الخميس، 23 أبريل 2015

الإحسان في رمضان



الإحسان في رمضان1
(1) كيف أعددنا أنفسنا لرمضان ؟!
- هل سنبدأ بالذكر والتلاوة والإخلاص والإحسان فيه فجأة في أول يومٍ له ؟!
أم علينا أن نهذب أنفسنا قبل قدومه لتكون مستعدة للعمل فيه منذ أول يوم ؟!
نريد أن نتعلم عن كيفية الإحسان في استقبال هذا الضيف لكن قبل أن نتكلم عن طريقة الإحسان في رمضان
أولاً علينا أن نعرف مامعنى الإحسان ؟!
الإحسان؛ هذه القيمة العظيمة، عندما نسمع كلمة "إحسان" يمر في الخواطر تَصوُّر أن الإحسان تقليصاً على درجة الإحسان، التي هي من مراتب الدين ..ودائماً يظن الإنسان أن الإحسان بعيدٌ عنه، بأنه يترقى فيكون مسلم، ثم يترقى إلى أن يكون مؤمن، ثم يترقى إلى أن يكون محسن .
وهذا التفكير يَحْرِمُ القومَ خيراً كثيراً . . !
- ما وجه الإحسان ؟!
أن العبد يستطيع أن يكون محسناً في تفاصيل حياته، حتى إذا جمع التفاصيل في حياته أصبح محسنا مجملاً، كيف ؟!
تحسن في صلاتك، تحسن في صيامك، تحسن في برك لوالديك، تحسن في صدقتك. .
أي نقول أنه يحسن في تفاصيل حياته الصغيرة .. وعندما تحسن فيها نقول أنك محسن على العموم ..معناه أن الإحسان عمل يستطيع أن يقوم به الإنسان، لكن ما مكانه ؟!
طبعا لا يطلق عليه محسن إطلاقاً. .لكن يكون أحسن في صلاته، أحسن في قراءة الفاتحة،
ولذا عندما يحسن في قراءة الفاتحة وما أحسن في باقي السور ماذا نقول عنه ؟
أحسن في قراءة الفاتحة كذلك في الصلاة ممكن تحسن في التكبير، ممكن تحسن في قراءة الفاتحة، لكن تتوه في باقي الصلاة في باقي السور ..أوفي الركوع أو السجود. . إذن الإنسان يستطيع أن يحسن وأن يجمع لنفسه نقاط إحسان ،إذا استطاع أن يدرّب نفسه على الإحسان في المسائل القليلة أو في المسائل المنفصلة يوفقه الله فيحسن إجمالاً في الدين كله الآن على ذلك .

الإحسان في رمضان2
(٢)أين مكان الاحسان؟ 
قلوب العباد
- لماذا نهتم بالإحسان ؟
لابد أن تهتم بالإحسان:لأنه الله أمر به فهو عبادة ولأنه سبب لمحبة الله لك ولأنه سبب لمعية الله
- ما معني الإحسان ؟
الإحسان فعل ما هو حسن بطريقة حسنة و هو قربة إلى الله، أي أن اجتهادك في أن تكون محسنا سيكون قربة إلى الله عزوجل.
- ما المقصود الأعظم من الصيام ؟
(لعلكم تتقون)، التقوى من أعظم مقاصد رمضان،و لن تصل لأن تكون متقيا إلا إذا كنت محسنا.
دائما نسأل أنفسنا ،
- لماذا يأتي أول يوم العيد وتتدهور حالنا كأننا ما صمنا كل الشهر ؟!
ولا تأتوا بأعذار نقول فيها ما نمنا البارحة ، سهرناإلى آخر الكلام؛ لأن من في قلبه التقوى لا يهون عليه أبدا أن ينام عن فرض ، ما يهون عليه أن يسهر في الليل وما يوتر، نحن بعد أن ننتهي أول يوم العيد نجد ثاني يوم نرى أنفسنا حتى ما أوترنا ، بعد قيام طويل حتى الوتر ممكن أن يفوت علينا،هذا لا يمكن أن يكون حال المتيقن المتقي زاد يقينا ، أي وصل إلى يقين أنه سيلقى ربه ،الواحد لما يتقي: وصل إلى اليقين أن يلقى ربه ، فيتقي كل ما يغضبه ويتقي كل حال تبعده أصبح يحب الله ويعرف ماذا يعني أن الله يحبه فيتقي أن يُحرم من هذا الحب؛
من غير المعقول أن يكون طول الشهر كان متقيا ومرة واحده ينقلب ويكون غير متق .. !
لا يمكن ثم أنك تعلم يقينا أن الإيمان يزيد وينقص ، ولما يزيد الإيمان معنى ذلك أن العمل الصالح الذي تعمله سبّب لك زيادة الإيمان.
مثلا: اليوم أول يوم في رمضان صام الناس عملوا عملا صالحا ،المفروض ماذا يفعل بك ؟ زاد الإيمان ،فالمفروض أن يكون اليوم الثاني أفضل من السابق، يوم 2 أحسن من يوم 1 ، يوم عشرة أحسن من يوم واحد ،لأنك جمعت من الأعمال الصالحة فجمعت إيمان ، فزادت فيك قوة العمل الصالح فالإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي ،فالمفروض عندما أصل ليوم عشرين يكون زاد إيماني ، ومن ثم زادت أعمالي ،لكنك ترى المنحنى يأتي إلى فوق ثم إلى تحت وينكسر ! معناه أنني ما زاد إيماني، معناه أن هناك خلل في الطريق الذي نسيره
ترك الإحسان ، هذا هو الخلل؛ لذلك من المهم جدا أن تعرف كيف تقضي يوما صائما وأنت محسن محسن في صيامك ومحسن في قضاء ساعات يومك . .

 (٣)الإحسان في ومضان 
- ما أنواع الإحسان ؟أنواع الإحسان هي :
الإحسان في عبادة الله
- كيف يكون الإحسان في عبادة الله ؟
 الإحسان في عبادة الله سيكون :
في القصد وفي العمل وفي الوقت، يعني أنت ستكون محسنا في عبادة الله في القصد يعني نيتك الإحسان والتفتيش في هذا القلب ، ثم يأتي عليه الإحسان في عملك ثم في تفريق ذلك في أوقاتك ،
- ماذا تحتاج حتى تكون محسنا طوال اليوم ؟
تحتاجأن تهذب عملك بالعلم وتبرمه بالعزم وتصفيه من العقم
- ما معنى تهذيبه بالعلم ؟!
أي أن كل عبادة تريد أن تقوم بها لا بد أن تعطيها حقها في معرفتها،في تعلمها ، لا تكن مقلدا في شيء من الأعمالوانظر مثلا لتقليد أناس كثيرين في مسألة العمرة ، فترى أخطاء متكررة في العمرة وسببها أن الناس يذهبون ويعودون مقلدين، لكن الجزء الأعظم أن تهذب عملك بالعلم عن الله ،فكلما زدت علما عن الله كان عملك أحسن
- ما هو الإحسان الآن ؟ 
أن تستشعر وقت الصيام أن الله إليك ناظر، وعليك مطلع ، إلى قلبك ناظر.
( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم فإن وجد في قلبك حب لطاعته  فرحا بقدوم الشهر، فرحا أن أحياك إلى أن وصلت له ،إذا نظر إلى قلبك فوجد تعلقك ورجاؤك به أن يقبل منك ، إذا نظر إلى قلبك ورأى ذلا وانكسارا بين يديه سبحانه وتعالى،
 هذه كلها أمور يجب أن تكون بقلبك من أجل أن تكون محسنا ..
- متى سيأتي هذا ؟!
كلما ازددت علما عن الله ، كلما كان قلبك ساحة عملك، لكن المشكلة أن كل تركيزنا على خطط عملية ، وهذه الخطط مهمة ،ولذلك نحن نقول: أبرِمه بالعزم، لكن قبل أن نتكلم عن هذا نقول: أنت مقبل على من ؟
لابد أن تعرف من أسمائه وصفاته مما يجعلك معلقا به وذليلا بين يديه، لأن في كثير من الأحيان تقوم بالعبادات وتشعر كأنه هم وانطرح عنك،والله ينظر إليك وأنت تراه همَّا وانطرح عنك ،
 وأنك ارتحت منه ،يعلم هذه المشاعر ،مطلع عليها ، فانظر لسوء الأدبمع الله !
لذلك العبد يفقد كثيرا من عزمه وقوته التي ابتدأ بها، لأنه كأنه يعبد الله متخلصا من العمل،

 (٤)الإحسان في رمضان 
- من أين تأتي مشاعر التخلص من العبادة ؟
هذه المشاعر "التخلص" لا تأتي إلا من الشيطان، عندما تتركها تستقر بقلبك والله
عندما نتكلم عن بر الوالدين مع الفارق الشاسع فقط من أجل أن تتصور ، لما يخدمك ولدك ويشعرأن خدمتك هم عليه، ويرمي لك الكأس ويدفع لك الأشياء ، هو قام بالعمل تمام،لكن كله مشاعره أن : "خلصنا " مشاعر الضجر.
- فما مشاعر رضاك أنت عنه ؟!
أنت لست راض، لم لست راض مع أنه قام بعمله ؟ لأن هذا الضجر لا يناسب البر ،لا يناسب الإحسان إلى الوالدين، لا تكون محسنا بذلك ، لأنك وإن عملت العمل مجردا لكن في قلبك الضجر ولله المثل الأعلى،عبد يتعبد للملك الذي هو على كل شيء قدير ، الذي أغناه وأقناه ،
و أعطاه ورزقه من كل ما يريد ، عندما يأتي يعبده لابد أن يكون ذليلا فرحا أن فتح له الباب، وإلا كثيرون محرومون من هذا الباب،فعدم شعورك أن الفضل لله أن هداك،وأن الفضل لله أن عصمك من الانحراف، وأن الفضل لله أن جعلك على بابه وليس على باب أحد غيره ، وأن الفضل لله
أن قوى بدنك على القيام بالأعمالتنسى هذا كله ثم تقوم بالعمل وتدفعه إلى الله دفع المتضجر ؟!!
وهو ينظر إلى قلبك وأنت في هذه الحال على هذا لا تستحق لا وصف أنك محسن
ولا وصف أنك متقرب ذليل ، بل وصف عبد أتى إلى مولاه ومالكه وخالقه فأساء الأدب معه .
- ماذا تفعل حتى تطرد هذه الحالة من قلبك ؟
الزم الاستعاذة فعدوك عدو الإحسان أي أن الشيطان إذا ما استطاع معك أن يكسّلك عن العمل
الصالح، لا بد أن يُفقدك الإحسان، ولذلك انظر من أول التراويح إلى آخرها ، كم خطة عمل كتبتها
للغد ، كم من مشاريع دارت هنا ، كم من مجالس شورى تعاونت أنت بها مع الشيطان ؟!
- أقصد السرحان -
- السرحان -كثير لماذا ؟
لأنه عندما لم يستطع أن يثقل بدنك عن القيام، يثقل قلبك عن الإحسان

(٥)الإحسان في رمضان       
إذن أول نقطة في الإحسان: انكب هذه الأيام على العلم عن الله، هذب نفسك وهذب قلبك بالعلم
عن الله ما استطعت إلى ذلك سبيلا، اسمع عنه ، افهم من هو،لابد أن تتصور حالك وأنت بين يديه ذليل وكيف أنه ينظر إليك ويطلع عليك ويرى ما في قلبك ويعلم إن كنت فرحا مقبلا بعبادته أم متثاقلا متكاسلا وأنت مقبل عليهبعد ذلك عليك أن تتعلم كيف تتعبد، ابذل جهدك أن تعرف تفاصيل ما تقول،سنبدأ
أولا بالكلام عن الفرائض أيوأنت تقوم بهذا العمل لا بد أن تهذب عملك بالعلم.
- ماذا يعني ذلك ؟!
أي اعلم أنه لا محبوب أكثر عند الله من الفرائض ، حتى لا يحتال عليك الشيطان !
انظروا إلى أنفسنا كيف ونحن نصلي العشاء ونصلي التراويح ، انظروا عندما يصلي الناس في  مساجد ولا يدركون العشاء ويدركون التراويح ماذا يفعلون ؟!
ينقرون صلاة العشاء نقرا لا خشوع ولا طمأنينة من أجل أن يدركوا التراويح !
الآن الشيطان أدخلهم في مهزلة ، لأن ما في علم ، فما هُذّب العمل بالعلم 
- العلم ماذا يقول ؟!
اجمع كل قوتك في الفرائض ، لأنها أحب الأعمال إلى الله، بمعنى أن نهار رمضان مكان عظيم للإحسان .لا تنام ثلاثة أرباع اليوم لتجمع نفسك للقيام !! لا ، لأن نفس النهار هذا مكان للمجاهدة، مكان للعمل الصالح ومكان القيام بالأعمال،
الأعمال القلبية والأعمال البدنية ،مكان عظيم لكننا ماذا نفعل نترك وقت القيام بالفريضة وهي الصيام ، نتركه مهملا ولا نملؤه بالأعمال الصالحة ، ونؤجل كل جهدنا لليل ، كيف !!النهار فيه نوافل ، وفيه صلاة الضحى ، وفيه الجلوس لذكر الله 
- كل شيء تؤجله لليل ؟!
طيب والنهار هو وقت القيام الفريضة وهو وقت الصوم ، والصوم يحتاج منك قلب 
حاضر وليس قلب نائم هو والبدن ، فهذا كله يقلل من وقت احتسابك للعمل،لا بأس خذ وقتك في أن تنام ، ولكن تأخذ وقتك والناس يصحوك للظهر الساعة 2 !!
وهذا الذي يحصل، فالناس يظنون أن النهار لا بأس أن نقضيه نوما ،نكون بذلك خسرنا الوقت الفاضل في يوم رمضان !
- ما هو الوقت الفاضل في رمضان ؟

(٦)الإحسان في ومضان 
- ما هو الوقت الفاضل في رمضان ؟!
هو وقت قيامك بفريضة الصيام، وهي أحب الأعمال، المفروض أن يكون في وقت 
أحب الأعمال أجمع ما يكون فيه قلبك ، هذا لا يمنع النوم ،لكن ليس بهذه الصورة التي نراها، لابد أن تكون نشطا في وقت كاف قبل صلاة الظهر.
- صلاة الضحى أين ذهبت ؟!
المفترض هذه كلها أوقات تنتفع بها وانظر لشخص استيقظ من النوم و ذهب يصلي الظهر، ما حالته ؟في الصلاة لا زال يتثاءب ، لم ينتهي من نومه بعد !! جاء عند الفريضة 
- فماذا فعل بها ؟!
المفروض تجمع قلبك وتذكر الله عز وجل وتلزم لا حول ولا قوة إلا بالله وتطلب منه الحول والقوة إلى أن تقوم إلى سنة الظهر، إلى أن تقوم إلى فريضة الظهر،إلى أن تصلي ما بعدها من سنن كل هذا لا يمنع أن تأخذ في الوسط راحة،راحة تعينك على القيام بالمزيد ..طبعاً المرضى ومن في حالتهم يستثنون ...لكننا نتحدث عمَّن رزقه الله الشباب والقوة والعافية..
اجعل رمضان نقطة تغيير لنفسك، ثم اعلم أن كثيرا من الفرائض عندما يُحسن فيها تـُفتح أبواب النوافل،يعطيك الله القوة و العافية أن تقوم بالنافلة، ما في أحد يضع عينه على النافلة والفريضة ما قام بها !!

(٧)الإحسان في رمضان 
- ما الفرائض التي تقوم بها في رمضان؟
نوعان:
١/ نهار رمضان تقوم فيها بفريضة الصيام.
٢/ ثم الصلاة في كل اليوم.
هذه الفريضتين ابذل جهدك أن تصل بها إلى أعلى درجة بالإحسان،لا تضيع وقتا أبدا في الوسط إلا وأنت قلبك متعلق به، كلما تذكرت أنك صائم كن لربك راغباً، ماذا يعني ؟!أي اقفز بقلبك إلى الله،افزع إليه ،اطلب منه أن يقبلك ، اطلب منه أن يعينك،واطلب منه أن يجعلها كفارة لما مضى من أعمالك، اطلب منه يثقل بها ميزانك . .كل ما تذكرت أعد نفس الأمر.. إلى أن ينظر الله إلى قلبك إليك وقد أحسنت صنعا لأن هذا المكان الذي ينظر الله إليه، صحيح أنك مانع نفسك من الأكل والشرب لكن قلبك الذي يعبد ،قلبك الذليل،قلبك المنكسر،قلبك يريد الرضا،قلبك الذي يطلب المنزلة العالية عند الله،لابد أن ينظر الله إلى قلبك وأنت أشد شوقا إلى رضاه، فكلما تذكرت أنك صائم افعل العملية هذه من أول وجديد، وكلما زادت هذه العملية التي عملتها كلما بلغت درجة الإحسان 
في هذه الدقيقة التي أحسنت فيها فأنت تجمع دقائق طويلة وكلها فيها إحسانا يبارك لك، بهذه الطريقة يزيد الإيمان،[٢٧/‏٤ ٢:٠٤ م] بدرية العسبلي:

 (٨)الإحسان في رمضان 
لا تقل:
لا أحد يذكرني إني صائم من أجل لا أشعر بالجوع، حتى لا أشعر بكذا،
-المفروض أن تشعر بالجوع !!
من أجل أن تقول يا رب أنا أتقرب إليك بهذا الجوع إليك، فقط ارضى عني . .
لابد أن ينظر إلى قلبك مشتاقا إلى رضاه.
لابد أن ينظر إلى قلبك وأنت تريد تثقيل ميزانك في الآخرة ،كل تفكيرك أن هذا الصيام سبب لإبعادك عن النار، كل تفكيرك أن هذا الصيام سبب لتثقيل ميزانك يوم القيامة ، تلقى الله فيجازيك جزاءً لا تحتسبه.

(٩)الإحسان في رمضان    
 ثم يأتيك الأمر العظيم الذي هو من أعظم أسباب زيادة الإيمان وهو تدبّر القرآن، هذا العمل العظيم في شهر القرآن شهر الإحسان من أعظم الأعمال التي تزيدك معرفة بالله.
- ماذا أفعل أأقرأ كثيرا وأختم أم أتدبر فيطول عليه المقام ؟
نقول اعمل الاثنين معا، اجمع ما استطعت في الإحسان سبيلا. 
يوجد فرق بين كلمة التدبر وبين كلمة الفَهم .
الفهم أي أن كل آية أقرأها أفْهم ما هي هذه الآية فقط هذه الآية، وأن أعلم الكلام عن مَنْ، وليس أني أقرأ أول الصفحة ويكلمني ربنا عن نوح وهود عليهما السلام ثم عندما أصل للأخير أكون لا  أعرف هو نوح أم هود أم مَنْ؟!
ليس هذا المقصود ليس معنى أني أقول لك اجعل ختمة تسير فيها للقراءة والختم تتصور أن المفهوم أنك ما تفهم ماذا تقرأ. التدبر هو أن تقرأ مثلا قصة أصحاب الجنة وتعيد وتزيد فيها تأتي بالكلام من الأول للأخير ومن الأخير للأول لفهمه، هذا هو التدبر تأتي بالكلام من أوله لآخره حتى تفهم أول القصة لآخرها، أو أن تقول مثلا لماذا ذُكِر موسى هنا وهنا لم يُذكر هذا هو التدبر.
ليس أنك تضيع و تسرح تقرأ بلسانك وعقلك هناك يخطط، هذا يكاد صاحبه أن يكون لاعبا، احذر من هذه القراءة.قد يقول قائل إذًا عندما أجد نفسي سرحان أغلق المصحف وانتهى الأمر!
كلا، استعذ بالله من الشيطان الرجيم، وتحصن به أن يدفع عنك العدو لا تستسلم له، اجعل الله ينظر لك وأنت تجاهد ؛ المجاهدة من أخص صفات المحسنين.
آخر آية في العنكبوت:{وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} فمعناه هذا أن طريق الإحسان هو المجاهدة.
معنى هذا عندما تجد نفسك قد ضعت ولم تعرف هل هو نبي الله نوح أو نبي الله هود أو الكلام عن من، لا تدخل سباق مع أحد، بل عد إلى الوراء واقرأ من البداية إلى أن تصل من هو وإلى أن تعرف فأنت لا تتسابق ولكن {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} والمغفرة لا تكون إلا و أنت تحسن ما تقرأ فالإحسان في قراءة القرآن درجتين:
- درجة صاحبها يفهم ما يقرأ وهذا في الدنيا وهذا الأصل وليس كونه ضائع لا يعرف ما يقول.
- ودرجة صاحبها يقوم بعبادة التدبر وهذه العبادة أعلاه أن يفهم أنه انتقل من هذه السورة لهذه وهنا الكلام عن قارون وهامان ما الجامع بينهم، وهذا لا بأس من البطء فيه لكن المهم النتيجة.
إن لم تستطع الزم الاستعاذة، افتح القرآن وحارب عدوك واعلم أن الله عز وجل ضعَّفَهُم حبسهم في رمضان فبقي عليك أن تحارب هوى النفس، وتحارب وتدفع عدوك من الداخل.
إذن اتفقنا على أربعة : تعلم عن الله اعتن بالأولوياتبالفرائض ثم بالسنن النوافل ثم قم بهذه العبادة العظيمة أن تتعلم كيف تقرأ القرآن.

(10)الإحسان في رمضان
- أبرم عملك بالعزم
يعني مثلا أيقظك الله ساعة التاسعة صباحا الحمد لله وأنت جالس في مكانك ثم تأتي الساعة التاسعة والربع ثم تأتي الساعة العاشرة إلا ثلث طول هذا الوقت وأنت تقول فيه سأقوم وأصلي الضحى قبل أن يأتي الظهر، ثم تأتي الساعة العاشرة ثم العاشرالعاشرة والنصف ٠٠٠٠٠٠ سأقوم وأصلي الضحى قبل أن يأتي الظهر، ثم تقول : أصلا هي نافلة لا إشكال في تأخيرها !! هذه المشاعر التي تأتيك !! ما ينفع ما يصلح من أجل أن تكون محسناوأنت فاهم كون أن الله أيقظك وعندك القوة والطاقة وعندك سعة من الوقت أن هذه نعمة فألرم عملك بالعزم.
سنرى من نصوص كتاب الله عزوجل ما يدلك على هذا الأمر وسنناقشه بالتفصيل ؛ لأن الإبرام بالعزم هذه نقطة فيها ضعف شديد عندنا مع أن الله قد صفّد عنا كبارالشيطان، لكن بقي علينا كما ذكر أهل العلم صغارهم،وبقي المصيبة الأعظم...

(١١)الإحسان في رمضان 
- نريد أن نعرف ما معنى أن يصدق الله عز وجل ؟
قال: بالاستعانة به ثم ببذل الجهد في امتثاله.
أي حتى تصدق في عزيمتك، أنت الآن تريد أن تتعلم وأن تبرم هذا الإحسان بالعزم ـ استعن وابذل، يعني يوجد عبادتين، والعبادة العظيمة المفقودة في الغالب الأولى وهي الاستعانة، أما العبادة الثانية موجودة فتجدها تتوضأ ثم تقوم وتلبس ملابس الصلاة لتصلي الضحى ثم تذهب وتأتي إلى الساعة الثانية عشر وعشرة دقائق وبعد أن يذهب وقت الصلاة تتصل هل خرج وقت الضحى أم لا؟فيحصل مثل هذا لأن هناك بذل جهد لكن النقطة الأولى غير موجودة وهي الاستعانة.
أحيانا تأتي مشاعر أني أستطيع وسأفعل وسأصلي وأعاند نفسي ثم أجد نفسي تائها لا أدري إلى أين أذهب ،لذلك كلمة (لا حول ولا قوة إلا بالله) كنز من كنوز الجنة ؛ لأنها تدفعك للقيام بالأعمال؛ لأنها تجعلك صاحب قوة للقيام بالأعمال؛ لأنك تقول لا حول لي ولا قوة على عبادتك يا رب إلا أن تعطيني الحول والقوة.
فكلما أقبلت على وقت فاضل للقيام بالعمل فلا يفتر لسانك عن قول(لا حول ولا قوة إلا بالله) لأنها تكسبك أمرين :
الأمر الأول: كنز من كنوز الجنة ذكر مبارك.
الأمر الثاني: يَدُبُّ فيك القوة والنشاط ما يناسب قوة تعلقك بالله فترى أمرا عظيما قضاه الله بأن أعطاك الله الحول والقوة.
ولا يقع في قلبك شك أنك إذا تعلقت به خذلك أبدا، قُلْهاوالزمها كلما أقبلت على عمل سواء في أمر الدنيا أو الدين وانظر آثارها على كل الحياة.
كلما أقبلت على أمر واستصعبت أمر اجعل قلبك قبل لسانك ذليلا عند الله، كن صادقا محسنا في قول لا حول ولا قوة إلا بالله ليس كلمة على اللسان فقط، بل حقيقة أنا لا أستطيع أن أقوم بعمل لو ما أعطيتني يا رب الحول والقوة، لا أستطيع أن أحرك ساكن ولا أسكن متحرك لو ما أعطيتني الحول والقوة يا رب، أنا العبد الضعيف و أنت القوي الذي تمد عبادك بالحول والقوة إن أردت مدني يا رب بالحول والقوة{فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ}.


(١٢)الإحسان في رمضان 
الآن وقت المغرب وقت ضياع عندنا، الناس يركزوا في الظهر والعصر وممكن في العشاء أما الفجر فيه النعاس ،وفي وقت المغرب نرى الأمور مخلوطة فتجد المرأة مشغولة...ماذا سأفعل وماذا سأنظف، فأنت الزم أن تطلب من الله الحول والقوة أنيجمع عليك شتات قلبك وعيّن في عقلك وقت ما تقول لا حول ولا قوة إلا بالله ماذا تريد.
يا رب اجمع علي شتات قلبي واجعلني من المحسنين في صلاتي وفي قراءتي وفي صيامي وفي قيامي بالعمل لا حول لي ولا قوة لا على القيام ولا على الإحسان إلا أن تعطيني الحول والقوة،
وكرر كرر بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله،وفي المقابل ابذل الجهد في امتثال الأمر.{لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} من حالهم الأولى، وذلك من وجوه: يعنيماذا ستفعل في الليل في القيام
لا تجلس وقت صلاة الظهر وتقول في العصر سأقرأ كذا وكذا أنت الآن ركز في العبادة لحالية لماذا ؟
لأنه {لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} من حالهم الأولى، وذلك من وجوه منها :
أنّ العبد ناقص مِن كل وجه، لا قدرة له إلا إن أعانه الله،فلا يطلب زيادة على ما هو قائم بصدده،
يعني ركز في الشيء الذي أن تقوم به.
ومنها: أنّه إذا تعلّقت نَفْسه بالمستقبل ضَعُف عن العمل بوظيفة وقته وبوظيفة المستقبل.
يعني لا تفكر في المستقبل؛ لأنك لو فكرت في المستقبل فإنك لا تقوم بالذي أنت تقوم به الآن ولا بالمستقبل؛ لأنك تضعف.
أما الحال  فلأن الهمة انتقلت عنه إلى غيره.
أي أن عقله وهمته انتقلت من صلاة الظهر إلى صلاة العصر والعمل تبعا للهمة.
وأما المستقبل  فلأنه لا يجيء حتى تفتر الهمة عن نشاطها فلا يُعان عليه.
إذًا تعبد الله عز و جل كل وقت بوقته.
ومنها: أنّ العبد المؤمِّل للآمال المستقبلة، مع كسله عن عمل الوقت الحاضر، شبيه بالمتألي الذي يجزم بقدرته على ما يستقبل مِن أموره، فأحرى به أن يُخذَل ولا يقوم بما همّ به ووطّن نَفْسه عليه.
أي أن شخصا كسلان، يقول : في الليل سأفعل كذا وكذا،وفي المستقبل كذا، بعد المغرب سأفعل كذا وكذا، نقول أن هذا يجزم أن عنده القوة، إذن افعل ما أردت فعله الآن. 
إذًا إبرام العزم يكون وقتيا حاليا كل عمل بوقته.
تبرم عزمك بالاستعانة و الإقدام على العمل.
فالذي ينبغي أن يجمع العبد همّه وفكرته ونشاطه على وقته الحاضر، ويؤدي وظيفته بحسب قدرته، ثم كلما جاء وقت استقبله بنشاط وهمِّة عالية مجتمعة غير متفرِّقة، مستعينًا بربه في ذلك، فهذا حري بالتوفيق والتسديد في جميع أموره.

(١٣)الإحسان في رمضان
لما تقوم الفجر وتصلي سنتها وتصلي الفرائض ثم تجلس تذكر الله الوظيفة الآن أن تذكرلا تقول أول ما أنتهي أفتح المصحف وأقرأ كذا وكذا،الآن أنت اجمع قلبك على الذكر الحالي،لا تتكلم عن الخطط المستقبلية،وعندما تفرغ اطلب من الله أن يعطيك الحول و القوة أن تفتح المصحف و تقرأ كذا وعندما ما تفرغ اطلب من الله الحول والقوة على أن تصلي ركعتين، فكل عمل بعينه ؛
من أجل أن تجمع قلبك على الإحسان ؛لأن أحد مظاهر الكسل أن تتأمل أن تفعل العمل في المستقبل وأنت تارك للوظيفة الحالية. 
إذا ثلاثة في الإحسان في العمل :
 (1) تهذيبه بالعلم.
 (2) إبرامه بالعزم.
 (3) تصفيته من العقم.
نحن لا زلنا في إبرامه بالعزم. 
انظر إلى جهة أخرى:قال ابن القيم رحمه الله:"أَنّ الرّجْلَ إذَا حَضَرَتْ لَهُ فُرْصَةُ الْقُرْبَةِ وَالطّاعَةِ فَالْحَزْمُ كُلّ الْحَزْمِ فِي انْتِهَازِهَا وَالْمُبَادَرَةِ إلَيْهَا وَالْعَجْزِ فِي تَأْخِيرِهَا وَالتّسْوِيفِ بِهَا وَلَا سِيّمَا إذَا لَمْ يَثِقْ بِقُدْرَتِهِ وَتَمَكّنِهِ مِنْ أَسْبَابِ تَحْصِيلِهَا فَإِنّ الْعَزَائِمَ وَالْهِمَمَ سَرِيعَةُ الِانْتِقَاضِ قَلّمَا ثَبَتَتْ".
لذلك جمِّعها على نفسك في نفس وقت العمل."وَاَللّهُ سُبْحَانَهُ يُعَاقِبُ مَنْ فَتَحَ لَهُ بَابًا مِنْ الْخَيْرِ فَلَمْ يَنْتَهِزْهُ".
يعاقبه بماذا ؟
"بِأَنْ يَحُولَ بَيْنَ قَلبه وَإِرَادَتِهِ فَلَا يُمْكِّنُهُ بَعْدَ من إرادته عقوبة له".حتى نفهم المسألة، لو تركت اليوم سنة المغرب لسبب ليس مقبول أو لسبب لا قيمة له، ثم فعلته غدا وبعد غد فعلته كل هذه الأيام باختيارك، بعد بعد غدا لن تستطيع أن تقوم به، يمنعك الله بمانع لاتستطيع تغييره ؛
لأن الله عزوجل قال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِلذلك ابن القيم يقول لك: أَنّ الرّجْلَ إذَا حَضَرَتْ لَهُ فُرْصَةُ الْقُرْبَةِ وَالطّاعَةِ فَالْحَزْمُ كُلّ الْحَزْمِ فِي انْتِهَازِهَا  وإذا لم ينتهزها وَاَللّهُ سُبْحَانَهُ يُعَاقِبُ مَنْ فَتَحَ لَهُ بَابًا مِنْ الْخَيْرِ فَلَمْ يَنْتَهِزْهُ فالله يعاقبه بأن يحول بين قلبه وإرادته،فلا يمكِّنه بعد من إرادته ؛ عقوبة له فمن لم يستجب لله و للرسول إذا دعاه حال بينه وبين قلبه، فلا يمكنه استجابة بعد ذلك.
إذًا أنت من أول الأمر من أجل أن تكون محسنا لا بد أن تعتني بكل الفرص التي تأتيك
معنى ذلك أن الإحسان سيكون طول الوقت مهم.
كل ما أتتك فرصة اجمع قلبك على الإحسان فيها اجمع قلبك على قراءة الفاتحة محسنا وعلى التكبير محسنا ؛ لأنك إذا تركت جمع قلبك وأنت مختار كسلان فغدا لن تستطيع أن تجمعه لن تأتيك فرصة الجمع،وهذا من مكائد الشيطان عادة،فلو صليت الظهر جيدا وأنت جامعا قلبك ووجدته، يأتيك العصر ويقول لك : يكفيك الظهر، أحسنت بما فيه الكفاية.
هذا الكلام سببه أن الإنسان يرى أن الإحسان تَفضُّلمنه،أي أنه لا يلزمه الإحسان فقط يقوم بالعمل ويرميه ليس كأنه مطلب وعبادة وقربى؛ لأن العبد ما له من صلاته إلا ما يعقل، فإذا ما كنت محسن ولم تعقل فالجزء الذي لم تعقل فيه ليس لك.
معنى ذلك أن العبد لا بد أن ينظر إلى مسألة الإحسان وجمع القلب وقت القيام بالعبادة على أنها نعمة من الله يجب اغتنامها.
أنت الآن تمكنت من الإحسان وعقلك صافي اجمع قلبك على الإحسان سترى أن من عطاياه أنه يجمع لك قلبكبعد ذلك منة منه ولذلك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، أنت الآن و أنت في رخاء اجمع قلبك وابذل جهدك وستأتيك الشدة وقت المغرب ؛ لأن المغرب من الشدائد التي نمر بها، وقت ما تشعر فيه أنك ضائع تجد أن الله لمَّ عليك شعث قلبك.
لأنك كنت محسنا فلابد أن يكون جزاء الإحسان الإحسان ويجمع عليك قلبك ويذكِّرك بالطاعة ويفهمك ويجعل قلبك ارق ما يكون.
كلما سرت في طريق الإحسان كلما زاد القلب رقة و انتفاعا.

(١٤)الإحسان في رمضان 
الإحسان في العمل يكون بثلاثة :
 (1) تهذيبه بالعلم.
 (2) إبرامه بالعزم.
 (3) تصفيته من العقم.
بقي علينا الأمر الأخير الخطير و هو :تصفيته من العقم ، مما يجعله عقيما
الإنسان يأتي بحسنات أمثال الجبال، ثم يقع منه أنواع الكبائر التي تهلكه وتهلك هذه الحسنات، فانظر إلى جريمة مثل:
جريمة المنّ:كثير من الناس أعطاهم الله عز وجل حب للإحسان إلى العباد !! عندهم مال وفرص يستطيعون أن يحسنون بها ودائما بيوتهم مفتوحة لكن قلوبهم ممتلئة مَنَّا على الناس، فانظر إلى جبال الحسنات التي تراه كلها تذهب بهذا المنّ! 
انظر عندما يكون شخص عنده بستان وكله خضرة ، ثم تصيبه نارا فتحرقه، هذا مثل حسنات عبد بذل الجهد و أطعم الطعام ثم صلى و الناس نيام ثم أصبح ممتنا على الخلق!
هذا المَنّ التي هي الكبيرة ممكن أن تكون باللسان أوبالجنان، والجنان أهون حالا من اللسان لكنها محرقة للحسنات كلها، يجعل الجهد الطويل الذي بذلته يذهب. 
ومثله أيضا أن يأتي عبد بكبيرة الغيبة،
بكبيرة النميمة يطلق لسانه بعد جبال من الحسنات.

(١٥)الإحسان في رمضان 
ولذلك نرى نوع من التنافس لم تسمح به الشريعة لكن خُدعنا به ترى كثير من الناس يتسابقون و يتبارون معا، مَن ْأكثرهم يختم أو يذكر فدائما عقلك بدلا من أن يكون معلقا برضا الله يكون معلقا بسبقهم ثم تسبقهم فتعجب بنفسك،تكون أهلكت نفسك تجد نفسك محاطا بالكبائر يعني في لحظة تقع في المنّ وفي لحظة تقع فيالكبر وفي لحظة تقع في العجب، وكل هذا من أمثال الذرة التي تدخل فتتركها و تستجيب لها مباشرة . 
نريد الحل؟!
أُصبت بأحد أسباب العقم التي تقطع عليك آثار إحسانك ،فماذا عليك أن تفعل ؟
عليك بالثلاث :
١) سرعة العود والتوبة والإنابة
 لا تبطئ ولا تطيل مباشرة في لحظة شعرت أنك أحسن من هؤلاء مباشرة بدون تفكير بدون ما تحلل المسألة أنيب إلى ربك استغفره، اعترف بفضله، أعد على نفسك أنك بدون حول الله وقوته لا شيء وأنه امتن عليك وأعطاك، ذكر نفسك بأصل الأمر بأصل ضعفك و انكسارك و ذُلَّك.
كثيرا ما يصاب العبد بقواطع الطريق فيُختبر هل يعود بسرعة إلى ربه أم يستمر وينسى فأول الأمر أسرع بالتوبة والإنابة.
2) مباشرة عالج نفسك وعالج هذه الثغرة بعبادات زائدة.
هذه العبادات لم تكن تسير فيها، يعني أنت تقرأ جزءمثلا بعد كل صلاة ثم أُصبت بعجب أو أُصبت بكبر أوبحسد أو وقعت في أحد هذه الكبائر المصائب مباشرة اقرأ جزئين أو ثلاثة أو تَصدَّق أو قم فأحسن لأي أحد تستطيعه أو سارع إلى بر الوالدين وأكثر من برك دائما أوابحث عن أي طريق تسد به هذا الخلل الذي وقع منك ؛ من أجل أنك تخاف أن يغضب عليك الله فتخرج من حِمٓاه.
فهذه حال شخص متعلق يريد رضا الله و يخاف أن زلة تمنعه عن رضاه فيعود يتوب ويستغفر وبسرعة يقوم بأعمال عل الله عز وجل ينظر له نظر الرحمة فيرحمه و يقبله ويقربه.

(١٦)الإحسان في رمضان 
ماذ تفعل إذا أصبت بأحد أسباب العقم( حسد، عجب، كبر ٠٠٠) ؟
1) التوبة الاستغفار:
لا أن تقول استغفر الله بكل برودلا بد أن تشعر نفسك أنك ارتكبت جرما يهدم لك جبلا من الحسنات ؛ لأن العبد يأتي بحسنات أمثال الجبال ويأتي وشتم هذا وأخذ مال هذا وضرب هذا ونحن أغلب الوقت في مواقف مثل هذه ما نشعر فهذه تهلك العبد، وهذا الكلام يقال للكبائر و للصغائر.
لأنه كما مثل النبي صلى الله عليه وسلم مثل الصغائر بقوم نزلوا وادي وأرادوا أن ينضجوا طعامهم فأتى هذا بعود وهذا بعود ـ بخشبة صغيرة ـ فجمعوها وأشعلوا بها النار فأنضجت الطعام هذا مثل سيئة من هنا وسيئة من هنا،صغيرة من هنا وصغيرة من هنا ثم هذه حسناتك التي في القدر تحترق، فأنت سارع بالتوبة . 
2) سارع إلى عمل جديد ما كنت تعمله عَلَّه يسد ثغرة في خطأ. 
3) كن دائما مستغفرا سواء شعرت بذنبك أو لم تشعر؛لأن الخلل من طبع البشر ولهذا نحن بعد أن ننتهي من الصلاة نستغفر الله.
فأكثِر من الاستغفار يُزال عنك ما لا تدركه من أخطاء ؛لأن هناك ما لا ندركه من أخطاء فنمشي وندفع الناس،ونمشي بالحرم ونجد أنفسنا ندفع امرأة كبيرة دون أن نشعر فالزم الاستغفار علَّ كثرة الاستغفار تكون سببا لمحو الذنب.
ماذا نفعل وقتما نجد فتورا في نفوسنا ؟


يتبع..
معلمتي أم المنتصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق