قال الله تعالى: {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا
زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ
لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].
وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ
كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ
أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ
بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179].
مرض البدن:
خروجه عن اعتداله الطبيعي لفساد يعرض له،
يفسد به إدراكه، وحركته الطبيعية.
- فإما أن يذهب إدراكه بالكلية كالعمى والصمم،
- وإما أن ينقص إدراكه لضعف في الآلات،
- وإما أن يدرك الأشياء على خلاف ما هي عليه
كما يدرك الحلو مرًا، والطيب خبيثًا.
- وأما فساد حركته الطبيعية
فمثل أن تضعف قوته الهاضمة، أو الماسكة،
أو الدافعة، أو الجاذبة. فيحصل له من الألم بحسب خروجه عن الاعتدال، وسبب هذا الخروج عن الاعتدال:
- إما فساد في الكمية
..
- وإما فساد في الكيفية.
1فالأول: إما لنقص في المادة فيحتاج إلى زيادتها،
وإما لزيادة فيها فيحتاج إلى نقصها.
2والثاني: إما بزيادة الحرارة، أو البرودة، أو الرطوبة،
أو اليبوسة، أو نقصانها عن القدر الطبيعي. فيداوى بمقتضى ذلك.
والصحة تقوم على ثلاثة أصول:
- حفظ القوة ..
- والحمية عن المؤذي
..
- واستفراغ المواد الفاسدة.
ونظر الطبيب دائر على هذه الأصول الثلاثة.وإذا عُرف هذا فالقلب محتاج إلى ما يحفظ عليه قوته
..وهو الإيمان والطاعات.
- ومحتاج إلى حمية من الضار المؤذي
..وذلك باجتناب الآثام والمعاصي .. وأنواع
المخالفات.
- ومحتاج إلى استفراغه من كل مادة فاسدة تعرض
له،وذلك بالتوبة النصوح ولزوم الاستغفار.
ومرض القلب:
هو نوع فساد يحصل له، يفسد به تصوره للحق،
وإرادته له،
- فلا يرى الحق حقًا،
- أو يراه خلاف ما هو عليه،
- أو ينقص إدراكه له، وتفسد به إرادته له. فيبغض الحق النافع،
- أو يحب الباطل الضار،
- أو يجتمعان له وهو الغالب.
ولما كان البدن المريض، يؤذيه ما لا يؤذي
الصحيح، من يسير الحر والبرد والحركة،
فكذلك القلب إذا كان فيه مرض آذاه أدنى
شيء من الشبهة أو الشهوة، وحتى لا يقوى على دفعها إذا وردا عليه.
والقلب الصحيح يطرقه أضعاف ذلك فيدفعه بقوته
وصحته.
- وإذا أظلم القلب رأى المخلوق يفعل،
- وإذا استنار القلب بالإيمان رأى الفاعل
الحقيقي هو الله وحده.
وبقدر قوة اليقين بعظمة الله،تكون قوة الإيمان، ثم تكون قوة الأعمال،ثم حصول البركات.
وأعظم أسباب مرض القلب هي:
- الغفلة عن الله ..
- والغفلة عن أوامر الله
..
- والغفلة عن اليوم الآخر.
* فالغفلة عن الله سببها قلة ذكره، وتعلق
القلب بغيره من المحبوبات.
* والغفلة عن أوامر الله سببها عدم الرغبة
فيها، وإيثار الشهوات عليها، وتعلق القلب بالهوى والشيطان.
* والغفلة عن اليوم الآخر سببها قلة المذكر
بالموت والحشر، والجنة والنار.
وإذا تمت الغفلة بأركانها الثلاثة
..
- ثقلت على العبد الطاعات
..
- وشمرت النفس للمعاصي
..
- وآثرت الدنيا على الآخرة
..
- وقدمت الشهوات على أوامر الله
..
- وتجاوزت العدل إلى الإسراف
..
- وقدمت مراد النفس على مراد الرب
كما قال سبحانه:{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ
خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا
} [مريم: 59].
موسوعة فقه القلوب
جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن
والسنة
معلمتي أم المنتصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق