الاثنين، 4 مايو 2015

فائدة علينا دائما أن نحتسبها عند بداية أي طلب علم


كان إبراهيم عليه الصلاة و السلام واسماعيل  يبنيان بيت الله تعالى،
الشيخ ابن الباز رحمه الله رحمة واسعة كان يتأثر بهذه الآية عندما يتلوها و يفسرها،
تأمّل في شأنهما: يقومان بأجلّ الأعمال وأرفعها بإذنٍ من ربهما تعالى، وهما يسألان [رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا]، فتأمّل كيف كان حالهما من الخوف والرجاء ألاّ يتقبل عملهما، فإذا كان هذا حال إمام الحنفاء، وقدوة الموحدين، ‏فكيف بحالنا وتقصيرنا؟. 
فعن وهيب بن الورد أنه قرأ:[وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا]، ثم يبكي ويقول:(يا خليل الرحمن، ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشفق أن لا يتقبل منك؟). وهذا كما حكى اللَّه تعالى عن حال المؤمنينَ الخُلَّص في قوله تعالى:[وَالَّذينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا]، أي يعطون ما أعطوا من الصدقات والنفقات والقربات:[وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ]، أي: خائفة ألاّ يتقبل منهم، كما جاء في الحديث أن عائشة رَضْيَ اللَّهُ عنْهَا سألت رسول ‏اللَّه عن هذه الآية:
(أَهُمْ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ قَالَ: لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ، وَيُصَلُّونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ، وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ،)[أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ]، والتعرض لوصف الربوبية في دعائهم؛ لأن إجابة الدعاء من شأن الربوبية وخصائصها لما فيها من معاني التربية والإصلاح والتدبير، وقولهما:[تَقَبَّلْ مِنَّا]:(القبول: أخذ الشيء والرضا به، فتقبّل اللَّه سبحانه للعمل أن يتلقّاه بالرضى فيرضى عن فاعله، وإذا رضي اللَّه تعالى عن فاعله، فلا بدّ أن يثيبه الثواب الذي وعده إيّاه): وقولهما:[إنَّكَ أنْتَ ‏السَّمِيعُ الْعَلِيمُ] تعليل لطلب القبول، ومزيد استدعاء للإجابة.
فختمت الآية بقول تعالى:« رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»[البقرة 127].
إذن ماذا نستفيد من هذه الآية؟؟؟
1- أهمية القبول عند الله تعالى. كيف يكون القبول ؟؟؟
بشيئين:
- كلما زادا  زادت نسبة القبول بفضله و منته و كرمه سبحانه و تعالى
- كلما زادت نسبة الإخلاص لله تعالى في ذلك العمل.
دائما قَلِبي  قلبك تجدين بعض الأعمال لها حلاوة أكثر من بعضها، و هذا و الله أعلم يعود إلى مدى إخلاص العبد في ذلك العمل.
2- مدى إتباع سنة النبي صلى الله عليه و سلم. فعلينا دائما أن ننتبه للسنن،
ماذا فعلنا بسنة النبي ؟ هل اتبعنها كما هي ؟ هل زدنا أم نقصنا؟ أم تهاونا، أم ماذا؟
- دوام ملازمة العبد بهذا الدعاء ، النبي صلى الله عليه و سلم كان يدعو صباحاً و مساءاً: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا صَالِحًا مُتَقَبَّلًا» «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ و مِنْ عَمَلِ لاَ يُقْبَلْ» و هكذا.....
3- ينبغي للعبد أن يجعل قلبه معلق بالله.
ويعمل بثلاثة الأركان و هي أركان العبادة: الخوف، الرجاء، المحبة.
و يتوسل إلى الله عز و جل بأسمائه و صفاته « رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ».

- ملازمة التواضع و الإخبات لله تعالى أن يتقبل منه هذا العمل و أن يجعله ذخرا عند لقاءه سبحانه و تعالى.

معلمتي أم محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق