فالعاقل يربي نفسه على الكمال، و لن تنال
شيئًا في الظاهر حتى تربي عليه نفسك في الباطن، فستحيي من الله في الخلوات.
فإذا استحييت الله في خلوتك ، سترى الله
عليك يوم تلقاه، و الناس يحشرون يوم القيامة عراء،
فأول من يكسى خليل الله إبراهيم ، ثم يكسى
الناس كل بحسب تقواه، و لو أن كان أحد جلس مع نفسه لعرف أين هو من تقوى الله في الخلوة.
و قد قيل" أعرض نفسك على كتاب الله
تعلم أين ستكون يوم القيامة"
«إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ
الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14)»
و المراد أن الله من أعظم ما يُؤتيه عباده
في قلوبهم أن يرزقهم الحياء منه ، و ليس معنى الحياء من الله في العورات فقط، إنما
الحياء من الله له طرائق سنذكر بعضًا منها:
يستحي المؤمن أن يأكل وذو عينين ينظر إليه
ولا يُطعمه منه شيئا
يستحي المؤمن أن يكون تحته من لا يجد عليه
ناصرًا إلا الله ثم يظلمه .
ما معنى لا يجد عليه ناصرًا؟؟؟
(رجل لديه مثلاً عامر منقطع، غريب، ربما وضعه المالي
لا يساعده على أن يأخذ حقه،فهو لا يملك نصيرًا إلا الله، فهذا من يعرف الله حقًا، يستحي
من الله أن يظلمه، لأنه يعلم أن هذا ليس له
نصير إلا الله.
فلا تجعل نفسك دون أن تشعر كمن يعاند من...كمن
يعاند ربه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق