الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول لله و على أله و صحبه و من ولاه، أما
بعد
قال ابن قدامة رحمه الله معددا نعم الله على الإنسان في جوارحه قائلا:
فأولها

فخلق لك الشم تدرك به الرائحة من بعد و لكن لا تدري من اي ناحية جاءت الرائحة ، فتحتاج
أن تطوف كثيرا حتى تعثر على الذي شممت رائحته،وربما لم تعثر .



العقل، فيه تدرك الأطعمة و منفعته، و ما يضر في
المآل، و به تدرك طبخ الأطعمة و تأليفها و إعداد أسبابها، فننتفع به في الأكل الذي
هو سبب صحتك، و هو أدنى فوائد العقل، و الحكمة الكبرى فيه معرفة الله تعالى،و ما
ذكرنا من الحواس الخمس الظاهرة فهي بعض الإدراكات و لا نظن أننا استوفينا شيئا من
ذلك، فإن البصر واحد من الحواس، و العين آلة له، و قد ركبت العين من عشر طبقات
مختلفة بعضها رطوبات و بعضها أغشية مختلفة، لكل واحدة من الطبقات العشر صفة و صورة
و شكل و هيئة و تدبير و تركيب، لو اختلفت طبقة واحدة منها أو صفة واحدة لاختل
البصر. و عجز عنه الأطباء كلهم. فهذا في حس واحد، و قس حاسة السمع و سائر الحواس،
و لا يمكن أن يستوفى ذلك في مجلدات،
فكيف ظنك بجميع البدن؟.
فكيف ظنك بجميع البدن؟.













و جملة ما عرفنا و
عرفه الخلق كلهم من نعم الله تعالى بالإضافة إلى ما لم يعرفوه، أقل من قطرة في بحر
قال الله تعالى:"وَإِنْ
تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا"[إبراهيم:34و النحل:18]
عجائب الأغذية و الأدوية:

فنتكلم على بعض
الأغذية فنقول: إذا كان عندك شيء من الحنطة فلو أكلتها لفنيت وبقيت جائعًا فما
أحوجك إلى عمل ينمو به حب الحنطة ويتضاعف حتى يفيء بتمام حاجتك وهو زرعها وهو أن
تجعل في أرض فيها ماء يمتزج ماؤها بالأرض فيصير طينًا.






فانظر كيف سلط الله
عليهم الأمل والغفلة حتى يقاسوا الشدائد في طلب الربح
في ركوبالبحار وركوب
الأخطار فيحملون الأطعمة وأنواع الحوائج
من أقصى الشرق والغرب إليك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق