الاثنين، 20 أبريل 2015

عظم فقد النبي عليه الصلاة والسلام


منزلة الصبر من أعلى المنازل ، لقد ذكر الله عز و جل في كتابه هذه المنزلة قرابة 90 مرة و هذا ليس بالعدد الهين، حتى يبين، أنك يا عبد الله كلما تحملت و صبرت (لكن جدد نيتك أن تكون لله و ليس للناس) فإن الله تعالى لن يضيع أجرك أبدا و ليعلم العبد أن هذه الدنيا سويعات ، أيام معدودات ، سوف يموت و يدعها و ليعلم العبد أن الله تعالى قد كتب عليه كل شيء و هو في بطن أمه، هذه الحقائق تجعل العبد يرضى بما كتب الله عز و جل عليه أي كان ذاك البلاء، لماذا؟؟؟ لأن له عقيدة صافية بإذن الله تعلمه أنه عبد لله عز و جل يبتليه لمصلحته هو،"الله تعالى غني عنا".
ولا بد أن نعتقد أن الله أرحم بنا من آباءنا وأمهاتنا .
 عندما قرأت  هذا الحديث يصف وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: « لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ الْكَرْبُ ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ : رضي الله عنها وَاكَرْبَ أَبَتَاهُ ! فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ " ، فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ فَاطِمَةُ رضي الله عنها: يَا أَبَتَاهُ ! أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ ! يَا أَبَتَاهُ ! جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهْ ، يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ  فَلَمَّا دُفِنَ ، قَالَتْ فَاطِمَةُ : يَا أَنَسُ ، أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التُّرَابَ»
نحن نقرأ الآن ، لم نجلس معه و لم تكتحل عيوننا بمشاهدته لكن مع ذلك تتقطع قلوبنا فكيف بالصحابة، جالسوا النبي و كان إذا إشتدى عليهم شيء أتوا إليه، كان الخطب جلل و وقع المصيبة عليهم شديد جدا حتى أن في أحد كتب السيرة قال"قد طاشت عقولهم" ما معنى هذا؟ أي إنها فلتت عليهم لم يحكموها إلا ما شاء الله سبحانه و تعالى، لماذا؟ لعظم منزلة النبي عليه الصلاة و السلام عندهم، فكان أي أحد له مسألة سواء كان في دينه أو في دنياه أو مشكلة اجتماعية أو  مشكلة دينية أو مشكلة مالية في أي موقف كانوا يأتون إليه صلى الله عليه و سلم، لأنه بعد الله عز و جل هو الذي يبين لهم و يطمئنهم ويعلمهم و يوجههم و يفتيهم، كان عليه الصلاة و السلام كل شيء لهم بعد الله عز و جل، فعندما فقد عليه الصلاة و السلام كان الخطب عظيم على الصحابة.
أنظري إلى حكمة الله عز و جل في البلاء، إنه لطيف في ابتلائه فيأتي  إذا شاء سبحانه و تعالى تمهيد لشيء تجده شيئا فشيئا ، النبي عليه الصلاة و السلام يقول في حجة الوداع "لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا" هذا تمهيد لكم يا الصحابة، افهموا و تيقنوا أن النبي عليه الصلاة و السلام سوف يتوفاه الله ، فالبلاء إذا كان مُهد له يهون على النفس نوعا ما .ليس كمن يأتيه فجأة نعم هذا بلاء أجره أعظم لماذا لأن الصبر عند الصدمة الأولى، لكن إذا الله عز و جل كان لطيف بعبده فيأتيه البلاء شيئا فشيئا يمهده لما بعد ذلك.
الآن ما نلامسه من فقد العلماء:
عندما توفى الله عز و جل الشيخ ابن الباز، الله اكبر!!!كانت مصيبة عظيمة، نعاه الديوان الملكي،كان الخطب ليس بالهين وإن كان قبلها بأشهر مريضا و كان متعبا و إذا سمعنا دروسه نعلم أنه متعب جدا. لكن سبحان الله العظيم فقد العلماء شيء قوي جدا.
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة سمعنا آخر درس له ، فبكى طلابه لماذا؟؟؟كان صوت الشيخ متعب، تعلمين أن الشيخ الله أعلم قد قربت وفاته يعني فاالله تعالى قذف في قلوب طلابه هذا الشيء.
إذا فقدت عالم يختلف، كل أهلنا غاليين علينا و لا شك، آباءنا، أمهاتنا، أبناءنا، أعمامنا

أي أحد من أهلنا غالي و لا شك و لا نحب له إلا كل خير،إذا فقد شخص ما هذا يفقده أهله ، جماعته، أقاربه، لكن إذا فقد العالم فقدته الأمة بأكمالها.

معلمتي أم محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق