الاثنين، 21 سبتمبر 2015

تأملات في السنة :






 تأملات في السنة 1
 روى أَبَو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال :
( ألا أنبِّئُكُم بخيرِ أعمالِكُم، وأزكاها عندَ مليكِكُم، وأرفعِها في درجاتِكُم وخيرٌ لَكُم مِن إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ، وخيرٌ لَكُم من أن تلقَوا عدوَّكُم فتضرِبوا أعناقَهُم ويضربوا أعناقَكُم ؟
قالوا: بلَىقالَ : ذِكْرُ اللَّهِ تَعالىقالَ معاذُ بنُ جبلٍ: ما شَيءٌ أنجى مِن عذابِ اللَّهِ من ذِكْرِ اللَّهِ )
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3377

 خلاصة حكم المحدث: صحيح
ولو عددنا الأمور التي تدلّ على هذا الفضل في هذا الحديث لوجدناها عجيبة تجمع الدين!
1. فأوّلًا قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مشوقًا لأصحابه:((أَلَا أُنَبِّئُكُمْ))تشويقًا لهم لتجتمع قلوبهم على هذا الشأن الذي سيخبرهم به.
2. ثم زاد هذا الشوق فذَكر لهم صفات لذكر الله، فكانت أول صفة تدلّ على قبل الذكر أنه قال لهم: ((أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ))هذا تفضيل على الإطلاق، خير الأعمال.
3. ((وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ)) وهي الأزكى، فهي تزكو وتنمو وتتضاعف عليها الأجور!
4. ووصفها أيضًا بعد وصفها بأنها خير الأعمال وبأنها أزكى عند المليك ((وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ))، فهي سبب لرفعة درجاتكم وقد كانت سبب لمضاعفة حسناتكم.
ولما ننظر ((عِنْدَ مَلِيكِكُمْ)) ونرى هذه الصفة المثبتة لله، ونرى أثرها على الأعمال،

 فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخبرنا بخير عمل وأزكى عمل:
عند الملك الذي ستلقونه فيحاسبكم.
عند الملك الذي بيده ملك كل شيء.
عند الملك الذي إذا وعد لا يُخلف، الصادق في وعده، السريع في حسابه.
فيخبرنا صلى الله عليه وسلم بخير هذه الأعمال وأزكاها وأرفعها في الدرجات، فهي من جهة
الأعمال خير، ومن جهة الأجور أزكى، ومن جهة الدرجات والمكانة أرفع.



 تأملات في السنة 2
نكمل تأملات الحديث :
5. ثم يقارن هذا العمل بأعمال عظيمة في الإسلام، فيقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ:((وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ))وفي رواية ((من إنفاق))والإنفاق من أقرب الأعمال زكاة للنفوس، يعني أقرب ما يزكي النفوس هو الإنفاق ولذلك من قوة أثر الإنفاق سميت الزكاة زكاة؛ لأنها تزكّي نفس صاحبها، من أعظم الأعمال التي تسبّب التزكية والطهارة لأن العبد لما يُخرج المال :
أ - يدل على إيمانه بحقيقة الدنيا.
ب - ويدل على إيمانه بالآخرة وانتظار الثواب فيها، يعني يعرف الدنيا وحقارتها، ويعرف الآخرة وعظمتها.
ج - ويدل على معرفته بربّه فيعرف الرب وملكه وعوضه وعطاؤه.
د - يعرف حقائق كثيرة ولذلك لما يخرج المال من طيب نفس يكون قد زكّى نفسه.
ومع ذلك العمل الذي تكلم عنه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال في حقه هنا:((خير لكم من إنفاق الذهب والفضة)) والذهب والفضة معلوم أنها من أكثر الأموال نفاسة عند الناس، فإذا كان إنفاق الذهب والفضة يزكّي النفس فهذا العمل أفضل منها.
6. وأيضًا يأتي العمل الآخر الذي فضّل عليه ذكر الله:((وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ، فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ)) وهذا معناه الجهاد بالسيف.
 فهذا الذكر عمل عظيم حتى أنه أعظم من الجهاد، من أن يَقتل ويُقتل في سبيل الله.
فكم وراء الذكر من خيرات! لكن لو تبيّن لنا حقيقة الذكر سنعرف أنه نعم لو كان الذاكر:
صادق في ذكره
 2- قد حقّق معرفة الله
 3- وحقّق حبّ الله وتعظيم الله

  فكان ناتج هذا عمل في القلب نتج عنه حركة اللسان، لعُلم بالضرورة أن الذكر سيكون أعظم الأعمال، وأن الأعمال بعده وناتجة منه وخارجة من أثره.

نكمل غدا بإذن الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق