1- «وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ
إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا» سورة الإسراء
هنا تبرز عظيم حاجة الإنسان إلى تثبيت الله
عز و جل و أن الله لولا أن يثبته لتهاوت قواه و انهار قلبه أمام الشبهات و الفتن، فالقلوب
ضعيفة و الفتن و الشبهات خطافة إذا لم يعصم الله عز و جل للعبد فإنه يوشك أن يهلك،
و لذلك كانت أكثر أيمان الرسول عليه الصلاة و السلام «لا و مصرف القلوب»
«وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ
كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ» و يقول:
و هنا ينبغي أن يخاف الإنسان على نفسه مهما
ظهر منك من الصلاح، مهما عرفت من نفسك من الاستقامةـ مهما كنت عليه من خير احذر، فالقلوب
بيد الله يصرفها كيف يشاء ،
و التصريف ليس خط عشواء و لا أمر يكون دون
الأسباب، بل هو بالأسباب و مقدمات« فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ»
لذلك يحذر المؤمن أن ينتكس قلبه أو يرتكس أو ينخلع من الهدى أو ينحرف عن الصراط المستقيم،
فكيف بغيره.
سفيان الثوري قضى ليلتا و هو منكس رأسه
فقال له أحد من حضره:
يا أبا سعيد الذنوب تخاف ؟؟؟
فرفع نبتتًا من الأرض و قال: إن
ذنوبي عندي أهون من هذا و لكني أخشى أن أسلب الإيمان.
لذلك كل من ظن أن الهداية التي هو عليها
من جهده و من كده و من عمله ، فإنه سيخذل ، إنما ينتصر و يثبت و يفوز من كان بالله
و لله.
و الله ما أخشى الذنوب، فإنها لعلى سبيل العفو و الغفران.. لكنما أخشى انسلاخ القلب من
.. تحكيم هذا الوحي والقرآن
و مالك نفسه إلى الشر فهو حائر
هذا المقام عظيم و خطير و لو تكلم الإنسان
فيه ما تكلم فهو بحاجة إلى مزيد تنبيه، لاسيما مع هذا الانفتاح الكبير على الناس في
الشهوات و الشبهات و الدواعي التي تدعوا الناس إلى الخروج عن الصراط المستقيم.
و لا يغتر الإنسان بحاله، كم من إنسان كان
على هداية و صلاح فانقلب قلبه و تحولت حاله و أصرف على نفسه بألوان من المعاصي و الخطايا
و أتبع ذلك بصور من الشهوات حتى أصبح من أعداء الله و رسوله و كان يومًا من الأيام
يدعو إلى الله على بصيرة.
لاشك أن القلوب ضعيفة و الله تعالى يقول
لرسوله:« وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً».
اللهم اربط على قلوبنا،
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا
و في الآخرة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق