الأحد، 16 يوليو 2017

الصبر عند البلاء كتاب الكلم الطيب


البــــلاء سُنَّة الله الجارية في خلقه؛ فهناك من يُبتلى بنقمة أو مرض أو ضيق في الرزق أو حتى بنعمة .. فقد قضى الله عزَّ وجلَّ على كل إنسان نصيبه من البــــلاء؛ قال تعالى {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان: 2,3] ..
 فمنهم من سيفهم حكمة الله تعالى في ابتلاءه، فيهون عليه الأمر .. ومنهم من سيجزع ويتسخَّط، فيزداد الأمر سوءًا عليه ..
 

وهذه رســــالة إلى كل مُبتلى، وكل الناس مُبتلى ومُصاب ..

هوِّن على نفسك، فمهما كانت شدة البلاء سيأتي الفرج من الله لا محالة ..

كان محمد بن شبرمة إذا نزل به بلاء، قال "سحابة صيف ثم تنقشع" [عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين (19:2)].

فكيــــف تنــــال هذا الفضل العظيــــم وتصير من عبــــاد الله الصــابريـــن؟؟

اعلم إنك لن تتحصل على الصبر إلا بالتدريب .. قال رسول الله ".. من يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء هو خير وأوسع من الصبر" [متفق عليه] .. وعلى قدر استعدادك، يكن صبرك على المشاكل والابتلاءات التي تعتريك في الطريق ..

فعليك أن تستعد بأخذ الأسباب وخطوات التصبر التالية؛ حتى يهون عليك البلاء وتنال عظيم الثواب:

أولاً: معرفة الحكمة من البـــلاء .. فالله سبحانه وتعالى يبتلي ليُهذب لا ليُعذب .. فعليك أن تفهم لماذا يبتليك الله تعالى ..

1) البلاء في حق المؤمن كفارة وطهور .. فقد نُبتلي بذنوبنا ومعاصينا؛ كي يُكفِّرها الله عزَّ وجلَّ عنا فلا نقابله بها، ويوم القيامة ستتمنى لو أنه قد أعطاك المزيد من الابتلاءات في الدنيـــا ..

عن النبي قال "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه" [متفق عليه] ..

وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله يقول "ما ابتلى الله عبدًا ببلاء وهو على طريقة يكرهها، إلا جعل الله ذلك البلاء كفارة وطهورا ما لم ينزل ما أصابه من البلاء بغير الله عزَّ وجلَّ أو يدعو غير الله في كشفه" [رواه ابن أبي الدنيا وحسنه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (3401)]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله "ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة" [رواه الترمذي وصححه الألباني، صحيح الجامع (5815)]


وعن سفيان، قال: "ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة، والرخاء مصيبة" [سير أعلام النبلاء (13:306)].


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق