سلسلة القرآن تدبر وعمل
الدرس الأول:
البقرة / ١٤٦ - ١٥٣
( إن الله مع الصابرين )
السؤال :
ماذا تقتضي المعيه الخاصه ؟ ومن أهلها ؟ وضح ذلك من الآية
الجواب :
هذه معيه خاصه تقتضي محبته ومعونته ، ونصره وقربه ، وهذه منقبه عظيمه للصابرين ، فلو لم يكن للصابرين فضيله إلا أنهم فازوا بهذه المعيه من الله ، لكفى بها فضلا وشرفا .
( فاذكروني أذكركم --- )
السؤال:
لكل ذكر ثمرته الخاصه في قلب العبد ، بين ذلك مع التمثيل ؟
الجواب:
لكل ذكر خاصيته وثمرته: وأما التهليل فثمرته التوحيد أعني التوحيد الخاص فإن التوحيد العام حاصل لكل مؤمن وأما التكبير فثمرته التعظيم والإجلال لذي الجلال ، وأما الحمد والاسماء التي معناها الإحسان والرحمه كالرحمن والرحيم والكريم والغفار وشبه ذلك -فثمرتها ثلاث مقامات ، وهي الشكر وقوة الرجاء ، والمحبه فإن المحسن محبوب لامحاله .
( استعينوا بالصبر والصلاة )
السؤال:
كيف تكون الصلاة معينة للعبد على امتثال أوامر ربه واجتناب نواهيه ؟
الجواب :
لاجرم أن هذه الصلاة من أكبر المعونه على جميع الأمور ؛ فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، ولأن هذا الحضور الذي يكون في الصلاة يوجب للعبد في قلبه وصفا وداعيا يدعوه الى امتثال أوامر ربه ، واجتناب نواهيه ، هذه هي الصلاة التي أمر الله أن نستعين بها على كل شيء .
( فاستبقوا الخيرات )
السؤال:
هذه الآية قليلة الألفاظ كثيرة المعاني ؛ وضح ذلك باختصار ؟
الجواب:
من سبق في الدنيا الى الخيرات ، فهو السابق في الآخرة الى الجنات ، فالسابقون أعلى الخلق درجة ويستدل بهذه الآية الشريفه على الإتيان بكل فضيلة يتصف بها العمل كالصلاة في أول وقتها ، والمبادرة الى إبراء الذمه من الصيام ، والحج ، والعمرة ، وإخراج الزكاة ، والإتيان بسنن العبادات وآدابها ، فالله ما أجملها وأنفعها من آية !!
( ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام -- )
السؤال:
ما دلالة كلمة الحق في التزام تغيير القبلة ؟
الجواب:
ومن التفت بقلبه في صلاته الى غير ربه لم تنفعه وجهة بدنه الى الكعبه ؛ لأن ذلك حكم حق حقيقتة توجه القلب ، ومن التفت بقلبه الى شيء من الخلق في صلاته ، فهو مثل الذي استدبر بوجهه عن شطر قبلته .
التوجيهات:
1 - من اكتفى بمجرد فعل الخيرات تعاجز وتكاسل ؛ ومن ألزم نفسه بسبق غيره ، ثبت وزادت منزلته عند ربه .
( فاستبقوا الخيرات )
2 - لابد من التزكية قبل التعليم ، لكي يتهيأ العبد للعلم والحكمه ( كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم ءايتنا ويزكيكم --)
الأعمال :
1 - حافظ على أذكار الصباح والمساء وأدبار الصلوات وعلمها غيرك ( فاذكروني أذكركم - )
2 - سابق اليوم الى الصف الأول خلف الامام او كن اول من يتصدق بصدقه فإن للسابقين منزلة ليست لغيرهم
( فاستبقوا الخيرات )
سلسلة القرآن تدبر وعمل
الدرس الأول:
البقرة /
٢٣١ - ٢٣٣
(والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين )
السؤال:
ما حد تمام الرضاعه ؟
الجواب:
" حولين كاملين " يدل على أن هذا تمام
الرضاعه ، وما بعد ذلك فهو غذاء من الأغذية .
( ولا تتخذوا ءايات الله هزوا
)
السؤال:
التلاعب بأحكام الزواج يؤدي الى التلاعب
بأحكام الطلاق،والاستهزاء بأحكام الشرع، وضح ذلك؟
الجواب:
بأن تعرضوا عنها ، وتتهاونوا في المحافظه
عليها، فجدوا في الأخذ بها والعمل بما فيها، وراعوها حق رعايتها.
( ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر
)
السؤال:
لماذا خص المؤمن بالله واليوم الآخر بهذه
الموعظة ؟
الجواب:
وفيه إيذان بأن المشار إليه أمر
لايكاد يتصوره كل أحد؛ بل لابد لتصور ذلك من مؤيد من عند الله تعالى ، يوعظ به من
كان منكم ، يؤمن بالله واليوم الآخر، وخصه بالذكر لأنه المسارع الى الامتثال ؛ إجلالا
لله - تعالى - وخوفا من عقابه.
( وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن )
السؤال:
كيف تستدل بهذه الآية على وجوب اشتراط الولي
للمرأة في النكاح ؟
الجواب:
نزلت هذه الآية في الرجل يطلق امرأته طلقه
أو طلقتين؛ فتنقضي عدتها، ثم يبدو له أن يتزوجها وأن يراجعها وتريد المرأة ذلك، فيمنعها أولياؤها من ذلك، فنهى الله أن يمنعوها.. وفيها دلالة على أن المرأة لاتملك
أن تزوج نفسها وأنه لابد من النكاح من ولي.
( لاتضار والدة بولدها ولا مولود له بولده )
السؤال:
كيف تكون مضارة الأم بالأب في أمر الرضاع
؟
الجواب:
لا تأبى الأم أن ترضعه إضرارا بأبيه، أو
تطلب أكثر من أجر مثلها ، ولا يحل للأب أن يمنع الأم من ذلك ، مع رغبتها في الإرضاع
.
( ولا تتخذوا ءايات الله هزوا
)
السؤال:
ماحكم الاستهزاء بدين الله تعالى ؟
الجواب:
الاستهزاء بدين الله من الكبائر والاستهزاء
هو السخرية ؛ وهو حمل الأقوال والأفعال على الهزل واللعب.
( وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن )
السؤال:
متى يكون دخول طرف ثالث في قضايا الزوجيه
ضررا عليهما ؟
الجواب:
والإشاره في ذلكم أزكى الى ترك العضل،
وأزكى وأطهر معناه ؛ أطيب للنفس، وأطهر للعرض والدين، بسبب العلاقات التي تكون بين
الأزواج، وربما لم يعلمها الولي، فيؤدي العضل الى الفساد والمخالطه على ما لاينبغي
والله - تعالى - يعلم من ذلك ما لايعلم البشر
التوجيهات :
1 - العلاقة بين الزوجين حتى عند الطلاق لابد ان تكون
في حدود الرحمه والأدب والحفاظ على الحقوق.
( فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح
عليهما )
2 - الرجل الكريم النفس الطيب الخلق، لا يعاشر زوجته
إلا بالمعروف سواء أحبها أم كرهها .
( وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف
-)
الأعمال :
1 - ارسل رساله تبين فيها ان التلاعب بأحكام الزواج
يؤدي الى التلاعب بأحكام الطلاق، والاستهزاء بحدود الله
( ولا تتخذوا ءايات الله هزوا
)
2 - أصلح بين زوجين متخاصمين، أو مطلقين،
( فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن )
سلسلة القرآن تدبر وعمل
الدرس الثاني:
البقرة /
٢٢٥ - ٢٣٠
( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف
)
السؤال:
لم يرد الشرع دفع أسباب الطلاق فقط، بل
اراد وجود السعادة بين الزوجين، وضح ذلك؟
الجواب:
قال ابن عباس رضي الله عنهما: أني لأحب
أن أتزين لأمرأتي كما أحب أن تتزين لي أمرأتي.
( وللرجال عليهم درجة )
السؤال:
ينادي الكفار والمنافقون بتساوي الرجل مع
المرأة؛ فكيف ترد على ذلك؟
الجواب:
ولا يخفى على لبيب، فضل الرجال على النساء؛ ولو لم يكن إلا أن المرأة خلقت من الرجل ؛ فهو أصلها؛
(لا يؤاخذكم الله بالغلو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم
بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم)
السؤال:
متى يحاسب الإنسان على تصرفاته ، وضح ذلك
من خلال الآية ؟
الجواب:
والشارع لم يرتب المؤاخذه إلا على ما يكسبه
القلب من الأقوال والأفعال الظاهره كما قال:( ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم
)
( فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا ان يقيما حدود
الله )
السؤال:
كيف يتعامل الإنسان مع الولايات التي تعرض
عليه ؟
الجواب:
في هذا دلالة على أنه ينبغي للإنسان إذا
أراد أن يدخل في أمر من الأمور، خصوصا الولايات الصغار والكبار؛ في نفسه ؛ فإن رأى
من نفسه قوة على ذلك ووثق بها أقدم وإلا أحجم.
( الطلاق مرتان )
السؤال:
لماذا قصر الطلاق الرجعي على المرتين فقط
؟
الجواب:
لأن من زاد على ألثنتين ؛ فإما متجريء على
المحرم ؛ او ليس له رغبة في إمساكها بل قصده المضارة .
التوجيهات :
1 - حقوق المرأة على زوجها وحقوق الزوج على زوجته كجناحي
طائر؛ لا تسعد الأسرة إلا بوجود كليهما .
( ولهن مثل الذي عليهن )
2 - للرجال منزلة زائدة على المرأة؛ فمن زعم انهما
متساويان؛ فقد أخطا الصواب وخالف كلام خالقهما؛ بحالهما
( وللرجال عليهن درجة )
الأعمال:
1 - عاهد نفسك أن لاتحلف يمينا هذا اليوم ؛ تعظيما لله
عزوجل
( ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم )
2 - ارسل رساله تحذر فيها من اتخاذ حقوق المرأة ذريعة
لإفسادها من قبل المنافقين ؛ ومن خدع بمنهجهم .
( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف )
سلسلة القرآن تدبر وعمل
الدرس الثالث:
البقرة /
٢٣٨ - ٢٤٥
( ألم تر الى الذين خرجوا من ديارهم )
السؤال:
ما مقصود الآية ؟
الجواب:
المقصود من هذه الآية الكريمة؛ تشجيع المؤمنين
على القتال؛ بإعلامهم بأن الفرار من الموت لا ينجي، فإذا علم الإنسان أن فراره من
الموت أو القتل لاينجيه؛ هانت عليه مبارزة الاقران،
( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا )
السؤال:
ما وجه التعبير ب " القرض
" في الحث على الانفاق ؟
الجواب:
{ من ذا الذي يقرض الله }استفهام يراد به الطلب، والحض على الانفاق، وذكر لفظ القرض تقريبا للأفهام؛ لأن المنفق ينتظر الثواب كما ينتظر المسلف رد ما
أسلف.
( الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر
الموت )
السؤال:
لماذا اورد الله - تعالى - هذه القصه قبل
الأمر بالقتال ؟
الجواب:
جعل الله - تعالى - هذه القصه لما فيها
من تشجيع المسلمين على الجهاد ؛ والتعرض للشهاده والحث على التوكل، والاستسلام للقضاء؛ تمهيدا لقوله تعالى ( وقاتلوا في سبيل الله )
( حافظوا على الصلاة والصلاة الوسطى )
السؤال:
إن الله - سبحانه وتعالى - يعطي الدنيا
على نية الآخرة؛ وأبى أن يعطي الآخرة على نية الدنيا، خلل حال المرء في دنياه ومعاده
إنما هو خلل حال دينه؛ وملاك دينه وأساسه إيمانه وصلاته، فمن حافظ على الصلوات؛
أصلح الله حال دنياه وأخرا .
( فإن خفتم فرجالا أو ركبانا
)
السؤال:
على ماذا يدل الأمر بالصلاة رجالا او ركبانا
في حال الخوف ؟
الجواب:
ويلزم على ذلك أن يكونوا مستقبلي القبلة
وغير مستقبليها، وفي هذا زيادة التأكيد على المحافظه على وقتها، حيث أمر بذلك ولومع
الإخلال بكثير من الأركان والشروط، وأنه لايجوز تأخيرها عن وقتها ولو في هذه الحالة
الشديده،
التوجيهات:
1 - في ذكر الصلاة ضمن آيات الطلاق دليل على أن محافظة
الاسرة على الصلاة من أهم أسباب سعادتها واستقرارها
( حافظوا على الصلاة والصلاة الوسطى )
2 - الأسباب لاتنفع حين ينزل القضاء ، فلابد للتسليم
للقضاء مع مزاولة الأسباب .
( ألم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر
الموت )
الأعمال:
1 - أقرض ربك قرضا حسنا
( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا
— )
الدرس الرابع:
سلسلة القرآن تدبر وعمل
الدرس الرابع:
البقرة /
٢٥٣ - ٢٥٦
( الله لاإله إلا هو الحي القيوم لاتأخذه سنة ولا
نوم )
السؤال:
لم نفي الله - تعالى - عن نفسه أقل النوم
؟
الجواب:
نفى الله تعالى عن نفسه النوم لأنه آفة
، وهو منزه عن الآفات ولأنه تغير ، ولايجوز عليه التغير
( لا إكراه في الدين — )
السؤال:
ما سر ختم الآية الكريمه بصفتي ؛ السميع
والعليم لله عزوجل ؟
الجواب:
ولما كان الكفر بالطاغوت والإيمان بالله
مما ينطق به اللسان، ويعتقده القلب، حسن في الصفات " سميع " من أجل النطق " عليم " من أجل المعتقد
.
( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه
)
السؤال:
على ماذا يدل اشتراط إذنه سبحانه وتعالى
لمن أراد الشفاعه ؟
الجواب:
وهذا من عظمته وجلاله وكبريائه عزوجل؛
أنه لايتجاسر أحد على أن يشفع لأحد عنده إلا بإذنه له في الشفاعه.
( لا إكراه في الدين )
السؤال:
لماذا لم تكن هناك حاجة لإكراه الناس على
الدين ؟
الجواب:
لعدم الحاجة الى الإكراه عليه لأن الإكراه
لايكون إلا على أمر خفية أعلامه غامضة آثاره أو أمر في غاية الكراهه للنفوس؛ وأما
الدين القويم والصراط المستقيم فقد تبينت أعلامه للعقول، وظهرت طرقه وتبين أمره.
( الله لا إله الا هو الحي القيوم
)
السؤال:
لماذا شرعت قراءة آية الكرسي في أوقات مختلفه
من الليل والنهار ؟ ولماذا كانت أعظم آية في كتاب الله ؟
الجواب:
هذه الآية الكريمه أعظم آيات القرآن ، وأفضلها
وأجلها وذلك لما اشتملت عليه من الأمور العظيمه والصفات الكريمه ؛ فلهذا كثرت الأحاديث في الترغيب في قراءتها وجعلها
وردا للانسان في اوقاته صباحا ومساء وعند نومه ؛ وادبار الصلوات المكتوبات
.
( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض
— )
السؤال:
بين شيئا من أوجه تفاضل المرسلين عليهم
الصلاة والسلام ؟
الجواب:
ومعلوم أن المرسلين يتفاضلون؛ تارة في
الكتب المنزلة عليهم؛ وتارة في الآيات والمعجزات الدالة على صدقهم، وتارة في الشرائع
وما جاءوا به من العلم والعمل، وتارة في أممهم.
التوجيهات:
1 - من أسباب الاقتتال هو الاختلاف في الدين الذي منبعه
الهوى ، أما الخلاف الذي منبعه إرادة الحق ، فلا يمكن أن يجر الى قتال
( ولو شاء الله ما اقتتل — )
2 - معرفة ان الله يراقبك في السر والعلن ، ويعلم ما
تخفي وما تعلن ، تساعدك على التقليل من المعاصي
( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم
)
الأعمال:
1 - اقرأ آية الكرسي بعد الصلوات المفروضه
( الله لا إله الاهو الحي القيوم
)
2 - لتكن لك هذا اليوم صدقة ولو قليلة
( لابيع فيه ولاخلة ولا شفاعه
)
الدرس الخامس:
سلسلة القرآن تدبر وعمل
الدرس الخامس:
البقرة /
٢٦٥ - ٢٦٩
( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء
)
السؤال:
لماذا قدم وعد الشيطان على أمره ؟
الجواب:
وقدم وعد الشيطان على أمره لأنه بالوعد
يحصل الاطمئنان إليه، فإذا اطمأن إليه وخاف الفقر، تسلط عليه بالأمر.
( يؤتي الحكمة من يشاء —)
السؤال:
ما علامة العقل والحكمة ؟
الجواب:
فصلاح القلب والذي خلق من أجله هو أن يعقل
الأشياء، لا أقول أن يعلمها فقط فقدﻻيعلم الشيء من لايكون عاقلا له، بل غافلا عنه، والذي يعقل الشيء هو الذي يقيده ويضبطه، ويعيه ويثبته في قلبه، فيكون وقت الحاجه
اليه غنيا، فيطابق عمله قوله، وباطنه ظاهره، وذلك هو الذي أوتي الحكمه.
( ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله
— )
السؤال:
ما الآفات التي تصيب المسلم حال إنفاقه
؟
الجواب:
وذلك ان النفقه يعرض لها افتتنان؛ إما
أن يقصد الإنسان بها محمده الناس ومدحهم، وهو الرياء أو يخرجها على خور وضعف عزيمه
وتردد ، فهؤلاء سلموا من هاتين الآفتين فأنفقوا ابتغاء مرضات الله لالغير ذلك من المقاصد، وتثبيتا من أنفسهم .
( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا
كثيرا )
السؤال:
بين مكانة من أعطي العلم والقرآن ؟
الجواب:
قال بعض الحكماء من أعطي العلم والقرآن
ينبغي أن يعرف نفسه، ولايتواضع لأصحاب الدنيا لأجل دنياهم، فإنما أعطي أفضل مما أعطي
أصحاب الدنيا، لأن الله تعالى سمى الدنيا متاعا قليلا فقال:
" قل متاع الدنيا قليل " وسمى العلم
والقرآن خيرا كثيرا .
( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء
— )
السؤال:
بين عمل الشيطان مع المؤمن إذا هم بالصدقه
؟
الجواب:
الشيطان له مدخل في التثبيط للإنسان عن
الإنفاق في سبيل الله، وهو مع ذلك يأمر بالفحشاء، وهي المعاصي، والإنفاق فيها.
التوجيهات:
1 - استحسان ضرب الأمثال، تقريبا للمعاني الى الأذهان
( ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله
— )
2 - قبح الإنفاق من الرديء، وترك الجيد
( ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون
)
الأعمال:
1 - اسأل الله أن يرزقك الحكمه
.
( يؤتي الحكمة من يشاء —)
2 - قل: اللهم اسألك الثبات في الأمر والعزيمة على
الرشد والغنيمة من كل بر
( وتثبيتا من أنفسهم )
الدرس السادس:
سلسلة القرآن تدبر وعمل
الدرس السادس:
البقرة /
٢٨٣ - ٢٨٦
( ومن يكتمها فإنه ءاثم قلبه
-)
السؤال:
لماذا خص الله -تعالى - ذكر القلب في هذه
الآية؟
الجواب:
خص القلب بالإثم إذ الكتم من أفعاله، وإذ
هو المضغه التي بصلاحها يصلح الجسد كله.
( لايكلف الله نفسا إلا وسعها لها ماكسبت وعليها ما
اكتسبت)
السؤال:
ماسر التعبير القرآني في ذكر الحسنات ب( لها ) والسيئات ب( عليها ) ؟
الجواب:
وجاءت العبارة في الحسنات ب " لها " من حيث هي ، مما يفرح المرء
بكسبه، ويسر بها فتضاف الى ملكه.
وجاءت في السيئات ب " عليها
" من حيث هي أثقال وأوزار ومتحملات صعبه وهذا كما تقول؛ لي مال وعلي دين.
(واعف عنا واغفر لنا وارحمنا
)
السؤال:
ما الأمور الثلاثة التي يحتاج اليها المذنب؟
الجواب:
أي: فيما بيننا وبين عبادك فلا تظهرهم
على مساوينا وأعمالنا القبيحه ( وارحمنا ) اي: فيما يستقبل فلا توقعنا بتوفيقك في
ذنب آخر ..
ولهذا قالوا: إن المذنب محتاج الى ثلاثة
أشياء أن يعفو الله عنه فيما بينه وبينه، وأن يستره عن عباده ، فلا يفضحه به بينهم، وأن يعصمه فلا يوقعه في نظيره.
( لله مافي السموات والارض وإن تبدوا ما في أنفسكم
أو تخفوه يحاسبكم به الله — )
السؤال:
عمل القلب أيسر من عمل البدن بين ذلك؟
الجواب:
فإن النية يثاب عليها المؤمن بمجردها،
وتجري مجرى العمل إذا لم يمنع من العمل بها إلا العجز ويمكنه ذلك في عامة أفعاله
الخير، وأما عمل البدن فهو مقيد بالقدرة ، وذلك لا يكون إلا قليلا ولهذا قال بعض السلف: قوة المؤمن في قلبه وضعفه في بدنه ، وقوة المنافق في بدنه وضعفه في قلبه.
( وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير
)
السؤال:
لماذا قدم السمع والطاعة على طلب الغفران
؟
الجواب:
وتقديم السمع والطاعة على طلب الغفران لما
أن تقدم الوسيلة على المسئول أقرب الى الاجابه والقبول .
( فليؤد الذي أؤتمن أمانته وليتق الله ربه
)
السؤال:
لماذا أمر سبحانه بالتقوى عند الوفاء وأمر
بها ثانية عند الاقرار؟
الجواب:
وقد أمر سبحانه بالتقوى عند الوفاء حسبما
أمر بها عند الاقرار؛ تعظيما لحقوق العباد وتحذيرا عما يوجب وقوع الفساد
.
التوجيهات:
1 -السمع والطاعه للشارع - وإن حصلت بعض الزلات أحيانا - سبب لنيل مغفرة الله سبحانه وتعالى
( سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا -)
2 - تصريح من الله -تعالى - في أن الكاتم للشهادة آثم قلبه، فكيف إذا كان
الانسان يكذب بالشهاده
( ولا تكتموا الشهاده ومن يكتمها فإنه آثم قلبه
)
الأعمال:
1 - اقرأ الآيتين آخر البقرة في ليلتك فهما كفاية من
الله لمن قرأهما.
( ءامن الرسول بمآ أنزل اليه من ربه والمؤمنون
—- )
2 - ادع اليوم بدعاء وقدم قبله عملا صالحا بلسانك،
أو مالك أو جوارحك، فهو أرجى لقبول الدعاء
( وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير
)
الدرس السابع:
سلسلة القرآن تدبر وعمل
الدرس السابع:
آل عمران / ١٦
- ٢٢
( إن الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين أوتوا
الكتاب إلا من بعد ما جآءهم العلم )
السؤال:
بينت الآية سببا من أسباب الاختلاف فما
هو؟
الجواب:
{ وما أختلف الذين } الآية إخبار أنهم اختلفوا بعد
معرفتهم بالحقائق من أجل البغي؛ وهو الحسد.
( الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين
بالأسحار )
السؤال:
لماذا خصص الأسحار بالاستغفار؟
الجواب:
تخصيص الاسحار بالاستغفار، لأن الدعاء
فيها أقرب الى الاجابه، إذ العبادة حينئذ أشق والنفس أصفى.
( شهد الله أنه لاإله إلاهو والملائكة وأولوا العلم
— )
السؤال:
دلت الآية على شرف العلم والعلماء من عدة
وجوه بينها ؟
الجواب:
منها: أن الله قرن شهادتهم بشهادته وشهادة
ملائكتة،وكفى بذلك فضلا ...
ومنها: أنه - تعالى - جعلهم شهداء، وحجة على الناس، وألزم الناس العمل بالأمر المشهود به فيكونون هم السبب في ذلك، فيكون كل من عمل
بذلك نالهم من أجره وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء،
ومنها:أن إشهاده - تعالى - أهل العلم يتضمن
ذلك تزكيتهم وتعديلهم، وأنهم أمناء على ما استرعاهم عليه.
( إن الدين عند الله الإسلام
- )
السؤال:
ما سبب الاجتماع والفرقة في الأمة؟
الجواب:
سبب الاجتماع والألفة جمع الدين والعمل
به كله، وهو عبادة الله وحده لاشريك له، كما أمر به باطنا، وظاهرا، وسبب الفرقة
ترك حظ مما أمر العبد به، والبغي بينهم .. ونتيجة الجماعه؛ رحمة الله ورضوانه وصلواته وسعادة الدنيا والآخرة
..
ونتيجة الفرقة؛ عذاب الله ولعنته وبراءة
الرسول -صلى الله عليه وسلم منهم.
( شهد الله أنه لاإله الاهو — )
السؤال:
ما منزلة علم التوحيد؟ وكيف تستدل على
ما تقول بهذه الآية؟
الجواب:
وفي هذا دليل على أن أشرف الأمور علم التوحيد
، لأن الله شهد به بنفسه، وأشهد عليه خواص خلقه، والشهادة لاتكون إلا عن علم ويقين
بمنزلة المشاهده للبصر.
التوجيهات:
1 - علم التوحيد أهم العلوم الشرعيه؛ فاحرص على أن
يكون لك اطلاع كبير فيه
( شهد الله أنه لاإله الاهو — )
2 - أهل الكتاب لم يؤمنوا من قلة علم، وضآلة معرفه، وإنما كان هلاكهم لأنهم وظفوا ماعندهم من علوم ومعارف للبغي بينهم بسبب الحسد.
( وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جآءهم
العلم بغيا بينهم
)
الأعمال:
1 - قم بصلاة ركعات بالليل ولو قليلة ثم استغفر الله
تعالى
( والمستغفرين بالاسحار - )
2 - ادع الله بحاجة تريدها، وقدم في دعائك
عملا صالحا فهو أرجى في قبوله
( الذين يقولون ربنا إننا ءامنا فاغفر لنا ذنوبنا
— )
الدرس الثامن:
سلسلة القرآن تدبر وعمل
الدرس الثامن:
آل عمران /
٢٣ - ٢٩
( قل إن تخفوا مافي صدوركم أو تبدوه
— )
السؤال:
لماذا جمع سبحانه وتعالى بين علمه وبين
قدرته في هذه الآية؟
الجواب:
وهذا من التهديد، إذ المهدد لايحول بينه
وبين تحقيق وعيده إلا أحد أمرين؛ الجهل بجريمة المجرم، او العجز عنه، فلما أعلمهم
بعموم علمه، وعموم قدرته، علموا أن الله لايفلتهم من عقابه.
( قل إن تخفوا مافي صدوركم أو تبدوه يعلمه الله
— )
السؤال:
ما الذي يفيده المسلم من معرفة علم الله
الشامل وقدرته الكاملة؟
الجواب:
وهذا تنبيه منه لعباده .. لئلا يرتكبوا
مانهى عنه، وما يبغضه منهم، فإنه عالم بجميع أمورهم وهو قادر على معالجته بالعقوبه، وإن أنظر من أنظر منهم، فإنه يمهل، ثم يأخذ أخذ عزيز مقتدر
( وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي
)
السؤال:
كيف تدل الآية على كمال قدرة الله - سبحانه
- وضعف المخلوقات؟
الجواب:
وهذا أعظم دليل على قدرة الله، وأن جميع
الأشياء مسخرة، مدبرة، لاتملك من التدبير شيئا فخلقه تعالى الأضداد، والضد من ضده
بيان أنها مقهورة.
( قل إن تخفوا مافي صدوركم أوتبدوه يعلمه الله ويعلم
مافي السموات وما الأرض والله على كل شيء قدير )
السؤال:
إذا تبين لك علم الله بما في قلبك، فما
الحالة التي يجب أن تكون عليها؟
الجواب:
ففيه إرشاد الى تطهير القلوب، واستحضار
علم الله كل وقت، فيستحي العبد من ربه أن يرى قلبه محلا لكل فكر رديء؛ بل يشغل أفكاره فيما يقرب الى الله.. من تدبر
آية،أو سنة من أحاديث رسول الله صلى
الله عليه وسلم.. أو تفكر في مخلوقات الله ونعمه..
( ألم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب
— )
السؤال:
مادلالة وصف الذين أوتوا الكتاب بالإعراض؟
الجواب:
ما أنكر منكر حقا وهو يعلمه إلا سلبه الله
- تعالى - علمه حتى يصير إنكاره له بصورة وبوصف من لم يكن قط علمه.
التوجيهات:
1 - أفسد شيء للأديان بعقائدها وشرائعها وعباداتها الافتراء
فيها، والابتداع عليها والقول فيها بغير علم.
( ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات )
2 - بشرى وطمأنينة للعباد بكرم الله وفضله وسعته التي
لاتحد
( وترزق من تشاء بغير حساب )
الأعمال:
1 - اسأل الله -تعالى - أن يستعملك في الخير، فإن الخير
بيد الله - تعالى - يجريه على يد من يشاء من عباده
( بيدك الخير إنك على كل شيء قدير
)
2 - ادع الله - تعالى - أن يرزقك الإخلاص في عملك.. فهو سبحانه عالم بما في قلبك
( قل إن تخفوا مافي صدوركم او تبدوه يعلمه الله )
الدرس التاسع:
الدرس العاشر:
سلسلة القرآن تدبر وعمل
الدرس التاسع:
آل عمران /
٥٣ - ٦١
( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم
قال له كن فيكون )
السؤال:
في هذه الآية رد قاطع على النصارى ، بينه
باختصار؟
الجواب:
{ إن مثل عيسى } الآية حجة على النصارى في قولهم؛
كيف يكون ابن دون أب، فمثله الله بآدم الذي خلقه الله دون أم ولا أب، وذلك أغرب مما
استبعدوه، فهو أقطع لقولهم.
( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين
)
السؤال:
بينت الآية نوعا من مكر الله - تعالى -
بالعبد، فماهو؟
الجواب:
ومكر الله؛ استدراجه لعباده من حيث لايعلمون، قال ابن عباس رضي الله عنهما؛ كلما أحدثوا خطيئة جددنا لهم نعمة.
( وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة
)
السؤال:
كيف يكون علو أهل التوحيد على غيرهم؟
الجواب:
اي: بالحجة، وإقامة البرهان ، وقيل بالعز
والغلبة.
( وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا
)
السؤال:
وعد الله اتباع عيسى عليه السلام بالنصر
والتمكين، فهل يشمل أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ وضح ذلك ؟
الجواب:
هم أهل الاسلام الذين صدقوه، واتبعوا دينه
في التوحيد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فهم فوق الذين كفروا ظاهرين، قاهرين بالعزة
والمنعة، والحجة.
( الحق من ربك فلا تكن من الممترين
)
السؤال:
كيف يتعامل المسلم الموحد مع الشبهات التي
تطرح عليه في المسائل العقدية التي دلالتها واضحة وصريحة من السنة ؟
الجواب:
وفي هذه الآية وما بعدها دليل على قاعدة
شريفه وهو:أن ما قامت الأدلة على أنه
حق وجزم به العبد من مسائل العقائد وغيرها ، فإنه يجب أن يجزم بأن كل ما عارضه فهو
باطل، وكل شبهه تورد عليه فهي فاسده، سواء قدر العبد على حلها أم لا، فلا يوجب له
عجزه على حلها القدح فيما علمه؛ لأن ما خالف الحق فهو باطل قال تعالى: (فماذا بعد
الحق إلا الضلال ) وبهذه القاعدة الشرعية تنحل عن الانسان إشكالات كثيرة.
( وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم اجورهم
)
السؤال:
كيف تدل هذه الآية على حصول الأجر للمؤمنين
في الدنيا والآخرة؟
الجواب:
دل ذلك على أنه يحصل لهم في الدنيا ثواب
لأعمالهم من الاكرام والاعزاز والنصر والحياة الطيبة وإنما توفية الأجور يوم القيامة
يجدون ما قدموه من الخيرات محضرا موفرا، فيعطى كل عامل اجر عمله، ويزيدهم من فضله.
التوجيهات:
1 - احذر أن تكون موغلا في معصية الله تعالى، ونعم
الله تنساق لك فإن هذا مكر واستدراج بك للهلاك ،
( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين
)
2 - إياك والخصومة والجدال بلا بينة
( ثم الي مرجعكم فأحكم بينكم فينا كنتم فيه تختلفون
)
الأعمال:
1 - اقرا الأحاديث المتعلقة بعلامات الساعة الكبرى من
أحد كتب الحديث الصحيح
( إذ قال الله ياعيسى إني متوفيك ورافعك الي
— )
2 - ابحث عن قضية أشكل عليك فهمها، ثم ابحث في القرآن
عن آيات تتكلم عنها، لعلك تهتدي الى الحق فيها .
( ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم
)
سلسلة القرآن تدبر وعمل
الدرس العاشر:
آل عمران / ٩٢
- ١٠٠
( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون
--- )
السؤال:
ما أفضل ما تتقرب به الى الله - تعالى
- من أموالك؟
الجواب:
قد قال الله { لن تنالوا البر حتى تنفقوا
مماتحبون }فما كان أحب الى المرء إذا
تقرب به الى الله - تعالى - كان أفضل له
من غيره؛ وإن استويا في القيمة.
( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين
)
السؤال:
لماذا كانت أولية الكعبه على بقية المساجد
موجبة لتفضيلها؟
الجواب:
وإنما كانت الأولية موجبه التفضيل؛ لأن
مواضع العبادة لا تتفاضل من جهة العبادة، إذ هي في ذلك سواء، ولكنها تتفاضل بما يحف
بذلك من طول أزمان التعبد فيها، وبنسبتها الى بانيها، وبحسن المقصد في ذلك.
( كل الطعام كان حلا لبني اسرائيل إلا ما حرم اسرائيل
على نفسه -- )
السؤال:
اذكر دليلا من هذه الآية على نبوة نبينا
محمد عليه الصلاة والسلام؟
الجواب:
قال الزجاج؛ في هذه الآية أعظم دلالة لنبوة
محمد صلى الله عليه وسلم؛ أخبرهم أنه ليس في كتابهم، وأمرهم أن يأتوا بالتوراة ؛
فأبوا، يعني عرفوا أنه قال ذلك بالوحي.
( فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان أمنا
-- )
السؤال:
عدد بعض آيات البيت الحرام؟
الجواب:
آيات البيت كثيرة منها الحجر الذي هو مقام
إبراهيم ، وهو الذي قام عليه حين رفع القواعد من البيت، فكان كلما طال البناء ارتفع
به الحجر حتى أكمل البناء، وغرقت قدم إبراهيم في الحجر كأنها في طين، وذلك الأثر
باق الى اليوم ومنها الطيور لاتعلوه، ومنها إهلاك أصحاب الفيل، ورد الجبابرة عنه، ونبع زمزم لهاجر أم اسماعيل .
( ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن
كفر فإن الله غني عن العالمين )
السؤال:
ما المقصود بالكفر في حق من لم يحج ؟
الجواب:
من لم يحجه مع الاستطاعه؛ كفر بالنعمة
إن كان معترفا بالوجوب ، وبالمروق من الدين إن جحد
( ولله على الناس حج البيت )
السؤال:
هل في كل أوامر الله لنا حكمة؟ وهل يلزم
أن نعرف هذه الحكمة؟
الجواب:
أفعال الله - تعالى - وأحكامه لابد فيها
من حكمة ومصلحه وهو مسلم لكن لانسلم أنه لا بد أن تظهر هذه المصلحه لنا، إذ الحكيم
لايلزمه اطلاع من دونه على وجه الحكمة.
التوجيهات:
1 - لن يبلغ العبد البر وما عند الله من نعيم الآخرة؛ حتى ينفق من أحب أمواله اليه،
( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون
-- )
2 - احذر من طاعة الكافرين في آرائهم ومظاهرهم ؛ فإنهم
لايجلبون عليك إلا الغفلة والفساد
( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا
الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين )
الأعمال:
1 - خالف اليهود والنصارى بإعفاء لحيتك وحف شاربك،
واجعل لباسك فوق الكعب
( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا
--- )
2 - حدد شيئا تحبه وانفقه في سبيل الله - تعالى - لعلك
تكون من الأبرار
سلسلة القرآن تدبر وعمل
الدرس الحادي عشر:
آل عمران / ١٢٢ - ١٣٢
( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذله فاتقوا الله لعلكم تشكرون )
السؤال:
ما وجه التعقيب بذكر غزوة بدر في سياق الحديث بعد غزوة أحد ؟
الجواب:
لما ذكر تعالى قصة أحد، أتبعها بذكر قصة بدر، وذلك لأن المسلمين يوم بدر كانوا في غاية الضعف عددا وعددا، والكفار كانوا في غاية الشدة والقوة، ثم إنه تعالى نصر المسلمين على الكافرين ، فصار ذلك من أقوى الدلائل على أن ثمرة التوكل عليه تعالى والصبر والتقوى هو النصر والمعونة والتأييد.
( بلى إن تصبروا وتتقوى ويأتوكم من فورهم هذا -- )
السؤال:
الصبر والتقوى سببان لنزول الملائكة لنصرة المؤمنين، بين ذلك؟
الجواب:
فبين أنه مع الصبر والتقوى يمدهم بالملائكة وينصرهم على أعدائهم الذين يقاتلونهم .
( ليس لك من الأمر شيء )
السؤال:
من خلال هذه الآية كيف ترد على من تعلق بالأنبياء والصالحين من دون الله ؟
الجواب:
وفي هذه الآية ما يدل على أن اختيار الله غالب على اختيار العباد، وأن العبد - وإن ارتفعت درجته وعلا قدره - قد يختار شيئا وتكون الخيرة والمصلحه في غيره، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له من الأمر شيء؛ فغيرة من باب أولى، ففيها أعظم رد على من تعلق بالأنبياء أو غيرهم من الصالحين؛ وأن هذا شرك في العبادة.
( وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم )
السؤال:
ما فائدة إخبار المسلمين بأن النصر من عند الله سبحانه وتعالى ؟
الجواب:
فلا تعتمدوا على ما معكم من الأسباب، بل الأسباب فيها طمأنينة لقلوبكم، وأما النصر الحقيقي الذي لا معارض له، فهو مشيئة الله لنصر من يشاء من عباده، فإنه إن شاء نصر من معه الأسباب كما هي سنته في خلقه، وإن شاء نصر المستضعفين الأذلين، ليبين لعباده أن الأمر كله بيديه.
( وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به -- )
السؤال:
هل ربنا -سبحانه - بحاجة للمجاهدين؟ وما الذي يستفيده المجاهد من ذلك ؟
الجواب:
أي: وما أنزل الله الملائكة وأعلمكم بإنزالها إلا بشارة لكم، وتطيبا لقلوبكم، وتطمينا،وإلا فإنما النصر من عند الله، الذي لو شاء لانتصر من أعدائه بدونكم،
( وما جعله الله إلا بشرى لكم )
السؤال:
ما المصدر الوحيد للنصر ؟
الجواب:
( وما جعله الله ) يعني هذا الوعد والمدد ( إلا بشرى لكم ) أي ؛ بشارة لتستبشروا به
( ولتطمئن ) ولتسكن ( قلوبكم به ) فلا تجزعوا من كثرة عدوكم وقلة عددكم ( وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ) يعني لاتحيلوا بالنصر على الملائكة والجند فإن النصر من الله تعالى ، فاستعينوا به وتوكلوا عليه .
التوجيهات:
1 - تقوى الله -تعالى - بالعمل بأوامرة واجتناب نواهيه هي الشكر الواجب على العبد
( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة -- )
2 - صدق الإيمان بالله وصدق التوكل عليه سبب لأن يمدك الله بأسباب من عنده خافية عليك
( إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم -- )
3 - احذر الربا وأنواعه ، وحذر من حولك من هذا الذنب العظيم ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفه -- )
الاعمال:
1 - ارسل رساله تحذر فيها المسلمين من مخاطر الربا
( يا أيها الذين آمنوا لاتأكلوا الربا أضعافا مضاعفه -- )
سلسلة القرآن تدبر وعمل
الدرس الثاني عشر:
آل عمران / ١٨٧ - ١٩٤
(ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار)
السؤال:
ما سبب الاستجابه للمؤمنين الذي أشار إليه أبو الدرداء رضي الله عنه ؟
الجواب:
قال أبو الدرداء: يرحم الله المؤمنين مازالو يقولون " ربنا ربنا " حتى استجيب لهم .
( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض )
السؤاب:
لماذا قدم الذكر على التفكر ؟
الجواب:
قدم الذكر على الدوام على التفكر ؛ للتنبيه على أن العقل لايفي بالهداية مالم يتنور بنور ذكر الله -تعالى - وهدايته فلابد للمتفكر من الرجوع الى الله تعالى .
( ويتفكرون في خلق السموات والأرض —- )
السؤال:
بينت الآية وسيله من وسائل الوصول الى اليقين؛ فما هي؟
الجواب:
قيل لأم الدرداء ؛ ماكان شأن أبي الدرداء ؟ قالت: كان أكثر شأنه التفكر، قيل له؛ أترى التفكر عملا من الأعمال ؟ قال: نعم ؛ هو اليقين.
( ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار )
السؤال:
لماذا لم يقل { توفنا أبرار } بدل { مع الأبرار } ؟
الجواب:
قولهم مع الأبرار دون أبرار أي: لسنا بأبرار؛ فاسلكنا معهم، واجعلنا من اتباعهم، وفي ذلك هضم للنفس وحسن أدب.
( ويتفكرون في خلق السموات والأرض — )
السؤال:
ما أهمية التفكر وفائدته؟
الجواب:
قال ابن عون: الفكرة تذهب الغفله؛ وتحدث للقلب الخشية؛ كما يحدث الماء للزرع النبات؛ وما جليت القلوب بمثل الأحزان؛ ولا استنارت بمثل الفكره.
( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس — )
السؤال:
قال سبحانه: { أوتوا الكتاب } ولم يقل؛ أخذوا الكتاب؛ ما دلالة هذه اللفظه وما تبعاتها؟
الجواب:
قال الحسن وقتاده: هي في كل من أوتي علم شيء من الكتاب؛ فمن علم شيئا؛ فليعلمه؛ وإياكم وكتمان العلم فإنه هلك؛ وقال محمد بن كعب: لايحل لعالم أن يسكت على علمه؛ ولا للجاهل أن يسكت على جهله.
( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم )
السؤال:
ما المراد بأمر الله - تعالى بالذكر في هذه الأحوال الثلاثة ؟
الجواب:
أراد به المداومه على الذكر في عموم الأحوال .
التوجيهات:
1 - حق على العالم وطالب العلم أن ينشر العلم الذي أخذه بين الناس ولا يكتمه عن أحد
( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب — )
2 - إياك أن يتسلل لقلبك حب المدح والثناء؛ وأعظم منه أن تحب المدح بما لم تفعل
( لاتحسبن الذين يفرحون بمآ أوتوا ويحبون أن يحمدوا — )
الأعمال:
1 - احرص اليوم على أذكار الصباح والمساء والنوم
( الذين يذكرون الله قياما وقعودا — )
2 - ابحث اليوم عن جاهل بأحكام الوضوء والصلاة ؛ أو قصار السور ، وعلمه إياها
( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب — )
سلسلة القرآ ن تدبر وعمل
الدرس الثالث عشر
آل عمران / ١٩٥ - ٢٠٠
( نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار )
السؤال:
من المقصود بالأبرار ؟
الجواب:
الأبرار جمع بار، وبر؛ ومعناه العاملون بالبر؛ وهي غاية التقوى، والعمل الصالح، قال بعضهم: الأبرار هم الذين لايؤذون أحدا .
( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون )
السؤال:
ذكرت الآية عدة شروط للظهور على الأعداء، والفوز بالأخرة، فماهي ؟
الجواب:
ختم - تعالى - السورة بما تضمنته هذه الآية العاشرة من الوصايا التي جمعت الظهور في الدنيا على الأعداء، والفوز بنعيم الآخرة، فحض على الصبر على الطاعات، وعن الشهوات؛ والصبر هو: الحبس
( وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله ومآ أنزل إليكم ومآ أنزل إليهم خاشعين لله )
السؤال:
ما علامة الإيمان الحقيقي ؟
الجواب:
لما كان إيمانهم عاما حقيقيا، صار نافعا، فأحدث لهم خشية الله، ومن تمام خشيتهم لله أنهم { لايشترون بآيات الله ثمنا قليلا } فلا يقدمون الدنيا على الدين كما فعل أهل الانحراف الذين يكتمون ما أنزل الله.
( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا —- )
السؤال:
ما شرط استجابة الله - تعالى - للمؤمنين بالنصر ؟
الجواب:
هذه الآية معلمه بشرط استجابة الدعاء بالنصر على الكافرين، داعية الى تذكير أولي الألباب بالمراقبة للواحد الحي القيوم.
( لايغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد )
السؤال:
علل سبب اختيار لفظ الغرور هنا ؟
الجواب:
المغتر فارح بالشيء الذي يغتر به فالكفار مغترون بتقلبهم؛ والمؤمنون مهتمون به، لكنه ربما يقع في نفس مؤمن أن هذا الإملاء للكفار إنما هو لخير لهم، فيجيء هذا جنوحا الى حالهم ونوعا من الاغترار؛ فلذلك حسنت لا يغرنك ... مامن مؤمن ولاكافر إلا والموت خير له، أما الكافر فلئلا يزداد إثما؛ وأما المؤمن فلأن ماعند الله خير للأبرار.
( فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي - )
السؤال:
ما جزاء من هاجر، او اخرج من دياره أو أوذي، أو قتل في سبيل الله ؟
الجواب:
{ فالذين هاجروا } اي: تركوا دار الشرك وأتوا الى دار الإيمان، وفارقوا الأحباب والاخوان والجيران { وأخرجوا من ديارهم } اي: ضايقهم المشركون بالأذى حتى الجأوهم الى الخروج من بين أظهرهم؛ ولهذا قال:{ وأوذوا في سبيلي } اي: إنما كان ذنبهم الى الناس أنهم آمنوا بالله وحده { قاتلوا وقتلوا } وهذا أعلى المقامات أن يقاتل في سبيل الله.
التوجيهات:
1 - وجوب الصبر والمصابرة، والمرابطه، والتقوى للحصول على الفلاح الذي هو النصر في الدنيا والفوز في الآخرة
( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا —- )
2 - لا يغرنك استعلاء الكافرين، وتمكنهم من هذه الحياة الدنيا؛ فإن وراء هذا حكما ارادها الله سبحانه وتعالى
( لايغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد — )
الأعمال:
1 - احرص اليوم أكثر على اجتناب النظر المحرم تقوى لله تعالى، وصبرا عن معصيته
( لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار )
2 - ادع اليوم بالادعيه التي جاءت بالأيات رجاء ان يستجاب دعاؤك
( فاستجاب لهم ربهم —- )
سلسلة قرآن تدبر و عمل
الدرس الرابع عشر
النساء / ١٢ - ١٤
( يدخله جنات تجري —-خالدين فيها )
( يدخله نارا خالدا فيها )
السؤال:
لماذا أفرد في الخلود في النار ( خالدا) وجمع في الخلود في الجنة (خالدين )؟
الجواب:
افرد هنا وجمع هناك، لأن أهل الطاعه اهل الشفاعه، وإذا شفع أحدهم في غيره دخلها معه، وأهل المعاصي لايشفعون؛ فلا يدخل بهم غيرهم فيبقون فرادى.
( غير مضآر وصية من الله والله عليم حليم )
السؤال:
عدد بعض الأشكال المضارة بالوصية ؟
الجواب:
الإضرار في الوصية من الكبائر، ووجوه المضار كثيرة؛ منها الوصية لوارث والوصية بأكثر من الثلث، أو بالثلث فرارا عن وارث محتاج.
( من بعد وصية يوصى بها أو دين ) من بعد وصية توصين بها أودين )
السؤال:
لماذا كرر حكم الوصية؟
الجواب:
كرر حكم الوصية، اهتماما بشأنها، وإشارة الى أن الوصية أمر عظيم ينبغي أن يكون مستحضرا في الذهن، غير مغفول عنه عند أحد من الناس
( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها )
السؤال:
بين فضل التوحيد؟
الجواب:
من اجتمع فيه معصية وطاعه، كان فيه من موجب الثواب والعقاب بحسب مافيه من الطاعه والمعصيه، وقد دلت النصوص المتواتره على أن الموحدين - الذين معهم طاعه التوحيد غير مخلدين في النار، فما معهم من التوحيد مانع لهم من الخلود فيها.
( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده —- )
السؤال:
القائم على تقسيم التركه واقع بين وعد ووعيد عظيمين؛ وضح ذلك من الآية؟
الجواب:
{ ومن يطع الله ورسوله }
اي: فيها فلم يزد بعض الورثه ، ولم ينقص بعضا بحيله ووسيله، بل تركهم على حكم الله وفريضته وقسمته{ يدخله جنات تجري من تحتها الانهار — )
اي؛ لكونه غير ما حكم الله به وضاد الله في حكمه.
( ولكم نصف ماترك أزواجكم )
السؤال:
في آية المواريث لماذا عبر بلفظ الزوجه دون لفظ المرأة؟
الجواب:
وتأمل هذا المعنى في آية المواريث وتعليقه سبحانه التوارث فيها بلفظ الزوجه دون المرأة كما في قوله ( ولكم نصف ماترك أزواجكم )إيذانا بأن هذا التوارث إنما وقع بالزوجيه المقتضيه للتشاكل والتناسب، والمؤمن والكافر لاتشاكل بينهما ولاتناسب فلا يقع بينهما التوارث.
التوجيهات:
1 - من استهان بالورثه أهانه الله يوم القيامه
( وله عذاب مهين )
2 - اعلم أن الله -تعالى - تولى قسمة التركات بنفسه، فلا يحل لأحد أن يغير منها شيئا
الأعمال:
1- لو ترك الله لنا قسمة موارثنا لكانت أكبر مشاكلنا يوم جنائزنا تأمل.
( تلك حدود الله —- )
2 - أحكام المواريث لم تخالف عقلا ولافطرة، بل كانت عين الصواب بدلالة أنها تزيد الارحام ألفة إذا طبقت بحق.
( وصية من الله والله عليم حليم )
سلسلة قرآن تدبر و عمل
الدرس الخامس عشر
النساء / ٣٤ - ٣٧
( الرجال قوامون على النساء )
السؤال:
اذكر ثلاثا من الأوجه التي ميز الله بها الرجال عن النساء ؟
الجواب:
فتفضيل الرجال على النساء من وجوه متعدده؛ من كون الولايات مختصه بالرجال والنبوة والرساله، واختصاصهم بكثير من العبادات كالجهاد والأعياد والجمع، وبما خصهم الله به من العقل والرزانه والصبر والجلد الذي ليس للنساء مثله، كذلك خصهم بالنفقات على الزوجات
( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله )
السؤال:
ماصفات النساء الصالحات ؟
الجواب:
أي: في دينهن مطيعات لأزواجهن أو مطيعة لله في حق أزواجهن؛" حافظات للغيب " أي: تحفظ كل ماغاب عن علم زوجها فيدخل في ذلك صيانة نفسها، وحفظ ماله وبيته
( حافظات للغيب بما حفظ الله )
السؤال:
ما وجه تقييد النساء لأزواجهن بحفظ الله ؟
الجواب:
وذلك بحفظ الله لهن وتوفيقه لهن، لا من أنفسهن لأن النفس أمارة بالسوء، ولكن من توكل على الله كفاه ما أهمه من أمر دينه ودنياه.
( إن الله كان عليا كبيرا )
السؤال:
ماوجه ختم الآية بوصفه العلي الكبير ؟
الجواب:
تهديد للرجال إذا بغوا على النساء من غير سبب، فإن الله العلي الكبير، وهو منتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن.
(فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهم سبيلا إن الله كان عليا كبيرا)
السؤال:
ما دلالة ختم الآية بقوله:{ إن الله كان عليا كبيرا } ؟
الجواب:
تجاوزا أنتم عن سيئات أزواجكم واعفوا عنهن إذا تبن، أو انه تعالى قادر على الانتقام منكم غير راض بظلم أحد أو أنه سبحانه -مع علوه المطلق وكبريائه - لم يكلفكم إلا ما تطيقون، فلا تكلفوهن إلا مايطقن.
التوجيهات:
1- وصاك الله بجمع من الناس، فاحرص على تنفيذ وصية الله ( وبالوالدين إحسانا وبذي القربى والمساكين --- )
2- الفخر والخيلاء ليست من أوصاف المسلمين فابتعد عنهما
( إن الله لايحب من كان مختالا فخورا )
الأعمال:
1- ادع الله - تعالى - لوالديك وجيرانك، فهو من أعظم الإحسان اليهم .
( وبالوالدين إحسانا ---
2- اجمع صفات الصالحات من الآية ثم أرسالها برساله تفيد بها النساء
( فالصالحات قانتات --- )النساء / ٨٧ - ٩١
سلسلة قرآن تدبر و عمل
الدرس السادس عشر
( فمالكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا - )
السؤال:
ما الواجب الذي دعا إليه المؤمنين في التعامل مع المنافقين ؟
الجواب:
أي: فمالكم تفرقتم في أمر المنافقين فئتين أي فرقتين، ولم تتفقوا على التبرؤ منهم، والاستفهام للإنكار والنفي والخطاب لجميع المؤمنين، لكن " ما " فيه من معنى التوبيخ متوجه الى بعضهم ، وذلك أن فرقة من المؤمنين كانت تميل اليهم وتذب عنهم ، وتواليهم، وفرقه منهم تباينهم وتعاديهم فنهوا عن ذلك، وأمروا بأن يكونوا على نهج واحد في التباين، والتبرؤ منهم، لأن دلائل نفاقهم وكفرهم ظاهرة جليه.
( فمالكم في المنافقين فئتين )
السؤال:
لماذا رد الله - تعالى - المنافقين من النفاق الى الكفر ؟
الجواب:
وقد جعل الله ردهم الى الكفر جزاء لسوء اعتقادهم ، وقلة إخلاصهم مع رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن الأعمال تتوالد من جنسها فالعمل الصالح يأتي بزيادة الصالحات ، والعمل السيء يأتي بمنتهى المعاصي.
( فلا تتخذوا منهم أولياء )
السؤال:
ما الذي يستلزمه الأمر الإلهي بعدم ولاية المنافقين ؟
الجواب:
وهذا يستلزم عدم محبتهم؛ لأن الولاية فرع المحبة ويستلزم أيضا بغضهم وعداوتهم، لأن النهي عن الشيء أمر بضده.
( ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم )
السؤال:
ما السبب في تسليط الله - تعالى - للمشركين على المؤمنين أحيانا ؟
الجواب:
تسليط الله -تعالى - المشركين على المؤمنين هو بأن يقدرهم على ذلك ، ويقويهم إما عقوبة ونقمه عند إذاعة المنكر وظهور المعاصي، وإما ابتلاء واختبار ... وإما تمحيصا للذنوب .
( الله لا إله إلا هو ليجمعنكم الى يوم القيامة لاريب فيه ومن أصدق من الله حديثا )
السؤال:
لماذا لم يكن أحد أصدق من الله حديثا سبحانه ؟
الجواب:
الكاذب إنما يكذب ليجتلب بكذبه الى نفسه نفعا أو يدفع به عنها ضرا .. والله - تعالى - ذكره خالق الضر والنفع ، فغير جائز أن يكون منه كذب.
( ومن أصدق من الله حديثا )
السؤال:
ما الفرق بين من يأخذ عقائده ومبادئه من القرآن، ومن يأخذها من غيره ؟
الجواب:
إخبار بأن حديثه وأخباره وأقواله في أعلى مراتب الصدق، بل أعلاها فكل ما قيل في العقائد والعلوم والأعمال مما يناقض ما أخبر الله به فهو باطل؛ لمناقضته للخبر الصادق اليقيني، فلا يمكن أن يكون حقا
التوجيهات:
1 - ليس على الداعية أن يحزن لكثرة الهالكين، بل عليه أن يمضي في دعوته ولا يبالي بالمعرضين فإن الله - سبحانه - أعلم بمن يستحق الهداية
( أتريدون أن تهدوا من أضل الله -- )
2 - لاشك أنك ستقف يوما أمام الله سبحانه وتعالى،فماذا أعددت لذلك اليوم ؟
( ليجمعنكم الى يوم القيامة لاريب فيه )
3 - أعلم أن غاية أهل النفاق والكفر ضلال وكفر المؤمنين إليها يسعون ولنيلها يطمحون
الأعمال:
1 - قل: اللهم اجعل خير أعمالي آخرها، وخير أيامي يوم ألقاك
( الله لا إله إلا هو ليجمعنكم الى يوم القيامة لاريب فيه )
2 - تذكر عباده تتمنى عملها ولم تستطع، ثم تذكر ذنبا فعلته وأكثر من الاستغفار منه فربما كان هو السبب
( والله أركسهم بما كسبوا )
سلسلة القرآن تدبر وعمل
الدرس السابع عشر
( يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم المرسلين —- )المائده / ١٠٩ - ١١٣
السؤال:
ما المراد بسؤال الله لأنبيائه مع علمه -جل وعلا - بذلك؟
الجواب:
أي:ماذا أجابكم به الأمم من إيمان وكفر، وطاعه ومعصيه؟ والمقصود بهذا السؤال توبيخ من كفر من الأمم وإقامة الحجة عليهم.
( وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني)
السؤال:
لم تكررت جملة { بإذني } في كل معجزة ؟
الجواب:
{ بإذني } كررها مع كل معجزة، ردا على من نسب الربوبيه الى عيسى عليه السلام.
(إذ قال الله ياعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس)
السؤال:
الآية الكريمه دليل أن عيسى - عليه السلام - عبد لله؛ لا كما تقول النصارى، كيف ذلك ؟
الجواب:
وهذا كله صريح في أنه ليس هو الله، وإنما هو عبد الله، فعل بإذن الله كما فعل مثل ذلك غيره من الأنبياء.
( قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا )
السؤال:
لماذا طلب قوم عيسى عليه السلام - إنزال المائده ؟
الجواب:
أي: إنما سألنا لأنا نريد أن نأكل منها، أكل تبرك لا أكل حاجة فنستيقن قدرته وتطمئن، وتسكن قلوبنا، ونعلم أن قد صدقتنا بأنك رسول الله أي؛ نزداد إيمانا ويقينا.
( يوم يجمع الله الرسل )
السؤال:
لماذا أجابت الرسل -عليهم السلام، بقولهم: { لا علم لنا } ؟
الجواب:
معنى قولهم " لا علم لنا " لم يكن ذلك من الرسل إنكارا أن يكونوا عالمين بما عملت أممهم، ولكنهم ذهلوا عن الجواب من هول ذلك اليوم، ثم أجابوا بعد أن ثابت إليهم عقولهم بالشهادة على أممهم.
التوجيهات:
1- شدة هول يوم القيامة، وصعوبة الموقف حتى إن الرسل ليذهلون
( يوم يجمع الله الرسل)
2 - تذكر نعم الله سبحانه وتعالى على العبد يعين على القيام بواجب شكرها
الأعمال:
1- اقرأ أهوال يوم القيامة وكيف يكون حال الناس في ذلك اليوم العظيم
( يوم يجمع الله الرسل)
سلسلة القرآن تدبر وعمل
الدرس الثامن عشر
الأنعام / ٨٢ - ٩٠
( وتلك حجتنا ءاتيناها إبراهيم على قومه)
السؤال:
من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا، وضح ذلك من الآية ؟
الجواب:
فجزينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام - على طاعته إيانا وإخلاصه توحيد ربه، ومفارقته دين قومه المشركين بالله بأن رفعنا درجته في عليين، وآتيناه أجره في الدنيا، ووهبنا له أولادا خصصناهم بالنبوة، وذرية شرفناهم منا بالكرامة.
( وتلك حجتنا ءاتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء )
السؤال:
ما سبب رفع إبراهيم على قومه درجات ؟
الجواب:
فإن العلم يرفع الله به صاحبه فوق العباد درجات، خصوصا العالم العامل المعلم، فإنه يجعله الله إماما للناس بحسب حاله ترمق أفعاله، وتقتفى آثاره، ويستضاء بنوره، ويمشى بعلمه.
( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده )
السؤال:
كيف تدل هذه الآية على أفضلية رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على جميع الرسل ؟
الجواب:
أي: امش أيها الرسول الكريم خلف هؤلاء الأنبياء الأخيار واتبع ملتهم، وقد امتثل صلى الله عليه وسلم، فاهتدى بهدي الرسل قبله، وجمع كل كمال فيهم فاجتمعت لديه فضائل وخصائص فاق بها جميع العالمين، وكان سيد المرسلين وإمام المتقين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.
( نرفع درجات من نشاء )
السؤال:
كيف يرفع العبد درجات ؟
الجواب:
أي ؛ نرفع درجات من نشاء بالعلم، والفهم والفضيله والعقل، كما رفعنا درجات إبراهيم حتى اهتدى وحاج قومه في التوحيد.
التوجيهات:
1 - خير ما أعطي المرء في هذه الحياة الهداية الى صراط مستقيم
( ومن ءابائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم الى صراط مستقيم )
2 - تحقيق التوحيد الخالص لله سبحانه - أمان من كل خوف في الدنيا والآخرة
( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم )
3 - لقد بين الله أن أنبيائه لو حصل منهم الشرك لبطلت أعمالهم فكيف بغيرهم
( ولو أشركوا لحبط عنهم ماكانوا يعملون )
الأعمال:
1 - اقرأ تفسير هذه الآية بتمعن ثم استخرج ثلاثا مما اشتملت عليه من الفوائد
( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن )
( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مماتحبون )
الدرس الحادي عشر: آل عمران / ١٢٢ - ١٣٢
( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذله فاتقوا الله لعلكم تشكرون )
السؤال:
ما وجه التعقيب بذكر غزوة بدر في سياق الحديث بعد غزوة أحد ؟
الجواب:
لما ذكر تعالى قصة أحد، أتبعها بذكر قصة بدر، وذلك لأن المسلمين يوم بدر كانوا في غاية الضعف عددا وعددا، والكفار كانوا في غاية الشدة والقوة، ثم إنه تعالى نصر المسلمين على الكافرين ، فصار ذلك من أقوى الدلائل على أن ثمرة التوكل عليه تعالى والصبر والتقوى هو النصر والمعونة والتأييد.
( بلى إن تصبروا وتتقوى ويأتوكم من فورهم هذا -- )
السؤال:
الصبر والتقوى سببان لنزول الملائكة لنصرة المؤمنين، بين ذلك؟
الجواب:
فبين أنه مع الصبر والتقوى يمدهم بالملائكة وينصرهم على أعدائهم الذين يقاتلونهم .
( ليس لك من الأمر شيء )
السؤال:
من خلال هذه الآية كيف ترد على من تعلق بالأنبياء والصالحين من دون الله ؟
الجواب:
وفي هذه الآية ما يدل على أن اختيار الله غالب على اختيار العباد، وأن العبد - وإن ارتفعت درجته وعلا قدره - قد يختار شيئا وتكون الخيرة والمصلحه في غيره، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له من الأمر شيء؛ فغيرة من باب أولى، ففيها أعظم رد على من تعلق بالأنبياء أو غيرهم من الصالحين؛ وأن هذا شرك في العبادة.
( وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم )
السؤال:
ما فائدة إخبار المسلمين بأن النصر من عند الله سبحانه وتعالى ؟
الجواب:
فلا تعتمدوا على ما معكم من الأسباب، بل الأسباب فيها طمأنينة لقلوبكم، وأما النصر الحقيقي الذي لا معارض له، فهو مشيئة الله لنصر من يشاء من عباده، فإنه إن شاء نصر من معه الأسباب كما هي سنته في خلقه، وإن شاء نصر المستضعفين الأذلين، ليبين لعباده أن الأمر كله بيديه.
( وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به -- )
السؤال:
هل ربنا -سبحانه - بحاجة للمجاهدين؟ وما الذي يستفيده المجاهد من ذلك ؟
الجواب:
أي: وما أنزل الله الملائكة وأعلمكم بإنزالها إلا بشارة لكم، وتطيبا لقلوبكم، وتطمينا،وإلا فإنما النصر من عند الله، الذي لو شاء لانتصر من أعدائه بدونكم،
( وما جعله الله إلا بشرى لكم )
السؤال:
ما المصدر الوحيد للنصر ؟
الجواب:
( وما جعله الله ) يعني هذا الوعد والمدد ( إلا بشرى لكم ) أي ؛ بشارة لتستبشروا به
( ولتطمئن ) ولتسكن ( قلوبكم به ) فلا تجزعوا من كثرة عدوكم وقلة عددكم ( وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ) يعني لاتحيلوا بالنصر على الملائكة والجند فإن النصر من الله تعالى ، فاستعينوا به وتوكلوا عليه .
التوجيهات:
1 - تقوى الله -تعالى - بالعمل بأوامرة واجتناب نواهيه هي الشكر الواجب على العبد
( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة -- )
2 - صدق الإيمان بالله وصدق التوكل عليه سبب لأن يمدك الله بأسباب من عنده خافية عليك
( إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم -- )
3 - احذر الربا وأنواعه ، وحذر من حولك من هذا الذنب العظيم ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفه -- )
الاعمال:
1 - ارسل رساله تحذر فيها المسلمين من مخاطر الربا
( يا أيها الذين آمنوا لاتأكلوا الربا أضعافا مضاعفه -- )
الدرس الثاني عشر: آل عمران / ١٨٧ - ١٩٤
(ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار)
السؤال:
ما سبب الاستجابه للمؤمنين الذي أشار إليه أبو الدرداء رضي الله عنه ؟
الجواب:
قال أبو الدرداء: يرحم الله المؤمنين مازالو يقولون " ربنا ربنا " حتى استجيب لهم .
( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض )
السؤاب:
لماذا قدم الذكر على التفكر ؟
الجواب:
قدم الذكر على الدوام على التفكر ؛ للتنبيه على أن العقل لايفي بالهداية مالم يتنور بنور ذكر الله -تعالى - وهدايته فلابد للمتفكر من الرجوع الى الله تعالى .
( ويتفكرون في خلق السموات والأرض —- )
السؤال:
بينت الآية وسيله من وسائل الوصول الى اليقين؛ فما هي؟
الجواب:
قيل لأم الدرداء ؛ ماكان شأن أبي الدرداء ؟ قالت: كان أكثر شأنه التفكر، قيل له؛ أترى التفكر عملا من الأعمال ؟ قال: نعم ؛ هو اليقين.
( ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار )
السؤال:
لماذا لم يقل { توفنا أبرار } بدل { مع الأبرار } ؟
الجواب:
قولهم مع الأبرار دون أبرار أي: لسنا بأبرار؛ فاسلكنا معهم، واجعلنا من اتباعهم، وفي ذلك هضم للنفس وحسن أدب.
( ويتفكرون في خلق السموات والأرض — )
السؤال:
ما أهمية التفكر وفائدته؟
الجواب:
قال ابن عون: الفكرة تذهب الغفله؛ وتحدث للقلب الخشية؛ كما يحدث الماء للزرع النبات؛ وما جليت القلوب بمثل الأحزان؛ ولا استنارت بمثل الفكره.
( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس — )
السؤال:
قال سبحانه: { أوتوا الكتاب } ولم يقل؛ أخذوا الكتاب؛ ما دلالة هذه اللفظه وما تبعاتها؟
الجواب:
قال الحسن وقتاده: هي في كل من أوتي علم شيء من الكتاب؛ فمن علم شيئا؛ فليعلمه؛ وإياكم وكتمان العلم فإنه هلك؛ وقال محمد بن كعب: لايحل لعالم أن يسكت على علمه؛ ولا للجاهل أن يسكت على جهله.
( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم )
السؤال:
ما المراد بأمر الله - تعالى بالذكر في هذه الأحوال الثلاثة ؟
الجواب:
أراد به المداومه على الذكر في عموم الأحوال .
التوجيهات:
1 - حق على العالم وطالب العلم أن ينشر العلم الذي أخذه بين الناس ولا يكتمه عن أحد
( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب — )
2 - إياك أن يتسلل لقلبك حب المدح والثناء؛ وأعظم منه أن تحب المدح بما لم تفعل
( لاتحسبن الذين يفرحون بمآ أوتوا ويحبون أن يحمدوا — )
الأعمال:
1 - احرص اليوم على أذكار الصباح والمساء والنوم
( الذين يذكرون الله قياما وقعودا — )
2 - ابحث اليوم عن جاهل بأحكام الوضوء والصلاة ؛ أو قصار السور ، وعلمه إياها
( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب — )
الدرس الثالث عشر آل عمران / ١٩٥ - ٢٠٠
( نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار )
السؤال:
من المقصود بالأبرار ؟
الجواب:
الأبرار جمع بار، وبر؛ ومعناه العاملون بالبر؛ وهي غاية التقوى، والعمل الصالح، قال بعضهم: الأبرار هم الذين لايؤذون أحدا .
( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون )
السؤال:
ذكرت الآية عدة شروط للظهور على الأعداء، والفوز بالأخرة، فماهي ؟
الجواب:
ختم - تعالى - السورة بما تضمنته هذه الآية العاشرة من الوصايا التي جمعت الظهور في الدنيا على الأعداء، والفوز بنعيم الآخرة، فحض على الصبر على الطاعات، وعن الشهوات؛ والصبر هو: الحبس
( وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله ومآ أنزل إليكم ومآ أنزل إليهم خاشعين لله )
السؤال:
ما علامة الإيمان الحقيقي ؟
الجواب:
لما كان إيمانهم عاما حقيقيا، صار نافعا، فأحدث لهم خشية الله، ومن تمام خشيتهم لله أنهم { لايشترون بآيات الله ثمنا قليلا } فلا يقدمون الدنيا على الدين كما فعل أهل الانحراف الذين يكتمون ما أنزل الله.
( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا —- )
السؤال:
ما شرط استجابة الله - تعالى - للمؤمنين بالنصر ؟
الجواب:
هذه الآية معلمه بشرط استجابة الدعاء بالنصر على الكافرين، داعية الى تذكير أولي الألباب بالمراقبة للواحد الحي القيوم.
( لايغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد )
السؤال:
علل سبب اختيار لفظ الغرور هنا ؟
الجواب:
المغتر فارح بالشيء الذي يغتر به فالكفار مغترون بتقلبهم؛ والمؤمنون مهتمون به، لكنه ربما يقع في نفس مؤمن أن هذا الإملاء للكفار إنما هو لخير لهم، فيجيء هذا جنوحا الى حالهم ونوعا من الاغترار؛ فلذلك حسنت لا يغرنك ... مامن مؤمن ولاكافر إلا والموت خير له، أما الكافر فلئلا يزداد إثما؛ وأما المؤمن فلأن ماعند الله خير للأبرار.
( فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي - )
السؤال:
ما جزاء من هاجر، او اخرج من دياره أو أوذي، أو قتل في سبيل الله ؟
الجواب:
{ فالذين هاجروا } اي: تركوا دار الشرك وأتوا الى دار الإيمان، وفارقوا الأحباب والاخوان والجيران { وأخرجوا من ديارهم } اي: ضايقهم المشركون بالأذى حتى الجأوهم الى الخروج من بين أظهرهم؛ ولهذا قال:{ وأوذوا في سبيلي } اي: إنما كان ذنبهم الى الناس أنهم آمنوا بالله وحده { قاتلوا وقتلوا } وهذا أعلى المقامات أن يقاتل في سبيل الله.
التوجيهات:
1 - وجوب الصبر والمصابرة، والمرابطه، والتقوى للحصول على الفلاح الذي هو النصر في الدنيا والفوز في الآخرة
( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا —- )
2 - لا يغرنك استعلاء الكافرين، وتمكنهم من هذه الحياة الدنيا؛ فإن وراء هذا حكما ارادها الله سبحانه وتعالى
( لايغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد — )
الأعمال:
1 - احرص اليوم أكثر على اجتناب النظر المحرم تقوى لله تعالى، وصبرا عن معصيته
( لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار )
2 - ادع اليوم بالادعيه التي جاءت بالأيات رجاء ان يستجاب دعاؤك
( فاستجاب لهم ربهم —- )
الدرس الرابع عشر النساء / ١٢ - ١٤
( يدخله جنات تجري —-خالدين فيها )
( يدخله نارا خالدا فيها )
السؤال:
لماذا أفرد في الخلود في النار ( خالدا) وجمع في الخلود في الجنة (خالدين )؟
الجواب:
افرد هنا وجمع هناك، لأن أهل الطاعه اهل الشفاعه، وإذا شفع أحدهم في غيره دخلها معه، وأهل المعاصي لايشفعون؛ فلا يدخل بهم غيرهم فيبقون فرادى.
( غير مضآر وصية من الله والله عليم حليم )
السؤال:
عدد بعض الأشكال المضارة بالوصية ؟
الجواب:
الإضرار في الوصية من الكبائر، ووجوه المضار كثيرة؛ منها الوصية لوارث والوصية بأكثر من الثلث، أو بالثلث فرارا عن وارث محتاج.
( من بعد وصية يوصى بها أو دين ) من بعد وصية توصين بها أودين )
السؤال:
لماذا كرر حكم الوصية؟
الجواب:
كرر حكم الوصية، اهتماما بشأنها، وإشارة الى أن الوصية أمر عظيم ينبغي أن يكون مستحضرا في الذهن، غير مغفول عنه عند أحد من الناس
( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها )
السؤال:
بين فضل التوحيد؟
الجواب:
من اجتمع فيه معصية وطاعه، كان فيه من موجب الثواب والعقاب بحسب مافيه من الطاعه والمعصيه، وقد دلت النصوص المتواتره على أن الموحدين - الذين معهم طاعه التوحيد غير مخلدين في النار، فما معهم من التوحيد مانع لهم من الخلود فيها.
( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده —- )
السؤال:
القائم على تقسيم التركه واقع بين وعد ووعيد عظيمين؛ وضح ذلك من الآية؟
الجواب:
{ ومن يطع الله ورسوله }
اي: فيها فلم يزد بعض الورثه ، ولم ينقص بعضا بحيله ووسيله، بل تركهم على حكم الله وفريضته وقسمته{ يدخله جنات تجري من تحتها الانهار — )
اي؛ لكونه غير ما حكم الله به وضاد الله في حكمه.
( ولكم نصف ماترك أزواجكم )
السؤال:
في آية المواريث لماذا عبر بلفظ الزوجه دون لفظ المرأة؟
الجواب:
وتأمل هذا المعنى في آية المواريث وتعليقه سبحانه التوارث فيها بلفظ الزوجه دون المرأة كما في قوله ( ولكم نصف ماترك أزواجكم )إيذانا بأن هذا التوارث إنما وقع بالزوجيه المقتضيه للتشاكل والتناسب، والمؤمن والكافر لاتشاكل بينهما ولاتناسب فلا يقع بينهما التوارث.
التوجيهات:
1 - من استهان بالورثه أهانه الله يوم القيامه
( وله عذاب مهين )
2 - اعلم أن الله -تعالى - تولى قسمة التركات بنفسه، فلا يحل لأحد أن يغير منها شيئا
الأعمال:
1- لو ترك الله لنا قسمة موارثنا لكانت أكبر مشاكلنا يوم جنائزنا تأمل.
( تلك حدود الله —- )
2 - أحكام المواريث لم تخالف عقلا ولافطرة، بل كانت عين الصواب بدلالة أنها تزيد الارحام ألفة إذا طبقت بحق.
( وصية من الله والله عليم حليم )
الدرس الخامس عشر النساء / ٣٤ - ٣٧
( الرجال قوامون على النساء )
السؤال:
اذكر ثلاثا من الأوجه التي ميز الله بها الرجال عن النساء ؟
الجواب:
فتفضيل الرجال على النساء من وجوه متعدده؛ من كون الولايات مختصه بالرجال والنبوة والرساله، واختصاصهم بكثير من العبادات كالجهاد والأعياد والجمع، وبما خصهم الله به من العقل والرزانه والصبر والجلد الذي ليس للنساء مثله، كذلك خصهم بالنفقات على الزوجات
( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله )
السؤال:
ماصفات النساء الصالحات ؟
الجواب:
أي: في دينهن مطيعات لأزواجهن أو مطيعة لله في حق أزواجهن؛" حافظات للغيب " أي: تحفظ كل ماغاب عن علم زوجها فيدخل في ذلك صيانة نفسها، وحفظ ماله وبيته
( حافظات للغيب بما حفظ الله )
السؤال:
ما وجه تقييد النساء لأزواجهن بحفظ الله ؟
الجواب:
وذلك بحفظ الله لهن وتوفيقه لهن، لا من أنفسهن لأن النفس أمارة بالسوء، ولكن من توكل على الله كفاه ما أهمه من أمر دينه ودنياه.
( إن الله كان عليا كبيرا )
السؤال:
ماوجه ختم الآية بوصفه العلي الكبير ؟
الجواب:
تهديد للرجال إذا بغوا على النساء من غير سبب، فإن الله العلي الكبير، وهو منتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن.
(فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهم سبيلا إن الله كان عليا كبيرا)
السؤال:
ما دلالة ختم الآية بقوله:{ إن الله كان عليا كبيرا } ؟
الجواب:
تجاوزا أنتم عن سيئات أزواجكم واعفوا عنهن إذا تبن، أو انه تعالى قادر على الانتقام منكم غير راض بظلم أحد أو أنه سبحانه -مع علوه المطلق وكبريائه - لم يكلفكم إلا ما تطيقون، فلا تكلفوهن إلا مايطقن.
التوجيهات:
1- وصاك الله بجمع من الناس، فاحرص على تنفيذ وصية الله ( وبالوالدين إحسانا وبذي القربى والمساكين --- )
2- الفخر والخيلاء ليست من أوصاف المسلمين فابتعد عنهما
( إن الله لايحب من كان مختالا فخورا )
الأعمال:
1- ادع الله - تعالى - لوالديك وجيرانك، فهو من أعظم الإحسان اليهم .
( وبالوالدين إحسانا ---
2- اجمع صفات الصالحات من الآية ثم أرسالها برساله تفيد بها النساء
( فالصالحات قانتات --- )النساء / ٨٧ - ٩١
الدرس السادس عشر ( فمالكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا - )
السؤال:
ما الواجب الذي دعا إليه المؤمنين في التعامل مع المنافقين ؟
الجواب:
أي: فمالكم تفرقتم في أمر المنافقين فئتين أي فرقتين، ولم تتفقوا على التبرؤ منهم، والاستفهام للإنكار والنفي والخطاب لجميع المؤمنين، لكن " ما " فيه من معنى التوبيخ متوجه الى بعضهم ، وذلك أن فرقة من المؤمنين كانت تميل اليهم وتذب عنهم ، وتواليهم، وفرقه منهم تباينهم وتعاديهم فنهوا عن ذلك، وأمروا بأن يكونوا على نهج واحد في التباين، والتبرؤ منهم، لأن دلائل نفاقهم وكفرهم ظاهرة جليه.
( فمالكم في المنافقين فئتين )
السؤال:
لماذا رد الله - تعالى - المنافقين من النفاق الى الكفر ؟
الجواب:
وقد جعل الله ردهم الى الكفر جزاء لسوء اعتقادهم ، وقلة إخلاصهم مع رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن الأعمال تتوالد من جنسها فالعمل الصالح يأتي بزيادة الصالحات ، والعمل السيء يأتي بمنتهى المعاصي.
( فلا تتخذوا منهم أولياء )
السؤال:
ما الذي يستلزمه الأمر الإلهي بعدم ولاية المنافقين ؟
الجواب:
وهذا يستلزم عدم محبتهم؛ لأن الولاية فرع المحبة ويستلزم أيضا بغضهم وعداوتهم، لأن النهي عن الشيء أمر بضده.
( ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم )
السؤال:
ما السبب في تسليط الله - تعالى - للمشركين على المؤمنين أحيانا ؟
الجواب:
تسليط الله -تعالى - المشركين على المؤمنين هو بأن يقدرهم على ذلك ، ويقويهم إما عقوبة ونقمه عند إذاعة المنكر وظهور المعاصي، وإما ابتلاء واختبار ... وإما تمحيصا للذنوب .
( الله لا إله إلا هو ليجمعنكم الى يوم القيامة لاريب فيه ومن أصدق من الله حديثا )
السؤال:
لماذا لم يكن أحد أصدق من الله حديثا سبحانه ؟
الجواب:
الكاذب إنما يكذب ليجتلب بكذبه الى نفسه نفعا أو يدفع به عنها ضرا .. والله - تعالى - ذكره خالق الضر والنفع ، فغير جائز أن يكون منه كذب.
( ومن أصدق من الله حديثا )
السؤال:
ما الفرق بين من يأخذ عقائده ومبادئه من القرآن، ومن يأخذها من غيره ؟
الجواب:
إخبار بأن حديثه وأخباره وأقواله في أعلى مراتب الصدق، بل أعلاها فكل ما قيل في العقائد والعلوم والأعمال مما يناقض ما أخبر الله به فهو باطل؛ لمناقضته للخبر الصادق اليقيني، فلا يمكن أن يكون حقا
التوجيهات:
1 - ليس على الداعية أن يحزن لكثرة الهالكين، بل عليه أن يمضي في دعوته ولا يبالي بالمعرضين فإن الله - سبحانه - أعلم بمن يستحق الهداية
( أتريدون أن تهدوا من أضل الله -- )
2 - لاشك أنك ستقف يوما أمام الله سبحانه وتعالى،فماذا أعددت لذلك اليوم ؟
( ليجمعنكم الى يوم القيامة لاريب فيه )
3 - أعلم أن غاية أهل النفاق والكفر ضلال وكفر المؤمنين إليها يسعون ولنيلها يطمحون
الأعمال:
1 - قل: اللهم اجعل خير أعمالي آخرها، وخير أيامي يوم ألقاك
( الله لا إله إلا هو ليجمعنكم الى يوم القيامة لاريب فيه )
2 - تذكر عباده تتمنى عملها ولم تستطع، ثم تذكر ذنبا فعلته وأكثر من الاستغفار منه فربما كان هو السبب
( والله أركسهم بما كسبوا )
الدرس السابع عشر ( يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم المرسلين —- )المائده / ١٠٩ - ١١٣
السؤال:
ما المراد بسؤال الله لأنبيائه مع علمه -جل وعلا - بذلك؟
الجواب:
أي:ماذا أجابكم به الأمم من إيمان وكفر، وطاعه ومعصيه؟ والمقصود بهذا السؤال توبيخ من كفر من الأمم وإقامة الحجة عليهم.
( وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني)
السؤال:
لم تكررت جملة { بإذني } في كل معجزة ؟
الجواب:
{ بإذني } كررها مع كل معجزة، ردا على من نسب الربوبيه الى عيسى عليه السلام.
(إذ قال الله ياعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس)
السؤال:
الآية الكريمه دليل أن عيسى - عليه السلام - عبد لله؛ لا كما تقول النصارى، كيف ذلك ؟
الجواب:
وهذا كله صريح في أنه ليس هو الله، وإنما هو عبد الله، فعل بإذن الله كما فعل مثل ذلك غيره من الأنبياء.
( قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا )
السؤال:
لماذا طلب قوم عيسى عليه السلام - إنزال المائده ؟
الجواب:
أي: إنما سألنا لأنا نريد أن نأكل منها، أكل تبرك لا أكل حاجة فنستيقن قدرته وتطمئن، وتسكن قلوبنا، ونعلم أن قد صدقتنا بأنك رسول الله أي؛ نزداد إيمانا ويقينا.
( يوم يجمع الله الرسل )
السؤال:
لماذا أجابت الرسل -عليهم السلام، بقولهم: { لا علم لنا } ؟
الجواب:
معنى قولهم " لا علم لنا " لم يكن ذلك من الرسل إنكارا أن يكونوا عالمين بما عملت أممهم، ولكنهم ذهلوا عن الجواب من هول ذلك اليوم، ثم أجابوا بعد أن ثابت إليهم عقولهم بالشهادة على أممهم.
التوجيهات:
1- شدة هول يوم القيامة، وصعوبة الموقف حتى إن الرسل ليذهلون
( يوم يجمع الله الرسل)
2 - تذكر نعم الله سبحانه وتعالى على العبد يعين على القيام بواجب شكرها
الأعمال:
1- اقرأ أهوال يوم القيامة وكيف يكون حال الناس في ذلك اليوم العظيم
( يوم يجمع الله الرسل)
الدرس الثامن عشر الأنعام / ٨٢ - ٩٠
( وتلك حجتنا ءاتيناها إبراهيم على قومه)
السؤال:
من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا، وضح ذلك من الآية ؟
الجواب:
فجزينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام - على طاعته إيانا وإخلاصه توحيد ربه، ومفارقته دين قومه المشركين بالله بأن رفعنا درجته في عليين، وآتيناه أجره في الدنيا، ووهبنا له أولادا خصصناهم بالنبوة، وذرية شرفناهم منا بالكرامة.
( وتلك حجتنا ءاتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء )
السؤال:
ما سبب رفع إبراهيم على قومه درجات ؟
الجواب:
فإن العلم يرفع الله به صاحبه فوق العباد درجات، خصوصا العالم العامل المعلم، فإنه يجعله الله إماما للناس بحسب حاله ترمق أفعاله، وتقتفى آثاره، ويستضاء بنوره، ويمشى بعلمه.
( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده )
السؤال:
كيف تدل هذه الآية على أفضلية رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على جميع الرسل ؟
الجواب:
أي: امش أيها الرسول الكريم خلف هؤلاء الأنبياء الأخيار واتبع ملتهم، وقد امتثل صلى الله عليه وسلم، فاهتدى بهدي الرسل قبله، وجمع كل كمال فيهم فاجتمعت لديه فضائل وخصائص فاق بها جميع العالمين، وكان سيد المرسلين وإمام المتقين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.
( نرفع درجات من نشاء )
السؤال:
كيف يرفع العبد درجات ؟
الجواب:
أي ؛ نرفع درجات من نشاء بالعلم، والفهم والفضيله والعقل، كما رفعنا درجات إبراهيم حتى اهتدى وحاج قومه في التوحيد.
التوجيهات:
1 - خير ما أعطي المرء في هذه الحياة الهداية الى صراط مستقيم
( ومن ءابائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم الى صراط مستقيم )
2 - تحقيق التوحيد الخالص لله سبحانه - أمان من كل خوف في الدنيا والآخرة
( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم )
3 - لقد بين الله أن أنبيائه لو حصل منهم الشرك لبطلت أعمالهم فكيف بغيرهم
( ولو أشركوا لحبط عنهم ماكانوا يعملون )
الأعمال:
1 - اقرأ تفسير هذه الآية بتمعن ثم استخرج ثلاثا مما اشتملت عليه من الفوائد
( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق