كم من مؤمن بالله عز وجل يترك ما يشتهي
حذراً من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالاً له؛ فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً
على مجمر، فيفوح طيبه، فيستنشقه الخلائق، ولا يدرون أين هو.
وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى العبد
تقوى محبته،ويزيد الطيب، ويتفاوت تفاوت العود.
فترى الخلق تحترم هذا الشخص، وألسنتهم تمدحه،
ولا يعرفون ولا يقدرون على وصفه؛ لبعدهم عن حقيقة معرفته.
وقد تمتد هذه الروائح بعد الموت على قدرها؛
فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة، ثم ينسى،
ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفى ذكره، وقبره،
ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً.
"صيد الخاطر "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق