سلسلة الإستعداد لمواسم الطاعات(1)
كلمات يسيرة في أمور تتعلق بشهر شعبان
للشيخ
محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

ففي الصحيحين عن عائشة - رضي الله عنها
- قالت: «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته
في شهر أكثر صياماً منه في شعبان» . و في رواية: «كان يصوم شعبان كله». وفي مسلم في
رواية: «كان يصوم شعبان إلا قليلاً». وروى الإمام أحمد (21753)، والنسائي (2357) من
حديث أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال: «لم يكن (يعني النبي صلى الله عليه وسلم)
يصوم من الشهر ما يصوم من شعبان»، فقال له: لم أرك تصوم من الشهر ما تصوم من شعبان
قال: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين
عز وجل فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» قال في الفروع (ص 120 ج 3 ط آل ثاني): والإسناد
جيد. 📕الأمر الثاني: في صيام يوم النصف منه:




سلسلة الإستعداد لمواسم الطاعات(2)
كلمات يسيرة في أمور تتعلق بشهر شعبان
للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
في قيام ليلة النصف من شعبان، وله ثلاث مراتب:

أن يصلى فيها ما يصليه في غيرها، مثل أن يكون له عادة في قيام الليل فيفعل في ليلة النصف ما يفعله في غيرها من غير أن يخصها بزيادة، معتقداً أن لذلك مزية فيها على غيرها، فهذا أمر لا بأس به، لأنه لم يحدث في دين الله ما ليس منه.

أن يصلى في هذه الليلة، أعني ليلة النصف من شعبان دون غيرها من الليالي، فهذا بدعة، لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر به، ولا فعله هو ولا أصحابه.

أن يصلى في تلك الليلة صلوات ذات عدد معلوم، يكرر كل عام، فهذه المرتبة أشد ابتداعاً من المرتبة الثانية وأبعد عن السنة.
والأحاديث الواردة فيها أحاديث موضوعة، قال الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 15 ط ورثة الشيخ نصيف): وقد رويت صلاة هذه الليلة، أعني ليلة النصف من شعبان على أنحاء مختلفة كلها باطلة وموضوعة.
سلسلة الإستعداد لمواسم الطاعات(3)
كلمات يسيرة في أمور تتعلق بشهر شعبان
للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

وقد وردت فيه أخبار قال عنها ابن رجب في
اللطائف بعد ذكر حديث علي السابق: إنه قد اختلف فيها، فضعفها الأكثرون، وصحح ابن حبان
بعضها وخرجها في صحيحه.

وذكر الشوكاني أن في حديث عائشة المذكور
ضعفاً وانقطاعاً.

سلسلة الإستعداد لمواسم الطاعات(4)
كلمات يسيرة في أمور تتعلق بشهر شعبان
للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

وهذا باطل، فإن الليلة التي يقدر فيها ما
يكون في العام هي ليلة القدر، كما قال الله تعالى:﴿ حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا
كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ
حَكِيمٍ أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا
مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [الدخان
1 -6]
وهذه الليلة التي أنزل فيها القرآن هي ليلة القدر، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ
فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ وهي في رمضان، لأن الله تعالى أنزل القرآن فيه، قال تعالى:﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة:185] فمن زعم أن ليلة النصف من شعبان يقدر
فيها ما يكون في العام، فقد خالف ما دل عليه القرآن في هذه الايات.

وهذا أيضاً لا أصل له عن النبي صلى الله
عليه وسلم، فيكون تخصيص هذا اليوم به من البدع التي حذَّر منها رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وقال فيها: «كل بدعة ضلالة».
إنتهى حديثنا اليوم عن كلمات يسيرة في أمور
تتعلق بشهر شعبان للشيخ
محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
من سلسلة الإستعداد لمواسم الطاعات
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ﻻ اله الا
انت استغفرك واتوب اليك .وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق