سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه
الله - :
ما هو القرين ؟ وهل يرافق الميت في قبره
؟ .
فأجاب:
القرين هو شيطان مسلَّط على الإنسان بإذن
الله عز وجل، يأمره بالفحشاء وينهاه عن المعروف، كما قال عز وجل:( الشَّيْطَانُ
يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَآءِ وَاللهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً
مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )، ولكن إذا منّ الله سبحانه وتعالى على
العبد بقلب سليم صادق متجه إلى الله عز وجل مريد للآخرة، مؤثر لها على الدنيا: فإن
الله تعالى يعينه على هذا القرين حتى يعجز عن إغوائه .
ولذلك ينبغي للإنسان كلما نزغه من الشيطان
نزع فليستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، كما أمر الله، قال الله تعالى: ( وَإِمَّا
يَنَزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
).
والمراد بنزغ الشيطان: أن يأمرك بترك الطاعة، أو يأمرك بفعل المعصية، فإذا أحسست
من نفسك الميل إلى ترك الطاعة: فهذا من الشيطان، أو الميل إلى فعل المعصية: فهذا
من الشيطان، فبادر بالاستعاذة بالله منه: يعذك الله عز وجل.
وأما كون هذا القرين يمتد بأن يكون مع الإنسان
في قبره: فلا، فالظاهر - والله أعلم - بمجرد أن يموت الإنسان يفارقه؛ لأن مهمته
التي كان مسخراً لها قد انتهت، إذ إن ( الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث:
صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له )– رواه مسلم-
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 17 / 427 ،
428 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق