*أولا: قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
"المسجد لمن سبق، فلا يجوز لأحد أن يحجز
مكانا في المسجد، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو يعلم الناس ما في النداء
والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا». أي: لاقترعوا، فحجزه أمرٌ
لا يجوز وغصبٌ للمكان ولا حَق لمنْ غَصَبَهُ، فالسابق أولى منه وأحق به حتى يتقدم الناس
إلى الصلاة بأنفسهم".
مجموع الفتاوى (12/208)
*ثانيا: قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى:
"إن حجز الأماكن إذ كان الذي حجزها خرج من
المسجد فهذا حرام عليه، ولا يجوز، لأنه ليس له حق في هذا المكان، فالمكان إنما يكون
للأول فالأول، حتى إن بعض فقهاء الحنابلة يقول: إن الإنسان إذا حجز مكاناً وخرج من
المسجد فإنه إذا رجع وصلى فيه فصلاته باطلة، لأنه قد غصب هذا المكان لأنه ليس من حقه
أن يكون فيه وقد سبقه أحد أليه، والإنسان إنما يتقدم ببدنه لا بسجادته أو منديله أو
عصاه، ولكن إذا كان الإنسان في المسجد ووضع هذا وهو في المسجد لكن يحب أن يكون في مكان
آخر يسمع درساً، أو يتقي عن الشمس ونحو ذلك فهذا لا بأس به بشرط أن لا يتخطى الناس
عند رجوعه إلى مكانه، فإن كان يلزم من رجوعه تخطي الناس وجب عليه أن يتقدم إلى مكانه
إذا حاذاه الصف الذي يليه لئلا يؤذي الناس".
مجموع الفتاوى (12/393)
*ثالثا قال الشيخ الفوزان حفظه الله:
"والأحقية
في المكان في المسجد للسابق بالحضور بنفسه، وأما ما يفعله الناس من حجز مكان في المسجد،
توضع سجادة أو عصا أو نعلان، ويتأخر هو عن الحضور، ويَحْرِم المتقدم من ذلك المكان؛
فإن ذلك عمل غير سائغ، بل صرح بعض العلماء أم لمن أتى المسجد رفع ما وضع ذلك المكان
والصلاة فيه؛ لأن السابق يستحق الصلاة في الصف الأول، ولأن وضع الحمى للمكان في المسجد
دون حضور من الشخص اغتصاب للمكان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"وأما ما يفعله كثير من الناس من تقدم مفارش ونحوها إلى المسجد يوم الجمعة قبل
صلاتهم؛ فهذا منهي عنه باتفاق المسلمين، بل محرم، وهل تصح صلاة على ذلك المفرش؟ فيه
قولان للعلماء؛ لأنه غصب بقعة في المسجد بفرش ذلك المفروش فيها، ومنع غيره من المصلين
الذين يسبقونه إلى المسجد أن يصلي في المكان، والمأمور به أن يسبق الرجل بنفسه إلى
المسجد، فإذا قدم المفروش ونحوه وتأخر هو؛ فقد خالف الشريعة من جهتين: من جهة تأخره
وهو مأمور بالتقدم، ومن جهة غصبه لطائفة من المسجد ومنعه السابقين له، وأن يتموا الصف
الأول فالأول، ثم إنه يتخطى رقاب الناس إذا حضروا" اهـ. الملخص الفقهي (1/252)
معلمتي أم المنتصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق