عن أسامة بن زيد قال: قلت: يا رسول الله،
لَمْ أركَ تصومُ شهراً من الشهور ما تصومُ من شعبان، قال:
«ذلك شهر يغفلُ الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهرٌ
تُرفع فيه الأعمال إلى ربّ العالمين؛ فأحبّ أن يُرفع عملي وأنا صائم» (رواهُ النسائي:
[٠٢٣٢٩] وحسّنه الالباني)
في الحديث دلالةٌ على أفضيلة الإكثار من الصيام
في شهر شعبان؛ زيادة عن غيره..لأنّ من ثابر على الأجر الذي غفل الناس عنه، دلّ ذلك
على حرصه على الخير..
والصيامُ طاعةٌ من أجلِّ الطاعات؛ أضافها الله لنفسه،
وأخفى جليل قدرها وعظيم أجرها،
ليتنافس في اغتنامها الصالحون؛ فيا فوز المتنافسين للقُرب
من ربّهم!؛ فإن للصائمين باباً في الجنّة لا يُفتح إلا لهم، وبالصيام ينال العبدُ شفاعةً
يوم القيامة، ويباعد عن وجهههِ النار سبعين عاماً..
فاغتنم يا عبد اللّه شهر شعبان؛ لتروّض به نفسك
على الصيام والعمل الصالح، لتكون أفضل استقبالاً وأحسن استجابة لشهر القران..
قال ابنُ رجب الحنبلى -رحمهُ اللّه-:
«قيل في صوم شعبان؛ أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان
لئلاّ يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمّرن على الصيام واعتاده ووجد
بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذّته فيدخل في صيام رمضان بقوّة ونشاط..
ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان؛ شرع فيه ما يشرع
في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهّب لتلّقي رمضان وتَرتاض النفوس بذلك
على طاعة الرحمن»
(لطائف المعارف: ١٩٦).
اللهم أعنا على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك
و بلغنا رمضان ومن نحب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق