الحلقة الأول:
أحببت أن أذكر بعض الفوائد التربوية وغيرها
من أدعية الاستفتاح ، طالبا من ربي المدد والإعانة والفتح، وألا يحرمني بذنوبي
:
الدعاء الأول:
" اللهم بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ
كما بَاعَدْتَ بين الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ اللهم نَقِّنِي من الْخَطَايَا كما يُنَقَّى
الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ من الدَّنَسِ اللهم اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ
وَالْبَرَدِ "
وفيه من الفوائد التربوية وغيرها ما يلي:
الفائدة الأولى :
مناسبة دعاء الاستفتاح في أول الصلاة وقبل
القراءة ظاهرة جدا، بل إنه لا يحسن به إلا هذا الموضع،فهو كالمقدمة بين يدي الملوك، لأن الفاتحة
مناجاة ومخاطبة بين العبد وربه، وأي مناجاة ومحادثة من الأليق أن يتقدمها جمل ليست
بالطويلة المملة فيضيع معها مقصود المناجاة وليست بالقصيرة التي لا تغني، فكان موقعه
أنسب المواقع، والحاجة له داعية.
الفائدة الثانية :
" 150 فائدة من أدعية الاستفتاح "
الحلقة الثانية
الفائدة الثالثة:
فيه الاعتراف بالذنوب والخطايا ، فمن تأمل الحديث وجد تكرار "خطاياي" ثلاث مرات، وهذا له أثره على طرد العجب، ومعرفة قدر النفس، وشدة الارتباط بالله ، وذلك أكثر مناسبة للوقوف بين يدي الله والتقديم بين مناجاته، حيث يعترف العبد بذنوبه وخطاياه ويطلب من ربه أن يباعد بينه وبينها بحيث لا تحول بينه وبين ربه.
الفائدة الرابعة:
في الحديث ثلاث مراتب للمؤمن مع خطاياه، وكلها لها اعتبارات مختلفة،
وهي:
المرتبة الأولى: " باعد بيني وبين خطاياي" وهي مرتبة المباعدة، وهذه الحالة تصدق على المؤمن قبل مواقعة الذنب،فإنه يسأل ربه أن يباعد بينه وبين خطاياه أمدا بعيدا، فإن هذا أدعى للسلامة من الوقوع فيها.
المرتبة الثانية: " اللهم نقني من خطاياي " وهي مرتبة التنقية، والمراد والله أعلم محو الذنوب وإزالتها ،
وهذه المرتبة تتناول الذنوب التي واقعها ، فيطلب من ربه أن يمحوها ويزيلها عنه ويغفرها له.
" 150 فائدة من أدعية الاستفتاح "
الحلقة الثالثة
المرتبة الثالثة: "اللهم اغسلني من خطاياي" وهي مرتبة الغسل، والمراد والله أعلم إزالة أثر الذنب بعد فعله، وتصدق هذه الجملة على من تلبس بالذنب وواقعه، ثم تاب لربه فإنه يسأل ربه أن يزيل أثر الذنب عنه، فإن للذنوب أثرا غير كتابتها، فكم من نظرة أورثت ندامة وأزالت علما، مع أنها قد تغفر لصاحبها ، وذلك والله أعلم حتى لا يستوي من وقع بالذنب مع من لم يقع فيه.
فشملت هذه الجمل الثلاث "باعد – نقني – اغسلني" مراتب المؤمن أمام الذنوب، والله أعلم بأسراره شرعه.
الفائدة الخامسة:
وهناك رأي آخر في المراتب الثلاث قاله الكرماني رحمه الله: " يحتمل أن يكون في الدعوات الثلاث إشارة إلى الأزمنة الثلاثة، فالمباعدة للمستقبل، والتنقية للحال، والغسل للماضي "( )
" 150 فائدة من أدعية الاستفتاح "
الحلقة الرابعة
الفائدة السادسة:
في قوله" اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب " المراد بها الذنوب التي لم يمارسها،
وعلى هذا يأتي سؤال: لماذا طلب المباعدة دون غيرها ؟
والذي يظهر والله أعلم لأن الله كتب على ابن آدم حظه من الذنوب مدرك ذلك لا محالة ،فلا نجاة للعبد منها أبدا، فاقتصر في الدعاء على المباعدة وهي تدل على التأخير ، وهذا أنسب لأنه أبطأ أثرا.
الفائدة السابعة:
في تكرار لفظ " بين " في قوله: " بيني وبين خطاياي " دليل على شدة طلب العبد ربه أن يباعد بينه وبين ذنوبه أبعد مما بين المشرق والمغرب، ولهذا لم يتكرر لفظ " بين " في قوله "بين المشرق والمغرب " وهذا الشعور في شدة الطلب بالمباعدة له أثره على معرفة العبد لأثر الذنوب والوقوع فيها.
الفائدة الثامنة:
في قوله " باعد بيني وبين خطاياي " دليل على أن الدنو من المعاصي والقرب من الذنوب وأماكنها أحد الأسباب التي تجعل العبد يقع فيها ، فمن هنا طلب العبد من ربه أن يباعد بينه وبين الخطايا حتى لا يجد سبيل يوصله إليها
الحلقة الخامسة
الفائدة التاسعة:
قوله: " باعد بيني وبين خطاياي" المباعدة تشمل :
أ ـ طلب مباعدة الأثر : والمراد المباعدة من تأثيراتها وعقوباتها الدنيوية والأخروية ،
فإن للذنوب أثرا في الدنيا والآخرة ، فيطلب المؤمن من ربه أن يباعد بينه وبين أثارها الدنيوية والأخروية .
ب ـ وتشمل المباعدة المكانية : فيسأل ربه أن يباعد بينه وبين ذنوبه من حيث المكان ،
فلا يكون قريبا من مواقع المعاصي ومواطنها لأن ذلك يسهل الوقوع فيها .
ج ـ المباعدة الزمانية : فيسأل ربه أن يباعد بينه وبين زمن الوقوع في الخطايا ،
فإن المؤمن يكون في عافية حتى يقع في شيء من الذنوب ، وهذا كالنتيجة للمباعدة الأولى .
الفائدة العاشرة:
المؤمن هو الحريص على إبعاد نفسه عن الذنوب ، فلذلك بدأ في طلب المباعدة بنفسه فقال:
" باعد بيني " فبدأ بنفسه إشعارا منه لربه بأنه هو الحريص على الهروب من الذنوب،
وهذا في مقام الاستفتاح مناسب جدا ، فإن العبد بين يدي ربه يريد أن يظهر لربه
وهو – وهو سبحانه أعلم به – أنه حريص كل الحرص على أن يقف بين يدي ربه هاربا بنفسه من الذنوب ومواقعها ،
وهذا أنسب من لو قال : باعد بين خطاياي وبيني .
الحلقة السادسة
الدعاء الثاني :
﴿ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وما أنا من الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ له وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وأنا من الْمُسْلِمِينَ ، اللهم أنت الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إلا أنت ، أنت رَبِّي وأنا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جميعا إنه لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلا أنت ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إلا أنت ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلا أنت ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ وَالشَّرُّ ليس إِلَيْكَ ،أنا بِكَ وَإِلَيْكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ﴾
وفيه فوائد :
الفائدة السابعة والعشرون :
ذكر الوجه دون غيره من الأعضاء لأنه أشرفها ، ففيه دلالة على التعبير عن الكل بالجزء ، وتسمية الشيء ببعضه ، فقد عبر عن الجسم بالوجه .
الفائدة الثامنة والعشرون :
لم يذكر القلب – في الحديث - مع أنه أهم في توجهه ، ولعل السبب لأن المؤمن مطالب بأفعال الظواهر لأن عليها الثواب والعقاب ، أما البواطن فأمرها إلى الله ، فعلق الأمر على أمر ظاهر يمكن مشاهدته .
الفائدة الثلاثون :
قوله:" وجهت وجهي للذي فطر السموات " دليل على تلازم توحيد الربوبية مع الألوهية ، فمن عرف أن الله هو فاطر السموات والأرض قاده ذلك إلى التوجه له بالعبادة.
" 150 فائدة من أدعية الاستفتاح "
الحلقة السابعة :
الدعاء الثاني :
﴿ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وما أنا من الْمُشْرِكِينَ ،
إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .................)
الفائدة التاسعة والعشرون :
ذكره الوجه دليل على ارتباط الظاهر بالباطن، والقلب بالجوارح كما هو مذهب أهل السنة والجماعة في العلاقة بين أعمال القلوب وأعمال الجوارح.
فتوجه قلب المصلي لله أثر على توجه جوارحه ومنها الوجه، ثم يبقى بعد ذلك مقدار هذا التوجه مبني على مقدار توجه القلب لربه ، فكلما زاد توجه القلب لربه زاد توجه الجوارح، فخشع البصر فلم يتعد موضع سجود، وسكنت جوارحه فلم تطيش، وأما إذا ضعف توجه القلب لله ضعف أيضا توجه الجوارح، فأصبح البصر يلتفت وهذا اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة المرء، والجوارح تعبث، وقد يصل الأمر إلى أضعف من هذا.
الفائدة الحادية والثلاثون:
قوله: " فطر السموات والأرض " فيه حث على التفكر في مخلوقات الله وآلائه، وأن التفكر فيها يهدي للتوجه لربها وفاطرها ومبدعها سبحانه وتعالى.
فكم يمر الإنسان بجبال وأنهار؟ وكم نغفل عن الليل والنهار والشمس والقمر؟ وصدق الله وفي أنفسكم أفلا تبصرون.
الحلقة الثامنة :
الدعاء الثاني:
﴿ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وما أنا من الْمُشْرِكِينَ ،
إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .................)
الفائدة الثالثة والثلاثون:
فيه التوكيد على الاعتراف بالتوحيد لله سبحانه ، وقد تكرر الاعتراف له في هذا الدعاء أكثر من مرة:
فقوله: " وجهت وجهي "، وقوله: " حنيفا "، وقوله: " مسلما " وقوله: " وما أنا من المشركين ".
كلها عبارات تدل على التوحيد ، وتعطينا الأهمية التي ينبغي أن يكون عليها المؤمن في ذكره لتوحيده، وهذا التكرار والاعتراف يناسب دعاء الاستفتاح جدا،
فإن المصلي يريد أن يناجي ربه ، ولهذا يذكر له توحيده له ويكرر هذا الأمر فإنه لن يجد أمرا يذكره في هذا المقام أفضل من ذكره للتوحيد.
الفائدة الرابعة والثلاثون:
ما تقرب متقرب لله سبحانه وتعالى أفضل من أن يوحده، ويبرأ من الشرك به.
الفائدة الخامسة والثلاثون:
بين هذا الدعاء أن الإنسان لا يخلو من حالتين فقط:
حنيف موحد أو مشرك، لأنه قال: " حنيفا وما أنا من المشركين " ولو كان هناك خيار ثالث لذكره، لأن المقام مقام إثبات ونفي ، فيقتضي الحصر، فعلى الإنسان أن يفتش عن نفسه ، ويجدد إيمانه بالله سبحانه وتعالى.
الحلقة التاسعة:
فوائد الدعاء الثاني:
الفائدة الخمسون :
في ترتيب قوله : " ظلمت نفسي ، واعترفت بذنبي ، فاغفر لي ذنوبي جميعا " ترتيب بديع حيث قسم الأمور إلى ثلاثة أشياء: أولا: منزلة الاعتراف بالذنب، وهي قوله: " واعترفت بذنبي ".
ثانيا: منزلة الطلب، وهي قوله: " فاغفر لي ذنوبي جميعا ".
ثالثا: منزلة النتيجة ، وهي قوله: " ظلمت نفسي ".
فكان الأصل أن يقدم قوله: " اعترفت بذنبي " لكنه بدأ بالنتيجة
" ظلمت نفسي " إظهار لتمام الافتقار لله ، فكأنه قال: لم أستفد شيئا،
فقد أذنب، وها أنا اليوم أطلب منك المغفرة، وهذا بهذا المقام أليق،
فسبحان اللطيف الحكيم.
لفائدة السابعة والخمسون:
أظهر الحديث أن العبد لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، وأن الأمر بيد الله ، فالله هو الهادي لأحسن الأخلاق، وهو الصارف لسيئها، وهو غافر الذنب، وهذا شعور يجب أن يخالط العبد الداعي لربه لأن العبودية تقوم على ذلك.
الحلقة العاشرة:
الدعاء الثاني :
﴿ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وما أنا من الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ له وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وأنا من الْمُسْلِمِينَ، اللهم أنت الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إلا أنت)
الفائدة الرابعة والستون :
قوله : " وسعديك " أي مساعدة في طاعتك، فهي تتضمن طلب المساعدة من الله على طاعته ، كما تتضمن السعد والسرور بذلك.
الفائدة الخامسة والستون:
الجمع بين " لبيك وسعديك " يدل على :
أن المؤمن يستجيب لدعاء ربه، ومع ذلك يطلب منه العون على عبادته، فرجع أمر المؤمن كله لله بداية ونهاية.
فالاستجابة لدعاء الله هو " لبيك " وطلب العون منه هو " سعديك ".
الفائدة السادسة والستون :
دل قوله: " وسعديك " على أن المؤمن يعبد ربه بانشراح صدر مسرورا بذلك، ولا يكون ذلك إلا بتحقيق ركني العبادة: الذل والمحبة.
وهما لا يجتمعان إلا لله، فالله هو المعبود لذاته، المطاع محبة له ، وهذا كله من قول المستفتح بهذا الدعاء " وسعديك " فهي كلمة تدل على السعد والانشراح والفرح بطاعة الله
الحلقة الحادية عشر:
الفائدة السادسة والستون:
﴿ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ ..........، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلا أنت ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ وَالشَّرُّ ليس إِلَيْكَ ،أنا بِكَ وَإِلَيْكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ﴾
دل قوله : " وسعديك " على أن المؤمن يعبد ربه بانشراح صدر مسرورا بذلك ، ولا يكون ذلك إلا بتحقيق ركني العبادة : الذل والمحبة .
وهما لا يجتمعان إلا لله ، فالله هو المعبود لذاته ، المطاع محبة له ، وهذا كله من قول المستفتح بهذا الدعاء " وسعديك " فهي كلمة تدل على السعد والانشراح والفرح بطاعة الله
الفائدة السابعة والستون :
في قوله: " لبيك " في استفتاح الصلاة مناسبة، لأن الله نادى المؤمن لحضور الصلاة عن طريق المؤذن والمؤمن يقول: " لبيك " فهي إجابة لنداء حقيقي .فائدة الحادية والسبعون:
في قوله: " والخير كله في يديك " أبلغ من قول: والخير في يديك كله، لأن المقام مقام ثناء على الله، وصيغة الحديث أبلغ في تحقيق الثناء على الله بتقديم " كل " لئلا يحول بين المؤكَد والمؤكِد شيء .في قوله: " والشر ليس إليك " لم يقل: كله، كما قال في الخير" والخير كله في يديك " وذلك لأن الله لا ينسب له شر محض البتة ، مهما دق كما هو منهج أهل السنة والجماعة.
" 150 فائدة من أدعية الاستفتاح "
الحلقة الثانية عشر:
الدعاء الثالث :
" سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ ولا إِلَهَ غَيْرُكَ " وفيه فوائد :
الفائدة الثانية والتسعون :
هذا الاستفتاح اختاره بعض أهل العلم على بقية الأنواع لأجل أنه كله ثناء محض على الله ، وكان عمر بن الخطاب ط يعلمه الناس ، وهذا يعطينا مؤشرا على فهم الصحابة في تعليم الناس ، وأن المعلم عليه أن يختار أفضل أنواع العلم لينشرها ، فقد تضمن التسبيح والتحميد والبركة والعلو .
الفائدة الثالثة والتسعون :
بدأ هذا الحديث على خلاف الأدعية الأخرى ، فالغالب أن الأدعية تبدأ بـ " اللهم " بينما هذا الحديث بدأ بـ " سبحانك اللهم " وذلك تقديما لتنزيه الله على أي كلام آخر ، وهذا أليق بحال المصلي أن يبدأ بلفظ يشعر بالتنزيه أكثر من غيره.
الفائدة الرابعة والتسعون:
معمول التسبيح محذوف حيث قال: " سبحانك " ولم يذكر عن ماذا ؟ وذلك ليشمل تنزيه العبد لربه كل النقائص وبدون ذكر أو تحديد ، وهذا أبلغ في مقام التنزيه .
الفائدة الخامسة والتسعون:
جمع هذا الدعاء أحب الكلام وهي: سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، وقد ثبت أنهن أفضل الكلام ، فاجتمع لهذا النوع من الاستفتاح ميزتان:
الأولى : كونه مما يستفتح به في للصلاة.
الثانية : كونه أفضل الكلام.
الفائدة السادسة والتسعون:
بُدء في هذا الحديث بالتسبيح والتنزيه قبل التحميد لأن موضوع هذا النوع من الاستفتاح كله تقديس وتمجيد لله فناسب أن يبدأ بالتنزيه.
الحلقة الثالث عشر:
الفائدة السابعة ومائة:
ألفاظ أدعية الاستفتاح كلها تربي المؤمن على تعظيم الله قولا وفعلا ، فهي ثناء على الله أو مدح أو إجلال أو تنزيه أو اعتراف له بالعبودية ، وغير ذلك.
الدعاء الثالث :
" سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ ولا إِلَهَ غَيْرُكَ " وفيه فوائد :
الفائدة الخامسة والتسعون :
جمع هذا الدعاء أحب الكلام وهي : سبحان الله، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، وقد ثبت أنهن أفضل الكلام ، فاجتمع لهذا النوع من الاستفتاح ميزتان:
الأولى: كونه مما يستفتح به في للصلاة.
الثانية: كونه أفضل الكلام.
الفائدة السادسة والتسعون:
بُدء في هذا الحديث بالتسبيح والتنزيه قبل التحميد لأن موضوع هذا النوع من الاستفتاح كله تقديس وتمجيد لله فناسب أن يبدأ بالتنزيه.
الفائدة الثالثة ومائة:
قوله: " وتبارك اسمك " أي كثر خيره.
الفائدة الخامسة ومائة:
قوله: " وتعالى جدك " أي ارتفعت عظمتك، وهو متضمن لارتفاع الحظ والغنى المطلق وغيرها
مما فسرها به أهل العلم.
الحلقة الرابعة عشر:
الدعاء الثالث:
" سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ ولا إِلَهَ غَيْرُكَ " وفيه فوائد:
الفائدة الخامسة ومائة:
قوله: " وتعالى جدك " أي ارتفعت عظمتك ، وهو متضمن لارتفاع الحظ والغنى المطلق وغيرها مما فسرها به أهل العلم.
الفائدة السادسة ومائة:
قوله: " تعالى " أنسب من أي لفظ آخر مثل: تعاظم مثلا أو غيرها، للتشاكل من حيث المعنى بينها وبين " تبارك " قبلها، فإن اللفظين يدلان على العلو والسعة.
الفائدة السابعة ومائة:
ألفاظ أدعية الاستفتاح كلها تربي المؤمن على تعظيم الله قولا وفعلا، فهي ثناء على الله أو مدح أو إجلال أو تنزيه أو اعتراف له بالعبودية ، وغير ذلك.
الفائدة الثامنة ومائة :
قوله: " ولا إله غيرك " هو كالنتيجة لما سبقه من عبارات ثنا، فناسب أن يختم بالتهليل، إعلاما بأنه المستحق بالعبودية وحده، فسبحان الله العليم الحكيم.
" 150 فائدة من أدعية الاستفتاح "
الحلقة الخامس عشر:
الدعاء الرابع:
"الله أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا " وهو قريب من الدعاء السابق، وفيه فوائد أخرى:
الفائدة التاسعة ومائة:
قوله:" كبيرا " و " كثيرا " و " بكرة وأصيلا " كل واحدة من هذه الألفاظ تناسب الكلمة المقرونة بها، فالتكبير يناسبه " كبيرا "، والتحميد يناسبه " كثيرا " لكثرة ما يحمد عليه الله، فما من نعمة في قديم أو حديث إلا وهي من الله، والتسبيح يناسبه " بكرة وأصيلا " لما يراه الإنسان من نقائص في يومه وليلته ينزه الله عنها.
الفائدة العاشرة ومائة:
دل الدعاء على أن الجمع بين التكبير والتحميد والتسبيح يُفَتح له أبواب السماء ، كما في آخر هذا الحديث حيث قال النبي: " عجبت لها فتحت لها أبواب السماء ".
الفائدة الحادية عشرة ومائة:
بدأ بالتكبير في هذا النوع من الدعاء لأن المصلي يترك كل شيء ويقبل على ربه لأنه أكبر عنده من كل شيء ، فناسب أن يبدأ بالتكبير، حتى يتناسب فعله مع قوله.
الفائدة الثانية عشرة ومائة:
دل الدعاء على أن وقتي " البكرة والأصيل " وقتان لهما ميزة بين سائر الأوقات، ولهذا – والله أعلم – تسن قراءة أذكار الصباح والمساء فيهما.
الحلقة السادس عشر:
الدعاء الخامس :
" الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا " وفيه بعض الفوائد، وهي:
الفائدة الثالثة عشر ومائة:
هذا النوع من الاستفتاح تحميد لله فقط ، ويتناسب مع فاتحة أم الكتاب.
الفائدة الرابعة عشر ومائة:
جمع التحميد في هذا الحديث عدة مميزات تجعله صالحا للاستفتاح، وهي:
أ ـ الكثرة.
ب ـ الطيب.
ج ـ البركة فيه.
ولا يوجد تحميد جمع مميزات مثل هذا الدعاء، فإن الحمد قد يكون كثيرا لكن لا يكون طيبا فقد يدخله شيء من رياء أو غيره ، وقد يكون طيبا لكنه غير مبارك فلا يكثر أكثر مما هو عليه، فجمع هذا الرجل في استفتاحه أفضل صفات التحميد.
الفائدة الخامسة عشر ومائة:
دل الحديث على جواز رفع الصوت بالذكر، لأن الرجل قائل هذا الاستفتاح رفع به صوته، ولم ينكر عليه النبي.
الفائدة السادسة عشر ومائة:
دل الحديث على أن الملائكة يكتبون الدعاء والذكر داخل الصلاة ، ففي الحديث أن النبي > قال : " لقد رأيت اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا ".
الحلقة السابع عشر:
الدعاء السادس :
" اللهم لك الْحَمْدُ، أنت قَيِّمُ السماوات وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ لك مُلْكُ السموات وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أنت نُورُ السموات وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أنت مَلِكُ السموات وَالْأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ أنت الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ، حَقٌّ ،وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللهم لك أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ ،وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أَخَّرْتُ،وما أَسْرَرْتُ وما أَعْلَنْتُ، أنت الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إلا أنت، أو لَا إِلَهَ غَيْرُكَ " وفيه فوائد جليلة،
منها بالإضافة لما سبق:
الفائدة السابعة عشر ومائة:
التحميد في هذا النوع من الاستفتاح بُين سببه، فقرن بين كل حمد وسببه ، فيحمد لأنه قيم السموات والأرض ومن فيهن، ويحمد لأنه نور السموات والأرض ومن فيهن، وهكذا.
الفائدة الثامنة عشر ومائة:
بيان سبب التحميد له أثر على استشعار معناه ، فمن حمد الله حمدا مطلقا، ليس كمن يحمده حمدا مقيدا بسببه، فإن أثر التحميد يكون أظهر لمن ذكر سببه، ولهذا عدد في هذا الدعاء أساب تحميد الله فحمده لأنه " نور السموات والأرض "وحمده لأنه" قيم السموات والأراضين" وهكذا.
" 150 فائدة من أدعية الاستفتاح "
الحلقة الثامن عشر:
الدعاء السادس:
الفائدة التاسعة عشر ومائة:
في هذا النوع من الاستفتاح جمع بين " قيّم، ومُلك، وملِك السموات والأرض " مع أن المؤدى واحد.
والذي يظهر لأن مقام المصلي - خاصة في نافلة الليل – مقام تفصيل في الثناء، فليس الأمر كالفريضة يتقيد المأموم بالإمام، بل هو أمير نفسه.
ثم إن هناك سببا آخر فيما يظهر لي، وهو أن القيم قد لا يكون مالكا، وقد لا يكون المالك ملِكاً، فجمع بينها في هذا الدعاء ليُظهر عظمة الله سبحانه وتعالى، وأنه قيم ومالك وملِك، وهو أهل لذلك سبحانه وتعالى
الفائدة العشرون ومائة:
حتى الجمادات شملها قيومية الله سبحانه وتعالى " السموات والأرض ومن فيهن " فلم يخرج من هذه الصيغة شيء.
الفائدة الحادية والعشرون ومائة:
قوله: " السموات والأرض " يشمل العالمين العلوي والسفلي وما بينهما.
الفائدة الثانية وعشرون ومائة:
جمع هذا الدعاء أعلى أنواع المدح لمقام الرب سبحانه وتعالى، فكل هذا الدعاء مدح وثناء، ويزيد على الأنواع الأخرى في كثرة تفصيلاته.
الحلقة التاسع عشر:
الدعاء السادس:
الفائدة المائة والثالثة والعشرون
:
الحديث يربي الالتجاء والاعتصام بالله وطلب
الحاجات إليه لأنه هو القيوم على السموات والأرض ومن فيهن.
الفائدة المائة والرابعة والعشرون:
هذا النوع من دعاء الاستفتاح يدل على أن
الصلاة نور، ولهذا يستفتح المصلي ربه بأنه نور السموات والأرض ومن فيهن، ونور الصلاة
قد يكون حسيا، وقد يكون معنويا يرزق من خلاله المصلي المحافظ على صلاته نور البصيرة، ويؤيده عموم قول النبي: " الصلاة نور ".
الفائدة المائة والخامسة والعشرون:
بالعلاقة بين قول المستفتح بهذا الدعاء: " أنت قيم السموات والأرض " وبين الصلاة نستطيع القول بأن الصلاة تعين
على قضاء الحاجات وتيسيرها، والله سبحانه وتعالى شكور لعباده.
الفائدة المائة والسادسة والعشرون:
هذا النوع من الدعاء يعالج أمراض الشكوك
وضعف اليقين ، ولهذا ختمت أغلب عباراته بقوله: " حق ".
الحلقة العشرون:
الدعاء السادس:
الفائدة المائة والسابعة والعشرون:
الحديث يربي على الإيمان بالغيب وهو أحد
الأركان التي لا يقوم الإيمان إلا بها، فالإيمان بالله ووعده وقوله ولقائه وأنبيائه
والساعة؛ كلها من أمور الغيب.
الفائدة المائة والثامنة والعشرون:
ذكر في الحديث الوعد ولم يذكر الوعيد؛
وذلك لأن الله غفور رحيم، يعفو ويصفح، أما وعده فكائن لا محالة بإذنه تعالى ، وفي
هذا تربية على حسن الظن بالله.
الفائدة المائة والتاسعة والعشرون:
قوله: " وبك خاصمت " يحتمل أمرين:
أ ـ أن خصومة المؤمن لغيره تكون في ذات
الله، لقوله: " وبك " حيث قصر خصومته بالله، أي لأجل الله، ولهذا كان
النبي لا ينتقم إلا إذا انتهكت محارم الله.
ب ـ ويحتمل أن خصومة المؤمن ومحاجته للآخرين، وظهوره عليهم بالحجة والبرهان مستمدة قوتها من الله وإعانته لعبده المؤمن، لقوله: " وبك خاصمت " أي بإعانتك خصمت أعدائي.
فشملت هذه الجملة الحجة بالبرهان والسنان.
الحلقة الواحدة و العشرون:
الدعاء السادس:
الفائدة المائة والثلاثون:
قوله: " وإليك حاكمت " أي تحاكمت، وهي مناسبة جدا لما قبلها، من قوله: " وبك خاصمت " فإن المخاصمة بمعنييها
تحتاج إلى حَكَم بين المتخاصمين، والله سبحانه أحكم الحاكمين
.
الفائدة المائة والحادية والثلاثون:
قوله: " وإليك حاكمت " تدل على
أنه لا حاكم إلا الله ، ولا يتحاكم إلا إلى شريعته، وبالمقابل تبديل شريعته يعتبر
تحاكما لغيره، قال الإمام النووي شارحا " إليك حاكمت " قال : " أي
من جحد الحق حاكمته إليك، وجعلتك الحاكم بيني وبينه لا غيرك مما كانت تحاكم إليه الجاهلية
وغيرهم من صنم وكاهن ونار وشيطان وغيرها، فلا أرضى إلا بحكمك، ولا أعتمد غيره
" .
الفائدة المائة والثانية والثلاثون:
في الحديث قدم " إليك، وبك، وعليك
" لإفادة التخصيص والحصر، فكأن المستفتح بهذا الدعاء حصر إسلامه وإنابته ومخاصمه
ومحاكمته لله وبالله، وهذا يفيد النفي عن غيره.
الفائدة المائة والثالثة والثلاثون:
قوله: " وبك خاصمت " يعطي المؤمن
الثقة بربه ، والقوة في حجته، لأنه يعتمد في حجته وقوته على إعانة ربه، واستشعار
ذلك يعطيه دافعا في مواصلة المقارعة بالحجة وعلى سلامة النية.
الفائدة المائة والرابعة والثلاثون:
في قوله: " وبك خاصمت " توجيه
لطيف لمن يقوم بمحاجة الأعداء بالبراهين أن عليه أن ينطق بنية صالحة، يجعل همه نشر
دين ربه، وصد من حال بين الله وبين عباده، وعلى قدر نيته الصالحة يكون توفيق الله
له في مخاصمته به، والله أعلم.
الحلقة الثانية و العشرون:
الدعاء السادس:
الفائدة المائة والخامسة والثلاثون:
قوله: " أنت المقدم وأنت المؤخر
" تحتمل أمورا:
أ ـ أن الله يقدم من يشاء من عباده لطاعته، ويؤخر آخرين
ب ـ أن الله يقدم من يشاء من عباده لثوابه، ويؤخر آخرين.
ج ـ أنها بمعنى الأول والآخر، وهما اسمان
من أسماء الله الحسنى معناهما: أنه ما من متقدم إلا والله قبله، ولا من متأخر إلا
والله بعده، يرث الأرض ومن عليها سبحانه.
ويظهر لي والله أعلم أن المقدم والمؤخر
يشمل الأقوال جميعا، فالله هو الذي يقدم من يشاء من عباده لطاعته، وبالتالي للثواب، ويؤخر من يشاء وبالتالي يستحقون العقاب، كما أن الله سبحانه وتعالى المقدم لعباده
لكل خير هو مقدم عليهم فهو الأول، والآخر.
الفائدة المائة والسادسة والثلاثون:
قوله: " وما قدمت وما أخرت
" ثم قال: " وما أسررت وما أعلنت " ليشمل ذلك جميع الذنوب في أي زمان
سواء أكان متقدما أم متأخرا، وجميع الأماكن سواء أكان سرا أم علانية، ولهذا يعتر
هذا الحديث من جوامع الدعاء.
الفائدة المائة والسابعة والثلاثون:
قوله: " وما أنت أعلم به مني
" دليل على أن الإنسان يفعل أعمالا لا يعدها ذنوبا، ومع ذلك قد تحجب عنه مناجاة
الله، وهذا يربي في نفس المؤمن دوام الاستغفار.
كما يمكن أن يضيف إلى رصيد علم المؤمن أن
المحاسبة تتعدى مواطن الذنوب لتصل إلى ما لا يظنه الإنسان ذنبا، وهذا من قوله
" وما أنت أعلم به مني ".
الحلقة الثالثة و العشرون:
الدعاء السابع:
" اللهم رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ
وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أنت تَحْكُمُ بين عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ
فيه من الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي من تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
" وفيه فوائد:
الفائدة المائة والثامنة والثلاثون
:
جمع في هذا النوع من الدعاء بين ربوبيته
وألوهيته فقال: " اللهم رب ".
الفائدة المائة والتاسعة والثلاثون:
الجامع بين هؤلاء الملائكة الكرام الثلاثة
هو الإحياء " فجبريل موكل بالوحي الذي به حياة القلوب والأرواح، وميكائيل موكل
بالقطر الذي به حياة الأرض والنبات والحيوان، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور الذي
به حياة الخلق بعد مماتهم ".
فكأن المستفتح بهذا الدعاء يريد حياة قلبه
وروحه، فذكر ربوبية الله لأهل الحياة، كما أن هذا دليل على أن الصلاة حياة للقلوب.
الفائدة المائة وأربعون:
هذا الدعاء دليل على أن الاختلاف واقع بين
الناس،والله يحكم بين المختلفين لقوله: " اهدني لما اختلف فيه " وهذا قدر
كوني لا محيص عنه، ويعالج بالقدر الشرعي من سؤال الله الهداية، وطلب الحق من طريقه.
الحلقة الرابعة و العشرون:
الدعاء السابع:
الفائدة المائة والحادية والأربعون:
قوله:" من الحق " من هنا بيانية
أي: بينت الذي يراد الهداية له وهو الحق.
الفائدة المائة والثانية والأربعون:
قوله:" اهدني لما اختلف فيه من الحق
" يشمل نوعين من الاختلاف:
أ ـ الاختلاف بين الحق والباطل.
ب ـ الاختلاف في مسائل الحق ، كخير الأمرين، وأفضل العبادتين، وهكذا.
فيكون الداعي بهذا الدعاء سأل ربه الهداية
للحق عموما في جميع الأزمان والأمكنة.
الفائدة المائة والثالثة والأربعون:
فيه إثبات المشيئة لله سبحانه وتعالى كما
هو مذهب أهل السنة والجماعة، لقوله:" من تشاء "
الفائدة المائة والرابعة والأربعون:
أطلق على الخلق جميعا العبودية، فقال:" أنت تحكم بين عبادك " وذلك لأن المقام مقام حُكْم بين العباد فاقتضى
ذلك ملكهم والتصرف فيهم، وهذا يأتي بلفظ العبودية أظهر من غيره.
الفائدة المائة والخامسة والأربعون:
الجمع بين صفة العلم وبين الهداية للحق
في قوله:" عالم الغيب والشهادة اهدني " فيها إشارة إلى أن العلم يهدي لما
اختلف فيه، وبالمقابل الجهل يزيد صاحبه بعدا عن الهداية، فليتزود الإنسان من العلم
ليكون قريبا من الهداية للحق.
" 150 فائدة من أدعية الاستفتاح "
الحلقة الخامسة و العشرون:
الدعاء السابع:
الفائدة المائة والسادسة والأربعون:
الحق هو الصراط المستقيم، بدليل قوله:" اهدني لما اختلف فيه من الحق " ثم قال:" إنك تهدي من تشاء إلى
صراط مستقيم " ولم يقل إنك تهدي إلى الحق، وذلك لأن الحق هو الصراط المستقيم.
الفائدة المائة والسابعة والأربعون:
من الفائدة السابقة يتضح أن الباطل ليس
صراطا مستقيما، ولذلك يلزمه الاعوجاج والتلوي والبعد ، وكلها صفات ذاتية في الباطل.
الفائدة المائة والثامنة والأربعون
:
قوله: " بإذنك " تحتمل أمرين:
أ ـ أن تعود إلى طلب الهداية، ويكون المعنى: اهدني بإذنك لما اختلف فيه من الحق.
ب ـ أن تعود إلى الاختلاف ، ويكون المعنى: اهدني لما اختلف فيه بإذنك، أي كأنها جوابا على سؤال سائل: كيف يختلف بين الحق
والباطل، مع أن الفارق بينهما ظاهرا جدا، فيكون الجواب: أن الاختلاف وقع بإذن الله
وفيه حكم له سبحانه.
الفائدة المائة والتاسعة والأربعون:
سؤال الله الهداية للحق يدلنا على أن هداية
الله لا غنى للإنسان عنها ولو في أوضح الأمور وهي الهداية للحق من الباطل.
الحلقة السادسة و العشرون:
الدعاء السابع:
الفائدة المائة والخمسون:
حرص الداعي بهذا الدعاء على سؤال الهداية
دليل على أن الحق قد يخفى أحيانا فيلتبس بالباطل فيحتاج العبد إلى هداية ربه للوصول
له، نسأل الله الكريم من فضله.
وأخيرا:
فهذه مائة وخمسون فائدة من أدعية الاستفتاح
تؤكد لنا أهمية الصلاة، فإن كانت هذه الفوائد توجد في استفتاحها فما بالك ببقية أقوالها
وأفعالها، ومن أمعن النظر، وأدام الاستغفار، وأطال الفكر في أسرار هذه الأحاديث
سيقف على أكثر من ذلك، لكن يعلم الله كم حُجب عنا الكثير بسبب ذنوبنا وظلمنا لأنفسنا
؟ وصلى الله وسلم على نبينا محمد،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق