الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من
الرسل، جعل لنا بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، يصبرون منهم على الأذى،
يحيون بكتاب الله عز و جل الموتى، و يبصرون بنور الله أهل العمى ، فكم من قتيل لإبليس
قد أحيوا و كم من ضال تائه قد هدوا .
فما أحسن أثرهم على الناس و أقبحوا أثر
الناس عليهم، ينفون عن الكتاب الله تحرف الغالين، وانتحال المبطلين، و تأويل الجاهلين
الذين عقدوا ألوية البدعة، و أطلقوا عنان الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون
للكتاب، مجتمعون على مخالفة الكتاب، يقولون على الله، و في الله و في كتاب الله بغير
علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، يخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم، فنعوذ بالله
من فتنة المضلين .
روى الشيخان عن عبد الله بن العاص رضي الله
عنهما قال:"سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ
انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ
حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا
فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا».
هذا الحديث الشريف يدلنا على ماذا؟؟؟
يدلنا على أهمية العلم و على عظم شأن العلماء:
- و أن فقدهم و ذهابهم إنما هو قبض للعلم
في الحقيقة.
- و أن قبض العلماء كما جاء في كلام بعض أهل
العلم ثلمة في الدين (أي نقص)
- انه نقص للمسلمين حيث ذهب العلماء.
لماذا؟؟؟
لأنهم، هم الذين يرجع إليهم و يستفاد من
علمهم، و يدلون و يبصرون بل أن فقد العلماء خسارة فادحة و موتهم مصيبة عظيمة، لأنهم
نور البلاد و هداة العباد و منار السبيل، إذ أن ذهاب للعلم يكون بذهاب رجاله و حمالته
و حفظاته .
يقول الإمام الآجري رحمه الله عن العلماء:«حياتهم
غنيمة و موتهم مصيبة"معلمتي أم المنتصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق