المفتاح ( 1 ) " تربى بأحسن القصص "
= هل هناك نصا يدل على أهمية تربية النفس
؟
قال الله تعالى : "قد أفلح من تزكى
وذكر اسم ربه فصلى"
وقال سبحانه "...ونفس وما سواها فألهمها
فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها"
يقول ابن كثير رحمه الله : يحتمل أن يكون
المعنى : قد أفلح من زكى نفسه أي بطاعة الله كما قال قتادة، وطهرها من الرذائل والأخلاق
الدنيئة، كقوله تعالى: "قد أفلح من تزكى"
"وقد خاب من دساها" أي دسسها وأخملها
ووضع منها بخذلانه إيّاها عن الهدى، حتى ركب المعاصي وترك طاعة الله عز وجل، ويحتمل
أن يكون المعنى : قد أفلح من زكى الله نفسه .
= هل هناك أساليب لتربية النفس ؟
من أجمل الأساليب واعظمها نفعا اسلوب القصة
.
وأعظم وأحسن قصص هي قصص القرآن
.
= هل هي خاصة بفئة معينة من العمر ؟
القصص القرآني شامل لتربية جميع الأعمار
, فالعبد يربي نفسه ويربي من حوله وهو مستعينا بالله تعالى .
= من أي القصص سوف نبدأ ؟
سوف نبدأ بأول قصة ذكرها ربنا في كتابه
العظيم .
قصة آدم عليه الصلاة والسلام وسوف نستخرج
العبر والكنوز التي ذكرت في طياتها .
غدا نكمل بحول الله وقوته
.
المفتاح ( 2) " تربى بأحسن القصص "
قال تعالى: (وإذ قالَ رَبُّكَ للملائِكةِ
إنِّي جاعِلٌ في الأرضِ خَليفَةً قالُوا أتَجعَلُ فيها من يُفسِدُ فيها ويَسفِكُ الدِّماءَ
ونحنُ نسّبِحُ بحمدِكَ ونُقَدِّسُ لكَ قالَ إنّي أعلمُ ما لا تعلمُونَ) [البقرة:
30].
ماذا نستنبط من هذه الآية حتى نربي أنفسنا
؟
1 - إثبات الأفعال لله، وأنه يفعل ما يريد، وهذا من
كماله وتمام صفاته. ابن عثيمين إذا الناس فقط أسباب , والأمر كله بيد الله, فلا نلوم الناس ونتهم فلان لأن الأمر كله لله, نبذل ما نستطيع ونأخذ بالأسباب كلها, لكن القلب يكون معلقا بالله تعالى.
2- الملائكة عالم غيبي خلقهم الله من نور، وجعل لهم
وظائف وأعمالا مختلفة، وهم ذوو عقول لأن الله وجه إليهم الخطاب وأجابوا. ابن عثيمين
فكلما أرتفع العبد في الطاعات كلما تشبه
بالملائكة , وهذا يجعلنا نربط من حولنا بالملائكة وأنهم يستغفرون للمؤمنين ويكتبون
أعمالهم ويبشرونهم بالجنة وغيرها من الأعمال العظيمة .
ونعلم أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب
أو صورة , وغيرها من الأمور التي تنفر الملائكة من البيوت . ونعلم أن الملائكة تتتبع
حلق العلم وتنزل على أهلها السكينة والرحمة بأمر الله تعالى .
3 ـ كراهة الملائكة للإفساد في الأرض. ابن عثيمين
فلابد أن نربي أنفسنا على كراهية الإفساد
سواء كان حسي من إتلاف الأرض أو فساد معنوي من بغض أو كره أو حسد أو غير ذلك
.
المفتاح (3)" تربى بأحسن القصص "
قوله تعالى ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك
) :نسبح أي نُنَزِّه؛ والذي يُنَزَّه الله عنه شيئان؛
أولاً: النقص؛ يعني كل صفة ناقص
لا يمكن أن يوصف بها ابداً
والثاني: النقص في كماله ؛ فلا يمكن أن
يعتريه عجز ولا ضعف ولا نسيان .
ثالثاً: مماثلة المخلوقين؛ كل هذا يُنَزَّه
الله عنه .
أ- ماذا نستفيد ؟
فلا نعترض على أقدار الله , ونتيقن أن الله
قادر على تغيير أحوالنا بلمح البصر , لكن له حكم عظيمة في تبديل أحوال خلقه
.
فمهما طال البلاء ,نصبر ونحتسب ونعلم أنه
لن يضيع احتسابنا وصبرنا , وسوف نجد ذلك ذخرا لنا عند ربنا .
ب – وصفه سبحانه بالحمد وهو إثبات الكمال
لله محبة وتعظيما , فكلما زاد التعظيم زاد معه الإيمان والحياء والخوف من الله
.
ت - كثرة تسبيحهم لأن التسبيح أفضل الذكر،
روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر، قال: ((سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذكر أفضل؟
قال: ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده)) .
ج - في حديثٍ صحيح، يقول عليه الصلاة والسلام
((من سبح الله في دبر كل صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله
ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، له الملك وله الحمد وهو على شيءٍ قدير؛ غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر). أخرجه
مسلم في المساجد (1/418)
ح - أن النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه
كانوا إذا نزلوا في السفر -في منخفضٍ من الأرض- سبحوا الله تعالىروى البخاري في صحيحه
(2993) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : ( كُنَّا
إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا ) .
خ - فقال(ألا أدلكما على ما هو خيرٌ لكما
من الخادم؟ إذا أخذتما مضجعكما تقولان ثلاثاً وثلاثين، وثلاثاً وثلاثين وأربعاً وثلاثين،
من تحميدٍ وتسبيحٍ وتكبير). صحيح البخاري 3452
نكمل غدا بإذن الله
.
المفتاح (4) " تربى بأحسن القصص
" .
قوله تعالى " وعلم آدم الأسماء كلها
"
أ - هذا مقام ذكر الله تعالى فيه شرف آدم
على الملائكة ، بما اختصه به من علم أسماء كل شيء دونهم
عن ابن عباس قال : عرض عليه أسماء ولده
إنسانا إنسانا ، والدواب ، فقيل : هذا الحمار ، هذا الجمل ، هذا الفرس
.
وقال الضحاك عن ابن عباس : ( وعلم آدم الأسماء
كلها ) قال : هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس : إنسان ، ودابة ، وسماء ، وأرض
، وسهل ، وبحر ، وجمل ، وحمار ، وأشباه ذلك من الأمم وغيرها .
ب - ا لعلم أصل كلِّ شيء، يحرِّر العقول
من القيود، يحرِّر العقول من الأوهام، يُدِير حركة الإنتاج، يُدِير عجلة النهضة، يَقضِي
على الكساد والفساد، يقضي على أمنيات الشيطان، أساس كل عبادة؛ فلا يمكن أن نصلِّي دون
علم، فالصلاة تحتاج إلى عالِم يعلِّمنا كيف صلَّى رسولُنا - صلى الله عليه وسلم
-
ج - فالعلم يحتاج إلى صبر ومشقة ومجاهدة
نفس، وكل ذلك مثل الجهاد، وبالرغم من كل هذه المشقة إلا أننا نجد أفضل العلماء خرجوا
من رَحِم هذه المشقة؛ فكلما زادت مشقتهم زاد علمهم، أما لو جاء العلم سهلاً ميسرًا
بدون تعب ووصب؛ لذهب سهلاً بدون تعب ووصب؛ فكما يقول الناس: "الشيء الذي يجيء
سهلاً، يذهب سهلاً"؛ فلذلك الإمام البخاري - رحمه الله - بدأ كتاب العلم بذكر
باب فضل العلم؛ لأن العلم واسع، ومضنٍ وشاقٌّ ليس بسهل،
د - قال ابن حزم في كتابه الأخلاق والسير:
"لو لم يكن من فضل العلم إلا أن الجهَّال
يهابونك ويجلُّونك، وأن العلماء يحبونك ويُكرِمونك، لكان ذلك سببًا إلى وجوب طلبه،
فكيف بسائر فضائله في الدنيا والآخرة؟! ولو لم يكن من نقص الجهل إلا أن صاحبه يحسد
العلماء، ويغبط نظراءه من الجهال، لكان ذلك سببًا إلى وجوب الفرار عنه، فكيف بسائر
رذائله في الدنيا والآخرة؟!
خ – وقف مُعَاوِيَةَ خَطِيبًا فقال : سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ
خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي وَلَنْ
تَزَالَ هَذِهِ الْأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ
حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ )) رواه البخاري ( 71) و مسلم (2439)
ز - عن عقبة بن عامر- رضي اللّه عنه- قال:
خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ونحن في الصّفّة. فقال: «أيّكم يحبّ أن يغدو
كلّ يوم إلى بطحان [3] ، أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين [4] في غير إثم ،
ولا قطع رحم ؟ » فقلنا: يا رسول اللّه نحبّ ذلك. قال:
«أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين
من كتاب اللّه- عزّ وجلّ- خير له من ناقتين. وثلاث خير له من ثلاث. وأربع خير له من
أربع. ومنأعدادهنّ من الإبل»رواه مسلم (803).
رابط الموضوع:
المفاتيح(5) " تربى بأحسن القصص
"
قال تعالى : ( قالَ يا آدمُ أنبِئْهم بأسمائِهِم
فلمَّا أنبأهُم بأسمائِهِم قالَ ألم أقلْ لكم إنِّي أعلمُ غيبَ السمواتِ والأرضِ وأعلمُ
ما تُبدونَ وما كُنتُم تَكتُمونَ) [البقرة: 33
أ - اعتناء الله بشأن الملائكة، وإحسانه
عليهم بتعليمهم ما جهلوا، وتنبيههم على ما لم يعلموه. السعدي
ب - امتثال آدم وطاعته لله، فلم يتوقف بل
بادر الملائكة وأنبأهم. ابن عثيمين , وهذا يجعلنا نتعلم الاستجابة المباشرة لأوامر
الله تعالى ونواهيه وعدم التباطئ والتكاسل في ذلك .
ج – من الصفات المحمودة في العبد سرعة استجابته
لخالقه ( قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ
(84)
د- كان عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله
من العجز والكسل . عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : (اللهم إني أعوذ بك من العجز ، والكسل ، وأعوذ بك من القسوة ، والغفلة
، والعيلة ، والذلة ، والمسكنة ، وأعوذ بك من الفسوق ، والشقاق ، والنفاق ، والسمعة
، والرياء ، وأعوذ بك من الصمم ، والبكم ، والجنون ، والبرص ، والجذام ، وسيء الأسقام)
.وصححه الألباني في "إرواء الغليل"
(3/357) ،
قال ابن القيم رحمه الله
:
"الإنسان مندوب إلى استعاذته بالله تعالى
من العجز والكسل ، فالعجز عدم القدرة على الحيلة النافعة ، والكسل عدم الإرادة لفعلها
، فالعاجز لا يستطيع الحيلة ، والكـسلان لا يريدها" انتهى من "إعلام الموقعين"
(3/336) .
ذ - عن ابن عباس : ( وأعلم ما تبدون وما
كنتم تكتمون ) قال : يقول : أعلم السر كما أعلم العلانية ، يعني : ما كتم إبليس في
نفسه من الكبر والاغترار .
ه - فضيلة الاعتراف بالعجز والقصور. فالكمال
بيد الله تعالى وحده دون سواه .
المفاتيح(6) " تربى بأحسن القصص "
قوله تعالى " وَإِذْ قُلْنَا
لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ
وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾14.
ماذا نستفيد من هذه الآية , وعلى ماذا نربي أنفسنا ؟
1 – إبليس امتنع من السجود بسبب الكبر
والحسد , وهذان الخصلتان تهلك صاحبها وتجعله لا يحس بالسعادة و لأنه كلما نظر للناس
اشتعل قلبه حسدا وكبرا .
2 - الحسد كما يقول ابن القيم: (هو بغض
نعمة الله على المحسود وتمني زوالها) وقد ذكر العلماء لها مراتب أربعة وهي :
الأولى: تمني زوال النعمة عن المنعم عليه، ولو لم تنتقل للحاسد.
الثانية: تمني زوال النعمة عن المنعم عليه وحصوله عليها.
الثالثة: تمني حصوله على مثل النعمة التي عند المنعم عليه حتى لا يحصل التفاوت
بينهما، فإذا لم يستطع حصوله عليها تمنى زوالها عن المنعم عليه.
الرابعة: حسد الغبطة ويسمى حسداً مجازاً؛ وهو تمني حصوله على مثل النعمة التي
عند المنعم عليه من غير أن تزول عنه.
3 - علاج الحاسد لنفسه أمر ميسور، لكنه
يحتاج إلى جهد وصبر، وخاتمته إلى خير بأمر الله،
أ- كثرة الدعاء إلى الله عز وجل، والتوكل عليه والدعاء، هو أول الطريق .
ب- الرضى بالقضاء والقدر، والنظر إلى من هو أقل منك حالا، قال صلى الله عليه
وسلم -: (انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر ألا تزدروا
نعمة الله عليكم).
ج- الإيمان بأن الإمساك عن الشر صدقة، مما يساعد على التخلص من الحسد، الإيمان
بأن الكف عنه صدقة، قال صلى الله عليه وسلم -: (على كل مسلم صدقة، قيل: أرأيت إن لم
يجد؟ قال: يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق، قيل: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يعين ذا الحاجة
الملهوف، قيل: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يأمر بالمعروف أو الخير، قال: أرأيت إن لم يفعل؟
قال: يمسك عن الشر فإنها صدقة)، متفق عليه.
فمجرد إمساكه عن الشر، ومنعه الحسد يكون
صدقة على نفسه،
د- إن الحاسد لا يغير من قضاء الله - سبحانه وتعالى - شيئاً، ولا ينفع، ولا
يضر، قال عز وجل: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ
إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}
ذ- الحسد يضر صاحبه ، لأنه ساخط على قدر الله بقصد أو بدون قصد، لأنه تسخط على
قضاء الله وقدره،
ز- النظر بعين البصيرة إلى حقيقة الدنيا، التي لا تزن جناح بعوضة، قال -صلى
الله عليه وسلم:(لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة
ماء)، فالدنيا هموم وغموم، وأتراح وأحزان،
و- الدعاء لمن أردت حسده بالبركة، من أهم ما ينبغي أن تراعيه، أن تبرّك إذا
رأيت خيرا على أحد بأن تقول : (اللهم بارك فيه ولا تضره)، -.نكمل غدا بإذن الله
المفتاح(7) " تربى بأحسن القصص
"
( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ
فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (البقرة:34)
1- هل للمعاصي أصول ؟
أصول المعاصي ثلاثة: الكبر والحرص والحسد.
فالكبر
أول معصية عصي الله بها من إبليس
ثم تلاه كل من تكبر عن وحيه وعتا عن أمره من جميع الأفراد والأمم التي نفخ إبليس فيها
من الكبر.
أما الحرص
فهو أيضاً أول معصية عُصي بها
من الأبوين حين الأكل من الشجرة، ثم تلاهما كل من تجاوز حدود الله في نهيه من بني آدم
إلى قيام الساعة،
وأما الحسد
فهو أول ذنب عصى الله به في
الأرض من جهة قابيل حيث قتل هابيل حسداً، وجميع الفتن والجحود الحاصلة بين أهل الأرض
منشؤها الحسد.
2- ما هو الكبر ؟
الكبر: شعور خادع بالاستعلاء، مصحوب باحتقار
الناس والترفع عليهم , والباطن: خلق في النفس، والظاهر: أعمال تصدر عن الجوارح،
3 – ما شر أنواع الكبر ؟
شر أنواع الكبر ما يمنع استفادة العلم وقبول
الحق والانقياد له فقد تحصل المعرفة للمتكبر ولكن لا تطاوعه نفسه على الانقياد للحق
قال الله _تعالى_: "وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً
وَعُلُوّاً"
4 – ما هو علاج الكبر ؟
أ- معرفة ذم الله للمُتَكبّرين، كما في
مواضع من كتابه؛ قال تعالى:
﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ
فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ [الأعراف: 146]،
﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى
كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ [غافر: 35] :
﴿ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ
جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴾ [إبراهيم: 15]
ب- معرفة أنَّ التواضُع هو مجامع حسن الخلق،
وهو هدْيه- صلى الله عليه وسلم - ، والتواضُع هو لين الجانب، وعدم الترفُّع على الناس؛
قال - صلى الله عليه وسلم -:
((إنَّ مِن أحبكم إليَّ وأقربكم منِّي مجلسًا يوم القيامة
أحاسنكم أخلاقًا))؛
وروى البخاري عن أنس بن مالك قال:
((كانت الأمة مِن إماء أهل المدينة
لتأخذ بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتنطلق به حيث شاءتْ)).
الموضوع:
المفتاح(8) " تربى بأحسن القصص
" .
(وقلنا يا آدمُ اسْكُنْ أنتَ وزوجُكَ الجنّةَ
وكُلا منها رَغَداً حيث شِئتما ولا تَقْرَبا هذهِ الشجَرةَ فتكُونا من الظّالِمينَ
)
أ - {لا تَقْرَبا} النهي عن القرب يقتضي
النهي عن الأكل بطريق الأولى، وإنما نهى عن القرب؛ سدّا للذريعة، فهذا أصل في سدّ الذرائع
.
ب – من أي شيء خلقت حواء ؟
= روى البخاري (3331) ومسلم (1468) عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : ( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ
، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ
وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ
) .
وهذا بيان من السنة الصحيحة أن حواء خلقت
من ضلع .
= قال الطبري رحمه الله:
" يقول تعالى ذكره:( خَلَقَكُمْ ) أيها
الناس( مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ) يعني من آدم (ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا ) يقو: ثم جعل من آدم زوجه حواء، وذلك أن الله خلقها من ضِلَع من أضلاعه " انتهى من
" تفسير الطبري " (21/254)
= وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
:
" خلق سائر الخلق من ذكر وأنثى ، وكان خلق
آدم وحواء أعجب من خلق المسيح ؛ فإن حواء خلقت من ضلع آدم ، وهذا أعجب من خلق المسيح
في بطن مريم ، وخلق آدم أعجب من هذا وهذا وهو أصل خلق حواء " انتهى من "الجواب
الصحيح" (4 /54)
ج – ماذا قال المفسر صاحب أضواء البيان
الشيخ الشنقيطي . رحمه الله ؟
= وقال الشيخ الشنقيطي رحمه الله
:
" مِن حكم خلقه عيسى من امرأة بغير زوج ليجعل
ذلك آية للناس أي علامة دالة على كمال
قدرته وأنه يخلق ما يشاء كيف يشاء ، إن
شاء خلقه من أنثى بدون ذكر كما فعل بعيسى
، وإن شاء خلقه من
ذكر بدون أنثى كما فعل بحواء ، كما نص على ذلك بقوله :( وخلق منها
زوجها ) النساء/1 ، أي خلق من تلك النفس
التي هي آدم زوجها حواء ، وإن شاء خلقه
بدون الذكر والأنثى معا كما فعل بآدم ،
وإن شاء خلقه من ذكر وأنثى كما فعل بسائر
بني آدم " انتهى من "أضواء البيان"
(4 / 259) .
د - منة الله على آدم وحواء حيث أسكنهما
الجنة . ابن عثيمين
فيجب على كل مسلم أن يعلم أن لا منان على
الإطلاق إلا الله وحده الذي يبدأ بالعطاء قبل السؤال
نكمل غدا بإذن الله
المفتاح(9) " تربى بأحسن القصص
"
قول الله تعالى ذكره: ﴿فَأَزَلَّهُمَا
الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ
لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين)
ماذا نستفيد من الآية ؟
أ- حسرة في نفس آدم من جراء عدم امتثاله
لوصاية الله تعالى
ب- موعظة و تنبه بوجوب الوقوف عند الأمر
والنهي والترغيب في السعي إلى ما يعيد العبد إلى هذه الجنة
ت- التأكيد على عداوة الشيطان ووسوسته
مسيئين الظنون بإغرائه كما أشار إليه قوله تعالى :(يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما
أخرج أبويكم من الجنة) وقوله هنا (بعضكم لبعض عدو) وهذا أصل عظيم في تربية العامة
ث- أن لا يأمن العبد عاقبة الذنب، ولو
كان قبله طاعات كثيرة، وهو ذنب واحد، فكيف إذا كانت الذنوب بعدد الرمل ؟
وأبلغ منه قوله-صلى الله عليه وسلم-: (إن
العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالًا، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب
الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه)
قال علقمة: كم من كلام منعنيه حديث بلال، يعني هذا.
هل نزول آدم من الجنة كان بسبب أكل الشجرة
فقط ؟
عندما خلق الله آدم قال "إني جاعل
في الأرض خليفة" وقال عن توبة آدم" فتاب عليه" معنى ذلك , أن الله
تاب على آدم ولم يكن نزوله عقوبة له , وإنما قد كتب
الله له الخلاف في الأرض ,
لماذا كتب الله على آدم أكل من الشجرة ؟
لأنه سبحانه كتب لكل شيء سببا , فجعل الأكل
من الشجرة سبب ظاهرا للخروج من الجنة .
الموضوع:
الموضوع:
المفتاح (10)" تربى بأحسن القصص
" .
قول الله تعالى ذكره: ﴿ فَأَزَلَّهُمَا
الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ
لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين
)
= متى أخرج آدم من الجنة ؟
عن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم:(خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة
، وفيه أخرج منها ) رواه مسلم والنسائي.
ماذا قال الشيخ السعدي في تفسير هذه الآية
؟
( وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ
وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾
أي: آدم وذريته؛ أعداء لإبليس وذريته، ومن
المعلوم أن العدو؛ يجد ويجتهد في ضرر عدوه وإيصال الشر إليه بكل طريق؛ وحرمانه الخير
بكل طريق، ففي ضمن هذا، تحذير بني آدم من الشيطان .
= من الذي ينال الحياة الطيبة ؟
الله سبحانه وتعالى يعطي الحياة الطيبة
للمستقيمين على شرعه، كما قال عز وجل: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى
وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ) سورة النحل97،
قال السلف في الحياة الطيبة: الرزق الحلال،
وقيل: القناعة، وقيل: التوفيق إلى الطاعات، وقيل: المسرة والسعادة، وقيل: حلاوة العبادة
ولذتها، وقيل: الاستغناء عن الخلق واتباع الحق،
والحياة الطيبة تشمل جميع أنواع الراحة
الدنيوية أياً كانت، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً
وقنعه الله بما آتاه).رواه مسلم.
نكمل غدا بإذن الله
.
المفتاح(11 )" تربى بأحسن القصص " .
( وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ
وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾
= كيف يحول العبد عاداته إلى عبادات يثاب
عليها ؟
بالنية الصالحة استحضار النية الصالحة في
جميع الأعمال، حتى في الحِرَف والصناعات التي يحتاج إليها الناس، فيكون ذلك مِن باب
التعاون على البر والتقْوى .
= هل عناك أعداء لبني آدم غير البشر ؟
.
المرء في هذه الحياة في صراع وجهاد مع أعداء
ثلاثة؛ هم: الهوى، والنفس، والشيطان،
ولا بدَّ له مِن الاستعداد لمُجاهَدة كل
عدو بما يناسبه من سلاح؛
لا شك أن مَن أقبل على الله وفرَّغ نفسه
لعبادة ربه فإنه يُيسِّره لليُسرى، ويُجنِّبه العُسرى،
= من هو العدو الأول ؟
لعدو الأول:
الهوى:
الهوى: هو مَيل النفس إلى الشيء، وميل الطبْع
إلى ما يُلائمه، وسُمِّي: هوى؛ لأنه يَهوي بصاحبه.
والهوى كما قيل: يُعمي ويُصمُّ، يُعمي عن
النظر في الحق وإن كان مشهورًا، ويُصمُّ عن سماعه وإن كان واضحًا؛ لأن الهوى قد سيطر
على آلة البصر والسمع، وتجاهَل وجودهما وإدراكهما، وأصبح الهوى هو المتصرِّف والمُسيطِر،
وأصبح صاحبه إنما يأتمر بهواه.
= هل هناك دليل ؟
﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ
اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ﴾
قال ابن كثير : أي: إنما يأتمر بهواه، فمَهما
رآه حسنًا فعله، ومهما رآه قبيحًا ترَكه
﴿ وَخَتَمَ عَلَى
سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً ﴾ [الجاثية: 23]، أي: فلا يَسمع
ما ينفعه، ولا يَعي شيئًا يَهتدي به، ولا يرى حُجَّة يَستضيء بها؛ ولهذا قال - تعالى
-: ﴿ فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾
= ها هناك أسباب لإتباع الهوى ؟
1- قد يكون سببه الحسد؛ كما حصل مِن اليهود مع نبينا
محمد - صلى الله عليه وسلم
2 - ومنها الاغتِرار بالعلم؛ فقد يكون مِن أنصاف المتعلِّمين
مَن يقول في مسألة مَرجوحة فيُعارضه غيره ممَّن لديه الدليل الراجِح، وقد يكون مِن
تلامذته أو ممَّن هو أقل منه منزلةً في العِلم، إلا أن الدليل معه
3 - ومنها ترويج السِّلَع والدعايات الكاذبة؛ وما أكثرها
في هذه الأزمنة؛ فقد تفنَّن الكثير في الدعايات وخِداع الناس بالإعلانات اللافِتة للنظَر،
والبرَّاقة، ووضع الجوائز لمن يَشتري كذا فله كذا، أو التَّخفيضات إلى نِسبة كذا في
المائة،
المفتاح(12)" تربى بأحسن القصص "
( وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ
وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾
مازلنا نتكلم عن أعداء بني آدم
.
العدو الثاني: النفْس:
لأنها تأمُر بالسوء؛ ولذلك تسمَّى بالنفس
الأمارة بالسوء، فهي تَميل للشهوات، وتَكره القُيود، وتحبُّ الانفلات والتحرُّر مِن
كل ما تُمنَع منه، وتَضيق ذَرعًا إذا أُلزمتْ بأمر مِن الأمور.
﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ
بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [يوسف: 53].
فتاوى نور على الدرب ( العثيمين ) ، الجزء
: 5 ، الصفحة : 2 ت
س:
ما معنى الآية الكريمة أعوذ بالله من الشيطان
الرجيم (وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
هذه جملة قسم معطوفة
على جملة سابقة فيها قسم أيضاً (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلا أُقْسِمُ
بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) ومعنى الآية أن الله تعالى يقسم بالنفس اللوامة:
وهي النفس
التي تلوم الإنسان على فعل الخير وهذه هي النفس الأمارة بالسوء
أو تلوم الإنسان على
فعل الشر وهي النفس المطمئنة وذلك أن للإنسان نفسين نفسا أمارة بالسوء ونفسا مطمئنة
= فالنفس المطمئنة تأمره بالخير وتنهاه عن الشر
= والنفس الامارة بالسوء تأمره بالسوء وتلح
عليه
= والنفس اللوامة جامعة بين هذا وهذا وصف للنفسين جميعاً
فالنفس المطمئنة لا تلوم الإنسان
على ترك الخير وفعل الشر والنفس الامارة بالسوء لا تلومه على فعل الخير وعلى ترك الشر
فاللوم وصف للنفسين جميعاً فيقسم الله بالنفس اللوامة لأن النفس اللوامة هي التي تحرك
الإنسان وتغير اتجاهاته إلى خير أو شر.
السؤال: ما هي أنواع النفوس؟ وما طريق
تزكيتها ومداراتها كما قال تعالى:{قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} [سورة الشمس:
آية 9]؟
الإجابة: أنواع النفس المذكورة في القرآن
الكريم ثلاثة: النفس الأمارة بالسوء، والنفس اللوامة، والنفس المطمئنة.
فالأمارة بالسوء: هي التي تأمر صاحبها
بما تهواه من الشهوات المحرمة واتباع الباطل.
وأما اللوامة: فهي التي تلوم صاحبها على
ما فات من الخير وتندم عليه.
وأما المطمئنة: فهي التي سكنت إلى ربها
وطاعته وأمره وذكره، ولم تسكن إلى سواه.
قال العلامة ابن القيم: فكونها مطمئنة
وصف مدح لها، وكونها أمارة بالسوء وصف ذم لها، وكونها لوامة ينقسم إلى المدح والذم
بحسب ما تلوم عليه .
وطريق تزكية النفس إلزامها بطاعة الله تعالى،
ومنعها من معصيته، ومنعها من شهواتها المحرمة.
• التصنيف: أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة
المفتاح(13) " تربى بأحسن القصص
".
فوائد تربوية هامة لتربية النفس وتربية
الأبناء, نستخلصها من قصة آدم عليه الصلاة والسلام:
1- وضوح الأمر والتوجيه:
فقد كان أمر الله لآدم واضحا
بينا (ولا تقربا هذه الشجرة) فتم تحديد شجرة بعينها لا يأكل منها وهي (هذه الشجرة)،
وسمح له بالأكل من كل الأشجار.
2- نقدم البديل عندما نمنع:
وقد قدم الله لآدم وزوجته
البديل:(وكلا منها رغدا حيث شئتما)، فكل ما في الجنة يمكنهما الاستمتاع به عدا شجرة
واحدة، فالبدائل كثيرة أمام الممنوع الواحد.
3 - الحوار الهادئ مع المخطىء:
وقد حاورهما الله بعد
ارتكاب الخطأ بتذكيرهما بالأمر السابق (ونادهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة،
وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين)، حوار هادئ لا غضب فيه ولا عنف.
4 - إعطاء المخطئ فرصة للاعتذار:
ليعتذرا عن الخطأ: (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين).
5 - الاستماع للمعتذر وقبول اعتذاره:
قال تعالى: (فتلقى
آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم).
فلم يصر آدم على خطئه، ولم يلق اللوم على
الشيطان الذي وسوس له، بل تحمل كامل مسؤولية أخطائه، فقبل الله اعتذاره وتاب عليه،
قال تعالى:(ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى).
6 - معرفة أسباب ارتكاب الخطأ:
إن الشيطان هو السبب
الرئيس للخطأ، فقد وسوس لهما مستفيدا من شهوة النفس في الخلود والملك، قال تعالى:(فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى)
،
كما أنه نسي أمر الله وتوجيهه بعدم الأكل
من الشجرة، وخطأ الإنسان يقع عادة إما جهلا أو شهوة.
7 - التأديب:
بعد اعتراف المخطئ بخطئه وقبول الاعتذار
يتم تأديب المخطئ قال تعالى:(قال اهبطا منها جميعا).
8 - الحديث عن المستقبل بعد الخطأ:
بعد وقوع الخطأ
والانتهاء من العملية التربوية تحدث الله لهما عن المستقبل حول طاعة الرحمن وعصيان
الشيطان
فقال: (بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدي فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى).
وكذلك بين لهما المستقبل حول الأرض بقوله
تعالى: (وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين).
9- تعلم التعامل مع الدعاية الكاذبة:
لأن الشيطان
استخدم الدعاية الكاذبة لآدم وزوجته فوسوس وزين الخلد والملك والتلاعب بعقليهما وشهوتيهما،
لكن انكشفت الحقيقة لهما بعد عصيان أمر الله (فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما).
وقد استخدم الشيطان الدعاية الكاذبة وأقنع
آدم بأنه سيكون ملكا، علما بأن آدم يعلم بأنه بشر،
10 - الاستفادة من الخبرات:
وأن النفس تميل لاتباع الشهوات،
وأن ليس كل مخلوق طيبا وصادقا وصالحا،
قال تعالى: (وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين)،
وأن الإنسان ممكن يظلم نفسه،
قال تعالى: (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا )، وأن الإنسان ممكن
أن ينسى (ولقد عهدنا إلي آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما) لأن الله أخبره بأن ابليس
عدو له قبل دخوله للجنة (فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة
فتشقى)، وأن الله يغفر ويرحم: (ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى).
غدا نبدأ قصة أخرى بحول الله وقوته
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق