الأحد، 27 سبتمبر 2015

كيف نجدد إيماننا ؟



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 كيف نجدد إيماننا ؟
س - هل لهذا العنوان أصل في الكتاب أو السنة ؟
س - ما الدليل ؟ وما مدى صحته ؟
س - كيف نجدد إيماننا ؟
س - كيف نستمر على هذا التجديد ؟
س - هل النفوس تختلف , فكل واحد يكون له أثر في بعض المواقف أكثر من الآخر ؟
س - ما أهمية هذا التجديد في حياتنا ؟
اللهم جدد الإيمان في قلوبنا


1 - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَخْلَقُ فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ فَاسْأَلُوا اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُجَدِّدَ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ" . صححه الألباني في صحيح الجامع 
(إن الإيمان ليخلق ) أي يكاد أن يبلى ( في جوف أحدكم ) أيها المؤمنون ( كما يخلق الثوب ) وصفه على طريق الاستعارة شبه الإيمان بالشيء الذي لا يستمر على هيئته والعبد يتكلم بكلمة الإيمان ثم يدنسها بسوء أفعاله فإذا عاد واعتذر فقد جدد ما أخلق وطهر ما دنس ( فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم ) حتى لا يكون لقلوبكم وجهة لغيره ولا رغبة لسواه ولهذا قال معاذ لبعض صحبه اجلس بنا نؤمن أي نذكره ذكرا يملأ قلوبنا وكان الصديق يقول كان كذا لا إله إلا الله فقلت كذا لا إله إلا الله فلا يتكلم بكلمة إلا ختمها به .
سوف ننطلق من شرح الحديث , ونبين الموضوعات والأساليب التي نجدد بها الإيمان .


2 - هذا الدعاء فيه من عظيم المقصد، وأجلّ مطلب، في إصلاح أهم مضغة في الجسد، التي هي محلّ نظر الرب تبارك وتعالى، التي إن صلحت صلح سائر الجسد كله، وإن فسدت فسد الجسد كله؛ فلهذا اهتم الشارع الحكيم إلى سؤال اللَّه تبارك وتعالى في إصلاح هذه المضغة. ومن أدعيتة  عليه الصلاة والسلام (اللَّهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك)، ( يا مقلب القلوب ثبّت قلبي على دينك)، (اللَّهم حبِّب إلينا الإيمان، وزيّنه في قلوبنا)، وغير ذلك الكثير من الأدعية.
 قوله صلى الله عليه وسلم(إن الإيمان ليخلق): أكد الأمر بـ(إنّ) أي الإيمان ليتلف ويبلى ويتغير، ثم شبهه بالأمر المحسوس المشاهد بالثوب الذي يبلى ولا يبقى، وهذا في غاية الأهمية في تثبيت الأمر المهم في الذهن، وتأكيد الحقائق المهمة الجليله، بالأمور المحسوسة، الذي يقتضي المراقبه، وحسن المجاهدة(شبه  صلى الله عليه وسلم الإيمان بالشيء الذي لا يستمر على هيئته)([3])؛ فإن الثوب يبلى لرداءته، أو كثرة استعماله، وكذلك الإيمان، لا يبقى على حال، فهو يضعف، ويفتر بسبب كثرة المعاصي والآثام، والبعد عن ذكر اللَّه عز وجل وقلّة  [الأعمال] الصالحات والطاعات، وعدم تجديد التوبة بعد الذنوب والسيئات.
ففيه دليل على صحة اعتقاد أهل السنة والجماعة، كما هو مقرَّر في كتب العقيدة: إن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي والآثام.
 ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم  فقال: (فاسألوا اللَّه أن يجدد الإيمان في قلوبكم)
خلاصة القول : ترديد" اللهم جدد الإيمان في قلوبنا " هذا أول عمل يعمله العبد .


 نكمل عوامل تجديد الإيمان 
 ماذا تتوقعون العامل الثاني 
2 - مطالعة أسماء الله تعالى وصفاته, من خلال حياة العبد اليومية, وتأمل نعوت الرب جل وعلا كيف يكون ذلك :
أ - فإذا جاء رزق من الله , نعلم بأن الله هو الذي ساق هذا الرزق , وأعظم رزق الإيمان به تعالى ومحبة طلب العلم وغير ذلك
ب - إذا مرض العبد سواء كان مرض قلبي أو حسي , يلتجئ لرب القلوب أن يشفيه من هذا البلاء .
 وأعظم بلاء " قسوة القلب وجفاف العين من البكاء من خشية الله . كان عليه الصلاة والسلام يقول " اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن عينا لا تدمع " . فهذا أساس مرض القلب
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ المؤمن إذا أذنب كانت نكتة  سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر، صقل  قلبه، وإن زاد زادت، حتَّى يعلو قلبه ذاك الرَّان الذي ذكر الله عزَّ وجلَّ في القرآن: كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ [المطففين: 14])

فليتأمل العبد أسماء ربه وصفاته , ويعود لمعانيه التي شرحها السلف الصالح عليهم رحمة الله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق