هل الحائض كالرجل الجنب في ذلك ، فيشرع
لها الوضوء عند الأكل وعند النوم؟
والجواب: لا ، لأن حدث الحائض وهو خروج
الدم مستمر ، فلا ينفعها الوضوء بتخفيف الحدث ، بل لو اغتسلت لم ينفعها الاغتسال،
أما الجنب ، فإذا اغتسل ارتفعت جنابته ، وإذا توضأ خفت .
لكن ... إذا انقطع دم الحائض فيصح قياسها
حينئذ على الجنب فتتوضأ قبل الأكل وقبل النوم.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله
- :
وقال ابن دقيق العيد : نصَّ الشافعي رحمه
الله على أن ذلك ليس على الحائض ؛ لأنها لو اغتسلت لم يرتفع حدثُها بخلاف الجنب لكن
إذا انقطع دمها استحب لها ذلك .
" فتح الباري " ( 1 / 395
) .
والذي يظهر من نصوص الشرع أن الوضوء يخفف
الجنابة للرجل والمرأة.
قال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله
- :
وقد دلت هَذهِ الأحاديث المذكورة في هَذا
الباب: على أن وضوء الجنب يخفف جنابته.
" فتح الباري" لابن رجب ( 1 / 358
) .
وقال النووي – رحمه الله
- :
" وأصحابنا متفقون على أنه لا يُستحب الوضوء
للحائض والنفساء [يعني : قبل النوم]؛لأن الوضوء لا يؤثر في حدثهما، فإن كانت الحائض
قد انقطعت حيضتها صارت كالجنب، والله أعلم " انتهى . " شرح مسلم " ( 3 / 218
) .
والله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق