سلسلة "حق الزوج"
الدرس الأول:
ما أهمية هذا حق الزوج ؟
حقوق الزوج على الزوجة من أعظم الحقوق ،
بل إن حقه عليها أعظم من حقها عليه لقول الله تعالى:( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف
وللرجال عليهن درجة ) البقرة/228.
قال الجصاص: أخبر الله تعالى في هذه الآية
أن لكل واحد من الزوجين على صاحبه حقا ، وأن الزوج مختص بحق له عليها ليس لها عليه
.
وقال ابن العربي: هذا نص في أنه مفضل عليها
مقدم في حقوق النكاح فوقها .
ما الدليل على أهمية حق الزوج ؟
قد دل القرآن والسنة على أن للزوج حقا مؤكدا
على زوجته ، فهي مأمورة بطاعته ، وحسن معاشرته ، وتقديم طاعته على طاعة أبويها وإخوانها
، بل هو جنتها ونارها ، ومن ذلك: قوله تعالى:( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ
بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِم
) النساء/34
وقول النبي صلى الله عليه وسلم:" لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه
" رواه البخاري (4899)
قال الألباني رحمه الله معلقا على هذا الحديث:( فإذا وجب على المرأة أن تطيع زوجها في قضاء شهوته منها، فبالأولى أن يجب عليها
طاعته فيما هو أهم من ذلك مما فيه تربية أولادهما ، وصلاح أسرتهما، ونحو ذلك من الحقوق
والواجبات ) انتهى من آداب الزفاف ص 282
سلسلة " حق الزوج
":
الدرس الثاني:
ما
أهم حقوق الزوج ؟
2 - عدم الإذن لمن يكره الزوج دخوله : ومن حق الزوج
على زوجته ألا تدخل بيته أحدا يكرهه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال:" لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا
تأذن في بيته إلا بإذنه...." . رواه البخاري ( 4899 ) ومسلم ( 1026
) .
وعن سليمان بن عمرو بن الأحوص حدثني أبي
أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ
ثم قال: استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوانٍ ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا
أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم
فلا تبغوا عليهن سبيلا إن لكم من نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا فأما حقكم على نسائكم
فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا
إليهن في كسوتهن وطعامهن .
رواه الترمذي ( 1163 ) وقال: هذا حديث
حسن صحيح، وابن ماجه ( 1851 ) .
وعن جابر قال : قال صلى الله عليه وسلم:" فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة
الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح
ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف". رواه مسلم ( 1218
)
سلسلة "حق الزوج"
الدرس الثالث:
3 - معاشرة الزوجة لزوجها بالمعروف: وذلك لقوله
تعالى ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) البقرة/228 .
قال القرطبي :
وعنه - أي : عن ابن عباس - أيضا أي : لهن
من حسن الصحبة والعشرة بالمعروف على أزواجهن مثل الذي عليهن من الطاعة فيما أوجبه عليهن
لأزواجهن .
وقيل: إن لهن على أزواجهن ترك مضارتهن
كما كان ذلك عليهن لأزواجهن قاله الطبري .
وقال ابن زيد: تتقون الله فيهن كما عليهن
أن يتقين الله عز وجل فيكم .
والمعنى متقارب والآية تعم جميع ذلك من
حقوق الزوجية .
" تفسير القرطبي" ( 3 / 123 ، 124
)
ولنذكر النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل
على خديجة رضي الله عنها وقال: «دثروني دثروني، زملوني»، فقالت رضي الله عنها: «كلا
والله لا يخزيك الله أبدا: إنك لتصل الرحم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق».
رابط الموضوع :
http://www.assakina.com/alislam/
15155.html#ixzz3vnaRTeYV
سلسلة
" حق الزوج "
الدرس الرابع:
4 – حق الفراش وهو أن تجيب المرأة زوجها إلى حاجته التي
هي عبارة عن طاعته في أمر العلاقة الخاصة بينهما،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:(( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان
عليها؛ لعنتها الملائكة حتى تصبح )) متفق عليه (91)
وفي راوية لهما:(( إذا باتت المرأة هاجرة
فراش زوجها ؛ لعنتها الملائكة حتى تصبح )) (92) .
وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم:(( والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي
في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها )) (93) .
ولعن الملائكة يعني أنها تدعو على هذه المرأة
باللعنة ، واللعنة هي الطرد والإبعاد عن رحمة الله ، فإذا دعاها إلى فراشه ليستمتع
بها بما أذن الله له فيه فأبت أن تجيء ، فإنها تلعنها الملائكة والعياذ بالله ، أي
تدعو عليها باللعنة إلى أن تصبح .
اللفظ الثاني: أنها إذا هجرت فراش زوجها، فإن الله تعالى يغضب عليها حتى يرضى عنها الزوج، وهذا أشد من الأول؛ لأن الله سبحانه
وتعالى إذا سخط ؛ فإن سخطه أعظم من لعنة الإنسان، نسأل الله العافية
.
وفي هذا دليل على عظم حق الزوج على زوجته، ولكن هذا في حق الزوج القائم بحق الزوجة ، أما إذا نشز ولم يقم بحقها ؛ فلها الحق
أن تقتص منه وألا تعطيه حقه كاملاً ؛ لقول الله تعالى :
( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ
بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ) [البقرة: 194]
شرح رياض الصالحين ابن عثيمين , باب حق الرجل على المرأة
.
سلسلة " حق الزوج
":
الدرس الخامس:
5 - عدم الخروج من البيت إلا بإذن الزوج : من حق الزوج
على زوجته ألا تخرج من البيت إلا بإذنه .
متى يجوز لها الخروج لها ؟
إذا كان خروج الزوجة من بيتها، وسكنها في بيت آخر بإذن زوجها، فلا حرج في
ذلك، إذا انتقلت إلى مكان تأمن فيه على نفسها وأولادها ، وكذلك إذا كان خروجها اضطرارا.
ما حكم خروج المرأة بدون أذن زوجها ؟
والأصل أنه لا يجوز للمرأة أن تخرج من بيت
زوجها إلا بإذنه، فإن خرجت دون إذنه ، كانت عاصية ناشزا، تسقط نفقتها، وتأثم بذلك. لكن يستثنى حالات الاضطرار، وقد مثّل لها الفقهاء بأمثلة، منها إذا خرجت للطحن
أو الخبز أو شراء ما لا بد منه، أو خافت من انهدام المنزل ، ونحو ذلك. "أسنى
المطالب مع حاشيته" (3/239).
وقال في "مطالب أولي النهى"
(5/271):"( ويحرم خروجها ) أي الزوجة:( بلا إذنه ) أي: الزوج ( أو ) بلا
ضرورة كإتيانٍ بنحو مأكل; لعدم من يأتيها به" انتهى .
ومن هذا يعلم حكم خروجها للمناسبات الاجتماعية
ومواصلة الأهل والأقارب، فلا تفعل ذلك إلا بإذنه، سواء كانت تسكن معه، أو في بيت
مستقل .
وسئلت "اللجنة الدائمة للإفتاء":
ما حكم خروج المرأة من بيت زوجها من غير
إذنه، والمكث في بيت أبيها من غير إذن زوجها، وإيثار طاعة والدها على طاعة زوجها
؟
فأجابت: لا يجوز للمرأة الخروج من بيت
زوجها إلا بإذنه، لا لوالديها ولا لغيرهم؛ لأن ذلك من حقوقه عليها، إلا إذا كان
هناك مسوغ شرعي يضطرها للخروج "
انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة"
(19/165)
ما الدليل على اشتراط إذن الزوج في زيارة
الوالدين ؟
ومما يدل على اشتراط إذن الزوج في زيارة
الأبوين: ما جاء في الصحيحين في قصة الإفك ، وقول عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله
عليه وسلم: " أتأذن لي أن آتي أبوي". البخاري (4141) ومسلم (2770).
ومع ذلك فإن الأولى للزوج أن يسمح لزوجته
بزيارة والديها ومحارمها، وألا يمنعها من ذلك إلا عند تحقق الضرر بزيارة أحدهم ، لما
في منعها من قطيعة الرحم، وربما حملها عدم إذنه على مخالفته، ولما في زيارة أهلها
وأرحامها من تطييب خاطرها، وإدخال السرور عليها، وعلى أولادها، وكل ذلك يعود بالنفع
على الزوج والأسرة .
سلسلة
" حقوق الزوج
"
الدرس السادس:
6- خدمة الزوجة لزوجها: والأدلة في ذلك كثيرة،
على المرأة خدمة زوجها في الأعمال الباطنة
التي جرت العادة بقيام الزوجة بمثلها ؛ لقصة علي وفاطمة رضي الله عنها، حيث إن النبي
صلى الله عليه وسلم قضى على ابنته فاطمة بخدمة البيت وعلى علي بما كان خارج البيت
من الأعمال، ولحديث:( لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها،
ولو أن رجلا أمر امرأته أن تنقل من جبل أحمر إلى جبل أسود، ومن جبل أسود إلى جبل أحمر
لكان نولها [حقها] أن تفعل ).
قال الجوزجاني: فهذه طاعته فيما لا منفعة
فيه فكيف بمؤنة معاشه .
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر
نساءه بخدمته فيقول: يا عائشة أطعمينا ، يا عائشة هلمي المدية واشحذيها بحجر
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
:
وتجب خدمة زوجها بالمعروف من مثلها لمثله
ويتنوع ذلك بتنوع الأحوال فخدمة البدوية ليست كخدمة القروية وخدمة القوية ليست كخدمة
الضعيفة. الفتاوى الكبرى " ( 4 /
561 )
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:" أما خدمتها لزوجها فهذا يرجع إلى العرف، فما جرى العرف بأنها تخدم زوجها فيه
وجب عليها خدمته فيه ، وما لم يجرِ به العرف لم يجب عليها، ولا يجوز للزوج أن يلزم
زوجته بخدمة أمه أو أبيه أو أن يغضب عليها إذا لم تقم بذلك، وعليه أن يتقي الله ولا
يستعمل قوته، فإن الله تعالى فوقه، وهو العلي الكبير عز وجل، قال الله تعالى:( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً
كَبِيراً )" انتهى من "فتاوى نور على الدرب".
وقال في "الشرح الممتع"
(12/441): "
والصحيح أنه يلزمها أن تخدم زوجها بالمعروف
" انتهى .
سلسلة " حق الزوج
":
الدرس السابع:
7- حق تربية الأبناء :
لحديث الرسول صلي الله عليه وسلم: كلكم
راع وكلكم راع عن رعيته - فالإمام راع ومسؤول عن رعيته - والرجل في اهله راع - ومسؤول
عن رعيته -والمرأة في بيت زوجها راعية ومسؤولة عن رعيتها ( متفق عليه)
..
ما معن " قرة أعين " ؟
كلمة جامعة في قوله تعالى:﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا
قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ﴾{الفرقان: 74}.
يقول الإمام البغوي في تفسير كلمة﴿ قُرَّةَ أَعْيُنٍ
﴾: أي: أولادًا أبرارًا أتقياء، يقولون اجعلهم صالحين فتقر أعينُنا بذلك.
قال القرظي: ليس شيء أقر لعين المؤمن من
أن يرى زوجته وأولاده مطيعين لله عز وجل, وقاله الحسن.
ويقول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا
أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾
{الطور:21}. يعني بذلك تبارك وتعالى أن الذرية إذا كانت في درجة نازلة عن ذرية الآباء
في الجنة فإنهم يلحقون بهم في الدرجات العليا, حتى يحصل الاجتماع في الآخرة كما حصل
الاجتماع في الدنيا.
كيف تربب الأم دون أن تشعر ؟
ينبغي أن تنتبه الأم أنها تربي ابنها دون
أن تشعر، فكل شيء من حركاتها وسكناتها يضع على ذاكرته وقلبه علامة لا يمكن أن تفارقه
بسهولة باختلاف المحاولات والحيل والوسائل. وهذا ما يراه خبراء التربية: فالطفل يتشكل
حسب الأسلوب الذي نعامله به، وسلوكه يعكس ما يراه أمامه داخل البيت وخارجه.
ولتدرك في النهاية أنها لا تربي ابنها كي
يكون صالحًا لنفسه فقط، ولكن صلاحه في صالحها كأم، فهل ترضى أن يكون ولدها عاقًا لها،
أو يسيء معاملتها؟! أفلا ترضاه ولدًا بارًا بها وبوالده؟!.
الأبناء أمانة والأم حارسة على هذه الأمانة،
وينبغي أن ترعى الله فيها، فقد قال تعالى:(وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ
رَاعُونَ) [المؤمنون:8]
سلسلة " حق الزوج
"
الدرس الثامن:
8 – سوف نكتب بعض الوصايا الهامة للزوجة المسلمة
:
الحذر أختي المسلمة من المعاصي وعلى الأخص:
1- ترك الصلاة أو تأخيرها أو أداؤها على غير الوجه
الصحيح.
2- مجالس الغيبة والنميمة، والرياء والسمعة.
3- انتقاص الآخرين، والسخرية منهم:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا
نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ...[11] }[سورة الحجرات].
4- الخروج إلى الأسواق بغير ضرورة وبدون محرم.. قَالَ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا
وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا] رواه مسلم.
5- تربية الأطفال تربية غربية، أو ترك تربيتهم للخادمات
والمربيات الكافرات.
6- تقليد الكافرات.. فـ: [مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ
فَهُوَ مِنْهُمْ] رواه أبوداود وأحمد.
7- مشاهدة الأفلام الخليعة، واستماع الأغاني.
8- قراءة المجلات الماجنة.
9- دخول السائق والخادمة إلى المنزل بلا ضرورة
10- إهمال الزوج ومعصيته
11- مصاحبة الفاجرات والفاسقات..فـ:[الْمَرْءُ عَلَى
دِينِ خَلِيلِهِ] رواه أبوداود والترمذي وأحمد.
12- التبرج والسفور.
الدرس التاسع:
ما أهم الوصايا التي نوصي بها النساء ؟
الوصية الثانية: التعرف على الزوج: أن
تتعرف المرأة على زوجها. .تعرف ماذا يحب ، فتحاول أن تلبيه، وتعرف ماذا يكره، فتحاول
أن تجتنبه، مالم يكن في التلبية، أو الاجتناب لأمر ما معصية لله، فعندئذٍ لا طاعة لمخلوق
في معصية الخالق
أنت من خير النساء
!!
بطاعتك لزوجك، وحسن معاشرته؛ تكونين بإذن
الله من خير النساء، قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:'أَيُّ
النِّسَاءِ خَيْرٌ؟' قَالَ:[الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ
وَلَا تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَهُ] رواه النسائي وأحمد. واعلمي
أنك من أهل الجنة- بإذن الله- إن اتقيت الله، وأطعت زوجك؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:[إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا
وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ
شِئْتِ] رواه أحمد.
الوصية الثالثة:
القناعة: نريد من المرأة المسلمة أن ترضى
بما يقسم لها قلَّ أو كثر .. فلا تطلب من زوجها مالا يستطيع، أو مالا تمس الحاجة إليه
..فأكمل النساء هي التي ترضى بما كتب الله
لها
وليست التي تلبس أغلى الثياب- ولو اقترض
زوجها ثمنها من بعض الأصحاب؟!
وتأملي أختي أدب نساء السلف رضي الله عنهن..
كانت إحداهن إذا هم زوجها بالخروج من البيت أوصته وصية ..
ما هذه الوصية؟
تقول له: 'إياك وكسب الحرام ، فإنا نصبر
على الجوع ولا نصبر على النار' .. أما بعض نسائنا اليوم فبماذا يوصين أزواجهن إذا هموا
بالخروج من البيت؟
سلسلة " حق الزوج
"
الدرس العاشر:
تابع أهم الوصايا التي نوصي بها انساء
:
الوصية الخامسة: حسن تدبير شئون البيت:
ومن حسن التدبير: تربية الأولاد، وعدم تركهم للخادمات، ونظافة البيت وحسن ترتيبه، وإعداد
الطعام في الوقت المناسب .
ومن حسن التدبير: أن تضع المرأة مال زوجها
في أحسن موضع، فلا تسرف في الزينة والكماليات، وتخل بالضروريات.
وتأملي حفظك الله في قصة هذه المرأة
..
امرأة الحطّاب.. قالت : إن زوجي إذا خرج
يحتطب [يجمع الحطب من الجبل] أُحِسُّ العناء الذي لقيه في سبيل رزقنا و أُحِسُّ بحرارة
عطشه في الجبل تكاد تحرق حلقي، فَأُعِدُّ له الماء البارد حتى إذا ما قدم وجده، وقد
نسقت و رتبت متاعي وأعددت له طعامه، ثم وقفت أنتظره في أحسن ثيابي،
الوصية السادسة: حسن معاشرة أهل الزوج وأقاربه:
وأخص بذلك أمّه التي هي أقرب الناس إليه .. فيجب أن تتوددي إليها، وتتلطفي معها، وتظهري
الاحترام لها، وتتحملي أخطاءها، وتنفذي في غير معصية الله ـ أوامرها ما استطعت إلى
ذلك سبيلاً. كم من البيوت دخلها الشقاق والخلاف، بسبب سوء تصرف الزوجة تجاه أم زوجها..وعدم
رعايتها لحقها.. تذكري يا أمة الله أن التي سهرت وربت هذا الرجل الذي هو زوجك الآن
..هي هذه الأم..فاحفظي لها جهدها، وقدري عملها {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ[60]}[سورة
الرحمن].
سلسلة " حق الزوج
"
الدرس الحادي عشر:
أين وصلنا في الوصايا ؟
الوصية السابعة: مشاركة الزوج في أحاسيسه
ومشاعره، ومقاسمته همومه وأحزانه:
إذا أردت أن تعيشي في قلب زوجك؛ فعيشي همومه
وأحزانه .. ولعلي أذكرك بامرأة ظلت تعيش في قلب زوجها حتى بعد موتها، ظل يذكرها، ويذكر
مشاركتها له في محنته وشدته، ظل يحبها حباً
غارت منه زوجته الثانية التي تزوجها بعدها،
فقالت ذات يوم:' مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ
مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ
وَمَا رَأَيْتُهَا وَلَكِنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ
ذِكْرَهَا'.. وذات مرة قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ذكر خديجة:' كَأَنَّهُ
لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلَّا خَدِيجَةُ' فَيَقُولُ: [إِنَّهَا كَانَتْ
وَكَانَتْ]رواه البخاري ومسلم.
وجاءت رواية تفسر قوله:[إِنَّهَا كَانَتْ
وَكَانَتْ] وفيها:[قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ وَصَدَّقَتْنِي إِذْ
كَذَّبَنِي النَّاسُ وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ وَرَزَقَنِي
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ] رواه أحمد.
إنها خديجة التي لا ينسى أحد تثبيتها للنبي
صلى الله عليه وسلم، وتشجيعها إياه، ووضعها كل ما تملك تحت تصرفه من أجل تبليغ دين
الله للعالمين. لا ينسى أحد قولتها المشهورة التي جعلت النبي مطمئناً بعد اضطراب، وفرحاً
بعد اكتئاب،
لما نزل عليه الوحي لأول مرة: ' كَلَّا
وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ
وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ
'رواه البخاري ومسلم. فكوني يا أختي المسلمة كخديجة رضي الله عنها وعنّا جميعاً
.
سلسلة " حق الزوج
"
الدرس الثاني عشر:
هل هناك وصايا أخرى , نحتاج إليها ؟
الوصية الثامنة: شكر الزوج على جميل صنيعه،وعدم
نسيان فضله:[مَنْ لَمْ يَشْكُرْ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرْ اللَّهَ] رواه الترمذي وأحمد.
فلا تكوني من اللاتي لو أحسن إليها زوجها الدهر كله ثم رأت منه شيئاً قالت ما رأيت
منك خيراً قط ..
ولقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ]
فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:[تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ
الْعَشِيرَ] رواه البخاري ومسلم . وكفران العشير: جحود فضل الزوج، وعدم القيام بحقه.
أيتها الزوجة:
شكر الزوج يكون ببسمة على محياك تقع في
قلبه، فتهون عليه بعض ما يلقاه في عمله، أو بكلمة حانية ساحرة تفيد حبك في قلبه غضًا
طريًا.. أو بكلمة بإعذاره عن خطئه في حقك .. وأين هذا الخطأ في بحر فضله وإحسانه إليك.
الوصية التاسعة:
كتمان أسرار الزوج وستر عيوبه:
الزوجة موطن سر الزوج، وألصق الناس به،
وأعرفهم بخصائصه .. ولئن كان إفشاء السر من الصفات الذميمة من أي شخص كان، فهو من الزوجة
أعظم وأقبح بكثير.. إن مجالس بعض النساء لا تخلو من كشف، وفضح لعيوب الزوج، أو بعض
أسراره؛
وهذا خطره جسيم، وإثمه عظيم، فحافظي أختي
المسلمة على أسرار زوجك، واستري عيوبه ولا تظهريها إلا لمصلحة شرعية كالتظلم عند القاضي،
أو المفتي، أو من ترجين نصحه .
سلسلة " حق الزوج
"
الدرس الثالث عشر:
هل تحبون المزيد من الوصايا ؟
الوصية التاسعة: كتمان أسرار الزوج وستر
عيوبه: الزوجة موطن سر الزوج، وألصق الناس به، وأعرفهم بخصائصه .. ولئن كان إفشاء السر
من الصفات الذميمة من أي شخص كان، فهو من الزوجة أعظم وأقبح بكثير.. إن مجالس بعض النساء
لا تخلو من كشف، وفضح لعيوب الزوج، أو بعض أسراره؛ وهذا خطره جسيم، وإثمه عظيم، فحافظي
أختي المسلمة على أسرار زوجك، واستري عيوبه ولا تظهريها إلا لمصلحة شرعية كالتظلم عند
القاضي، أو المفتي، أو من ترجين نصحه .
وأخيراً: الفطنة والكياسة .. والحذر من
الأخطاء:
فمن الأخطاء: وصف الزوجة لزوجها محاسن بعض
النساء اللاتي تعرفهن .. وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال:[لَا تُبَاشِرُ
الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا]
رواه البخاري.
هل تعرفين لماذا؟!
ومن الأخطاء: ما تفعله كثير من الزوجات
عند رجوع أزواجهن من العمل .. فما أن يجلس الزوج مستقراً حتى تذكره بما يحتاجه البيت
من مطالب، وما يجب عليهم تسييره من الأمور، ومصاريف الأولاد .. والزوج لا يرفض الحديث
في مثل هذه الأمور، ولكن يجب أن تتحين الزوجة الوقت المناسب لذلك..
ومن الأخطاء:
ارتداء أحسن الثياب، والتحلي بأحسن الحلي
عند الخروج من البيت، وأما عند الزوج .. فلا جمال ولا زينة ..إلى غيره من الأخطاء التي
تنغص على الزوج متعته بزوجته. والزوجة الفطنة هي التي تجتنب ذلك كله.
سلسلة " حق الزوج
"
الدرس الرابع عشر:
الدرس الرابع عشر:
وإليك وصية تلك الأم الحكيمة لابنتها وهي
تعظها، فقالت:'
أي بنية، إنك قد فارقت بيتك الذي فيه درجت،
إلى رجل لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أمة يكن لك عبداً، واحفظي له خصالاً
عشراً يكون لك ذخراً:
أما الأولى والثانية: فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع والطاعة.
أما الثالثة والرابعة: فالتفقد لموضع عينه
وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت نومه
وطعامه، فإن ثورات الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله،
والإرعاء على حشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمراً،
ولا تفشين له سراً، فإنك إن خالفت أمره؛ أوغرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره..
ثم إياك والفرح بين يديه إذا كان مهموماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً.
هذا آخر درس في هذه السلسلة , والحمد لله
أولا وآخرا , وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق