الاثنين، 25 يناير 2016

سلسلة أصول الوصول إلى الله

سلسلة أصول الوصول إلى الله
 الدرس الأول:
الأصل الأول:(عليك البداية وعليه التمام ).
: إعلم أن للسير الى الله أصولا وضوابط وثمة أمر مهم وهو أن السائرين الى الله هم المصطفون من خلق الله ، قال تعالى: " ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ " ( فاطر 32 ) .
فكلهم مصطفون مختارون لسلوك هذا الطريق ..فان سلكت فأبشر ، ولكن انضبط واشكر كى لا تطرد.

 اعلموا أحبتي فى الله السائرين الى الله :
1 أن الله – تعالى – أراد برحمته – سبحانه – وهو الحكيم العليم والخبير البصير أن يحكم هذا الكون بسنن ربانية غاية فى الدقة والثبات " فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا " ( فاطر : 43 ) .. تلكم الاولى ..



سلسلة أصول الوصول إلى الله
 الدرس الثاني:
الأصل الأول:(عليك البداية وعليه التمام ).
 2 وأما الثانية: فان الانسان خلق مبتلى فى هذه الدنيا " الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور " ( الملك : 2 ) .

3 وثالثهما : أن الله العزيز الكريم خلق الخلق وهو اعلم بهم , قال سبحانه " هو أعلم بكم اذ أنشأكم من الارض وإذ أنتم أجنة فى بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى "
( النجم: 32 )
وقال سبحانه " وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا " ( الاسراء : 17 ) .
قد أراد الله ابتلاء واصلاحا , أن يبتلى عباده بتكليف هو غاية فى الخطورة وهو أنه – سبحانه – أناط بهم البداية, فأحال عليهم بداية الشروع اليه والقصد نحوه, قال - سبحانه – فى الحديث القدسى: " عبدى قم الىّ أمش اليك ".

وهذا رعاية لجلال العزة وحماية لجناب العظمة : أن يكلف العبد أن يأتى سيده ثم يكون من السيد القبول والاكرام .

قال – سبحانه –وتعالى – " وقال ربكم ادعونى أستجب لكم " ( غافر : 60 ) , وقال – سبحانه وتعالى – " واذا سألك عبادى عنى فانى قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان " ( البقرة : 186 )

 وقال - تعالى – فى الحديث القدسى" يا ابن آدم قم الىّ أمش اليك, وامش الىّ أهرول اليك " [صححه الألبانى]

 وقال - سبحانه – أيضا " من تقرب منى شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب منى ذراعا تقربت منه باعا ومن أتانى يمشى أتيته هرولة " [متفق عليه].

اذا فابدأ .. ابدأ فبداية الطريق خطوة, ابدأ خطوة الى الله والله يبارك ويتم, فهو - سبحانه – كريم .. ابدأ ولا تشتكي.

سلسلة أصول الوصول إلى الله
 الدرس الثالث:
الأصل الأول:(عليك البداية وعليه التمام ).
كثيرا منا يشكو الفتور وينام .. اذا أصبت بالفتور فعليك بالتفكير فورا فى عمل تقوم به .. اعمل والله يرفع عنك البلاء .. ابدأ والله يأخذ بيدك .. اعمل .. تحرك .

ان كثيرا من الاخوة ينتظر نصر الله بمعجزة, ينتظر اصلاح فساد قلبه بمعجزة فى لحظة دون أن يصنع شيئا .. وهذا لا يكون .
ان القضية تحتاج الى عمل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" بل اعملوا فكل ميسر لما خلق له " [متفق عليه] .. اعملوا .. لابد من عمل .
فعلى قدر عطائك تعطى , وعلى قدر سعيك تمنح .

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس فى حلقة من أصحابه فدخل ثلاثة , فأما الاول: فوجد فرجة فجلس فيها , وأما الثانى: فاستحيى فجلس خلف الحلقة, وأعرض الثالث فمشى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو أخبركم بخبر الثلاثة نفر, أما الأول: فأوى الى الله فآواه الله وأما الثانى : فاستحيى فاستحيى الله منه, وأما الثالث فأعرض فأعرض الله عنه ".[متفق عليه]

 فان أويت الى الله آواك , وان أعرضت عنه أعرض عنك وطردك وألقاك . قال الله – جل جلاله – عن يونس عليه السلام " فلولا أنه كان من المسبحين * للبث فى بطنه الى يوم يبعثون "
( الصافات : 143- 144 ) ..
مع أنه نبى .. نعم: فلا أحد عزيز على الله – مهما بلغت منزلته – ان لم يئوه الله .. فائو الى الله ولا تعرض .

سلسلة أصول الوصول إلى الله
 الدرس الرابع:
الأصل الأول:(عليك البداية وعليه التمام ).
قال ابن القيم رحمه الله: " وأيما جهة أعرض الله عنها أظلمت أرجاؤها ودارت بها النحوس ".
ائوي الى الله وابدأ .. ابدأ خطوة .. اعمل .. اتعب .. تحرك .. اسع وسوف يتم عليك بخير.

ودائما معلوم أن نقطة البداية هى الاشق , وانطلاقة البداية هى الأصعب , وهذا هو عين الابتلاء من الله – سبحانه وتعالى – " فاذا عزم الامر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم " ( محمد : 21 ).

فسعادته فى صدق العزيمة وصدق الفعل فصدق العزيمة جمعها وجزمها وعدم التردد فيها بل تكون عزيمة لا يشوبها تردد ولا تلوّم.

فاذا صدقت العزيمة بقى عليك صدق الفعل, وهو استفراغ الوسع وبذل الجهد فيه, وأن لا يتخلف عنه بشىء من ظاهره وباطنه, فعزيمة القصد تمنعه من ضعف الارادة والهمة, وصدق الفعل يمنعه من الكسل والفتور.
ومن صدق الله فى جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره.

وهذا الصدق معنى يلتئم من صحة الاخلاص وصدق التوكل , فأصدق الناس من صح اخلاصه وتوكله ".

أعلم أيها السائر إلى الله انت مبتلى بأن تبدأ , وممتحن بأن تصدق , فإذا بدأت كما يحب أتم لك كما تحب ..
والانقطاع سببه البداية الضعيفة . فان السائر ان فتر عزمه استمر سيره بقوة الدفع الأولى 


                 إنتهى حديثنا اليوم عن : الأصل الأول من سلسلة أصول الوصول إلى الله 
(عليك البداية وعليه التمام )
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ﻻ اله الا انت استغفرك واتوب اليك
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس الخامس:
 الأصل الثاني:(كن واحدا لواحد على طريق واحد تصل ).
فكن واحدا: أى عبدا ..لـواحـد:
🏻أى لله وحده , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تعس عبد الدرهم , تعس عبد الدينار , تعس عبد القطيفة والخميصة, تعس عبد المرأة, تعس وانتكس, واذا شيك فلا انتقش ".[هذا الحديث أصله فى البخارى].

التوحيد نظام الكون, ولا يصلح فى الطريق الى الله الا التوحيد , توحيد القصد وتوحيد المعبود ولذلك اذا أردت – أن تسير الى ربك سيرا حسنا فالزم التوحيد, قال - سبحانه وتعالى -" قل ان صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين "
( الانعام : 162 – 163 ) .

ولابد أن تعلم أن الله – سبحانه وتعالى – هدد أنبيائه ورسله بحبوط الاعمال – وان كثرت – ان فاتها التوحيد , فقال بعد أن ذكر جملة كثيرة منهم فى سورة الانعام : " ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون " ( الانعام : 88 ) 

بل قال مخاطبا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : " ولقد أوحى اليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكوننّ من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين "
( الزمر : 65 – 66 ).


سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس السادس:
 الأصل الثاني:(كن واحدا لواحد على طريق واحد تصل ).
ومن خطورة أمر التوحيد أن الشرك فى هذه الامة أخفى من دبيب النمل , لذا علمك النبى صلى الله عليه وسلم أن تقول كل يوم مرارا " اللهم انى أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه " .[صحيح الأدب المفرد]

ومن خطورة أمر التوحيد الخوف على التوحيد , قال الله – سبحانه وتعالى – حاكيا عن ابراهيم عليه السلام دعوته " واجنبنى وبنى أن نعبد الاصنام " ( ابراهيم : 35 ) ..

فهذا ابراهيم خليل الله يخاف على توحيده , فيطلب التثبيت عليه ويطلب لبنيه ألا يحيدوا عنه 
ومن خطورة التوحيد أنه قد يلتبس على العبد قال ابن القيم –رحمه الله تعالى –فى" الفوائد" " التوحيد ألطف شىء وأنزهه وأنظفه وأصفاه, فأدنى شىء يخدشه ويدنسه ويؤثر فيه, فهو كأبيض ثوب يكون, يؤثر فيه أدنى أثر, وكالمرآة الصافية جدا, أدنى شىء يؤثر فيها 

ولهذا تشوّشه اللحظة واللفظة والشهوة الخفية, فان بادر صاحبه وقلع ذلك الأثر بضده, والا استحكم وصار طبعا يتعسر عليه قلعه.

 فانظر - رحمك الله - الى توحيدك: هل ما زال على صفائه وطهارته ونقائه أم أنه تلوث
- من مخالطة البشر ومعاملاتهم وغياب العلم عن القلب
- ونسيان الذكر
- وكثرة الكلام والجدال المقيت وحب العلو والغلبة
- وتعلق القلب بمدح الناس ودفع ذمهم
- والشهوات المركبة فى للانفس ..

سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس السابع:
 الأصل الثاني:(كن واحدا لواحد على طريق واحد تصل ).
على طريق واحد :
🏻اذا كنت واحدا لواحد فلكى تصل لابد من أن يكون لك طريق واحد الى الله – تعالى – فهما 

توحيدان:
توحيد القصد وتوحيد المعبود .
هو طريق واحد لا يتعدد ولا يتغير , كما قال ربنا – جل وعلا - : " وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله " ( الانعام : 153 ) فوحد سبيله لانه فى نفسه واحد لا تعدد فيه , وجمع السبل المخالفة لانها كثيرة ومتعددة .

فكن على طريق واحد تصل وهو الطريق الى الله – سبحانه وتعالى.
🏻وأصله: الكتاب والسنة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" انه من يعش بعدى فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين عضوا عليها بالنواجذ , واياكم ومحدثات الامور , فان كل محدثة بدعة وكل ضلالة فى النار" [صححه الألبانى] .

وقال صلى الله عليه وسلم: " تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى " [أحمد والترمذى وقال حسن غريب]

فاسلك الطريق الواحد واذا سلكته فلا تغير ولا تبدل لئلا تطرد .. لا تتلون ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله .. اللهم نجنا من مضلات الفتن .



سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس الثامن:
 الأصل الثاني:(كن واحدا لواحد على طريق واحد تصل ).
كن على طريق واحد , واعلم أن الكتاب والسنة بفهم سلف الامة منهج معصوم , لأن الله – تعالى – أمر بذلك , قال – تعالى : " والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضى الله عنهم " ( التوبة : 100 ) .

 وقال – سبحانه وتعالى –
" فان آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وان تولوا فانما هم فى شقاق " ( البقرة: 137 ).
قال ابو الحسن الوراق: لا يصل العبد الى الله الا بالله وبموافقة حبيبه صلى الله عليه وسلم فى شرائعه, ومن جعل الطريق الى الوصول فى غير الاقتداء, يضل من حيث يحسب انه مهتد.

قال ابو بكر الطمستانى: الطريق واضح, والكتاب والسنة بين أظهرنا, وفضل الصحابة معلوم لسبقهم الى الهجرة ولصحبتهم , فمن صحب منا الكتاب والسنة وتغرب عن نفسه والخلق وهاجر بقلبه الى الله, فهو الصادق المصيب.

وعن طريق البدع يقول الحسن: صاحب البدعة لا يزداد اجتهادا, صياما وصلاة, الا ازداد من الله بعدا.

فتمسك – بما كان عليه سلفك الصالح, وابتعد عن البدع واهلها وكن على طريق واحد
" طريق السنة " ولا تلتفت.

قال بندار بن الحسين: صحبة أهل البدع تورث الاعراض عن الحق .

وقال حمدون القصار: من نظر فى سير السلف , عرف تقصيره وتخلفه عن درجات الرجال .

🏻قال ابن القيم: " لو أن عبدا اقبل على الله الف سنة , ثم التفت عن الله لحظة واحدة , لكان ما خسر فى هذا اعظم مما حصله فى الالف سنة " اهـ .

فسر – ولا تلتفت .. انطلق على طريق واحد .. انطلق وكن واحدا لواحد على طريق واحد تصل باذن الله .
إنتهى حديثنا اليوم عن : الأصل الثاني من سلسلة أصول الوصول إلى الله 
(كن واحدا لواحد على طريق واحد تصل )
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ﻻ اله الا انت استغفرك واتوب اليك
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم



سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس التاسع:

الأصل الثالث:( ما لا يكون بالله لا يكون وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم )
العبد ضعيف .. خلق فى الاصل محتاجا فقيرا, قال الله: " يا أيها الناس أنتم الفقراء الى الله والله هو الغنى الحميد " ( فاطر : 15 ).

وقال - تعالى -:" وخلق الانسان ضعيفا " ( النساء: 28 ) بأصل خلقتك ضعف.

انظر قول الله عز وجل " ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا "
( النساء: 83 ).

قال - تعالى -: " ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكى من يشاء "( النور: 21 ).

الله هو الموفق المسدد .. الله هو الذى يصطفى ويختار .. فالسير فى الطريق الى الله مبني على الاصطفاء والاختيار, فاذا اختارك واصطفاك هيأك.

قال الله – تعالى – فى حق يونس عليه السلام " فاجتباه ربه فجعله من الصالحين "( القلم: 50 )

اجتباه فجعله .. فأنت ضعيف لا طاقة لك .. أنت ضعيف لا قوة لك ولا قدرة لك ولا حول لك الا ان تكون بالله, فما لا يكون بالله لن يكون, فالذى أتى بك الى المسجد, الله, والذى أنطق فأسمع, الله .. الله هو الذى اجتباك وجعلك من الملتزمين.

للوصول الى الله, الزم: اياك نعبد واياك نستعين "

تبرأ من حولك وقوتك والجأ الى حوله وقوته واستعن به , استعن به وتوجه اليه واطلب منه 

استعن به وحده يكن لك .. كما قال العلماء : كن لله كما يريد , يكن لك فوق ما تريد .

ما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم:
اخوتى فى الله , ما كان لغير الله اضمحل .. يضمحل .. يتلاشى كالرسوم على رمال الشاطىء تمحوها أمواج البحر ..: ما كان لله دام واتصل, وما كان لغير الله انقطع وانفصل.


سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس العاشر:
الأصل الثالث:( ما لا يكون بالله لا يكون وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم )
أحوال السلف مع الإخلاص 
كان الفضيل بن عياض يقول: اذا كان يسأل الصادقين عن صدقهم , مثل اسماعيل وعيسى – عليهما الصلاة السلام – فكيف بالكذابين من أمثالنا؟! وكان رحمه الله اذا قرأ:" ونبلو أخباركم" يقول: اللهم انك ان بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت استارنا, عافيتك هى أوسع لنا, وأنت أرحم الراحمين.

☀️قال أبو عثمان المغربى : الاخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر الى الخالق.
☀️وقال سهل بن عبدالله التسترى: نظر الاكياس فى تفسير سورة الاخلاص فلم يجدوا غير هذا:

أن تكون حركته وسكونه فى سره وعلانيته لله تعالى, لا يمازجه شىء لا نفس ولا هوى ولا دنيا.
☀️وقيل لحمدون بن أحمد: ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا؟ قال: لأنهم تكلموا لعز الاسلام ونجاة النفوس ورضا الرحمن, ونحن نتكلم لعز النفوس وطلب الدنيا ورضا الخلق.
☀️قال أبو تميم بن مالك: كان منصور بن المعتمر اذا صلى الغداة, أظهر النشاط لاصحابه, فيحدثهم ويكثر اليهم, ولعله انما بات قائما على أطرافه كل ذلك يخفى عليهم العمل.
☀️قال أبو اسحاق كعب الاحبار صاحب الكتب والاسفار: من تعبد لله ليلة حيث لا يراه أحد يعرفه خرج من ذنوبه كما يخرج من ليلته.
☀️وهذا زين العابدين على بن الحسين: يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل, فيتصدق به ويقول: ان صدقة السر تطفىء غضب الرب عز وجل.

ولما مات وجدوه يقوت مئة أهل بيت بالمدينة, ولما جاءوا يغسلونه وجدوا بظهره أثار سواد فقالوا: ما هذا؟ فقيل: كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة.
☀️ قال إبراهيم بن أدهم: لا تسأل أخاك عن صيامه فإن كان قال: أنا صائم فرحت نفسه وإن قال: أنا غير صائم حزنت نفسه وكلاهما من علامات الرياء, وفى ذلك فضيحة للمسئول واطلاع على عوراته من السائل.

أخواتاه ما لا يكون بالله لا يكون, وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم .. فاستعينوا بالله وأخلصوا لله والزموا " اياك نعبد واياك نستعين " تصلوا الى الله – تعالى – بأمان واطمئنان.


إنتهى حديثنا اليوم عن:الأصل الثالث من سلسلة أصول الوصول إلى الله 

( ما لا يكون بالله لا يكون وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم )


سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ﻻ اله الا انت استغفرك واتوب اليك
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 

سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس الحادي عشر
 الأصل الرابع :(اشكر الله على نعمته )
إن معرفة الطريق الى عز وجل والشغف بالسير فيه والحرص على التقدم .. نعمة ..

والاعمال الصالحة من تلاوة وذكر وصيام وقيام وتبتل وتهجد واحسان وبر وغيرها , هى حوامل الوصول فى هذا الطريق ...وهى نعمة ..
وهذه النعم ان لم تدم وتزد وتبارك كان النكوص والارتداد والسلب والحرمان .. ولا سبيل قط الى حراسة النعم وحمايتها وزيادتها الا بالشكر ...

قال ابن القيم – رحمه الله تعالى -: " من أنعم عليه بنعمة فلم يشكرها عذب بتلك النعمة ذاتها ولابد " اهـ.

عرفت – ما سبب الفتور ؟ لأنك لم تشكر نعمة الالتزام , فلو شكرت هذه النعمة لزادك الله التزاما, قال – تعالى – " والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم " (محمد : 17) لكن لما لم تشكر نعمة الالتزام فترت, وتراجع التزامك.


سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس الثاني عشر:
 الأصل الرابع :(اشكر الله على نعمته ).
قال الحسن: ان الله عز وجل ليمتع بالنعمة ما شاء , فإذا لم تشكر قلبها عليهم عذابا.
سئل بعض الصالحين: كيف أصبحت ؟ فقال: أصبحت وبنا من نعم الله ما لا يحصى مع كثير ما يعصى , فلا ندرى على ما نشكر: على جميل ما نشر, أو على قبيح ما ستر؟
وقال آخر : أصبحت بين نعمتين لا أدرى أيتهما أعظم: ذنوب سترها الله علىّ, فلا يقدر أن يعيرنى بها أحد , ومحبة قذفها الله فى قلوب الخلق لا يبلغها عملى .
نعم – اخوتى فى الله -: من أصول السير الى الله: كلما أنعم الله عليك بنعمة فاشكرها ..
اذا حفظت آية فاشكرها, اذا ذكرته لحظة فاشكرها, اذا صليت جماعة اشكرها, اذا تعلمت مسألة اشكرها, اذا قمت ليلة اشكرها, اشكر الله على نعمته, لأنك ان لم تشكره تعذب .. تلك سنة ربانية, فلذلك انشغل بشكر النعمة.

 الشكر أساس المزيد. أحبتى فى الله , يا من عزمتم السير الى الله  اشكروا الله يزدكم ..
عن على رضى الله عنه أنه قال لرجل من أهل همدان " إن النعمة موصولة بالشكر, والشكر متعلق بالمزيد, وهما مقرونان فى قرن, فلن ينقطع المزيد من الله – عز وجل – حتى ينقطع الشكر من العبد " اهـ.
فإذا رأيت إيمانك – لا يزيد فارجع الى الشكر ..
اشكر تزدد إيمانا, فإن الشكر أساس المزيد .


إنتهى حديثنا اليوم عن:الأصل الرابع من أصول الوصول إلى الله 
(اشكر الله على نعمته )
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ﻻ اله الا انت استغفرك واتوب اليك
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 

سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس الثالث عشر:
 الأصل الخامس :(يومك يومك ).
أيها الاحبة ؛؛ إن  الله – جل جلاله – حين خلق العبد ما خلقه الا ليعبده , قال – تعالى – " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون "  ( الذاريات : 56 ) ثم أجرى الله اللطيف الرحيم تكاليفه على العبد فكلفه ما يطيق .

قال الله: " ولو شاء الله لأعنتكم " ( البقرة : 220 ) يعنى : ولو شاء الله لأوقعكم فى العنت والمشقة والتعب , ولكن الله يقول : " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " ( البقرة : 185 ) ويقول – سبحانه وتعالى - : " يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا " ( النساء : 28 ).
إنتهى حديثنا اليوم عن:الأصل الخامس من أصول الوصول إلى الله 
(يومك يومك )
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ﻻ اله الا انت استغفرك واتوب اليك
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 


سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس الرابع عشر:
الأصل السادس :(وليسعك بيتك)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن سأل عن النجاة: " أمسك عليك لسانك, وليسعك بيتك , وابك على خطيئتك " [صححه الألبانى].

قال عبدالله بن عباس رضى الله عنهما:" أخسر الناس صفقة من انشغل بالناس عن نفسه , وأخسر منه صفقة من انشغل بنفسه عن الله ".

قال بعض السلف: " علامة إعراض الله عن العبد انشغاله بما لا يعنيه ".

قال بعض السلف أيضا " علامة الافلاس كثرة الحديث عن الناس ".

قال ابن الجوزى: " إذا رأيت نفسك تأنس بالخلق وتستوحش من الخلوة فاعلم أنك لا تصلح لله"

قال ابن قدامة : " إذا رأيت الناس يعجبون بك , فاعلم أنهم إنما يعجبون بستر الله عليك , فلا تذب عن الناس الذباب وحجرك مملوء بالعقارب ". 

 

سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس الخامس عشر:
 الأصل السادس :(وليسعك بيتك)
الزم نفسك والزمها طاعة الله.. احمل هم نفسك, فهذا أصل من الاصول المهمة.. وليسعك بيتك.. انشغل بإصلاح قلبك, وأمر صلاتك, وذكرك لله, وحفظك للقرآن , وتعلمك للعلم, ودعوتك الى الله, وتربية أولادك وأهل بيتك على الكتاب والسنة.. وليسعك بيتك.

كثير منا يطالب دائما بحقوقه ولا يلتفت الى واجباته.. فقبل أن تطالب بحقك أد ما عليك من واجب, ولاشك أن أول الواجبات علينا أنفسنا..

وللاسف الشديد تجلس مع بعض الاخوة فتجد أحدهم يقول: أنا خائف على الاخ فلان, لأنه ظل أياما لم يصل الفجر.. أقول له: خف أنت على نفسك.

نعـــم : لا مانع من أن نخاف على إخواننا, ولكن لا ينبغى أن ننشغل بعيوبهم , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يرى أحدكم القذاة فى عين أخيه, ولا يرى الجذع فى عين نفسه ". [موقوف على أبى هريرة]

فإذا كنت يا هذا صادقا فى كلمتك " أخاف على فلان " فاذهب اليه سرا, وابحث عنه لعله  متورط فى مشكلة, لعل له عذرا, اذهب اليه وساعده على القيام للصلاة, ولا تعن الشيطان عليه, وانشغل بنفسك فهذا أولى بك.

إنتهى حديثنا اليوم عن:الأصل السادس من أصول الوصول إلى الله 
( وليسعك بيتك )
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ﻻ اله الا انت استغفرك واتوب اليك
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 


سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس السادس عشر:
الأصل السابع :(الصادق حبيب الله ).
ما المقصود بالصدق ؟ .. 
فعندما  نأتي لنتكلم عن  الصدق تنصرف الاذهان الى قول الحق وصدق اللسان فقط , والصدق معنى لأكبر من ذلك بكثير ..
الصدق – هو الاسلام , قال – سبحانه وتعالى – " والذى جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون "

وقال تعالى " ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا " ( البقرة : 177 ). 

فبعد أن ذكر الله أركان الايمان ذكر  أركان الاسلام , قال :" أولئك الذين صدقوا ".. إذا 
فالصدق هو الدين كله .. والتقوى أيضا تشمل الدين كله , فكل طاعة تقوى .
قال جعفر الصادق: الصدق هو المجاهدة, وأن لا تختار على الله غيره, كما لم يختر عليك غيرك, قال – تعالى – " هو اجتباكم " ( الحج : 78 ).




سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس السابع عشر:
الأصل السابع :(الصادق حبيب الله ).
والصدق – مفتاح الصّدّيقية , وأعلى مراتب الصدق: كما جاء فى الحديث:" وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صدّيقا " [متفق عليه]. 

فالصدق مفتاح الصديقية, ومبدؤها وهى غايته , فلا ينال درجتها كاذب ألبتة, لا فى قوله, ولا فى عمله, ولا فى حاله .. قال الله – تعالى – عن أبى بكر رضى الله عنه:" والذى جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون " ( الزمر: 33 ).
قال أبو يعقوب النهرجورى: الصدق موافقة الحق فى السر والعلانية.
إخوتاه, اصدقوا فى أعمالكم مع الله, " فمخالفة الظاهر للباطن عن قصد هى الرياء, وإن كانت عن غير قصد يفوت بها الصدق, فقد يمشى الرجل على هيئة السكون والوقار وليس باطنه موصوفا بذلك الوقار, فهذا غير صادق فى عمله, وإن لم يكن مرائيا ".

إخوتاه, اصدقوا فى عزمكم مع الله, وكونوا على استعداد للوفاء بهذا العزم, فإن النفس قد تسخو بالعزم فى الحال, إذ لا مشقة فى الوعد والعزم, فإذا حقت الحقائق, وهاجت الشهوات, انحلت العزيمة ولم يتحقق الوفاء بالعزم.

 قال – سبحانه وتعالى – " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " ( الاحزاب : 23 ).




سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس الثامن عشر:
قال تعالى : ﴿ والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون }.
فالذى جاء بالصدق:  من هو شأنه الصدق فى قوله وعمله وحاله.

فالصدق: فى هذه الثلاثة . 
فالصدق فى الاقوال: استواء اللسان على الاقوال, كاستواء السنبلة على ساقها.
والصدق فى الاعمال: استواء الافعال على الامر والمتابعة, كاستواء الرأس على الجسد.
والصدق فى الاحوال: استواء أعمال القلب والجوارح على الاخلاص, واستفراغ الوسع, وبذل الطاقة, فبذلك يكون العبد من الذين جاءوا بالصدق.

وبحسب كمال هذه الامور فيه وقيامها به, تكون صديقيته, ولذلك كان لأبى بكر الصديق رضى الله عنه ذروة سنام الصديقية, سمى: " الصديق " على الاطلاق, و" الصّدّيق " أبلغ من الصدوق والصدوق أبلغ من الصادق.

 فأعلى مراتب الصدق: مرتبة الصّدّيقية, وهى كمال الانقياد للرسول صلى الله عليه وسلم, مع كمال الإخلاص للمرسل.

الصادق حبيب الله,  فهل تريد الله أم تريد الدنيا ؟ ..
هل تريد الجنة أم تريد شهواتك ؟ .. 
تريد الرّفعة فى الدنيا أم تريد المنزلة العليا فى الجنة ؟ .. 

هذه قضية تحتاج منك أن تكون صادقا فيها .. فاصدق الله, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اصدق الله يصدقك " [صححه الألبانى].

قال أبو سليمان: اجعل الصدق مطيتك, والحق سيفك, والله – تعالى – غاية طلبتك

وقال ذو النون المصرى: الصدق سيف الله فى أرضه ما وضع على شىء إلا قطعه.

وقال محمد بن سعيد المروزى: إذا طلبت الله بالصدق, آتاك الله تعالى مرآة بيدك, تبصر كل شىء من عجائب الدنيا والآخرة .

وقال أبو سليمان: "من كان الصدق وسيلته, كان الرضا من الله جائزته " .. 
فاصدق الله – فالصادق حبيب الله
إنتهى حديثنا اليوم عن: الأصل السابع من أصول الوصول إلى الله ( الصادق حبيب الله )



سلسلة أصول الوصول إلى الله 
 الدرس التاسع عشر:
الأصل الثامن :(احذر في المعاملة مع الله  دوما في المعاملة مع الله السحب من الرصيد)
قال الله – تعالى – " فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون "( سورة المائدة : 49 ) .

وأنت سائر فى طريقك إلى الله تفاجأ بأنك قد تعثرت عليك طاعة لست قادرا على قيام الليل مثلا ونسأل ما السبب ؟! .

قال سفيان: اغتبت إنسانا فحرمت قيام الليل شهرا .. وقال بعضهم : أصبت ذنبا فأنا منذ أربع سنين إلى ورا.. أربع سنين فى النازل بسبب ذنب .. 

قال الله" إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا "
( آل عمران: 155 ).

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك .. تعرف الى الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة " .. هذا هو معنى كلمة " السحب من الرصيد " 

فلابد أن يكون لك عند الله رصيد سابق من الخيرات يثمر خيرات جديدة يقبلك الله بكلتيهما ويكونان رصيدا لك فى المستقبل.
" والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم " ( محمد : 17 ), فكلما ازدادوا هدى آتاهم تقوى, وكلما ازدادوا تقوى زادهم هدى.

إن التعامل مع ربنا الكريم عظيم, وكلما كان رصيدك عنده أعلى كان رزقك منه فى الخيرات أوفر.

انظر الى الثلاثة الذين نزلت  عليهم الصخرة فى الغار لما كانوا فى الاصل وأول الامر مخلصين ,بدليل أنهم توسلوا بأعمال كانوا فيها مخلصين, وفقهم الله للتوسل بها.. 

يعنى : كى يوفقك الله فلابد أن يكون لديك عمل, قال – سبحانه وتعالى  - " وهو وليهم بما كانوا يعملون " ( الانعام : 127 ).
فالولاية تحتاج للعمل إذا فحينما تأتى لتبدأ فى التعامل مع الله فأنت تسحب من رصيدك السابق من أعمال عنده, فتستجلب بها الزيادة والجديد.

والبداية – لاشك – تحتاج إلى معاناة, لذا يقول العلماء " من كانت له بداية محرقة , كانت له نهاية مشرقة " .. أن تكون الانطلاقة الاولى قوية ومؤثرة وصحيحة ..

أيها الأحبة , من اسباب ما يزيد فى رصيدك من الحسنات ؟ .. 
القرآن .. القرآن معين لا ينضب .. هو أفضل الذكر وأحسن الطاعات, فعض عليه يساعدك فى القيام بالصالحات.

قدم صالحا تجد صالحا .. املأ رصيدك لتسحب منه عند الحاجة, فدوما فى المعاملة مع الله السحب من الرصيد.
إنتهى حديثنا اليوم عن: الأصل الثامن من أصول الوصول إلى الله 
( دوما في المعاملة مع الله السحب من الرصيد )
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ﻻ اله الا انت استغفرك واتوب اليك
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس العشرون:
الأصل العاشر:  (لا تلبس ثياب الفراغ أثناء العمل ).
المؤمن فى هذه الدنيا فى شغل .. ومتى الفراغ ؟ .. الفراغ فى الجنة .. 

 فحينما تدخل الجنة افعل ما شئت .. الدنيا دار عمل, فلا تلبس ثياب الفراغ أثناء العمل, فلست فى فسحة من أمرك, ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ". [أخرجه مسلم] .

 الدنيا سجن المؤمن, والسجن له ظروفه .. السجن له ملابسه وأكله وشربه, وله أحكامه ومواعيده, وله ضوابطه .. الدنيا سجن, فلا تحاول فى السجن أن تعيش الجنة.

السجن له مواعيده .. مواعيد الفسح .. هناك مواعيد للصلاة لا يصح النوم فيها ولا الشغل أثنائها, هذا هو سجن الدنيا .. لابد أن تقطع هكذا .. 

لكن الذى يريد أن يعيشها على أنها الجنة, فيأكل على مزاجه ويشرب على مزاجه ويمشى على مزاجه وينام على مزاجه, ويفعل ما يريد وما يشتهى, سيضل الطريق لا محالة.لابد أن تعيش الدنيا كما يريد الله لا كما تريدها أنت .. 

فأنت الآن فى سجن التكاليف الشرعية .. وإن كنت مكتفا بهذه التكاليف النبيلة, فهناك أناس غيرك مكتفون أيضا بالعادات والتقاليد  لكن ليس لهم أجر ولك أنت أجر .. فلو كنت تمرض فالكفار يمرضون, ولو كنت تتعب فالمنافقون يتعبون ..

إذا كنت تؤذى فى سبيل الله, فهناك من يؤذون من أجل مناهج باطلة بل وكفرية.. " إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون " ( النساء : 104 )



سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس الواحد والعشرون:
الأصل العاشر:  (لا تلبس ثياب الفراغ أثناء العمل ).
أنت ترجو بالذى تعمله أجرا هم لا يرجونه .. وهذا هو عزاؤك .. ان الله – تعالى – سيعطيك .. فضع نفسك فى سجن التكاليف الشرعية ليكون الخروج على باب الجنة بإذن الله تعالى  .

إن المتفقه فى سيرة النبى محمد صلى الله عليه وسلم لا يجد لحظة استراح فيها , فأيامه كلها جهاد وتعب ومشقة .. وإن العين لتذرف رأفة ورحمة به .. مشى كثيرا وجرى كثيرا .. جاع شهورا وكان يأكل الدّقّل( أردأ التمر ) وربما لا يجده .. سهر السنين الطويلة .. ونام على الحصير .. ولم يلبس الديباج أو الحرير .. عاش هذه الدنيا فى كد ونصب, ليقيم الحق ويبلغ دعوة ربه, بأبى هو وأمى ونفسى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أرسل بالمدثر فقام صابرا محتسبا, فلم يهدأ حتى جاءه نصر الله, ودخل الناس فى دين الله أفواجا 
هكذا عاشها رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

هذه دنيا الأصل فيها المشاكل والأحزان, وإلا لما كان هناك اشتياق للآخرة ..
الدنيا – للعمل والتعب والجد والاجتهاد, فلا تلبس ثياب الفراغ أثناء العمل.
إن الذى يسير على هذا النهج هو يريد الآخرة الذى يريد الوصول, فلا يخلع ثياب العمل حتى يلقى الله .
أما الذى يريد أن يلبس ثياب الفراغ أثناء العمل فينشغل قلبه بالدنيا؛؛فهو من اهل الدنيا الذي  يعيش لها, ولذا لن يصل إلى الله مطلقا حتى يخلع ثياب الفراغ, ويلبس دائما ثياب العمل لآخرة.

فوظف -كل أركان حياتك فى العمل للآخرة, وواصل الشغل ليل نهار .. فأنت فى مقام مستعبد, ولا يصح للأجير أن يلبس ثياب الراحة فى زمان الاستئجار, وكل زمان المتقى نهار صوم .. فواصل السير ولا تنقطع.

 إنتهى حديثنا اليوم عن : الأصل العاشر من أصول الوصول إلى الله
( لا تلبس ثياب الفراغ أثناء العمل ) 
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ﻻ اله الا انت استغفرك واتوب اليك
 وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 



سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس الثاني والعشرون:
الأصل الحادي عشر:(في الطريق مواقف للتمييز )
السائر إلى الله أو عموم من يعيش فى هذه الحياة لابد أن يتعرض لمواقف .. فهذه الحياة أمواج تترادف يركب الانسان فيها طبقا عن طبق .. هذه المواقف للتمحيص .

يقلب الايام على الناس ليتبين أحوالهم, وليعلم الله علم ظهور وإقامة حجة على العباد من يستحق الجنة ممن لا يستحقها ..

فالسائرون إلى الله صفوة, ولكن " ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكنّ الله يجتبى من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم " ( آل عمران : 179 ).

أيها الأحبة:
 التمييز بين النعمة والنقمة والفتنة, وبين المنة والحجة, وبين العطية والبلية, وبين المحنة والمنحة أمر مهم للسائر فى الطريق إلى الله.

ففى طريق الوصول إلى الله لابد أن تكون صاحب تمييز بين النعمة والفتنة ..
فقد يصيب احدهم  شىء واحد, ويكون بالنسبة لأحدهما نعمة وللآخر فتنة .. قد يكون الشىء الواحد لأحدهم  بلية وللآخر عطية.

 قد يرزق العبد مالا ويظن أنه نعمة ويكون هذا المال بالنسبة له فتنة ..
قد يرزق عملا وهذا العمل من وجهة نظر الناس جميعا كرم، وهو فى حقه بلاء .. 
قد يحفظ القرآن ويكون عليه حجة .. نعم: القرآن حجة لك أو عليك.
قال العلماء: " إذا رأيت أن الله يعطى العبد على معاصيه, فاعلم أنه استدراج " ..

تعصى ويكرمك, وتعصى ويزيدك, وتعصى ويبارك لك .. إذا سينتقم منك .. لا تطمئن, فهو – سبحانه – يجرك لينتقم منك, قال – تعالى – " سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * وأملى لهم إن كيدى متين " ( القلم : 44 – 45 ).



سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس الثالث والعشرون:
الأصل الحادي عشر :(في الطريق مواقف للتمييز )
الله  سبحانه وتعالى  – يمهل ولا يهمل , ويملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته .

والله سبحانه  يكشف عن طريقته وعن سننه التى قدرها بمشيئته , ويقول لرسوله صلى الله عليه وسلم " فذرنى ومن يكذب بهذا الحديث " ( القلم : 44 ) 

اي خل بينى وبين المعتزين بالمال والبنين والجاه والسلطان , فسأملى لهم , وأجعل هذه النعمة فخهم ! فيطمئن رسوله, ويحذر اعداءه .. ثم يدعهم لذلك التهديد الرعيب " .

فلا تفرح  – بالكرم بعد المعصية, وكن مميزا بين العطية والبلية وبين النعمة والنقمة, ولذا قال سبحانه وتعالى " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم " ( الحديد : 23 ) 

 إخوتاه – : لابد أن يكون لديك بصيرة وتمييز بين ما ينفعك وما يضرك فى آخرتك .
فإذا أعطاك الله نعمة واستعملتها فى طاعته كانت نعمة , وإذا استعملتها فى المعصية كانت محنة وفتنة .. 

أعطاك الله مالا : هل هذا المال زادك قربا أم أبعدك ؟! .. 

فانظر كل لحظة فى حياتك لترى النعم التى وهبها الله لك : هل تقربك منه أم تبعدك عنه ؟.. هل هى نعم أم نقم ؟ .. هل توقفك بين يدى الله أم تشغلك عنه ؟ .. تزيدك إيمانا أم تقسى قلبك ؟ .. تزيدك شكرا أم طمعا ؟! .

قف مع نعم الله لتعلم أين قدمك.. لتعلم أين أنت.. فى طريق الوصول أم تائه فى طرق أخرى؟ 

فرق بين النعمة والنقمة .. وبين المحنة والمنحة .. وبين البلية والعطية .. وبين الحجة والمنة .. ميز لتعرف أين الفتنة لتجتنبها فتصل إلى الله بسلام .

إنتهى حديثنا اليوم عن : الأصل الحادي عشر من أصول الوصول إلى الله
( في الطريق مواقف للتمييز ) 
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ﻻ اله الا انت استغفرك واتوب اليك
 وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


سلسلة أصول الوصول إلى الله
الدرس الرابع والعشرون:
الأصل الثاني عشر:  (من أستطال الطريق ضعف مشيه)                                              قال – تعالى -: " فإذا فرغت فانصب " ( الشرح : 7 ) .
قال ابن كثير: " وقال زيد بن أسلم والضحاك : فإذا فرغت أى من الجهاد, فانصب أى : فى العبادة: " وإلى ربك فارغب"( الشرح: 8 ). 
قال الثورى: اجعل نيتك ورغبتك إلى الله – عز وجل – ".

فإذا فرغت من شغلك مع الناس ومع الارض, ومع شواغل الحياة .. إذا فرغت من هذا كله, فتوجه بقلبك كله إذا إلى ما يستحق أن تنصب فيه وتكد وتجهد .. العبادة والتجرد والتطلع والتوجه .. " وإلى ربك فارغب " ..

إلى ربك وحده خاليا من كل شىء حتى من أمر الناس الذين تشتغل بدعوتهم إنه لابد من الزاد للطريق. وهنا الزاد. ولابد من العدة للجهاد. وهنا العدة وهنا ستجد يسرا مع كل عسر وفرجا مع كل ضيق هذا هو الطريق ! ".
يتبع وللحديث بقية إن شاء الله تعالى



سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس الخامس والعشرون:
الأصل الثاني عشر:(من أستطال الطريق ضعف مشيه )
هذا هو الطريق إلى الله , فجد ولا تنم , فرسول الله صلى الله عليه وسلم لما قالت له خديجة: ألا تنام يا رسول الله ؟!, قال: " مضى عهد النوم يا خديجة " .. 
وقال صلى الله عليه وسلم لعائشة لما تعجبت من عبادته وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه: " أفلا أكون عبدا شكورا " [متفق عليه].

اثبت فى الطريق على الطاعة ولا تيأس من طول الطريق, فما عليك إلا أن تجد السير وتسرع الخطا ولا تلتفت وستصل بإذن الله ..

صبر نفسك واصطبر, واعلم أن الصبر على الطاعة هو الصبر الاعلى, وأكمل الناس صبرا على الطاعة أولوا العزم من الرسل, وذلا أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يصبر صبرهم, فقال – تعالى - :" فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل" ( الاحقاف : 35 ), ومعلوم أن الامر للقدوة أمر لأتباعه .. ونهاه أن يتشبه بصاحب الحوت, حيث لم يصبر صبر أولى العزم , فقال – تعالى -:" فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم " ( القلم : 48 ).
لقد جعل الله الوصول إليه والفوز بالجنة والنجاة من النار لا يحظى به إلا الصابرون, فقال – تعالى -: 
" إنى جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون " ( المؤمنون : 111 ) .

وفى الصحيح عن رسولنا صلى الله عليه وسلم " وما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر ". وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الصبر ضياء.
أحبتي  فى الله, لا تستطل الطريق إلى الله, فمن استطال الطريق ضعف مشيه, فواصل العمل .. واصل.

فالله معك .. واعلم أن الشرط فى السير أن تجهد وتتعب .. فواصل العمل ولا تنقطع .. اعمل بلا انقطاع, وعند الله المستراح.

إخوتاه, زنوا حلو المشتهى بمر العقاب يبن لكم التفاوت .. لما عرف القوم قدر الحياة, أماتوا فيها الهوى فعاشوا, جمعوا بأكف الجد من الزمن ما نثره زمن البطالة .. هان عليهم طول الطريق لعلمهم أين المقصد, وحلت له مرارات البلى حبا لعواقب السلامة, فيا بشراهم يوم يقال: " هذا يومكم "
إنتهى حديثنا اليوم عن : الأصل الثاني عشر من أصول الوصول إلى الله
( من أستطال الطريق ضعف مشيه )
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ﻻ اله الا انت استغفرك واتوب اليك
 وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


 سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس السادس و العشرون 
الأصل الرابع عشر :(الأمر كله بيد الله ؛ فسلم تسلم )
قال – تعالى – عن إبراهيم : "إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين * ووصى بها إبراهيم بنيه "(البقرة : 131 – 132).

قال ابن كثير رحمه الله:" وقوله – تعالى -:" إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين"
 أى: أمره الله – تعالى – بالإخلاص له والاستسلام والانقياد, فأجاب إلى ذلك شرعا وقدرا.

 وقوله " ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب " 
أى: وصى بهذه الملة وهى الاسلام لله, أو يعود الضمير على الكلمة, وهى قوله:" أسلمت لرب العالمين " لحرصهم عليها ومحبتهم لها حافظوا عليها إلى حين الوفاة, ووصوا أبناءهم بها من بعدهم " اهـ .

فسلم لربك يا طالب الوصول, فالأمر كله له.

وطائفة قد أهمتهم أنفسهم " .. 
نعم: فكم من ناس فى هذه الدنيا لا هم لهم إلا أنفسهم .. سلموا أمرهم لأنفسهم لا لله .. وقديما قالوا: من عاش لنفسه عاش صغيرا ومات حقيرا ..

 فسلم نفسك لله وحده يأمرها وينهاها بما هو أنفع وأصلح لها، فهو سبحانه عليم حكيم .. ضع يديك ورجليك فى قيود الشريعة  لتتحرر من ذل العبودية لغير الله .. سلم تسلم فالامر كله لله.

"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" ( الرعد : 11 ) .. 
" ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "( الأنفال: 53 ).
وإن الذى يتحدث عن التغيير فى كل شىء إلا من عند نفسه لن يغير شيئا على الإطلاق. فالبداية إذا من أين ؟ .. من عند أنفسنا ..

إذا فلابد من التحديق .. التحديق فى ذوات أنفسنا .. أى شىء فى أنفسنا يجب أن يتغير ؟ .. فغير نفسك وسلم نفسك لا لنفسك ولكن لله.



سلسلة أصول الوصول إلى الله  
الدرس السابع و العشرون 
الأصل الرابع عشر :(الأمر كله بيد الله ؛ فسلم تسلم )
إخوتاه – حينما يقول الله : " هل لنا من الأمر من شىء " , نقول  : إن الامر كله لله .

الامر أمر الله .. فإذا أردت  أن تحمل هما فاحمل ما أمرك به .. هذه مسئوليتك .. وهذه هى الامانة التى قال الله عنها: " إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا " ( الأحزاب : 72 ) ..

احمل مسئولية هذا الدين , فالدين أمانة .. الدين نسبك وصهرك .. الدين مسئولية كل مسلم .. الدين مسئوليتك الشخصية , وسوف تسأل عنه ..  والله لتسألن عن دين الله .. ماذا عملت به, وماذا قدمت له ؟

أطع ربك .. نفذ أوامره , فالامر كله له .. سلم تسلم , فالذى أمرك الله .. الله العزيز .. الله الجبار .. الله اللطيف " الله لطيف بعباده "( الشورى : 19 ) .. الله الرحيم .. الله الحفيظ .. فكن معه, فأنت فى حماه, ولن يضيعك أبدا, فهو الله.

كلمة جليلة جدا لأبى إسماعيل الهروى يبين فيها هذا الاصل: يقول: "أن تعلم أن الامر صادر من عين من لا يخاف عواقب الامر" ..

فالذى أمرك من ؟ .. الله .. هل يخاف ؟ .. أعوذ بالله وحاشا لله .. قال ربى: " فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها * ولا يخاف عقباها" ( الشمس: 14 – 15 ). فكن معه وسيحميك ويحرسك ويحفظك ويسددك وينجيك, وإن ابتلاك فسيرضيك.

قال ابن القيم – رحمه الله -: " اصدق الله , فإذا صدقت عشت بين عطفه ولطفه, فعطفه يقيك ما تحذره , ولطفه يرضيك بما يقدره " اهـ.

ستعيش وتحيا بين العطف واللطف .. فيعطف عليك .. فكل ماتخاف منه لن يحدث , لأنه – سبحانه – هو الملك – فلا يجرى فى الكون شىء إلا بقدره وإذنه ومشيئته, فسيحميك بعطفه .. وإذا قدر عليك شيئا تكرهه فسيرضيك بلطفه . 

إذا فكن  لله كما يريد, يحميك ويرضك .. فسلم له تسلم.
إذا عشت لله فنفذت أوامره , وسلمت له زمام نفسك فأطعته فى كل مايأمرك به, سلمت, وسيرك بين عطفه ولطفه – .. فسلم تسلم لتصل فالامر كله لله.
إنتهى حديثنا اليوم عن :الأصل الرابع عشر من سلسلة أصول الوصول إلى الله 
( الأمر كله لله؛ ؛فسلم تسلم ) 
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ﻻ اله الا انت استغفرك واتوب اليك
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


سلسلة أصول الوصول إلى الله
الدرس الثامن و العشرون 
الأصل الخامس عشر:( دليل عدم رضاه عنك عدم رضاك عنه ) 
يقول ابن القيم – رحمه الله تعالى -:
" وثمرة الرضا : الفرح والسرور بالرب – تبارك وتعالى – ورأيت شيخ الاسلام ابن تيمية – قدس الله روحه – فى المنام , وكأنى ذكرت له شيئا من أعمال القلب, وأخذت فى تعظيمه ومنفعته – لا أذكره الان – فقال: أما أنا فطريقتى : الفرح بالله, والسرور به. أو نحو هذا من العبارة ".

فإذا رضيت , فاعلم أن الله راض عنك .. فدليل عدم رضاه عنك عدم رضاك عنه .. فارض عن الله تصل إليه .. وتذكر دائما أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم.

الراضى: 
هو الذى يعد نعم الله عليه فيما يكرهه , أكثر وأعظم من نعمه عليه فيما يحبه , كما قال بعض السلف: ارض عن الله فى جميع ما يفعله بك, فإنه ما منعك إلا ليعطيك, ولا ابتلاك إلا ليعافيك, ولا أمرضك إلا ليشفيك, ولا أماتك إلا ليحييك. فإياك أن تفارق الرضى عنه طرفة عين, فتسقط من عينه".

سلسلة أصول الوصول إلى الله  
الدرس التاسع و العشرون 
الأصل الخامس عشر:(دليل عدم رضاه عنك عدم رضاك عنه)
الرضا عن الله يصح بثلاثة شروط ذكرها ابن القيم فى المدارج:
 الأول: استواء النعمة والبلية عند العبد, لأنه يشاهد حسن اختيار الله له.

الثانى: سقوط الخصومة عن الخلق, إلا فيما كان حقا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
فالراضى لا يخاصم ولا يعاتب إلا فيما يتعلق بحق الله, وهذه كانت حال رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإنه لم يكن يخاصم أحدا, ولا يعاتبه إلا فيما يتعلق بحق الله, كما أنه لا يغضب لنفسه, فإذا انتهكت محارم الله لم يقم لغضبه شىء حتى ينتقم لله. 

فالمخاصمة لحظ النفس تطفىء نور الرضا وتذهب بهجته, وتبدل بالمرارة حلاوته , وتكدر صفوه 
الثالث: الخلاص من المسألة للخلق والإلحاح , قال – تعالى – " يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا " ( البقرة : 273 ) . 

قال ابن عباس: إذا كان عنده غداء لم يسأل عشاء, وإذا كان عنده عشاء لم يسأل غداء .

إنتهى حديثنا اليوم عن:الأصل الخامس عشر من أصول الوصول إلى الله
( دليل عدم رضاه عنك عدم رضاك عنه ) 
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ﻻ اله الا انت استغفرك واتوب اليك
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 


سلسلة أصول الوصول إلى الله  
الدرس الثلاثون
الأصل السادس عشر : ( إياك أن تمكر به  ؛فيمكر بك )
تدبر  هذه الايات: قال - تعالى -: " والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد " ( فاطر : 10) .
وقال – تعالى -:" ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " ( الأنفال : 30 ) 
وقال - تعالى -:" وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال " 
( إبراهيم : 46 )

وقال – جل وعلا -" سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون "
( الأنعام : 124 )

وقال – جل وعلا -:" استكبارا فى الأرض ومكر السيىء ولا يحيق المكر السيىء إلا بأهله " ( فاطر: 43 )

التأمل فى هذه الآيات  يغرس فى القلب الخوف من المكر, فها هى عاقبة المكر  واضحة في  الآيات .. وكأن الآيات تقول لك : إياك أن تمكر .. إياك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" المكر والخديعة والخيانة فى النار " [صححه الألبانى] .. فإياك أن تمكر فيمكر بك .
قال ابن الجوزى " تصر على المعاصى وتصانع ببعض الطاعات والله إن هذا لمكر " اهـ

وفرق كبير بين الذى يعصى ثم يستغفر ويتوب ويندم ويعزم على ألا يعود, وبين من يمكر السيئات .. 

وفرق كبير من يعمل السوء بجهالة ثم يتوب من قريب, وبين الذى يدبر ويمكر ويصر ويستمر 

هذا هو الملحظ الخطير عند تأمل الآيات السابقة :
أنك تجد التفريق بين من يتورط فى المعصية عند غلبة الشهوة مع الجهلة وشدة الغفلة, وبين من يمكر للموضوع فيحتال ويدبر ويحتاط ويلف ويدور, ويبحث عن الشبهات ويتعامى عن الضوابط  لذا كانت عقوبة الماكر أشد بكثير من عقوبة العاصى.
يا من تملأ قلبك بالهموم وتدنسه بالمعاصى عامدا, ثم تسأل الله سلامة القلب ! .. إن هذا لمكر 

مستمر فى شحن قلبك بالهموم ومتعمد .. تحمل هم المال وهم اللبس وهم الصيف وهم الشتاء  وهم المرتب وهم الشغل وهم .. وهم .. وتقول: يا رب, طهر قلبى .. وأنت المداوم على تدنيسه !! .. إن هذا لمكر..
حريص على الدنيا, غافل عن الآخرة, كثير الذنوب, بطىء التوبة, ثم تشكو قسوة القلب !! .. 

إن هذا لمكر .. إياك أن تمكر .. كن صادقا مع الله .. لا تكن ثعلبا, فالطريق وعرة .. الطريق إلى الله وعرة, ولن تصل إلى بتوفيقه, أفبه تمكر وهو دليلك الوحيد ؟!!



 سلسلة أصول الوصول إلى الله  
الدرس الواحد الثلاثون 
الأصل السادس عشر:( إياك أن تمكر به  ؛فيمكر بك )
إذا أردت الوصول إلى الله  فتب من المكر, واجعل همومك هما واحدا هو الله .. فطهر قلبك من الهموم  ...

أسباب تطهير القلب من الهموم
1 الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم:
لما قال رجل: يا رسول الله , اجعل كل دعائى صلاة عليك؟, قال: " إذا يكفك الله ما أهمك " [حديث حسن]

2 قراءة المعوذتين:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ " قل هو الله أحد , وقل أعوذ برب الفلق حين يصبح وحين يمسى كفاه الله كل ما أهمه "[حسنه الألبانى] .. 

ولكن الشرط: اليقين والاحتساب, وهو أن أقرأها وأنوى بقرائتها أى يكفينى الله همومى ..

3 قول: حسبى الله:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال حين يصبح وحين يمسى حسبى الله لا إله ألا هو عليه توكلت, وهو رب العرش العظيم, سبع مرات, كفاه الله كل ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة " [أخرجه أبو داود]
حسبى الله, تدبر معناها

4 ذكر دعاء الهمّ:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال: اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك, ناصيتى بيدك, ماض فىّ حكمك, عدل فىّ قضاؤك, أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك, أو أنزلته فى كتابك, أو علمته أحدا من خلقك, أو استأثرت به فى علم الغيب عندك, أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبى , وشفاء صدرى, وجلاء همى وغمى, إلا أبدله الله مكان الهم فرجا " . قالوا: يا رسول الله: أنتعلمها ؟, قال: " ينبغى لكل من سمعها أن يتعلمها " [صححه أحمد شاكر] . 
إذا فليلزم كل واحد منكم حفظ هذا الحديث

5 جعل الهموم هما واحدا:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من جعل الهموم هما واحدا هم الآخرة كفاه الله ما أهمه, ومن تشعبت به الهموم لم يبال الله به فى أى أودية الدنيا هلك " [حسنه الألبانى]

6 الدعاء:
الدعاء سلاحك, فادع الله أن يجمع عليك شملك ويكفيك ما أهمك, اضرع إليه وقل: اللهم فرغ قلبى لك حتى لا يحول بينى وبينك شىء .. اللهم اجعل همومى هما واحدا هو لك.
يا طالب الوصول ... طهر قلبك من هموم الدنيا .. وكن صادقا, ولا تمكر بالله حتى لا يمكر بك فتكون من الهالكين الخاسرين .. اجعل همك الذى تعيش له وتعيش به: هو الدار الآخرة .. رضا الله وفقط .. فلا تمكر وإلا فلن تصل إلى الله على الاطلاق.

إنتهى حديثنا اليوم عن:الأصل السادس عشر من أصول الوصول إلى الله
( إياك أن تمكر به  ؛فيمكر بك )
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ﻻ اله الا انت استغفرك واتوب اليك
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 



سلسلة أصول الوصول إلى الله
الدرس الثاني الثلاثون 
 الأصل السابع عشر : ( أنجز كل يوم شيئا جديدا )
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الإيمان ليخلق فى جوف أحدكم كما يخلق الثوب , فاسألوا الله أن يجدد الإيمان فى قلوبكم " [صححه الألبانى] ..

كيف تجدد الإيمان فى قلبك ؟ .. 
أن تعمل كل يوم عملا جديدا , وذلك لأن أصل اعتقاد اهل السنة والجماعة  أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص , يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصى .

بعض الناس بعد فترة من الالتزام يرقد ويقعد وينام .. يقف ويتعطل .. يتدهور حاله فلا يكون لديه جديد .. إن ديننا  – أبدا لا تنتهى جدته ؛؛فدوما هناك جديد لم تعمله .

لا تقل: إن الدين ستنتهى أعماله .. لا .. فالاعمال فى ديننا كثيرة ومتنوعة , والطاعة ليس لها حدود .. فأنجز كل يوم شيئا جديدا بشرط أن تقوم به على أحسن وجه .

◀️ابدأ اليوم وقل : اليوم سأضبط الخمس صلوات .. فلن أسمح لذهنى بالشرود .. اليوم تحد .. سأتحدى اليوم شيطان الصلاة " خنذب " .. 

اليوم سأقرأ فى الخمس صلوات سورا جديدة لم أقرأها من قبل .. 

بعض الناس فى كل صلواته لا يقرأ إلا بسورتين قصيرتين ويظل معهما شهورا , ولذلك يشرد فلا يعيش الصلاة . لأنه يصلى  ( أتوماتيك ) صلاة مكررة .

يوم آخر , تقول : أذكار الصلاة سأقولها اليوم بقلبى وبدموع عينى .. 
يوم آخر : سأتدبر اليوم صفحة جديدة من القرآن , وسأظل أغرس معانيها فى قلبى طوال اليوم  وهكذا .. كل يوم شىء جديد .


 سلسلة أصول الوصول إلى الله  
الدرس الثالث الثلاثون 
 الأصل السابع عشر: ( أنجز كل يوم شيئا جديدا )
حينما تنجزون جديدا وتتمونه على وجهه الأكمل, ستعلمون أنكم كنتم قبل تلعبون, حين تذوقون نعيم الطاعة وطعم الإيمان ولذة الإيمان.

فإذا صليت فصل كما ينبغى , وإذا قرأت القرآن فاقرأه كما ينبغى , وإذا تصدقت فتصدق كما ينبغى .. وإذا قمت الليل أو ذكرت أو حججت أو اعتمرت أو طفت أو سجدت فبحق .. 

أنجز الجديد فى اليوم الجديد على الوجه الذى ينبغى , لتذوق حلاوة الإيمان.
يقول ابن القيم : " وسعادة المعطى أعظم من سعادة الآخذ " .. 
الطاعة بحق  سعادة وحلاوة ومتعة ولذة .. وهذا هو الدين .. 

اقرأ اليوم بابا جديدا فى التوحيد , واقرأ غدا فى سيرة النبى صلى الله عليه وسلم , وبعد غد اقرأ فى تفسير آية لم تقرأها من قبل .. 

وهكذا .. أنجز كل يوم جديدا .. جديدا فى العلم .. أو جديدا فى العبادة .. أو جديدا فى الدعوة إلى الله .
جدد إيمانك يوميا حتى لا تفتر أو تمل فى طريق السير إلى الله .. 

فالتجديد يدفع الملل ويقوى السير ويحث عليه .. فجدد إيمانك وسل الله ذلك , تصل بإذن الله ..


إنتهى حديثنا اليوم عن: الأصل السابع عشر من أصول الوصول إلى الله
( أنجز كل يوم شيئا جديدا ) 
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ﻻ اله الا انت استغفرك واتوب اليك
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم



سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس الرابع و الثلاثون 
 الأصل الثامن عشر والأخير :(ليس الشأن ان تحبه ؛وإنما الشأن أن يحبك ).
يذكر ابن القيم أن الدنيا لا تقوم إلا على الحب , فكل حركة وسكنة فى الحياة إنما الدافع عليها الحب, وأصل الحب حب الله .. وليست القضية أن تعزم وتظل الليل والنهار تقول:

أحبك, وإنما الشأن أن يحبك هو , ولذلك اختار الله قوما, قدم حبه على حبهم , قال جل جلاله:
" يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه "
( المائدة : 54 ) . 

فقدم حبه على حبهم له , فهو - سبحانه – أحبهم وبحبه لهم أحبوه , ولذلك فإن الأصل فى هذه القضية : هل يحبك الله ؟!!

يقول ابن القيم : " فهى محبة تقطع الوساوس , وتلذذ الخدمة , وتسلى عن المصائب " ..
فإذا أحبك انقطعت عنك الوساوس .. لأنه  لا يوسوس إلا فارغ , أما الذى قلبه ملآن ودماغه مشغول ففبم يوسوس ؟ ! , فهو منشغل بعيدا عن هذه الوساوس .. 
🏻أنه مشغول بالله وبحب الله .

وحين يحبك الله يملأ قلبك بحبه فلا تنشغل بغيره , فتجد نفسك مشغولا ليلا ونهارا به – سبحانه وتعالى .. ليس لك هم إلا الله سبحانه وتعالى والوصول إليه, ونيل رضاه, فتعمل لخدمته, فتظل مشغولا به – سبحانه – وحده طيلة الوقت وطيلة العمر.

نعم: إذا أحبك شغل قلبك بحبه , وجوارحك بخدمته , وعقلك بالفكر فيه , ثم لا تجد فى نفسك بقية لغيره .. أول شىء فى الحب أن المحبة تقطع الوساوس ...

إن المحبة تنبت من مطالعة المنة, قال الله: " فاذكروا آلاء الله " ( الأعراف : 74 ) .. ذكر النعم ينبت المحبة .

سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس الخامس و الثلاثون 
الأصل الثامن عشر والأخير :(ليس الشأن ان تحبه ؛وإنما الشأن أن يحبك ).
المحبة تثبت باتباع السنة .. كن خلف النبى محمد صلى الله عليه وسلم تصل .. كن واحدا لواحد على طريق واحد تصل .. كن شخصا واحدا ليس بوجهين فأخلص .. " لواحد " اى : الزم التوحيد على طريق واحد هو اتباع السنة .

على طريق النبى محمد صلى الله عليه وسلم تثبت ولا تتلون ولا تتغير ولا تحيد او تتحول .. اثبت على الطريق السنى .
 تنمو المحبة على الإجابة بالفاقة .. 

لابد أن تظهر فقرك وضعفك وذلك ومسكنتك بين يدى الله .. ولذلك تنمو المحبة بإظهار الفاقة والضعف والفقر والذل والمسكنة .

شيخ الإسلام ابن تيمية رأى إنسانا يقف تحت حر الشمس حاسر الرأس حافيا , فسأل عنه فقالوا له : إنه نذر أن لا يجلس فى الظل , فقال شيخ الإسلام : " يا جاهل , هذا تقاو على الله " .. أتتقاوى على الله ؟!! .. قال لك الله : البس وتستر واركب , فلماذا تتقاوى عليه ؟!! .. لا تتقاو بنفسك على الله، قال – تعالى -: " إنما الصدقات للفقراء " ( التوبة : 60 ) 

فأظهر فقرك ليتصدق الله عليك .. أظهر ضعفك ليرحمك .


سلسلة أصول الوصول إلى الله 
الدرس السادس و الثلاثون 
 الأصل الثامن عشر والأخير :(ليس الشأن ان تحبه ؛وإنما الشأن أن يحبك ).
يقول ابن الجوزى:" تضاعف ما أمكنك , فإن اللطف مع الضعف أكثر " .

كلما أظهرت ضعفك كلما لطف بك, ولا تقل: أنا أستطيع أن أواجه كذا وأقدر على كذا , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تتمنوا لقاء العدو , لكن اسألوا الله العافية "[متفق عليه] 

 يا من أنت مشغوف بالوصول إلى الله إذا كنت تحب ربك فسل نفسك : هل يحبك ؟! 
 فليس الشأن أن تحبه , إنما الشأن أن يحبك .. والعلامة أنه إذا أحبك شغلك به وحده فعشت له وبه ..

 إذا أحبك شغل قلبك بحبه , وجوارحك بخدمته , وعقلك بالفكر فيه , ثم لا تجد فى نفسك بقية لغيره ..

 فانظر أين قدمك .. إذا أحبك وضع قدمه فى المواطن التى يرضاها .. نعم .إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر أين أقامك ؟!
يتبع بإذن الله...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق