يتداول بعض الناس حديثا عند دخول شهر ربيع
الأول:( من يبارك الناس بهذا الشهر الفضيل يحرم علية النار) ما صحة هذا الحديث
؟
الجواب :
الحمد لله هذا الحديث المذكور لا نعرف له أصلا، ولوائح
الوضع عليه ظاهرة ، فلا تجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه من الكذب عليه، والكذب عليه محرم من كبائر الذنوب؛
وقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ
) رواه مسلم في مقدمة الصحيح (1/7) ،
قال النووي رحمه الله
: " فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ وَالتَّعَرُّض
لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ فَرَوَاهُ كَانَ كَاذِبًا
, وَكَيْف لَا يَكُون كَاذِبًا وَهُوَ مُخْبِرٌ بِمَا لَمْ يَكُنْ ؟
"
انتهى من " شرح صحيح مسلم "
(1/65) .
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
يقول السائل: ما حكم المولد النبوي؟ وما
حكم الذي يحضره؟ وهل يعذب فاعله إذا مات وهو على هذه الصورة
أجابه فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز -
رحمه الله تعالى -:
المولد لم يرد في الشرع ما يدل على الاحتفال
به، لا مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا غيره، فالذي نعلم من الشرع المطهر وقرره
المحققون من أهل العلم أن الاحتفالات بالموالد بدعة لا شك في ذلك؛ لأن الرسول - صلى
الله عليه وسلم - وهو أنصح الناس وأعلمهم بشرع الله، والمبلغ عن الله لم يحتفل بمولده
- صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم، فلو كان حقاً
وخيراً وسنة لبادروا إليه، ولما تركه النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولعَلَّمه أمته،
أو فعله بنفسه، ولفعله أصحابه، وخلفاؤه رضي الله عنهم، فلما تركوا ذلك عَلِمْنا يقيناً
أنه ليس من الشرع، وهكذا القرون المفضلة لم تفعل ذلك، فاتضح بذلك أنه بدعة، وقد قال
- عليه الصلاة والسلام -:((من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد)) وقال عليه الصلاة
والسلام :((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))،في أحاديث أخرى تدل على ذلك.
وبهذا يعلم أن الاحتفالات بالمولد النبوي
في ربيع الأول أو في غيره، وكذا الاحتفالات بالموالد الأخرى كالبدوي والحسين وغير ذلك،
كلها من البدع المنكرة التي يجب على أهل الإسلام تركها، وقد عوضهم الله بعيدين عظيمين:
عيد الفطر، وعيد الأضحى، ففيهما الكفاية عن إحداث أعياد واحتفالات منكرة مبتدعة.
وليس حب النبي - صلى الله عليه وسلم - يكون
بالموالد وإقامتها، وإنما حبه - صلى الله عليه وسلم - يقتضي اتباعه والتمسك بشريعته،
والذب عنها، والدعوة إليها، والاستقامة عليها، هذا هو الحب الصادق، كما قال الله عز
وجل: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ[1]، فحب الله ورسوله ليس بالموالد ولا
بالبدع.
ولكن حب الله ورسوله يكون بطاعة الله ورسوله
وبالاستقامة على شريعة الله، وبالجهاد في سبيل الله، وبالدعوة إلى سنة الرسول - صلى
الله عليه وسلم - وتعظيمها والذب عنها، والإنكار على من خالفها، هكذا يكون حب الله
سبحانه وحب الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ويكون بالتأسي به، بأقواله وأعماله، والسير
على منهاجه - عليه الصلاة والسلام -، والدعوة إلى ذلك، هذا هو الحب الصادق الذي يدل
عليه العمل الشرعي، والعمل الموافق لشرعه.
وأما كونه يعذب أو لا يعذب هذا شيء آخر،
هذا إلى الله - جل وعلا -، فالبدع والمعاصي من أسباب العذاب، لكن قد يعذب الإنسان بسبب
معصيته وقد يعفو الله عنه؛ إما لجهله، وإما لأنه قلد من فعل ذلك ظناً منه أنه مصيب،
أو لأعمال صالحة قدمها صارت سبباً لعفو الله أو لشفاعة الشفعاء من الأنبياء والمؤمنين
أو الأفراط.
فالحاصل: أن المعاصي والبدع من أسباب العذاب،
وصاحبها تحت مشيئة الله جل وعلا إذا لم تكن بدعته مكفرة، أما إذا كانت بدعته مكفرة
من الشرك الأكبر فصاحبها مخلد في النار - والعياذ بالله -، لكن هذه البدعة إذا لم يكن
فيها شرك أكبر وإنما هي صلوات مبتدعة، واحتفالات مبتدعة، وليس فيها شرك، فهذه تحت مشيئة
الله كالمعاصي؛ لقول الله سبحانه في سورة النساء:{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ
بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [2].
وأما الأشخاص الذين يجعلون لأنفسهم عيداً
لميلادهم فعملهم منكر وبدعة كما تقدم. وهكذا إحداث أعياد لأمهاتهم أو لآبائهم أو مشايخهم،
كله بدعة يجب تركه والحذر منه.
وأما ما أحدثه الفاطميون المعروفون، فإن
ذلك كان في مصر والمغرب في القرن الرابع والخامس.
وقد أحدثوا موالد للرسول - صلى الله عليه
وسلم -، وللحسن والحسين، وللسيدة فاطمة، ولحاكمهم.
ثم وقع بعد ذلك الاحتفالات بالموالد بعدهم
من الشيعة وغيرهم، وهي بدعة بلا شك؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو المعلم المرشد،
وأصحابه أفضل الناس بعد الأنبياء، وقد بلغ البلاغ المبين، ولم يحتفل بمولده عليه الصلاة
والسلام، ولا أرشد إلى ذلك، ولا احتفل به أصحابه أفضل الناس، وأحب الناس للنبي صلى
الله عليه وسلم، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة الثلاثة.
فعلم أنه بدعة، ووسيلة إلى الشرك والغلو
في الأنبياء وفي الصالحين، فإنهم قد يعظمونهم بالغلوّ والمدائح التي فيها الشرك بالله،
الشرك الأكبر، كوصفهم لهم بأنهم يعلمون الغيب، أو أنهم يدعون من دون الله، أو يستغاث
بهم، وما أشبه ذلك. فيقعون في هذا الاحتفال في أنواع من الشرك وهم لا يشعرون، أو قد
يشعرون.
فالواجب ترك ذلك، وليس الاحتفالات بالمولد
دليلاً على حب المحتفلين بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى اتباعهم له، وإنما الدليل
والبرهان على ذلك هو اتباعهم لما جاء به النبي - عليه الصلاة والسلام -، هذا هو الدليل
على حب الله ورسوله الحب الصادق، كما قال عز وجل: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ
فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ[3].
فمن كان يحب الله ورسوله فعليه باتباع الحق،
بأداء أوامر الله، وترك محارم الله، والوقوف عند حدود الله، والمسارعة إلى مراضي الله،
والحذر من كل ما يغضب الله عز وجل، هذا هو الدليل، وهذا هو البرهان، وهذا هو ما كان
عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان.
أما الاحتفال بالموالد للنبي - صلى الله
عليه وسلم -، أو للشيخ عبد القادر الجيلاني، أو للبدوي، أو لفلان وفلان فكله بدعة،
وكله منكر يجب تركه؛ لأن الخير في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع أصحابه والسلف
الصالح، والشر في الابتداع والاختراع ومخالفة ما عليه السلف الصالح.
هذا هو الذي يجب وهذا هو الذي نفتي به،
وهذا هو الحق الذي عليه سلف الأمة، ولا عبرة لمن خالف ذلك وتأول ذلك، فإنما هُدم الدين
في كثير من البلدان، والتبس أمره على الناس بسبب التأويل والتساهل، وإظهار البدع، وإماتة
السنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله المستعان.
فتاوى نور على الدرب الجزء الأول.
اضعط على الرابط لسماع مقطع الصوتي
حكم الاحتفال بالمولد
سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن
عثيمين - رحمه الله تعالى - : ما الحكم الشرعي في الاحتفال بالمولد النبوي؟
فأجاب فضيلته :
نرى أنه لا يتم إيمان عبد حتى يحب الرسول
- صلى الله عليه وسلم - ويعظمه بما ينبغي أن يعظمه فيه، وبما هو لائق في حقه - صلى
الله عليه وسلم - ولا ريب أن بعثة الرسول - عليه الصلاة والسلام - ولا أقول مولده بل
بعثته لأنه لم يكن رسولاً إلا حين بعث كما قال أهل العلم نُبىءَ بإقرأ وأُرسل بالمدثر.
لا ريب أن بعثته - عليه الصلاة والسلام
- خير للإنسانية عامة ، كما قال - تعالى :{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ
اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ فَآمِنُوا بِاللَّهِ
وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ
لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [سورةالأعراف : 158].
وإذا كان كذلك، فإن من تعظيمه، وتوقيره،
والتأدب معه، واتخاذه إماماً ومتبوعاً، ألا نتجاوز ما شرعه لنا من العبادات، لأن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - توفيَ ولم يدع لأمته خيراً إلا دلهم عليه وأمرهم به، ولا
شراً إلا بينه وحذرهم منه، وعلى هذا، فليس من حقنا ونحن نؤمن به إماماً متبوعاً أن
نتقدم بين يديه بالاحتفال بمولده أو بمبعثه.
والاحتفال يعني الفرح والسرور وإظهار التعظيم،
وكل هذا من العبادات المقربة إلى الله، فلا يجوز أن نشرع من العبادات إلا ما شرعه الله
ورسوله.
وعليه فالاحتفال به يعتبر من البدعة، وقد
قال النبي صلى الله عليه وسلم:" كل بدعة ضلالة " قال هذه الكلمة العامة
، وهو - صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بما يقول، وأفصح الناس بما ينطق، وأنصح الناس
فيما يرشد إليه، وهذا الأمر لا شك فيه، لم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم من البدع
شيئاً لا يكون ضلالة.
ومعلوم أن الضلالة خلاف الهدى، ولهذا روى
النسائي آخر الحديث:" وكل ضلالة في النار" ولو كان الاحتفال بمولده -
صلى الله عليه وسلم - من الأمور المحبوبة إلى الله ورسوله لكانت مشروعة، ولو كانت مشروعة
لكانت محفوظة، لأن الله - تعالى - تكفل بحفظ شريعته، ولو كانت محفوظة ما تركها الخلفاء
الراشدون والصحابة والتابعون لهم بإحسان وتابعوهم.
فلما لم يفعلوا شيئاً من ذلك عُلم أنه ليس
من دين الله، والذي أنصح به إخواننا المسلمين عامة، أن يتجنبوا مثل هذه الأمور التي
لم يتبيّن لهم مشروعيتها لا في كتاب الله، ولا في سنة رسوله - الله عليه وسلم -، ولا
في عمل الصحابة - رضي الله عنهم -، وأن يعتنوا بما هو بيّن ظاهر من الشريعة، من الفرائض
والسنن المعلومة، وفيها كفاية وصلاح للفرد وصلاح للمجتمع.
وإذا تأملت أحوال هؤلاء المولعين بمثل هذه
البدع، وجدت أن عندهم فتوراً عن كثير من السنن، بل في كثير من الواجبات والمفروضات،
هذا بقطع النظر عما بهذه الاحتفالات من الغلو بالنبي - صلى الله عليه وسلم - المؤدي
إلى الشرك الأكبر، المخرج عن الملة، الذي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه
يحارب الناس عليه، ويستبيح دماءهم وأموالهم وذراريهم، فإننا نسمع أنه يلقى في هذه الاحتفالات
من القصائد ما يخرج عن الملة قطعاً كما يردّدون قول البوصيري:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك
عند حدوث الحادث العمم
إن لم تكن آخـــذاً يوم المعاد يدي صفحــــاً وإلا فقل يا زلـة القدم
فإن من جودك الدنيـــــا وضرتها ومن
علومك علم اللوح والقلم .
مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله - عز وجل
-، وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه، كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطباً
النبي - عليه الصلاة والسلام :(فإن مِنْ جودك الدنيا وضرتها)، ومِنْ للتبعيض، والدنيا
هي الدنيا وضرتها هي الآخرة، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول - عليه الصلاة
والسلام -، وليس كل جوده، فما الذي بقي لله - عز وجل -، ما بقي لله - عز وجل -، ما
بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة.
وكذلك قوله:( ومن علومك علم اللوح والقلم
) ومن : هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه
الصلاة والسلام بهذا الخطاب.
ورويدَك يا أخي المسلم .. إن كنت تتقي الله
عز وجل فأنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلته التي أنزله الله .. أنه عبد
الله ورسوله فقل هو عبدالله ورسوله.
واعتقد فيه ما أمره ربه أن يبلغه إلى الناس
عامة:{قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ
وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ}[سورة
الأنعام : 50]، وما أمره الله به في قوله:{قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا
وَلَا رَشَدًا} [سورة الجن : 21]،وزيادة على ذلك:{قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ
اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا}[سورة الجن : 22]، حتى النبي
- عليه الصلاة والسلام - لو أراد الله به شيئاً لا أحد يجيره من الله - سبحانه وتعالى
-.
فالحاصل أن هذه الأعياد أو الاحتفالات بمولد
الرسول - عليه الصلاة والسلام - لا تقتصر على مُجرد كونها بدعة محدثة في الدين بل هي
يضاف إليها شئ من المنكرات مما يؤدي إلى الشرك .
وكذلك مما سمعناه أنه يحصل فيها اختلاط
بين الرجال والنساء، ويحصل فيها تصفيق ودف وغير ذلك من المنكرات التي لا يمتري في إنكارها
مؤمن، ونحن في غِنَى بما شرعه الله لنا ورسوله ففيه صلاح القلوب والبلاد والعباد).
" فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين
" إعداد وترتيب أشرف عبد المقصود ( 1 / 126 ).
اضغط على الرابط لسماع مقطع الصوتي
حكم الاحتفال بالمولد
السؤال: وهذا أيضا فضيلة الشيخ يقول : أنا
إمام مسجد وقد طلب مني المصلون أن أقرأ عليهم سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - في
يوم الإثنين القادم يوم الثاني عشر من ربيع الأول ؟
الجواب: لا، لا تقرأ عليهم هذا، لا تقرأ
عليهم يوم الاثنين أبد؛ لأن هذا من أجل يوم الاثنين اللي هو يوافق 12 ربيع اللي هو
محل البدعة، فلا تقرأ عليهم، ولا تستجب لهم..
السؤال: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة يقول: قرأت في كتاب بحوث وفتاوى فقهية معاصرة لأحمد الحجي الكردي هذه العبارة: " يحتفل
العالم الإسلامي بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ونحتفل معهم في هذا الشهر الكريم
" والسؤال: ما تعليقكم حول هذه الجملة علما بأن هذا الكتاب مفسوح ويباع في المكتبات
؟
الجواب: هذا كلام خطأ، وتضليل قوله: يحتفل
العالم الإسلامي، هذا كذب على العالم الإسلامي ما هو كله يحتفل، إنما يحتفل المبتدعة،
أما أهل السنة؛ فإنهم لا يحتفلون بهذه؛ لأنه بدعة؛ فقوله: العالم الإسلامي هذا كذب
منه، تعميم منه لا يجوز؛ لأن الاحتفال بالمولد النبوي هذا بدعة ما فعله الرسول، ولا
أمر به، ولا فعله أصحابه، ولا القرون المفضلة، وإنما فعله المبتدعة بعد خروج من القرون
المفضلة، وما زال أهل السنة، وأهل العلم يحذرون من هذه البدعة، الحمد لله العالم الإسلامي
لم يجمع على فعل هذه البدع، إنما يفعلها المبتدعة فقط، ولو قال: يحتفل بعض الناس، أو
يحتفل بعض المسلمين، لكان له وجه إنه صحيح، يحتفل بعض المنتسبين للإسلام، لكن تعميمه
قوله: يحتفل العالم الإسلامي، هذا كذب، كذب وباطل.
السؤال: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة ،
هذا سائل يقول: يحتفل الصوفية وأتباعهم في هذه الأيام بما يسمى عيد المولد النبوي،
فهل من توجيه حيال ذلك ؟
الجواب: التوجيه تعلمونه تكرر هذا والحمد
لله، وكتب فيه كتابات كثيرة، والمولد هذا بدعة، وكل بدعة ضلالة، وشر الأمور محدثاتها،
وهذا المولد يبغضه الرسول "صلى الله عليه وسلم"، لأنه بدعة الرسول يبغض البدع،
فكيف يقولون نحن نحب رسول الله وهم يفعلون ما يبغضه الرسول، وكيف يقولون نحن نحب الله
وهم يفعلون ما يبغضه الرسول، وينهى عنه وهو البدع قال تعالى:(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ
اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ). فالذي
يحب الله ورسوله لا يعمل البدعة، وقد قال صلى الله عليه وسلم:"لا تطروني كما
أطرت النصارى ابن مريم". ومن إطراء النصارى لابن مريم الإحتفال بعيد الميلاد،
فهذا مما أحدثه النصارى وهو من الإطراء، فالنبي نهى عن ذلك في حقه أن لا يعمل فيه ما
عمل مع المسيح إحياء بدعة المولد هذا شر كبير، وإحياء للبدع وفتح باب للمبتدعة أنهم
ينطلقون إلى ما شاءوا من البدع، والمحدثات فلا بد من إغلاق هذا الباب أصلاً ، والتحذير
منه، ولا يتساهل فيه.
السؤال: يقول: فضيلة الشيخ وفقكم الله
، هل يجوز أن يصام يوم المولد النبوي ؟
الجواب: لا. الصيام ما شرعه الله ورسوله، ولم يشرع لنا أن
نصوم. نعم يوم الاثنين تصومه، ما هو على 12 من ربيع؛ تصوم يوم الإثنين من كل أسبوع؛
هذه سنة أما يوم 12 من ربيع إذا وافق يوم الاثنين تفرح، عشانه يوم المولد. لا ما يجوز
هذا
فتاوى الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء و عضو هيئة كبار العلماء
اضغط على رابط مقطع الصوتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق