الأربعاء، 19 أغسطس 2015

فقه الحكمة من ركن اﻹسلام اﻷكبر(1)



فقه الحج
الدرس الأول:
قال الله تعالى:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)}[آل عمران: 97].
وقال الله تعالى:{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ (197)}[البقرة: 197].

الحج ركن من أركان الإسلام
وهو مؤتمر المسلمين الجامع على مستوى العالم، الذي يتلاقون فيه مجردين من كل آصرة سوى آصرة الإسلام، متجردين من كل سمة إلا سمة الإسلام، عرايا من كل شيء إلا من ثوب غير مخيط يستر العورة، ولا يميز فرداً عن فرد، ولا قبيلة عن قبيلة، ولا جنساً عن جنس.
لهم نسب واحد هو الإسلام .. ولهم صبغة واحدة هي شعائر الإسلام وشرائعه وأخلاقه:
{صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138)}[البقرة: 138].
وقد كانت قريش في الجاهلية تسمي نفسها الحُمس، ويتخذون لأنفسهم امتيازات تفرقهم عن سائر العرب،
ومن ذلك أنهم لا يقفون مع سائر الناس في عرفات،
ولا يخرجون من الحرم،
ولا يفيضون مع الناس.
فجاءهم الأمر من الله ليردهم إلى المساواة التي أرادها الله، وإلى الاندماج الذي يلغي هذه الفوارق المصطنعة بين الناس، والتوبة من تلك الذنوب كما قال سبحانه:
{فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199)} [البقرة: 198، 199].
فالعامة والخاصة، والأغنياء والفقراء، والذكور والإناث، والسادة والعبيد،كلهم جميعاً أمام أوامر الله سواء،
لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى،
يصلون كلهم جميعاً بلا استثناء، ويصومون معاً،
ويمتثلون أوامر الله معاً في جميع شئون الحياة،
ويطيعون الله ورسوله في كل أمر.



فقه محاسن البيت الحرام
الدرس الثاني:
وقد جعل الله الكعبة البيت الحرام أول بيت وضعه الله للناس، يتعبدون فيه لربهم فتغفر أوزارهم، وتقال عثارهم،
ويحصل لهم به من الطاعات والقربات ما ينالون به رضى ربهم، والفوز بثوابه، والنجاة من عقابه كما قال سبحانه:
{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)} [آل عمران: 96، 97].
ففي حج هذا البيت بركات ومنافع دينية ودنيوية .. وفيه هدى للعالمين.
والهدى نوعان: 
هدى في المعرفة ..
وهدى في العمل.
فالهدى في العمل هو ما جعل الله فيه من أنواع التعبدات المختصة به،
وأما هدى العلم فبما يحصل لهم بسببه من العلم بالحق، ومعرفة عظمة الرب وجلاله، ومعرفة حكمته وسعة علمه ورحمته، وما مَنّ به على أوليائه وأنبيائه.
وقد أوجب الله حج بيته الحرام على كل مسلم يستطيع الوصول إليه، وافتتح هذا الإيجاب بذكر محاسن البيت، وعظم شأنه بما يدعو النفوس إلى قصده وحجه وإن لم يطلب ذلك منها،
فوصفه بخمس صفات:
   أحدها: كونه أسبق بيوت العالم وضع في الأرض.
        الثاني: أنه مبارك، والبركة كثرة الخير ودوامه، وليس في بيوت العالم أبرك منه، ولا أكثر خيراً منه، ولا أدوم ولا أنفع للخلائق منه.
       الثالث: أنه هدى للعالمين في كل ما ينفعهم في الدنيا والآخرة.
       الرابع: ما فيه من الآيات البينات والعبر العظيمة التي تزيد على أربعين آية.
       الخامس: حصول الأمن لداخله، فالناس والوحوش والأشجار كلهم في أمان داخلهثم أتبع سبحانه ذلك بصريح الوجوب المؤكد، وذلك يدل على عناية الله بهذا البيت العظيم، والتنويه بذكره، والتعظيم لشأنه، والرفعة من قدره وتعظيم من طاف به، و هذه المثابة للمحبين له يثوبون إليه، ولا يقضون منه وطراً أبداً، كلما ازدادوا له زيارة ازداد إيمانهم، وحسنت أخلاقهم، وازدادت أعمالهم الصالحة.
وكلما تكرر ذلك ازدادوا له حباً وإليه اشتياقاً، فلا الوصال يشفيهم ولا البعاد يسليهم:
{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)} [البقرة: 125].



فقه الاجتماع والتآلف في الحج


الدرس الثالث:

هذا البيت الحرام الذي قام سدنته من قريش فروَّعوا المؤمنين وآذوهم وفتنوهم عن دينهم حتى هاجروا من جواره،
لقد أراده الله مثابة يثوب إليه الناس جميعاً من أقطار الأرض كلها، فلا يروعهم أحد، بل يأمنون فيه على أرواحهم وأموالهم،فهو ذاته أمن وطمأنينة وسلام، ومن أَمَّهُ معظماً لربه فهو آمن،
فليؤم الناس هذا البيت الذي يذكر بالله وشرعه وأنبيائه ورسله:{فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)} [قريش: 3، 4].
وليقتدوا بأنبياء الله ورسله في عبادتهم لربهم، وإخلاصهم له، ويقينهم عليه،
وفي دعوتهم إلى الله، وجهادهم في سبيله، وبذل ما يملكون في سبيل إعلاء كلمته، وإقامة شريعته، وفي حسن أخلاقهم، وكمال عبوديتهم.
فهؤلاء الذين اختارهم الله رسلاً إلى خلقه هم قدوة البشر:
{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)} [الأنبياء: 90].فهم أئمة الدعوة والعبادة، السابقون لها، الموفون حقها،
فلذلك اختارهم الله من بين خلقه يبلغون شرعه، ويقتدى بهم في سيرتهم:
{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73)} [الأنبياء: 73].  
وسعادة الناس في الدنيا والآخرة
بإيمانهم بالله وعبادته وحده لا شريك له،
واجتماع كلمتهم على الحق والهدى،
وبعدهم عن الفرقة والخلاف، 
وهذه من أَجَلِّ نعم الله على العباد كما قال سبحانه:
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)} [آل عمران: 103].

وقد أرسل الله عزَّ وجلَّ نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم -والعرب في خصام وتنافر، وتقاطع وتدابر، القلوب ملؤها الأضغان والأحقاد، والحروب بينهم متصلة، ونيرانها مشتعلة،
يعبدون الأوثان، ويقترفون الآثام، ويظلمون الناس، ويبغون في الأرض بغير الحق.
فأمر الله رسوله أن يؤلف بين القلوب، ويسلك بهم طريق التآلف والوئام،
ولما كانت هذه الطريق غير كافية لانتظام شمل المسلمين، وتوحيد كلمتهم، وجعلهم كالرجل الواحد في الإلفة،إذ هم متفرقون في مشارق الأرض ومغاربها،كما أنهم مختلفون من جهة العناصر واللغات،
لذا شرع الله لهم الحج ليجتمعوا في صعيد واحد على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وأقطارهم كما قال سبحانه:
{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)} [الحج: 27].
فإذا اجتمعوا من أماكنهم الشاسعة عند بيته العتيق حصل بينهم التعارف والتآلف تحت راية (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، واجتمعت كلمتهم على الحق والهدى،وتبادلوا في هذا اللقاء العظيم ما فيه مصالحهم الدينية والدنيوية،وعرف بعضهم أحوال بعض.
فنشأ من ذلك الزيارات النافعة في الدعوة والتعليم،
والصدقات على الفقراء والمحتاجين،
والتراحم والتناصر،
والتعاون على البر والتقوى تحقيقاً لقوله سبحانه:

{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)} [المائدة: 2].



فقه إظهار العبودية وشكر النعمة في الحج

 الدرس الرابع:
وقد شرع الله العبادات إظهاراً لحق العبودية، ولحق شكر النعمة،
وفي الحج
إظهار العبودية وشكر النعمة وحسن الطاعة.
أما إظهار العبودية
فلأن إظهار العبودية هو إظهار التذلل للمعبود،
وفي الحج ذلك؛
لأن الحاج في حال إحرامه، وطوافه وسعيه، ووقوفه بعرفات والمزدلفة ومنى، وغير ذلك من مناسك الحج يظهر عبوديته لربه بشعث حاله، وتنقله من مكان إلى مكان تنفيذاً لأوامر مولاه.
وفي حال وقوفه بعرفة بمنزلة عبد عصى مولاه، فوقف بين يديه متضرعاً منكسراً، حامداً له مثنياً عليه، مستغفراً لزلاته، مستقيلاً لعثراته.
وفي الطواف بالبيت يلازم المكان المنسوب إلى ربه، بمنزلة عبد معتكف على باب مولاه، لائذ بجنابه.
وأما شكر النعمة،
فلأن العبادات بعضها بدنية، وبعضها مالية،
والحج عبادة
 لا تقوم إلا بالبدن والمال، فكان فيه شكر النعمتين، وشكر النعمة واجب عقلاً وشرعاً.
والحج موسم كبير لكسب الأجور، تضاعف فيه الحسنات، وتكفر فيه السيئات،
يقف فيه الحاج بين يدي ربه مقراً بتوحيده،
معترفاً بذنوبه،
مقراً بعجزه عن القيام بحق ربه،
ممتثلاً لأمر ربه،
فيرجع من الحج نقياً من الذنوب كيوم ولدته أمه.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:«مَنْ حَجَّ لِلَّهِ، فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ اُمُّهُ» متفق عليه .
اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
اللهم طهر قلوبنا من النفاق .. وألسنتنا من الكذب .. وأعيننا من الخيانة .. وجوارحنا من المعاصي .. إنك على كل شيء قدير.


فقه تعظيم البيت الحرام وفضله
الدرس الخامس: 
1 - شعائر الحج والعمرة 
مكانة البيت الحرام:
جعل الله عز وجل البيت الحرام مباركاً ..
وهدىً للعالمين ..
وأمناً للعباد ..
وقياماً للناس ..
وقبلة لصلاتهم ..
ومكاناً لنسكهم.

وعظَّم سبحانه بيته الحرام:
فجعل المسجد الحرام فناءً له ..
وجعل مكة فناءً للمسجد الحرام ..
وجعل الحرم فناءً لمكة ..
وجعل المواقيت فناءً للحرم ..
وجعل جزيرة العرب فناءً للمواقيت.
وجعل للقدوم إليه نية خاصة .. وشعاراً خاصاً .. وأعمالاً خاصة .. كل ذلك تعظيماً وتشريفاً وتكريماً لبيته الحرام. 
 فضل البيت الحرام:
1 - قال الله تعالى:{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)} [آل عمران:96 - 97].
2 - وقال الله تعالى:{جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97)} [المائدة:97].
3 - وقال الله تعالى:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)} [البقرة:144].
4 - وقال الله تعالى:{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)} [البقرة:125].
5 - وقال الله تعالى:{وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26)} [الحج:26].

فضل المسجد الحرام:
1 - قال الله تعالى:{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)} [البقرة:126].
2 - وقال الله تعالى:{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2)} [البلد:1 - 2].
3 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:«صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلاَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ». متفق عليه (1).
4 - وَعَنْ جَابرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:«صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ وَصَلاَةٌ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ». أخرجه أحمد وابن ماجه.

فقه حرمة البيت وخصائصه وحدوده

 الدرس السادس: 
حرمة المسجد الحرام
1 - قال الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25)}[الحج:25].
2 - وقال الله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا}[المائدة:2].
3 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الفَتْحِ فَتْحِ مَكَّةَ:«لا هِجْرَةَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا».
وقَالَ يَوْمَ الفَتْحِ فَتْحِ مَكَّةَ:«إِنَّ هَذَا البَلَدَ حَرَّمَهُ اللهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ القِتَالُ فِيهِ لأحَدٍ قَبْلِي، وَلَمْ يَحِلَّ لِي إِلا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلا يَلْتَقِطُ إِلا مَنْ عَرَّفَهَا، وَلا يُخْتَلَى خَلاهَا».
فَقَالَ العَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِلا الإذْخِرَ، فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِمْ وَلِبُيُوتِهِمْ، فَقَالَ:«إِلا الإذْخِرَ». متفق عليه .
خصائص الحرم:
اختص الله عز وجل حرم مكة بما يلي:
أن فيه أول بيت وضع للناس ..
وأن من دخله كان آمناً ..
وأن فيه مناسك الحج وشعائره ..
وأن الصلاة تضاعف فيه ..
وإثم السيئات يعظم فيه ..
وأنه يحرم على المشرك دخوله ..
ويحرم البدء بالقتال فيه ..
ويحرم قتل أو تنفير صيده ..
ويحرم قطع شجره وحشيشه إلا الإذخر ..
ويحرم التقاط لقطته إلا لمنشد.
قال الله تعالى:{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)}[آل عمران:96 - 97].
حدود حرم مكة:
من الغرب: الشميسي وهو الحديبية، ويبعد عن الكعبة (22) كيلومتر تقريباً على طريق جدة.
ومن الشرق: من جهة الطائف ضفة وادي عرنة الغربية، ويبعد (15) كيلومتر تقريباً.
ومن جهة الجعرانة شرائع المجاهدين، ويبعد (16) كيلومتر تقريباً.
ومن الشمال: التنعيم، ويبعد (7) كيلومتر تقريباً.
ومن الجنوب: أضاة لين على طريق اليمن، وتبعد (12) كيلومتر تقريباً.
حدود منى:
من الغرب: جمرة العقبة.
من الشرق: وادي محسر.
من الشمال: جبل عظيم مرتفع.
من الجنوب: جبل عظيم مرتفع. 
حدود المزدلفة:
من الغرب: وادي محسر.
من الشرق: مفيض المأزمين الغربي.
من الشمال: جبل ثبير.
من الجنوب: جبل المريخيات. 
حدود عرفات:
من الغرب: وادي عرنة.
من الشرق: الجبال المحيطة المطلة على ميدان عرفات.
من الشمال: ملتقى وادي وصيق بوادي عرنة.
من الجنوب: ما بعد مسجد نمرة جنوباً بنحو كيلو ونصف تقريباً.

فقه الحج
 الدرس السابع:
2 - حكم الحج والعمرة
1 - الحج
الحج: هو التعبد للهِ بقصد مكة في زمن معين لأداء مناسك الحج. 
حكم الحج:
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام،
وهو واجب على كل مسلم، حر، بالغ، عاقل، قادر، في عمره مرة على الفور.
وقد فُرض الحج في السنة التاسعة من الهجرة، وحج النبي حجة واحدة هي حجة الوداع.
1 - قال الله تعالى:{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)} [آل عمران:97].
2 - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:«بُنِيَ الإسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَأنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ، وَإقَامِ الصَّلاةِ، وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ». متفق عليه . 
3 - وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ:«أيُّهَا النَّاسُ! قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الحَجَّ فَحُجُّوا». فَقَالَ رَجُلٌ: أكُلَّ عَامٍ؟ يَا رَسُولَ اللهِ! فَسَكَتَ، حَتَّى قَالَهَا ثَلاثاً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ، لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ». ثُمَّ قال: «ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلافِهِمْ عَلَى أنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ، عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ». أخرجه مسلم 

فضائل الحج: 
1 - قال الله تعالى:{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ (197)} [البقرة:197].
2 - وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الأعْمَالِ أفْضَلُ؟ قال:«إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ». قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قال:«جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ». قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قال:«حَجٌّ مَبْرُورٌ». متفق عليه .
3 - وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:«مَنْ حَجَّ للهِ، فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». متفق عليه .
4 - وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:«العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلا الجَنَّةُ». متفق عليه.
5 - وَعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِي اللهُ عَنْهَا قَالتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ألا نَغْزُو وَنُجَاهِدُ مَعَكُمْ؟ فَقال:«لَكِنَّ أحْسَنَ الجِهَادِ وَأجْمَلَهُ الحَجُّ، حَجٌّ مَبْرُورٌ». فَقالتْ عَائِشَةُ: فَلا أدَعُ الحَجَّ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه البخاري.


فقه محاسن وأسرار الحج
 الدرس الثامن:
حكمة مشروعية الحج
للحج حكم ومحاسن وأسرار كثيرة أهمها: 
1- الحج مظهر عملي للأخوة والوحدة الإسلامية.
حيث تذوب في الحج فوارق الأجناس والألوان واللغات والأوطان والطبقات،
وتبرز حقيقة العبودية، والأخوة الإيمانية.
فالجميع بلباس واحد ..
يتجهون لقبلة واحدة ..
ويعبدون إلهاً واحداً. 
2- الحج مدرسة الإيمان والأعمال الصالحة.
يتعود فيها المسلم على الصبر والرحمة والتواضع،
ويتذكر فيها اليوم الآخر وأهواله،
ويستشعر فيه لذة العبودية لله،
ويعرف عظمة ربه، وافتقار الخلائق كلها إليه. 
3 - في الحج إظهار العبودية, وشكر النعمة.
ففي الإحرام يُظهر الحاج التذلل للمعبود بالشعث،
ويتصور بصورة عبد سخط عليه مولاه،
 فيتعرض بسوء حاله لعطف مولاه ورحمته إياه،
وفي عرفة يقف بمنزلة عبد عصى مولاه،
فوقف بين يديه متضرعاً إليه، معظماً له، حامداً له، مستغفراً لزلاته، مستقيلاً لعثراته.
وفي الطواف بمنزلة عبد معتكف بباب مولاه،
 لائذ بجنابه، حتى يقضي حاجته.
وفي الحج شكر لنعمة العافية والغنى، وباستعمالهما في طاعة المنعم.
4 - في الحج تذكير بأحوال الأنبياء والمرسلين.
في عبادتهم، ودعوتهم، وأخلاقهم، وجهادهم، وصبرهم، ورحمتهم.
وفيه توطين النفوس على ترك المحبوب لما هو أحب منه بفراق الأهل والأولاد والأموال
طاعة لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.
5 - الحج ميزان وبرهان يعرف به المسلمون أحوال بعضهم
ما هم عليه من علم، أو جهل، أو غنى أو فقر، أو استقامة أو انحراف.
 6- الحج موسم عظيم لكسب الأجور، وغسل الذنوب، وتكفير السيئات، ونزول الرحمات، وإغاثة اللهفات.
يقف فيه العبد مع جموع الحجاج بين يدي ربه،
معظماً لربه، مقراً بتوحيده، معترفاً بذنبه، مظهراً عجزه عن القيام بحق ربه، فيتوب الله
عليه ويغفر له، فيرجع من الحج نقياً من الذنوب كيوم ولدته أمه.
7- الحج مجمع عظيم يرى فيه المسلم إخوانه المسلمين من ذرية أبيه آدم،
فيفرح ويستبشر بهم، ويفشي بينهم السلام،ويطعم الطعام،ويأمرهم بالمعروف، ▫وينهاهم عن المنكر،
ويوصيهم بتقوى الله عز وجل.
8 - الحج مجمع كبير للبر والمنافع والإحسان.
يدعو فيه الدعاة .. ويعلم فيه العلماء .. 
ويفتي فيه المفتون .. ويعظ فيه الواعظون ..
ويتعارف فيه المؤمنون.وينفق فيه الكرماء ..
 ويتصدق فيه الأغنياء .. ويطعم فيه الأسخياء ..
فيؤدي الحجاج نسكهم على بصيرة، ويعودون إلى بلادهم بالهدى والعلم، والسنن النبوية، والأخلاق الإسلامية.
9- الحج مجمع أهل الإيمان والأعمال الصالحة.
تقوم فيه العبادة والدعوة والتعليم ..* والتواصي بالحق ..*

 وتحيا فيه السنن ..* وتموت البدع ..* ويتعلم فيه الجاهل ..*ويتوب العاصي ..* ويتذكر الغافل ..* ويكرم فيه ضيوف الرحمن.


فقه العمرة
 الدرس التاسع:
2 - العمرة
 العمرة: هي التعبد لله بالطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والحلق أو التقصي 
 حكم العمرة:
العمرة واجبة في العمر مرة.
وتسن في كل وقت من العام، وفي أشهر الحج أفضل، والعمرة في رمضان تعدل حجة.
 1 - قال الله تعالى:{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}[البقرة:196].
 2 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ؟ قَالَ:«نَعَمْ عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لاَ قِتَالَ فِيهِ الحَجُّ وَالعُمْرَةُ». أخرجه أحمد وابن ماجه.
 فضل الحج والعمرة
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال:«إيمَانٌ بِالله وَرَسُولِـهِ»قيل:ثم ماذا؟ قال:«جِهَادٌ في سَبِيلِ الله» قيل: ثم ماذا؟ قال:«حَجٌّ مَبْرُورٌ». متفق عليه.
2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي يقول:«مَنْ حَجَّ٬ فَلَـمْ يَرْفُثْ وَلَـمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ وَلَدَتْـهُ أُمُّهُ». متفق عليه
 فضل المتابعة بين الحج والعمرة:
عنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:«تَابعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَث الحَدِيدِ». أخرجه النسائي
💫عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله :«تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ، فَإنَّـهُـمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْـحَجَّةِ المَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إلا الجَنَّة». أخرجه أحمد والترمذي
فضل العمرة في رمضان:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا قال: لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ حَجَّتِهِ، قال لأُمِّ سِنَانٍ الأنْصاريَّةِ:«مَا مَنَعَكِ مِنَ الحَجِّ». قالتْ: أبُو فُلانٍ، تَعْنِي زَوْجَهَا، كَانَ لَهُ نَاضِحَانِ حَجَّ عَلَى أحَدِهِمَا، وَالآخَرُ يَسْقِي أرْضاً لَنَا. قال:«فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أوْ حَجَّةً مَعِي». متفق عليه.
كم اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم -؟:
اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أربع عمر كلها في أشهر الحج في ذي القعدة:
عمرة الحديبية سنة ست ..
وعمرة القضاء سنة سبع ..
وعمرة الجعرانة سنة ثمان ..
 وعمرته مع حجته سنة عشر من الهجرة.
وكلها أحرم بها قادماً إلى مكة.
عنْ قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَألْتُ أنَساً رَضِيَ اللهُ عَنْه: كَمِ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أرْبَعاً: عُمْرَةُ الحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي القَعْدَةِ حَيْثُ صَدَّهُ المُشْرِكُونَ، وَعُمْرَةٌ مِنَ العَامِ المُقْبِلِ فِي ذِي القَعْدَةِ حَيْثُ صَالَحَهُمْ، وَعُمْرَةُ الجِعِرَّانَةِ إِذْ قَسَمَ غَنِيمَةَ -أُرَاهُ- حُنَيْنٍ. قُلْتُ: كَمْ حَجَّ؟ قال: وَاحِدَةً. متفق عليه .
 حكمة مشروعية العمرة: 
شرع الله عز وجل العمرة عبادة لله وتشريفاً للبيت الحرام، وتعظيماً للبقاع الطاهرة،
وتكريماً للأماكن المقدسة، لتكون أسهل النسكين على زوار مكة، فيدخلونها بحسن الأدب محرمين ملبين، معظمين لله ولبيته الحرام. 

ولما كانت مكة محط الرحال، ومجمع المسلمين من كل مكان، شرع الله لهم العمرة في جميع السنة، ليتم التعارف، وتتحقق المصالح طوال العام، رحمة من الله بعباده.

 

فقه الإحرام
الدرس العاشر:
الإحرام: هو نية الدخول في النسك حجاً كان أو عمرة.
حكمة مشروعية الإحرام:
شرع الله الإحرام لإظهار تذلل العبد لربه، وذلك بإظهار الشعث، وترك الرفث، والمنع من أسباب الزينة.
والإحرام مبدأ النسك والعبادة، فهو للحج أو العمرة كتكبيرة الإحرام للصلاة يَحْرم بعدها ما كان مباحاً قبلها، فكذلك المُحْرِم يترك بعد الإحرام ما كان مباحاً له من قبل.
والإحرام من المواقيت زيادة في شرف البيت وفضله، فجعل لبيته الحرام حرماً آمناً، وأكد ذلك وقواه بأن جعل لحرمه حرماً وهو المواقيت المعروفة.
فلا يدخل من أراد النسك إلى الحرم إلا إذا كان على وصف معين، ونية معينة؛ تعظيماً لله، وتكريماً وتشريفاً لبيته وحرمه.
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32]. 
أقسام الناس في الإحرام:
الناس في الإحرام ثلاثة أقسام:
الأول: مَنْ وطنه خارج المواقيت.
الثاني: مَنْ وطنه ما بين الميقات والحرم.
الثالث: مَنْ وطنه الحرم.
فالأول يحرم من الميقات،
فإن جاوزه رجع إليه وأحرم منه، فإن لم يرجع وأحرم دونه فهو آثم، وقد ترك واجباً عليه ، وإحرامه مجزئ.
ومَنْ هو دون الميقات من جهة مكة يحرم من مكانه، ولا يدخل الحرم إلا بإحرام.
فإن جاوزه إلى الحرم لزمه أن يرجع إلى مكانه ليحرم منه، فإن لم يرجع وأحرم من الحرم فهو آثم، لأنه ترك واجباً عليه، وإحرامه مجزئ.
ومَنْ هو في الحرم يُحرم من الحرم من حيث أنشأ النية مفرداً، أو قارناً.
وإذا أراد العمرة أو الحج متمتعاً خرج إلى أدنى الحل ليحرم منه، فإن أحرم للعمرة من الحرم فهو آثم ؛ لأنه ترك واجباً عليه وإحرامه مجزئ.
عنِ الأسْود قَالَ: قَالتْ عَائِشَةُ رَضِي الله عَنْهَا: يَا رَسُولَ اللهِ، يَصْدُرُ النَّاسُ بِنُسُكَيْنِ وَأصْدُرُ بِنُسُكٍ؟ فَقِيلَ لَهَا: «انْتَظِرِي، فَإِذَا طَهُرْتِ فَاخْرُجِي إِلَى التَّنْعِيمِ فَأهِلِّي، ثُمَّ ائْتِينَا بِمَكَانِ كَذَا، وَلَكِنَّهَا عَلَى قَدْرِ نَفَقَتِكِ أوْ نَصَبِكِ». متفق عليه. 
مكان لبس الإحرام :
السنة لبس ملابس الإحرام بعد الغسل في الميقات،
ويكون إحرام الرجال بإزار ورداء ونعلين.
ويشرع لمن قَـرُب منزله من الميقات كأهل المدينة والطائف أن يلبس لباس الإحرام من بيته، ثم يحرم من الميقات،
ويُلحق بذلك من كان قدومه إلى مكة عن طريق الطيران.
عنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ رَضِي الله عَنْهمَا قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ مِنَ المَدِينَةِ بَعْدَ مَا تَرَجَّلَ وَادَّهَنَ وَلَبِسَ إِزَارَهُ وَرِدَاءَهُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ ، فَلَمْ يَنْهَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْأَرْدِيَةِ وَالْأُزُرِ تُلْبَسُ إِلَّا المُـزعْفَرَةَ الَّتي تَرْدَعُ على الْجِلْدِ ، فَأَصْبَحَ بِذِي الحُلَيْفَةِ رَكِبَ رَاحِلتَهُ حَتَّى اسْتَوى على الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ هُوَ وَأَصْحَابُهُ ، وَقَلَّدَ بَدَنَتَهُ ، وَذَلِكَ لخمْسٍ بَقينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ . أخرجه البخاري


 فقه أحكام الإحرام
 الدرس الحادي عشر:
حكم من أطلق نية الإحرام

من أحرم إحراماً مطلقاً، قاصداً أداء ما فرض الله عليه،ولم يعين نوعاً من أنواع النسك لعدم معرفته به،جاز وصح حجه، وفعل واحداً من الثلاثة تمتعاً أو قراناً أو إفراداً.

وكذا لو قال: أهللت بما أهلّ به فلان صح وفَعَل مثله.
عنْ أبِي مُوسَى رَضِي الله عَنْه قال: بَعَثَنِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى قَوْمٍ بِاليَمَنِ، فَجِئْتُ وَهُوَ بِالبَطْحَاءِ، فَقال: «بِمَا أهْلَلْتَ». قُلْتُ: أهْلَلْتُ كَإِهْلالِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: «هَلْ مَعَكَ مِنْ هَدْيٍ». قُلْتُ: لا، فَأمَرَنِي فَطُفْتُ بِالبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالمَرْوَةِ، ثُمَّ أمَرَنِي فَأحْلَلْتُ. متفق عليه 
سنن الإحرام:
1 - الغسل عند الإحرام، ولو كانت المرأة حائضاً أو نفساء.
عنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها قَالَتْ: نُفِسَتْ أسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ بِمُحَمَّدِ بْنِ أبِي بَكْرٍ، بِالشَّجَرَةِ فَأمَرَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أبَا بَكْرٍ يَأْمُرُهَا أنْ تَغْتَسِلَ وَتُهِلَّ. أخرجه مسلم .
2 - تطييب البدن قبل الإحرام.
عنْ عَائِشَةَ رَضِي الله عَنْهَا قَالتْ: كُنْتُ أطَيِّبُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لإحْرَامِهِ حِينَ يُحْرِمُ، وَلِحِلِّهِ قَبْلَ أنْ يَطُوفَ بِالبَيْتِ. متفق عليه .
3 - إحرام الرجل في إزار ورداء أبيضين نظيفين.
وإحرام المرأة فيما شاءت من الثياب غير متبرجة بزينة.
عنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ المَدِينَةِ، بَعْدَ مَا تَرَجَّلَ وَادَّهَنَ، وَلَبِسَ إِزَارَهُ وَرِدَاءَهُ، هُوَ وَأصْحَابُهُ، فَلَمْ يَنْهَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الأرْدِيَةِ وَالأُزُرِ تُلْبَسُ، إِلا المُزَعْفَرَةَ الَّتِي تَرْدَعُ عَلَى الجِلْدِ. أخرجه البخاري .
4 - نية الإحرام عقب صلاة فريضة، أو نافلة كتحية المسجد أو ركعتي الوضوء.
عنْ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «اللَّيْلَةَ أتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي -وَهُوَ بِالعَقِيقِ- أنْ صَلِّ فِي هَذَا الوَادِي المُبَارَكِ، وَقُلْ: عُمْرَةٌ فِي حَجَّةٍ». أخرجه البخاري.
5 - التحميد والتسبيح والتكبير قبل الإهلال عند ركوب الدابة.
عنْ أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَنَحْنُ مَعَهُ بِالمَدِينَةِ الظُّهْرَ أرْبَعاً، وَالعَصْرَ بِذِي الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ بَاتَ بِهَا حَتَّى أصْبَحَ، ثُمَّ رَكِبَ حَتَّى اسْتَوَتْ بِهِ عَلَى البَيْدَاءِ، حَمِدَ اللهَ وَسَبَّحَ وَكَبَّرَ، ثُمَّ أهَلَّ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ. أخرجه البخاري .
6 - استقبال القبلة عند الإهلال.
عنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا إِذَا صَلَّى بِالغَدَاةِ بِذِي الحُلَيْفَةِ، أمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَرُحِلَتْ، ثُمَّ رَكِبَ، فَإِذَا اسْتَوَتْ بِهِ اسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ قَائِماً، ثُمَّ يُلَبِّي حَتَّى يَبْلُغَ الحَرَمَ، ثُمَّ يُمْسِكُ، حَتَّى إِذَا جَاءَ ذَا طُوىً بَاتَ بِهِ حَتَّى يُصْبِحَ، فَإِذَا صَلَّى الغَدَاةَ اغْتَسَلَ، وَزَعَمَ أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَ ذَلِكَ. أخرجه البخاري .
7 - رفع الصوت بالتلبية، والمرأة لا ترفع صوتها بحضرة الرجال الأجانب.

عنِ السَّائِب بْنِ خَلاَّدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:«أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بالإهْلاَلِ وَالتَّلْبيَةِ». أخرجه أبو داود والترمذي



فقه زينة المؤمن الظاهرة والباطنة
     
الدرس الثاني عشر
التقوى باعتبار ما يتقيه الإنسان ثلاثة أقسام:
فتارة تضاف إلى الله؛ لأنه أعظم من يتقى ويُخاف ويُرجى كما قال سبحانه:
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [آل عمران: 102].
وتارة تضاف إلى مكان عقوبة الله كالنار كما قال سبحانه:
{وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } [آل عمران: 131].
وتارة تضاف إلى زمان عقاب الله كيوم القيامة كما قال سبحانه:{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } [البقرة: 281].
ومعية الله ونصرته تكون معنا في الأحوال الآتية: 
الأولى: حين تأتي فينا الصفات التي يحبها الله من الإيمان، والتقوى، والإحسان ونحوها كما قال سبحانه:
 {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ } [النحل: 128].
الثانية: حين نمتثل أوامر الله ونطيعه كما قال سبحانه:
 {وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} [المائدة: 12]. 
الثالثة: حين نقوم بالدعوة إلى الله، ونضحي بما نملك من أجل إعلاء كلمة الله، ونشر دينه كما قال الله لموسى وهارون حين ذهبا لدعوة فرعون إلى الله:
{قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46]. 
والله سبحانه أنزل للبشر لباسين:
لباساً ظاهراً يواري العورة ويسترها.
ولباساً باطناً من التقوى يجمل العبد ويستره، فإذا زال عنه هذا اللباس انكشفت عورته الباطنة كما تنكشف عورته الظاهرة بنزع ما يسترها.
واللباس وستر العورة زينة للإنسان، وستر لعوراته الجسدية،
كما أن التقوى لباس، وستر لعوراته النفسية كما قال سبحانه:
{يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [الأعراف: 26].
والفطرة السليمة تنفر من انكشاف سوآتها الجسدية والنفسية، وتحرص على سترها ومواراتها.
والذين يحاولون تعرية الجسم من اللباس، وتعرية النفس من التقوى، ومن الحياء من الله، ومن الناس،
 والذين يطلقون ألسنتهم وأقلامهم لتأصيل هذه المحاولة،
هم الذين يريدون سلب الإنسان خصائص فطرته ..
ونزع زينته الداخلية والخارجية .. والتي صار بها إنساناً ..
وهم الذين يريدون إسلام الإنسان لعدوه الشيطان .. ليتولى كشف سوأته. 
إن العري فطرة حيوانية، ولا يميل الإنسان إليه إلا وهو يرتكس إلى مرتبة أدنى من رتبة الإنسان،
وإن رؤية العري جمالاً هو كرؤية الكفر فلاحاً، وذلك انتكاس في الذوق، والعقل البشري قطعاً،
والعري النفسي من الحياء والتقوى، وهو ما تجتهد فيه أقلام وأفلام أهل الباطل هو النكسة والردة إلى الجاهلية. 
والتزود في السفر شأن العقلاء، فإن فيه الاستغناء عن المخلوقين، والكف عن سؤالهم أموالهم،
وفي الإكثار منه نفعٌ وإعانة للمسافرين، وزيادة قربة لرب العالمين هذا في سفر الدنيا. 
وأهل الإيمان والتقوى هم الفائزون بالسعادة في الدنيا والآخرة كما قال سبحانه:

{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)} [يونس: 62 - 64].


فقه زينة المؤمن الظاهرة والباطنة
 الدرس الثالث عشر
التقوى باعتبار ما يتقيه الإنسان ثلاثة أقسام:
فتارة تضاف إلى الله؛ لأنه أعظم من يتقى ويُخاف ويُرجى كما قال سبحانه:
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }[آل عمران: 102]. 
وتارة تضاف إلى مكان عقوبة الله كالنار كما قال سبحانه:
 {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } [آل عمران: 131].
وتارة تضاف إلى زمان عقاب الله كيوم القيامة كما قال سبحانه: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } [البقرة: 281]. 
ومعية الله ونصرته تكون معنا في الأحوال الآتية: 
الأولى: حين تأتي فينا الصفات التي يحبها الله من الإيمان، والتقوى، والإحسان ونحوها كما قال سبحانه:
 {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ }[النحل: 128]. 
الثانية: حين نمتثل أوامر الله ونطيعه كما قال سبحانه:
 {وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} [المائدة: 12].
الثالثة: حين نقوم بالدعوة إلى الله، ونضحي بما نملك من أجل إعلاء كلمة الله، ونشر دينه كما قال الله لموسى وهارون حين ذهبا لدعوة فرعون إلى الله:
{قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46]. 
والله سبحانه أنزل للبشر لباسين:
لباساً ظاهراً يواري العورة ويسترها.
ولباساً باطناً من التقوى يجمل العبد ويستره، فإذا زال عنه هذا اللباس انكشفت عورته الباطنة كما تنكشف عورته الظاهرة بنزع ما يسترها.
واللباس وستر العورة زينة للإنسان، وستر لعوراته الجسدية،
كما أن التقوى لباس، وستر لعوراته النفسية كما قال سبحانه:
{يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}[الأعراف: 26].
والفطرة السليمة تنفر من انكشاف سوآتها الجسدية والنفسية، وتحرص على سترها ومواراتها.
والذين يحاولون تعرية الجسم من اللباس، وتعرية النفس من التقوى، ومن الحياء من الله، ومن الناس،
 والذين يطلقون ألسنتهم وأقلامهم لتأصيل هذه المحاولة،هم الذين يريدون سلب الإنسان خصائص فطرته ..
ونزع زينته الداخلية والخارجية .. والتي صار بها إنساناً .. وهم الذين يريدون إسلام الإنسان لعدوه الشيطان .. ليتولى كشف سوأته.
إن العري فطرة حيوانية، ولا يميل الإنسان إليه إلا وهو يرتكس إلى مرتبة أدنى من رتبة الإنسان،
 وإن رؤية العري جمالاً هو كرؤية الكفر فلاحاً، وذلك انتكاس في الذوق، والعقل البشري قطعاً،
والعري النفسي من الحياء والتقوى، وهو ما تجتهد فيه أقلام وأفلام أهل الباطل هو النكسة والردة إلى الجاهلية.
والتزود في السفر شأن العقلاء، فإن فيه الاستغناء عن المخلوقين، والكف عن سؤالهم أموالهم، وفي الإكثار منه نفعٌ وإعانة للمسافرين، وزيادة قربة لرب العالمين هذا في سفر الدنيا. 
وأهل الإيمان والتقوى هم الفائزون بالسعادة في الدنيا والآخرة كما قال سبحانه:

 {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)} [يونس: 62 - 64].

 تابع فقه أحكام الإحرام
 الدرس الرابع عشر:
صفة التلبية:
1- يسن أن يقول المُحْرِم عقب الإحرام، وإذا استوى على راحلته بعد حمد الله عز وجل، وتسبيحه، وتكبيره:
«لَبَّيْكَ اللَّـهُـمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَـمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ». متفق عليه.
     2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان من تلبية النبي : «لَبَّيْكَ إلَـهَ الحَقِّ». أخرجه النسائي وابن ماجه.
فضل التلبية:
يسن للمحرم أن يكثر من التلبية،
فالتلبية شعار الحج والعمرة ، يصوت بها الرجل ، و تصوت بها المرأة ما لم تُـخش الفتنة،
يلبي حيناً، ويهلل حيناً، ويكبر حيناً،
وتُقطع التلبية في العمرة إذا دخل في أدنى حدود الحرم،
وتُقطع في الحج إذا رمى جمرة العقبة يوم العيد.
عنْ سَهْلِ بنِ سَعدٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسُولُ الله : «ما مِنْ مُسْلِـمٍ يُلبي إلا لبَّى مَنْ عنْ يَـمينِـه،أو عَنْ شِمَالِـهِ، مِنْ حَجرٍ، أو شَجرٍ، أو مَدَرٍ، حتَّى تَنْقَطِعَ الأرضُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا». أخرجه الترمذي وابن ماجه.
ما يجب على الحاج فعله:
يجب على الحاج والمعتمر أداء النسك كما فعله النبي أو أمر به ؛ ليكون مبروراً مقبولاً.
ويجب على الحاج وغيره الاجتهاد في فعل الطاعات، واجتناب المحرمات، وأن يصون لسانه عن الكذب، والغيبة، والجدال، وسيىء الأخلاق،
وأن يختار لصحبته الرفقة الصالحة، وأن يأخذ لحجه وعمرته المال الحلال الطيب.
قال الله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ۚ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}[البقرة/197].
محظورات الإحرام:
محظورات الإحرام هي الأعمال الممنوعة على المُحْرِم بسبب إحرامه.
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً قال: يا رسول الله، ما يلبس المحرم من الثياب؟ قال رسول الله :«لا يَلْبَسُ القُمُصَ، وَلا العَمَائِمَ، وَلا السَّـرَاوِيلاتِ، وَلا البَرَانِسَ، وَلا الخِفَافَ، إلا أَحَدٌ لا يَـجِدُ نَعْلَيْنِ ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَلْيَـقْطَعْهُـمَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ، وَلا تَلْبَسُوا مِنَ الثِّيابِ شَيْئاً مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ أَوْ وَرْسٌ». متفق عليه. 
لا يجوز للرجل أن يـُحْرِم بالجوربين ولا بالخفين إلا إذا لم يجد نعلين فيلبس الخفين ولا يقطعهما ؛ لأن القطع منسوخ ،
والمراد بالخفين: ما يغطي الكعبين من جلد ونحوه ، والجوربين لباس من قطن ونحوه يغطي الكعبين. 
ويجوز للمرأة المحرمة لبس الجوربين والخفين ،
أما القفازان - وهما لباس اليدين - فلا يجوز للمحرم ولا للمحرمة لبسهما.
يحرم على المُحْرِم ذكراً كان أو أنثى ما يلي:
1- حلق الشعر أو تقصيره.
     2- تقليم الأظافر.
     3- تغطية رأس الرجل.
     4- لبس الذكر للمخيط.
والمخيط: هو ما خِيط على قدر البدن كله كالقميص، 
أو على قدر نصفه الأعلى كالفنيلة، أو نصفه الأسفل كالسراويل،
وما خِيط على قدر العضو لليدين كالقفازين، وللرجلين كالخفين، وللرأس كالعمامة والطاقية ونحوهما.
5- استعمال الطيب أو البخور في البدن أو اللباس بأي وجه.
6- قتل صيد البر الحلال المتوحش أصلاً أو اصطياده.
7- عقد النكاح.
8- تغطية وجه المرأة بالنقاب أو البرقع ونحوهما، وتغطية يديها بالقفازين.
9- مباشرة الرجل المرأة فيما دون الفرج، فإن أنزل لم يفسد حجه ولا إحرامه، لكنه آثم إثماً عظيماً، وعليه الغسل والتوبة والاستغفار، وإكمال نسكه.
10 – الجماع ، وهو أشد محظورات الإحرام إثماً.
11- اجتناب الرفث والفسوق والجدال والخصام.
من فعل شيئاً من هذه المحظورات جاهلاً أو ناسياً أو مكرهاً فلا إثم عليه ولا فدية، وعليه أن يتخلى عن المحظور فوراً. 
ومن فعل شيئاً منها سوى الرفث والفسوق والجدال عالماً متعمداً مختاراً لعذر من أذى أو مرض فعليه فدية الأذى، ولا إثم عليه،
فإنْ فعلها لغير عذر أو حاجة فهو آثم،

وعليه الفدية فيما ورد به النص من الفدية، والتوبة، والإقلاع عن المحظور فوراً.



 تابع فقه أحكام الإحرام  
الدرس الخامس عشر: 
 وقت التحلل من النسك
1- التحلل الأول في الحج يحل فيه للحاج كل شيء لا النساء،
 ويحصل برمي جمرة العقبة والحلق،
 فإذا طاف بالبيت حلّ له كل شيء حَـرُم عليه بالإحرام حتى النساء.
ومن ساق الهدي توقف إحلاله على نحره مع الرمي والحلق. 
2- التحلل من العمرة يكون بعد الطواف ،
والسعي بين الصفا والمروة ،
 والحلق أو التقصير.
حكم قص الشعر والأظفار حال الإحرام:
لا يجوز للمُحْرم قص شعر الرأس ، 
ولا إزالة شعر البدن ،
ولا قص الأظفار.
أما شعر الرأس فإبقاؤه نسك ، وحلقه نسك كما قال الله سبحانه :
{ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ } [البقرة/196].
وأما قص الظفر، وإزالة شعر البدن فهو من التفث الذي أمر الله بفعله بعد التحلل،
مما يدل على أنه ممنوع حال الإحرام كما قال الله سبحانه :
 {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ }[سورة الحج 29]
ولم يُنقل عن النبي طيلة مدة إحرامه أنه قص ظفراً، أو أخذ شيئاً من شعر بدنه،
فلا يحل للمحرِم أَخْذ شيء من بدنه إلا بدليل.
عن جابر رضي الله عنه قال: رَأَيتُ النَّبِيَّ يَرْمِي على رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ وَيَقُولُ:« لِتأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّـي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هَذِهِ». أخرجه مسلم
حكم من جامع وهو مُـحْرم:
من أحرم بالحج أو العمرة، ثم جامع وهو مُـحْرم فله حالتان :
الأولى: إذا جامع زوجته جاهلاً، أو ناسياً، أو مكرهاً،
 فلا إثم عليه ولا فدية، ونسكه صحيح.
الثانية: إذا جامعها متعمداً وهو مُـحْرم،
فهذا قد ارتكب إثماً عظيماً ، وعرَّض نسكه للفساد 
لتعدِّيه حدود الله، وخَرْقه حرمة الإحرام، وانتهاكه حرمة النسك، فعليه التوبة من ذنبه العظيم.
1- قال الله تعالى : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197)[البقرة/197].
2- وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي قال:«مَنْ عَمِل عَملاً لَيْس عَليْهِ أمرُنا فَهُو رَدّ». (متفق عليه ).
ما يجوز للمُحْرِم فعله:
1- يجوز للمحرم ذبح بهيمة الأنعام والدجاج ونحوها،
وله قتل الصائل المؤذي في الحل والحَـرم كالأسد، والذئب، والنمر، والفهد، والحية،
والعقرب، والفأرة، وكل مؤذٍ كالوزغ، وقتله في أول ضربة أفضل، وله فيها مائة حسنة، كما يجوز له صيد البحر وطعامه.
2- قال الله تعالى:
 {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ۖ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[سورة المائدة 96]
3- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله :«خَـمْسٌ فَوَاسِقُ يُـقْتَلْنَ في الحَرمِ: العَقْرَبُ، وَالفَأرَةُ، والحُدَيَّا، وَالغُرَابُ، وَالكَلْبُ العَقُورُ». متفق عليه
4- يجوز للمُحْرم بعد إحرامه أن يغتسل،
 ويغسل رأسه وثيابه، وله تبديلها.
ويجوز للمُحْرم أن يلبس خاتم الفضة ، ونظارة العين ،
وسماعة الأذن ، والساعة في اليد، ولبس الحزام والحذاء - ولو كانا مخيطين -.
ويجوز له تضميد الجرح ، وضرب الإبرة ، وأخذ دم التحليل ونحوه.
5- يجوز للمحرم شمُّ الريحان ، والاستظلال بالخيمة ، أو الشمسية ، أو سقف السيارة ،
وحك الرأس ولو سقط منه بعض الشعر.
 من أراد أن يضحي ، وحج في عشر ذي الحجة ،
فلا ينبغي له عند الإحرام أن يأخذ من بدنه وشعره وظفره شيئاً،
ويجوز له فقط حلق أو تقصير رأسه إن كان متمتعاً؛ لكون الحلق أو التقصير نسكاً.

فقه أحكام الفـديـــة
 الدرس السادس عشر
محظورات الإحرام من حيث الفدية تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: ما لا فدية فيه: وهو عقد النكاح.
 الثاني: ما فديته الجزاء أو بدله: وهو قتل الصيد البري المأكول.
الثالث: ما فديته فدية أذى: وهو بقية المحظورات كالحلق، والطيب ونحوها.
ومَنْ كان مريضاً أو معذوراً واحتاج إلى فعل محظور من محظورات الإحرام السابقة غير الوطء
كحلق شعر الرأس، ولبس المخيط ونحوهما فله ذلك،وعليه فدية الأذى.
 فدية الأذى :
فدية الأذى يخير فيها المُحْرم بين ثلاثة أشياء:
1- صيام ثلاثة أيام.
2- أو يطعم ستة مساكين ،
 لكل مسكين نصف صاع من بر، أو أرز، أو تمر، أو نحوها، أو وجبة طعام لكل مسكين حسب العرف والعادة.
3- أو يذبح شاة ، يوزعها على الفقراء ، ولا يأكل منها.
ويجزئ الصيام في كل مكان،
 أما الإطعام والذبيحة فلفقراء مكة إن كان في الحرم.
قال الله تعالى:{وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} [البقرة/196].
حكم مَنْ فعل شيئاً من محظورات الإحرام:
منْ فعل شيئاً من محظورات الإحرام جاهلاً، أو ناسياً، أو مكرهاً
 فلا إثم عليه ولا فدية، وعليه أن يتخلى عن المحظور فوراً 
ومَنْ فعلها متعمداً لحاجة فعليه الفدية فيما ورد به النص ، ولا إثم عليه 
ومَنْ فعلها متعمداً بلا عذر ولا حاجة غير الوطء أو المباشرة فهو آثم ،
وعليه فدية الأذى فيما ورد به النص ، وعليه التوبة والاستغفار. 
ومن احتلم وهو مُـحْرم فلا إثم عليه ولا فدية، وعليه أن يغتسل ، ويتم نسكه.
فدية قتل الصيد البري:
منْ قتل صيداً برِّيـّـاً متعمداً وهو مُـحْرم ،
فإن كان له مِثْل من النَّعَم خُيِّر بين إخراج المثل يذبحه ويطعمه مساكين الحرم،
أو يُـقَوَّم المِثْل بدراهم يشتري بها طعاماً فيطعم كل مسكين نصف صاع، أو يصوم عن طعام كل مسكين يوماً.
وإن كان الصيد ليس له مِثْل فـيُـقَوَّم الصيد بدراهم، ثم يخير بين الإطعام والصيام.
قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ } [المائدة/95].
 الصيد الذي له مِثل والذي ليس له مِثل:
1- الصيد الذي له مِثل من النَّعَم:
مثل النعامة فيها بدنة،
وحمار الوحش وبقرته والوعل والأيـِّل فيه بقرة،
وفي الضبع كبش،
وفي الغزال عنز،
وفي الوبر والضب جَدْي،
وفي اليربوع جَفْرة،
وفي الأرنب عَنَاق،
وفي الحمامة وأشباهها شاة،
 وما سوى ذلك يحكم به عدلان من ذوي الخبرة. 
2- الصيد الذي لا مِثْل له:
يقوَّم الصيد بدراهم، ويشتري بها طعاماً،
ويعطي مداً لكل مسكين، أويصوم عدل ذلك. 
حكم قطع شجر الحرم وقتل صيده:
1- يحرم على المُحْرِم والحلال قطع شجر حرم مكة وحشيشه
إلا الإذخر، وما زرعه الآدمي، ولا فدية فيه،
 كما يحرم قتل صيد الحرم، فإن صاده فعليه الفدية 
2- يحرم صيد حرم المدينة، وقطع شجره، ولا فدية فيه،
لكن يعزر من صاده ، ويأثم، ويؤخذ من حشيشه ما يُـحتاج إليه للعلف،

وليس في الدنيا حَرَم إلا هذان الحرمان.

فقه الافتقار ومراتب السؤال
 الدرس السابع عشر:
الله تبارك وتعالى خلق الناس فقراء كما قال سبحانه:
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}[فاطر: 15].
فالخلق كلهم فقراء إلى الله من جميع الوجوه:
فقراء إلى الله في خلقهم، فلولا خلقه لهم لم يوجدوا.
فقراء إلى الله في إعدادهم بالقوى والأعضاء والجوارح.
فقراء إلى الله في إمدادهم بالأقوات والأرزاق، والنعم الظاهرة والباطنة.
فقراء إلى الله في جلب المنافع لهم، وصرف النقم والمكاره عنهم.
فقراء إلى الله في تعليمهم ما لا يعلمون، وعملهم بما يصلحهم.
فقراء إلى الله في تألههم لله، وحبهم له، وعبادتهم إياه. 
وقد أمرنا الله عزَّ وجلَّ بسؤاله تارة ..وبسؤال أهل الذكر تارة. 
فنسأل الله الهداية،
 وكل ما نحتاجه من خيري الدنيا والآخرة كما قال سبحانه:
 {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].
ونسأل العلماء وأهل الذكر عما اختصهم الله به،
 وأئتمنهم عليه من أحكام الدين ومسائله في شعب الحياة كلها كما قال سبحانه:
 {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].
وقد علمنا النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف نسأل الله، وبين كيفية السؤال.
فتارة يكون بصيغة الطلب كما قال - صلى الله عليه وسلم -:
 «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» أخرجه الترمذي وابن ماجه .
وتارة يسأل بصيغة الخبر:
إما بوصف حاله كما قال موسى - صلى الله عليه وسلم -:
{قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [القصص: 16].
وإما بوصف حال المسؤول سبحانه، كما قال موسى - صلى الله عليه وسلم -:
{أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَاوَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ } [الأعراف: 155].
وتارة بوصف حال الداعي والمدعو سبحانه، كدعوة ذي النون:
{لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [الأنبياء: 87].


     


فقه غاية الحسن في الطلب
الدرس الثامن عشر: 
أمهات مطالب السائلين من رب العالمين أربع:
إما خير موجود ..
فيطلب دوامه وثباته وأن لا يسلبه كالإيمان والأعمال الصالحة.
وإما خير معدوم ..
فيطلب وجوده وحصوله كالوصول إلى الجنة.
هذا ما يتعلق بالخير ..
 أما الشر فنوعان:
شر موجود ..
 فيطلب من ربه رفعه كالذنوب والسيئات.
وشر معدوم ..
 فيطلب بقاءه على العدم، وأن لا يوجد.

 وقد جاءت هذه المطالب كلها في قوله سبحانه:
{رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)} [آل عمران: 193، 194].
فقوله سبحانه:{رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا}
لطلب دفع الشر الموجود، فإن الذنوب والسيئات شر.
وقوله: {وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193)}
لطلب دوام الخير الموجود وهو الإيمان.
فهذان قسمان:
 ثم قال:{رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ}
فهذا طلب الخير المعدوم أن يؤتيهم إياه.
ثم قال: {وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ}
 فهذا طلب ألا يوقع بهم الشر المعدوم.
وهذا غاية الحسن في الطلب،
 فقدم اللذين في الدنيا وهما المغفرة، ودوام الإسلام، ثم أتبعه بما في الآخرة أن يعطوا ما وعدوه، وأن لا يخزيهم يوم القيامة بدخول النار.
 وما يحتاج العباد قسمان:
1أحدهما: ما لا يقدر عليه إلا الله
 فهذا لا يطلب إلا منه سبحانه، فهو القادر عليه وحده دون سواه مثل:
غفران الذنوب .. وهداية القلوب .. وإنزال المطر .. وإنبات النبات .. وشفاء المرض ..
ونحو ذلك من جلب المنافع .. ودفع المضار.
2الثاني: ما يقدر عليه الناس،
 فيستعان بالمخلوق فيما يقدر عليه من النصر والعون، والبذل والعطاء، ونحو ذلك.
فالأول لا يطلب إلا من الله وحده، ومن طلبه من غيره فقد أشرك،
والثاني يطلب من الله ومن غيره ممن يقدر عليه. 
والمأمور به شرعاً سؤال الله تعالى،والرغبة إليه،
والتوكل عليه وحده في جميع الأمور
كما قال النبي : «إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ» أخرجه أحمد والترمذي . 
وسؤال الخلق ما يستطيعونه من الحاجات في الأصل محرم، لكنه أبيح للضرورة،
 وتركه توكلاً على الله أفضل،
 وقد بايع النبي طائفة من أصحابه على ألا يسألوا الناس شيئاً.
وقال سبحانه:{وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ } [التوبة: 59].
 وفي سؤال الخلق ثلاث مفاسد:
الأولى: مفسدة الافتقار إلى غير الله،وهي نوع من الشرك.
الثانية: مفسدة إيذاء المخلوق، وهي نوع من ظلم الخلق.
الثالثة: مفسدة ذل العبد لغير خالقه، وهي ظلم للنفس.
والأمر في القرآن قسمان:
الأول: ما ورد بصيغة الأمر موجهاً من المخلوق إلى الخالق هو دعاء؛. لأن المخلوق لا يأمر الخالق، بل يدعوه ويسأله
 كما قال سبحانه: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } [الفاتحة: 6].
وقوله سبحانه: {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [البقرة: 286]. 
الثاني: ما ورد بصيغة الأمر موجهاً من الخالق إلى المخلوق،فهذا أمر بطلب فعل أو طلب ترك
كما قال سبحانه: {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } [الأعراف: 31].
 
فقه أحوال الناس في الدعاء وأسباب اﻹجابة
 الدرس التاسع عشر: 
 الله سبحانه محمود على كل حال
  فكل عطاء منه فضل، وكل عقوبة منه عدل،
 ومن تقرب إلى الله شبراً تقرب الله إليه ذراعاً، ومن أتاه يمشي أتاه هرولة، والله أرحم بالعباد من الوالدة بولدها.
 فإذا دعاه العبد ولم يستجب له فذلك لتفريط العبد وعدوانه، بأن لا يكون العمل الذي عمله صالحاً، أو يكون له من السيئات ما يؤخر الإجابة. 
والعبد ظالم جاهل عجول، يعتقد أنه قد أتى بما يستوجب كمال التقريب، ولعل الذي أتى به إنما يستوجب اللعنة والغضب والحرمان،
فهو بمنزلة من معه نقد مغشوش فجاء ليشتري متاعاً فلم يبيعوه،
فظن أنهم ظلموه وهو الظالم، والله يقول:
 {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } [المائدة: 27].
والناس في تحصيل مرادهم بالأسباب والدعاء أربعة أقسام:
الأول:
من فعل الأسباب التي نصبها الله مفضية إلى المطلوب، وسأل سؤال من لم يدل بسبب أصلاً، بل سؤال بائس ليس له حيلة ولا وسيلة، فهذا أعلم الخلق وأحزمهم وأفضلهم. 
الثاني:
من لم يفعل السبب، ولم يسأل ربه،فهذا أعجز الخلق وأمهنهم.
الثالث:
من فعل الأسباب، وصرف همته إليها، وقصر نظره عليها،
فهذا وإن كان له حظ مما رتبه الله عليها، لكنه منقوص، ولا يحصل له ما يريد إلا بجهد، فإذا حصل فهو سريع الزوال. 
الرابع:
 من نبذ الأسباب وراء ظهره ، وأقبل على الطلب والدعاء،
فهذا يحمد في موضع، ويذم في موضع، ويشينه الأمر في موضع.
فيحمد إذا كانت الأسباب غير مأمور بها ..
ويذم إذا كانت الأسباب مأموراً بها .. كمن جهده العطش وعنده الماء فيتركه ويقبل على الدعاء، ويسأل الله أن يرويه ..ويشينه الأمر في الأسباب التي لا يتبين له عواقبها. 
والدعاء بمنزلة السلاح، والسلاح بضاربه لا بحده فقط،
فمتى كان السلاح تاماً لا آفة به،والساعد قوياً، والمانع مفقوداً،حصلت به النكاية في العدو،
ومتى تخلف واحد من الثلاثة تخلف الأثر.
وأسباب إجابة الدعاء كثيرة أهمها:
الإخلاص لله عزَّ وجلَّ .. وأن يبدأ بحمد الله تعالى ..
ثم الصلاة على النبي أول الدعاء وآخره ..
وحضور القلب أثناء الدعاء ..وخفض الصوت بالدعاء ..
والاعتراف بالذنب .. والاستغفار منه ..
والاعتراف بالنعمة وشكر الله عليها ..
 والإلحاح في الدعاء ..وتكريره ثلاثاً ..
وعدم استبطاء الإجابة ..
والجزم في الدعاء مع اليقين بالإجابة ..
وعدم الاعتداء في الدعاء، وأن لا يدعو بإثم ولا قطيعة رحم.
ومنها: 
أن يكون مطعمه ومشربه وملبسه حلال ..
ولزوم التضرع والخشوع ..
والطهارة من الحدث والخبث ..
ورفع اليدين إلى المنكبين وبطونهما نحو السماء، وإن شاء قنع بهما وجهه وظهورهما نحو القبلة ..واستقبال القبلة أثناء الدعاء ..والدعاء في الرخاء والشدة ..
والدعاء بالأدعية التي هي مظنة الإجابة كما ثبت.
فهذه ثلاثون سبباً لا بدَّ من العلم بها، والعمل بمقتضاها؛

ليتم حصول المطلوب للعبد عند سؤاله لربه، وقد جعل الله لكل شيء سبباً.



فقه أحكام الأضحية
  الدرس العشرون:
 كيفية النحر والذبح:
1- السنة نحر الإبل قائمة معقولة يدها اليسـرى،
ويَذبح غيرها من البقر والغنم مضجعة،
ويجوز ذبح الإبل باركة على الأرض ،
والنحر للإبل يكون في أسفل الرقبة من جهة الصدر.
والذبح للبقر أو الغنم في أعلى الرقبة عند الرأس، يُضجعها على جنبها الأيسـر ، ويضع رجله اليمنى على رقبتها، ثم يُـمسك برأسها ويذبح،
 ويقول عند الذبح أو النحر:
 (باسم الله ، والله أكبر، اللهم تقـبَّل مني).
1- قال الله تعالى:{وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
[ الحج/36].
2- وعن أنس رضي الله عنه قال: ضَحَّى النَّبِيُّ بِكَبْشَيْنِ، أَمْلَـحَيْنِ، أَقْرَنَيْنِ ، ذَبحَهُـمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَـهُ عَلى صِفَاحِهِـمَا. متفق عليه.
3- يسن أن يذبح الهدي أو الأضحية بنفسه، فإن لم يُـحسن الذبح حضره،
ولا يعطي الجزار منها أجرته،
ويُسمي مَنْ هي له أو عنه عند الذبح.
وتَـحلُّ الذبيحة بقطع الحلقوم، والمريء، والودجين أو أحدهما، وإنهار الدم.
  ما لا يجزئ من الهدي والأضاحي:
إذا ذبح المسلم الهدي أو الأضحية ونحوهما من ذبائح القُرَب
ولم يعلم بمرضها إلا بعد الذبح فإنها لا تجزئ ؛ لفوات المقصود منها.
ومقطوعة الألية أو بعضها،
ومجبوبة السنام،
والعمياء
ومقطوعة الساق،
كلها لا تجزئ في الهدي والأضحية ونحوهما من ذبائح القُرَب.
عن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه سمع النبي يقول:«أَرْبَـعَةٌ لا يَـجْزِينَ في الأَضَاحِي، العَورَاءُ البَـيِّـنُ عَوَرُهَا، وَالمَرِيضَةُ البَـيِّـنُ مَـرَضُها، وَالعَرْجَاءُ البَـيِّـنُ ظَلْعُهَا، وَالكَسِيرَةُ الَّتي لاتُنْقِي». أخرجه أبو داود والنسائي.
  أفضل الهدي والأضاحي :
الأفضل في الهدي والأضحية بدنة كاملة،
ثم بقرة كاملة،
ثم شاة،
ثم سُبع بدنة أو بقرة.
أما العقيقة فلا تجزئ البدنة أو البقرة أو الشاة إلا عن واحد،
والشاة أفضل من البدنة ؛لأنها التي وردت في السنة، والذَّكَر أفضل.


 

 فقه نوازل الحج والعمرة(1)
 الدرس الواحد و العشرون
 حكم التصاريح والتأشيرات:
 تصاريح وتأشيرات الحج والعمرة ، وتحديد نِسَب الحجاج،
 كل ذلك لتنظيم أداء هذه العبادة العظيمة بيسـر وسهولة، لا لمنعها وتقييدها، وذلك شرط لوجوب الحج على المسلم كالزاد والراحلة ، ومن مُنع من الحج بسببها فلا ينيب غيره مكانه.
ويحرم بيع تصاريح الحج أو تأشيراته، ولا يجوز استخدامها إلا لمن أُعطيت له،
ولا يجوز التحايل على أنظمة الحج بجواز أو تصريح أو تأشيرة مزورة، لما في ذلك كله من مخالفة ولي الأمر، والكذب، وفتح باب الفوضى ، والخلل الأمني، والكسب الحرام.
 حكم تحديد نسبة الحجاج:
 الأصل استحباب المتابعة بين الحج والعمرة،
 ويستحب تكرار العمرة في العام الواحد مراراً؛
لأن الأصل في العبادات غير المؤقتة استحباب تكرارها كصلاة التطوع ، وصوم التطوع.
وإذا اشتدالزحام على الحج والعمرة فلولي الأمر أن يحدد للناس نسبة يتمكن معها من يريدون الحج أو العمرة من أداء نسكهم بيسر وسهولة وطمأنينة.
ولولي الأمر أن يحدد مدة الحج لمن سبق له الحج بمدة تخفف الزحام بما يحقق المصلحة كخمس سنوات مثلاً،
ويستثنى من ذلك العلماء والدعاة والأطباء والجنود ونحوهم ممن يقوم على رعاية الحجاج وإرشادهم وحفظهم.
ويجب على الأفراد وحكام وشعوب الدول الإسلامية التعاون مع ولي الأمر في تحقيق تلك المصالح العامة.
قال الله تعالى : {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }المائدة2
  حكم حملات الحج والعمرة :
يجوز للمؤسسات والشركات الإعلان عن حملات الحج والعمرة بضوابطها الشرعية.
ويجوز للدولة طلب ضمان بنكي من حملات الحج؛ لتضمن للحجاج حقوقهم، وأداء نسكهم حسب الاتفاق معهم.
ويشـرع للعلماء والدعاة مرافقة حملات الحج والعمرة ، لتوعية الناس بأحكام المناسك، وإرشادهم في دينهم، ومن أعطي منهم مالاً أو غيره بدون شرط فله أخذه.
ولا ينبغي للمسلم الذي يريد الأجر والثواب أن يحج مع الحملات الباهظة الثمن ؛
لما فيها من الإسراف والتباهي، ومخالفة هدي النبي وأصحابه من إظهار الافتقار والتواضع لربهم.
 حكم الحج مع الجهات الحكومية:
يجوز الحج على نفقة تلك الجهات لجميع الموظفين المكلفين بالعمل في الحج من تلك الجهات، ومن دعته تلك الجهات للحاجة إليه من العلماء والدعاة والأطباء وغيرهم، ومن أذنوا له من الناس.
ومن شارك في خدمة الحجاج من الجنود والأطباء والموظفين والعمال وغيرهم، وأراد حج فرضه،
ولم يأذن له مرجعه أو كفيله، فإن كان حجه لا يؤثر على عمله أدنى تأثير فيجوز له الحج بدون إذن مرجعه أو كفيله،
وإن كان حجه سيؤثر على أداء عمله فلا يجوز له الحج إلا بإذن مرجعه ؛ لمنافاته للعقد.
ومن أحرم بالحج ، وهو مكلف بالعمل في الحج ،
فإن أذن له مرجعه أتم نسكه، وقام بعمله،
وإن لم يأذن له فإن كان مشترطاً (إنْ حبسني حابس فمحلي حيث حبستني ) حَلَّ ولا هدي عليه ،
وإن لم يكن اشترط ذبح هدي المحصر ثم حلق ثم حل 
ومن كُلِّف بعمل في موسم الحج ، وأراد الحج ، ولا يدري أيؤذن له بالحج أم لا ،
فلا يلزمه الإحرام من الميقات ،
فإن أُذِن له أحرم من المكان الذي حصل فيه الإذن.

 
فقه عبودية الذكر
  الدرس الثاني  و العشرون
قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)} [الأحزاب: 41، 42].
وقال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]. 
 ذكر الله عزَّ وجلَّ هو قوت القلوب التي متى ما فارقها صارت الأجساد لها قبوراً.
وفي كل جارحة من جوارح الإنسان عبودية مؤقتة كالصلاة والصيام والحج،
والذكر عبودية القلب واللسان، وهي غير مؤقتة.
والذكر جلاء القلوب وصقالها ودواؤها، وبه يزول الوقر عن الآذان، والبكم عن الألسن، وتنقشع الظلمة عن الأبصار.
زين الله به ألسنة الذاكرين، كما زين بالنور أبصار الناظرين،
 فاللسان الغافل كالعين العمياء، والأذن الصماء، واليد الشلاء.
والذكر هو باب الله الأعظم المفتوح بينه وبين عباده ما لم يغلقه العبد بغفلته.
وبالذكر يصرع العبد الشيطان، وهو روح الأعمال الصالحة،
فإذا خلا العمل عن الذكر كان كالجسد الذي لا روح فيه.
وقد أمر الله عزَّ وجلَّ بذكره، ونهى عن ضده من الغفلة والنسيان
كما قال سبحانه: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ } [الأعراف: 205].
وقال سبحانه: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [الحشر: 19].
فالذكر هو التخلص من الغفلة والنسيان،
والفرق بين الغفلة والنسيان: أن الغفلة ترك باختيار الغافل،
 والنسيان ترك بغير اختياره، ولهذا قال سبحانه:
{وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف: 205].
فلم يقل: ولا تكن من الناسين؛ لأن النسيان لا يدخل تحت التكليف فلا ينهى عنه.
وذكر الله تبارك وتعالى تارة يكون بالقلب واللسان وهو أعلى الدرجات ..
وتارة يكون بالقلب وحده وهو في الدرجة الثانية ..
وتارة يكون باللسان المجرد وهو في الدرجة الثالثة. 
 وذكر العبد لربه محفوف بذكرين من ربه له:
 ذكر قبله به صار العبد ذاكراً له، وذكر بعده به صار العبد مذكوراً،
كما قال سبحانه: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ } [البقرة: 152]. 
 والذكر على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى:
 الذكر الظاهر ثناءً أو دعاءً أو رعاية، والمراد بالظاهر ما تواطأ عليه القلب واللسان.
 فذكر الثناء: نحو سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
 وذكر الدعاء: نحو:
{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23].
 وذكر الرعاية: ما يستعمل لتقوية الحضور مع الله، وفيه رعاية لمصلحة القلب، وأنسه بالله، وثقته به
كما قال سبحانه: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40].
 فيشعر قلب العبد أن الله معنا، وأنه يرانا، وأنه يسمعنا.
 فيتولد من ذلك الحياء من الله، والإقبال على طاعته، والبعد عن معصيته، ودوام ذكره وشكره.
الدرجة الثانية:
الذكر الخفي، وهو الذكر بمجرد القلب بما يعرض له من الواردات.
 ويكون بالتخلص من الغفلة والنسيان، والحجب الحائلة بين القلب والرب سبحانه،
وملازمة الحضور مع المذكور سبحانه، ومشاهدة القلب له حتى كأنه يراه، ولزوم القلب لذكر ربه.
تملقاً تارة. وتضرعاً تارة .. وثناءً تارة .. وتعظيماً تارة .. ومحبة تارة ..
وغير ذلك من أنواع المناجاة بالسر والقلب .. وهذا شأن كل محب وحبيبه. 
الدرجة الثالثة:
 الذكر الحقيقي،
وهو شهود ذكر الحق سبحانه إياك، فذكر الله لعبده هو الذكر الحقيقي، حيث ذكره فيمن اختصه وأهَّله للقرب منه، ولذكره فجعله ذاكراً له.
 فهو سبحانه الذي جعل الذاكر ذاكراً، والموحد موحداً، والكافر كافراً، والأبيض أبيض، والقصير قصيراً، فله المنَّة والفضل، والعطاء والمنع، وله كل شيء، وبيده كل شيء، وهو رب كل شيء.

 
فقه نوازل المناسك(2)
  الدرس الثالث و العشرون
  نوازل المواقيت
مواقيت الحج والعمرة هي :
ذو الحليفة، والجحفة، ويلملم، وقرن المنازل، وذات عِرْقوجدة داخل حدود المواقيت،
  فلا يجوز لأحد أن يحرم منها إلا أهلها، ومن أنشأ النية فيها من القادمين إليها.
 ومَنْ تجاوز الميقات وأحرم بعده لأنه لا يحمل تصـريح الحج فحجه صحيح ،
لكنه غير مبرور،  وفِعله حرام ؛  لتعدِّيه حدود الله بترك الإحرام من الميقات، ومخالفة ولي الأمر.
 ومن حج بدون تصريح ،
ثم أحرم بالحج،
ثم أُكره على نزع الإحرام فنزَعه ولبس الثوب،
 ثم لما تجاوز النقاط الأمنية لبس إحرامه،
 فهذا قد أحرم بقلبه، ولبس الثوب على بدنه،
فنسكه صحيح ، لكنه ناقص غير مبرور،وهو آثم بمخالفة ولي الأمر، وعليه فدية لبس المخيط.
 نوازل الإحرام :
يجوز للمحرم استعمال الصابون والشامبو ونحوهما مما له رائحة طيبة في غسل بدنه أو ثيابه
إذا كان ما أضيف إليهما لم يكن من أصل الطيب كالعود والمسك والعنبر ونحوهما.
ويجوز للمحرم تناول طعام أو شراب وُضِع فيه نعناع أو غيره مما له رائحة طيبة كعصيرات الفواكه ونحوها 
ويجوز استعمال المناديل المعطَّرة الجافة ،
 أما الرطبة فلا يجوز استعمالها.
ومن طاف وهو محرم، وأراد أن يستلم الحجر الأسود أو الركن اليماني،
فإنْ كان مطيَّباً فلا يمسه إن كان الطيب رطباً،
 وإن كان يابساً فلا حرج عليه في المسح أو التقبيل. 
ولا يجوز للمُحْرم لبس النُّـقْبة - وهي ما يسمى بالوزرة - وهي ثوب كالإزار له حُجزة في أعلاه يُشد بها كالتنورة للنساء.
ويجوز عند الحاجة لبس الكمامات حال الإحرام ، والاستظلال بالشمسية من حرارة الشمس.
  نوازل الطواف والسعي :
السنة والأفضل الطواف والسعي في الدور الأرضي،
ويجوز الطواف والسعي في الدور الأول وما فوقه من الأدوار.
والسنة الطواف والسعي ماشياً،
 ويجوز الطواف والسعي راكباً على عربة، أو سير كهربائي، سواء كان معذوراً أو غير معذور؛
 لأن النبي طاف ماشياً ، وطاف راكباً.
والمسعى مشعر مستقل له أحكامه الخاصة،
وقد دخل الآن في مسجد الكعبة،
فهو وقت السعي مسعى للحاج والمعتمر،
وما سوى ذلك يأخذ حكم المسجد.
وساحات المسجد الحرام الخارجية المعدة للصلاة لها حكم المسجد الحرام المعين في جميع الأحكام.
ويجوز للمرأة عند الحاجة لإتمام نسكها
تناول ما يمنع نزول دم الحيض إذا لم يترتب عليه ضرر،
وإذا نزل دم الحيض، واحتاجت المرأة لتناول ما يرفعه لطواف لازم ،
فهذه إنْ تناولته وانقطع عنها الدم بالكلية، ورأت الطهر، فلها أن تصلي وتطوف،
 فإنْ عاد الدم مرة أخرى فهو حيض حتى ينقطع.
ومن طاف حاملاً للنجاسة كقسْطرة البول، ومَنْ حدثه مستمر ببول أو غائط أو ريح،
فهذا صلاته وطوافه وسعيه صحيح؛ لأنه معذور بسقوط الشرط الواجب عند العجز عنه.
والأصل في الدعاء في الطواف والسعي أن يدعو كل واحد بمفرده،
 والاجتماع على الدعاء في الطواف أو السعي بصوت واحد بدعة ،ومن خالف السنة وقع في البدعة.
والأصل في الدعاء الإسرار به، ورَفْع الصوت بالدعاء في الطواف أو السعي لا ينبغي؛
 لما فيه من التشويش على الطائفين، والجهر بالدعاء الذي ينبغي إسراره.
والأصل أن يدعو كل طائف وساع بمفرده بما تيسر له من الأدعية المشروعة في القرآن والسنة، 
ويجوز الدعاء بغيرهما بما يوافقهما.
أما استئجار مطوِّفين في الطواف والسعي فهو من البدع المحدثة التي تؤكل فيها الدنيا بالدين،
 ويحصل بسببه الخلاف والخصام ، ورفع الأصوات ، وأذية الطائفين ، فلا ينبغي للمسلم فِعْله.
والأصل أن يطوف الرجال والنساء كلٌّ على حِدَة، وإذا اشتد الزحام فينأى المسلم بنفسه عن مواضع الفتن والزحام.
 والصفا والمروة مَشْعران، وما بينهما هو المسعى، وصعود الصفا والمروة سنة، والواجب استيعاب ما بينهما حال السعي.
وطول المسعى(394) متراً، وعرضه(40) متراً.
ولا يجوز الحلق أو التقصير في المسعى؛ لأنه مكان النسك والتعبد والصلاة، فيجب تطهيره وعدم تلويثه بالشَّعر واللغو،
ومن أراد الحلق قَصَد محلات الحلاقة خارج المسجد.


 

تابع فقه نوازل المناسك(3)
 الدرس الرابع و العشرون 
  نوازل مزدلفة :
المبيت بمزدلفة ليلة العيد للحاج واجب ،
ومن لم يستطع دخولها لعذر من مرض أو زحام حتى طلعت الشمس، مَـرَّ بها ودعا ، وحجه صحيح ولا إثم عليه ؛ لأنه معذور.
ومن مر بمزدلفة ولم يستطع الوقوف بها بسيارته لشدة زحام، أو خرج منها ولم يستطع الرجوع إليها، فمروره يكفيه عن الوقوف ، وحجه صحيح إن شاء الله.
ومن مر بها ولم يقف لغير عذر، بل لمجرد التعجل ، فهذا قد ترك واجباً، فهو آثم، وحجه صحيح ، لكنه ناقص غير مبرور.
ومن ترك المبيت بمزدلفة لقيامه على مصالح الحجاج كالجند والأطباء ونحوهم،
 فهذا إذا وقف بها إلى نصف الليل فله الإفاضة إلى منى كالضعفاء والمرضى.
ومن ترك المبيت بمزدلفة خشية فوات الرفقة، أو الضياع، أو الإرهاق، فهؤلاء إن كانوا في سيارة واحدة ومعهم ضعفاء فالأفضل أن يبيتوا جميعاً،
فإن لم يستطع الضعفاء المكث فللبقية أن يرافقوهم ؛ لأن في تفرقهم مشقة عليهم.
وإن كانوا في سيارات متعددة، فتبقى السيارات التي فيها الأقوياء، وتنصـرف السيارات التي فيها الضعفاء ومن يرافقهم إلى منى.
والسنة صلاة المغرب والعشاء جَـمْع تأخير بالمزدلفة، ومن صلاها قبل المزدلفة لغير عذر فقد ترك السنة، وأجزأته صلاته.
والسنة لمن وصل إلى المزدلفة قبل دخول وقت العشاء أن ينتظروا حتى يدخل وقت العشاء، ثم يصلون جمع تأخير، وإنْ جَـمَع هؤلاء جَـمْع تقديم جاز لهم ذلك.
وإذا خشي الحاج الذي حبسه عذر خروج وقت العشاء قبل وصوله إلى مزدلفة فيجب عليه أن يصلي المغرب والعشاء في الطريق قبل خروج وقت العشاء.
ومن لم يستطع النزول ليصلي على الأرض لعذر أو مرض صلى في سيارته على حسب حاله.
ومن انصرف من المزدلفة خشية الزحام قبل نصف الليل أو بعده فقد خالف السنة،
ومن فعل ذلك فيجب عليه الرجوع ، فإن لم يرجع فهو آثم، وحجه ناقص غير مبرور،
إذ لا يجوز للضعفاء ولا لغيرهم الانصـراف قبل نصف الليل، ولا يجوز لغير أهل الأعذار الإفاضة إلى منى إلا بعد صلاة الصبح والإسفار.
نوازل منى :
مقدارمساحة منى (4) كيلومتر مربع تقريباً،وهي أرض مستطيلة،يحيط بها من الشمال والجنوب جبلان عظيمان.
يجوز بيع أراضي مكة ومبانيها وتأجيرها ،
أما بقاع المناسك والمشاعر، وهي :(منى، والمزدلفة، وعرفات)،
فلا يجوز بيعها ولا تأجيرها ؛ لأنها متعبَّد لجميع المسلمين كالمساجد.
ويجوز للدولة بناء المباني على سفوح جبال منى لتكون حقاً مشاعاً للمسلمين، وتؤجر منافعها لمن أراد ؛ لما في ذلك من زيادة المكان، والتوسعة على الناس.
حكم تأجير الخيام في المشاعر :
يجوز للدولة نصب الخيام في المشاعر؛ تحقيقاً للمصلحة العامة، وسلامة الحجاج.
ويجوز للدولة تأجير هذه الخيام حتى تستوفي قيمتها، ثم يُكتفى من قيمة الإيجار بما يقابل الصيانة والخدمات فقط.
ولا يجوز للحاج أو المؤسسة أن يأخذ من الخيام أكثر من حاجته،
ومن زاد لديه شيء رده على مَنْ أَجّـرَه، فإن لم يتمكن أَجّـرَها بنفس القيمة التي استأجر بها،
فإنْ أضاف إليها خدمات فله أن يزيد مقابل تلك الخدمات.
وليس لمواقع الخيام تأثير في قيمة الإيجار؛ لأن الإيجار من أجل تكلفة الخيام لا من أجل الأرض ، والخيام متساوية في أول منى وآخرها.
وتوزع الخيام بالقرعة ؛ حلاً للمشاحة، وقطعاً للنزاع بين الحجاج والمؤسسات.
ومن لم يجد مكاناً للنزول في منى إلا بأجرة فهذا إن كان قادراً على دفع الأجرة، وكانت الأجرة بسعر الدولة أو قريباً منها، فيلزمه الاستئجار.
وإن كانت الأجرة بأكثر من أجرة المثل فلا يجب عليه الاستئجار، خاصة إذا كانت الزيادة فاحشة،
فهذا ينزل بأقرب مكان إلى منى يصلح للنزول كالمزدلفة وما جاور منى.
وإن كان عنده قدرة على بذل الأجرة الفاحشة جاز له دفعها، والإثم على من أخذها. 
ويجب على الحاج المبيت في منى ليالي أيام التشريق، ومن لم يجد مكاناً فيجب عليه أن يبيت في أقرب مكان يلي منى كمزدلفة؛
 لأن من أعظم مقاصد الحج اجتماع جميع الحجاج في مكان واحد، وتوحُّدهم في عبادتهم ولباسهم وسكنهم، وتسهيل تعارفهم وتزاورهم.
والأصل البقاء والسكن في منى ليلاً ونهاراً لكل حاج،
ولا يجوز للحاج أن يخرج منها إلا لعذر من أداء نسك كطواف الإفاضة والسعي، أو لذبح الهدي، أو قضاء حاجة لازمة، ثم يعود للمبيت بها، إلا إن حبسه عذر من مرض ، أو زحام ، أو اشتغال بنسك.
ولا يجوز للحاج أن يبيت بمنى في الشوارع والجسور والممرات المطروقة ؛ لما في ذلك من إلحاق الضرر به وبغيره، وتعطيل حركة السير.
أما ما ليس طريقاً مطروقاً، ولا ممراً للمشاة، ولا يترتب عليه ضرر، أو تعطيل مصلحة، فيجوز له المبيت فيه ؛ لأن المشاعر للناس سواء.
ويجوز لأهل الأعذار كالمرضى والأطباء والجنود ورجال الأمن ونحوهم ممن يقوم على مصالح الحجاج الخروج من منى ليلاً أو نهاراً حسب الحاجة ثم يعودون إليها.

 

تابع فقه نوازل المناسك(4)

  الدرس الخامس و العشرون:
  نوازل رمي الجمار:
 وليس عذرُ موعد الحجز والسفر مبيحاً للتوكيل، أو مبيحاً للرمي قبل الزوال أيام التشـريق؛أن إتمام النسك مقدم على غيره مهما كان  لأنه جاء من أجله ، ولا بد من إتمامه.
 ويجوز الرمي راكباً على عربة ونحوها في الدور الأرضي وما فوقه من أدوار جسر الجمرات. 
والسنة عند رمي جمرة العقبة أن يجعل منى عن يمينه ، ومكة عن يساره ،
أما رميها من الجهة الخلفية وهي الشمالية فيجوز إذا وقعت الجمار في المرمى ؛
لأن المعتبر مكان الرمي، أما الجهة فالأمر فيها واسع. 
ومكان الرمي هو الحوض المحيط بالشاخص، والشاخص دليل عليه، وعلامة له.
والجدار الشاخص على الجمار أوسع من المرمى،
 فحصى الجمار تتدحرج من جميع الأدوار إلى أن تقع في المرمى - وهو مجمع الحصـى أسفل -
والتوسعة حصلت لدائرة الرمي لا المرمى الذي قطره ستة أذرع تقريباً، فهذا باق على حاله لم يوسَّع.
ومَنْ وكَّل على الرمي ثم وادع وسافر قبل رمي الوكيل، 
فإن كان بدون عذر فلا يصح التوكيل ولا الرمي، وهو آثم،وحجه غير مبرور،والوداع غير صحيح.
 وإنْ كان معذوراً فالتوكيل صحيح، والوداع غير صحيح؛ لأن طواف الوداع لا يصح إلا بعد إتمام الرمي كله. 
 ومَنْ سافر ولم يطف طواف الإفاضة لعذر من مرض، أو حيض، طافه إذا زال عذره ولو بعد نهاية شهر ذي الحجة،
لكن لا يجامع زوجته إلا بعد طواف الإفاضة. 
 ومن أخره لغير عذر فهو آثم، فعليه التوبة وقضاؤه ؛ لأن هذا الطواف ركن لا يتم الحج إلا به.
 وينبغي لولي الأمر تنظيم تفويج الحجاج لعرفات ومزدلفة ومنى، ورمي الجمرات، والطواف بالبيت،
نظراً لكثرة الحجاج، وشدة الزحام، وذلك بما يحقق السلامة والمصلحة في مكة والمشاعر ، 
 والواجب على جميع المؤسسات والحجاج التعاون معه لتحقيق تلك المصالح.
قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } [النساء/59].
  نوازل الهدي :
ذبح الهدي واجب على المتمتع والقارن،
والأكل منه وتوزيعه مستحب.
وذبح الهدي بنفسه هو الأفضل،
ويجوز أن يوكل من يذبح له هديه ممن يثق به من الأشخاص والمؤسسات المعتمدة لهذا العمل.
وذَبـْح الهدي مشروع في الحرم كله،
ولا يجوز ذبح الهدي خارج حدود الحرم،
والأَوْلى الذبح في منى وما جاورها؛ تسهيلاً للذبح والانتفاع بالأكل والإطعام للحجاج والفقراء. 
والأصل توزيع لحوم الهدي على فقراء الحرم ،
ويجوز نقله خارج الحرم حسب الحاجة.


 

تابع فقه نوازل المناسك(5)
الدرس السادس و العشرون
 نوازل الحلق والتقصير
الحلق أفضل من التقصير، وأفضل الحلق ما أزال الشعر كله بالموسى،
أما حلق الشعر بالماكينة، فإنْ أزالت الشعر كله فهو حلق، وإنْ أبقت منه شيئاً ظاهراً فهو تقصير.
والحلق والتقصير في النسك يكون لشعر الرأس كله، ومَنْ حلق أو قصَّـر بعضه ، وتَرَك بعضه فهذا حلقه أو تقصيره ناقص، وعليه إكمال ما ترك.
نوازل طواف الوداع
إذا خرج الحاج من مكة ولم يطف طواف الوداع فيجب عليه أن يعود ليطوفه ، ولا إثم عليه إن كان جاهلاً أو ناسياً.
ومن سافر لعذر قبل إتمام نسكه ثم عاد وأتم نسكه فلا إثم عليه.
ومن طاف للوداع ثم رمى الجمار ثم خرج إلى بلده فالرمي صحيح ،
والوداع غير صحيح؛ لأن طواف الوداع مكانه بعد إتمام النسك.
ومَنْ مرضه شديد لا يستطيع معه الطواف لا ماشياً ولا راكباً ولا محمولاً سقط عنه طواف الوداع ؛ لأن الواجب يسقط بالعجز عنه.
ومن طاف للوداع فعليه أن يخرج من مكة فوراً، ولا يمكث فيها بعد الطواف إلا لضـرورة من مرض،
أو بحثٍ عن مفقود، أو انتظار رفقة،
أو غَلَبه نوم ونحو ذلك.

حكم الحج السريع :
الحج السريع هو:
أن يأتي الحاج عرفة ليلاً ويقف بها، ثم ينصـرف إلى مزدلفة،
ثم يبيت بها إلى نصف الليل،
ثم يتوجه إلى منى ويرمي جمرة العقبة، ويحلق أو يقصر
ثم يحل من إحرامه،
ثم يتوجه إلى مكة ويطوف ويسعى جامعاً بين طواف الإفاضة والوداع،
ثم ينيب عنه من يرمي جمار أيام التشريق،
ثم يسافر يوم العيد ، ويسمى حج الضعفاء ، فهذا حجه غير صحيح؛ لـمَا فيه من تجاوز حدود الله، والتلاعب بشـرعه، ومخالفة أوامره، وعدم المبالاة بهدي رسوله .
1- قال الله تعالى:{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[النور/63].
2- وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: «مَنْ أحْدثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدّ».متفق عليه.
كيفية الاستفادة من موسم الحج
ينبغي للحاج أن يشغل وقته بما ينفعه وينفع غيره.
وينبغي للعلماء والدعاة الاستفادة من حضور الناس في موسم الحج والعمرة بزيارتهم في مخيماتهم ومنازلهم، ووعظهم وإرشادهم ،
وتعليمهم ما يلزمهم ليؤدوا نسكهم على الوجه الصحيح ، وعلى الحجاج الاستفادة من العلماء والدعاة ، والازدياد من الخير.
ويقضـي الحجاج وقتاً طويلاً في الحافلات والسيارات التي تنقلهم بين المشاعر ومكة،
فعلى العلماء والدعاة أثناء ذلك وأثناء ركوب القطار إفادة الناس ونصحهم،
وترغيبهم في التعاون على البر والتقوى، والتحلي بالأخلاق الحسنة، وحسن الأدب في تلك البقاع الطاهرة.
والحجاج وفد الله من أنحاء الأرض،
فينبغي للموسرين إكرامهم بالطعام والشـراب والسكنى ونحو ذلك مدة إقامتهم في المشاعر ومكة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
1- قال الله تعالى:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة/2].
2- وقال الله تعالى:{وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ }
[ آل عمران/79].
موسوعة فقه القلوب
فقه زاد الحاج والمعتمر
جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة
يتبع بإذن الله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق