للأسئلة و الأجوبة على كتاب التوحيد
43- باب ما جاء
فيمن لم يقنع بالحلف بالله
س: ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن عدم القناعة بالحلف بالله وعدم
الرضاء به ينافي كمال التوحيد لأن ذلك استخفاف بالله وتنقص له.
س: اذكر المقصود بهذا الباب ومتى يجب رضاء
المحلوف له بالحلف ومتى لا يجب؟
جـ: المقصود أنه إذا توجهت اليمين على خصمك
وهو معروف بالصدق أو ظاهره الخير والعدالة فيحلف فإنه يجب عليك الرضاء بيمينه إعظامًا
لله وإجلالاً له.
أما من عرف منه الفجور والكذب وحلف على
ما تيقن كذبه فإنه لا يجب عليك الرضاء بيمينه ولا يدخل تكذيبه في الوعيد.عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال: «لا تحلفوا بآبائكم من حلف بالله فليصدق
ومن حلف له بالله فليرض ومن لم يرض فليس من الله» رواه ابن ماجة بإسناد حسن.
س: ما الذي يفيده هذا الحديث اذكر الشاهد
منه للباب؟
جـ: يفيد:
1- تحريم الحلف بالآباء.
2- وجوب الصدق في اليمين.
3- وجوب الرضاء على المحلوف له بالله.
4- وعيد من لم يرض بالحلف بالله.
والشاهد من الحديث للباب قوله ومن لم يرض
فليس من الله.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
44- باب قول ما شاء الله وشئت
س: ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن التشريك بين الله وبين خلقه في
المشيئة من الشرك الأصغر المنافي لكمال التوحيد.
عن قتيلة أن يهوديًا أتى النبي صلى
الله عليه و سلم فقال إنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت
وتقولون والكعبة فأمرهم النبي صلى الله عليه و سلم «إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة
وأن يقولوا ما شاء الله ثم شئت» رواه النسائي وصححه.
وله أيضًا عن ابن عباس أن رجلاً قال للنبي
صلى الله عليه و سلم ما شاء الله وشئت فقال أجعلتني لله ندًا
بل ما شاء الله وحده.
س: من هي قتيلة وما الذي يدل عليه هذا الحديث؟
جـ: قتيلة هي بنت صيفي صحابية مهاجرة ويؤخذ
من حديثها:
1- قبول الحق ممن جاء به ولو كان يهوديًا.
2- تحريم قول ما شاء الله وشئت وأنه من الشرك.
3- أن الذي ينبغي قول ما شاء الله ثم شئت.
4- النهي عن الحلف بالكعبة وأنه من الشرك.
ولابن ماجة عن الطفيل أخي عائشة لأمها قال:«رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود قلت إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون عزير بن
الله قالوا وأنتم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد. ثم مررت بنفر
من النصارى فقلت إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله قالوا وإنكم لأنتم
القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد. فلما أصبحت أخبرت بها صلى الله
عليه و سلم من أخبرت ثم أتيت النبي فأخبرته قال هل أخبرت بها أحدًا قلت نعم.
قال: فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما
بعد فإن طفيلاً رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا
أن أنهاكم عنها فلا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله وحده» ورواه
أحمد والنسائي والطبراني.
س: من هو الطفيل وما رأيك في رؤياه هذه
ما الذي يستفاد منها وما معنى قوله إنكم لأنتم القوم وما المقصود بقوله إنكم تقولون
كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها وما معنى نفر؟
جـ: الطفيل هو أخو عائشة أم المؤمنين لأمها
صحابي جليل. وهذه الرؤيا حق حيث أقرها رسول الله صلى الله عليه و سلم وعمل بمقتضاها فنهاهم أن يقولوا ما شاء
الله وشاء محمد وأمرهم أن يقولوا ما شاء الله وحده.
ويستفاد من هذا الحديث: أن الرؤيا الصالحة
من أقسام الوحي وأنها قد تكون سببًا لشرع بعض الأحكام.
ومعنى قوله إنكم لأنتم القوم: أي إنكم أنتم
الكاملون لولا أنكم تشركون. والنفر: الجماعة.
المقصود بقوله: إنكم تقولون كلمة كان يمنعني
كذا وكذا أن أنهاكم عنها كناية عن شيء لم يذكر وفي بعض الروايات أنه كان يمنعه الحياء
منهم وهذا قبل أن يؤمر بإنكارها فلما جاء الأمر الإلهي بالرؤيا الصالحة أنكرها ونهاهم
عنها نهيًا بليغًا ولم يستح من ذلك.
س: ما الفرق بين قول ما شاء الله ثم شاء
فلان وبين قول ما شاء الله وحده؟
جـ: الفرق بينهما أن قول ما شاء الله وحده
أكمل في الإخلاص وأبعد عن الشرك لأن فيه تصريحًا بالتوحيد المنافي للشرك من كل وجه.
س: ما معنى حديث ابن عباس المتقدم أن رجلاً
قال للنبي صلى الله عليه و سلم ما شاء الله وشئت فقال أجعلتني لله ندًا
ما شاء الله وحده. وما الذي يستفاد منه؟
جـ: المعنى ما ينبغي أن تسويني في الله
بالمشيئة.
ويستفاد منه: أن هذا شرك لوجود التسوية
في العطف بالواو وأن من سوى العبد بالله فقد جعله شريكًا لله. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين.
45- باب من سب الدهر فقد آذى الله
وقول الله تعالى:
(وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا
نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ)
س: اشرح هذه الآية وبين مناسبتها لهذا الباب؟
جـ: يخبر الله تعالى عن دهرية الكفار ومن
وافقهم من مشركي العرب في إنكارهم المعاد أنهم يقولون ما حياة إلا حياتنا الدنيا التي
نحن فيها ولا حياة سواها "نموت ونحيا" أي يموت قوم ويعيش آخرون وما ثم معاد
ولا قيامة وما يفنينا إلا مرور الليالي والأيام وطول العمر إنكارًا منهم أن يكون لهم
رب يفنيهم ويهلكهم.
ومناسبة الآية للباب: أن الله ذم فيها من
نسب الإهلاك إلى الدهر.في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال: قال الله تعالى«يؤذني ابن آدم يسب
الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار» وفي رواية«لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر»
متفق عليه.
س: اذكر معنى هذا الحديث وبين مناسبته للباب
وما حكم سب الدهر مع التعليل؟
جـ: معناه أن العرب في جاهليتها إذا أصابهم
شدة أو بلاء أو نكبة جعلوا يسبون الدهر ويقولون يا خيبة الدهر فيسندون إليه تلك الأفعال
وإنما فاعلها هو الله تعالى فكان مرجع سبها إليه لأنه هو المتصرف فيها كما قال:«أقلب
الليل والنهار» وتقليبه تصرفه تعالى فيه بما يحبه الناس ويكرهونه. وقوله«فإن الله هو الدهر» فسر هذه الكلمة
بالكلمة الأخرى وهي قوله «وأنا الدهر أقلب الليل والنهار» يعني أن
ما يجري فيه من خير وشر بإرادة الله تعالى وتدبيره وعلمه وحكمته لا شريك له في ذلك.
فسب الدهر محرم لأنه مسبة لله وأذية له
لقوله:«يؤذيني ابن آدم يسب الدهر
وأنا الدهر».فساب الدهر بين أمرين أما مسبة الله أو
الشرك به فإن اعتقد أن الدهر فاعل مع الله فهو مشرك. وإن اعتقد أن الله وحده هو الفاعل لذلك
وهو يسب من فعله فقد سب الله تعالى.
ومناسبة الحديث للباب: أن من أضاف إلى الدهر
فعلاً من الأفعال أو أمرًا من الأمور فقد آذى الله تعالى ولا يضر الله شيئًا. والله سبحانه وتعالى أعلم.
46- باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه
س: لماذا أتى المؤلف بهذا الباب وما مناسبته
لكتاب التوحيد؟
جـ: أتى المؤلف بهذا الباب إشارة إلى أن
التسمي بقاضي القضاة ونحوه مثل التسمي بملك الأملاك في المعنى المنهي عنه في هذا الباب.
ومناسبته لكتاب التوحيد: أن التسمي بهذا
الاسم ونحوه معصية وأن من اتصف به فقد أتى بما ينافي كمال التوحيد.
في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال:«إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك
الأملاك لا مالك إلا الله» قال سفيان مثل شاهان شاه وفي رواية أغيض رجل على الله وأخبثه.
س: بين معاني الكلمات الآتية: أخنع، وأغيض،
من هو سفيان، وما المقصود بقوله مثل شاهان شاه، اشرح الحديث؟
جـ: أخنع: يعني أوضع، أغيض من الغيض وهو
مثل الغضب والبغض فيكون بغيضًا إلى الله مغضوبًا عليه.سفيان هو ابن عيينة، وشاهان شاه هو عند
العجم في لغتهم عبارة عن ملك الأملاك، ومراد سفيان أن الحديث متناول لهذا وما في معناه
بأي لغة كان ففيه التحذير من كل ما فيه تعاظم. فقد أخبر الرسول صلى الله عليه و سلم أن أبغض الرجال إلى الله يوم القيامة وأخبثهم
وأوضعهم وأحقرهم من تعاظم في نفسه وتسمى بما لا يليق به.
س: لماذا نهي عن التسمي بقاضي القضاة وملك
الملوك وحاكم الحكام ونحوهم؟
جـ: نهي عن ذلك لأن هذا الاسم والوصف لا
يصلح إلا لله.
س: ما الذي يستفاد من هذا الباب؟
جـ: تحريم التسمي بقاضي القضاة وملك الأملاك
ونحوهما والوعيد الشديد على
من تسمى بذلك. والله سبحانه وتعالى أعلم.
47- باب احترام أسماء الله تعالى
وتغيير الاسم لأجل ذلك
عن أبي شريح أنه كان يكنى أبا الحكم فقال
له النبي صلى الله عليه و سلم«إن الله هو الحكم وإليه الحكم فقال إن قومي
إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين فقال ما أحسن هذا. فمالك من
الولد قلت شريح ومسلم وعبد الله قال فمن أكبرهم قلت شريح قال فأنت أبو شريح» رواه أبو
داود وغيره.
س: ما الكنية؟
جـ: الكنية ما صدرت بأب أو أم.
س: ما معنى قوله إن الله هو الحاكم وإليه
الحكم؟
جـ: معنى الحكم هو الذي إذا حكم لا يرد
حكمه وهذه الصفة لا تليق بغير الله تعالى، وإليه الحكم أي الفصل بين العباد في الدنيا
والآخرة.
س: ما معنى قوله ما أحسن هذا؟
جـ: أي ما أحسن الحكم والإصلاح بين الناس.
س: ما الذي يؤخذ من قوله فأنت أبو شريح؟
جـ: يؤخذ منه تقديم الأكبر من الأبناء للكنية.
س: ما مناسبة حديث أبي شريح للباب؟
جـ: هي أن التسمي بشيء من أسماء الله والتكني
بها مما ينافي كمال التوحيد لأن فيه مشابهة لأسماء الله مثل الحكم والله سبحانه وتعالى
أعلم.
48- باب من هزل بشيء
فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول «أي فهو
كافر»
س: ما علاقة هذا الباب بكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن السخرية والتهكم والاستهزاء بالإسلام
والمسلمين كفر ينافي التوحيد.
قال تعالى:(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا
كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ*
لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)(سورة التوبة65-66) .
س: اشرح هذه الآية واذكر ما يستفاد منها؟
جـ: يقول الله تعالى: لرسوله محمد صلى
الله عليه و سلم إنك لو سألت أولئك المنافقين الذين تكلموا
في حقك وفي حق أصحابك بما لا يليق من الاستهزاء والسخرية ليقولن لك يا محمد معتذرين
إنما كنا نخوض ونلعب ونتحدث حديث الركب لنقطع به الطريق ولم نقصد الاستهزاء ولكن أخبرهم
أن معذرتهم لا تغني عنهم من عذاب الله شيئًا وأنهم بهذا التهكم والاستهزاء قد كفروا
بعد إيمانهم.
ويستفاد من الآية: تحريم الاستهزاء بالدين
وأهله وأنه كفر.
عن ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة
دخل حديث بعضهم في بعض«أنه قال رجل في غزوة تبوك ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا
ولا أكذب ألسنًا ولا أجبن عند اللقاء يعني رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه القراء فقال له عوف بن مالك كذبت
ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه و سلم فذهب عوف إلى رسول الله صلى الله عليه
و سلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقه فجاء ذلك الرجل
إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد ارتحل وركب ناقته فقال يا رسول الله
إنما كنا نخوض ونتحدث حديث الركب نقطع به عن الطريق
قال ابن عمر كأني أنظر إليه متعلقًا بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم وإن الحجارة تنكب رجليه وهو يقول إنما كنا
نخوض ونلعب فيقول له رسول الله (أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ
تَسْتَهْزِئُونَ* لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )ما يلتفت إليه وما يزيده عليه.
س: ما معنى قول المؤلف دخل حديث بعضهم في
بعض؟
جـ: يعني رواة الحديث أي أنه مجموع من رواياتهم.
س: ما معنى قول المنافقين ما رأينا مثل
قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب ألسنًا ولا أجبن عند اللقاء؟ ومن يقصدون بهذا الكلام؟
جـ: معناه أن هؤلاء الذين يقرأون القرآن
أكثر رغبة في الأكل وأكذب من ينطق وأكثر الناس جبنًا وأخوفهم عند لقاء العدو يعنون
رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه، وقد كذبوا في ذلك فرسول الله
صلى الله عليه و سلم وأصحابه أقل الناس أكلاً وأصدقهم حديثًا
وأشجع من كافح وناضل في سبيل الله، والمنافقون بالعكس، كما وصفهم الله بذلك.
س: هل إخبار عوف بن مالك لرسول الله
صلى الله عليه و سلم بما قاله المنافقون من النميمة أو من النصيحة؟
وما الفرق بينهما؟
جـ: ليس من النميمة بل من النصيحة، والفرق
بينهما أن النميمة تكون على جهة الإفساد والنصحية تكون على جهة الإصلاح.
س: ما المقصود بنسعة ناقة رسول الله؟
جـ: هو سير يجعل زمامًا للبعير وقيل هو
ما تشد به الرحال.
س: ما معنى قوله ما يلتفت إليه وما يزيده
عليه؟
جـ: المعنى أن الرسول لم يلتفت إلى المنافق ولم يقبل عذره لكذبه
ولم يزده على قوله (أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ
تَسْتَهْزِئُونَ.)
س: اذكر ما يستفاد من حديث الباب المتقدم؟
جـ: يستفاد منه:
1- أن الإنسان قد يكفر بكلمة يتكلم بها أو
عمل يعمله أو اعتقاد يعتقده.
2- الخوف من النفاق الأكبر.
3- جواز وصف الرجل بالنفاق إذا ظهر منه ما
يدل عليه.
4- أن الاستهزاء بآيات الله ورسوله كفر.
5- أن الإنسان إذا فعل الكفر ولم يعلم أنه
كفر لا يعذر بذلك بل يكفر وأن الساب كافر بطريق الأولى. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
وسلم.
49- باب قول الله تعالى:
(وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ
بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي)
س: اشرح هذه الآية وبين مناسبتها لكتاب
التوحيد؟
جـ: يخبر الله تعالى أن الإنسان الجحود
لنعم ربه في حال الضر يهرع إلى الله وينيب إليه وإذا أنعم الله عليه بالصحة وسعة الرزق
ينكر ذلك ويقول إنما نلت هذه النعم بمجهودي وعملي واستحقاقي.
ومناسبة الآية لكتاب التوحيد: أن تقييد
نعم الله بشكره والثناء عليه بها من كمال التوحيد وأن إنكار النعم وجحودها من الكفر
الذي ينافي كمال التوحيد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول
الله صلى الله عليه و سلم
يقول:«إن ثلاثة من بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى فأراد الله أن يبتليهم... الحديث» متفق
عليه.
س: وضح معاني الكلمات الآتية: أبرص، أقرع،
يبتليهم، قذرني الناس، ناقة عشراء، فأنتج هذان، وولد هذا، أتبلغ به في سفري، كابرًا
عن كابر، فصيرك الله إلى ما كنت، انقطعت بي الحبال، لا أجهدك؟
جـ: أبرص: هو من به داء البرص.
أقرع: هو من به داء القرع، وهو داء يصيب
الصبيان في رءوسهم ثم ينتهي بزوال الشعر كله أو بعضه.يبتليهم: يختبرهم بنعمته.
قذرني الناس: عدوني قذرًا وسخًا فكرهوني.
الناقة العشراء: هي الحامل التي أتى على
حملها عشرة أشهر.
فأنتج هذان: أي تولى صاحب الناقة والبقرة
نتاجهما.
ولد هذا: تولى صاحب الشاة ولادتها واعتنى
بها وحفظها.
انقطعت بي الحبال: توقفت عني أسباب الرزق.
أتبلغ به في سفري: أي ما يبلغني أهلي من
الزاد.
كابرًا عن كابر: وارثًا عن وارث، وقيل شريفًا
كبيرًا عن شريف كبير.
فصيرك الله إلى ما كنت: أي ردك إلى ما كنت
عليه سابقًا من البرص أو القرع و الفقر.
لا أجهدك: لا أشق عليك في رد شيء تأخذه
من مالي في سبيل الله عز وجل.
س: ما الذي يستفاد من حديث أبي هريرة في
قصة الأبرص والأقرع والأعمى، وبين مناسبته للباب؟
جـ: يستفاد منه:
1- أن من جحد نعم الله ولم يعترف بها ونسبها
إلى غيره فقد تعرض لسخط الله وأليم عذابه.
2- أن من اعترف بنعم الله ونسبها إليه وأدى
حق الله فيها من زكاة وغيرها أنه قد استحق رضا الله وثوابه.
ومناسبته للباب: أن فيه وعيدًا لمن أنكر
نعم الله وأضافها إلى غيره.
س: ما معنى قوله تعالى: (قَالَ
إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي)سورة
القصص الآية (78)
جـ: المعنى أن الله تعالى لما أنعم على
قارون بالأموال الكثيرة أنكر أن تكون من عند الله وزعم أنه إنما نالها على علم منه
بوجوه المكاسب، وقيل على علم من الله أنه مستحق لذلك وقد كذب. وإنما هو مجرد فضل من
الله وإحسان ونعمة أنعم بها عليه ليختبره أيطيع أم يعصي وهو الحكيم العليم. والله سبحانه وتعالى أعلم.
50- باب قول الله تعالى: (فَلَمَّا
آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ
فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا
يُشْرِكُونَ)
س: اشرح هذه الآية وبين مناسبتها لكتاب
التوحيد؟
جـ: يخبر الله تعالى عن الأبوين آدم وحواء
أنهما لما رزقهما ولدًا صالحًا أي بشرًا سويًا كما سألاه لم يؤديا شكر هذه النعمة على
الوجه المرضي كما وعدا بذلك بل أشركا في طاعة الله حيث عبدا ولدهما لغير الله فسمياه
عبد الحارث. ثم نزه نفسه عن شرك المشركين به في عبادته وطاعته.
ومناسبة الآية لكتاب التوحيد: أنها دلت
على أن تعبيد الأولاد لغير الله شرك ينافي التوحيد.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:«لما تغشاها
آدم حملت فأتاهما إبليس فقال إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعاني أو لأجعلن
له قرني أيل فيخرج من بطنك فيشقه ولأفعلن ولأفعلن يخوفهما سمياه عبد الحارث فأبيا أن
يطيعاه فخرج ميتًا ثم حملت فأتاهما فقال مثل قوله فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتًا ثم حملت
فأتاهما فذكر لهما فأدركهما حب الولد فسمياه عبد الحارث فذلك قوله (جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا) رواه ابن أبي حاتم. وله بسند صحيح عن قتادة
قال: شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته. وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله (لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا) قال: أشفقا أن لا يكون إنسانًا وذكر معناه
عن الحسن وسعيد وغيرهما.
س: بين معاني الكلمات الآتية: أيل، الحارث،
أدركهما، أشفقا.
جـ: الأيل: ذكر الأوعال، والحارث: إبليس،
أدركهما، غلب عليهما، أشفقا: خافا.
س: ما الفرق بين الشرك في الطاعة والشرك
في العبادة؟
جـ: الفرق بينهما أن الشرك في الطاعة يكون
بمجرد التسمية فقط ولا يقصد تعبيده لغير الله وهو معنى قوله (جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ) كما قال قتادة شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته.
وأما الشرك في العبادة فهو أن يقصد تعبيده
لغير الله وهو الذي أراده إبليس لعنه الله من الأبوين. قال ابن حزم اتفقوا على تحريم كل اسم معبدًا
لغير الله كعبد عمر وعبد الكعبة وما أشبه ذلك حاشا عبد المطلب.
س: اشرح قول ابن حزم هذا ولماذا استثنى
عبد المطلب من العموم؟
جـ: حكى أبو محمد ابن حزم عالم الأندلس
اتفاق العلماء على تحريم ما عبد لغير الله لأنه شرك في الربوبية والإلهية لأن الخلق
كلهم ملك لله وعبيد له وهو ربهم ومعبودهم الذي لا يستحق العبادة غيره.
واستثنى عبد المطلب من العموم لأن أصله
من عبودية الرق وعبد المطلب هو جد النبي صلى الله عليه و سلم لأبيه واسمه شيبة بن هاشم بن عبد مناف.
وسبب تسميته عبد المطلب أن أهل مكة لما رأوه مع عمه المطلب حين قدم به من المدينة وكان
قد نشأ بها ورأوا لونه متغيرًا بسبب السفر والشمس ظنوه عبدًا للمطلب فسموه بذلك ولهذا
استثني من العموم.
س: ما المقصود من هذا الباب؟
جـ: المقصود منه أن من أنعم الله عليهم
بالأولاد وكمل الله عليهم النعمة بهم بأن جعلهم صالحين في أبدانهم وتمام ذلك أن يصلحوا
في دينهم فعليهم أن يشكروا الله على إنعامه وأن لا يعبدوا أولادهم لغير الله أو يضيفوا
النعم لغيره فإن ذلك كفر للنعم مناف للتوحيد.
تنبيه:ما ورد من أن المقصود بقوله تعالى: (جَعَلَا
لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا )آدم وحواء هو قول جمهور المفسرين وورد فيه
الحديث الذي رواه أحمد عن الحسن البصري عن سمرة قال ابن كثير وهو معلول من ثلاثة أوجه
ذكرها في تفسيره جزء 2 ص 274 وفيه أثر عن ابن عباس رواه ابن أبي حاتم وتقدم. قال ابن
كثير وكأنه والله أعلم أصله مأخوذ من أهل الكتاب.
والذي عليه المحققون من المفسرين وفي مقدمتهم
الحسن البصري التابعي الجليل ثم الإمام ابن كثير في تفسيره أن المقصود بقوله تعالى (جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا) المشركون من ذريتهما.
روى ابن جرير بسنده عن الحسن قال كان هذا
في بعض أهل الملل ولم يكن بآدم. وعن قتادة قال: كان الحسن يقول هم اليهود والنصارى
رزقهم الله أولادًا فهودوا ونصروا، قال ابن كثير: وهذه أسانيد صحيحة عن الحسن رضي الله
عنه أنه فسر الآية بذلك وهو من أحسن التفاسير وأولى ما حملت عليه الآية. والله سبحانه
وتعالى أعلم. وقال ابن جزي في تفسيره وهذا القول أصح
لثلاثة أوجه.
1- أحدهما أنه يدل على أن الذين أشركوا هم
أولاد آدم وذريته لقوله (تعالى فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
2- الثاني أنه يقتضي براءة آدم وزوجه من قليل
الشرك وكثيره وذلك هو حال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
3- الثالث أن ما ذكروا من قصة آدم وتسمية الولد
عبد الحارث يفتقر إلى نقل بسند صحيح وهو غير موجود في تلك القصة. والله سبحانه وتعالى أعلم.
وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ
بِهَا
(وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ
سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
س: اشرح هذه الآية وبين مناسبتها لكتاب
التوحيد؟
جـ: أخبر الله سبحانه وتعالى أن له أسماء
وأنها حسنى أي قد بلغت الغاية في الحسن فلا أحسن منها ولا أكمل وأمرنا أن ندعوه بها
أي نثني عليه ونسأله بها. وأمرنا أن نترك من عارض من الجاهلين الملحدين وأن لا نعدل
بأسمائه وحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت أو أن ندخل فيها ما ليس منها.ثم توعد الملحدين في أسمائه بأنه سيجازيهم
في الآخرة ويعذبهم بما عملوا.
ومناسبة الآية لكتاب التوحيد: أن الإلحاد
في أسماء الله ونفيها وتعطيلها ينافي التوحيد والإيمان.
س: بين مقصود المؤلف بهذا الباب؟
جـ: مقصوده الرد على من يتوسل بالأموات
وأن المشروع هو التوسل بأسماء الله وصفاته والأعمال الصالحة.
س: ما الإلحاد وما معنى الإلحاد في أسماء
الله واذكر أنواعه مع التمثيل لها؟
جـ: الإلحاد هو العدول عن القصد والميل
والانحراف ومنه اللحد في القبر لانحرافه إلى جهة القبلة.
ومعنى الإلحاد في أسماء الله العدول بها
وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت
وهو أنواع:
1- تسمية الأصنام بها كما يفعله المشركون حيث
سموا اللات من الإله والعزى من العزيز ومناة من المنان.
2- تسميته تعالى بما لا يليق بجلاله كتسمية
النصارى له أبًا.
3- وصفه تعالى بالنقائص كقول اليهود إن الله
فقير وقولهم إنه استراح، وقولهم يد الله مغلولة.
4- تعطيل الأسماء الحسنى عن معانيها وجحد حقائقها
كقول من يقول من الجهمية في أسماء الله أنها ألفاظ مجردة لا تتضمن صفات ولا معاني فيقولون
في السميع البصير مثلاً سميع بلا سمع بصير بلا بصر ونحو ذلك تعالى الله عن قولهم.
5- تشبيه صفاته تعالى بصفات خلقه كما يفعله
المشبه فيقولون له وجه كوجهي ويد كيدي تعالى الله عن قول الملحدين علوًا كبيرًا.
س: اذكر مذهب أهل السنة والجماعة في أسماء
الله وصفاته.
جـ: مذهبهم في ذلك الإيمان بأسماء الله
وصفاته التي وصف الله بها نفسه ووصفه بها رسوله وإثباتها على ما يليق بجلال الله وعظمته
إثباتًا بلا تمثيل وتنزيهًا بلا تعطيل كما قال تعالى:(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ
الْبَصِيرُ)سورة
الشورى آية (11).
س: ما مثال الأسماء الحسنى؟
جـ: الرحمن الرحيم، السميع البصير، العزيز
الحكيم، الحليم العظيم، العلي الكبير، الحي القيوم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:«إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها
دخل الجنة» رواه البخاري ومسلم.
س: ما معنى إحصائها؟ وهل هي منحصرة في هذا
العدد مع ذكر الدليل؟
جـ: لإحصائها ثلاث مراتب:
1- إحصاء ألفاظها وعددها.
2- فهم معانيها ومدلولها.
3- دعاء الله بها دعاء عبادة وثناء ودعاء مسألة
وطلب.
وهي غير منحصرة في هذا العدد بدليل قوله صلى الله عليه و سلم«أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك
أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك»(رواه
الإمام أحمد وأبو حاتم وابن حبان في صحيحه) فجعل
أسماءه ثلاثة أقسام: قسم سمى به نفسه فأظهره لمن شاء من خلقه، وقسم أنزل به كتابه وتعرف
به إلى عباده، وقسم استأثر به في علم غيبه فلم يطلع عليه أحدًا من خلقه.
س: ما كيفية سؤال الله بأسمائه الحسنى؟
جـ: يسأل لكل مطلوب بالاسم المقتضى لذلك
المطلوب المناسب لحصوله. فمن سأل الله العلم سأله باسمه العليم، ومن سأله الرزق سأله
باسم الرزاق، تقول يا عليم علمني، يا رزاق ارزقني، يا رحمن ارحمني، وهكذا بقية الأسماء
الحسنى.
س: كم أركان الإيمان بالأسماء الحسنى وما
هي؟
جـ: ثلاثة: الإيمان بالاسم وبما دل عليه
من المعنى وبما تعلق به من الآثار فنؤمن بأنه عليم ذو علم عظيم يعلم كل شيء، رحيم ذو
رحمة اتصف بها ورحمته وسعت كل شيء، قدير ذو قدرة عظيمة ويقدر على كل شيء، وهكذا بقية
الأسماء الحسنى والصفات العليا لربنا تبارك وتعالى.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
52- باب لا يقال السلام على الله من عباده
س: ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن اسم السلام لا يصلح إلا لله فمن سمى به غير الله فقد أتى بما يناقض التوحيد وينافيه.
في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا إذا كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في الصلاة قلنا السلام على الله من عباده، السلام على فلان وفلان فقال النبي صلى الله عليه و سلم«لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام» رواه البخاري ومسلم.
س: اشرح هذا الحديث مبينًا معنى السلام المطلوب عند التحية في قول المسلم السلام عليكم؟
جـ: كان الصحابة رضي الله عنهم في أول الإسلام يقولون في الصلاة قبل أن يفرض عليهم التشهد السلام على الله من عباده، السلام على جبريل وميكائيل فنهاهم النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك لأن السلام دعاء بالسلامة والله تعالى هو المدعو وهو السلام أي السالم من كل عيب ونقص وعن مماثلة أحد من خلقه. وهو المسلم لعباده من الآفات والبليات فالعباد لن يبلغوا ضره فيضروه ولن يبلغوا نفعه فينفعوه بل هم الفقراء إليه المحتاجون إليه في جميع أحوالهم وهو الغني الحميد. ومعنى السلام المطلوب عند التحية اسم من أسماء الله وطلب السلامة منه فمعنى السلام عليكم أي نزلت سلامة الله عليكم وحلت بكم....والله سبحانه وتعالى أعلم.
53- باب قول اللهم اغفر لي إن شئت
س: ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن تعليق الدعاء بالمشيئة مما ينافي كما التوحيد لأنه سوء أدب مع الله حيث أنه يوهم دعوى الاستغناء عن مغفرة الله.
في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة فإن الله لا مكره له ولمسلم«وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه».
س: ما معنى قوله صلى الله عليه و سلم ليعزم المسألة؟
جـ: أي ليجزم في مسألته وليحقق رغبته.
س: ما فائدة قوله فإن الله لا مكره له؟
جـ: إظهار لعدم فائدة تقييد الاستغفار والرحمة بالمشيئة فإن الله لا يضطره دعاء ولا غيره إلى فعل شيء بل يفعل ما يريد بخلاف المخلوق فإنه قد يعطي وهو كاره.
س: ما المقصود من قوله وليعظم الرغبة؟
جـ: أي ليلح في سؤاله لربه حاجته فإنه يعطي العظائم كرمًا وجودًا وإحسانًا.
س: ما معنى قوله «فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه»؟
جـ: أي ليس شيء عنده بعظيم لكمال غناه وإن عظم في نفس المخلوق.
س: لماذا نهى عن تعليق الدعاء بالمشيئة مع أن الأمور كلها لا تكون إلا بمشيئة الله؟
جـ: لأن الدعاء عبودية لله ولا تتم إلا بالطلب الجازم الذي لا تردد فيه.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
54- باب لا يقول عبدي وأمتي
س: ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن إطلاق هاتين الكلمتين على غير الله مما ينافي كمال التوحيد لما فيهما من التشريك في اللفظ بين الخالق والمخلوق.
في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:«لا يقل أحدكم أطعم ربك، وضيء ربك وليقل سيدي ومولاي ولا يقل أحدكم عبدي وأمتي وليقل فتاي وفتاتي وغلامي» رواه البخاري ومسلم.
س: اشرح هذا الحديث واذكر ما يستفاد منه؟
جـ: نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن هذه الألفاظ تحقيقًا للتوحيد وسدًا لوسائل الشرك لأن الله تعالى هو رب العباد جميعهم فإذا أطلق على غيره شاركه في الاسم فنهى عن ذلك تعظيمًا لله تعالى وأرشد صلى الله عليه و سلم إلى ما يقوم مقام هذه الألفاظ وهو قول سيدي ومولاي لأن مرجع السيادة إلى معنى الرئاسة والمولى من ولاية الأمر وكذلك نهى عن قول عبدي وأمتي لأن العبيد عبيد الله والإماء إماء الله كما قال تعالى:(إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا) سورة مريم آية (93)
ما يستفاد من هذا الحديث:
1- النهي عن قول عبدي وأمتي.
2- لا يقول العبد ربي، ولا يقال له أطعم ربك.
3- أن السيد يقول فتاي وفتاتي وغلامي.
4- أن العبد يقول سيدي ومولاي.
5- أن المقصود من ذلك تحقيق التوحيد والبعد عن الشرك....والله سبحانه وتعالى أعلم.
55- باب لا يرد من سأل بالله
س: ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن رد من سأل بالله مما ينافي كمال التوحيد لأن رده دليل على عدم إعظام الله تعالى.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم «من سأل بالله فأعطوه ومن استعاذ بالله فأعيذوه ومن دعاكم فأجيبوه ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه» رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح.
س: ما المقصود بقوله صلى الله عليه و سلم:«من سأل بالله فأعطوه»؟
جـ: أي إذا قال أسألك بالله أو بوجه الله فأعطوه ما سأل، ما لم يسأل حرامًا تعظيمًا لله.
س: ما معنى قوله: «ومن استعاذ بالله فأعيذوه»؟
جـك أي من استجار بالله فأجيروه فإذا قال أعوذ بالله من شرك أو من شر فلان فادفعوا الشر عنه.
س: ما المراد بقوله: «ومن دعاكم فأجيبوه»؟
جـ: أي من دعاكم إلى طعام ونحوه فأجيبوا دعوته وهذا من حقوق المسلمين بعضهم على بعض وهو من أسباب الألفة والمحبة بين المسلمين.
س: ما معنى قوله صلى الله عليه و سلم: «ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه»؟
جـ: أي من أحسن إليكم فجازوه على إحسانه والمكافأة على المعروف من المروءة التي يحبها الله ورسوله صلى الله عليه و سلم.
س: لماذا أمر بمكافأة المعروف؟
جـ: ليخلص القلب من إحسان الخلق لأنك إذا لم تكافئ من أحسن إليك بقى في قلبك له نوع عبودية فشرع قطع ذلك بالمكافأة.
س: ما المقصود بقوله صلى الله عليه و سلم: «فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له»؟
جـ: أي إذا لم تقدروا على مكافأة من أحسن إليكم فادعوا له. أرشدهم إلى أن الدعاء في حق من لم يجد المكافأة مكافأة للمعروف فقد قال صلى الله عليه و سلم:«من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء»(رواه الترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه عن أسامة بن زيد ورمز السيوطي لصحته.).
س: ما معنى قوله: «حتى تروا أنكم قد كافأتموه»؟
جـ: أي حتى تظنوا أو تعلموا أنكم قد قمتم بمكافأته.
س: ما الشاهد من حيث ابن عمر المتقدم للباب؟ وما الذي يستفاد منه؟
جـ: قوله:«ومن سألكم بالله فأعطوه».
ويستفاد منه:
1- وجوب إعاذة من استعاذ بالله.
2- وجوب إعطاء من سأل بالله ما لم يسأل حرامًا أو مكروهًا.
3- الحث على إجابة الدعوة.
4- الترغيب في المكافأة على المعروف.
5- أن الدعاء مكافأة لمن لم يقدر إلا عليه.... والله سبحانه وتعالى أعلم.
56- باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة
س: ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن السؤال بوجه الله غير الجنة معصية ينافي كمال التوحيد حيث نهى عنه ولعن فاعله.
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:«لا يسأل بوجه الله إلا الجنة» رواه أبو داود.
س: اشرح هذا الحديث واذكر ما يستفاد منه؟
جـ: هذا الحديث خطاب للسائل وأن عليه أن يحترم أسماء الله وصفاته وأن لا يسأل شيئًا من المطالب الدنيوية بوجه الله بل لا يسأل بوجهه إلا أهم المطالب وأعظم المقاصد وهي الجنة بما فيها من النعيم المقيم ورضى الرب والنظر إلى وجهه الكريم والتلذذ بخطابه فهذا المطلب الأسنى هو الذي يسأل بوجه الله، وأما المطالب الدنيوية والأمور الدينية وإن كان العبد لا يسألها إلا من ربه فإنه لا يسألها بوجه الله فقد جاء الوعيد على ذلك ففي الحديث:«ملعون من سأل بوجه الله، وملعون من سئل بوجه الله فمنع سائله ما لم يسأل هجرًا»(رواه الطبراني في الكبير عن أبي موسى ورمز السيوطي لحسنه).ويستفاد من الحديث:
1- أنه لا يسأل بوجه الله إلا أهم المطالب وهي الجنة.
2- إثبات صفة الوجه لله تعالى كما يليق بجلاله وعظمته.... والله سبحانه وتعالى أعلم.
57- باب ما جاء في لو
س: ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن من قال لو معارضًا بها أقدار الرب تعالى كالبلايا والمصائب إذا جرى بها القدر فإن هذا ما ينافي كمال التوحيد.
س: وضح حكم استعمال كلمة لو مع التمثيل.
جـ: هو على قسمين مذموم ومحمود فإن استعملت على أمر ماض وحمل عليها الضجر والحزن وضعف الإيمان بالقضاء والقدر كان مذمومًا لما في ذلك من الإشعار بعدم الصبر والأسف على ما فات مما لم يمكن استدراكه.
وإن استعملت على أمر مستقبل وحمل عليها الرغبة في الخير والإرشاد والتعليم كان محمودًا.
مثال الجائز: قوله صلى الله عليه و سلم:لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء. أخرجه مالك وأحمد والنسائي وصححه ابن خزيمة.
ومثال المذموم: قوله تعالى إخبارًا عن المنافقين يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا وقول الله تعالى:(الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا)[سورة آل عمران آية (168)]
س: اشرح هذه الآية (الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا) وفيمن نزلت؟
جـ: يقول تعالى إخبارًا عن المنافقين الذين قالوا لإخوانهم ممن قتلوا في غزوة أحد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم لو سمعوا مشورتنا عليهم بالقعود وعدم الخروج إلى الجهاد ما قتلوا مع من قتل. نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين وأصحابه الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة أحد. قال تعالى:(يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا)[سورة آل عمران آية (154)]
س: من الذي قال هذا الكلام، ومتى، ولماذا؟ اذكر مناسبة الآيتين للباب.
جـ: قاله بعض المنافقين يوم غزوة أحد لجزعهم وخوفهم من ذلك اليوم.
ومناسبة الآيتين للباب: أن الله ذم فيهما المنافقين على معارضة القدر بلو.
في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:«احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان» رواه مسلم في صحيحه.
س: اشرح هذا الحديث واذكر ما يستفاد منه.
جـ: يرشد الرسول صلى الله عليه و سلم إلى الحرص على ما ينفع مع الاستعانة بالله والحرص والجهد والاجتهاد. والمراد حرص الإنسان على فعل الأسباب التي تنفعه في دنياه وأخراه مما شرعه الله لعباده وأمرهم به ويكون في حال فعله للسبب مستعينًا بالله وحده معتمدًا عليه في ذلك. ثم نهاه عن العجز وهو ترك العمل والركون إلى الكسل وتمني الخير مع عدم القيام بأسبابه وأرشده إذا أصابه مايكره أن يسلم للقضاء والقدر ويرضى ويحتسب الثواب عليه. ونهاه عن استعمال لو وأخبر أنها تفتح عمل الشيطان لما فيها من التأسي على ما فات والتحسر ومعارضة القدر.
ويستفاد من الحديث:
1- الأمر بالحرص على ما ينفع مع الاستعانة بالله.
2- النهي عن ضد ذلك وهو العجز.
3- النهي عن قول لو إذا أصابك شيء لأنها تفتح عمل الشيطان.
4- الإرشاد إلى الكلام الحسن وهو قول قدر الله وما شاء فعل.... والله سبحانه وتعالى أعلم.
58- باب النهي عن سب الريح
س: ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن الريح في تدبير مدبر وهو الله تعالى فسبها اعتراض عليه فهو قادح في التوحيد.
عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:«لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به» صححه الترمذي.
س: اشرح هذا الحديث واذكر ما يستفاد منه.
جـ: ينهي رسول الله صلى الله عليه و سلم عن سب الريح لأنها إنما تهب عن إيجاد الله تعالى وخلقه لها وأمره فمسبتها للفاعل الحقيقي وهو الله سبحانه، ويقول عليه الصلاة والسلام حينما ترون ما تكرهون من الريح إذا هبت من شدة أو برودة أو حرارة فارجعوا إلى ربكم بالتوحيد والدعاء فأرشد صلى الله عليه و سلم أمته إلى ما فيه أدب مع الله وخضوع وتسليم لأمره وما ينفعهم من الدعاء الصالح عند هبوب الريح، وهو سؤاله تعالى خيرها وخير ما فيها والاستعاذة من شرها وشر ما فيها، فتضمن هذا الدعاء عبودية الله وطاعته وطاعة رسوله واستدفاع الشرور به والتعرض لفضله ونعمته.
ويستفاد من الحديث:
1- النهي عن سب الريح.
2- الإرشاد إلى الكلام النافع إذا رأى الإنسان ما يكره عند هبوب الريح. الإرشاد إلى أنها مأمورة مدبرة.
3- أنها قد تؤمر بخير وقد تؤمر بشر..... والله سبحانه وتعالى أعلم.
59- باب قول الله تعالى:
(يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ)،
وقوله: (الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ)
س: ما المقصود بالذين يظنون بالله غير الحق وما هو الظن الذي ظنوه به، وما المقصود بظن السوء ولماذا كان ظن سوء؟
جـ: هم المنافقون، وهذا الظن هو أنهم ظنوا أن الله سبحانه لا ينصر رسوله وأن أمره سيضمحل ويذهب ويتلاشى وأن ما أصابهم لم يكن بقدر الله وحكمته. ففسر هذا الظن بإنكار الحكمة وإنكار القدر وإنكار أن يتم الله أمر رسوله وأن يظهره على الدين كله.
وهذا هو ظن السوء الذي ظنه المنافقون والمشركون، وإنما كان ظن سوء لأنه ظنٌّ ما يليق بالله سبحانه، وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق.
س: ما الطريق إلى السلامة من ظن السوء بالله الذي وقع فيه أكثر الناس؟
جـ: هو معرفة الله ومعرفة أسمائه وصفاته وموجب حكمته وحمده والتوبة والاستغفار من هذا الظن.
س: ما الذي أراد المؤلف بهذا الباب؟
جـ: أراد التنبيه على وجوب حسن الظن بالله تعالى لأن ذلك من واجبات التوحيد وذلك أنه لا يتم للعبد إيمان ولا توحيد حتى يعتقد جميع ما أخبر الله به من أسمائه وصفاته وكماله، وتصديقه بكل ما أخبر به وأنه يفعله وما وعد به من نصر الدين وإحقاق الحق وإبطال الباطل فاعتقاد هذا من الإيمان، وكل ظن ينافي ذلك فإنه من ظنون الجاهلية المنافية للتوحيد لأنها سوء ظن بالله ونفى لكماله وتكذيب لخبره وشك في وعده...والله سبحانه وتعالى أعلم.
60- باب ما جاء في منكري القدر:
«أي من الوعيد الشديد»
س: ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن إنكار القدر منافٍ للإيمان والتوحيد.
س: ما حكم الإيمان بالقدر مع ذكر الدليل؟
جـ: واجب وركن من أركان الإيمان الستة.
قال تعالى:(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)[سورة القمر آية (49)]
س: ما كيفية الإيمان بالقدر؟ وبين مراتبه؟
جـ: هي أن تعتقد أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه لا يكون في الوجود شيء إلا بمشيئة الله وقدرته وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
ومراتب الإيمان بالقدر أربع:
1- علم الله بالأشياء قبل كونها.
2- كتابته لها قبل خلق السماوات والأرض.
3- مشيئته لها المتناولة لكل موجود.
4- خلقه لها وإيجاده وتكوينه.
وقال ابن عمر«والذي نفس ابن عمر بيده لو كان لأحدهم مثل أحد ذهبًا ثم أنفقه في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر» ثم استدل بقول النبي صلى الله عليه و سلم (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره» رواه مسلم.
س: ما الذي يستفاد من هذا الحديث واذكر مناسبته للباب؟
جـ: يستفاد منه:
1- وجوب الإيمان بالقدر وأنه أصل من أصول الإيمان.
2-أن من لم يؤمن بالقدر فقد ترك أصلاً من أصول الدين وجحده.
3- إحباط عمل من لم يؤمن بالقدر خيره وشره، وهذه هي مناسبة الحديث للباب.
وعن عبادة بن الصامت أنه قال لابنه:«يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك). سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:«إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال: رب ماذا أكتب؟ قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة. يا بني سمعت رسول الله يقول: من مات على غير هذا فليس مني» رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب.
وفي رواية لأحمد«إن أول ما خلق الله القلم فقال اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة».
وفي رواية لابن وهب قال رسول الله صلى الله عليه و سلم«فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره أحرقه الله بالنار».
س: اذكر ما يستفاد من هذا الحديث وبين مناسبته للباب؟
جـ: يستفاد منه:
1- بيان شمول علم الله تعالى وإحاطته بما كان وما يكون في الدنيا والآخرة.
2- الوعيد الشديد على عدم الإيمان بالقدر، وهذه هي مناسبة الحديث للباب.
3- أن أحدًا لن يجد طعم الإيمان حتى يؤمن به.
4- براءته صلى الله عليه و سلم ممن لم يؤمن به.
5- الإيمان بالقلم وأنه حين خلق جرى بما يكون من المقادير إلى يوم القيامة.
6- أن إنكار القدر من الكبائر.
7- وصية الوالد لولده.
وفي المسند والسنن عن ابن الديلمي قال:«أتيت أبي بن كعب فقلت في نفسي شيء من القدر فحدثني بشيء لعل الله يذهبه من قلبي فقال: لو أنفقت مثل أحد ذهبًا ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك. ولو مت على غير هذا لكنت من أهل النار. قال فأتيت عبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم» حديث صحيح رواه الحاكم في صحيحه.
س: بين ما يستفاد من هذا الحديث واذكر مناسبته للباب؟
جـ: يستفاد منه:
مشروعية سؤال العلماء في إزالة الشبهة.
1- أن المفتي يجيب بنص الدليل مهما وجده.
2- أن من تاب من الذنب قبل أن يموت تاب الله عليه.
3- بيان كيفية الإيمان بالقدر.
4- وعيد من لم يؤمن بالقدر، وأن عمله حابط كما تقدم. وهذه هي مناسبة الحديث للباب.
والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
61- باب ما جاء في المصورين
«أي من الوعيد وعظيم عقوبة الله لهم وعذابه»
س: ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن تصوير ذوات الأرواج مناف لكمال التوحيد لأن فيه مشابهة لخلق الله تعالى.
عن ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:«كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم» متفق عليه.
ولهما عنه مرفوعًا«من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ».
ويلاحظ أن «كل» و«من» من ألفاظ العموم فتشمل كل صورة وكل مصور.
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:«أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله» رواه البخاري ومسلم.
س: ما معنى يضاهئون بخلق الله؟
جـ: أي يشابهون بتصويرهم خلق الله. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم «قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة» أخرجاه.
س: ما المقصود بالذرة والحبة وما هو الغرض من ذلك وما الذي يستفاد من هذه الأحاديث المتقدمة؟
الذرة: واحدة الذر وهو صغار النمل، والمراد بالحبة: حبة القمح بقرينة ذكر الشعيرة أو المراد عموم الحبوب.
والغرض من ذلك: تعجيزهم تارة بتكليفهم خلق حيوان، وهو أشد، وأخرى بتكليفهم خلق جماد وهو أهون، ومع ذلك فلا قدرة لهم على خلق شيء من ذلك.
ما يستفاد من الأحاديث:
1- تحريم التصوير وأنه من الكبائر.
2- الوعيد الشديد للمصورين وأنهم أشد الناس عذابًا.
3- أن الله يخلق بعدد كل صورة نفسًا يعذب بها المصور في جهنم ويكلف أن ينفخ فيها الروح.
عن ابن الهياج الأسدي قال:«قال لي علي رضي الله عنه ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم أن لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته» رواه مسلم.
س: بين معاني الكلمات الآتية: أبعثك، لا تدع، طمستها، مشرفًا، سويته. ما الذي يدل عليه هذا الحديث ولماذا أمر الرسول صلى الله عليه و سلم بطمس الصورة وتسوية القبور؟
أبعثك: أرسلك وآمرك، لا تدع: لا تترك، طمستها: أزلتها ومحوتها، مشرفًا: مرتفعًا عاليًا، سويته: هدمته وألحقته بالأرض.
ويدل الحديث على:
تحريم اتخاذ الصور ونصبها في المجالس وتعليقها في البيوت وغيرها.
وجوب إتلاف الصور ومحوها وإزالتها لمن يقدر على ذلك.
1- وجوب تسوية القبور المشرفة العالية وهدم القباب المبنية عليها.
وأمر بطمس الصور لما فيها من المضاهاة بخلق الله.
وأمر بتسوية القبور لما في تعليتها من الفتنة بأربابها وهو من وسائل الشرك.
س: ما حكم المصور في نفسه؟
جـ: إن قصد بتصويره المضاهاة بخلق الله أو عمل الصور لتعبد من دون الله كصانع الأصنام ونحوها فهو كافر وعمله هذا مناف للتوحيد. فأما من لم يقصد بها العبادة ولا المضاهاة فهو فاسق صاحب ذنب كبير متعرض للوعيد الشديد والعقوبة البالغة.
س: ما المقصود بالصور المحرمة؟
جـ: هي صور الحيوانات ذوات الأرواح فأما الشجر ونحوه مما لا روح فيه فلا يحرم.
س: ما العلة التي لأجلها حرم التصوير وكيف عظمت عقوبة المصور؟
جـ: هي المشابهة بخلق الله وترك الأدب مع الله؛ لأن الله تعالى له الخلق والأمر فهو رب كل شيء ومليكه وخالقه، وهو الذي يصور جميع المخلوقات ويجعل فيها الأرواح التي تحصل بها الحياة. فالمصور لما صور الصورة على شكل ما خلقه الله تعالى من إنسان وبهيمة صار مشابهًا لخلق الله فصار ما صوره عذابًا له يوم القيامة وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ.
فكان أشد الناس عذابًا لأن ذنبه من أكبر الذنوب. فتصوير الصور الحيوانية تشبه بخلق الله وكذب وافتراء على الله وتمويه وتزوير فلذلك زجر الشرع عنه.
خلاصة: ينقسم التصوير إلى عدة أقسام:
1- جائز كالشجر وما لا روح فيه.
2- الصور المجسمة والتماثيل محرم بالإجماع.
3- ما لا ظل له وليس بجسم محرم عند جمهور العلماء لعموم الأدلة.
4- يرى البعض التسامح فيما عمت به البلوى من إثبات الشخصيات كصور حفائظ النفوس وحفظ الأمن والحقوق وذلك بمقدار ما يفي بالغرض للضرورة.«أهـ من مقرر التوحيد للصف الثالث المتوسط ص69».
62- باب ما جاء في كثرة الحلف
أي من النهي عنه والوعيد والذم لمن كان كذلك
س: ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن كثرة الحلف ينافي كمال التوحيد؛ لأن اليمين إنما شرعت تأكيدًا للأمر المحلوف عليه وتعظيمًا للخالق، ولهذا وجب أن لا يحلف إلا بالله وكان الحلف بغيره من الشرك ومن تمام هذا التعظيم ألا يحلف بالله إلا صادقًا ومن تمام هذا التعظيم أن يحترم اسمه العظيم عن كثرة الحلف، فالكذب وكثرة الحلف تنافي التعظيم الذي هو روح التوحيد.
قال تعالى:(وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ)[سورة المائدة آية (89)]
س: ما معنى هذه الآية واذكر ما يستفاد منها وما الأيمان؟
جـ: المعنى لا تتركوها بغير تكفير، وقيل احفظوا أيمانكم عن الحنث فلا تحنثوا فيها وقيل لا تكثروا من الحلف، وهذا الأخير هو مراد المؤلف والحديث عام وشامل
للجميع. والأيمان جمع يمين وهي الحلف، أمرهم الله تعالى بحفظ الأيمان وعدم المسارعة إليها أو إلى الحنث فيها.
ويستفاد من الآية: الأمر بحفظ الأيمان والنهي عن كثرة الحلف والنكث ما لم يكن على فعل بر أو إصلاح بين الناس لقوله صلى الله عليه و سلم:«إني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرًا منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير» رواه البخاري ومسلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول «الحلف منفقة للسلعة ممحقة للكسب» أخرجاه، أي البخاري ومسلم.
س: ما المقصود بالحلف هنا، وبين معاني الكلمات الآتية: منفقة، السلعة، ممحقة. وما معنى هذا الحديث؟
جـ: المقصود بالحلف هنا: اليمين الكاذبة، ومعنى منفقة: من النفاق بفتح النون، وهو الرواج ضد الكساد. والسلعة: بكسر السين المتاع. ومعنى ممحقة: من المحق وهو النقص والمحو والإبطال.
ومعنى الحديث: أن الحلف الكاذب وإن زاد في المال فإنه يمحق البركة من البيع لأن الثمن -وإن زاد- فإن محق البركة يفضي إلى اضمحلال الزيادة.
عن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:«ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم أشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه» رواه الطبراني بسند صحيح.
س: ما الذي يؤخذ من نفي كلام الرب تعالى عن هؤلاء العصاة؟ وكيف عظمت عقوبتهم وما معنى لا يزكيهم؟
جـ: نفي كلام الله تعالى عنهم دليل على أنه تعالى يكلم من أطاعه وأن الكلام صفة من صفات كماله. ولما عظم ذنب هؤلاء الثلاثة عظمت عقوبتهم فعوقبوا بهذه الثلاث التي هي أعظم العقوبات. ومعنى لا يزكيهم لا يزيدهم خيرًا ولا يثني عليهم ولا يطهرهم من دنس الذنوب.
س: ما المراد بالأشيمط، ولماذا صغر وكيف خص بالوعيد على الزنا مع أنه كبيرة وحرام على الصغير والكبير؟
جـ: الأشيمط تصغير أشمط وهو الرجل الكبير الذي علاه الشيب وصغر تحقيرًا له، وخص بالوعيد لأن داعي المعصية قد ضعف في حقه فدل على أن الحامل له على الزنا محبة المعصية والفجور وعدم خوفه من الله.
س: ما المقصود بالعائل؟ ولماذا خص بالوعيد على الكبر مع أنه معصية كبيرة في حق العموم؟
جـ: العائل: هو الفقير، وخص بالوعيد لأنه ليس له ما يدعوه إلى الكبر؛ لأن الداعي إلى الكبر في الغالب كثرة المال والنعم والرئاسة والعائل الفقير لا داعي له إلى أن يستكبر، فاستكباره مع عدم الداعي إليه يدل على أن الكبر طبيعة له كامن في قلبه فعظمت عقوبته لعدم الداعي لهذا الخلق الذميم الذي هو من أكبر المعاصي.
س: ما معنى قوله في الحديث ورجل جعل الله بضاعته؟ وما هو الشاهد من حديث سلمان للباب؟
جـ: المعنى أنه جعل كثرة الحلف بالله بضاعته يبيع فيها ويشتري لملازمته له وغلبته عليه وهذا هو الشاهد من الحديث للباب.
في الصحيح عن عمران بن حصين رضي اله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم «خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم- قال عمران فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة- ثم إن بعدكم قومًا يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن» رواه مسلم.
س: ما القرن وما المراد بقرن الرسول والذين يلونهم ولماذا فضلوا على من بعدهم؟
جـ: القرن: أهل عصر متقاربة أسنانهم مشتق من الاقتران في الأمر الذي يجمعهم ومدته مائة سنة وقيل غير ذلك.
والمراد بقرن الرسول صلى الله عليه و سلم الصحابة ثم التابعون ثم تابعوهم، أي أن القرن الثاني التابعون والثالث تابعوهم. وإنما فضل قرن الرسول صلى الله عليه و سلم على من بعدهم لأنهم سبقوا إلى الإيمان والهجرة والجهاد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم، وفاقوا من بعدهم في العلم والإيمان والعمل الصالح.
ثم الذين يلونهم فضلوا على من بعدهم لظهور الإسلام فيهم وكثرة الداعي إليه والراغب فيه والقائم به وما ظهر فيه من البدع أنكر واستعظم وأزيل. ثم القرن الثالث دون الأولين في الفضل، لكثرة البدع فيه لكن العلماء متوافرون، والإسلام فيه ظاهر، والجهاد فيه قائم. ثم ذكر الرسول صلى الله عليه و سلم ما وقع بعد القرن الثلاثة من الجفاء في الدين وكثرة الأهواء.
س: ما الذي حمل أولئك القوم يشهدون ولا يستشهدون؟
جـ: حملهم على ذلك استخفافهم بأمر الشهادة وعدم تحريهم للصدق وذلك لقلة دينهم وضعف إسلامهم.
س: ما الذي يدل عليه قوله ويخونون ولا يؤتمنون؟
جـ: يدل على أن الخيانة قد غلبت على كثير منهم أو أكثرهم بحيث لا يعتمد عليهم لخيانتهم وعدم الثقة بهم.
س: ما المقصود بقوله وينذرون ولا يوفون؟
جـ: المقصود أنهم لا يؤدون ما وجب عليهم فظهور هذه الأعمال الذميمة فيهم يدل على ضعف إسلامهم وعدم إيمانهم.
س: ما المراد بقوله ويظهر فيهم السمن ولماذا؟
جـ: أي يحبون التوسع في المآكل والمشارب وهي أسباب السمن لرغبتهم في الدنيا ونيل شهواتهم والتنعم بها وغفلتهم عن الدار الآخرة والعمل لها.
في الصحيح عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:«خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته» رواه البخاري ومسلم.
س: ما الذي يتضمن هذا الحديث؟
جـ: يتضمن ما تضمنه الحديث الذي قبله من تفضيل القرون الثلاثة على من بعدهم. وهو صريح في أن القرون المفضلة ثلاثة لا غير. وفيه إشارة إلى عدم التسارع إلى الشهادة واليمين وهذه حال من صرف رغبته إلى الدنيا ونسى الآخرة فخف أمر الشهادة واليمين عنده تحملاً وأداء لقلة إيمانه وعدم خوفه من الله وعدم مبالاته بذلك.
قال المؤلف:«وقال إبراهيم كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار».
س: من هو إبراهيم ولماذا يضربونهم على ذلك وضح ما تقول؟
جـ: هو إبراهيم النخعي التابعي من أصحاب عبد الله بن مسعود. وإنما فعلوا ذلك لئلا يعتادوا إلزام أنفسهم بالعهد لما يلزم الحالف من الوفاء والكفارة وربما ترك ذلك فأثم. وكذلك الشهادة فإنه إذا اعتادها حال صغره سهلت عليه فربما أداه ذلك إلى التهاون بها والتساهل حال كبره. وفيه تمرين الصغار على طاعة ربهم ونهيهم عما يضر بصالحهم.
س: ما الذي يستفاد من هذا الباب؟
جـ:
1- الوصية بحفظ الأيمان.
2- الإخبار بأن الحلف منفقة للسلعة ممحقه للبركة.
3- الوعيد الشديد على من لا يبيع ولا يشتري إلا بيمينه.
4- التنبيه على أن الذنب يعظم مع قلة الداعي.
5- ذم الذين يحلفون ولا يستحلفون.
6- ثناؤه صلى الله عليه و سلم على القرون الثلاثة أو الأربعة وذكر ما يحدث بعدها.
7- ذم الذين يشهدون ولا يستشهدون.
8- كون السلف يضربون الصغار على الشهادة والعهد....والله سبحانه وتعالى أعلم.
63- «باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه»
أي مع الدليل على وجوب الوفاء بها
وإتمامها إذا أعطيت أحدًا والذمة العهد
س: ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن نقض العهد دليل على عدم تعظيم الله تعالى فهو قادح في التوحيد.
قال تعالى:(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا)[ سورة النحل آية (91)]
س: اشرح هذه الآية وبين مناسبتها للباب؟
جـ: يأمر الله تعالى بالوفاء بالعهود والمواثيق والمحافظة على الأيمان المؤكدة بعدم نقضها.
ومناسبة الآية للباب: أنها دلت على وجوب الوفاء بالعهود وتحريم نقضها.
عن بريدة رضي الله عنه قال:«كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أمر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا فقال: اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله..» الحديث رواه مسلم.
س: ما المقصود بالجيش والسرية وما هي تقوى الله وما الذي تفيده هذه العبارة؟
جـ: السرية قطعة من الجيش تخرج منه تغير وترجع إليه وقد حصرها
بعض العلماء بأربعمائة ونحو ذلك.. والجيش ما كان أكثر من ذلك. وتقوى الله: التحرز بطاعته من عقوبته وذلك بالعمل بما أمر الله به والانتهاء عما نهى الله عنه. وتفيد هذه العبارة تأمير الأمراء ووصيتهم.
س: ما معنى قوله ومن معه من المؤمنين خيرًا؟
جـ: أي أوصاه بمن معه أن يفعل معهم خيرًا من الرفق بهم والإحسان إليهم وخفض الجناح لهم وترك التعاظم عليهم.
س: ما معنى قوله اغزوا باسم الله؟
جـ: أي اشرعوا في فعل الغزو مستعينين بالله مخلصين له متوكلين عليه.
س: اذكر الذين لا يجوز قتالهم في الجهاد ولماذا؟
جـ: هم المعاهدون والرهبان والنساء والصبيان غير البالغين. وإنما نهي عن قتالهم لأنهم لا يكون منهم قتال غالبًا وإن كان منهم قتال أو تدبير قوتلوا.
س: ما معنى قوله:«لا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا» وما حكم هذه الأشياء؟
جـ: هذا نهي عن الغلول والغدر والتمثيل. والغلول: هو الأخذ من الغنيمة قبل قسمتها. والغدر: نقض العهد. والتمثيل هنا: التشويه بالقتيل كقطع أنفه وأذنه
والعبث به. والغدر والغلول حرام، والمثلة مكروهة.
س: ما الذي يؤخذ من قوله صلى الله عليه و سلم: «ثم ادعهم إلى الإسلام».
جـ: يؤخذ منه أن الدعوة إلى الإسلام تكون قبل القتال إلا أن تكون قد
بلغتهم الدعوة فيجوز قتالهم ابتداء.
س:ما يستفاد من قوله صلى الله عليه و سلم:«ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين» وما المقصود بها؟
جـ: يستفاد منه وجوب الهجرة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام.
والمقصود بدار المهاجرين مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم وكانت الهجرة إلى المدينة في أول الأمر واجبة على من دخل الإسلام.
س: ما معنى قوله صلى الله عليه و سلم:«وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين»؟
جـ: المعنى إن أسلموا وهاجروا وجب عليهم ما يجب على المهاجرين من الغزو والجهاد. واستحقوا ما يستحق المهاجرون من الفيء والغنيمة والأجر.
س: ما المراد بقوله صلى الله عليه و سلم:«فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونوا كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله تعالى».
جـ: يعني من أسلم ولم يهاجر ولم يجاهد كسائر أعراب المسلمين الساكنين في البادية من غير هجرة ولا غزو فتجري عليهم أحكام الإسلام ولا حق لهم في الغنيمة والفيء.
س: ما هي الخصال التي يدعى إليها المشركون قبل قتالهم؟
جـ: هي ثلاثة أشياء مرتبة:
1- الدعوة إلى الإسلام بأن يدعوا إلى الشهادتين ثم إلى الصلاة ثم إلى الزكاة.
2- الدعوة إلى الهجرة.
طلب الجزية منهم.
س: ما هي الجزية ومن تؤخذ منه؟
جـ: هي المال الذي يعقد الكتابي عليه الذمة، مأخوذة من الجزاء لأنها أجزت عن قتله. وتؤخذ من كل كافر عربيًا كان أو أعجميًا كتابيًا أو مجوسيًا أو غيرهم لهذا الحديث. وقيل لا تؤخذ إلا من أهل الكتاب والمجوس. وتؤخذ من الرجال الأحرار البالغين دون غيرهم. وإنما تؤخذ ممن كان تحت قهر المسلمين في بلادهم.
س: ما هو الشاهد من حديث بريدة للباب؟
جـ: هو قوله وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه.
س: ما معنى الذمة وما معنى إخفارها؟
جـ: الذمة: العهد، وإخفارها: نقضها.
س: ما هو غرض المؤلف من إيراد هذا الباب؟
جـ: غرضه البعد والحذر من التعرض للأحوال التي يخشى منها نقض العهود والإخلال بها بعد ما يجعل للأعداء المعاهدين ذمة الله وذمة رسوله. فإنه متى وقع النقض في هذه الحال كان انتهاكًا للمسلمين لذمة الله وذمة نبيه وتركًا لتعظيم الله وفي ذلك أيضًا تهوين للإسلام وتزهيد للكفار به. فإن الوفاء بالعهود وخصوصًا المؤكدة بأغلظ المواثيق من محاسن الإسلام الداعية للأعداء المنصفين إلى تفضيله واتباعه.
والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
64- باب ما جاء
في الإقسام على الله
س: ما معنى الإقسام على الله وما حكمه؟
جـ: الإقسام على الله هو الحلف أن يفعل كذا أو لا يفعل كذا. وحكمه التحريم إذا كان على جهة الحجر على الله والقطع بحصول المقسم على حصوله. وهذا النوع مناف للتوحيد لأنه سوء أدب مع الله. وأما إذا كان على جهة حسن الظن بالله فهو جائز لقوله صلى الله عليه و سلم:«إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره» رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم «قال رجل والله لا يغفر الله لفلان فقال الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان إني قد غفرت له وأحبطت عملك» رواه مسلم.
وفي حديث أبي هريرة «أن القائل رجل عابد قال أبو هريرة تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته».
س: ما معنى يتألى، وما هو إحباط العمل وما نوع الاستفهام في قوله من ذا الذي يتألى؟ وما معنى أوبقت؟ اذكر ما يستفاد من هذا الحديث؟
جـ: معنى يتألى: يحلف، ومعنى إحباط العمل، إبطاله وذهابه، والاستفهام على جهة الإنكار والوعيد. ومعنى أوبقت: أهلكت، ويستفاد من الحديث:
1- التحذير من التألي على الله والإقسام عليه.
2- قرب الجنة والنار.
3- أن الإنسان قد يغفر له بسبب هو من أكره الأمور إليه.
تحريم العجب بالنفس ووجوب التأدب مع الله في الأقوال والأفعال.
4- بيان خطر اللسان والتحرز من الكلام كما قال صلى الله عليه و سلم:«وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم». وقال صلى الله عليه و سلم:«إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها- أي ما يفكر فيها- يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب» متفق عليه.
والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
65- باب لا يستشفع بالله على خلقه
س: ما مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد؟
جـ: هي أن الاستشفاع بالله على خلقه مناف للتوحيد لأن فيه تنقصًا لرب العالمين.
س: ما هو الاستشفاع وما حكم الاستشفاع بالله على خلقه مع التعليل؟
جـ: الاستشفاع هو طلب الشفاعة والاستشفاع بالله على خلقه حرام لأنه تعالى أعظم شأنًا من أن يتوسل به إلى خلقه لأن رتبة المتوسل به غالبًا دون رتبة المتوسل إليه وذلك سوء أدب مع الله فيتعين تركه فإن الشفعاء لا يشفعون عنده إلا بإذنه وكلهم يخافونه، فكيف يعكس الأمر فيجعل هو الشافع وهو الكبير العظيم الذي خضعت له الرقاب وذلت له الكائنات جميعها.
عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله نهكت الأنفس وجاع العيال وهلكت الأموال فاستسق لنا ربك فإنا نستشفع بالله عليك وبك على الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم «سبحان الله! سبحان الله فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ثم قال ويحك أتدري ما الله؟ إن شأن الله أعظم من ذلك إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه» رواه أبو داود.
س: وضح معاني الكلمات الآتية: نهكت، استسق لنا ربك، نستشفع، سبحان الله، ما مرجع اسم الإشارة في قوله حتى عرف ذلك، وما الذي يستفاد من هذا الحديث، وبين مناسبته للباب؟
جـ: نهكت: جهدت وضعفت، استسق لنا ربك: اسأله لنا السقيا وهي المطر، نستشفع: نطلب الشفاعة، سبحان الله: تنزيهًا لله عما لا يليق به، ويحك: كلمة تقال للزجر، والإشارة إلى غضب الصحابة لغضب الرسول صلى الله عليه و سلم.
ومناسبة الحديث للباب: أن النبي صلى الله عليه و سلم أنكر فيه الاستشفاع بالله على خلقه واستعظمه ونهى عنه.
ويستفاد منه:
1- تحريم الاستشفاع بالله على خلقه لأن شأنه أعظم من ذلك.
2- إثبات علو الله على خلقه وأن عرشه فوق سماواته لأن في بعض روايات الحديث «أن الله فوق عرشه وعرشه فوق سماواته».
س: ما معنى الاستشفاع بالرسول صلى الله عليه و سلم، وما حكمه، وهل الاستشفاع خاص به، وما الفرق بين الحي والميت في الاستشفاع؟
جـ: الاستشفاع بالرسول صلى الله عليه و سلم المراد به طلب دعائه وهو جائز في حياته. وأما بعد وفاته فلا يجوز. وليس خاصًا به بل كل حي حاضر يرجى أن يستجاب له فلا بأس أن يطلب منه الدعاء.
وأما الميت فإنما يشرع في حقه الدعاء له على جنازته وعلى قبره وفي غير ذلك. وأما دعاؤه فلم يشرع بل قد دل الكتاب والسنة على النهي عنه والوعيد عليه. فكل ميت أو غائب لا يسمع ولا يستجيب ولا ينفع ولا يضر فدعاؤه شرك. وبهذا يظهر الفرق بين الحي والميت في الاستشفاع.
والله سبحانه وتعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
66- باب ما جاء في حماية النبي
حمى التوحيد وسده طرق الشرك
س: ما المقصود بحمايته صلى الله عليه و سلم حمى التوحيد؟
جـ: المقصود بذلك صونه عما يشوبه من الأقوال والأفعال التي يضمحل معها التوحيد أو ينقص.
عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال:«انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلنا أنت سيدنا فقال السيد الله تبارك وتعالى قلنا وأفضلنا فضلاً وأعظمنا طولاً فقال قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان» رواه أبو داود بسند جيد.
وللنسائي عن أنس رضي الله عنه أن ناسًا قالوا يا رسول الله يا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا فقال «يا أيها الناس قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستهوينكم الشيطان أنا محمد عبد الله ورسوله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل».
س: ما معنى قولهم وأفضلنا فضلاً وأعظمنا طولاً؟
جـ: أي أعظمنا شرفًا وفضلاً وجودًا. والطول هو الغنى والقدرة والإنعام الواسع.
س: ما مراد الرسول صلى الله عليه و سلم بقوله السيد الله؟
جـ: يريد صلى الله عليه و سلم أن السؤدد الكامل حقيقة لله عز وجل وأن الخلق
كلهم عبيد الله.
س: ما المراد بقوله قولوا بقولكم أو بعض قولكم؟
جـ: يعني قولوا بقول أهل دينكم وملتكم وادعوني نبيًا ورسولاً كما سماني الله في كتابه فقال يَا (أَيُّهَا النَّبِيُّ) و(يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ) وقوله أو بعض قولكم أي دعوا بعض قولكم واتركوه.
س: ما معنى قوله صلى الله عليه و سلم:«ولا يستجرينكم الشيطان، ولا يستهوينكم»؟
جـ: أي لا يستغلبنكم الشيطان فيتخذكم جريًا أي رسولاً ووكيلاً كأنكم وكلاء الشيطان تنطقون على لسانه.
ومعنى لا يستهوينكم: أي لا يقودنكم إلى ما يهوى من الغلو والبدع.
س: لماذا نهاهم الرسول صلى الله عليه و سلم عن قولهم أنت سيدنا وأفضلنا وخيرنا وأعظمنا مع أنهم لم يقولوا إلا الحق؟
جـ: نهاهم عن ذلك لئلا يكون وسيلة إلى الغلو فيه والإطراء وأخبر صلى الله عليه و سلم أن مواجهة المادح للممدوح بالمدح- ولو بما هو فيه- من عمل الشيطان لما تفضي محبة المدح إليه من تعاظم الممدوح في نفسه وذلك ينافي كمال التوحيد.
س: ما حكم إطلاق السيد على الإنسان؟
جـ: مختلف فيه فأجازه قوم واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه و سلم للأنصار:«قوموا إلى سيدكم» ومنعه قوم واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه و سلم: «السيد الله».
وروي عنه صلى الله عليه و سلمأنه قال: «لا تقولوا للمنافق سيد فإنه إن يكن سيدًا فقد أسخطتم ربكم عز وجل» رواه أبو داود وإسناده صحيح.
س: ما الذي يستفاد من هذا الباب؟
جـ: يستفاد منه:
1- تحذير الناس من الغلو.
2- كراهة المدح والتحذير منه.
3- شفقته صلى الله عليه و سلمعلى أمته ورأفته ورحمته بهم.
4- ما ينبغي أن يقول من قيل له أنت سيدنا.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
67- باب ما جاء في قول الله تعالى:
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)
س: اشرح هذه الآية وبين مناسبتها لكتاب التوحيد؟
جـ: يقول الله تعالى ما عظم الله حق عظمته هؤلاء المشركون حيث عبدوا معه غيره فلم يؤمنوا بقدرة الله عليهم وهو العظيم الذي لا أعظم منه والقادر على كل شيء المالك لكل شيء وكل شيء تحت قدرته وقهره.
وأما قوله تعالى:(وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) فقد فسرها رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوله:«يطوي الله السماوات والأرض يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون. ثم يطوي الأرضين السبع بشماله ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون»[رواه مسلم] وقال صلى الله عليه و سلم«يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض»( أخرجه البخاري ومسلم).
ومناسبة الآية لكتاب التوحيد: أنها دلت على أن عبادة غير الله شرك ينافي توحيده وتعظيمه والإيمان به. وروى عن ابن عباس قال«ما السموات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم».
س: ما هي الخردلة وما الذي يدل عليه هذا الحديث؟
جـ: الخردلة واحدة الخردل وهي حبة صغيرة جدًا كالذي يرى في شعاع الشمس الداخل في النافذة، ويدل الحديث:
1- على عظمة الله تعالى.
2- وعلى صغر المخلوقات بالنسبة إليه.
3- أن السماوات السبع والأرضين السبع ومن فيهن في قبضته وتحت تصرفه وقهره.
وقال ابن جرير حدثني يونس أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد حدثني أبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس» قال: وقال أبو ذر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:«ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض».
س: ما هو الترس وما معنى ظهري فلاة وما الذي يدل عليه هذان الحديثان؟
جـ: الترس صفحة من فولاذ تحمل لاتقاء الضرب بالسيف ومعنى ظهري فلاة وسط فلاة وهي المفازة، ويدل الحديثان:
1- على عظم الكرسي بالنسبة للسماوات كما قال تعالى:(وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)[سورة البقرة آية (255)]
2- عظم العرش بالنسبة للكرسي.أن العرش غير الكرسي.
وعن ابن مسعود قال «بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء إلى سماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم» أخرجه ابن مهدي والمسعودي قال الحافظ الذهبي
وله طرق.
وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم«هل تدرون كم بين السماء والأرض قلنا الله ورسوله أعلم، قال بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وبين السماء السابعة والعرش بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض والله تعالى فوق ذلك وليس يخفي عليه شيء من أعمال بين آدم» أخرجه أبو داود وغيره.
س: اذكر ما يستفاد من هذين الحديثين وبين مناسبتهما للباب؟
جـ: يستفاد منهما:
1- أن بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام.
2- أن ما بين كل سماء إلى سماء خمسمائة عام.
3- أن كثف«سمك» كل سماء خمسمائة عام.
4- أن بين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام.
5- أن بين الكرسي والماء خمسمائة عام.
6- أن البحر الذي فوق السماوات بين أسفله وأعلاه خمسمائة عام.
أن العرش فوق الماء.
7- أن الله تعالى فوق العرش.
8- أنه تعالى مطلع على عباده يعلم ما هم عاملون ولا يخفي عليه شيء من ذلك.
ومناسبة الحديثين للباب: أن فيهما دلالة على عظمة الله تعالى وكماله وكبريائه وعظيم قدرته وعظم مخلوقاته.
والله أعلم. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى
وكما ينبغي لجلاله وعظيم سلطانه.
معلمتي أم المنتصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق