عطاء الله لا يدلّ على رضا الله، فلا تتصور
أنّ مكانة أو مال أو بيت يدلّ على الرضا أبدًا، بل غالب مَن أُعطوا وقع في قلوبهم الغرق
بالدنيا، ولذلك أنظر إلى الشاكرين، تجد أن الله -عز وجل- يقول عنهم في كتابه: {وَلَـكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ} ووصف أكثر الناس في القرآن﴿لا يَعْلَمُونَ﴾،
﴿لا يُؤْمِنُونَ﴾،﴿لاَ يَشْكُرُونَ﴾ والواقع يقول أن زيادة العطاء تؤدي إلى زيادة
قسوة في القلب، إلى زيادة إحساس بالطمأنينة، إلى زيادة إحساس بأنك أفضل من غيرك!
إني لليلة مواجه هذا المنبر في جوف الليل
أدعو ، إذا إنسان عند أسطوانة
مقنع رأسه (اسطوانة بمعنى عمود) ، فأسمعه
يقول :
أي رب إن القحط قد اشتد على عبادك ، وإني
مقسم عليك يا رب إلا سقيتهم ،
قال: فما كان إلا ساعة وإذا
بسحابة قد أقبلت ، ثم أرسلها الله ، وكان
عزيزا على ابن المنكدر أن يخفى عليه أحد من أهل الخير!!!! ،
فلما سلم الإمام ، تقنع وانصرف،"أي أن الرجل في وقت صلاة القيام كان متقنعا ثم كشف وقت صلاة الفجر مع المسلمين" مقنع رأسه أي أنه لا يعرف ((وابن المنكدر كان من علماء المدينة)) وكان يحب أهل الخير ويحب مجالستهم، ويعرف أهل الخير المقبلين المجتمعين في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان هذا لا يعرفه، رجل يقسم على الله وينزل مطرا من أجله وهو لا يعرفه!!!
فقام ابن المنكدر وأتبعه حتى جاء بيته فقلت له: أأدخل ؟ قال: ادخل، فإذا هو ينجز أقداحا ، فقلت: كيف أصبحت؟ أصلحك الله، قال: فاستشهرها وأعظمها مني،((شعر أنها كلمة عظيمة أن تقال له من ابن المنكدر)) فلما رأيت ذلك،قلت: إني سمعت إقسامك البارحة على الله، يا أخي هل لك في نفقة تغنيك عن هذا وتفرغك
لما تريد من الآخرة؟ قال: لا ولكن غير ذلك ، لا تذكرني لأحد، ولا تذكر هذا لأحد حتى أموت ،ولا تأتني يا ابن المنكدر، فإنك إن تأتني شهرتني للناس، فقلت: إني
أحب أن ألقاك، قال: *القني في المسجد*قال ابن وهب: بلغني أنه انتقل من تلك الدار، فلم ير، ولم يدر أين ذهب. فقال أهل تلك الدار:الله بيننا وبين ابن المنكدر، أخرجت عنا الرجل الصالح
!!
الشاهد:هرب الرجل المقنع خاف على نفسه أن يكون ابن المنكدر فتنة له وأن يكون سببا لاشتهاره
القلوب السليمة التي تعرف منزلة العبودية
تحمل هم {قبول الله للأعمال}
لما نحب أحد حبا شديدا ثم نقدم له أعمال،
نحمل هم رضاه وقبوله
مثلا: أشتري له هدية، وطوال طريق الوصول إليه أقول: يارب تعجبه فعلى حسب ما نحمل في قلوبنا سيكون خوفنا
ورجاؤنا كلما زادت عظمة الشخص الذي نحبه في قلوبنا،
كلما صارت لدينا حالة من مراقبة مرضاته، تفعل الشيء له وأنت تحمل هم أن لا يقبله!
أرأيت مشاعر العبودية هذه؟! قد نمارسها لكن لغير الله
! هذا حق يجب صرفه (لله)
لكن نحن أخذنا هذا [الحق] وصرفناه بتفاصيله لغير الله!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق