فأوصيكم يا من صمتم رمضان وقمتم لياليه
تبتغوا بذلك من الله الرضوان بتقوى الله وأبشركم أن ربكم الكريم قد أعد للمتقين خيراً
عظيماً أذكر لكم طرفاً منه في قوله تعالى:{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا()حَدَائِقَ
وَأَعْنَابًا()وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا()وَكَأْسًا دِهَاقًا()لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا
لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا()جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا}.
أخي الحبيب هذا شهر رمضان قد أعد رحاله
للرحيل فياله من فراق على النفس المطمئنة شديد ، فاسمع أُخيَّ أُسدي لك بعض النصائح
علها تخفف على نفسك لوعة فراق هذا الشهر العظيم.
النصيحة الأولى:
اغتنم هذه العشر ولاتقل أن نصفها قد انصرم
فهناك النصف الباقي وهو من الأهمية بما كان فقد ذكر أهل العلم أن من أرجى ليالي الوتر
أن تكون فيها ليلة القدر ٍهذه الليلة كان نبيك وقدوتك صلى الله عليه وسلم يتحراها وهو
من غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر لأنها تجارة رابحة تقوم عشر ليالي من رمضان تصادف
فيها ليلة القدر فتمد في عملك الصالح مايزيد على ثلاث وثمانين عاما كلها صفحات طاعة
بيضاء ناصعة لايكدرها سواد المعصية،أخرج الأمام مسلم عن أمنا أم المؤمنين عائشة رضي
الله عنها وعن أبوها وجدها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الآواخر
مالا يجتهد في غيرها،وفي الصحيحين عنها قالت:كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل
العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله،
أخي الحبيب وليكن بيتك في ليالي العشر يدوي
فيه ذكر الله والقرآن،بين لهم فضل هذه الليالي وضع لهم الطريقة العملية لاستثمارها
في مرضات الواحد الأحد عل الله أن يصلح لك زجك وأولادك فتقر بهم عينك بقية عمرك، احرص
على ختم عملك بخير فإن الأعمال بالخواتيم الم ترى الى أنه من كان آخر كلامه من الدنيا
شهادة أن لا إله إلا الله دخل الجنة ؟.
الوصية الثانية:
أن يكون همك هذا العمل الذي بذلته هذا الصيام وهذا
القيام أن يتقبله منك ربك وهذا دأب الصالحين الموفقين وصفهم بذلك رب العالمين بقوله:{وَالَّذِينَ
يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}المؤمنون،أخرج
الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:يارسول الله يؤتون ماآتوا وقلوبهم وجلة
هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل؟قال:لايابنت الصديق ولكنه الذي
يصلي ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عزوجل، وفي رواية الترمذي وابن أبي حاتم(..وهم يخافون
الايتقبل منهم)قال الحسن:لقد أدركنا أقوماً كانوا من حسناتهم أن ترد عليهم أشفق منكم
على سيئاتكم أن تعذبوا عليها،فاحرص أخي الحبيب على التضرع بين يدي ربك ومولاك أن يتقبل
منك عملك وثق أن ربك عظيم جواد كريم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق