامه، ويأخذ منهم الشهادة على أنه أدي الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة‏.‏
أعلن النبي صلى الله عليه وسلم بقصده لهذه الحجة المبرورة المشهودة، فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏.‏ وفي يوم السبت لخمس بقين من ذي القعدة تهيأ النبي صلى الله عليه وسلم للرحيل ، فتَرَجَّل وادَّهَنَ ولبس إزاره ورداءه وقَلَّد بُدْنَه، وانطلق بعد الظهر، حتى بلغ ذا الحُلَيْفَة قبل أن يصلي العصر، فصلاها ركعتين، وبات هناك حتى أصبح‏.‏ فلما أصبح قال لأصحابه‏:‏(‏أتاني الليلة آت من ربي فقال‏:‏ صَلِّ في هذا الوادي المبارك وقل‏:‏ عمرة في حجة‏)‏‏.‏

السؤال الثمانون :
كيف ارتدى النبي صلى الله عليه وسلم الإحرام ؟؟
وقبل أن يصلي الظهر اغتسل لإحرامه، ثم طيبته عائشة بيدها بذَرِيَرة وطيب فيه مِسْك، في بدنه ورأسه، حتى كان وبَيِصُ الطيب يري في مفارقه ولحيته، ثم استدامه ولم يغسله، ثم لبس إزاره ورداءه، ثم صلي الظهر ركعتين، ثم أهل بالحج والعمرة في مُصَلاَّه، وقَرَن بينهما، ثم خرج، فركب القَصْوَاءَ، فأهَلَّ أيضاً، ثم أهَلَّ لما استقلت به على البَيْدَاء‏.‏
ثم واصل سيره حتى قرب من مكة، فبات بذي طُوَي، ثم دخل مكة بعد أن صلي الفجر واغتسل من صباح يوم الأحد لأربع ليال خلون من ذي الحجة سنة 01هـ ـ وقد قضي في الطريق ثماني ليال، وهي المسافة الوسطي ـ فلما دخل المسجد الحرام طاف بالبيت، وسعي بين الصفا والمروة، ولم يَحِلَّ ؛لأنه كان قارناً قد ساق معه الهدي، فنزل بأعلى مكة عند الحَجُون، وأقام هناك، ولم يعد إلى الطواف غير طواف الحج‏.‏

السؤال الواحد و الثمانون :
كم عدد المسلمين الذين حجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
وأمر من لم يكن معه هَدْي من أصحابه أن يجعلوا إحرامهم عمرة، فيطوفوا بالبيت وبين الصفا المروة، ثم يحلوا حلالاً تاماً، فترددوا، فقال‏:‏(‏لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت، ولولا أن معي الهدي لأحللت‏)‏، فحل من لم يكن معه هدي، وسمعوا وأطاعوا‏.‏
وفي اليوم الثامن من ذي الحجة ـ وهو يوم التَّرْوِيَة ـ توجه إلى مني، فصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ـ خمس صلوات ـ ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس، فأجاز حتى أتي عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بَنَمِرَة، فنزل بها، حتى إذا زالت الشمس أمر بالقَصْوَاء فرحلت له، فأتي بطن الوادي، وقد اجتمع حوله مائة ألف وأربعة وعشرون أو أربعة وأربعون ألفاً من الناس، فقام فيهم خطيباً،

السؤال الثاني و الثمانون : 
س/ بم أمر النبي صلىالله عليه وسلم أصحابه؟؟
{فلا أقسم بما تبصرون * وما لا تبصرون}
هذا أعمُّ قسمٍ وقع في القرآن، فإنه يعمُّ العُلويَّات والسُفليَّات، والدنيا والآخرة، وما يُرى وما لا يُرى![ابن القيم]{إنَّ السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولًا}
هذه هي رعاياك، وأنت راعيها، وكلٌّ مسؤولٌ عن رعيَّته!
[عماد الدين الواسطي]

السؤال الثالث و الثمانون :
س/ما مضمون خطبة حجة الوداع؟؟
وألقى هذه الخطبة الجامعة‏:‏
‏(‏أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً‏)‏‏.‏
‏(‏إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا‏.‏ ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث ـ وكان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هُذَيْل ـ وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع من ربانا ربا عباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله‏)‏‏.‏
‏(‏فاتقوا اللّه في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة اللّه، واستحللتم فروجهن بكلمة اللّه، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مُبَرِّح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف‏)‏‏.‏
(‏وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب اللّه‏)‏‏.‏
‏(‏أيها الناس، إنه لا نبي بعدي، ولا أمة بعدكم، ألا فاعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، طيبة بها أنفسكم، وتحجون بيت ربكم، وأطيعوا أولات أمركم، تدخلوا جنة ربكم‏)‏‏.‏
(‏وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ نشهد أنك قد بلغت وأديت 
ونصحت‏.‏ فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، وينكتها إلى الناس‏:‏ (‏اللهم اشهد‏)‏ ثلاث مرات‏.‏

السؤال الرابع و الثمانون :
س/ ماذا حدث بعد ما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخطبة ؟؟
وكان الذي يصرخ في الناس بقول رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ـ وهو بعرفة ـ ربيعة بن أمية ابن خَلَف‏.‏
وبعد أن فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من إلقاء الخطبة نزل عليه قوله تعالى‏:‏{‏الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 3‏]‏، ولما نزلت بكي عمر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏(‏ما يبكيك‏؟‏‏)‏ قال‏:‏ أبكاني أنا كنا في زيادة من ديننا، فأما إذا كمل فإنه لم يكمل شيء قط إلا نقص، فقال‏:‏(‏صدقت‏)‏‏.‏

وبعد الخطبة أذن بلال ثم أقام، فصلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالناس الظهر، ثم أقام فصلي العصر، ولم يصل بينهما شيئاً، ثم ركب حتى أتي الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصَّخَرَات ، وجعل حَبْل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القُرْص‏.‏

السؤال الخامس و الثمانون :
س/ ما ذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وصل مزدلفة ؟؟
وأردف أسامة، ودفع حتى أتي المُزْدَلِفَة، فصلي بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئاً، ثم اضطجع حتى طلع الفجر، فصلي الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء حتى أتي المَشْعَرَ الحرام، فاستقبل القبلة، فدعاه، وكبره، وهلّله، ووحده، فلم يزل واقفاً حتى أسْفَر جِدّا‏.‏
فَدَفَع ـ من المزدلفة إلى مني ـ قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس حتى أتي بَطْنَ مُحَسِّرٍ، فَحَرَّك قليلاً، ثم سلك الطريق الوسطي التي تخرج على الجمرة الكبري، حتى أتي الجمرة التي عند الشجرة ـ وهي الجمرة الكبري نفسها، كانت عندها شجرة في ذلك الزمان، وتسمي بجمرة العَقَبَة وبالجمرة الأولي ـ فرماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة منها مثل حصي الخَذْف، رمي من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر، فنحر ثلاثاً وستين بدنة بيده، ثم أعطي علياً فنحر ما غَبَرَ ـ وهي سبع وثلاثون بدنة، تمام المائة ـ وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة، فجعلت في قِدْر، فطبخت، فأكلا من لحمها، وشربا من مَرَقِها‏.‏

السؤال السادس و الثمانون :
س/ بماذا أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في خطبة يوم النحر؟؟
ثم ركب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فأفاض إلى البيت، فصلي بمكة الظهر، فأتي على بني المطلب يَسْقُون على زمزم، فقال‏:‏‏(‏انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم‏)‏، فناولوه دلواً فشرب منه‏.‏
وخطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر ـ عاشر ذي الحجة ـ أيضاً حين ارتفع الضحي، وهو على بغلة شَهْبَاء، وعلى يعبر عنه، والناس بين قائم وقاعد ، وأعاد في خطبته هذه بعض ما كان ألقاه أمس، فقد روي الشيخان عن أبي بكرة قال‏:‏ خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر، قال‏:‏‏(‏إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات، ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضَر الذي بين جمادي وشعبان‏)‏‏.
وقال‏:‏ ‏(‏أي شهر هذا‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال‏:‏ ‏(‏أليس ذا الحجة‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ بلي‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏أي بلد هذا‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال‏:‏ ‏(‏أليست البلدة‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ بلي‏.‏ قال‏:‏(‏فأي يوم هذا‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏ فسكت حتى ظننا أنه سيسمية بغير اسمه، قال‏:‏(‏أليس يوم النحر‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ بلي‏.‏ قال‏:‏(‏فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا‏)‏‏.‏
(‏وستلقون ربكم، فيسألكم عن أعمالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالاً يضرب بعضكم رقاب بعض‏)‏‏.‏ 
‏(‏ألا هل بلغت‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ نعم، قال‏:‏‏(‏اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب، فَرُبَّ مُبَلَّغ أوعي من سامع‏)

السؤال السابع و الثمانون :
س/ هل خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الناس في أيام التشريق؟؟
وفي رواية أنه قال في تلك الخطبة‏:‏‏(‏ألا لا يجني جَانٍ إلا على نفسه، ألا لا يجني جان على ولده، ولا مولود على والده، ألا إن الشيطان قد يئس أن يُعْبَد في بلدكم هذا أبداً، ولكن ستكون له طاعة فيما تحتقرون من أعمالكم، فسيرضى به‏)‏‏.‏
وأقام أيام التشريق بمني يؤدي المناسك ويعلم الشرائع، ويذكر الله، ويقيم سنن الهدي من ملة إبراهيم، ويمحو آثار الشرك ومعالمها‏.‏ وقد خطب في بعض أيام التشريق أيضاً، فقد روي أبو داود بإسناد حسن عن سَرَّاءِ بنت نَبْهَانَ قالت‏:‏ خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الرءوس، فقال‏:‏(‏أليس هذا أوسط أيام التشريق‏)‏‏.‏ وكانت خطبته في هذا اليوم مثل خطبته يوم النحر، ووقعت هذه الخطبة عقب نزول سورة النصر‏.‏
وفي يوم النَّفْر الثاني ـ الثالث عشر من ذي الحجة ـ نفر النبي صلى الله عليه وسلم من مني، فنزل بخِيف بني كِنَانة من الأبْطَح، وأقام هناك بقية يومه ذلك، وليلته، وصلي هناك الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ثم رقد رقدة، ثم ركب إلى البيت، فطاف به طواف الوداع، وأمر به الناس‏.‏
ولما قضي مناسكه حث الركاب إلى المدينة المطهرة، لا ليأخذ حظاً من الراحة، بل ليستأنف الكفاح والكدح لله وفي سبيل الله‏.‏

السؤال الثامن و الثمانون :
كانت كبرياء دولة الرم قد جعلتها تأبي حق الحياة على من آمن بالله ورسوله، وحملها على أن تقتل من أتباعها من يدخل في الإسلام،
س/ فماذا فعل رسول الله صلىالله عليه وسلم بهم ؟؟
ونظراً إلى هذه الجراءة والغطرسة، أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهز جيشاً كبيراً في صفر سنة 11هـ، وأمر عليه أسامة بن زيد بن حارثة، وأمره أن يوطئ الخيل تُخُوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين، يبغي بذلك إرهاب الروم وإعادة الثقة إلى قلوب العرب الضاربين على الحدود، حتى لا يحسبن أحد أن بطش الكنيسة لا معقب له، وأن الدخول في الإسلام يجر على أصحابه الحتوف فحسب‏.‏
وتكلم الناس في قائد الجيش لحداثة سنه، واستبطأوا في بعثه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏(‏إن تطعنوا في إمارته، فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وايم الله، إن كان لخليقاً للإمارة، وإن كان من أحب الناس إلى، و إن هذا من أحب الناس إلى بعده‏)‏‏.
وانتدب الناس يلتفون حول أسامة، وينتظمون في جيشة، حتى خرجوا ونزلوا الجُرْف، على فَرْسَخ من المدينة، إلا أن الأخبار المقلقة عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ألزمتهم التريث، حتى يعرفوا ما يقضي الله به، وقد قضي الله أن يكون هذا أول بعث ينفذ في خلافة أبي بكر الصديق‏.‏

السؤال التاسع و الثمانون :
س/ متى كانت بداية مرض النبي صلى الله عليه وسلم وكم استمر المرض ؟
بـدايـة المـرض‏‏ وفي اليوم الثامن أو التاسع والعشرين من شهر صفر سنة11هـ ـ وكان يوم الاثنين ـ شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة في البقيع، فلما رجع، وهو في الطريق أخذه صداع في رأسه، واتقدت الحرارة، حتى إنهم كانوا يجدون سَوْرَتَها فوق العِصَابة التي تعصب بها رأسه‏.‏ وقد صلي النبي صلى الله عليه وسلم بالناس وهو مريض 11 يوماً، وجميع أيام المرض كانت 31، أو 41 يوماً‏.‏

السؤال التاسعون :
س/كان النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه ( أين انا غدا -أين انا غدا ) ؟فما مراده ؟
الأسبوع الأخير‏ وثقل برسول الله صلى الله عليه وسلم المرض، فجعل يسأل أزواجه‏:‏(‏أين أنا غداً‏؟‏ أين أنا غداً‏؟‏‏)‏ ففهمن مراده، فأذن له يكون حيث شاء، فانتقل إلى بيت عائشة يمشي بين الفضل بن عباس وعلى بن أبي طالب، عاصباً رأسه، تخط قدماه حتى دخل بيتها، فقضي عندها آخر أسبوع من حياته‏.‏
وكانت عائشة تقرأ بالمعوذات والأدعية التي حفظتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت تنفث على نفسه، وتمسحه بيده رجاء البركة‏.‏

السؤال الواحد و التاسعون :
س/ماذا حدث قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بخمس ايام ؟
قبل الوفاة بخمسة أيام‏‏ ويوم الأربعاء قبل خمسة أيام من الوفاة، اتقدت حرارة العلة في بدنه، فاشتد به الوجع وغمي، فقال‏:‏‏(‏هريقوا علي سبع قِرَب من آبار شتي، حتى أخرج إلى الناس، فأعهد إليهم‏)‏، فأقعدوه في مِخَضَبٍ ، وصبوا عليه الماء حتى طفق يقول‏:‏‏(‏حسبكم، حسبكم‏)‏‏.‏
وعند ذلك أحس بخفة، فدخل المسجد متعطفاً ملحفة على منكبيه، قد عصب رأسه بعصابة دسمة حتى جلس على المنبر، وكان آخر مجلس جلسه، فحمد الله وأثني عليه، ثم قال‏:‏‏(‏أيها الناس، إلي‏)‏، فثابوا إليه، فقال ـ فيما قال‏:‏(‏لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد‏)‏ ـ وفي رواية‏:‏(‏قاتل الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد‏)‏ ـ وقال‏:‏‏(‏لا تتخذوا قبري وثناً يعبد‏)‏‏.‏
وعرض نفسه للقصاص قائلاً‏:‏(‏من كنت جلدت له ظَهْرًا فهذا ظهري فليستقد منه، ومن كنت شتمت له عِرْضاً فهذا عرضي فليستقد منه‏)‏‏.‏
ثم نزل فصلى الظهر، ثم رجع فجلس على المنبر، وعاد لمقالته الأولي في الشحناء وغيرها‏.‏ فقال رجل‏:‏ إن لي عندك ثلاثة دراهم، فقال‏:‏(‏أعطه يا فضل‏)‏، ثم أوصي بالأنصار قائلاً‏:‏
(‏أوصيكم بالأنصار، فإنهم كِرْشِي وعَيْبَتِي، وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم، فاقبلوا من مُحْسِنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم‏)‏، وفي رواية أنه قال‏:‏(‏إن الناس يكثرون، وتَقِلُّ الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام، فمن ولي منكم أمراً يضر فيه أحداً أو ينفعه فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم‏)‏‏.‏
ثم قال‏:‏(‏إن عبداً خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عنده، فاختار ما عنده‏)‏‏.‏ قال أبو سعيد الخدري‏:‏ فبكي أبو بكر‏.‏ قال‏:‏ فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فعجبنا له، فقال الناس‏:‏ انظروا إلى هذا الشيخ، يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا، وبين ما عنده، وهو يقول‏:‏ فديناك بآبائنا وأمهاتنا‏.‏ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا‏.‏
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏(‏إن من أمنّ الناس على في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لا تخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد، إلا باب أبي بكر‏)‏‏.‏

السؤال الثاني و التاسعون :
ما الأحداث التي جرت قبل وفاته بأربعة ايام عليه الصلاة والسلام؟؟
قبل أربعة أيام‏ ويوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام قال ـ وقد اشتد به الوجع‏:‏‏(‏هلموا أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده‏)‏ ـ وفي البيت رجال فيهم عمر ـ فقال عمر‏:‏ قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبكم كتاب الله، فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول‏:‏ قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏(‏قوموا عني‏)‏‏.
وأوصى ذلك اليوم بثلاث‏:‏ أوصي بإخراج اليهود والنصاري والمشركين من جزيرة العرب، وأوصي بإجازة الوفود بنحو ما كان يجيزهم، أما الثالث فنسيه الراوي‏.‏ ولعله الوصية بالاعتصام بالكتاب والسنة، أو تنفيذ جيش أسامة، أو هي‏:‏(‏الصلاة وما ملكت أيمانكم‏)‏‏.
والنبي صلى الله عليه وسلم مع ما كان به من شدة المرض كان يصلي بالناس جميع صلواته حتى ذلك اليوم ـ يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام ـ وقد صلي بالناس ذلك اليوم صلاة المغرب، فقرأ فيها بالمرسلات عرفاً‏.‏
وعند العشاء زاد ثقل المرض، بحيث لم يستطع الخروج إلى المسجد‏.‏ قالت عائشة‏:‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أصَلَّى الناس‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ لا يا رسول الله، وهم ينتظرونك‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏ضعوا لي ماء في المِخْضَب‏)‏، ففعلنا، فاغتسل، فذهب لينوء فأغمي عليه‏.‏ ثم أفاق، فقال‏:‏ ‏(‏أصلى الناس‏؟‏‏)‏ ـ ووقع ثانياً وثالثاً ما وقع في المرة الأولي من الاغتسال ثم الإغماء حينما أراد أن ينوء ـ فأرسل إلى أبي بكر أن يصلي بالناس، فصلي أبو بكر تلك الأيام 17 صلاة في حياته صلى الله عليه وسلم، وهي صلاة العشاء من يوم الخميس، وصلاة الفجر من يوم الإثنين، وخمس عشرة صلاة فيما بينها‏.‏ وراجعت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث أو أربع مرات ؛ ليصرف الإمامة عن أبي بكر حتى لا يتشاءم به الناس ، فأبي وقال‏:‏(‏إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس‏)‏‏.‏

السؤال الثالث و التاسعون :
س/ من الذي صلى بالناس ورسول الله مريض ؟ وماذا حدث قبل وفاة النبي عليه الصلاة والسلام بيومين؟؟
قبل ثلاثة أيام‏ قال جابر‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاث وهو يقول‏:‏‏(‏ألا لا يموت أحد منكم إلا وهو يحسن الظـن بالله‏)‏‏.‏
قبل يوم أو يومين‏‏ ويوم السبت أو الأحد وجد النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه خفة، فخرج بين رجلين لصلاة الظهر، وأبو بكر يصلي بالناس، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر، فأومأ إليه بألا يتأخر، قال‏:‏ ‏(‏أجلساني إلى جنبه‏)‏، فأجلساه إلى يسار أبي بكر، فكان أبو بكر يقتدي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمع الناس التكبير‏.‏ 
قبل يوم‏ وقبل يوم من الوفاة ـ يوم الأحد ـ أعتق النبي صلى الله عليه وسلم غلمانه، وتصدق بستة أو سبعة دنانير كانت عنده ، ووهب للمسلمين أسلحته، وفي الليل أرسلت عائشة بمصباحها امرأة من النساء وقالت‏:‏ أقطري لنا في مصباحنا من عُكَّتِك السمن ، وكانت درعه صلى الله عليه وسلم مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من الشعير‏.‏

 السؤال الرابع و التسعون :
س/ ماذا حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من الحياة ؟؟ 
آخر يوم من الحياة‏ روي أنس بن مالك‏:‏ أن المسلمين بينا هم في صلاة الفجـر من يوم الاثنين ـ وأبو بكر يصلي بهم ـ لم يفجأهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم، وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ؛ ليصل الصف، وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة‏.‏ فقال أنس‏:‏ وهَمَّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فَرَحًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليهم بيده رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم، ثم دخل الحجرة وأرخي الستر‏.‏
ثم لم يأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت صلاة أخرى‏.‏
ولما ارتفع الضحى، دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة فسَارَّها بشيء فبكت، ثم دعاها، فسارها بشيء فضحكت، قالت عائشة‏:‏ فسألنا عن ذلك ـ أي فيما بعد ـ فقالت‏:‏ سارني النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت‏.‏ وبشر النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بأنها سيدة نساء العالمين‏.‏
ورأت فاطمة ما برسول الله صلى الله عليه وسلم من الكرب الشديد الذي يتغشاه‏.‏ فقالت‏:‏ وا كرب أباه‏.‏ فقال لها‏:‏(‏ليس على أبيك كرب بعد اليوم‏)‏‏.‏ ودعا الحسن والحسين فقبلهما، وأوصي بهما خيراً، ودعا أزواجه فوعظهن وذكرهن‏.‏ وطفق الوجع يشتد ويزيد، وقد ظهر أثر السم الذي أكله بخيبر حتى كان يقول‏:‏(‏يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبْهَرِي من ذلك السم‏)‏‏.‏ وقد طرح خَمِيصَة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك ـ وكان هذا آخر ما تكلم وأوصي به الناس‏:‏(‏لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ـ يحذر ما صنعوا ـ لا يبقين دينان بأرض العرب‏)‏‏.
وأوصى الناس فقال‏:‏(‏الصلاة، الصلاة، وما ملكت أيمانكم‏)‏، كــرر ذلك مــراراً‏.‏

السؤال الخامس و التسعون :
س/ كيف كان احتضر النبي عليه الصلاة والسلام بأبي هو وأمي ؟؟
وبدأ الاختصار فأسندته عائشة إليها، وكانت تقول‏:‏ إن من نعم الله على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سَحْرِي ونَحْرِي، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته‏.‏ دخل عبد الرحمن ـ بن أبي بكر ـ وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت‏:‏ آخذه لك‏؟‏ فأشار برأسه أن نعم‏.‏ فتناولته فاشتد عليه، وقلت‏:‏ ألينه لك‏؟‏ فأشار برأسه أن نعم‏.‏ فلينته، فأمره ـ وفي رواية أنه استن به كأحسن ما كان مستنا ـ وبين يديه رَكْوَة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح به وجهه، يقول‏:‏(‏لا إله إلا الله، إن للموت سكرات‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ الحديث‏.‏
وما عدا أن فرغ من السواك حتى رفع يده أو أصبعه، وشخص بصره نحو السقف، وتحركت شفتاه، فأصغت إليه عائشة وهو يقول‏:(‏مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلي‏.‏ اللهم، الرفيق الأعلي‏)‏‏.
كرر الكلمة الأخيرة ثلاثاً، ومالت يده ولحق بالرفيق الأعلي‏.‏ إنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏
وقع هذا الحادث حين اشتدت الضحي من يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11هـ، وقد تم له صلى الله عليه وسلم ثلاث وستون سنة وزادت أربعة أيام‏.‏

السؤال السادس و التسعون :
ما موقف الصحابة رضي الله عنهم من نبأ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟
وتسرب النبأ الفادح، وأظلمت على أهل المدينة أرجاؤها وآفاقها‏.‏ قال أنس‏:‏ ما رأيت يوماً قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رأيت يوما كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
ولما مات قالت فاطمة‏:‏ يا أبتاه، أجاب ربا دعاه‏.‏ يا أبتاه، مَنْ جنة الفردوس مأواه‏.‏ يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه‏.‏ 
موقف عمر‏ووقف عمر بن الخطاب يقول‏:‏ إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات، لكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسي بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل‏:‏ قد مات‏.‏
ووالله، ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات‏.‏

السؤال السابع و التسعون :
س/ ما موقف الصديق من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟
موقف أبي بكر‏‏ وأقبل أبو بكر على فرس من مسكنه بالسُّنْح حتى نزل، فدخل المسجد، فلم يكلم الناس، حتى دخل على عائشة فتيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مغشي بثوب حِبَرَة، فكشف عن وجهه ثم أكب عليه، فقبله وبكي، ثم قال‏:‏ بأبي أنت وأمي، لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتبت عليك فقد مِتَّهَا‏.‏
ثم خرج أبو بكر، وعمر يكلم الناس، فقال‏:‏ اجلس يا عمر، فأبي عمر أن يجلس، فتشهد أبو بكر، فأقبل الناس إليه، وتركوا عمر، فقال أبو بكر‏:‏
أما بعد، من كان منكم يعبد محمداً صلى الله عليه وسلم فإن محمداً قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت، قال الله‏:{‏وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏144‏]‏‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشراً من الناس إلا يتلوها‏.‏ قال ابن المسيب‏:‏ قال عمر‏:‏ والله، ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعرفت أنه الحق، فعقرت حتى ما تُقُلِّني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات‏.‏

السؤال الثامن و التسعون : 
كيف كان التجهيز ودفن الجسد الشريف ؟؟
التجهيز وتوديع الجسد الشريف إلى الأرض‏‏: ووقع الخلاف في أمرالخلافة قبل أن يقوموا بتجهيزه صلى الله عليه وسلم، فجرت مناقشات ومجادلات وحوار وردود بين المهاجرين والأنصار في سَقِيفة بني ساعدة، وأخيرًا اتفقوا على خلافة أبي بكر رضي الله عنه، ومضي في ذلك بقية يوم الاثنين حتى دخل الليل، وشغل الناس عن جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان آخر الليل ـ ليلة الثلاثاء ـ مع الصبح، وبقي جسده المبارك على فراشه مغشي بثوب حِبَرَة، قد أغلق دونه الباب أهله‏.‏
ويوم الثلاثاء غسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن يجردوه من ثيابه، وكان القائمون بالغسل‏:‏ العباس وعليّا، والفضل وقُثَم ابني العباس، وشُقْرَان مولي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسامة بن زيد، وأوس بن خَوْلي، فكان العباس والفضل وقثم يقلبونه، وأسامة وشقران يصبان الماء، وعلى يغسله، وأوس أسنده إلى صدره‏.‏ وقد غسل ثلاث غسلات بماء وسِدْر، وغسل من بئر يقال لها‏:‏ الغَرْس لسعد بن خَيْثَمَة بقُبَاء وكان يشرب منها‏.‏
ثم كفنوه في ثلاثة أثواب يمانية بيض سَحُولِيَّة من كُرْسُف، ليس فيها قميص ولا عمامة‏.‏ أدرجوه فيها إدراجًا‏.‏ واختلفوا في موضع دفنه، فقال أبو بكر‏:‏ إني سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏‏(‏ما قبض نبي إلا دفن حيث يـقبض‏)‏، فرفع أبو طلحة فراشه الذي توفي عليه، فحفر تحته، وجعل القبر لحداً‏.‏ ودخل الناس الحجرة أرسالاً، عشرة فعشرة، يصلون على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أفذاذاً، لا يؤمهم أحد، وصلي عليه أولاً أهل عشيرته، ثم المهاجرون، ثم الأنصار، ثم الصبيان، ثم النساء، أو النساء ثم الصبيان‏.‏
ومضى في ذلك يوم الثلاثاء كاملاً، ومعظم ليلة الأربعاء، قالت عائشة‏:‏ ما علمنا بدفن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المسَاحِي من جوف الليل ـ وفي رواية‏:‏ من آخر الليل ـ ليلة الأربعاء‏.‏

السؤال التاسع و التسعون :
 س/ هل الدعوة إلى الإسلام ترتبط بالأشخاص ؟؟ 
إن الدعوة إلى الإسلام دين قائم يخطئ من يربطه بشخص معين بل هو دين قائم 
علىٌ كتاب الله وستة النبي عليه الصلاة والسلام يذهب الأشخاص ويقضي الله لهذا الدين من يحمله جيلا بعد جيل ويخطئ من يعلق بقاء هذا الدين على شخص معين مهما كان هذا الشخص ، الله تعالى يقول ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأين مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقيبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين )
 يقول الإمام القرطبي : النبوة لا تدرأ بالموت والأديان لا تزول بموت الأنبياء **

السؤال المائة :
س/ ما واجبنا إتجاه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام؟؟
 واجـبنا نحـو الرسـول: إن للرسول  حقوقاً وواجبات إذا أدّاها المسلم نفعه الله به ، وأسعده بشفاعته ، وأكرمه بوُرود حوضه ، وسقاه مِن ماء كَوثره .
1ـ محبة الرسول  ، أكثر مِن النفس والأهل والمال والولد.
 طاعته في كل ما أمر به مِن دعاء الله وحده ، والاستعانة به، والصدق والأمانة، وحُسن الخلق ، وغير ذلك مما جاء في القرآن وأحاديثه الصحيحة .
 التحذير مِن الشرك الذي حذَّر منه الرسول ، وهو صَرفُ العبادة لغير الله ، كدعاء الأنبياء والأولياء وطلب المدد والعون منهم ، فقد قال:( مَن ماتَ وهوَ يدعو مِن دونِ الله نِدّاً دخلَ النار )[النِّد الـمِثل والشريك]« رواه البخاري »
 أن نؤمن بما أخبر به القرآن والرسول ، مِن الصفات، كَعُلُو الله على عرشه ، تحقيقاً لقوله تعالى:﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾«الأعلى:» وقوله :(إنَّ اللهَ كتبَ كتاباً فهو عِندهُ فوقَ العرش).« متفق عليه » وأن الله مع عباده يَسمعهم ويراهم ويعلم أحوالهم لقوله تعالى :
﴿ قَالَ لَا تَـخَافَا إِنَّنِـي مَعَكُـمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾«طٰه 46»
5ـ إنَّ مِن واجب المسلمين أن يشكروا الله على بعثة ومولد الرسول الكريم ، فيتمسكوا بسُنته ، ومنها صيام يوم الاثنين الذي سُئل عن صومه فقال : ( ذاك يوم وُلدت فيه، وفيه بُعثت ، وعليّ أُنزل ). [ أي القرآن ] . « رواه مسلم »
 أمّا الاحتفال بيوم مولده ، الذي أَحدثه المتأخرون، فلم يَعرفه الرسول والصحابة والتابعون ولو كان الاحتفال خيراً لسبقونا إليه، وأرشدنا إليه الرسول ، كما أرشدنا في الحديث السابق إلى صوم يوم الاثنين الذي وُلد فيه، علماً بأن الرسول ، مات يوم الاثنين ، فليس الفرح بأولى مِن الـحُزن على موته  .
 إن الأموال التي تُنفق في الاحتفالات، لو أُنفقت في بيان شمائل الرسول ، وسيرته ، وأخلاقه ، وأدبه ، وتواضعه، ومعجزاته، وأحاديثه، ودعوته للتوحيد التي بدأ بها رسالته وغيرها من الأمور النافعة، لو فعل ذلك المسلمون لنصرهم الله كما نصر رسوله  .
8ـ إن المحـب الصادق للرسول ، يهمه اِتباع أوامره، والعمل بسُنته ، والحكم بقرآنه والإكثار مِن الصلاة عليه ﷺ.

تم بحمد الله كتابة 100 سؤال وجواب في السيرة النبوية

أم المنتصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق