الجمعة، 18 نوفمبر 2016

فقه التعــزيــة



✔فقه التعــزيــة 
التعزية:
هي مواساة أهل الميت بما يخفف من حزنهم، والدعاء للميت والمصاب.

وقت التعزية:
تسن تعزية المصاب بالميت قبل الدفن أو بعده،
فيقال لمصاب بميت مسلم:
«إنَّ ٬ مَا أَخَذَ، وَلَـهُ مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمَّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَـحْتَسِبْ». متفق عليه .

حكم التعزية:
تسن تعزية أهل الميت ولا حد لها، ويعزيهم بما يظن أنه يسليهم،
ويكفّ من حزنهم في حدود الشرع
ويرغِّبهم بما يَـحملهم على الصبر والرضا، ويدعو للميت والمصاب.
ويسن للموسر والقريب أن يصنع لأهل الميت طعاماً، ويبعث به إليهم،
 ويكره لأهل الميت صنع طعام للناس واجتماعهم عليه إلا لحاجة كعدم من يصنع لهم طعاماً.

 مكان التعزية:
تجوز التعزية في كل مكان: في المقبرة، والسوق، والمصلى، والمسجد، والبيت.
ويجوز أن يجتمع أهل الميت في بيت أو مكان لأحدهم فيقصدهم من أراد التعزية،ويعزيهم ثم ينصرف، وذلك أيسر لمن أراد أن يعزيهم من الرجال والنساء.

ولا يجوز لأهل الميت - رجالاً ونساء - تخصيص لباس معين للتعزية كالأسود مثلاً؛ لما فيه من التسخط على قضاء الله وقدره.







حكم تعزية الكفار:
تجوز تعزية الكفار من غير دعاء لميتهم إن كانوا ممن لا يُظهر العداء للإسلام والمسلمين.

حكم البكاء على الميت:
يجوز البكاء على الميت إن لم يكن معه ندب أو نياحة،ودمع العين من الرحمة مما يجعله الله في قلوب عباده الرحماء.
ويحرم شق الثوب، ولطم الخد، ورفع الصوت ونحوه، والميت يُـعذَّب -أي يتألم ويتكدر- في قبره إذا نيح عليه بوصية منه.

 عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ الله عَلى أَبي سَيْفٍ الْقَيْنِ وَكَانَ ظِئْرًا لِإبرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام،فَأَخَذَ رَسُولُ الله إِبْرَاهِيمَ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ،ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِبْرَاهِيمُ يجُودُ بِنَفْسِهِ ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ الله تَذْرِفَانِ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِي الله عَنْه : وَأَنتَ يَا رَسُولَ الله ! فَقَالَ: « يَا ابْنَ عَوْفٍ ، إنها رَحمَةٌ ».
 ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى فَقَالَ : «إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يحْزَنُ ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ». متفق عليه.

 وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي قال: « الميِّتُ يُعَذَّبُ في قَبْرِهِ بِمَا نِيحَ عَلَيْـهِ». متفق عليه .

 وعن عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما أن النبي أَمْهَلَ آلَ جَعْفَرٍ ثَلاثاً أَنْ يَأْتِيَـهُمْ، ثم أَتاهُـمْ فَقَالَ: «لا تَبْكُوا عَلى أَخِي بَـعْدَ اليَومِ»، ثم قال: «ادْعُوا لي بَني أَخِي» فَجِيءَ بِنَا كَأَنـَّا أَفْرُخٌ فقال: «ادْعُوا لي الحَلَّاقَ» فأمره فحلق رؤوسنا. أخرجه أبو داود والنسائي .

مختصر الفقه الإسلامي
جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة


فقه زيـارة القبــور
حكمة زيارة القبور:
زيارة المسلم للقبور لها ثلاث مقاصد:
الأول:
تذكر الآخرة ، والاعتبار ، والاتعاظ بالأموات.

الثاني:
الإحسان إلى الميت بالدعاء له بالمغفرة والرحمة لأنه يُسَـرّ بذلك ويفرح كما يفرح الحي بمن يزوره ويهدي إليه.

الثالث:
 إحسان الزائر إلى نفسه باتباع السنة الشرعية في زيارة القبور، وكسب الأجور.

 حكم زيارة القبور:
تسن زيارة القبور للرجال لأنها تذكِّر بالآخرة والموت.
وزيارة الأموات تكون للاعتباروالاتعاظ،والسلام عليهم،والدعاء لهم، لا للدعاء عند قبورهم، أو التبرك بهم، أو بتراب قبورهم فذلك كله من وسائل الشرك .

حكم زيارة قبور المشركين:
تجوز زيارة قبر من مات على غير الإسلام للعبرة فقط ولايدعو له، ولايستغفر له.
عنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال: قَالَ رَسولُ الله :« اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لي ، وَاسْتَأْذَنتُهُ أَنْ أزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لي ». أخرجه مسلم.

حكم زيارة النساء للقبور:
 زيارة المرأة للقبور من كبائر الذنوب.
عنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولُ الله لَعَنَ زَوَّارَاتِ الْقُبُور. أخرجه الترمذي وابن ماجه.

 إذا مرت المرأة بالمقبرة بدون قصد الزيارة فيسن أن تسلم على أهل القبور، وتدعو لهم بما ورد من غير أن تدخلها كما أوصى النبي عائشة رضي الله عنها بذلك.

صفة زيارة القبور:
زوار القبور أربعة أصناف :
الأول:
 أن يدعو الله للأموات، ويستغفر لهم، ويعتبر بحال الموتى ، وتَـذَكُّر الآخرة.
فهذه زيارة شرعية، فيها أجر وثواب، واعتبار واتباع.

الثاني:
 أن يدعو الله تعالى لنفسه أو لغيره عند القبور معتقداً أن الدعاء عند القبور أفضل من المساجد،
فهذه بدعة منكرة.

الثالث:
أن يدعو الله تعالى متوسلاً بجاه أو حق فلان كأن يقول: أسألك يا ربي بجاه فلان ،
فهذا محرم لأنه وسيلة إلى الشرك.

الرابع:
 ألّا يدعو الله تعالى بل يدعو أصحاب القبور كأن يقول: يا نبي الله، أو يا ولي الله، أو يا فلان أعطني كذا أو اشفني ونحو ذلك فهذا شرك أكبر؛ لأن من دعا غير الله فقد أشرك.
المقابر محل العظة والاعتبار فلا يجوز التعرض لها لا بتشجير، ولا بتبليط، ولا إنارة، ولا بأي شيء من أنواع التجميل.

ما يقال عند زيارة القبور:
«السَّلامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ المؤْمِنينَ وَالمسْلِـمِينَ، وَيَرْحَـمُ الله المسْتقْدِمينَ مِنَّا وَالمسْتَأْخِرِينَ ، وَإنَّا إنْ شَاءَ الله بِكُمْ لَلَاحِقُونَ». أخرجه مسلم.

 أو يقول: «السَّلامُ عَلَيكُمْ دَارَ قَومٍ مُؤْمنينَ، وَإنَّا إنْ شَاءَ الله بِكُمْ لاحِقُونَ». أخرجه مسلم.

 أو يقول: «السَّلامُ عَلَيكم أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ المؤْمِنِينَ وَالمسْلِـمِينَ، وَإنَّا إنْ شَاءَ الله لَلَاحِقون، أَسْألُ الله لَنَا وَلَكُمُ العَافيَةَ». أخرجه مسلم.
يفعل هذا مرة، وهذا مرة؛إحياءً للسنة المشروعة، نسأل الله لنا ولكم حسن الخاتمة.

حكم المشي بين القبور بالنعال:
يسن للمسلم المشي حافياً بين القبور لما فيه من التواضع، واحترام أموات المسلمين.

ويكره المشي بالنعال بين القبورما لم يكن هناك عذر يمنعه من خلع نعليه كشدة حرارة الأرض، أو وجود شوك يؤذيه، أما المشي في ساحة المقبرة بالنعال فجائز.

حكم دعاء الأموات:
يحرم على جميع الأحياء دعاء الأموات، والاستغاثة بهم، وسؤالهم قضاء الحاجات، وكشف الكربات،والطواف على قبور الأنبياء والصالحين وغيرهم، والذبح عند القبور، واتخاذها مساجد وكل ذلك من الشرك الذي توعد الله صاحبه بالنار.
 قال الله تعالى: { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }[المائدة/ 72].

 وقال الله تعالى: {  وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا  }[النساء/ 115].

 وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قال رَسولُ الله في مَـرَضِهِ الَّذِي لَـمْ يَـقُمْ مِنْـهُ: «لَعَنَ الله اليَـهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّـخَذُوا قُبورَ أنبِيَائِهِـمْ مَسَاجِد». قَالَتْ: فَلَوْلا ذَاكَ أُبرِزَ قَبْرُهُ ، غَيْرَ أنهُ خُشيَ أنْ يُتَّـخَذَ مَسْجِداً. متفق عليه.

ما يتبع الميت بعد موته:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «يَتْـبَـعُ الميِّتَ ثَلاثَةٌ، فيَـرْجِعُ اثنَانِ، وَيَبْقَى مَعَه وَاحِدٌ، يَتْبَـعُهُ أَهْلُـه وَمَالُـهُ وَعَمَلُـه، فَيَرْجِعُ أَهْلُـهُ وَمَالُـهُ، وَيَبْقَى عَمَلُـهُ». متفق عليه.

حكم فعل القُـرَب للميت:
فعل القُرَب من مسلم لمسلم  حي أو ميت لا يجوز إلا في حدود ما ورد في الشرع فعله مثل الدعاء له، والاستغفار له، والحج والعمرة عنه، والصدقة عنه، والصوم الواجب عمن مات وعليه صوم واجب كنذر،وأما استئجار قوم يقرؤن القرآن ويهدون ثوابه للميت فهي بدعة محدثة، سواء كانت في المقبرة أو خارجها
قال الله تعالى:{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[النور/63].

مختصر الفقه الإسلامي
جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق