الأربعاء، 15 أبريل 2015

"إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" "سورة الفاتحة و سورة البقرة"


اللقاء الأول 
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
سورة الفاتحة
 (الحمد لله) يقولها في صلاته المبتلى والمحروم والمريض والملهوف ليتعلم (حمد الله) على ما أصابه إذ لا يقدر الله إلا ما يصلح للعبد (الحمد لله) العبد بين يدي سيده لا يليق به أن يفتتح خطابه إلا(بالحمد والثناء) عليه فلا يناسب المؤمن إلا هذا المطلع (الحمد لله)
 فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين } قال الله : "حمدني عبدي" حوار مباشر معك لا يشغله ملايين المصلين عنك كأنما أنت وحدك في هذا العالم (رب العالمين) ذكر اسم (الرب) دون غيره لأن (الربوبية) ترجع كلها لهذا الاسم "فالخالق والرازق والمحيي والمميت) لأنه رب سبحانه
 (رب العالمين) يزداد العالم اتساعاً وإمكاناً وفرصاً وعدداً فيزدادون لله (فقراً وذلاً وحاجة) إذ ليس لهم استغناء عنه طرفة عين "الرحمن الرحيم "أرأيت رحمة أمك بك ؟ والله لله بك منها أرحم !
الرحمن الرحيم " كلما كنت لله أتقى , كنت لرحمته أقرب .." ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون"

اللقاء الثاني 
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
 سورة البقرة
-سر تسمية السورة قصة البقرة فيها بيان لحال بني إسرائيل مع أوامر الله ، فهي تحذير لأمة محمد من التشبه بهم وهذا مؤكد لمقصدها تدبرسورةالبقرة ولو أن القارئ المتدبر قرأ السورة مستحضرا هذا المقصد العظيم لامتلأ قلبه تعظيما لله تعالى ولشرعه ، ولرأى كيف عنى بهذه الأمة .
 ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ"(2) في ثاني آية من سورة البقرة أن القرآن هدى للمتقين،وثامن آية بدأت بالمنافقين،ليبدأ حديث الصراع بين المؤمنين والمنافقين،فتأملوه في ثنايا شهركم
 الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ"(3) "الذين يؤمنون بالغيب" لا تخسر هذه الصفة العظيمة .. بكثرة حرصك على الدراسات العلمية التي تؤيد ما في القرآن والسنة من حقائق "وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ"من صفات أهل النفاق:أنهم يزعمون في محاورتهم أن هدفهم نبيل ومنطلقه إيماني،وهم كاذبون(ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم اﻵخر وما هم بمؤمنين) 

اللقاء الثالث 
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
 يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ"(9)
 في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ" (10)
تكلم غير العالم في العلم بلية،فإذا نهش النصوص وﻻك المتشابه فالبلية أعظم،والبليتان مثل لحم خنزير يطبخ في خمر(في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا) يصاب المرء بالنفاق بعد أن يسبقه مرض في قلبه،فيزيده الله بنفاقه مرضا ثم يعذبه(في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) ( في قلوبهم مرض .. ) المريض يجد طعم الطعام على خلاف ماهو عليه فيرى الحلو مراً ، كذلك المنافقين يرون الحق باطلاً والباطل حقاً !! 
 وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ"(11)
1-إذا استقوى فكرهم وضعفت هيبتك فترقب قلب المعايير؛لأنهم سيقولون أنت المفسد وهم المصلحون(وإذا قيل لهم لا تفسدوا في اﻷرض قالوا إنما نحن مصلحون)
2- يصر المنافقون على أن إفسادهم إنما هو إصلاح مع وضوح فسادهم للناس،لكنها المكابرة والعناد(وإذا قيل لهم لا تفسدوا في اﻷرض قالوا إنما نحن مصلحون
 أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ"(12)
بعض منافقي زمننا أشد نفاقا من بعض من في زمن النبي،فإن كان الله قال عنهم (ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) فمن في زمننا يفسدون وهم يشعرون

اللقاء الرابع 
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
 "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ"(13)الرجل السفيه يتطفل في كل شيء،ويسبق طيشه عقله وغضبه حلمه وغفلته يقظته،يزيد بالمجاراة هذرا،وبالمداراة بطرا(أﻻ إنهم هم السفهاء ولكن ﻻ يعلمون)من بهم نفاق هم أشد الناس كرها واحتقارا لأهل الإيمان؛فلذلك يعبرون عن كرههم لهم بأقبح ألفاظ الازدراء والتعيير(قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء)؟.
 وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ"(14
(وإذا خلوا إلى شياطينهم) (بعض الخلان شيطان في صورة إنسان ﻻ يطرده عنك إﻻ اﻹيمان) فكن مؤمنا
اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ"(15)
1- (الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم) ﻻ تعجب : استمرار الأفعال القبيحة من (استهزاء الله بهم)
2 - لا تعجب من إملاء الله للمستهزئ الساخر من الحق،فإنما يملي له ليزداد إثما وضلالة فيكون حسابه عسيرا(الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون)

اللقاء الخامس 
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
 أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ" (16)
من باع الحق بهواه انقلب هواه وبالا عليه فحرم هداية الله مع أنها واضحة(أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين)."مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ" (17)"ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون" بعضهم يتعجب من عدم تعجيل العقوبة للمنافقين وما درى أن أعظم عقوبة لهم حرمانهم من نور الهداية. "عَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ"(31)
1- (وعلم آدم الأسماء كلها) (العلم) به فضل الله آدم على الملائكة ، (فمن ازداد من العلم زاد له الفضل
2- أركان الاستخلاف في الأرض(العبادة والعلم)وكل من أخذ بطرف فقد نقصت خلافته فالملائكة قالت(ونحن نسبح)وقال الله لآدم (وعلم آدم)

اللقاء السادس 
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
"وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ" (35) (وكلا منها رغدا حيث شئتما)(أدلك على شجرة الخلد)الله وسع فضله الجنة.والشيطان ضيق ظنه إلا على شجرة (فالله يوسع والشيطان يضيق)"ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين" أعن من تحتك على امتثال أوامرك بأن توضح لهم مآلات تجاوزهم
 "هذه الشجرة" حدد ممنوعاتك بدقة"ولا تقربا هذه الشجرة" القرب من الحرام يغري بارتكابه
"وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما" متطلبات الحياة الكريمة : السكن والزواج ولقمة العيش والحرية "فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ" (36)
"قلنا اهبطوا" هبط آدم .. ومازال بعض أبنائه يهبطون"فأخرجهما" هل لأن الخروج الأول كان كئيبا .. صار كل خروج يحمل ظلال الكآبة؟"فأزلهما الشيطان" إذا فاضت الأعطيات ..
 فارتقب شيطانا ما "فأزلهما الشيطان" اللقاء الأول ينبئ عن طبيعة اللقاءات القادمة 
فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" (37)
 (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه) إذا ألهمك الله دعاء تقوله , وجرى على لسانك مالم تستعد له فهو من (علامات قبول الله لقولك)

اللقاء السابع 
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ"(42)
1- عندما تكتم الشهادة أو تزور الوقائع،فإنك بمثل هذا تمارس سوءة المغضوب عليهم من بني إسرائيل(ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون).
وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ" (43)
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ"(44)
(وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب) (يتلو اﻵيات) فينزلها على الناس وينسى نفسه!
وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ"(45)
1- "وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين" الخشوع بوابة الركوع 
2- "واستعينوا بالصبر والصلاة" الصبر يعينك على عدم الهبوط .. والصلاة تعينك على الارتفاع
3- (وَاستَعِينوا بالصبر والصلاة وإنها لَكبيرةإلا على الخاشعين ) الصبر زاد لكنه قد ينفد لذا أمرنا الله أن نستعين بالصلاة الخاشعة لتمد الصبر وتقويه
الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"(46
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ"(47)
"وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون""وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ"(49)
وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمْ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ"(50)
1- "وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم" أحرق جميع الخرائط .. مادام أن بوصلة القلب متوجهة إلى الله
2- "وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم" أرأيت المكان الأشد وحشة .. سيجعله الله الأكثر أمنا .. فقط ثق بالله 
3- "وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم" إذا حاصرتك بحار الهلكة .. فشق درب نجاتك بالله 
4- "وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم" ما أعظم ينقذك الله في اللحظة التي تظن فيها أن لن ينقذك الله 
5- "وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون" تأمل : وأنتم تنظرون . هناك ظلم لا يطفئ غيظه إلا رؤية الظالم وهو يتهاوى

اللقاء الثامن :
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم 
"وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ" (61"
1- تمسخ اﻷخلاق كما تمسخ الخلقة،وذاك مثل خجلك من لغة القرآن أمام لغة الغرب،وإبرازك فكرا أجنبيا بتهميش تراثك(أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير)
2- "فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض" إن من الخذلان خذلان يدع العبد يتضرع إلى الله أن يرفع عنه نعمه وفضله "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ" (67)
"يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا"دناءة:يشق الله لهم البحر وينجيهم من فرعون ويحييهم بعد موتهم .. ويترددون في ذبح بقرة 
"قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ" (68" 
"فافعلوا ما تؤمرون" كلما تأخرت في فعل المأمور .. كثرت احتمالات صرف الله لك عنه بكثرة المعيقات أو بفتور الهمة أو غير ذلك"قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ" (69)
"صفراء فاقع لونها تسر الناظرين" للألوان أثر على النفوس .. فلون حياتك بألوان الفرح 
وَإِذْ قَتلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ" (72)

1- (والله مخرج ما كنتم تكتمون) (ما تكتمه ﻻ تتركه) ﻷن الله سيخرجه لكن استغفر منه واطرده)

اللقاء التاسع
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
"ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" (74)
1- حجر سقط من رأس جبل ما أسقطه إلا خشية الله ما ألين الحجر حين يتعبد الله 
2- "ثم قست قلوبكم من بعد ذلك" مدافعة أوامر الله بفرض الاحتمالات والتشويش بالأسئلة .. تستجلب قسوة القلوب  "أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (75)
"وقد كان فريق منهم"مع أن السياق يغرينا أن نعمم ولكن انظر لدقة التعبير:فريق منهم وليس كلهم..كن دقيقا في ألفاظك..عادلا مع أعدائك "فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ" (79"
"فويل لهم مما كتبت أيديهم" قبل أن تكتب كلمة.. تأكد أنها قد تدفع بك إلى جهنم.. فتردد قبل كتابتها قليلا  
بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"(81)
1- (وأحاطت به خطيئته) أحاطت به من كل جانب أغبن الناس من (سجن نفسه)
2- "وأحاطت به خطيئته" هناك ذنوب لديها خاصية تدمير جميع زوايا حياتك.. تعبث بممتلكات 
نفسك.. تشعل حرائقها في نفسك وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ 
إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى  "وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ" (83)
1- (وقولوا للناس حسنا) ﻻ يكفي أن يكون عندك (حق) حتى تبذله للناس (بالحسنى
2- "توليتم إلا قليلا منكم" تأمل الاستثناء : احذر من الإطلاقات التي يجبرك زخمها أن تبتعد عن العدل والدقة والإنصاف"ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَتَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" (85) 
1- "ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم" لم يقتلوا الجميع ولكنه عمم بعكس الإخراج فإنه خصص.. لأن قتل واحد كقتل الجميع  
2- يذل الله من عزل الإسلام عن الحياة لأنه حق أشد ممن يعزل النصرانيةلأنها باطل(أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فماجزاءمن يفعل ذلك منكم إلاخزي
3- أن استنادهم لكبار العلماء في قضايا والإعراض عنهم في قضايا عاقبته "فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا"

اللقاء العاشر
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَتَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" (85)
1- "ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم" لم يقتلوا الجميع ولكنه عمم بعكس الإخراج فإنه خصص.. لأن قتل واحد كقتل الجميع 
2- يذل الله من عزل الإسلام عن الحياة لأنه حق أشد ممن يعزل النصرانيةلأنها باطل(أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فماجزاءمن يفعل ذلك منكم إلاخزي
3- أن استنادهم لكبار العلماء في قضايا والإعراض عنهم في قضايا عاقبته "فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ""وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ" (87)
1- (أفكلما جاءكم رسول بما ﻻ تهوى أنفسكمﻻ تتكلف فإن بعض اﻷنفس ؛ حتى (الرسل)لا تعجبها
"بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ" (90)
"فباؤوا بغضب على غضب" مخيف أن يغضب الله على عبد.. بل مخيف جدا. . فكيف لو غضب مرتين ! وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ" (91)
"فلم تقتلون أنبياء الله من قبلفائدة من قبل : أن هناك من سيقتل من بعد وهو نبينا.. ولكنه سألهم عما اقترفوا لا عما سيقترفون"وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ" (92)"ولقد جاءكم موسى بالبيّنات ثم اتخذتم العجل" بين البيّنات والعجل.. مسافة خذلان شاسعة "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ" (93)
1- (وأشربوا في قلوبهم العجلعالج الهوى في أول مراحله فكلما تغلغل و(تشرَّبهالقلب عُمي . "ولو كان الهوى حب بقرة"
2- "يأمركم به إيمانكم" الإيمان ليس مشاعر باردة.. بل هو حركة موّارة.. تأمر وتنهى.. وتغضب.. وترضى.. وتقيم حروبا .. وتبني فراديس
3- "وأشربوا في قلوبهم العجل" هناك نوع من الذنوب.. إن اقترفتها.. تصبغ حياتك بلونها..تغير نظرتك.. تعبث بمشاعرك..تدهنك بشؤمها
4- (وأشربوا في قلوبهم العجل) (وأشربوا) ﻷن قلوبهم كانت يابسة من حب الله. اجعل قلبك رطبا من حب الله "قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمْ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ"
94)"فتمنّوا الموت" ضع أعداءك على المحكّ"
 وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ" (95)
"ولن يتمنوه أبدا" لا يكون الموت أمنية.. إلا إذا كانت الشهادة حُلُما"وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنْ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ" (96)
كلما غرق المرء في شهوات الدنيا كلما ابتعد عن الدين،فتشبث بالحياة هروبا من الحساب "يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر"

اللقاء الحادي عشر 
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
 97)"قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىلِلْمُؤْمِنِينَ) 
1- "فإنه نزّله على قلبك"قلب محمد عليه الصلاة .. أشبه الأماكن باللوح المحفوظ..لذلك أنزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى القلب الحافظ 
2- أعظم وأقدس وأجل مكان يرفع فيه القرآنقلب المؤمن
 مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ(98) "وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ" (99) "أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ" (100)"نبذه فريق منهم" فريق منهم .. وليس كلّهم! كن دقيقا حتى مع الخصوم والأعد
 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (104
"لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا" 
105) تأمّل عباراتك"مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ  الْعَظِيمِ" 
106) "مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" 
107) "أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَات ِوَالأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ" 
108) "أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَ سَوَاءَ السَّبِيلِ"
109)وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا 
 تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
1- (حسدا من عند أنفسهم) الحاسد منشأ مرضه من داخل (نفسه)  
2- "فاعفوا واصفحوا" عمّن قال الله ثالث ثلاثة.. وعمّن قال يد الله مغلولة.. فكيف بمن قال : لم أقتنع بوجهة نظرك 
3- {يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم } ما أعظمها من آية نسأل الله أن يجعلنا ممن يختصه برحمته وفضله 
 "وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" (110
1- "تجدوه عند الله" بعد أتعاب الحياة.. وآلام الموت.. وأهوال البعث.. وفزع القيامة.. إذ بالأنس من حولكأعمالك البيضاء تحيط بك  
2- أجمل لقاء بين اثنينصدقة سر تجدها عند الله.. دمعة خشية تجدها عند الله.. تحمّل أذى تجده عند الله  "وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ "إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (111""تلك أمانيّهم" لا تواجَه الحقائق.. بأمنيات طائشة "بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ(112
بقدر إسلامك واتباعك للسنة ظاهرا وباطنا،تنزاح همومك ومخاوفك،تأمل:(بلى،من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه،ولاخوف عليهم ولا هم يحزنون)

اللقاء الثاني عشر
 إن هذا القرآن يهدي للتي هي
 "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ(114)
1- قد ضاقت اﻷرض بما رحبت على من تخلفوا عن رسول الله،وستضيق الدنيا واﻵخرة على من يمكر بدين رسول الله(لهم في الدنيا خزي ولهم في اﻵخرة عذاب عظيم)
2- من أشد الظلم منع الصلاة في المساجد فإنه خرابها،ومن فعل ذلك فقد استعجل خزي الدنيا قبل عقوبة اﻵخرة(لهم في الدنيا خزي ولهم في اﻵخرة عذاب عظيم).
3- "أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين" ليست المساجد أماكن سياحية.. بل هي مواطن جلال.. يجب أن يخشاها ويرهبها أعداء الله
وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (115"
ولله المشرق والمغرب" كيف استطاع الكفار سماع هذه؟ .. بينما هم يتنازعون على ملكيّة التوافه. . إذ بكلام يتحدث عن ملكيّة الجهات
"وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ(118 
1- (تشابهت قلوبهم) فكم من مختلفين في (الشكل) متشابهان في (القلب) ؟ 
2- "تشابهت قلوبهم" هناك اتفاقات ضمنية.. وابتسامات مشاعر.. ومصافحات داخلية تكتظ بها الحياة.. ولا تلحظها العيون "وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ" (120"راهن الغرب على صناديق الاقتراع ثقة في علمنة الشعوب المسلمة،ففشلت غايتهم وانقلبوا على الصناديق(ولن ترضى عنك اليهود ولاالنصارى حتى تتبع ملتهم)

اللقاء الثالث عشر: 
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم 
 "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ" (121" "يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ"" (122
1-"اذكروا نعمتي" ليكن لسانك رطبا من ذكر سالف نعم الله"
2-{ يتلونه حق تلاوته }وذلك بأن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب اللسان يرتل…والعقل يتدبر…والقلب يتذكر "وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ"" (123 "وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ" (124"
1-"قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين" تأمل كيف نصب "الظالمين" لأن الإمامة تنال أهلها فحسب وليست كوظائف الدنيا 
2-"قال إني جاعلك للناس(إماما) قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي (الظالمين)" لن تنال الإمامة في الدين حتى تقيم موازين العدالة
 (130) (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ" (131)تمام الإسلام أن تستشعر شمول ربوبية الله للعالمين جميعا " إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين " ولم يقل أسلمت لربي/ محمد الربيعة"وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" (132" أعظم وصية من الأب لابنه التمسك بالدين
فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (137" 
صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ" (138"
1-" صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون" العبادة لها أثر في صبغة الإنسان في منظره وهديه
2- لن تجد تشريعا كتب الله له الكمال والخلود مثل شريعة اﻹسلام،مع أن المرسل به أمي ﻻ يقرأ وﻻ يكتب،لكنه تشريع إلهي(صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة)
3- العبادة لها أثر في صبغة الإنسان في منظره وهديه { صبغة الله ومن أحسن من خالله صبغة ونحن له عابدون }
4- إذا دعي الإنسان للحق فأعرض وتولى فإعلم أنه مفارق للحق وسيتولى الله عقابه ويكفيك شره {وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله } 
 "قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ" (139 "أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنْ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" (140"حرية اﻹسلام أعدل من حرية غيره؛ﻷن حرية غير اﻹسلام قد شرعها بشر لا يعلم ما وراء الجدار،وحرية اﻹسلام قد شرعها الذي قال(قل ءأنتم أعلم أم الله).

اللقاء الرابع عشر:
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
 " سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنْ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" (142" 
1-  "سيقول السفهاء من الناس منذ القدم والناس مراتب.. اصحاب عقول راجحة ، متوسطي التفكير ، وسفهاءواشدهم أذى السفهاء ألسن حادة وعقول خالية
2- سيقول السفهاء من الناس ماولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها" إذا رأيت أحدا يعترض على الشرع ويسخر بأهله فاعلم أنه السفيه حقا بحكم الله 
3- الاعتراض على أوامر الشريعة من السفاهة وقلة العقل والتوفيق ، قال الله تعالى( سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم )
4- إذا رأيت أحدا يعترض على الشرع ويسخر بأهله فاعلم أنه السفيه حقا بحكم الله { سيقول السفهاء من الناس ماولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها}
5- سيقول السفهاء من الناس ماولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها)هناك سفهاء يتحينون أي فرصة للمز أهل العلم والدين في علمهم ودينهم
6-لا يعترض على شرع الله إلا من بلغ درجة السفه،فإن الله قال عن من اعترض على شرعه(سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها).
"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ" (143"
1- ﻻ يلزم أن تكون الوسطية بين طرفين فربما كانت واحدا من اثنين أو كانت واحدا ﻻ ثاني له؛ﻷن العبرة بالخيرة والعدل(جعلناكم أمة وسطا)يعني عدﻻ خيارا 
2- اعتدالك هو الوسط،لكنه عند الجافي إفراط،وعند الغالي تفريط،فﻻ يخجلنك الغالي،وﻻ يغرنك الجافي(وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس).
3- الوسطية لا ترسمها الأذهان، وإنما قضى أمرها الرحمن (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) من وجد فكره بعيدا عن الوحي عليه أن يذهب إليه لا أن يجر الوحي إليه
4- تأمل سر ورود قوله { وكذلك جعلناكم أمة وسطا } في سياق آيات القبلة للإشعار بأن الله تعالى اختار هذه الأمة لتكون خير أمة واختار لها خير قبلة

اللقاء الخامس عشر:
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
 "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ" (144"
1-" قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها" قد يحقق الله لك ماتمنيته بصدق ورجاء وإن لم تدع الله به ، وهذا من كمال العناية الربانية 
2- قد يحقق الله لك ماتمنيته بصدق ورجاء وإن لم تدع الله به ، وهذا من كمال العناية الربانية "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها"
 "وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمْ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (148"
1-" ولكل وجهة هو موليها " فكل انسان وما يمليه عليه عقله وفكره سائر والسعيد من ألهمه الله رشده
2-( ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات )الحياة اتجاهات ، فحدد وجهتك الصحيحةوكن فيها سبّاقا !! 
 "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ" (152"
1-أكثر الناس شكراً لنعم الله، أكثرهم ذكراً لله، فالذكر بوابة الشكر (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون) 
2- "ويعلمكم مالم تكونوا تعلمون . فاذكروني أذكركم"تأمل ثمرة الذكر كيف يمنحك الله به آفاقا واسعة في العلم أن من أخذه بحقه .. فسيتغير فيه كل شي أكثر الناس شكراً لنعم الله، أكثرهم ذكراً لله، فالذكر بوابة الشكر (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون) 
1- "ويعلمكم مالم تكونوا تعلمون . فاذكروني أذكركم"تأمل ثمرة الذكر كيف يمنحك الله به آفاقا واسعة في العلم أن من أخذه بحقه .. فسيتغير فيه كل شيء ..
2-"فاذكروني أذكركم" هل تشعر بالإهمال والتهميش والضياع؟ هل تشعر بفقدان التقدير والانتماء هل تحس بالضآلة اذكر ربك يذكرك الله أنت، نعم أنت 
 "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" (153"
1- إن الله مع الصابرين ) إلى من أثقله الألم وأنهكهُ التعب ، لاتستوحش واصبر فإنَّ الله معك !!
 وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ" (154" "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ" (155"
"وبشر الصابرين" قد لا يزدحم ببابك المعزون ولا يهتم بمصابك سلطان أو أمير أو وجيه. يكفيك عزاء الله لك. وبشر الصابرين
إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" (160"
1-"إلا الذين تابواوأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم"..تأمل "وبينوا" فبعض من يضل الناس يتوب بعد ذلك لكنه يتهيب أن يعلن رجوعه للحق خوفا ممن أضل

اللقاء السادس عشر: 
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
 "وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ"(163"
 "الرحمن الرحيم" لك أن تتصور ! ذكر صفة الرحمة بعد الربوبية "رب العالمين" ، موحياً لنا أن عبوديتنا له إنما هي رحمة بنا "يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ" (168"
1-( ولاتتبعوا خطوات الشيطان )المعصية باب مغلق إن تجرأت على فتحه مرة فسيسهل عليك فتحه مرات وهي خطوة قديتبعها خطوات فأحرص على قتل الخطوة الأولى 
2-( وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ )الخطوة مسافة يسيرة وهكذا الشيطان يبدأ بالشىء اليسير من البدعة ،أو المعصية ، حتى تألفها النفس .
3-أحل الله الأرض بأميالها وحرم خطوات يسيرة منها (كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان) الحرية أن تعيش في السعة لا في الخطوات
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ" (170" 
إذا استحكمت العادات والأعراف في النفوس زاحمت ما سواها ولو كان حقا بينا(وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا) 
 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ"(172"

"واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} شكر الله على نعمه وفضله هو من ادلة أخلاص العبودية ’’ لله وحده لاشريك له ’’ 
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174" ولايكلمهم الله ..)لايكلمك من تحب ، إنها من أقسى العقوبات ،فكيف إذا لم يكلمُهم الحبيبُ الأعظم ؟
183)"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" 
1-شهر رمضان فرصة كبرى لتصفية النفس،وتخليتها من كل شائبة تكدر الصفو وتعوق مسيرة التقوى(كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون
2-تدبرسورةالبقرة يؤكد مقصدها تضمنها لكليات الشريعة وما بنيت عليه من حفظ الضرورات الخمس وقد ورد فيها لفظ {كتب عليكم (أربع مرات)

اللقاء الثامن عشر :
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
 "أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(184"
أياماً معدودات )إنها مجرد أيام قليلة يذهب النصب بعدهاويبقى الأجر ، ف استغل هذه الايام فيما ينفعك !!"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(185"
1- (لتكبروا الله على ما هداكم) الله أكبر على هداية الله لنا ، إذ فينا من الجهل والظلم ما يحول بيننا وبين الهداية لوﻻ (اللهفالله أكبر
2- افتتحت آيات الصيام واختتمت بالتقوى،وثمرة التقوى تكبيرالله وشكره على الهداية والتمام(ولتكملوا العدة )
3- شهرُ رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس ..)
4- تلاوة القرآن وتدبره هو آلحياة فآحيوا قلوبكم به ما استطعتم 
"وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ" (188"
المال نعمة لك وفوز بتوفر ثلاث: -
**كونه حلالا(لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل)
**أن لا يلهيك(لا تلهكم أموالكم)
**أن تنفق منه(أنفقوا مما رزقناكم).
 "يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (189" "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" (190"
1-{ وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم} هذه الآية وما بعدها نزلت في بيان أحكام الأشهر الحرم والمسجد الحرام . تمهيدا للحج
2-{ وأتوا البيوت من أبوابها}كل من أتى أمرا من أبوابه، وثابر عليه فلابد أن يحصل له المقصود بعون المعبود. السعدي

اللقاء التاسع عشر :
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم 
 وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (195"
1- قال تعالى(وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) من أسباب العقوبة والإهلاك الإلهي للمجتمعات ترك الإنفاق عند قيام حاجته 
2- ترك دعم المستضعفين ونصرتهم علامة هلاك (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) اتفق المفسرون أن المعنى: إن تركتم النفقة أهلكتكم 
سئل أحد المعروفين بنفع الناس: ألا يضيق صدرك من تجاهل معروفك مِنْ قبل مَنْ تحسن إليهم؟ قال: ما انتظرته ليحزنني! يكفيني(إن الله يحب المحسنين). 
4- رأيت شابا أمام الحرم بيده سجارة فقلت{ ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}قال: صدقت.فرمى السجارة من يده ووطأها برجله وقف مع كتاب الله "لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الضَّالِّينَ(198"
1-أمرالله الحجاج في آخر آيات الحج أن يتذكروا نعمة هدايته لهم بصحة دينهم وخلوصه من ما يضاده(واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين).
2-{ ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم}
*فيها جواز التجارة في الحج مع أفضلية تركها لقوله{ليس عليكم جناح} 
3-{واتقون ياأولي الألباب}ختمت آيةالحج بهذه الجملة تأكيدا على تحقيق التقوى في أعمال الحج
"وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ" (204"
1- (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنياإعجابهم بقولك بسبب : أن الله سترك بستره الساتر ، (إن سترت وفقت)
2- (ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام) لسانه ودود وقلبه لدود. لو اطلعنا على قلوب بعضنا لصدمنا من تناقض اللسان مع القلب(فاللهم سترك

اللقاء العشرون :
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم 
206)"وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ" 
1- الذي يأنف أن يقال له اتق الله لم يتسع قلبه لمحبة الله؛فلم تتسع له الجنة؛ﻷن الله قال عنه(وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة باﻹثم فحسبه جهنم..)  سعود الشريم
2- الظالم المفسد يغيب وعيه عن النصح والاعتراف بالخطأ،فيتخذ من يقول له اتق الله أكبر عدو له(وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة باﻹثم فحسبه جهنم)
"أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ" (214"
1- (مستهم البأساء والضراء وزلزلوا) (وزلزلواأي:زعزعت ثقتهم وأرعبوا من الناس من يصبر على الضراء ويفشل عند (الزعزعة) "كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ(216"
1- {وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لاتعلمون} لو كُشِفَ لك الأمر فلن تتمنى إلا ما قدَّره الله لك.. 
2- (والله يعلم وأنتم ﻻ تعلمون) فليس أمامك إﻻ الصبر على أقداره والرضا باختياره 
3- والله يعلم وانتم لا تعلمون " ارجع بذاكرتك لأمر اردته .. ولم يقسم لك وبعد فترة تبين لك الحكمة بمنعه عنك فهذا هو علم الله الذي خفي عنك
4- قد تستكثر اﻷمة ما أصابها،لكن الله ابتلاها لتدرك أن الخير بعد ابتلائها أكثر من الابتلاء نفسه

اللقاء الواحد و العشرون :
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ" (219"
"قل..." إذا سمعت كلمة قل في القرآن فليزد تعظيمك لهذا النبي الذي اختاره الله من بين البشر ليقول لك ويخبرك عنه سبحانه "وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" (221"
1-(ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم) مهما تعددت دواعي (اﻹعجاب) فلا شيء يعدل (اﻹيمان)
2-" وجعلناهم أئمة يدعون الى النار " فرعون وجنوده كانوا قدوة لكل شر وجبروت وكذلك في الآخرة سينظم للواءهم كل من شاكلهم"الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَنْ يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ" (229"
1-{أو تسريح بإحسان}ما أعظم هذا الخلق لو تمثله المسلم في كل تسريح ومفارقة بينه وبين من يخالفه من زوجة أو شريك أو عامل أو صاحب
2-{ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف}أي عدل وإكرام وحماية أعظم من هذا للمرأة المسلمة!!وتأمل تقديم مالهن على ماعليهن
3-{ وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم}لايحكم تسلط الرجل على المرأة بغير حق إلا تذكر عزة الله وقدرته وهذا سر ختم الآية بصفة العزة " وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" (237)
1- (اعدلوا هو أقرب للتقوى) التقوى (أعمق) من العدل . إذ من التقوى (اﻹحسان واﻹعراض) للخصوم
2- لا يعم اﻷمن جميع الناس إلا بتحقيق العدل فيهم؛لأن العدل سبيل إلى التقوى،فمن عدل فقد اتقى الظلم،والانتقام،والخوف،والنار(اعدلوا هو أقرب للتقوى
3- (ولا تنسوا الفضل بينكم) تذكر (الفضل والعشرة والصحبة) تخفف العداوة

اللقاء الثاني و العشرون 
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
"مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(245""من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة" ما أخذ الله من المؤمن شيئا إلا ليعطيه أضعافا كثيرة فكيف إذا أخذ منه الولد.
"وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنْ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (247"
**أكرم أحوال ابن آدم أن يبسط الله له في جسمه وعلمه،فبالجسم مصالح الدنيا،وبالعلم مصالح الدين(إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم).
"فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ" (249
1- (ﻻ طاقة لنا بجالوت وجنوده) حتى المجاهدين يحتاجون (للتمايز) والتصفية . سنة الله
في الوقت الذي احتاج طالوت قومه قالوا له :(لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده) بعض كلمات (الأصدقاء) أشد فتكا من سلاح (الأعداء
3- غرفة مع يقين تروي المؤمن لأن روحه ليست عطشى 
4- قوم طالوت خرجوا 8000 فلم يزالوا بالابتلاء والتصفية حتى صاروا 314 على عدد أهل بدر الحق بلا صبر لا ينتصر .(كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين)
 "وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" (250"
1-"ربنا (أفرغ) علينا صبرا" تأمل رحمة الله وهو يعلمنا هذا الدعاء(أفرغ) آلامنا تحتاج لأمواج من الصبر تغمرنا تبلل كل نقطة ألم فينا. تطفئ وجعنا
"فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ(251"
1- (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) سنة(المدافعة): تفريج للمستضعفين وكبت للمفسدين وإنهاك للظالمين (وتهيئة للمؤمنين الصابرين)
2- (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض) قال (دفع) ولم يقل (رفع) لأن دافع اليوم مدفوع غدا ، ولا (يرفع ويزيل) الإفساد إلا (المؤمنون الصادقون)  
3- (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض) (الناس) ولم يقل (المؤمنين) لأنه إن لم يهيئ الله (مؤمنين ينتصرون) فسيأتي (بظالمين يدفعون)

اللقاء الثالث والعشرون
اعظم آية في كتاب الله آية الكرسي
 **ما الحكمة من قراءة هذه الآية العظيمة إذا أوى العبد إلى فراشه كل ليلة؟
آية الكرسي أخلصت لبيان التوحيد فيكون بذلك أن من أواخر ما ينام عليه المسلم آية التوحيد.
**ماذا يستفيد العبد من قراءة آية الكرسي مرات في يومه وليلته؟
كل ذلك استذكار للتوحيد وعناية بمقامه وتدبر لدلالاته وبراهينه ليصبح المسلم في أيامه ولياليه لا يزال مستذكراً التوحيد مستحضراً له معتنياً بدلائله وبراهينه، وآية الكرسي متن جامع للتوحيد.
*في قول النبي صلى الله عليه وسلم :" لَا يَزَالَ عَلَيْه مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبَه شَيْطَانٌ" إشارة إلى فائدة عظيمة اذكرها.التوحيد يطرد الشياطين.
** كيف يحصل العبد الفوائد المرجوة من قراءة آية الكرسي؟
القراءة ينبغي أن تكون قراءة بتدبر وتعقل وتأمل وتجديد للإيمان واستذكار للتوحيد الذي دلت عليه هذه الآية ، ولهذا نبَّه أهل العلم أن هذه الآية ونظائرها من آي القرآن الكريم أثرها في العبد فرعٌ عن عناية العبد بتدبر معانيها وتأمل دلالاته. 
"مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(261"
"كمثل حبة أنبتت سبع سنابل" ريالك لا يرحل !! أنت تبذره في حقول المضاعفة،، لا تنس قصة السنابل       

اللقاء الرابع و العشرون 
"إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ(263"
1- بذل الصدقة أمضى أثرا في قلب المتصدق عليه،وأجلب لقلبه من قول معروف ومغفرة،مالم يتبعها المن والأذى(قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى)
"قولٌ معروف ومغفرةٌ خير من صدقة يتبعها أذى"  أحياناً تكون الكلمة الطيبة خيرٌ للفقير من أموال الدنيا !!
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ" (267"
(يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم) أول إعلان لعماد الدين زنكي (لا ينفق في الجهاد إلا المال الحلال الخالص المتقى فيه الله)
"يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا" الأَلْبَابِ(269"
1-من أراد لنفسه خيرا كثيرا فليلتمس لها موارد الحكمة؛لقول الله(ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا)وهي مطلب المؤمن،ففي اﻷثر "الحكمة ضالة المؤمن"
 "لِلفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمْ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنْ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ" (273"
1- (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف) صفة (العفة) أشبعتهم وسترتهم
2- يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف .. ) العفة أشبعت وسترت بعض الفقـراء ، والجاهل بأحوالِهم يظن أنهم أغنياء !! 
 "الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ" (274"زوال الهم والحزن بصدقت السر "الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون"

اللقاء الخامس و العشرون
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
آية الدين وهي اطول آية في القرآن قال الله عن كتم الشهادة في المداينات(وﻻ تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه)أي فاجر قلبه. هذا في اﻷموال فكيف بمن يكتمها عن نصرة الحق!!. 
"لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (284"
"آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ(285"
1-كيف تقرأ سورة البقرة كما قرأها عمر وابنه اجعل قاعدتك في قرآة كل آية فيها قوله في ختامها (سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا) وبذلك تتمثل آياتها عملا.
2-تدبرسورةالبقرةويؤكد مقصدهاتسميتها بالبقرة التي تدل قصتها على تعنت بني إسرائيل في تلقي أوامر الله، وختامها بقوله { آمن الرسول ….} الآي 
"لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ"" (286
تم بفضل من الله سبحانه وتعالى ومنة الانتهاء من تدبر سورة البقرة من كتاب حصاد التدبر للدكتور عمر المفبل حفظه الأستاذ المشارك في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة القصيم بالسعودية.



معلمتي أم المنتصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق