يحق لك أخى المسلم الإستفادة من محتوى المدونة فى الإستخدام الشخصى غير التجارى
الاثنين، 29 فبراير 2016
الحياء من الله في الخلوات
فالعاقل يربي نفسه على الكمال، و لن تنال
شيئًا في الظاهر حتى تربي عليه نفسك في الباطن، فستحيي من الله في الخلوات.
فإذا استحييت الله في خلوتك ، سترى الله
عليك يوم تلقاه، و الناس يحشرون يوم القيامة عراء،
فأول من يكسى خليل الله إبراهيم ، ثم يكسى
الناس كل بحسب تقواه، و لو أن كان أحد جلس مع نفسه لعرف أين هو من تقوى الله في الخلوة.
و قد قيل" أعرض نفسك على كتاب الله
تعلم أين ستكون يوم القيامة"
«إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ
الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14)»
و المراد أن الله من أعظم ما يُؤتيه عباده
في قلوبهم أن يرزقهم الحياء منه ، و ليس معنى الحياء من الله في العورات فقط، إنما
الحياء من الله له طرائق سنذكر بعضًا منها:
يستحي المؤمن أن يأكل وذو عينين ينظر إليه
ولا يُطعمه منه شيئا
يستحي المؤمن أن يكون تحته من لا يجد عليه
ناصرًا إلا الله ثم يظلمه .
ما معنى لا يجد عليه ناصرًا؟؟؟
(رجل لديه مثلاً عامر منقطع، غريب، ربما وضعه المالي
لا يساعده على أن يأخذ حقه،فهو لا يملك نصيرًا إلا الله، فهذا من يعرف الله حقًا، يستحي
من الله أن يظلمه، لأنه يعلم أن هذا ليس له
نصير إلا الله.
فلا تجعل نفسك دون أن تشعر كمن يعاند من...كمن
يعاند ربه.
الأحد، 28 فبراير 2016
تدبر آية
"وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوْ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ" (13)
وأخفوا قولكم- أيها الناس- في أي أمر من
أموركم أو أعلنوه, فهما عند الله سواء, إنه سبحانه عليم بمضمرات الصدور, فكيف تخفى
عليه أقوالكم وأعمالكم؟
"أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ
الْخَبِيرُ" (14)
ألا يعلم ربُّ العالمين خَلْقه وشؤونهم،
وهو الذي خَلَقهم وأتقن خَلْقَهُمْ وأحسنه؟ وهو اللطيف بعباده, الخبير بهم وبأعمالهم.
"هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً
فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ" (15)
الله وحده هو الذي جعل لكم الأرض سهلة ممهدة
تستقرون عليها, فامشوا في نواحيها وجوانبها, وكلوا من رزق الله الذي يخرجه لكم منها,
وإليه وحده البعث من قبوركم للحساب والجزاء. وفي الآية إيماء إلى طلب الرزق والمكاسب,
وفيها دلالة على أن الله هو الإله الحق وحده لا شريك له، وعلى قدرته, والتذكير بنعمه,
والتحذير من الركون إلى الدنيا.
"أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ
بِكُمْ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ(16) أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ
يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ" (17)
هل أمنتم- يا كفار "مكة"- الله
الذي فوق السماء أن يخسف بكم الأرض, فإذا هي تضطرب بكم حتى تهلكوا؟ هل أمنتم الله الذي
فوق السماء أن يرسل عليكم ريحا ترجمكم بالحجارة الصغيرة, فستعلمون- أيها الكافرون-
كيف تحذيري لكم إذا عاينتم العذاب؟ ولا ينفعكم العلم حين ذلك. وفي الآية إثبات العلو
لله تعالى, كما يليق بجلاله سبحانه.
"وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ" (18)
ولقد كذَّب الذين كانوا قبل كفار
"مكة" كقوم نوح وعاد وثمود رسلهم, فكيف كان إنكاري عليهم, وتغييري ما بهم
من نعمة بإنزال العذاب بهم وإهلاكهم؟
يتبع باقي تفسير السورة في اﻹسبوع المقبل
بمشيئة الله تعالى.
السبت، 27 فبراير 2016
سلسلة [...علامات التوفيق...]
العلامة الأولى
الناسُ في هذه الدنيا يتقلبون بين توفيق
الله وخذلانه..
مِنهم الموفق و منهم المخذول...
فما هو التوفيق و ماهو الخذلان؟
التوفيق: أن يكلك الله إليه، يحوطك بعنايته،
ويمدك بمدده ،
و ماعمِيَ على غيرك تُبصرهُ أنت، وماشق
على غيرك يسهلُ عليك .. وماختلط على غيرك تُسدد أنت فيه لأنك موفقٌ بتوفيق الله لك...!
الخذلان: أن يتخلى الله عنك ، ويكلك إلى
نفسك فتضيّعها وتضيع..
يعرى قلبك من البصيرة، تُشغل فيما فيه شقاؤك
وتعاستك وهلاكك ..
وتُصرفُ في عداوة نفسك
..
الله يعطيك و ينعم عليك وأنت تعصيه!!
نعوذ بالله من الخذلان...
سلسلة علامات [...التوفيق...]
العلامة الثانية
أن يجد الإنسان لذةً للأعمال الصالحة
و هذا معنىً يحتاج منا إلى وقفةِ تأمل
...!
من أكبر المشاكل التي تواجهنا
أننا ندخلُ للعبادة و نخرجُ منها و لم تحرّك
شيئاً في قلوبنا !!!
و كأنها حركات خاوية فارغة .. جوفاء لا روح فيها
..
و كأننا نعبدُ فراغا أو سرابا!!!و ما ذاكَ إلا لأن الصدق قلْ....
فيأيها السائر..
اصدق مع الله و لا تبني عباداتك على الغشّ
لا تبني عباداتكَ على مجرد الأداء وحركات
الجسد....
استحضر وقوفك بين يديه ،استحضر أنك تعبد ربًا عظيما جليلاً يراك
و يسمعك ويبصرك..
ربا يراقبك و أنت تتقلبُ في هذه العبادة
..
ربا يتودد إليك مع غناهُ عنك..
ربا يتقربُ إليك أكثر من تقربك أنت له
..
ربا يرحمُكَ أكثر من رحمتك أنت بنفسك
..
فكن صادقا و لن يحرمك لذة العبادة
..
سلسلة [...علامات التوفيق...]
العلامة الثالثة :
أن يوفّقه الله لطلب العلم الشرعي ..
لا يوجد شيءٌ في الدنيا بعد الإيمَان بالله أفضل من العلم
فالناسُ موتى و أهلُ العلم أحياء..!
إن أكثر من يتعرض لمحو السيئات هو طالب العلم ،
و هذهِ غنيمة و أيّ غَنيمة..!!
فالعلمُ في طلبه حسنة
و تعليمُ العلم حسنة
و الله يقول : "إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السيِّئات"
كما أن ذنوبه لاتزول باستغفاره فقط ، و إنما باستغفار عدد لا حصر له من المخلوقات ..
لقوله صلى الله عليه و سلم: (إن الله و ملائكته و أهل السماوات و الأرض حتى النملة في جحرها و حتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير)..
و من يعلم الناس الخير إلا طلبة العلم....؟
طريقُ الجنّة أسهل له من غيره ، قال صلى الله عليه و سلم :
(....و من سلكَ طريقًا يلتمسُ فيه علمًا سهّل اللهُ له به طَريقا إلى الجنّة)
سواء كان سلوكًا حسّيا بالذهاب و المجيء و حضور مجالس العلم
أو كان سلوكا معنويا من حفظ و تكرار و مراجعة و كتابة و نحوها ...
فيا أيها السائر إلى الله
إذا رأيت نفسك مُقبلة على العلم
مُحبّـة له و لمجالسه فاعلم أن هذا من بشائر التوفيق ،فاستبشر واحمد الله على توفيقه
سلسلة علامات [...التوفيق...]
العلامة الرابعة :-
أن يوفقه الله لحب القرآن و تعلمه ،،العز كله في القرآن...والخيرُ كله مجموعٌ في القرآن
إنه الحبل الممدود الذي طرفه بيد القارئ و طرفه الآخر في السماء...!
إذا اعتصمتَ بهذا الحبل و لم تقطعه أوصلك للجنة ..
أما إذا زهِدتَ فيه و هجرته و أصبح بينك و بينه أيامًا و أسابيع .. بل و شهور ..
فأعلم أنك مجروحٌ !!!
قد أُصبتَ في قلبك و إيمانك..
فالزهد في القرآن علامة خذلانٍ و علامةُ حرمان ،
و الحرمان لا حد له والعياذ بالله..
و اعلم أن الخيرية لأهل القرآن ،يقول صلى الله عليه و سلم :
"خيركم من تعلم القرآن و علمه"
إنها خيرية خاصة يخص الله بها من يشاء من عباده ،
يدخل فيها كلُّ من ....تعلّم القرآن ،و علّمَ القرآن ، أو علَّم علمًا يُعين على فهم القرآن..
اللهم اجعلنا منهم ..
سلسلة علامات [...التوفيق...]
العلامة الخامسة :-
أن يرزقه الله القَناعة ،،
قال صلى الله عليه و سلم :
"قد أفلح من أسلَم و رُزق كفافاً و قنّعه الله بما آتاه" من رُزق القناعةَ فقد رزق خيرًا كثيرًا ..
فيا أيها الموفق ،اقنع بما عندك ..ارضَ بما قسم الله لك ..
تيقن بقول الله تعالى : ( ﻧَﺤْﻦُ ﻗَﺴَﻤْﻨَﺎ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻢ ﻣَّﻌِﻴﺸَﺘَﻬُﻢْ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ۚ )
فالله عليمٌ حكيم ،يُعطي هذا و يمنعُ هذا ..يرفعُ هذا و يخفِض هذا ..
يوسّع على هذا و يضيّق على الآخر...
اللهُ أعلمُ بخلقه،،وما كان لكَ سيأتيك في الوقت الذي حدده الله لك...
قال صلى الله عليه وسلم :
"لو فرَّ أحدكم من رزقه أدركهُ كما يُدركه الموت"
فلا تمدّ بصرك ، و لا تتشوّف لما في أيدي الناس ، و لا تنكسِر أو تذِّل نفسك بسؤالهم ..
فقط ..اقنع بما رزقك الله به و اعلم أن "القناعة" توفيق من الله...
سلسلة علامات [...التوفيق...]
العلامة السادسة :-
أن يمنّ عليه بالرضَا ،،
الرضا ليس كلمةً عابرة تجرِي على اللسان ، إنما هو يقينٌ يُخالط القلبَ و يُساكنه ..
و لن تجد أفضل من مشكاة النبوة لتجسّد لك المِعنى و كأنه مشهد تراه بعينك..
يقول صلى الله عليه و سلم : "مثلُ المؤمن كمثلِ الخَامة من الزرع من حيثُ أتتها الريح كفأتها "
شبّه المؤمن بالزرع الرطب الليّن الخفيف الذي تُقلبه الريح يمنةً و يسرة ..
و الرّيح هي بلايَا الدنيا و نكباتها و فجائِعها ،
والمؤمن يتقلب في هذه البلايا..
فمن أُعطي الرّضا فإنه يمشي مع البلاء كيفما مشَى به ..
كلما أداره استَدار معه ، و كلما قلّبه انقلبَ معه ، علِم عمن رضي!!!
إنه ربّه الحكيم الذي يضع كل شيء في موضعه ..
اللطيف الذي يلطفُ به فيما يجريه عليه من الأقدار و إن كانت مؤلمة إلا أن فيها منفعته و مصلحته..
ربه الذي يربّيه فينقله من النقصِ إلى الكمال..
فإذا امتلأت النفوسُ بهذه المعرفة
رضيَ العبد عن ربه و تَضاءلت أحزانه..ورأى الفرج منه قاب قوسين أوأدنى...
سلسلة علامات [...التوفيق...]
العلامة السابعة :-
أن يمنحه مكارم الأخلاق ،،
قال أحد السلف : "إن هذه الأخلاق وهائِب ، و إن الّله إذا أحب عبده وهبه منها " ..
و لما سُـئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة قال : "تقوى الله و حُسن الخُلق" ..
••ليست الأخلاق أن تُعطي من حولك في حال هدوئِك و رضاك و كل حقوقك مُستوفاة و إنما مِقياس الأخلاق الفاضلة أن تظلَّ أنت أنت ..!
ثابتٌ على خلُقك وصبرك و معروفك و إحسانك ، و ترفّعك عن السفاسف وأنتَ في أصعبِ المواقف و أشدّها على نفسك!!!
فالصفوة من الخلق لا تتغير صفاتُهم حتى لو تغيّرت أحوالهم و ظُروفهم
فالكريمُ يظل كريمًا حتى لو افتقر ،
و العزيزُ يظل عزيزًا حتى لو قُهِر ،
و المُحسن يظل محسنًا حتى لو ظُلم..
فهم يتعبدون الله بهذه الأخلاق .. بل وتطمحُ نفوسهم للقرب من رسول الله صلى الله عليه و سلم
فكل من زاد في الخُلق كانَ أقربُ إلى رسول الله من غيره..
ثم تيقن ..
أن من ساءَ خُلقهُ عذًّبَ نفسه و أفسد عمله...
سلسلة علامات [...التوفيق...]
العلامة الثامنة :-
أن يجعلهُ الله ملجئًا للناس ،،يُفرّج هما ، يُنفّس كربا ، يقضِي دينا ، يُعين ملهوفا ، ينصر مظلومًا
ينصحُ حائرًا ، يُنقذ متعثرا ، يهدي عاصِيا..
أكرِم بهذا العبد الذي اختاره الله و جعلهُ سببًا في نفع الناس و إعانتهم
يقول صلى الله عليه وسلم : " إن من الناس مفاتِيحا للخير مغاليقًا للشر ، و من الناس مفاتِيحا للشر مغاليقا للخير ، فطُوبى لمن جعل الله الخير على يديه ....."
و اعلم أن مثله لا يُخزيه الله أبدا فمن أحسن إلى عباد الله كان الله إليه بكل خير أسرع ، و يسره لليسرى و فتح له أبواب العلم ، بل وسيرى من ألطافِ الله ما لا يخطر له على بال ..!
فاللهم استعملنا و لا تستبدلنا ...
سلسلة علامات [...التوفيق...]
العلامة التاسعة :-
أن يوفقه الله لترك ما لا يعنيه ،،فمن تركَ الفضُول و ترك مالا يعنيه أصبح مؤهلا أن يرزُق الحكمَة و اللهُ يقول : (وَ مَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أُوتِيَ خَيرًا كَثِيرًا)
كُلنا نفتقرُ للحكمة و نحتاجها بل إن أكثر مشاكلنا بسبب افتقادنا للحكمة!!
فهي تدرأُ سَفَه النفس ،وتدرأ الطّيش و العجَلة ،وتحِلّ كثيرا من الاصطدَامات و المواقف الشائكة و الضجيج الذي يحصل بيننا وبين البشر ..!
ورأسُ الحكمةِ الصمت و بابها اللّسان ،فإذا ضيّعنا الباب دَخل من لا نُريده أن يدخل...
واللسان بابٌ وعر .. وبابٌ مخُوُف !!
فقد يسقط الإنسان أبعد مما بين المشرق و المغرب بسبب كَلمة..!
وقد يخسر الإنسان من حوله بسبب كلمة...!
يقول عمر رضي الله عنها :
"إذا رأيتُم الرجل يهرُب من الناس و يُطيل الصّمت فاقترِبوا منه فإنه يُلقّى الحكمة"
اللهم ارزقنا الحكمةَ و التؤدةَ و الهدْيَّ الصالح والسمتَ الحسنْ...
العلامة الثالثة :
أن يوفّقه الله لطلب العلم الشرعي ..
لا يوجد شيءٌ في الدنيا بعد الإيمَان بالله أفضل من العلم
فالناسُ موتى و أهلُ العلم أحياء..!
إن أكثر من يتعرض لمحو السيئات هو طالب العلم ،
و هذهِ غنيمة و أيّ غَنيمة..!!
فالعلمُ في طلبه حسنة
و تعليمُ العلم حسنة
و الله يقول : "إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السيِّئات"
كما أن ذنوبه لاتزول باستغفاره فقط ، و إنما باستغفار عدد لا حصر له من المخلوقات ..
لقوله صلى الله عليه و سلم: (إن الله و ملائكته و أهل السماوات و الأرض حتى النملة في جحرها و حتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير)..
و من يعلم الناس الخير إلا طلبة العلم....؟
طريقُ الجنّة أسهل له من غيره ، قال صلى الله عليه و سلم :
(....و من سلكَ طريقًا يلتمسُ فيه علمًا سهّل اللهُ له به طَريقا إلى الجنّة)
سواء كان سلوكًا حسّيا بالذهاب و المجيء و حضور مجالس العلم
أو كان سلوكا معنويا من حفظ و تكرار و مراجعة و كتابة و نحوها ...
فيا أيها السائر إلى الله
إذا رأيت نفسك مُقبلة على العلم
مُحبّـة له و لمجالسه فاعلم أن هذا من بشائر التوفيق ،فاستبشر واحمد الله على توفيقه
العلامة الرابعة :-
أن يوفقه الله لحب القرآن و تعلمه ،،العز كله في القرآن...والخيرُ كله مجموعٌ في القرآن
إنه الحبل الممدود الذي طرفه بيد القارئ و طرفه الآخر في السماء...!
إذا اعتصمتَ بهذا الحبل و لم تقطعه أوصلك للجنة ..
أما إذا زهِدتَ فيه و هجرته و أصبح بينك و بينه أيامًا و أسابيع .. بل و شهور ..
فأعلم أنك مجروحٌ !!!
قد أُصبتَ في قلبك و إيمانك..
فالزهد في القرآن علامة خذلانٍ و علامةُ حرمان ،
و الحرمان لا حد له والعياذ بالله..
و اعلم أن الخيرية لأهل القرآن ،يقول صلى الله عليه و سلم :
"خيركم من تعلم القرآن و علمه"
إنها خيرية خاصة يخص الله بها من يشاء من عباده ،
يدخل فيها كلُّ من ....تعلّم القرآن ،و علّمَ القرآن ، أو علَّم علمًا يُعين على فهم القرآن..
اللهم اجعلنا منهم ..
سلسلة علامات [...التوفيق...]
العلامة الخامسة :-
أن يرزقه الله القَناعة ،،
قال صلى الله عليه و سلم :
"قد أفلح من أسلَم و رُزق كفافاً و قنّعه الله بما آتاه" من رُزق القناعةَ فقد رزق خيرًا كثيرًا ..
فيا أيها الموفق ،اقنع بما عندك ..ارضَ بما قسم الله لك ..
تيقن بقول الله تعالى : ( ﻧَﺤْﻦُ ﻗَﺴَﻤْﻨَﺎ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻢ ﻣَّﻌِﻴﺸَﺘَﻬُﻢْ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ۚ )
فالله عليمٌ حكيم ،يُعطي هذا و يمنعُ هذا ..يرفعُ هذا و يخفِض هذا ..
يوسّع على هذا و يضيّق على الآخر...
اللهُ أعلمُ بخلقه،،وما كان لكَ سيأتيك في الوقت الذي حدده الله لك...
قال صلى الله عليه وسلم :
"لو فرَّ أحدكم من رزقه أدركهُ كما يُدركه الموت"
فلا تمدّ بصرك ، و لا تتشوّف لما في أيدي الناس ، و لا تنكسِر أو تذِّل نفسك بسؤالهم ..
فقط ..اقنع بما رزقك الله به و اعلم أن "القناعة" توفيق من الله...
العلامة السادسة :-
أن يمنّ عليه بالرضَا ،،
الرضا ليس كلمةً عابرة تجرِي على اللسان ، إنما هو يقينٌ يُخالط القلبَ و يُساكنه ..
و لن تجد أفضل من مشكاة النبوة لتجسّد لك المِعنى و كأنه مشهد تراه بعينك..
يقول صلى الله عليه و سلم : "مثلُ المؤمن كمثلِ الخَامة من الزرع من حيثُ أتتها الريح كفأتها "
شبّه المؤمن بالزرع الرطب الليّن الخفيف الذي تُقلبه الريح يمنةً و يسرة ..
و الرّيح هي بلايَا الدنيا و نكباتها و فجائِعها ،
والمؤمن يتقلب في هذه البلايا..
فمن أُعطي الرّضا فإنه يمشي مع البلاء كيفما مشَى به ..
كلما أداره استَدار معه ، و كلما قلّبه انقلبَ معه ، علِم عمن رضي!!!
إنه ربّه الحكيم الذي يضع كل شيء في موضعه ..
اللطيف الذي يلطفُ به فيما يجريه عليه من الأقدار و إن كانت مؤلمة إلا أن فيها منفعته و مصلحته..
ربه الذي يربّيه فينقله من النقصِ إلى الكمال..
فإذا امتلأت النفوسُ بهذه المعرفة
رضيَ العبد عن ربه و تَضاءلت أحزانه..ورأى الفرج منه قاب قوسين أوأدنى...
سلسلة علامات [...التوفيق...]
العلامة السابعة :-
أن يمنحه مكارم الأخلاق ،،
قال أحد السلف : "إن هذه الأخلاق وهائِب ، و إن الّله إذا أحب عبده وهبه منها " ..
و لما سُـئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة قال : "تقوى الله و حُسن الخُلق" ..
••ليست الأخلاق أن تُعطي من حولك في حال هدوئِك و رضاك و كل حقوقك مُستوفاة و إنما مِقياس الأخلاق الفاضلة أن تظلَّ أنت أنت ..!
ثابتٌ على خلُقك وصبرك و معروفك و إحسانك ، و ترفّعك عن السفاسف وأنتَ في أصعبِ المواقف و أشدّها على نفسك!!!
فالصفوة من الخلق لا تتغير صفاتُهم حتى لو تغيّرت أحوالهم و ظُروفهم
فالكريمُ يظل كريمًا حتى لو افتقر ،
و العزيزُ يظل عزيزًا حتى لو قُهِر ،
و المُحسن يظل محسنًا حتى لو ظُلم..
فهم يتعبدون الله بهذه الأخلاق .. بل وتطمحُ نفوسهم للقرب من رسول الله صلى الله عليه و سلم
فكل من زاد في الخُلق كانَ أقربُ إلى رسول الله من غيره..
ثم تيقن ..
أن من ساءَ خُلقهُ عذًّبَ نفسه و أفسد عمله...
العلامة الثامنة :-
أن يجعلهُ الله ملجئًا للناس ،،يُفرّج هما ، يُنفّس كربا ، يقضِي دينا ، يُعين ملهوفا ، ينصر مظلومًا
ينصحُ حائرًا ، يُنقذ متعثرا ، يهدي عاصِيا..
أكرِم بهذا العبد الذي اختاره الله و جعلهُ سببًا في نفع الناس و إعانتهم
يقول صلى الله عليه وسلم : " إن من الناس مفاتِيحا للخير مغاليقًا للشر ، و من الناس مفاتِيحا للشر مغاليقا للخير ، فطُوبى لمن جعل الله الخير على يديه ....."
و اعلم أن مثله لا يُخزيه الله أبدا فمن أحسن إلى عباد الله كان الله إليه بكل خير أسرع ، و يسره لليسرى و فتح له أبواب العلم ، بل وسيرى من ألطافِ الله ما لا يخطر له على بال ..!
فاللهم استعملنا و لا تستبدلنا ...
سلسلة علامات [...التوفيق...]
العلامة التاسعة :-
أن يوفقه الله لترك ما لا يعنيه ،،فمن تركَ الفضُول و ترك مالا يعنيه أصبح مؤهلا أن يرزُق الحكمَة و اللهُ يقول : (وَ مَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أُوتِيَ خَيرًا كَثِيرًا)
كُلنا نفتقرُ للحكمة و نحتاجها بل إن أكثر مشاكلنا بسبب افتقادنا للحكمة!!
فهي تدرأُ سَفَه النفس ،وتدرأ الطّيش و العجَلة ،وتحِلّ كثيرا من الاصطدَامات و المواقف الشائكة و الضجيج الذي يحصل بيننا وبين البشر ..!
ورأسُ الحكمةِ الصمت و بابها اللّسان ،فإذا ضيّعنا الباب دَخل من لا نُريده أن يدخل...
واللسان بابٌ وعر .. وبابٌ مخُوُف !!
فقد يسقط الإنسان أبعد مما بين المشرق و المغرب بسبب كَلمة..!
وقد يخسر الإنسان من حوله بسبب كلمة...!
يقول عمر رضي الله عنها :
"إذا رأيتُم الرجل يهرُب من الناس و يُطيل الصّمت فاقترِبوا منه فإنه يُلقّى الحكمة"
اللهم ارزقنا الحكمةَ و التؤدةَ و الهدْيَّ الصالح والسمتَ الحسنْ...
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)