(( نبدأ انطلاق رحلتنا مستعينين بالله ومتوگلين عليه
))

"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحمد لله الذي يسر لنا هذا اللقاء، ونسأله
سبحانه وتعالى أن يجعل اجتماعنا هذا اجتماعا مرحوما، وتفرّقنا بعده تفرقا معصوما، اللهم
آمين.


والحقيقة بأنّ الخير هو استجابتك لأمر الله
-عز وجل- والانتفاع من الفرص التي يعطيك الله إياها.
الإنسان له أربع مكونات:
1. أبدان.
2. وقلوب.
3. وعقول.
4. ونفوس.


نفوسنا هي التي تؤثر على مشاعرنا،رغباتنا هي التي تؤثر على مشاعرنا، فنحن
نريد أن ندفع هذه النفس ونُدْخِل إصغاءنا لعقولنا التي إذا بنيت على الإيمان تأمرنا
بما يحب الله.
️
ماذا
يفعل لنا رمضان؟

نفسك الأمارة بالسوء تأمرك دائما باتخاذ
الشهوة، في رمضان ماذا يحصل؟
تكف نفسك.
عقلك .. بسبب ما معك من إيمان يستجيب لأن
تكف نفسك بعبادة الصيام، فماذا يحصل؟


هذه صورة من صور استجابة نفوسنا لهواها.

ما الذي نفعله من أجل أن نشبه الملائكة؟
نصوم، وحتى نبقى قريبي الشبه بهم بعدما
نفطر المفروض أن لا نصل لدرجة الشبع لتقوى أبداننا على العبادة...

ماذا يفسد أنك تشبه الملائكة؟ ما الذي نفعله من أجل أن نشبه الملائكة؟
نصوم ..وحتى نبقى قريبي الشبه بهم بعدما نفطر المفروض أن لا نصل لدرجة الشبع لتقوى أبداننا على العبادة.

لا تترك العنان لنفسك ..لا تتركها بعدما أمرك الله أن تصوم وتترك شهوة نفسك، والصوم بنفسه يرخي النفس، كم كلمة ستقول وأنت صائم في مقابل أنك فاطر؟! وأنت فاطر ستبقى تتكلم مادام عندك طاقة، تأكل وتشرب وتتكلم، وهذا العمل الذي نقوم به، لكن لما نصوم تفتر ألسنتنا، فيتوقف باب عظيم من الذنوب نعيشه، وهكذا النفوس.

نحن عندما نأتي لأذان المغرب نتحول من أناس طبيعيين لأناس مستجيبين تماما لشهوتهم، فنأكل أكلاً لا نأكله طوال السنة! فأصبحت العملية ضد المقصد تماما، ضد ما أريد من الصيام.

ستقول:(لما يقل الطعام تقل قدرتي على الطاعة)

تستلزم منك عبادة الاستعانة، ولو نريد أن نأكل الأكل الذي أُمرنا به شرعاً سنطرح ثلاثة أرباع إذا ما كان أكثر من ذلك مما نضعه على سفرنا ونأكله ..
لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((حَسْبُ الْآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ)) حتى أنها لقيمات وليست لقمة!

النفس تأمرك بأوامر، وهذه الأوامر تقطع عليك المقصود من هذا الشهر، فلابد من:
• الاستجابة لما معنا من إيمان..
• والحرص الشديد على متابعة سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الصيام والإفطار..
إلى أن يصل معنا الإيمان أن نقلل من حاجات الدنيا ونشعر لأي درجة نستطيع أن نتخلص منها





من آثار الصيام أنه: يزكي النفس، ويقيمها على تقوى الله.
نأتي الآن لأمر مهم من آثار الصيام، نحن في رمضان يجتمع لدينا الصيام و قراءة القرآن،

من الأعمال القلبية التي يجب أن تعيشها في الصيام أن تحتسب على الله أن يكون صيامك للنهار وقراءتك للقرآن سواء نهارا أو ليلا شفيعة لك لما تلقى الله.

في الحديث: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))
الذي يريد أن يزيد قلبه من الإيمان عليه:
بالتدبر. والتفكر. والقيام بالأعمال الصالحة.

أن تؤمن بأنك ستلقى الله، وبأن الله أمرك بأمر وسيأجرك على هذا الأمر، لكن ما معنى (وَاحْتِسَابًا) من الاحتساب أن تحتسب على الله أنك ستصوم النهار وينفعك هذا الصيام فيكون شفيعا لك، وفي رواية أحمد سنرى مكان الصيام وقت دخولنا للقبور، وهنا مكان الصيام وقت وقوفنا بين يدي الله.

شفيعا.
وأنت تصوم ماذا تحتسب على الله؟
تقول: يا رب أنا صائم وأود من صيامي هذا أن تقبله مني وأن تجعله شفيعا لي، هذا معنى الاحتساب، ليس شرطا بلسانك المهم أن يكون في وجدانك أني أحتسب على الله هذه الأعمال.


في رواية لأحمد رحمه الله:((إِذَا دَخَلَ الإِنْسَانُ قَبْرَهُ ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا أَحَفَّ بِهِ عَمَلُهُ الصَّلاةُ ،وَالصِّيَامُ ، قَالَ: فَيَأْتِيهِ الْمَلَكُ مِنْ نَحْوِ الصَّلاةِ، فَتَرُدُّهُ، وَمِنْ نَحْوِ الصِّيَامِ ، فَيَرُدُّهُ، قَالَ : فَيُنَادِيهِ اجْلِسْ، قَالَ : فَيَجْلِسُ)).

فَيَأْتِيهِ الْمَلَكُ مِنْ نَحْوِ الصَّلاةِ، فَتَرُدُّهُ: يريد أن يقيمه من الجهة التي فيها الصلاة فترده.
فيُنَادِيهِ اجْلِسْ: يعني هو كان يريد أن ينزعه، يحمله، فمن هذا الجزء ترده، وفي الحديث بقية الأعمال من بر وصلة.

لا تنسَ في وسط رمضان أنت ماذا تريد من صيامك


يقطعها ،،يجعلك تفعل الفعل لكن بنية تحتسب على الله: يا رب أنا أفعل هذا الفعل وأحتسب عليك أن تقبله مني، وأحتسب لما ألقاك أن تجعله شفيعا لي (عمل قلبك)، وتقرأ آية من القرآن {ألم} وأنت تحتسب أنّ (ألف) حرف، و(لام) حرف، و(ميم) حرف، ولك بكل حرف حسنة ثم عشر حسنات.


نقول: الاحتساب دليل أنك مهتم وأنك مؤمن بلقاء الله وسيكلمك ما بينك وبينه ترجمان،
وأنك تعتني وتهتم بأمر الآخرة.

شخص يصلي المغرب في وقته ويجتهد أن يصليه في وقته وهمّه أن يلحق المسلسل قبل أن يبدأ، هذا همّه، هل هذا مثل شخص يصلي في وقته محتسبا على الله أن أصحاب الصلاة في وقتها لهم فضل؟! الجواب: لا طبعا {لَا يَسْتَوُونَ} ولا يمكن أن يستووا
اللهم وفقنا لصيام رمضان على الوجه الذي يرضيك عنا


الهموم أفقدت الناس الأجور.
انظر لهمِّك الذي يغلي في قلبك، هو الذي سيسبب لك الانتفاع من الفرص وزيادتها ومضاعفة الأجر، فكم شخص مهموم على أن لا يفقد وقت الصلاة، على أن يصلي بتركيز، على أن يكون خاشعا، على أن لا ينطق بكلمة لا يحبها الله، كم شخص مهموم هو عند الله مَن يكون يسأل نفسه: هل أنا في الأرض مرضِيٌّ عني أو الله ساخط علي؟



ما الاحتساب؟ كلما عملت عملا تحتسب على الله أن يعطيك أجره لما تلقاه، أن يعطيك فضله، لو قيل لك بأن هذا له فضل في القبر وأنه ينوره، وهذا له فضل في الصراط، فتحتسب على الله، وهذا دليل على أنك كثير التفكير في لقائه،وهذا يدل على أنك تحمل الهموم الحقيقية،وهذا يدل على أنك مستعد أو تريد أن تستعد، لست غافلا، ومصيبة الغفلة أن يغفلوا عن مصيرهم.

مثاله: هذا حدث دنيوي، مثلا وقعت في العطش:
1. اسعَ سعيا دنيويا واذهب لكأس الماء، هذا السعي اسمه (بُعد دنيوي) اذهب له.
2. وأنت ذاهب لهذا الماء اطلب من الله أن يرزقك إياه، هذا (بُعد العبادة)، ولما تلقاه قل: بسم الله، ولما تنتهي منه قل: الحمد لله.
3. ثم أمْر مهم يقطع عليك الغفلة، ليس فقط بأن تذهب للدنيا وتذكر الله في هذا الموقف، هناك أمر مهم أيضا، أن ترى من وراء هذا متى أو كيف سأُروى يوم القيامة؟!

سيذهب كل قوم إلى حوض نبيهم ويمدّ النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أمته كأس الماء يشربون، لكن هناك يُرد عنه، فأنت تحمل هَمًا، وتسأل الله أن تكون ممن يسقيه النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة.

مثلا: الشمس حارة، ابحث لك عن ظل، ولما تجد الظل قل: الحمد لله، وأنت تجد الظل فكّر كيف شمس الآخرة؟!


أ- مشكلتنا العظيمة في الهموم، فقل اللهم ((وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا)).
ب- ثم حارب الهموم الدنيوية.



وهناك هموم أخرى في السوق والبيت لكن نضعها في الجانب ونبدأ بالأربعة التي يشترك فيها غالب الناس.((نگمل مستعينين بربنا))


نبدأ بهموم الآخرة:(القرآن والتروايح)
اهتمامنا بالتراويح كثيرا من الأحيان يغلب اهتمامنا بالفريضة، وهذا في حد ذاته خطأ.
الفريضة "أحب إلى الله" -عز وجل- من النافلة، فراجع همومك وقدّم الأولويات، فالفرائض أهم من النوافل، واستعمل عبادة الاستعانة من أجل أن تدخل على الله وأنت قادر على جمع قلبك في العبادة.

غالبا نجد سؤالا ملحّا على القلب:
متى أنتهي؟ كم صفحة بقيت على الجزء؟ كم صفحة باقية على السورة؟
ينظر الله إليك وأنت تقرأ كلامه وأنت متملل منه ..
لو أعطاني أحد من الخلق ورقة له وأقرأها بسرعة وأريد أن أنتهي، يشعر هذا المخلوق أني تمللت منه، والله مطّلع على القلوب، ينظر إليك وأنت مهتم أن تنتهي وتخلص فهل هذا هَم حقيقي؟

ومن أجل ذلك ننصح في هذه المسألة أن لا تجعلها بختم الصفحات ولا الأجزاء، إنما بالأوقات
يعني :
أعط لنفسك في اليوم ساعة مثلا قبل الفجر وساعة بعد الظهر وساعة بعد التراويح، قسّم كما تشاء، المهم أعط نفسك وقتا وليس عدد صفحات أو أجزاء لكي لا يطّلع الله على قلبك وأهم شيء عندك أن تنتهي

أترون كيف نعالج همومنا عندنا عدم ترتيب في الأولويات، نقدّم التراويح على الفرائض ...


لا نريد أن تدخل في التفاصيل والإعجاز العلمي والبلاغي، أهم شيء أن تفهم ما تُخاطب به.



لكن بشرط: لا تضرب عن القيام بالطعام للزوج والأبناء وتكمل نومك!
هذه مشكلة، تعني أننا قلّلنا من هَم ودخلنا في هَم أعظم منه!
النوم من أكثر القاطعات للأوقات في رمضان، من أكثر المثبطات.


وبما أن الناس نائمون فالحمد لله، لنستغل هذا الوقت.

وسيأتينا من فضائل هذا الشهر أن الملائكة تستغفر للصائمين، وطبعا الصائمين مختلفين :

أنهم يتعبّدون ويتقربون لربهم، وصائمون يفتحون أعينهم وهم كسالى.

ستخسر صلاة الضحى، ووقتا هادئا لقراءة القرآن، ومع هذا كله ستخسر نشاطا يرزقك الله إياه نتيجة مجاهدتك لنفسك.




من أعظم الشهوات التي لو استسلمت لها ضيعت عمرك الذي هو رأس مالك.


إن الله سبحانه وتعالى اختص شهر رمضان من بين الشهور بفضائل عديدة، وميّزه بميزات كثيرة، وكل ميزة ستقابلها عبادة عظيمة.

إنزال القرآن فيه لأجل هداية الناس من الظلمات إلى النور، وتبصيرهم بالحق من الباطل.
ما العبادة التي ستقوم بها؟
التلاوة، لكن بشرط أن تحقق التلاوة المقصود.
ما المقصود أن تبصّرك، أن تزيدك إيمانا.

ماذا فهمت مما قرأت؟
ولذلك ننصح الذين يصلون في المساجد وليس في بيوتهم بأن يقرؤوا الجزء الذي سيقرؤه الإمام في الصلاة في بيوتهم ..
لماذا
ليستحضروا في عقولهم المفهوم، لأنك لما تقرأ بنفسك وتتقدم فتنسى أنت في أي قصة، ومَن هو الرسول، أو المقصود بهذا مَن، تعود مرة أخرى لتعرف أنت تقرأ عن مَن.
فكونك تقرأ بنفسك وتركز وتفهم ثم تعاد عليك نفس الآيات تسبّب لك استقرارا في الفهم


نريد فهما إجماليا، ولهذا أول ما أثنى الله على هذا الشهر قال: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} فهو أحد أهم المقاصد، وكلما استطعت أن تأخذ من هذا المعين أكثر كان لك الحظ الأوفر من الانتفاع بهذا الشهر.

هذا القرآن نزل في شهر رمضان فأصبح لرمضان ميزة أنه نزل فيه القرآن ..
سيأتينا بعد ذلك ميزات أن الشياطين تصفد وأنك صمت وأنك بعيد عن شهوتك ..
فهُيِّأ لك جو في رمضان من أجل زيادة الانتفاع بالقرآن {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}

الجواب: لا.
اجعل رمضان مصدرا لفهمك طوال السنة، أنت هُيِّأت لك الظروف ليزيد فهمك للقرآن ..

هذا الشهر غنيمة لفهم القرآن، غنيمة للزيادة من علاقتي بالقرآن، أمْيَزْ ما يميز شهر رمضان أنه شهر القرآن، نزل فيه القرآن، من ثم هُيِّأت لك كل الظروف في رمضان لتزداد فهما..وكم منا يقول لما يقرأ في رمضان ويفهم: هذه الآية كأني أول مرة أقرأها
ألا يتكرر علينا هذا الشعور في رمضان؟ ما السبب؟
هُيِّأت لك ظروف كثيرة، الفهم في رمضان ليس كغيره ولا حتى في الحج.
رمضان شهر القرآن، تُهيَّأ ظروف عظيمة من أجل زيادة فهمه

[كلما سَارَعَت نفسك بإشغالك أسكتها] …

يأتي لك بأفكار من تحت الأرض من أجل أن تنشغل عما أنت فيه ..فهذه نفسك وابتلاك الله بها ليكون جهادك لنفسك أحد أسباب دخولك للجنة فَمقْتها وشعور أنك تبغض هذه الأفكار من نفسك هذا بنفسه (عبادة) ..

يعني يكره هذه الأفكار والكلام الذي تقوله له نفسه: مأكول ومشروب والناس والأنس بهم، قُل لنفسك: اليوم أجد شخصا أأنس به، غدا لما أدخل قبري أأنس بمَن هذه فرصتي أن أصوم في النهار وأقرأ القرآن فأجدهما يؤنساني في قبري وهذا لمَن عنده علم اليقين أنه سيدخل قبره وحده، وسيكون في ظلمة، وأن لا أنيس إلا هذا الذي يقرؤه ويفعله هنا، فلابد أن يصبح عندنا علم اليقين.


أي: مِن أجل أن تحقق الغاية من اقتران شهر رمضان بالقرآن لابد أن يكون لك القرآن هدى، ويكون بيّنًا لك، فاحسب حسابك: ماذا بيّنَت لي هذه القراءة
وكلما قرأت القرآن كلما زاد الفرقان في قلبك بين الحق والباطل ..واجتهد فليس كل شيء يأتي مرة واحدة، وليس مِن أول يوم أريده هدى وبيان وفرقان، لا تعرف كيف يعطيك الله النتائج، أنت عليك البذرة والله يضاعف لمن يشاء.

الميزة الثانية:
إيجاب صيامه على الأمة المحمدية حيث أمر الله بذلك في قوله:{فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}.
ما العبادة التي ستقوم بها؟ الصيام.
كما مر معنا، ماذا ستحتسب في صيامك ستحتسب أنه شفيع، وفي قبرك أنيس، ومن المهمات التي تهمك: أن يقبل الله صيامك

دائما يصوم الإنسان وينتظر الفطر ويعرف أن ((لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ))
تحتسب وقتما تفطر بأن هذا اليوم الذي انقضى ستفرح به لما تجده عند الله، فوقت الإفطار ستفكر بأنك ستلقى الله، ومسألة لقاء الله مسألة مهمة في التفكير،

((سُبْحَانَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ))
أرأيت كيف نحن نذكّر أنفسنا حتى ونحن نركب السيارة نذكّر أنفسنا بأننا هنا ننقلب من مكان إلى مكان، مثله ستنقلب للدار الآخرة؛

أنت فطرت وفرحت بالفطر،أيضا احتسب لما تلقى الله كيف ستفرح بقبوله لهذا اليوم، وكيف سيثقل ميزانك، لأنه ستُحسب سيئاتك وحسناتك، فيضع أمامك أعمالك، فلما يوضع لك الصوم يوما بيوم فتثقل الحسنات وأنت ترى ميزانك منصوبا وترى أمام عينيك الحسنات تزيد، تفرح بكل يوم زائد في الصيام،فهذه المشاعر ستكون أضعاف مئات المرات فرحك بأنك أكلت أو شربت،اجمع نفسك، فلحظة الفطور لحظة فاصلة في الاحتساب


تُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق أبواب النار وتُصفد فيه الشياطين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ)).هذه ميزة من آثار اسم [ الودود ].

نعمة مِن الله أن يبلّغنا رمضان،فرمضان مليء بالفرص للأعمال الصالحة، وهذه الأعمال الصالحة تسبّب لك¤ دخول الجنة ¤، يقول تعالى: {ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}

فائت بالحبة، والله عليه بالمضاعفة العظيمة.

أي تُفتح للخلق أبواب للقربى عظيمة، كلما انتفعوا منها كانت سببا لدخول الجنة .

لقلة المعاصي التي تسبب دخولها، وعلى هذا لابد أن تفهم من آثار فهمك لهذا الحديث
أن الله -عز وجل-يشرح صدور الخلق للأعمال الصالحة ويكدر عليهم المعاصي وأسبابها
إلا من طغى وآثر الحياة الدنيا، وهذا الذي طغى وآثر الحياة الدنيا استسلم لهواه!
الآن صُفدت الشياطين وبقيت نفسك الأمارة بالسوء، فكل استسلام حاصل إنما هو من نفسك الأمارة بالسوء.

إلا مَن طغى وآثر الحياة الدنيا فيكون الأمر إليه ويتركه الله بل يزيده طغيانا .

تُضاعف فيه الحسنات.
ومَن فطّر فيه صائمًا كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجر ذلك الصائم من غير أن ينقص من أجره شيء.
أي: أنك في هذا الشهر تقوم بالحسنة فتُضاعف أضعافا كثيرة، وهذا مما يرغبك في العمل الصالح ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(أُعْطِيَتْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ فِي رَمَضَانَ لَمْ تُعْطَهَا أُمَّةٌ قَبْلَهُمْ).
وهذا: هو محور درسنا القادم انتظرونا غدا بمشيئة الله تعالى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق