الخميس، 20 أغسطس 2015

(ثلاثة و ثلاثون)خاصة ليوم الجمعة



 ذكر ابن القيم - رحمه الله - في الزاد أن ليوم الجمعة ( ثلاثة وثلاثون ) 
خاصية ، وهي اختصارا 
(١) كان - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في فجره بسورتي (الم تنزيل) و (هل أتى على الإنسان) .
(٢) استحباب كثرة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه وفي ليلته .
(٣) صلاة الجمعة التي هي من آكد فروض الإسلام ، ومن أعظم مجامع المسلمين .
(٤) الأمر بالاغتسال في يومها، وهو أمر مؤكد جداً، ووجوبه أقوى من وجوب الوتر .
(٥) التطيب فيه، وهو أفضل من التطيب في غيره من أيام الأسبوع.
(٦) السواك فيه، وله مزية على السواك في غيره.
(٧) التبكير للصلاة.
(٨) أن يشتغل بالصلاة والذكر والقراءة حتى يخرج الإمام.
(٩) الإنصات للخطبة إذا سمعها وجوباً في أصح القولين، فإن تركه كان لاغياً ، ومن لغا فلا جمعة له .
(١٠) قراءة سورة الكهف في يومها .
(١١) لا يكره فعل الصلاة فيه وقت الزوال عند الشافعي - رحمه الله - ومن وافقه، وهو اختيار شيخنا أبي العباس ابن تيمية .
(١٢) قراءة (سورة الجمعة) و (المنافقين) أو (سبح والغاشية) في صلاة الجمعة .
(١٣) يوم عيد متكرر في الأسبوع ، وقد روى ابن ماجه في " سننه " من حديث أبي لبابة : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إن يوم الجمعة سيد الأيام، وأعظمها عند الله، وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى، ويوم الفطر، فيه خمس خلال: خلق الله فيه آدم، وأهبط فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا إلا أعطاه، ما لم يسأل حراما، وفيه تقوم الساعة، ما من ملك مقرب، ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا شجر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة» .
(١٤) يستحب أن يلبس فيه أحسن الثياب التي يقدر عليها .
(١٥) يستحب فيه تجمير المسجد
(١٦) لا يجوز السفر في يومها لمن تلزمه الجمعة قبل فعلها بعد دخول وقتها ، وأما قبله فللعلماء ثلاثة أقوال وهي روايات منصوصات عن أحمد .
(١٧) أن للماشي إلى الجمعة بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها .
(١٨) أنه يوم تكفير السيئات .
(١٩) أن جهنم تسجر كل يوم إلا يوم الجمعة.
(٢٠) أن فيه ساعة الإجابة، وهي الساعة التي لا يسأل الله عبد مسلم فيها شيئا إلا أعطاه. 
(٢١) أن فيه صلاة الجمعة التي خصت من بين سائر الصلوات المفروضات بخصائص لا توجد في غيرها من الاجتماع والعدد المخصوص واشتراط الإقامة، والاستيطان، والجهر بالقراءة.
(٢٢) أن فيه الخطبة التي يقصد بها الثناء على الله وتمجيده، والشهادة له بالوحدانية ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالرسالة، وتذكير العباد بأيامه، وتحذيرهم من بأسه ونقمته، ووصيتهم بما يقربهم إليه وإلى جنانه، ونهيهم عما يقربهم من سخطه وناره، فهذا هو مقصود الخطبة والاجتماع لها.
(٢٣) أنه اليوم الذي يستحب أن يتفرغ فيه للعبادة، وله على سائر الأيام مزية بأنواع من العبادات واجبة ومستحبة، فالله سبحانه جعل لأهل كل ملة يوما يتفرغون فيه للعبادة ويتخلون فيه عن أشغال الدنيا، فيوم الجمعة يوم عبادة، وهو في الأيام كشهر رمضان في الشهور، وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان.
(٢٤) أنه لما كان في الأسبوع كالعيد في العام، وكان العيد مشتملا على صلاة وقربان، وكان يوم الجمعة يوم صلاة، جعل الله سبحانه التعجيل فيه إلى المسجد بدلا من القربان، وقائما مقامه فيجتمع للرائح فيه إلى المسجد الصلاة، والقربان كما في " الصحيحين " عن أبي هريرة .
(٢٥) أن للصدقة فيه مزية عليها في سائر الأيام، والصدقة فيه بالنسبة إلى سائر أيام الأسبوع كالصدقة في شهر رمضان بالنسبة إلى سائر الشهور .
(٢٦) أنه يوم يتجلى الله عز وجل فيه لأوليائه المؤمنين في الجنة، وزيارتهم له، فيكون أقربهم منهم أقربهم من الإمام، وأسبقهم إلى الزيارة أسبقهم إلى الجمعة.
(٢٧) أنه قد فسر الشاهد الذي أقسم الله به في كتابه بيوم الجمعة . (وشاهد ومشهود) (سورة البروج:٣)  .
(٢٨) أنه اليوم الذي تفزع منه السماوات والأرض، والجبال والبحار، والخلائق كلها إلا الإنس والجن .
(٢٩) أنه اليوم الذي ادخره الله لهذه الأمة وأضل عنه أهل الكتاب قبلهم .
(٣٠) أنه خيرة الله من أيام الأسبوع، كما أن شهر رمضان خيرته من شهور العام، وليلة القدر خيرته من الليالي، ومكة خيرته من الأرض، ومحمد صلى الله عليه وسلم خيرته من خلقه.
(٣١) أن الموتى تدنو أرواحهم من قبورهم، وتوافيها في يوم الجمعة، فيعرفون زوارهم ومن يمر بهم، ويسلم عليهم، ويلقاهم في ذلك اليوم أكثر من معرفتهم بهم في غيره من الأيام، فهو يوم تلتقي فيه الأحياء والأموات، فإذا قامت فيه الساعة التقى الأولون والآخرون، وأهل الأرض وأهل السماء، والرب والعبد، والعامل وعمله، والمظلوم وظالمه، والشمس والقمر، ولم تلتقيا قبل ذلك قط، وهو يوم الجمع واللقاء، ولهذا يلتقي الناس فيه في الدنيا أكثر من التقائهم في غيره، فهو يوم التلاق.
(٣٢) أنه يكره إفراد يوم الجمعة بالصوم .
(٣٣) أنه يوم اجتماع الناس وتذكيرهم بالمبدأ والمعاد، وقد شرع الله سبحانه وتعالى لكل أمة في الأسبوع يوما يتفرغون فيه للعبادة ويجتمعون فيه لتذكر المبدأ والمعاد، والثواب والعقاب، ويتذكرون به اجتماعهم يوم الجمع الأكبر قياما بين يدي رب العالمين، وكان أحق الأيام بهذا الغرض المطلوب اليوم الذي يجمع الله فيه الخلائق، وذلك يوم الجمعة .

[ زاد المعاد ( ١/ ٣٦٣-٤١١ ) ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق