كيف كان الصحابة و هم
قلة، هم الذين فهموا معنى إحصاء أسماء الله عز و جل، كان بهم من العوز و الفقر و
الحاجة شيء الكثير و مع ذلك وصلت رايتهم إلى أطراف الدنيا، لأنهم عرفوا الله و نحن
اكتفينا بمعرفة أوامره عز و جل و لم نصل إلى معرفته المعرفة التي تحملنا على طاعته
، كما نرى الآن في حال المسلمين الله عز و جل يقول:" وَعَدَ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ
مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي..."فرق واضح
بين الرعيل الأول من الصحابة الكرام الذين عرفوا الله و طبقوا منهجه فاستحقوا وعود
الله عز و جل على اليوم.
يقول بعض العلماء العلم
أقسام ،هو أقسام كثيرة لكن هو قسمه بطريقة أخرى.
يقول أن العلم: العلم بالخلق ، بالناس و ما يخصهم، هذا من أين
نحصل عليه؟؟؟
نحصل عليه من المدارس و
من المعاهد، من الجامعات، كليات الطب و الهندسة و الصيدلة وما غير ذلك...هذه
العلوم بعضها يكون فرد كفاية، لابد أن يقوم به بعض المسلمين يحصل به صلاح الدنيا .
و هناك علم بأمر الله
عز و جل و هو فرد عين على كل مسلم لابد أن يتعلمه كل إنسان حتى تكون حركاته في هذه
الحياة موافقة لمنهج الله تعالى، و هو أصل العبادة، الله سبحانه و تعالى يقول: "وَمَا خَلَقْتُ
الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"أنا ما راح أعبد الله عز و جل
كما أمرني إلا إذا تعلمت أوامره و نواهيه. و هناك علم بأسماء الله تعالى و صفاته.
ما هي وسائل العلم
بالله عز و جل ؟؟؟
- التفكر في
مخلوقات الله عز و جل و الآيات التي تدلنا على ذلك كثيرة.
أول وسيلة من وسائل
العلم بالله عز و جل:
* آيته
الكونية:
* هذا الكون
كله يدل على وجود الله يدل على وحدانية الله
يدل على توحيد الله و كماله.
* هذا الكون
إذا رأينا فيه رحمة ، رأينا أم مثلا ترحم طفلها، الله عز و جل رحيم
* إذا رأينا
الحكمة، الله عز و جل هو الحكيم .
* إذا قرأنا
آية فيها أمر تقتضي هذه أن نأتمر
* إذا قرأنا
آية في كتاب الله عز و جل فيها نهي تقتضي هذه الآية منا أن ننتهي.
* إذا قرأنا
آية فيها وصف لأهل الجنة ما نقف هكذا!!! يجب علينا أن نسعى لدخول هذه
الجنة.
* إذا قرأنا آية
فيها أهل النار،هذا يتوجب علينا أن نتقي هذه النار.
* إذا قرأنا قصة
أقوام سابقين، ماذا يقتضي علينا؟؟؟ ماذا يجب علينا؟؟؟ القرآن مليء بالقصص الأمم السابقة لماذا؟؟؟يقتضي منا ماذا؟؟؟
* يقتضي منا أخذ العبر و العبرة، نبتعد عن كل فعل سيء كان يفعله هؤلاء.
ألم يطففوا؟؟؟ ماذا فعل قوم لوط؟؟؟ماذا فعل قوم نوح؟؟؟
و غير ذلك.....
ثاني وسيلة:
* النظر في أفعال الله عز و جل :" قُلْ
سِيرُوا فِي الْأَرْض ثُمَّ اُنْظُرُوا كَيْف كَانَ عَاقِبَة الْمُكَذِّبِينَ"
يعني الله عز و جل فعال لما يريد، لازم نؤمن بأن الله فعال لما يريد.
أفعاله كلها لحكمة.
ثالث وسيلة:
تدبر القرآن الكريم وسيلة من وسائل العلم بالله:" أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا"
ممكن أن نقول أن ديننا الإسلامي كأنه مقسم إلى أربعة أمور
الأمر الأول و هو أهم شيء:
العقيدة، توحيد الله عز و جل، إذا صحت العقيدة صح العمل ،إذا فسدت العقيدة
فسد العمل أي انحراف في السلوك.
الأمر الثاني في هذا الدين:
العبادات، الأصل في العبادات المنع و الحذر:أي عبادة ممنوعة إلا بما شرع
الله.
الأمر الثالث:
المعاملات، ديننا كله معاملات ، جعفر رضي الله عنه عندما سأله النجاشي عن
الإسلام، " قال :"أَيُّهَا الْمَلِكُ ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ ، نَعْبُدُ
الأَصْنَامَ ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ ، وَنَقْطَعُ
الأَرْحَامَ ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ ، وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ ،
وَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولا مِنَّا ، نَعْرِفُ
نَسَبَهُ ُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى
لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا
مِنْ دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ
، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ ، وَالْكَفِّ
عَنِ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ ، وَنَهَانَا عَنِ الْفواحش ، وَقَوْلِ الزُّورِ ،
وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ ، وَأَمَرَنَا أَنَّ نَعْبُدَ
اللَّهَ وَحْدَهُ وَلا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَأَمَرَنَا بِالصَّلاةِ
وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ."
إذاً الإسلام مجموعة من القيم الأخلاقية.
الأمر الرابع:
الأخلاق، ما لم تكن متمسكا بمكارم الأخلاق يعني ما لم تكوني منصفة،عادلة،
ما لم تكوني متواضعة، ما لم تكوني حليمة، ما لم تكوني صادقة، أنت لم تقطفي ثمار
هذا الدين، ما الفائدة، يجب أن ننظر للدين نظرة شاملة.
الدين معاملة ، كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:"خَيْرُكُمْ
خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي".
نحن ندرس أسماء الله الحسنى و صفاته لنزود الإيمان و
نقويه:
ومن هنا
يقول ابن القيم رحمه الله:"فالعلم
بأسمائه و إحصاؤها ، أصل لسائر العلوم فمن أحصى أسمائه كما ينبغي أحصى جميع
العلوم" .
أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا
مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ".
ما معنى إحصاء أسماء الله سبحانه و تعالى، يقول
ابن القيم رحمه الله في كتابه بدائع الفوائد:"من
أعجب العجب أن تعرفه ثم لا تحبه و أن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة ، و أن تعرف
قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره،و أن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له، و أن تذوق
ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته و أن تذوق عصرة القلب عن الخوض في
غير حديثه و الحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره و مناجاته و بقراءة القرآن و أن تذوق عذاب
من تعلق قلبك بغير الله عز و جل و لا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه و الإنابة
إليه، و أعجب من هذا كله علمك أنك لابد لك منه و انك أحوج شيء إليه عنه معرض و
فيما يبعدك عنه راغب".
لمعلمتي أم المنتصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق