الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

خمسون قاعدة قرآنية في النفس و الحياة


الدرس 1
فوائد تكرار القواعد القرآنية التي حفل بها كتاب الله :
1-ربط الناس بكتاب ربهم في جميع شؤونهم .
2-ليرسخ في القلوب أن القران علاج لجميع المشكلات .
3-أن ترديد القواعد على اﻷلسنة يجعل منها بديلا عن كثير من الغث الذي ملئت به كلمات الناس قواعد قرآنية

الدرس 2
القاعدة اﻷولى :
وقولوا للناس حُسناً)
نحن نحتاج إلى هذه القاعدة بكثرة في جميع تعاملتنا .في معاملتنا مع الوالدين في عدم نهر السائل ,بل يرد بقول جميل وغير ذلك .
معنى القاعدة باختصار :
أن اﻹنسان قد يقع له شيء من اﻷقدار المؤلمة , التي تكرهها نفسه, فربما جزع أو أصابه الحزن 
والعكس صحيح : كم من إنسان سعى في شيء ظاهره خير , وبذل الغالي والنفيس من أجل الحصول عليه .فإذا بﻷمر يأتي على عكس ما يريد . إذا نحن أمام قاعدة تناولت أحواﻻ شتى : دينية و دنيوية , وبدنية ونفسية وهي أحوال ﻻ يكاد ينفك عنها أحد في حياته .فمن عمل بها ملئ قلبه طمأنينة وراحة ودفع أسباب القلق عنه طوال حياته .


الدرس / 3
القاعدة الثانية :
(وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ)
هذه قاعدة من قواعد السلوك التي تدل على عظمة هذا الدين .
ومعناها
أن الله تعالى يأمر من جمعتهم أي عﻻقة من قرابة أو عمل أو غير ذلك , عليهم أن ﻻ ينسوا الفضل بينهم . فلا ينبغي أن ينسى الفضل بين الطرفين .
حتى قال أهل العلم : من بركة الرزق أن ﻻ ينسى العبد الفضل في المعاملة .
وقال اﻹمام الشافعي : من مروءة المرء أن يحفظ ود لحظة .


الدرس 4
القاعدة الثالثة :
  (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ)
هذه قاعدة عظيمة لها أثر بالغ في حياة المؤمن . فمن عمل بهذه القاعدة كان من أعظم الناس طمأنينة وراحة . وقصص القرآن مليئة بذلك . مثل قصة موسى عليه الصلاة والسلام عندما ألقي في البحر . وقصة الغلام الذي قتله الخضر .
معنى القاعدة باختصار :
أن اﻹنسان قد يقع له شيء من اﻷقدار المؤلمة , التي تكرهها نفسه, فربما جزع أو أصابه الحزن 
والعكس صحيح : كم من إنسان سعى في شيء ظاهره خير , وبذل الغالي والنفيس من أجل الحصول عليه . فإذا باﻷمر يأتي على عكس ما يريد . إذا نحن أمام قاعدة تناولت حواﻻ شتى : دينية و دنيوية , وبدنية ونفسية وهي أحوال ﻻ يكاد ينفك عنها أحد في حياته . فمن عمل بها ملئ قلبه طمأنينة وراحة ودفع أسباب القلق عنه طوال حياته .


الدرس / 5
القاعدة الرابعة :
بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ)
س: عن اي تعامل تتكلم عنه ؟
ج: هذه القاعدة تتكلم عن التعامل مع النفس , وكيفية علاجها من أدوائها وكذلك سلم لتترقي في مراقي التزكية .
ومعناها باختصار :
مهما حاول العبد أن يجادل عن أفعاله أو أقواله التي يعلم من نفسه بطلانها ويعتذر لنفسه ويخفي ما قاله وما فعله ولو حاول أن يستر نفسه عن الناس .فلا أحد أبصر وﻻ أعرف بما في نفسه من نفسه 
س: أين نطبق هذه القاعدة ؟
ج: 1/ عندما نتعامل مع النصوص الشرعية . فلربما يبلغنا نص واضح ومع ذلك نجادل ونحاول دفع الدليل ﻷنه لم يوافق هوانا . قال ابن القيم : "فسبحان الله, كم من حزازة في النفوس لبعض النصوص وبودهم لو لم ترد ."
2 / تتبع أخطاء الناس وعيوبهم , مع الغفلة عن عيوب نفسه قال قتادة : "إذا شئت والله رأيته بصيرا بعيوب الناس و ذنوبهم , غافلا عن ذنوبه , وهذا من الخذﻻن"
3 / قد يمدح العبد ويرفع في بعض الأحيان , فينسى عيوبه فيسخر له من يخفض من شأنه حتى ﻻيغتر بل يسعى لتصحيح أحواله .
س: من اهم الثمرات من هذه القاعدة ؟
ج: توفيق العبد للإعتراف بالذنب والخطأ . وهذا مقام اﻷنبياء والصديقين والصالحين .
في قصة نوح عليه السلام قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ)


الدرس / 6
القاعدة الخامسة:
( وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى)
س: ما معنى اﻹفتراء ؟
ج: يطلق على الكذب والشرك والظلم , وكلها تدور عى الفساد واﻹفساد .
قال ابن القيم " وقد ضمن سبحانه أنه ﻻبد أن يخيب أهل اﻹفتراءوﻻ يهديهم وأنه يستأصلهم "
هذه بعض الصور التي تظهر فيها هذه القاعدة :
1/ الكذب واﻹفتراء على الله بالقول بغير علم , من ناحية الشرك أو تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله . والفتوى بغير علم .
2/ وضع الحديث قديما وحديثا . ولو استشعر كل من يضع الحديث , وأنه لن يفلح سعيه , بل هو خائب وﻻ ينفعه حسن قصده . فإن جناب الشريعة عظيم , ومصون ومحترم .
3/ الظلم والبغي على إخواننا المسلمين . من حسدا أو سوء ظن وغير ذلك من الصفات السيئة .


 الدرس 7
القاعدة السادسة :
( والصلح خير )
هذه قاعدة من قواعد بناء المجتمع , وإصلاحه ,وتدارك أي سبب لتفككه , ولو ﻻحظنا لوجدنا أن جميع اﻵيات التي ورد فيها ذكر اﻹصلاح بين الناس هي تفسير عملي لهذه القاعدة .
س: ما معنى القاعدة ؟
ج: معناها أن الصلح بين من بينهما حق أو منازعة , خير من أخذ الحق كله لأحدهما .لما فيه من اﻹصلاح وبقاء اﻷلفة .
س: وهل يجوز الصلح في جميع اﻷشياء ؟
ج: الصلح جائز في كل شيء إﻻ إذا أحل حراما أو حرم حلال .
س: فمن الموفق ؟
ج: الذي يوفق لهذا الخلق الحسن , فيسهل عليه الصلح بينه وبين خصومه ومعامله .
وأكبر شاهد على هذه القاعدة سيرة الحبيب عليه الصلاة وأتم التسليم .


الدرس / 8
القاعدة السابعة :
(مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ)
س: ما معنى القاعدة ؟
ج: أي ليس على أهل اﻷعذار من ضعف بدن أو مرض أو عاهة أو عدم نفقة إثم .
فاﻷصل سلامة المسلم من أن يلزم بأي تكليف سوى تكليف الشرع .
س: ماذا قال عنها العلماء ؟
ج: كان العلماء يفزعون إليها في أبواب الفقه .
س: ما خلاصة القاعدة ؟
ج: أن من أحسن على غيره , في نفسه أو في ماله , ونحو ذلك , ثم ترتب على إحسانه نقص أو تلف , فإنه غير ضامن , ﻷنه محسن .
س: أين تطبق هذه القاعدة ؟
ج: تطبق في كل مكان في البيت والمدرسة و المؤسسة وغير ذلك فما أحوجنا إلى تذكر هذه القاعدة وكيفية التعامل مع أخطاء المحسنين لكي ﻻ ينقطع باب اﻹحسان . ﻷنه إذا كثر اللوم على المحسنين فإنهم يقطعون إحسانهم . فمن يبقى للأمة بعد ذلك .؟؟؟


الدرس / 9
القاعدة الثامنة
 (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)
هذه القاعدة تؤسس مبدأ من أشرف المبادئ وهو مبدأ مبدأ العدل "
س: هل كان العلماء يستخدمونها ؟
ج: لقد كان العلماء والحكماء يستشهدون بها لعظيم أثرها في باب العدل واﻹنصاف .
س: ما معنى القاعدة باختصار ؟
ج: معناها أن المكلفين إنما يجازون بأعمالهم إن خيرا فخير , وإن شرا فشر , وأنه ﻻ يحمل أحد خطيئة أحد . ما لم يكن سببا فيها , وهذا من كمال عدل الله تبارك وتعالى .
س: هل هذه القاعدة تتعارض مع قوله تعالى (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ)
ج: ﻻ تعارض ., ﻷن هذه النصوص تدل على أن اﻹنسان يتحمل إثم ما ارتكب من ذنوب , وإثم الذين أضلهم بقوله وفعله .
س: كيف نطبق هذه القاعدة في حياتنا ؟
ج: قد نجد بعض اﻷشياء في بيوتنا أو في أعمالنا , بعض اﻷخطاء فنصب الغضب على المكان كله  وﻻ نخصص المخطئ بعينه وهكذا .
س: هل هناك فهم خاطئ للقاعدة ؟
ج: نعم , البعض من الناس يظن أن العقوبات اﻹلهيةﻻتعم بسبب الفساد من البعض من الناس ,
فعلينا أن ننكر على المنكر حتى ﻻ يعمنا العذاب .للحديث الصحيح " أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثر الخبث "


الدرس العاشر
القاعدة التاسعة :
 ( وَلَيــْسَ الذَّكــَرُ كَالْأُنْثــَى)
هذه القاعدة تبين حكمة الله تعالى وكمال علمه وقدرته في خلقه .
س: هل هناك فرق بين الذكر واﻷنثى ؟
ج: لقد خلق الله تعالى لكل جنس ما يناسب طبيعته و وظيفته في هذه الدنيا . قال تعالى  الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ...) (  أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ)
بل يقال : إن بعض ما جبل الله عليه اﻷنثى هو نوع من الكمال في حقها .هذا هو حكم الله القدري 
وهو حكم اﻷعلم بالحكم و المصالحوهو الذي خلق الخلق ويعلم ما بينهم من التفاوت  
س: هل هناك إختلاف في اﻷحكام الشرعية ؟
ج: يوجد اختلاف مناسب لطبيعية المرأة من حيث خلقتها وتركيبها بدنها .
س: هل هناك حكمة في التفريق بين الذكر واﻷنثى ؟
ج : 1/ التفريق في الميراث ﻷناﻷصل أن الرجل هو الذي يكدح ويتعب وهو المسؤل عن النفقه .
2/ التفريق في الشهادة
ﻷن المرأة قد تنسى وقد تغلبها عاطفتها عن القول الحق في البعض من اﻷوقات .
س: هل هناك أحكام لصالح المرأة ؟
ج: هناك العديد من اﻷحكام لصالح المرأة , منها أن الجهاد وحضور الجماعات وغير ذلك .
هناك بعض المنتسبين للإسلام يقولون إن هذا الحكم كان في القديم , واليوم المرأة تعلمت وحصلت على أعلى الشهادات .
س: كيف نرد عليهم ؟
ج: 1/ أن هذا الكلام خطير وقد يكون ردة , ﻷنه رد على الله تعالى وعدم قبول حكمه سبحانه .
2/ أن تكوين المرأة وطبيعية خلقتها لم تتغير منذ خلقها الله .
3/ أن أمهات المؤمنين كنا أعلم نساء هذه اﻷمة , وأتقاهن , ومع ذلك لم تعترض واحدة منهن على هذه اﻷحكام . بل قابلن ذلك باﻻنقياد والتسليم وهذا هو منهج المؤمنات الصادقات .


 الدرس / 11
القاعدة العاشرة :
 ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ)
إن النصر كلمة محببة للنفوس , وتسعى لها جميع اﻷمم .
س: ما حقيقة هذه القاعدة ؟
ج: حقيقتها إمتثال أوامره واجتناب نواهيه ونصرة رسله وأتباعهم , ونصرة دينه وجهاد أعدائه .
س: كيف يكون نصر الله تعالى ,وهو الغني القوي العزيز ؟
ج: أن نصره يكون بنصرة دينه ونصرة سنة نبيه بعد مماته .
ولذلك من أعظم النصر لدين الله إظهار الشعائر العظيمة .
س: وما هي الشعائر العظيمة ؟
ج: 1/ إقامة الصلاة .
2/ إيتاء الزكاة .
3/ اﻷمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فمتى ما علم الله من أي أمة أنها ستقيم هذه اﻷصول الثلاثة , أمدها بتوفيقه وعونه وإن تكالبت عليها اﻷمم.
سؤال مهم .
س: أين النصر اليوم عند المسلمين وهم مضطهدون في كثير من البلدان؟
ج: يقول ابن تيمية "إذا كان في المسلمين ضعف , وكان العدو متسلط عليهم , كان ذلك بسبب ذنوبهم وخطاياهم , إما لتفريطهم في أداء الواجبات باطنا وظاهرا , وإما بتعدي الحدود باطنا وظاهرا" .
س: هل نقنط من رحمة الله ؟
ج: ﻻ أبدا , المؤمن ﻻ يقنط من رحمة الله , وﻻ ييأس من روح الله , وﻻ يكون نظره مقصورا على اﻷسباب الظاهرة ,
بل يكون ملتفتا في قلبه كل وقت إلى مسبب اﻷسباب , الكريم الوهاب , ويكون الفرج بين عينيه .
وأن مع العسر يسر .

الدرس / 12
القاعدة الحادية عشرة :
( وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)
هذه القاعدة يتعين إبرازها للناس وخاصة هذا الزمان .
س: ماذا قال العلامة الشنقيطي في تفسيره ؟
ج: و ذلك دليل على كفره , ﻷن الفلاح ﻻ ينفى بالكلية نفيا عاما إﻻ عمن ﻻ خير فيه , وهو الكافر .ليس العجب من وجود ساحر , فهذا لم يخل منه أفضل اﻷزمان وهو في زمن نبينا عليه الصلاة والسلام .لكن العجب من أمة تقرأ كتاب الله ومافيه من آيات تبين سوء عاقبته .
س: لو أيقن المؤمن بهذه القاعدة , ماذا يحدث له ؟
ج:1/ البعد عن إتيان هذا الصنف من الناس , ﻻنه ﻻ فلاح له أبدا .
2/ الحذر من التفكير في ممارسة شيء من أنواع السحر , مهما كان المبرر . من صرف أو عطف أو غير ذلك .فلا فلاح في هذه اﻷعمال أبدا .
3/ إن ضعفت النفس لحظة وزين لها الشيطان , فلتبادر للتوبة , وليقلع عن هذا العمل .قبل الوقوف للحساب والجزاء .
س: ما أثر هذه القاعدة على المؤمن ؟
ج: تقوي عبادة التوكل بالله, وعدم الخوف من هذا الصنف الحقير من الناس( أليس الله بكاف عبده) 
س: ماذا نلاحظ على السحرة ؟
ج: أنه من أتعس الناس وأخبثهم وأفقرهم وأضيقهم عيشا وحاﻻ .


الدرس / 13
القاعدة الثانية عشرة :
(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)
 هذه القاعدة جامعة للآداب .
س: متى ذكر الله هذه القاعدة ؟
ج: ذكره تعالى بعد جملة من اﻵداب العظيمة والخلال الكريمة ,ونهى عن جملة من اﻷخلاق الرذيلة والطباع السيئة .فثبت اﻷصل القوي الجامع وهو التقوى 
س: هل في سيرة نبينا تطبيق لهذه القاعدة ؟
ج: سيرة نبينا مليئة بهذه القاعدة ففي يوم فتح مكة أمر النبي عليه الصلاة والسلام بلال أن يصعد فوق الكعبة ليرفع اﻷذان في مشهد ما ظن بعض مسلمة الفتح أن يعيش ليرى العبد الحبشي يقف هذا الموقف . 
س: ما مدى تطبيقنا لهذه القاعدة ؟
ج: إن مما يؤسف عليه في واقعنا وجود أمثلة كثيرة مخالفة لهذه القاعدة ,بعودة العصبية القبلية أو التعصب للهوية أواﻷرض أو غير ذلك من المقاييس التي وضعها الناس وليس رب الناس .


الدرس / 14
القاعدة الثالثة عشر :
 (آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا)
هذه القاعدة توقف العبد على شيء من عظمة الله تعالى في خلقه وحكمته في شرعه .
س:متى ذكرت هذه اﻵية ؟
ج : ذكرت في سياق آيات الفرائض .
س:ما معناها ؟
ج : أي ﻻ تعلمون أيهم أنفع لكم في الدين و الدنيا , فمنكم من يظن أن اﻷب
هو أنفع له ومنكم من يظن أن اﻹبن أنفع له. والله يعلم بما هو أنفع لكم وقد دبر أمركم على مافيه مصلحتكم فاتبعوه في جميع أحوالكم .
س: كيف نطبق القاعدة , حتى نصحح بعض ما يقع من أخطاء في بعض أفعالنا ؟
ج: 1 / إن بعض اﻵباء تكون ذريته أناث فقط , فيضيق ويغتم , فتأتي هذه القاعدة لتكسب في قلبه اليقين والرضا ,فكم من بنية كانت أنفع وأصلح لوالديها من العديد من الذكور .
2/ الله تعالى ملك لكل شيء ومعطي كل شيء , فلا نتسخط ما يهب الله تعالى لنا .
س: هل من تضجر وتذمر , وهب الذكور .؟
ج: فعلى العبد المؤمن أن يتحلى بعبادة الصبر والرضا عن خالقه سبحانه وتعالى الحكيم القدير 
س:وهل نطبق القاعدة على حاﻻت أخرى ؟
ج:نعم كذلك بالنسبة للأبناء المعاقين فكم فتحت هذه اﻹعاقة من حلاوة المناجاة والتعلق بالله تعالى , وانتظار الفرج منه وحده دون سواه . هذا في الدنيا . وأما في اﻵخرة فهي سبب في رفعة الدرجات عند الله تعالى , رفعة ﻻ تبلغها أعمالهم .فلا يعلم العبد أي عملا يدخله الجنة ويبعده من النار .فلرب عمل كبير داخله من حظوظ النفس , فلم ينتفع صاحبه به .و لرب عملا قليل عظمت نيته وصدق صاحبه فبلغ منازل المقربين وهو ﻻيعلم


الدرس / 15
القاعدة الرابعة عشر :
 (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ)
هذه قاعدة مهمة تبين أهمية التسليم واﻻنقيادﻷوامر الله ورسوله , واﻻنقياد لحكم الشريعة.
س: في أي موضع جاءت هذه اﻵية ؟
ج: جاءت في سياق المناقشة و طرح الحجج مع المشركين , وبيان تنوع أساليبهم في العناد لرد الشريعة .
س:ماذا قال ابن القيم عن هذه القاعدة؟
ج: " فما هو إﻻ الهوى أو الوحي , وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)
فجعل النطق : نطقا بالوحي , ونطقا بالهوى .فمن لم يستجب لله فهو مستجيب لهوى نفسه .
س:ما حاجتنا لهذه القاعدة في هذا العصر ؟
ج: هذه القاعدة مهمة في هذا العصر لكثرت اﻷهواء والدعاوي والبدع وغير ذلك ممن يكون من هوى بني آدم , وليس من شرع الله . 
س: هل هناك بعض اﻷمثلة المنتشرة لهذه القاعدة ؟
ج: 1/ أخذ بعض الناس باﻷقوال الشاذة في المقياس الفقهي بحجة أنه وجد هذه المسألة في كتب بعض أهل العلم .وهو في اﻷصل قد اتبع هواه .
2/ قد يخطئ بعض أهل العلم لعدم وصول الدليل إليه وبخاصة في الزمن الماضي .وإن كان قد اجتهد فله أجره عند الله .فيأتي من يتبع هواه ويأخذ بالقول الخاطئ , ويتناسى النصوص الصريحة الواضحة .
س: متى ذكرت كلمة الهوى ؟
ج : من تأمل كلمة الهوى في القرآن , لم يجدها إﻻ في مواطن الذم والتحذير .
ولهذا حذر الله تعالى أنبيائه من هذا الداء .
س: هل هناك تحذرين نختم به هذه القاعدة ؟
ج: 1/ الحذر من تنزيل هذه القاعدة على المسائل الشرعية التي فيها خلاف موجود عند أهل العلم 
2/ المقصود بالذم , هو من اتبع هواه في اﻹستفتاء , فيتنقل بين فتاوى العلماء بحسب ما تناسب هواه ومراده .


الدرس / 16
القاعدة الخامسة عشر
(وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)
هذه القاعدة تبث اﻷمل في نفوس أهل اﻹيمان , وتملأ قلوبهم ثقة ويقينا .
س: هل هذه القاعدة في الدنيا واﻵخرة ؟
ج: العاقبة ﻻ تنحصر في اﻵخرة , بل هي تشمل الدنيا واﻵخرة .
س: أي هذه القاعدة من واقعنا ؟
ج: قبل أن نسأل هذا السؤال .علينا أن نسأل أين تحقيق التقوى على الوجه اﻷكمل والصحيح .
وإﻻ فوعد الله ﻻ يتخلف أبدا .
س:ما معنى القاعدة ؟
ج:أن التقوى تجيء في نهايتها عواقب خير . بمعنى ﻻ تكون العاقبة إﻻ للتقوى .
س: هل نحتاج هذه القاعدة ؟
ج: نعم , ما أحوج المسلمين لتدبر هذه القاعدة جيدا , ويتأملوا العواقب التي جناها مخالفوا التقوى في اﻷنظمة و الحكم والسلوك .
س: هل هناك آثار سيئة للبعد عن هذه القاعدة ؟
ج: لقد خسر المسلمين الكثير حين بعدوا عن دينهم .
س:متى نستحضر هذه القاعدة ؟
ج: المؤمن يتدبرها في جميع حياته خاصة أمام المغريات والفتن التي تبعد العبد عن ربه.
س: متى كان يستدل بها شيخ اﻹسلام ابن تيمية ؟
ج: كان يستدل بها عند هجوم التتار على بلاد الإسلام وكان يقسم بالله أن التتار لن ينصروا ,بل سيخذلون و ينكسرون والعاقبة للمتقين . فأبشروا بنصر الله تعالى ولو بعد حين .


الدرس / 17
القاعدة السادسة عشر :
قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ)
هذه القاعدة يحتاجها الإنسان في التمييز بين الأقوال والأفعال.
س: ما هو الخبيث ؟
ج: الخبيث : ما يكره بسبب رداءته , سواء كان محسوسا أو معنويا .فمن الخبيث القول الباطل وسوء الإعتقاد والكذب , وكل شيء لا يحبه الله ولا رسوله عليه الصلاة والسلام.
س: ما معنى الطيب ؟
ج: كل فعل يحبه الله ورسوله عليه الصلاة والسلام , فيدخل الواجب والمستحب من الأقوال والأفعال والإعتقادات.
س: ما معنى ذلك ؟
ج: معناه : لا يستوي الكفر والإيمان , والطاعة و المعصية , وأهل الجنة وأهل النار .
س: ما الغرض من هذه القاعدة ؟
ج: الغرض منها الحث على فعل الطيب من قول وفعل واعتقاد .
س: هل يحتاجها المؤمن ؟
ج: نعم يحتاجها لأن بعض النفوس تميل للخبيث وتؤثر العاجل على الفاني 
س: هل أكد القرآن على هذه القاعدة ؟
ج: 1/ التأكيد على طيب المكسب .
2 / أنه لا يصح أن نجعل الكثرة مقياس لطيب الأشياء.
3/ حسن عاقبة الطيب , وسوء عاقبة الخبيث .


الدرس 18
القاعدة السابعة عشر :
إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ)
هذه قاعدة مهمة من القواعد القرآنية في المعاملات بين الناس .
س: ماذا أخذ العلماء من هذه القاعدة ؟
ج:أخذوا أهمية هاتين الصفتين لمن يلي أمرا من الأمور , وأنه كلما علت المهمة علت معها توفر هاذين الشرطين .
س: هل وصف القرآن أحد بهذه الصفة ؟
ج: نعم لقد وصف نبينا عليه الصلاة والسلام بهاتين الصفتين .
1/ (  إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ)
2/ في قصة سليمان عليه الصلاة والسلام ,( وإني عليه لقوي أمين) وغيرها كثير .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وينبغي أن نعرف الأصلح في كل منصب ,
فإن القوي يكون بحسب عمله الذي كلف به . فالقوة في الحكم ترجع إلى العلم بالعدل الذي دل عليه الكتاب والسنة , والقدرة على تنفيذ الأحكام. والأمانة ترجع للخشية من الله , وعدم الخشية من الناس .


الدرس / 19
القاعدة الثامنة عشر:
( وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه)
هذه القاعدة تبين سنة من سنن الله تعالى في تعامل الخلق مع بعضهم .
س:ما معنى القاعدة باختصار ؟
ج: معناها أن المكر السيء والخداع والباطل يحيط بصاحبه إحاطة قوية .
س:هل يوجد وقائع في القرآن تقرر هذه القاعدة ؟
ج: نعم يوجد عدة وقائع منها :
1/ قصة مكر أخوة يوسف عليه الصلاة والسلام , وكيف نجاه الله ورفعه عليهم .
2 / في مكر المشركين بالنبي عيه الصلاة والسلام , وكانت العاقبة للنبي عليه الصلاة والسلام .
س: لماذا أضيف المكر إلى السوء ؟
ج: ليوضح أن المكر من حيث هو لا يذم ولا يمدح إلا بالنظر في عاقبته , فإن المكر لغاية صحيحة فهو ممدوح , وإلا فلا .
س:ماذا قال الإمام البخاري , عندما قيل له إن بعض الناس يقع فيك ؟
ج: قال (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه وقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( أصبروا حتى تلقوني على الحوض )
س: هل هناك أمثلة تطبيقية وعملية من واقع الناس ؟
ج: نعم نجد كثيرمن الأمثلة في الواقع منها المتحايلين في أكل الربا أو بعض الأنكحة وغير ذلك .


الدرس / 20
القاعدة التاسعة عشر :
(  وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ)
هذه القاعدة في أبواب التعامل مع الخلق .
س:هل هناك وقفات مع هذه القاعدة ؟
ج: 1/ من تأمل بلاد الدنيا وجد نسبة القتل في البلاد الإسلامية أقل لآن الخوف من القصاص يمنع من انتشار القتل .
2/ لأن الحياة أعز شيء على الإنسان في جبلته , فناسب القصاص للدفاع عن هذه النفس , وليطمئن الناس بأن مقتولهم لن يضيع دمه , وسوف يقتص من قاتله .
3/ ختمت الآية ( يا أولي الأ لباب ) وفيه توجيه لأصحاب العقول بالحكمة البالغة من القصاص .


الدرس الواحد والعشرون
القاعدة العشرون :
 (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ)
هذه القاعدة في أبواب العدل والجزاء , ولتدبرها أثر في فهم المؤمن العديد من الأحداث قديما وحديثا 
س: ما السياق الذي ذكرت فيه هذه الآية ؟
ج: ذكرت في آية تتكلم عن السجود لله تعالى من جميع الكائنات , والتي تبين أن كرامة العبد وعزته في سجوده لخالقه ومولاه , وفي توحيده وإنكساره لربه العظيم .
س: ما حال الذي يستنكف عن السجود لربه ؟
ج:حال الذي يعرض عن السجود لربه أنه في غاية الذل والهوان , وأن الجبال والشجر والدواب أعقل وأطوع لخالقها منه .
س: لماذا عبر بالإهانة ؟
ج: لأن الإهانة إذلال وتحقير وخزي وذلك قدر زائد على ألم العذاب , فقد يعذب الكريم ولا يهان .
س: لماذا عبر بالكرم ؟
ج: لأن الكرم : لفظ جامع للمحاسن والمحامد , لا يراد به مجرد الإعطاء , بل الإعطاء من تمام معناه . إذا الشرك أعظم صورة يذل بها العبد نفسه , ماذا قال ابن القيم عن شؤم المعاصي , 
س: وأعظم معصية الشرك بالله وعدم الإستجابة لطاعته ؟
ج: أن يرفع الله مهابته من الخلق , فيهان وكلما عظم الله تعالى كلما عظمه الناس واحترموه , فكيف يستخف بمعصية الله ولا يستخف به الخلق , وفي آية سجود المخلوقات ختمها بأنهم لما هان عليهم السجود له , واستخفوا به ولم يفعلوه , أهانهم ومن ذا يكرم من أهانه الله  .


الدرس /22
القاعدة الحادية والعشرون :  
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)
هذه من قواعد التعامل مع الخالق والمخلوقين , وهي سفينة النجاة , وركنا من أركان الحياة .
س:متى ذكرت هذه الآية ؟
ج: ذكرت بعد جهاد طويل , وبلاء كبير في خدمة الدين في خواتيم سورة التوبة . 
س:في أشيء يكون الصدق ؟
ج: يكون في الأقوال والأفعال والأحوال .
س: هل هناك فهم خاطئ للقاعدة ؟
ج: نعم , قد يظن البعض من الناس أنها صدق االأقوال فقط , وإنما هو صدق في كل شيء .
س: هل ذكر الصدق كثيرا في القرآن ؟
ج: لقد ذكر في مواضع عديدة وأثنى الله على أهله .
س: نريد بعض الآثار المهمة للصدق في جميع الأحوال ؟
ج: 1/ الصادق معان ومنصور , ويسخر الله له من يدافع عنه من حيث لايتوقع .
2/ الصادق سائر على درب الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام .
3/ الصادق يسير في طريق الجنة .
4 / الصادقون هم أهل لمغفرة الله والأجر والثواب العظيم .


الدرس 23
القاعدة الثانية والعشرون :
 ( إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِين)
هذه القاعدة من القواعد المحكمة في أبواب التعامل مع الخالق تعالى والتعامل مع خلقه , هي قاعدة لمن تواجه أعماله بعدم التقدير .
س: ما هي التقوى ؟ وماهو الصبر ؟
ج:الكثير منا يحفظ معنى التقوى ومعنى الصبر , لكن أين العمل ؟ لا أقصد العصمة من الذنب , ولكن أين فعل الأوامر واجتناب النواهي .
س:ما السر في الجمع بين التقوى والصبر ؟
ج: أثر التقوى في فعل المامور , وأما الصبر فأثره في ترك المنهي , والله أعلم .
س: ماذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية ؟
ج: وهكذا إذا أوذي المؤمن على إيمانه , وطلب منه الكفر والفسوق ,فإنه يختار الأذى والعقوبة على ترك دينه .
س:هل هناك تطبيقات للقاعدة في الواقع ؟
ج: 1 / تربية النفس على التقوى والصبر على ما يسمى بفتنة حب الصور , وبسببها تعلق الناس بغير خالقهم .
2 / قد يبتلى العبد بحساد يحسدونه على ما آتاه الله من فضله , وقد يؤذى , ولكن عليه بالصبر 


الدرس / 24
القاعدة الثالثة والعشرون :
وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا)
هذه القاعدة تتكلم عن عادة من عادات أهل الجاهلية .
س: ماهي هذه العادة ؟
ج: كانوا في الجاهلية إذا أحرموا للحج , لم يدخلوا للبيوت من الأبواب تعبدا لله , وإنما يدخلون من ظهورها . 
س: ماذا أخربنا ربنا عن هذه العادة ؟
ج: أخبرنا ربنا أنه ليس ببر , لأن الله تعالى لم يشرعه لهم .
س: هل تتبع العلماء هذه القاعدة ؟
ج: لقد وجد العلماء هذه القاعدة في عدة مجالات منها :
1/ لن نصل إلى الله تعالى إلا عن طريق رسوله محمد عليه الصلاة والسلام 
2 / إغلاق باب الحيل على الأحكام الشرعية .
3 / يمكن استخدام القاعدة في العديد من المشاكل الإجتماعية , فهي تبين أن المؤمن يأخذ بالأشياء من أصولها وأسسها , حتى يسهل العمل بها .


الدرس 25
القاعدة الرابعة والعشرون :
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)
س: أين ذكرت هذه القاعدة ؟
ج: في نهاية سورة العنكبوت , والتي افتتحت بقوله تعالى أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ)
س: هل المؤمن يترك هكذا بلا اختبار ولا امتحان ؟
ج: لابد من إختبار صدق المؤمن وقوة إيمانه , فيتعرض للفتنة , لكن عليه أن يثبت ويخرج من البلاء صافيا صادقا في إيمانه بالله تعالى .
س:هل ذكرت الآية أصلين عظيمين للمؤمن ؟
ج: 1/ بذل الجهد و المجاهدة في الوصول إلى الغرض الذي يريده المؤمن 
2 / الإخلاص لله تعالى , فليس جهادهم من أجل ذاتهم و لا جماعة ما , و إنما هدفهم الدعوة لله تعالى دون سواه .
س: ماذا قال ابن القيم ؟
ج: أكمل الناس هداية أعظمهم جهادا .


الدرس 26
القاعدة الخامسة والعشرون :
(وَمَا نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً)
هذه القاعدة تتصل بفقه السنن اﻹلهية في اﻷمم والمجتمعات .
س:اﻹمام ابن خزيمة أين وضع هذه القاعدة في كتابه في الحديث ؟
ج: وضعها في باب الخسوف وقال إنها من تخويف العباد .
س:وماذا قال قتادة رحمه الله ؟
ج:قال : إن الله يخوف الناس بما شاء من آية لعلهم يعتبرون .في عهد الصحابي ابن مسعود رضي الله عنه .، حدثت رجفة فقال: "يأيها الناس إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه ".
س:ماذا قال ابن مسعود رضي الله عنه عندما سمع بخسف في مكان ما ؟
ج:قال كنا نعد اﻵيات بركة ، ﻷننا نخاف فنزداد إيمانا وعملا فيكون لنا بركة ,و أنتم تعدونها تخويفا وﻻ تعملون معها عملا يكون لكم به بركة . هناك شبهة يقولها بعض الناس
س:هناك بلاد أشد فسقا من بلاد وقع بها زالزل أو فيضان فلماذا وقع هنا ولم يقع هناك ؟
ج:نقول ﻻ ينبغي أبدا أن نقول مثل ذلك ، ﻷنهاإعتراض على حكمة الله تعالى في أفعاله وقضائه .
فإن ربنا يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد .


الدرس 27
القاعدة السادسة والعشرون:
إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا)
هذه قاعدة قرآنية عظيمة الصلة بواقع الناس , وازدادت الحاجة إلى التنويه بها في هذا الزمان .
س:أين ذكرت هذه القاعدة ؟
ج: ذكرت ضمن سياق الآداب العظيمة التي أدب الله بها عباده في سورة الحجرات .
س: بماذا تامرنا هذه القاعدة ؟
ج: تأمرنا بالتحقق من أمرين :
1/ التثبت من صحة الخبر .
2/ التبين من حقيقته .
س: هل بينهما فرق ؟
ج: نعم , لأنه قد يثبت الخبر , ولكن لا يدرى ما حقيقته . وللتوضيح نقص قصة نبينا عليه الصلاة والسلام حين خرج من مسجده ليوصل زوجتة صفية إلى بيتها , فرآه رجلان فأسرعا المشي, فقال:  على رسلكما إنها صفية . فلو نقل ناقل , رأيت رسول الله مع امرأة في سواد الليل , قيل نعم هي زوجته صفية. وهذا هو التبين.
س: أين نطبق هذه القاعدة ؟
ج: في جميع حياتنا ولا سيما بين الزوجين وبين الأهل والأقارب .


الدرس 28
القاعدة السابعة و العشرون :
 ( وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ)
هذه قاعدة عظيمة القدر لعظيم أثرها في حياة العبد وقوة صلتها بصلاح بقية الجسد .
س: ما معنى التزكية ؟
ج: 1/ التطهير , بمعنى طهر فؤاده وقلبه من أجل الله تعالى .
2/ الزيادة , بمعنى النماء والكثرة .
س: هل كلا المعنيين مقصودان في الشرع ؟
ج: نعم , لأن تطهيرها من الآثام وتحليتها بالأوصاف الحميدة . من القواعد المهمة التي تدور حول التخلية والتحلية .
س: ما هي أهم وسائل التزكية ؟
ج: 1 / توحيد الله تعالى .
2 / ملازمة كتاب الله وتدبره .
3 / كثرة الذكر عموما .
4 / المحافظة على الصلوات المفروضة في وقتها .
5 / محاسبة النفس وتذكر الموت والبلى .


الدرس / 29
القاعدة الثامنة والعشرون :
(ولا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ)
هذه قاعدة تتصل بواقع الناس , تكررت في كتاب الله ثلاث مرات .
س:هل هذه القاعدة خاصة بتطفيف المكيال والميزان , أم أنها شاملة لجميعالمعاملات ؟
ج: قال أهل التفسير : هي شاملة لجميع المعاملات بين الأمة , فهو عام في كل حق ثبت أن لايهضم ,وفي كل ملك أن لا يغصب عليه , ولا يتصرف فيه إلا بإذنه تصرفا شرعيا .
س:ما الحقوق التي شملتها تلك القاعدة ؟
ج: 1/ الحقوق الحسية , كالحق الثابت للإنسان من بيت وأرض ومال وغير ذلك .
2/ الحقوق المعنوية : فهي كثيرة لا تحصى منها حق العرض وحق الأخوة وحق الدين وغير ذلك 
س: ماذا قال شيخ لإسلام ابن تيمية عن هذه القاعدة ؟
ج:  لقد نهى الله تعالى في كتابه عن أن يحمل بعض الكفار على عدم العدل معهم , فكيف بالفاسق والغافل والمؤمن الصادق , فهم من باب أولى أن يجب علي المؤمن ألا يحمله ذلك على ألا يعدل لهم .


الدرس 30
القاعدة التاسعة و العشرون
(وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ) سورة النساء : 45
نحن نحتاج هذه القاعدة في هذا العصر , لكثرة الأعداء في الداخل والخارج .
س: كيف نفهم القاعدة بشكل صحيح ؟
ج: لابد أن ننظر للسياق الذي ذكرت فيه ,
ذكرت في سياق الكلام عن أهل الكتاب وذمهم والتحذير منهم , وأنهم يشترون الضلالة على الهدى .فيؤثرون الكفر على الإيمان .
س: بماذا ختمت الآية ؟
ج: وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا) فلما كان الله ولي المؤمنين وناصرهم , وييسر لهم ما به سعادتهم وفلاحهم . وينصرهم على أعدائهم .
س: من هم أعداء المؤمنين ؟
ج:1/ إبليس الذي لم يأتي تحذير من عدو كما جاء في التحذير منه .وجاء الذم القبيح لمن جعله ولي له ( بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا)
2/ الكفار المحاربون لنا , ومن كان في حكمهم .
3/ المنافقون , الذين يظهرون الإيمان ويبطون الكفر .
تابع لدرس 30
( وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ)
س: كيف ذكر كتاب الله المنافقين ؟
ج: 1/ لم يوصف في القرآن كله شخصا أو فئة بأنه العدو بهذا التعريف إلا المنافقون ( هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ) .
2/ لم يأت تفصيل لصفات طائفة كما جاء في المنافقين . ماذا قال ابن القيم عنهم " وقد هتك الله أستارهم وكشف أسرارهم وجلىّ لعباده أمورهم ليكونوا منها على حذر" . فلله كم من معقل للإسلام هدموا , وكم من علم له قد طمسوه , وكم عموا عيون ليدفنوها ويقطعوها , ولا يزال الإسلام و أهله مهم في محنة وبلية ,ويزعمون أنهم مصلحون ! ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون .
اللهم أرنا الحق حقا وأررزقنا اتباعه و, وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه .


الدرس / 31
القاعدة الثلاثون:
( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)
هذه من أقوى القواعد في قلوب الموحدين في كل زمان ومكان.
س:ما معنى القاعدة ؟
ج: معناها أن من اعتمد على ربه ومولاه في أمر دينه ودنياه في جلب ما ينفعه ودفع ما يضره , مع فعل الأسباب . فإن الله لن يضيعه ويكفيه كل شيء .
س:هل من التوكل عدم الأخذ بالأسباب ؟
ج: لا ليس صحيح , المتوكل عليه أن يأخذ بالأسباب مع اعتماد القلب على الله تعالى ,
والأمثلة على ذلك كثيرة في كتاب الله ,عندما أراد الله تعالى أن يشق البحر لبني إسرائيل أمر موسى عليه الصلاة والسلام بضرب البحر بعصاه .وكذلك مريم عليها السلام عندما ولدت وأرادت طعاما أمرها تعالى بهز النخلة حتى يسقط عليها الرطب .
س: ما هي رسائل القرآن في التوكل ؟
ج: 1/ إن طلبتم النصر والفرج فعليه توكلوا " (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ)
2/ إذا أعرضت عن أعدائك فليكن رفيقك التوكل " فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ" النساء 81
3 /إذا جاءك القضاء والقدر فاستقبله بالتوكل . " قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا" التوبة 51
4/ إن شئت أن تنال محبة الله فتوكل عليه . " إن الله يحب المتوكلين " آل عمرن 159
وغيرها كثير مما لا نستطيع كتابته في هذه الرسالة المختصرة . وقد أجمع العلماء على أن التوفيق الاّ يكل الله العبد إلى نفسه , وأن الخذلان أن يخلي بينه وبين نفسه !
اللهم إنا نبرأ من كل حول وقوة إلا من حولك وقوتك , ونعوذ بك أن نوكل إلى أنفسنا طرفة عين .


الدرس : 32
القاعدة الواحد و الثلاثون:
(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)
هذه القاعدة وثيقة الصلة بواقع الناس الإجتماعي .
س:أين ذكرت هذه القاعدة ؟
ج: ذكرت في سياق آية نهى الله فيها عن أن تعامل النساء مثل الميراث , تورث من شخص لشخص . ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا...) النساء 19
س: هل هناك سبب نزول لهذه الآية ؟
ج: روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال : كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته إن شاء بعضهم تزوجها , وإن شاء وا زوجوها , وإن شاؤوا لم يزوجوها ,فنزلت هذه الآية .
س: ما دلالات هذه القاعدة العظيمة ؟
ج: 1/ رغم قصرها إلا أنها اشتملت على معان عظيمة .
2/ أن الله رد أمر المعاشرة إلى العرف , ولم يحدده بشيء معين , لإختلاف الأعراف والعادات بين البلدان. 
س: هل هذه القاعدة خاصة بالرجل ؟
ج: لا,هي عامة للزوج وللزوجة ولجميع الناس .
س: ماذا قال حبر الأمة ابن عباس ؟
ج: قال ابن عباس إني أحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي المرأة لأن الله تعالى يقول:  (وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ) وما أحب أن أستوفي جميع حقي عليها .


الدرس : 33
القاعدة الثاني و الثلاثون: 
(وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ)
هذه القاعدة جاءت في سياق تهديد الكفار الذين قابلوا الدعوة إلى الإسلام بالتكذيب والجحود , والاستهزاء والسخرية .
س: وما معنى القاعدة في سياق الآية ؟
ج: المعنى يقول الكفار لو كان محمد صادقا في وعيده لعجل لنا نزول العذاب , لأننا طلبنا بنزول العذاب من باب الاستهزاء .
س: ماذا فعلت القاعدة لهذا الطلب الآثم ؟
ج: لقد سكبت القاعدة اليقين والطمأنينة في نفس النبي عليه الصلاة والسلام .
س:هل هذه القاعدة خاصة لفئة معينة ؟
ج:القاعدة عامة , فالعبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب .
س:ماذا تفعل هذه القاعدة في نفس المؤمن ؟
ج:هذه القاعده تبث روح التفائل في النفوس المؤمنة , والثبات على دينهم ومنهجهم الحق , بل تزيدهم يقينا بما عليه أهل الكفر والملل الباطلة من ضلال و انحراف .
س: هل يوجد في كتاب الله نماذج مشرقة لهذه القاعدة ؟
ج: يوجد في كتاب الله العديد من النماذج ففي سورة آل عمران في غزوة أحد (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ..) وكذلك فواتح سورة الروم ( غُلِبَتِ الرُّومُ....)  نختم بفائدة لطيفة متصلة بالقاعدة ؟
لقد أثنى الله تعالى على نفسه وعلى كمال أفعاله ( إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ...) فسبحانه من تمدح بالكمال و هو أهل له و وفى بوعده ( وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ)


الدرس : 34
القاعدة الثالثة والثلاثون :
(وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا)
س: أين جاءت هذه القاعدة ؟
ج:جاءت في قصة قارون , الذي خدعه ماله , وغرته نفسه الأمارة بالسوء.
س: ما معنى القاعدة ؟
ج:أن هذه القاعدة هي ميزان عظيم في التعامل مع المال , ولهذا سوف يحاسب عن كسب هذا المال و أين أنفقه .
س: ما الوصايا التي اشتملت عليها القاعدة ؟
ج: 1/ ( وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ ) فالآخرة هي المستقبل الذي يجب على كل عاقل أن يسعى للنجاة فيها وأن يجعل الدنيا مزرعة الآخرة .
2/ ( وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) النهي على سبيل الإباحة , فالنسيان هنا كناية عن الترك , والمعنى : لا نلومك على أن تأخذ نصيبك من الدنيا .
س: ما قال الإمام مالك في هذه الآية ؟
ج: قال رحمه الله : هو الأكل والشرب من غير إسراف .
3/ ( وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ) والإحسان داخل في عموم ابتغاء الآخرة . فكما تحب أن يعفو الله عنك , فاعف عن عباده .
4/  (وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ) للتحذير من خلط الإحسان بالفساد . 


الدرس : 35
القاعدة الرابعة والثلاثون:
(وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)
لقد نزلت هذه القاعدة قبل أربعة عشر قرنا , ولا تزال معانيها تتجدد لأهل الإسلام في كل زمان .
س: متى نزلت ؟
ج: نزلت عقب محاولة النبي عليه الصلاة والسلام تأليف اليهود , لعلهم يستجيبون للإسلام . 
س:ماذا قال شيخ المفسرين الإمام الطبري ؟
ج:  وليست اليهود – يا محمد – ولا النصارى راضية عنك أبداً , فدع طلب ما يرضيهم و يوافقهم . وأقبل على طلب رضا الله في دعوة غيرهم . 
س:هل هذه الآية خاصة بزمن النبي عليه الصلاة والسلام أم إنها عامة ؟
ج: هذه القاعدة عامة في كل زمان , حتى تقوم الساعة .
س:هل صور لنا كتاب الله حالنا مع اليهود والنصارى ؟
ج: قال تعالى "وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ" البقرة 109
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" "المائدة .
س: هل يوجد في صفحات التاريخ عن معنى لهذا القاعدة ؟
ج: نعم , فمن الذي سمّ الشاة التي وجد النبي أثرها حتى لقي ربه ؟ ومن الذي قتل الفاروق ؟
ومن الذي سمّ العديد من خلفاء المسلمين ؟
وهذا حالهم قديما وحديثا . وما زالوا يصدون المؤمنين عن دينهم بكل ما يستطيعون من فساد عقدي وأخلاقي
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.


الدرس 36
القاعدة الخامسة والثلاثون :
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) البقرة : 186
هذه القاعدة تتعلق بأعظم العبادات ألا وهي عبادة الدعاء .
س: كم سؤالا ورد في القرآن ؟
ج: القرآن اشتمل على أربعة عشر سؤالا , وكلها تبدأ ب( يسألونك ) ثم يأتي الجواب ب" قل " إلا في آية واحة " فقل " في سورة طه .
س: كيف كان السؤال في القاعدة التي معنا ؟
ج: كان السؤال بصيغة جملة شرطية وهو الموضع الوحيد والجواب "فإني قريب أجيب دعوة الداعي ...." , فجاء الجواب " فإني قريب .."تنبيها على شدة قرب العبد من ربه في مقام الدعاء  هذه الوقفة الأولى .
س: ما الوقفة الثانية لهذه القاعدة ؟
ج: تأملي "  عِبَادِي" فكم من الرأفة و الرحمة بالعباد حيث أضافهم إلى نفسه العليّة , فأين الطارقون لأبواب فضله ؟ الوقفة الثالثة : " فَإِنِّي قَرِيبٌ" إثبات قربه من عباده جل وعلا ,
وهو خاص بمن يعبده ويدعوه . الوقفة الرابعة : " أجيب " فيها مايدل على قدرة الله وكمال سمعه وهذا ما لا يقدر عليه أي أحد إلا هو سبحانه.
س: وما هو تاج هذه الوقفات ؟
ج: نلحظ أن ملك الملوك الذي لا يشبه ملكه ملك , ولا سلطانه سلطان , لا تحتاج إذا أردت دعاءه إلى مواعيد ولا شيء من ذلك ,إنما ترفع يديك , مع قلب صادق , وتسأل حاجتك . فيا لها من نعمة لا يعرف قدرها إلا الموفق لتوحيد الله تعالى .
س:ماذا قال ابن القيم رحمه الله ؟
ج:وقد أجمع العارفون أن التوفيق أن لا يكلك الله إلى نفسك , وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك , فالخير والتوفيق بيده لا بيد العبد , ومفتاحه الدعاء و صدق اللجوء إليه تعالى .


الدرس 37
القاعدة السادسة والثلاثون
 ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)
العلماء يفزعوا لهذه القاعدة في العديد من الفتاوى .
س: ما معنى القاعدة ؟
ج: تدل على أن كل واجب عجز عنه المكلف, فإنه إذا قدر على بعض المأمور , وعجز عن بعضه  فإنه يأتي بما يقدر عليه , ويسقط عنه ما يعجز عنه .
س: أين نطبق هذه القاعدة ؟
ج:هذه القاعدة يمكن أن تطبق في جميع مجاﻻت الحياة. من هذه المجاﻻت: إذا اجتمعت مصالح ومفاسد , فإن أمكن تحصيل المصالح ودرء المفاسد فعلنا ذلك , وإن تعذر , فإن كانت المفسدة أعظم من المصلحة درأنا المفسدة وﻻ نبالي بفوات المصلحة . ﻷن القاعدة (فاتقوا الله ماستطعتم)
س: هل هناك مجال آخر ؟
ج: أن الواجب عند إرادة الصلاة: التطهر بالماء , فإن عدم أو تعذر استعماله .فإن اﻹنسان يتيمم 
كذلك  بالنسبة للصيام إذا شق على العبد فإنه يفطر , ويقضي أو يطعم إذا لم يستطع .
ما حالنا مع اﻷمر بالمعروف والنهي عن المنكر
س:بالنسبة لهذه القاعدة ؟
ج: على قدر استطاعتنا ننكر إما باليد فإن عجزنا فباللسان فإن عجزنا فبالقلب .
س: وهل هذه القاعدة يصح تطبيقها في أمور الحياة ؟
ج: نعم , فإن العبد يسعى في حياته وﻷمور معيشته , بقدر ما يستطيع ويكد ويكدح من أجل لقمة عيشة بما يناسب حاله .


الدرس 38
القاعدة السابعة والثلاثون :
 (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ)
هذه القاعدة تضم كلمات جامعة, وتمثل أصلا من أصول الوصايا القرآنية. لنا مع هذه القاعدة عدة وقفات :
الوقفة 1
س: ما حقيقة اﻹستقامة ؟
ج: اﻹستقامة : هي سلوك الصراط المستقيم من غير تعريج عنه يمنة ويسره . ويشمل فعل الطاعات الظاهرة والباطنة , وترك المنهيات .
الوقفة 2
هذا اﻷمر للنبي عليه الصلاة والسلام , أمر بالثبات على اﻹستقامة , ولغيره أمر بها وبالثبات عليها .
س:هل أمر الثبات على اﻹستقامة خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام ؟
ج: أمر الثبات والمداومة على اﻹستقامة أمر لجميع اﻷنبياء وهو موجود في كتاب الله .
الوقفة 3
من تأمل اﻷمراﻹلهي للنبي عليه الصلاة والسلام تبين عظم و خطورة هذا اﻷمر وهو اﻹستقامة والثبات على الدين .
الوقفة 4
أن اﻹنسان مهما بلغ من التقوى واﻹيمان , فهو بحاجة ماسة إلى التذكير بما يثبته , ويزيد استقامته
س:ماذا قال شيخ اﻹسلام ابن تيمية في اﻹستقامة ؟
ج: قال وإنما غاية الكرامة لزوم ﻻستقامة , فلم يكرم الله عبدا بمثل أن يعينه على ما يحبه ويرضاه , ويزيده مما يقربه إليه ويرفع به درجته .
الوقفة 5
أن يعلم المؤمن أن أعظم مدارج اﻻستقامة هي استقامة القلب ﻷنها سوف تؤثر على استقامة بقية الجوارح . قال ابن رجب : فأصل اﻻستقامة استقامة القلب على التوحيد .
س: كيف يستقيم القلب ؟
ج: يستقيم إذا عرف الله حق المعرفة وعمل على خشيته وإجلاله ومهابته ومحبته وإرادته والتوكل عليه .
س: ما أعظم ما يرى استقامته بعد القلب ؟
ج: الدليل على استقامة القلب استقامة الجوارح وأهم الجوارح اللسان .
نسأل الله أن يهدينا صراطه المستقيم , وأن يجعلنا ممن استقام ظاهره وباطنه على ما يحبه ويرضاه .

الدرس 39
القاعدة الثامنة والثلاثون :
(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)
هذه القاعدة تمثل أصلا من أصول العدل , والجزاء والحساب .
س: ماذا قالت أم المؤمنين عائشة ؟
ج:أم المؤمنين عائشة جاءها سائل فسأل ! فأمرت له بتمرة, قال لها قائل: يا أم المؤمنين إنكم لتصدقون بالتمرة ؟! قالت : نعم و الله ! إن الخلق كثير و ﻻ يشبعه إﻻ الله , أو ليس فيها مثاقيل 
س: ما الذي يخاف منه أهل القلوب الحية ؟
ج: أهل القلوب الحية يخافون من تبعة السيئات .
س: هل في السنة الصحيحة ما يؤيد هذه القاعدة ؟
ج: السنة الصحيحة مليئة بهذه القاعدة منها قوله عليه الصلاة والسلام
" بينما كلب يطيف بركيه - بئر - قد كاد يقتله العطش , إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل , فنزعت موقها -خفها-فاستقت له به فسقته إياه فغفر لها به " فمن شدة رحمتها وإخلاصها غفر الله لها . وفي الحديث الثاني : عندما حبست تلك المرأة هرة . من أعظم توفيق الله تعالى لعبده أن يعظم الله , ومن أعظم صور التعظيم , تعظيم أمره ونهيه .
س:هل يليق بالمؤمن الصادق أن يزهد بالعمل البسيط ؟
ج: ﻻ يليق بالمؤمن أن يزهد أو يترك أي عمﻻ وإن كان قليلا ." ﻻ تحقرن من المعروف شيء "
ما نعلم أي عملا يقبل عند الله .


الدرس 40
القاعدة التاسعة والثلاثون .
( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ،وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ)
هذه قاعدة مهمة في تربية النفس , وتوجيه علاقتها مع الله تعالى .
س: ما معنى القاعدة ؟
ج:معناها إذا انتهى العبد من طاعة أو عمل ما . فليبدأ بطاعة أخرى وعليه أن يرغب إلى ربه في الدعاء والعبادة والتضرع والتبتل . لأن حياة المسلم الحق كلها لله تعالى , ليس فيها مجال لسفاسف اﻷمور .
س: هل هناك لهو مباح في الشريعة ؟
ج: نعم هناك فسحة في الأفراح واﻷعياد وبعض المناسبات المباحة والقصد منها تجديد النشاط والترويح عن النفس . فالمؤمن في جميع أحواله يكون في عبودية لله تعالى ﻷنه محتسب اﻷجر والثواب في جميع حياته . 
س: ماذا قال ابن القيم ؟
ج :قال وأما الرغبة في الله , وإرادة وجهه , والشوق إلى لقائه , فهي رأس مال العبد , وملاك أمره , وأصل سعادته و فلاحه ونعيمه. 

تابع الدرس 40
(فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ  وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ)
س:هل هناك قوﻻ لصحابة رسول يؤيد هذا المعنى ؟
ج: نعم , قال ابن مسعود : إني ﻷمقت أن أرى الرجل فارغا ﻻ في عمل دنيا وﻻ آخرة .
قال العلامه السعدي " الذي ينبغي أن يطاع ,ويكون إماما للناس , من امتﻷ قلبه بمحبة الله , وفاض ذلك على لسانه , فلهج بذكر الله ,واتباع مراضي ربه .فحفظ بذلك وقته , وصلحت أحواله 
س: ماذا نتعلم من القاعدة ؟
ج: أنها تربي في المؤمن سرعة اﻹنجاز وكثرة اﻷعمال التي عمل بها .
قال بعض الصالحين : كان الصديقون يستحون من الله أن يكونوا اليوم على حالهم باﻷمس .
وقال علق ابن رجب : يشير إلى أنهم كانوا ﻻ يرضون كل يوم إﻻ بالزيادة من عمل الخير , ويستحون من فقد ذلك ويعدونه خسرانا 
س: هل هناك صور تبين عكس هذه القاعدة ؟
ج: نعم , منها عدم استغلال الفرص لطلب العلم وتحصيله .
وتفريط البعض من الشباب في التوبة واﻹنابة والرغبة إلى الله.


الدرس 41
القاعدة الأربعون :
( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ)
هذه القاعدة من أعظم القواعد الشرعية , التي يدخل تحتها من الفروع ما ﻻ يحصيه إﻻ الله تعالى .
س: ماذا قال ابن تيمية ؟
ج: إن جماع الحسنات : العدل , وجماع السيئات الظلم .
س: ما أثر هذه القاعدة على المجتمع ؟
ج: كلمة العدل من أجمل الكلمات على النفوس , وكم كان تحقيقها سببا في إسلام العديد من الناس .
س: هل في تاريخنا نماذج على هذه القاعدة ؟
ج: النماذج كثيرة جدا ﻻ يمكن حصرها. منها ما حدث مع على ابن أبي طالب رضي الله عنه مع النصراني الذي سرق درع علي رضي الله عنه . فاحتكم للقاضي , وقال لو كان خصمي مسلم لجلست بجانبه . ثم سأل القاضي: البينة يا أمير المؤمنين على أنها درعك .قال علي : مالي بينه فقضى بالدرع للنصراني . فقال النصراني : هذا حكم اﻷنبياء فأسلم .وكان يقاتل مع علي ضد الخوارج. 
س:أين نطبق القاعدة ؟
ج: في جميع حياتنا :
1- العدل مع اﻷوﻻد . فلا نفضل أحد , بل نساوي بينهم حتى في العواطف .
2- العدل مع جميع الناس .
3- العدل في العبادة بأداءها على أكمل وجه .


الدرس 42
القاعدة الحادية واﻷربعون.
( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)
هذه قاعدة محكمة لها أثرها اﻹيماني والتربوي لمن عقلها وتدبرها .
س:هل تكررت هذه القاعدة في كتاب الله ؟
ج: نعم تكررت كثيرا إما بنفس اﻷلفاظ أو بمعناها . مثال : " ما أصابك من حسنة فمن الله ..." 
"أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها ..." . 
س:ماذا قال ابن تيمية ملخصا ما دلت عليه هذه اﻵيات ؟
ج: والقرآن يبين في غير موضع أن الله لم يهلك أحدا ولم يعذبه إﻻ بذنب" 
س: هل في السنة النبوية ما يؤيد هذه القاعدة ؟
ج: نعم , قال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه " إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إﻻ نفسه "  وغيرها كثير .
س: ماذا تقرر هذه القاعدة ؟
ج: تقرر أن الذنوب سبب للعقوبات العامة والخاصة , فحري بالعاقل أن يفتش عن مناطق الزلل فيه , وأن يسأل ربه أن يهديه لمعرفة ذلك .
س:ماذا قال شيخ اﻹسلام ابن تيمية عن منزلة اﻹمامة في الدين ؟
ج:قال : أن يشهد ذنوبه , و أن الله إنما سلط الناس عليه بسبب ذنوبه , فإذا شهد العبد ذلك , اشتغل بالتوبة واﻻستغفار من الذنوب التي سلط عليه بسببها . فأصبح تائبا طائعا مستغفرا , فصارت في حقه نعمة ﻷنها أرجعته لربه وموﻻه . وقال ابن القيم : وهل في الدنيا واﻵخرة شرور وداء إﻻ سببه الذنوب والمعاصي . 
س:ما الذي خسف وأغرق وزلزل اﻷمم السابقة ؟
ج:إنه الذنوب والمعاصي .


الدرس 43
القاعدة الثانية واﻷربعون:
( وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ)
هذه القاعدة وثيقة الصلة بواقع الناس , إذ ﻻ ينفك أحد عنها لكثرة تلبسهم بها .
س: ما معنى القاعدة ؟
ج: تعني حفظها عن ثلاثة أمور :
1- حفظها عن الحلف بالله كاذبا .
2- حفظها عن كثرة الحلف واﻷيمان .
3- حفظها عن الحنث فيها إذا حلف اﻹنسان , إلا إذا رأى أن الخير في الحنث , فمن تمام حفظها أن يفعل الخير أينما كان .
س: ما حكم الحلف الكاذب ؟
ج: الحلف الكاذب من أكبر الكبائر
وهي اليمين الغموس التي تغمس
صاحبها في النار .
س: ما الدليل ؟
ج: ما رواه مسلم في صحيحه " من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم - هو فيها كاذب - لقي الله وهو عليه غضبان " . ويمين الصبر : هي التي يحبس الحالف نفسه عليها , وتسمى الغموس .
س: ما معنى حفظها ؟
ج: أي حفظ العبد نفسه من كثرة الحلف واﻷيمان .
س:ما الحكمة في اﻷمر من تقليل الأيمان ؟
ج: 1- ﻷن من حلف في كل قليل وكثير بالله , انطلق لسانه بذلك وﻻ يبقى لليمين وقع , فﻻ يؤمن إقدامه على الكذب .
2- كلما زاد تعظيم الله زاد كمال العبودية عند العبد .
3- أنه يقلل من ثقة اﻹنسان بنفسه , وثقة الناس به ,فهو ﻻيشعر بأنه ﻻ يصدق فيحلف .
س: ما أكبر أسباب فشو هذه الظاهرة وهي كثرة اﻷيمان ؟
ج: أكثر فشو لذه الظاهرة من قبل المربين واﻷبوين .
س: ما معنى الحنث ؟
ج: معناه : مخالفة المحلوف عليه .
س: ما المقصود من القاعدة ؟
ج: المقصود : علينا أن نحفظ أيماننا عن الحلف الكاذب ، وعن كثرة الحلف بدون حاجة .
حتى نتعلم حدود هذه العبارة .


الدرس 44
القاعدة الثالثة واﻷربعون:
 (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
هذه القاعدة المحكمة في باب اﻷخلاق , لها صلة قوية بتربية القلب وتزكيته , كما أن لها صلة بعلاقة اﻹنسان بغيره من الناس .
س: كم مرة وردت هذه القاعدة ؟
ج: وردت في موضعين :
1 - في سياق الثناء على اﻷنصار رضوان الله عليهم ، في سورة الحشر .
2- في الحديث عن فتنة اﻷوﻻدواﻷموالواﻷزواج , في سورة التغابن .
س: ما معنى الشح ؟
ج: معناه المنع , ويكون مع المنع الحرص , معنى : إذا أراد كل واحد منهما الفوز به ومنعه من صاحبه .
س: هل الشح غريزة في النفس ؟
ج: نعم هو غريزة , لكن يمكن الخلاص منه بتوفيق الله تعالى . كان الصحابي عبدالرحمن بن عوف يقول : "رب قني شح نفسي" . ومعنى اﻵية عند المفسرين أﻻ يأخذ شيئا مما نهاه الله عنه, و ﻻ يمنع شيئا أمره الله به .
س:هناك نموذج لم تسمع الدنيا بمثله ؟
ج: روى البخاري في صحيحه . عن أنس قال : قدم علينا عبد الرحمن بن عوف , وقد آخى رسول الله بينه وبين سعد بن الربيع , وكان كثير المال  فقال سعد : إني من أكثر الناس ماﻻ , سأقسم مالي بيني وبينك شطرين, ولي امرأتان فأطلق واحدة ,فإذا حلت تزوجها . فقال عبد الرحمن : بارك الله لك في أهلك ومالك , دلني على السوق . إنهم الصحابة رضي الله عنهم .


الدرس  45
القاعدة الرابعة واﻷربعون :
(وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)
هذه القاعدة مهمة جدا في التسليم واﻻنقياد لرب العالمين .
س: ما معنى القاعدة ؟
ج: معناها أن الله فرض طاعته على العالم فرضا مطلقا ﻻ شرط فيه وﻻ استثناء .
س: أين وضع المصنفون للكتب هذه القاعدة ؟
ج: وضعها أهل العقيدة في باب التسليم واﻻنقياد للنصوص . وضعها أهل الفقه في فتاوى
الحلال والحرام .
س: هل هناك قصص تبين هذه القاعدة ؟
ج:التاريخ مليئ بهذه القاعدة
لكن نذكر قصة واحدة رأى عبدالرحمن بن يزيد محرما عليه ثيابه فنهره , فقال المحرم : ائتني بآية من كتاب الله بنزع ثيابي . فقرأ عليه "وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ..." من أعظم مدلوﻻت القاعدة
ضرورة حفظ السنة من الضياع فتحفظ في الصدور وتقيد بالكتابه. 
س: هناك فرقه تقول ﻻ نعمل إﻻ بما في كتاب الله ، ماذا نقول لهم ؟
ج: نقول اﻷمر بالعمل بالسنة موجودا في كتاب الله . " وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ ....".


الدرس 46
القاعدة الخامسة والأبعون.
(إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)
هذه القاعدة يحتاجها كل مؤمن وبخاصة من عزم على قرع باب التوبة.
س: ما معنى القاعدة ؟
ج: معناها أن إقامة الصلوات وفعل الأعمال الصالحة ، يمحوا الخطايا ويكفر السيئات . ويرفع الدرجات.
س: كيف يكون ذهاب السيئات ؟
ج:1- إذهاب حبها من النفس ، وبغضها ، فيسهل على النفس تركها.
2- محو إثمها إذا وقعت. إذا اجتمعت حسنة التوحيد و التوبة النصوح فلن تبقى سيئة إلامحتها بفضل الله وكرمه.
س: هل جاء معنى لهذه القاعدة في كتاب الله ؟
ج: 1- جاءت في سياق الثناء على أهل الجنة (وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) .
2- جاءت في سياق الحديث عن توبة العصاة.
س: ما أهم الحسنات التي يقوم العبد بها ؟
ج: إقامةالصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل وبخاصة الفرائض ، والسنن وقيام الليل.
س: أين تطبق هذه القاعدة ؟
ج: المجال الذي تطبق فيه القاعدة كثيرا جدا ، لكن نذكر شيء منها :
1- إقامة الصلاة طرفي النهار ، وساعات من الليل ، وأهمها الفرائض ثم النوافل


الدرس47
القاعدة السادسة و الأربعون
( وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ)
هذه قاعدة وثيقة الصلة بقضية مهمة في باب الصلة مع الله ، ومع عباده. 
س: ما معنى القاعدة ؟
ج: تعني أنه ما من خير نفعله إلا وهو يعلمه سبحانه وتعالى.
كذلك هذه القاعدة تشمل كل خير قليلا كان أو كثير. 
س: على أي شيء تربينا هذه القاعدة ؟
ج: تربينا على معاني تربوية و إيمانية كثيرة أثناء سيره إلى الله والدار الآخرة ،
نلخصها في هذه المعاني :
1- هذه القاعدة ترغب وتحض على إخلاص العمل لله جل وعلا ، وإن لم يطلع عليك أحد .
فالموفق من عباد الله الذي يحرص كل الحرص على إخفاء العمل عن الخلق ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
2- راحة النفس واطمئنان القلب ، لأن المحسن ينتظر ثوابه من الله تعالى ، فلا ينتظر الشكر والثناء من الله.
س:بماذا نوصي من تصدر لنفع الخلق ؟
ج: قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وإذا أحسن إلى الناس فإنما يحسن إليهم ابتغاء وجه الله ويتذكر نعمة الله أن جعله محسنا في الخير ، ولم يجعله مسيء. فالإحسان لا يكون فيه منة وفضل بل يكون لوجه الله تعالى . 


الدرس48
القاعدة السابعة والأربعون.
(وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)
هذه القاعدة نحن بأمس الحاجة إليها كل حين ، وبخاصة حين يبتلى الإنسان بمصبية من المصائب.
س: ما السياق الذي ذكرت هذه القاعدة ؟
ج: ذكرت القاعدة في سياق الذي يبين أن المصيبة أيا كانت في النفس ،أو المال، أو الأقارب ونحو ذلك ، فكل ذلك بقضاء الله وقدره، وقد جري القلم به ونفذت المشيئة.
س:لماذا علق الله تعالى هداية القلب على الإيمان ؟
ج:ذلك لأن الأصل في المؤمن أن يروضه الإيمان على تلقي المصائب ، واتباع الشرع والبعد عن الجزع والهلع.
س: ما الأمر المستفاد من القاعدة ؟
ج: الأمر بالثبات عند حلول المصائب ،لأنه من هدى الله قلبه للإيمان فإنه يكون ثابتا صابر بتوفيق الله تعالى.
س: ماذا قال نبينا مؤيد لهذه القاعدة ؟
ج: قال عليه الصلاة والسلام " عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله خير ، وليس ذالك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ······
س: ما فائدة هذه القاعدة ؟
ج: 1- تأديب القلب على التسليم لأقدار الله.
2- كلما زاد الإيمان زاد الصبر على البلاء. 
س: هل هناك طرق مختصرة لعلاج المصائب ؟
ج: 1- فضل الصبر والتسليم لقضاء الله وقدره.
2- تكرار الدعاء العظيم " لا حول ولا قوة إلا بالله "
3- تأمل قصص الأنبياء والصالحين وصبرهم وتحملهم.
وفي الختام ، نوصي بقراءة رسالة قيمة جدا للشيخ السعدي " الوسائل المفيدة للحياة السعيدة "


 الدرس49
القاعدة الثامنة والأربعون.
(قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ)
هذه القاعدة تعين من تدبرها على رؤية الأمور بتواز واعتدال.
س: هل جاءت السنة مؤيدة لهذه القاعدة ؟
ج: نعم ، قال عليه الصلاة والسلام "اعملوا ، فكل ميسر لما خلق له " . متفق عليه
س: ماذا نستفيد من القاعدة ؟
ج: على الإنسان أن يعرف مواهبه وقدراته التي وهبه الله إياها ، ليفيد في المجال الذي يناسبه و يتفق مع قدراته وطاقاته ، ولم يجتمع الكمال البشري إلا في الأنبيا . قد وجه نبينا عليه الصلاة والسلام في حديث يشرح هذه القاعدة ، فما هو ؟ وما مدى صحته ؟ قال عليه الصلاة والسلام : "من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة : يا عبد الله ، هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ،  ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ···· "


الدرس50
القاعدة التاسعة والأربعون.
( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)
هذه القاعدة لها أثرها في تصحيح سير العبد إلى ربه ، وضبط عباداته ومعاملاته وسلوكياته ، ومعرفة ما يخفى عليه.
س:كم مرة وردت هذه القاعدة في كتاب الله ؟
ج: وردت مرتين في سورة النحل وسورة الأنبياء و كلا الآيتين جاء في إرشاد الكفار والمعاندين.
س: هل هناك فوائد مستنبطة من القاعدة ؟
ج: الفوائد كثيرة , لكن نذكر منها :
1- عموم القاعدة فيها مدح لأهل العلم.
 2- أن أعلى أنواع العلم : العلم بكتاب الله.
3- تضمنت تعديل أهل العلم وتزكيتهم ،حيث أمر بسؤالهم.
4 - في تخصيص السؤال بأهل الذكر والعلم نهي عن سؤال المعروف بالجهل. وغير ذلك من الفوائد العظيمة.
س: هل هناك صور مخالفة لهذه القاعدة ؟
ج: نعم ، هناك بعض المخالفات منها : عدم التثبت في الأخذ عن أهل الذكر حقا ، لأن المنتسبين للعلم كثر والمتشبهين بهم أضعاف ذلك. القنوات الفضائية أكبر شاهد على ذلك.
فانتشرت الفتاوى الشاذة وكأن ديننا منافسة في تجديد الفتاوى. قصه رائعة عن شيخ الإمام مالك رحمه الله  دخل رجل على ربيعة بن عبدالرحمن ، فوجده يبكي! فقال له : ما يبكيك ؟ فقال له : أمصيبة دخلت عليك ؟ فقال: لا. ولكن استفتي من لا علم له! وظهر في الإسلام أمر عظيم . قال ربيعة : ولبعض من يفتي ههنا أحق بالسجن من السراق .


القاعدة الأخيرة.
( إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)
لعل ختم هذا الكتاب بهذه القاعدة من المناسبة بوضوح ،والتي تجعل المؤمن يزداد يقينا بعظمة هذا القرآن ، وأنه الكتاب الوحيد الذي يصلح لكل زمان ومكان.
س: ماذا قال قتادة من أئمة التفسير ؟
ج: إن هذا القرآن يدلكم على دائكم و دوائكم : فأما داؤكم فالذنوب والخطايا ، وأما دواؤكم فالاستغفار. كم صفحة كتب العلامة الشنقيطي صاحب أضواء البيان في تفسيره ؟ كتب رحمه نحو ستين صفحة وهو يتحدث عن نماذج عالجها القرآن.
س:هل هناك أمثلة لأنواع الهدايات التي دل هدي القرآن عليها ؟
ج: الهدايات كثيرة منها :
1 - يهدي للتي هي أقوم في ضبط التوازن بين ظاهر الإنسان وباطنه ، وبين مشاعره وعقيدته.
2 - يهدي للتي هي أقوم في العبادة : بالموازنة بين التكاليف و طاقة العبد ،حتى لا تمل النفس وتكسل.
3- كذلك في علاقات الناس بعضهم ببعض. عندما طلب من أحد العلماء أن يتكلم عن فوائد وهداية 
س:هذه القاعدة، ماذا فعل ؟
ج: قال ذلك العالم وماذا أقول في ساعة كاملة عن آية واحدة . فمضيت أبحث في كتب أهل التفسير  فاخترت باب العقائد ، فانتهى الوقت ولم أنتهي ، فكان الحديث فقط في العقائد ، فكيف باقي الأبواب المختلفة.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق