بوَّب الإمام النووي رحمه الله بقوله في
" شرح مسلم " : " بَاب الصِّفَاتِ الَّتِي يُعْرَفُ بِهَا فِي الدُّنْيَا
أَهْلُ الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ " ، وقد جعل تبويبه هذا على حديث عياض بن
حمار المجاشعي ، والذي رواه مسلم ( 2265 ) ، وفيه :
وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ:
= ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ
مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ
= وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى
= وَمُسْلِمٍ
وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه
الله -
= ( ذو سلطان مقسط موفق ) وهذا هو الشاهد ، يعني : صاحب
سلطان ، والسلطان يعم السلطة العليا ، وما دونها .
( مقسط ) أي : عادل بين مَن ولاَّه الله عليهم
.
( موَّفق ) أي : مهتد لما فيه التوفيق والصلاح
، قد هدى إلى ما فيه الخير. فهذا من أصحاب الجنة
.
= ( ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم
) رجل رحيم ، يرحم عبادَ الله ، يرحم الفقراء ، يرحم العجزة ، يرحم الصغار ، يرحم كل
من يستحق الرحمة .
( رقيق القلب ) ليس قلبه قاسياً
.
( لكل ذي قربى ومسلم ) وأما للكفار : فإنه غليظ عليهم
.
هذا أيضاً من أهل الجنة : أن يكون الإنسان
رقيق القلب ، يعني : فيه لين ، وفيه شفقة على كل ذي قربى ومسلم
.
= والثالث : ( رجل عفيف متعفف ذو عيال ) يعني
: أنه فقير ، ولكنه متعفف لا يسأل الناس شيئاً يحسبه الجاهل غنيّاً من التعفف
.
( ذو عيال ) أي : أنه مع فقره عنده عائلة ، فتجده
صابراً ، محتسباً ، يكد على نفسه ، فربما يأخذ الحبل ويحتطب ويأكل منه ، أو يأخذ المخلب
يحتش فيأكل منه ، المهم : أنه عفيف ، متعفف ، ذو عيال ، ولكنه صابر على البلاء ، صابر
على عياله ، فهذا من أهل الجنة ،
نسأل الله أن يجعلنا من أحد هؤلاء الأصناف
.
" شرح
رياض الصالحين " ( 3 / 648 ، 649 ) .
معلمتي أم محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق