حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وآثاره العلمية
لفضيلة الشيخ: إسماعيل محمد الأنصاري
بالرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية
والافتاء والدعوة والأرشاد
بالمملكة العربية السعودية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام
على نبينا محمد سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:
سلسلة " مجدد القرن الثاني عشر "
الدرس الأول




هو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي
بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن التميمي، نسبة إلى تميم الذي قال الصحابي الجليل
أبو هريرةرضي الله عنه في بنيه "ما زلت أحب بني تميم منذ ثلاث سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول فيهم: "هم أشد أمتي على الدجال"البخاري: العتق
(2543) , ومسلم: فضائل الصحابة (2525) , وأحمد (2/390)

سلسلة " مجدد القرن الثاني عشر "

الى الحجاز:




عناصر دعوته :

وكانت دعوة الشيخ بسيطة واضحة :



الشيخ / محمد بن عبد الوهاب.

ابن عبد الوهاب ما كان إلا مجدداً لما كان عليه السلف الصالح من فهم صحيح للإسلام وسلوك سليم يستقيم مع هذا الفهم، لذلك نجد هذه الدعوة تهز عواطف الشعوب الإسلامية ومشاعرهم هزاً عنيفاً، وبلغ تأثيرها من القوة حداً لم يبلغه تأثير دعوة أخرى منذ عهد بعيد.


في الدرعية :
لم يتراجع إمامنا عن دعوته مع كل ما صادفه من صعوبات وما تحمله في سبيلها من أهوال، فقد كان يصدر عن إيمان عميق بما يدعو إليه واطمئنان كامل إلى نصر الله، حتى قيض الله له أمير الدرعية "محمد بن سعود"، فآزره ونصره وقاتل معه، وكانت هذه سنة أولاده وأحفاده من بعده في نصرة عقيدة التوحيد وحمل راية الإسلام.



الشيخ محمد بن عبد الوهاب " رحمه الله


لكن ذلك لم يجد أعداء الحق شيئاً، فقد زالت الحدود، وتحطمت الأسوار، وتفككت أطواق العزلة، وبدت دعوة الشيخ في كل بلد إسلامي على صفائها ونقائها: دعوة إسلامية خالصة للإسلام.

الوهابية: لفظة يطلقها خصوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله على دعوته إلى تجريد التوحيد من الشركيات ، ونبذ جميع الطرق إلا طريق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ومرادهم من ذلك: تنفير الناس من دعوته وصدهم عما دعا إليه، ولكن لم يضرها ذلك، بل زادها انتشارا في الآفاق، وشوقا إليها ممن وفقهم الله إلى زيادة البحث عن ماهية الدعوة ، وما ترمي إليه، وما تستند عليه من أدلة الكتاب والسنة الصحيحة، فاشتد تمسكهم بها
، وعضوا عليها، وأخذوا يدعون الناس إليها، ولله الحمد.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم" انتهى
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (2/469) .



مؤلفات الشيخ فهي كثيرة جداً نذكر بعضاً منها ..
قام الشيخ رحمه الله تعالى بتأليف عدد من الكتب والرسائل المهمة ، و قد امتازت مؤلفات الشيخ رحمه الله بالأسلوب القرآني المحض و أدلته كلها مأخوذة من القرآن والسنة إلا أن اللغة ليست عالية جداً كما نشاهدها عند ابن تيمية (ت 728 هـ ) وابن القيم (ت 756 هـ
و قد عرفنا من مؤلفات الشيخ الكتب التالية :
1- كتاب التوحيد : و هذه الرسالة هي من أشهر مؤلفاته
2- كتاب كشف الشبهات
3- كتاب الأصول الثلاثة
5- كتاب القواعد الأربع
6- كتاب أصول الإيمان
7- كتاب فضل الإسلام : و قد وضح فيه مفاسد البدع و الشرك ، كما وضح شروط الإسلام .
8- كتاب الكبائر : ذكر فيه جميع أقسام الكبائر ، واحدة و احدة ، .
10- كتاب ستة مواضع من السيرة : و هي رسالة مختصرة توضح ستة أحداث من السيرة النبوية
12- كتاب مسائل الجاهلية
13- كتاب تفسير الشهادة : و هو تفسير لكلمة لا إله إلا الله ،
14- كتاب تفسير لبعض سور القرآن :.
15- كتاب السيرة : و هو ملخص من كتاب السيرة لابن هشام .
16- الهدي النبوي : و هو ملخص لكتاب زاد المعاد للإمام ابن القيم رحمه الله .

سلسلة " مجدد القرن الثاني عشر "


ففي حالة إخراجه من العيينة طريداً منها كان سبب إخراجه رحمه الله من العيينة هو أن ابن معمر خاف من حاكم الإحساء من أن يقطع عنه المعونة ، فأخرج الشيخ رحمه الله من العيينة وتوجه إلى الدرعية ،

قد افتقد كل حظ من حظوظه الدنيوية المباحة ؛ افتقد ثقة الأمير وثقة الناس من حوله به و بما يدعو إليه من عقيد السلف الصالح ، وافتقد المسكن و المكانة و جميع الحظوظ النفسية والغايات الدنيوية

وما بقي لديه سوى الإيمان القوي بصحة عقيدة السلف الصالح ، و حسن الظن بالله ..

لقد سار من العيينة إلى الدرعية يمشي راجلاً ليس معه أحد في غاية الحر في فصل الصيف لا يلتفت عن طريقه ويلهج بقوله تعالى { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } و يلهج بالتسبيح .. فلما وصل الدرعية قصد بيت ابن سويلم العريني ،
فلما دخل عليه ؛ ضاقت عليه داره وخاف على نفسه من محمد بن سعود ، فوعظه الشيخ وأسكن جأشه وقال : سيجعل الله لنا ولك فرجاً و مخرجاً . كتاب /عنوان المجد لابن بشر (1/11 ) .
http://www.al-tawhed.net/shekh/showCat.aspx?id=12



كان حريص على تطبيق السنة والدعوة إليها بالقول والفعل:
• إن الشيخ/محمداً يعتبر آية في تطبيق السنة في حياته كلها، في مأكله، ومشـربه، وزواجه، ودعوته، وصلاته، وصومه، …، وسائر عبادته.
• ففي مسجده -مسجد السنة- الأذان على السنة؛ لا تمطيط، ولا بدع فيه، والصلاة على السنة،

(السُّنَّة أن يكون المهر (500) درهم، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم،
وأهل السنة يكونون إن شاء الله في المقدمة، وأنا والحمد لله قد طبَّقت هذا في بناتي (5000) ريال؛
أقول له: هذا هو المهر…
نطبق السنة، ونحرص على أن نكون سنيين بالقول وبالعمل، وهذا يعتبر دعوة، التطبيق العملي دعوة إلى الخير وبركة واللهِ)[شريط: «أحكام الزواج»].

فنحن عباد الله، مطالبون أن نعمل بالإسلام، وأن نطبقه إذا أردنا أن نسعد، وأن نفلح، وأن نفوز في الدنيا والآخرة، قولاً، وعملاً، وتطبيقاً)

- شدة محبته للسنة.
- إذا ظهر له الحق عض عليه بالنواجذ، ولا يبالي بمن خالفه.
- محبته الشديدة لأهل السنة، وكراهيته للمبتدعة.
- اهتمامه بالعقيدة.
- الفهم الصحيح في استنباط الفوائد.
- البغض الشديد للحزبية المقيتة التي فرقت شمل المسلمين.
- التواضع، والرفق، والحلم، والأناة، فقد وفق حفظه الله لذلك؛ حتى أحبه طلبة العلم والعامة)[مقدمة «القول المفيد»].
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=350433



وفي عام (1206ه-) تُوفي الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله- .



الشيخ المؤرخ (حسين بن غنام )، والشيخ الإمام الشوكاني- رحمه الله- عالم اليمن.
فَرَحِمَ اللهُ الشيخَ محمد بن عبد الوهاب، وجزاهُ خيراً عن الإسلام والمسلمين، وإنَّهُ لحقيقٌ أَنْ يُقالَ عنه: إِنَّهُ شيخ الإسلام وإمام المسلمين الَّذي جَدَّدَ اللهُ بهِ الملَّةَ، ورفعَ بهِ لواءَ التَّوحيدِ والسُّنَّةِ.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/32807/#ixzz3z7g8Byqg
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق