الأربعاء، 29 يوليو 2020

أيام من ذهب


 أيام من ذهب
الأول من شهر ذي الحجة 
⚪️⚪️⚪️⚪️
بعض الأزمنة ثمينة وغالية وهي هبة من الله لعباده الصالحين؛ ليتزودوا، وليثقلوا موازينهم بأعمال تتضاعف لشرف الزمان.




عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "افْعَلوا الخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وتَعَرَّضُوا لِنَفَحاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فإنَّ للهِ نَفَحاتٍ من رحمتِهِ، يُصِيبُ بِها مَنْ يَشَاءُ من عبادِهِ، وسَلوا اللهَ أنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وأنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ". [السلسلة الصحيحة 1890]. 

 يقول الإمام ابن رجب -رحمه الله-: "فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرّب فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات، فعسى أن تُصيبه نفحةٌ من تلك النفحات، فيَسعدَ بها سعادةً يأمنُ بعدها من النار وما فيها من اللفحات" [لطائف المعارف]. 

ويقول ابن القيم: "السنة شجرة والشهور فروعها والأيام أغصانها والساعات أوراقها والأنفاس ثمارها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرته ثمرة طيبة، ومن كانت أنفاسه في معصية فثمرته حنظل".  [الفوائد لابن القيم].

فاغتنموا مواسم الطاعات فأيامها معدودة، وانتهزوا فرص الأوقات فساعات الإسعاد محدودة، وجُدُّوا في طلب الخيرات.


 أيام من ذهب
الثاني من شهر ذي الحجة
⚪️⚪️⚪️⚪️
بعض الأزمنة ثمينة وغالية وهي هبة من الله لعباده الصالحين؛ ليتزودوا، وليثقلوا موازينهم بأعمال تتضاعف لشرف الزمان.
⚪️⚪️⚪️⚪️
 من العبادات التي يشرع الإكثار منها في هذه الأيام *(تلاوة القرآن وختمه)*. 

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال:(خَرَجَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَنَحْنُ في الصُّفَّةِ، فَقالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَومٍ إلى بُطْحَانَ، أَوْ إلى العَقِيقِ، فَيَأْتِيَ منه بنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ في غيرِ إثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، نُحِبُّ ذلكَ، قالَ: أَفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إلى المَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِن كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ له مِن نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ له مِن ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ له مِن أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ). 
أخرجه مسلم (٨٠٣).

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقول ألم حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حَرفٌ، وميمٌ حَرفٌ).
أخرجه الترمذي والبيهقي باختلاف يسير وصححه الألباني.

قال النووي رحمه الله: (ينبغي أن يحافظ على تلاوة القرآن ليلًا ونهارًا، سفرًا وحضرًا، وقد كانت للسلف رضي الله عنهم عادات مختلفة في القدر الذي يختمون فيه، فكان جماعةٌ منهم يختمون في كل شهرين ختمة، وآخرون في كل شهر ختمة، وآخرون في كل عشر ليال ختمة، وآخرون في كل ثمان ليالٍ ختمة، وآخرون في كل سبع ليالٍ ختمة، وهذا فعل الأكثرين من السلف، .....).
كتاب الأذكار للنووي (١٨٧).

 أيام من ذهب
الثالث من شهر ذي الحجة
⚪️⚪️⚪️⚪️
بعض الأزمنة ثمينة وغالية وهي هبة من الله لعباده الصالحين؛ ليتزودوا، وليثقلوا موازينهم بأعمال تتضاعف لشرف الزمان.
⚪️⚪️⚪️⚪️
من العبادات التي يشرع الإكثار منها في هذه الأيام *(ذكر الله)*. 
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ الذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالذي لا يَذكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالمَيِّتِ).
أخرجه البخاري (6407) واللفظ له، ومسلم (779).

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
ألا أخبرُكم بخيرِ أعمالِكم وأزكاها عند مليكِكم وأرفعِها في درجاتِكم، وخيرٌ لكم من إنفاقِ الذهبِ والفِضةِ، وخيرٌ لكم من أن تلقوْا عدوَّكم فتضربوا أعناقَهم ويضربوا أعناقَكم قالوا بلى يا رسولَ اللهِ قال ذِكرُ اللهِ). 
إسناده صحيح. 

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقولُ اللَّهُ تَعالَى: (أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً).
أخرجه البخاري (7405)، ومسلم (2675) باختلاف يسير.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ ممَّا طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ).
أخرجه مسلم (2695).
🍃🍃🍃
كتاب تحفة الأخيار لابن باز -رحمه الله-.

 أيام من ذهب
الرابع من شهر ذي الحجة
⚪️⚪️⚪️⚪️
بعض الأزمنة ثمينة وغالية وهي هبة من الله لعباده الصالحين؛ ليتزودوا، وليثقلوا موازينهم بأعمال تتضاعف لشرف الزمان.
⚪️⚪️⚪️⚪️
من العبادات التي يشرع الإكثار منها في هذه الأيام *(الصيام):*

عن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس» [صحيح أبي داود 2437]. 

احرص على صيام هذه الأيام العظيمة فإن قيل إن حديث هنيدة فيه ضعف فإن هناك أحاديث أخرى صحيحة تحض على الصيام المطلق منها:

عن أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ" (رواه الترمذي وقال عنه الألباني حسن صحيح).
وعنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه، أَنّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ بَاعَدَ اللَّهُ مِنْهُ جَهَنَّمَ مَسِيرَةَ مائَةِ عَامٍ" (رواه النسائي وحسنه الألباني).

وقد يبتلى المؤمن ويفتن بأولاده وأهله وجيرانه وقد يقصر معهم لذا كان الصيام أحد الطاعات المكفرة  لذلك:

فعن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ، وَنَفْسِهِ وَوَلَدِهِ، وَجَارِهِ؛ يُكَفِّرُهَا الصِّيَامُ وَالصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ" (رواه البخاري ومسلم).

والصيام يذهب وَحَرَ الصدر أي: (الغل والحقد والغش ووساوس الشيطان وما يحصل في القلب من كدرة أو قسوة).
فعَنْ عَلِيٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يَذْهَبْنَ وَحَرِ الصَّدْرِ). (صحيح الجامع وصححه الألباني). وفي رواية أخرى: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ، صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ''. (رواه النسائي وصححه الألباني).

 أيام من ذهب
الخامس من شهر ذي الحجة
⚪️⚪️⚪️⚪️
بعض الأزمنة ثمينة وغالية وهي هبة من الله لعباده الصالحين؛ ليتزودوا، وليثقلوا موازينهم بأعمال تتضاعف لشرف الزمان.
⚪️⚪️⚪️⚪️
 من العبادات التي يشرع الإكثار منها في هذه الأيام *(قيام الليل):*
وهو أفضل العبادات التي ترفع الدرجات، وتزيد في الحسنات، وتكفر السيئات، وتقرب من رب البريات.

وعن أبي مالكٍ الأشعريِّ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (إنَّ في الجَنَّةِ غُرفًا يُرى ظاهرُها من باطنِها، وباطنُها من ظاهرِها، أعدَّها اللهُ تعالى لِمَن أَطعَمَ الطَّعام، وأَلانَ الكلام، وتابَع الصِّيام، وصَلَّى باللَّيلِ والناسُ نِيام). [صحيح الجامع وحسنه الألباني].

وهي أفضل ما تُقرب به إلى الله عز وجل فعن أَبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (أفضلُ الصَّلاةِ بعدَ الصلاةِ المكتوبةِ، الصلاةُ في جَوفِ الليلِ). رواه مسلم.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (وَأَرْبَعَةٌ تَجْلِبُ الرِّزْقَ: قِيَامُ اللَّيْلِ، وَكَثْرَةُ الِاسْتِغْفَارِ بِالْأَسْحَارِ، وَتَعَاهُدُ الصَّدَقَةِ، وَالذِّكْرُ أَوَّلَ النَّهَارِ وَآخِرَهُ) [زاد المعاد ٣٧٨/٤].

 أيام من ذهب
السادس من شهر ذي الحجة
⚪️⚪️⚪️⚪️
بعض الأزمنة ثمينة وغالية وهي هبة من الله لعباده الصالحين؛ ليتزودوا، وليثقلوا موازينهم بأعمال تتضاعف لشرف الزمان.
⚪️⚪️⚪️⚪️
 من العبادات التي يشرع الإكثار منها في هذه الأيام *(الصدقة)*. 

من أبواب الخير العظيمة التي يتقرب بها العبد لربه في هذه الأيام الفاضلة هي الصدقة، قال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ}. [سورة البقرة: 267].

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
(قَالَ رَجُلٌ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا رَسولَ اللَّهِ أيُّ الصَّدَقَةِ أفْضَلُ؟ قَالَ: أنْ تَصَدَّقَ وأَنْتَ صَحِيحٌ حَرِيصٌ، تَأْمُلُ الغِنَى، وتَخْشَى الفَقْرَ، ولَا تُمْهِلْ حتَّى إذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلَانٍ كَذَا، ولِفُلَانٍ كَذَا، وقدْ كانَ لِفُلَانٍ). رواه البخاري واللفظ له، ومسلم. 

والصَّدقةَ من أسبابِ دُخولِ الجنَّة والعِتقِ مِنَ النَّارِ:
فعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّها قالت: (جاءَتني مسكينةٌ تحمِلُ ابنتينِ لها، فأطعَمتُها ثلاثَ تَمراتٍ، فأعطتْ كلَّ واحدةٍ منهما تمرةً، ورَفَعَت إلى فِيها تمرةً؛ لِتأكُلَها، فاستطعَمَتْها ابنتاها، فشقَّتِ التَّمرةَ التي كانَت تريدُ أن تأكُلَها بينهما، فأعجَبَني شأنُها، فذكرتُ الذي صنَعَتْ لرسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال: إنَّ اللهَ قد أوجَبَ لها بها الجنَّةَ، أو أعتَقَها بها مِنَ النَّارِ). صحيح مسلم.

 والصَّدقةَ تَجلِبُ البَرَكة والزِّيادةَ والخَلَفَ مِنَ الله تعالى
قال اللهُ تعالى: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}. 
 [سبأ: 39].
2- وعن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، أن رَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (ما نقَصَتْ صدقةٌ مِن مالٍ، وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلَّا عزًّا، وما تواضَعَ أحدٌ للهِ إلَّا رَفَعَه). أخرجه مسلم (٢٥٨٨).

وعن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: (مَن تصدَّق بعَدلِ تَمرةٍ، مِن كسْب طيِّبٍ -ولا يَقبَلُ اللهُ إلَّا الطيِّبَ- فإنَّ اللهَ يتقبَّلها بِيَمينِه، ثم يُرَبِّيها لصاحِبِها كما يُرَبِّي أحَدُكُم فَلُوَّه، حتى تكونَ مِثلَ الجَبَلِ). رواه البخاري واللفظ له، ومسلم.

أيام من ذهب
السابع من شهر ذي الحجة 
⚪️⚪️⚪️⚪️
بعض الأزمنة ثمينة وغالية وهي هبة من الله لعباده الصالحين؛ ليتزودوا، وليثقلوا موازينهم بأعمال تتضاعف لشرف الزمان.
⚪️⚪️⚪️⚪️
 من العبادات التي يشرع الإكثار منها في هذه الأيام *(صلاة النوافل)*. 
عن أم حبيبة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَومٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا، غيرَ فَرِيضَةٍ، إلَّا بَنَى اللَّهُ له بَيْتًا في الجَنَّةِ، أَوْ إلَّا بُنِيَ له بَيْتٌ في الجَنَّةِ 
قالَتْ أَمُّ حَبِيبَةَ: فَما بَرِحْتُ أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ. 
وقالَ عَمْرٌو: ما بَرِحْتُ أُصَلِّيهِنَّ بَعْدُ، وقالَ النُّعْمَانُ مِثْلَ ذلكَ. [وفي رواية]: ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ تَوَضَّأَ، فأسْبَغَ الوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّى لِلَّهِ كُلَّ يَومٍ، فَذَكَرَ، بمِثْلِهِ). 
أخرجه مسلم (٧٢٨).

أنَّ عُثْمانَ بنَ عَفّانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه دَعا بوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ مَضْمَضَ واسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وجْهَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُمْنَى إلى المِرْفقِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُسْرَى مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ اليُمْنَى إلى الكَعْبَيْنِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ اليُسْرَى مِثْلَ ذلكَ. ثُمَّ قالَ: رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا، ثُمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: مَن تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا ثُمَّ قامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِما نَفْسَهُ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. قالَ ابنُ شِهابٍ: وكانَ عُلَماؤُنا يقولونَ: هذا الوُضُوءُ أسْبَغُ ما يَتَوَضَّأُ به أحَدٌ لِلصَّلاة).
أخرجه مسلم (٢٢٦).

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ لِبِلَالٍ: عِنْدَ صَلَاةِ الفَجْرِ يا بلَالُ حَدِّثْنِي بأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ في الإسْلَامِ، فإنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بيْنَ يَدَيَّ في الجَنَّةِ قالَ: ما عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِندِي: أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا، في سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إلَّا صَلَّيْتُ بذلكَ الطُّهُورِ ما كُتِبَ لي أَنْ أُصَلِّيَ).
أخرجه البخاري (١١٤٩).

 أيام من ذهب
الثامن من شهر ذي الحجة
⚪️⚪️⚪️⚪️
بعض الأزمنة ثمينة وغالية وهي هبة من الله لعباده الصالحين؛ ليتزودوا، وليثقلوا موازينهم بأعمال تتضاعف لشرف الزمان.
⚪️⚪️⚪️⚪️
 من العبادات التي يشرع الإكثار منها في هذه الأيام
*تفريج الكربات عن المسلمين.*

فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الْمُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يُسْلِمُهُ، مَن كانَ في حاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه بها كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ). 
 أخرجه البخاري (2442)، ومسلم (2580) واللفظ له. 
    
قوله: (من كان في حاجة أخيه فإن الله في حاجته)، أي: من سعى في حاجة أخيه فإن الله تعالى يحقق له حاجته، ويوفقه بأن تحصل حاجته أو ييسر ويسخر من يسعى في حاجته جزاءً وفاقًا.

وقوله: (من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة)، والجزاء من جنس العمل، فالعمل تفريج كربة في الدنيا، والجزاء تفريج كربة في الآخرة. 
[كتاب شرح سنن أبي داود للعباد للشيخ عبد المحسن العبا

 أيام من ذهب
التاسع من شهر ذي الحجة *(يوم عرفة)*. 
⚪️⚪️⚪️⚪️
بعض الأزمنة ثمينة وغالية وهي هبة من الله لعباده الصالحين؛ ليتزودوا، وليثقلوا موازينهم بأعمال تتضاعف لشرف الزمان.
⚪️⚪️⚪️⚪️
٩/ *من العبادات التي يشرع الإكثار منها في هذه الأيام (الدعاء وصيام يوم عرفة):*

(يوم عرفة هو يوم من أيام السنة، وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وصيامه يستحب لغير الحجاج، وأما الحجاج فالأولى في حقهم أن يكونوا مفطرين لا أن يكونوا صائمين، وإنما الفضل في الصيام في حق من كان في غير عرفة وليس من الحجاج، فالحجاج بحاجة إلى أن يتقووا على الدعاء والذكر في ذلك اليوم، والصوم قد يحصل لهم معه كسل يحول بينهم وبين الإتيان بذلك الدعاء والابتهال إلى الله عز وجل في تلك الساعات النفيسة العظيمة التي ينزل الله عز وجل ويباهي بأهل الموقف الملائكة.

قوله: [(إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده)] يعني: هذا يدل على أن أفضل يوم يصام تطوعًا هو يوم عرفة، وذلك لغير الحجاج.

والتكفير إنما هو تكفير الصغائر، وأما الكبائر فإنها تحتاج إلى التوبة حتى تكفرها، أما أن يكون الإنسان مصرًا على الكبائر ومداومًا عليها، ثم يصوم يومًا في السنة ويقول: هذا ينهي كل ما تقدم، فهذا لا بد فيه من التوبة،.....)
[كتاب شرح سنن أبي داود للشيخ العباد (٢٥٥ / ٥)].
 
فعلى المسلم أن يتفرغ للذكر والدعاء والاستغفار في هذا اليوم العظيم، وليدع لنفسه ولِوالديْه ولأهله وللمسلمين، ولا يعتد في دعائه، ولا يستبطئ الإجابة، ويلح في الدعاء، فطوبى لعبد فقه الدعاء في يوم الدعاء، وإذا صام هذا اليوم ودعا فما أقرب الإجابة، وما أحرى القبول!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق