السبت، 30 مايو 2015

من يومياات مقصر في حق ربه


وصلتني رسالة دعوية لحضور حفل تأهيلي لكل طالبة مستجدة للسنة القادمة بمدرسة تحفيظ القرآن الكريم بالقنفذة-فلبيت الدعوة.

واثناء حضوري جلست بجانبي أخت من الجنسية المصرية وتبادلت معها اطراف الحديث والذي شجعني على محادثتها كثرة بسماتها ...وخصوصا بسمتها العريضة عند دخولها القاعة.

عندما اقتربت منها اكثر قالت لي كم تحفظ طفلتك من القرآن ...قلت قصار السور التي تعلمتها في الروضة فقط....قالت انا وزوجي نحفظ القرآن كاملا واطفالنا في الطريق.

تقول انا وزوجي تخرجنا من الازهر الشريف بمصر...ولقب ازهري شئ جميل اي دخلت قسمها في الجامعة للتخصص بشرط وهو حفظ القرآن كاملا....قبل الجامعة والالتحاق بها حفظت هى وزوجها القرآن...وتعمقت في الدراسة كل سنة ثلاثين مادة وتجيد القراءات السبع للقرآن الكريم. 

ولها عشر سنوات بالقنفذة لتعليم النساء القرآن يوميا من العصر للمغرب وزوجها دكتور عقيدة بكلية القنفذة.

قلت لها:الا تنسين الذي حفظتي
قالت:لابد من مراجعة يوميا.
قلت: كيف طريقتك في المراجعة يوميا:قالت اصلي الفجر واجلس بعد الصلاة اراجع حوالي ستة اجزاء تلاوة فقط الى وقت الضحى...وزوجي هكذا..وفي المساء نراجع اجزاء التلاوة التي تليناها في الصباح...نراجعها لبعض غيب في المساء وهكذا يوميا.

بهذة الطريقة اليومية لاينسى.

وقالت لي:ان من استعداداتها لرمضان قرار انها لاتدخل المطبخ لالعمل فطور او سحور..قلت لماذا؟قالت:حتى لاتضيع ساعات رمضان في المطبخ نريد ان نقضيها مع القرآن....تقول رغم استيائنا الشديد من اكل المطعم لكننا مجبرون وزوجها يرفض دخولها المطبخ حتى تتفرغ للتسميع له وللمراجعة ولختم القرآن غيب 15ختمة او اكثر.

تقول رمضان اجازة لي ولزوجي من العمل والاهل في مصر ينتظرون عودتنا وكل السبل ميسرة للسفر لكن رفضنا السفر بحجة ان الاجتماع بالاحباب يلهينا عن القرآن ونختم مرتين في مصر..فلذلك قررنا البقاء.

قلت ما الدافع الداخلي لهذا العمل الجبار؟؟؟قالت انا وزوجي نستشعر ان رمضان هو اخر رمضان لنا..ونوقن انه قد لايعود علينا.

عند ختام الحفل امسكت بجوالي لاكتب رسالة حول اية كالتي ارسلها لقائمتي وكانت بجانبي وقالت دعيني اقرآ الاية وماذا كتبتي...ناولتها الجوال وتغير لونها تحول للوردي واقشعر جسمها وبدت في مقدمات الرعشة...واسقطت دمعا...ثم ابتسمت ....قلت لها ماالسبب الكلام ليس بغريب....قالت ماانا فيه من عظمة القرآن ...فسكت عن حوارها ولانني استحضرت قوله تعالى:الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد》.

فرجعت مطأطأه الراس من شتان مابين الفكرين..فكرتها شهر رمضان لاتدخل المطبخ وتأكل من المطعم وانا ذهب بي التفكير كيف ادارتي هذا العام في المطبخ وماسوف اقدمه وماينقصني وعقدنا ان لانأكل من المطعم.


مهما كانت احلامنا وطموحاتنا خائبة.....الا أنني تعلمت درسا

معلمتي أم المنتصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق