🔸 مشاعر الغضب: الشيطان، يحرش بيننا، يخرب البيوت، يجعل الإنسان غضوبا، الغضب الذي تعيشه في مواقف كثيرة إنما هو من إثارة الشيطان ليحرش بينك وبين من حولك، وليزعزع استقرار البيوت المستقرة، وأمن النفوس المطمئنة.
ومثاله:
• أن يكون لك أخت بينها وبين زوجها مشكلة، وقد كبرت وعظمت وهي تبكي وتقسم أنها لم تقل له ما يستدعي كل هذا، أو تقول هو قال كلمة استثارتني فانفعلت وانفجر ما بداخلي؛ فدورك هنا هو تذكيرها بأن هذا من عمل الشيطان، وأن عداوة الشيطان للمؤمن تبلغ إلى حيث يجعل قلبه يغلي على لا شيء.
• ومن ذلك أيضا أن تلقى من أصحابك من لم تره ولم تتعاهده منذ سنة أو سنتين ثم أول ما تلقاه تذكر موقفا سيئا له! هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين!
-🔸 مشاعر الحسد: تكون في حالة انشراح صدر ورضا بما قسم الله عز وجل فيذكرك بنعمة غيرك، ويجعلك تنظر إلى ما عند غيرك، مع أن الله تعالى قد أعطاك وأعطاك.
- 🔸مشاعر التنافس على الدنيا: كثير من أمور الدنيا لا يكون له قيمة عند أصحابه، وحين يرى الناس يتنافسون عليه يحرشهم الشيطان للتنافس، فيفعلون تماما كما يفعل الأطفال حين يكونون مستهترين بألعابهم ثم تصبح غالية عندهم حين يأتي من يريد اللعب بها!
هذا النموذج الصغير من التحريش هو نفسه النموذج الكبير الذي نعيشه، حيث يكون الشيء لا قيمة له في أعيننا وحين نرى تنافس الناس عليه نجري مثل جريهم ونفعل مثل فعلهم فلابد أن نسأل أنفسنا عن كون هذا الشيء لم يكن له قيمة فما الذي جعله فجأة له قيمة؟! الجواب وسواس الشيطان تجعل للدنيا قيمة، ولو ألقى الإنسان نظرةً إلى الدنيا لعلم أن الشيطان لا يدعوه إلا إلى ما يتعبه، لأنه إن اشتغل بالدنيا سيرهق نفسه ولن يحصل منها إلا ما كتب له ولو تعلق بربه لحصل له ما كتب له على حال من الراحة، وقد ذكرنا سابقًا أن هذا لا يمنع الأخذ بالأسباب إنما المقصود ما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا اللهَ ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ" أجمل في الطلب ولا تجر وتفطن لعداوة عدوك واقطع عليه طريق تحرشه بك، والله يعطيك ويرزقك ويرفع مكانك.
على كل حال اتخاذ الشيطان عدوا من العبادات المفقودة، واليوم عداوته واضحة; فإنك لا تكاد تجد أحدا سالمًا من وسواسه، يوسوس في الصغير والكبير من الشؤون، وللصغير والكبير من الناس، ولذلك علينا أن نكون في حصانة منه،
والحصانة تأتي من:
* الشعور أولا بعداوته،
* ثم القيام بعبادة اتخاذه عدوا ،
*ثم لما نعاديه نأخذ الطرق التي تخرجنا من هذه العداوة ، ومن أهمها الاستعاذة المتكررة بالله منه؛ فالاستعاذة إحدى العبادات المتصلة بالعداوة،
* ثم لا نغفل عن تذكير أنفسنا بعدواته.
🔸الخلاصة:
الشيطان عدونا، و من شأن العدو أن يسعى في إهلاك عدوه، ومن سعيه هذا أن يغرنا بشتى أنواع الغرر، ولا سلطان له علينا إلا بالوسوسة، فهذا دوره معنا ، يخوفنا من طاعة الله ويثقلها علينا ويرغبنا بالمعصية ويسهلها علينا، ثم يعدنا ويمنينا بمغفرة الله لنا، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لنا لا تغتروا بغرور الشيطان فتعملوا المعصية وتنتظروا من الله الغفران، فهذا هو الغرور في الحديث، والذي ينبغي أن نكون عليه هو أن نعمل الطاعة ونخاف أن لا تقبل، دون أن نوصل أنفسنا إلى الخوف الوسواسي؛ بل نسير الطريق بين الخوف والرجاء.
من أحد لقاءات الرقاق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق