الخميس، 6 أغسطس 2015

ما معنى:((نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي ))



أيها المؤمن: ألست تطمع أن ينضِّر الله لك وجهك ؟ ألست تطمع أيها المؤمن أن تكون ممن تصيبهم هذه الدعوة الكريمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:((نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي ))
ومعنى نضَّره الله؟: أي كسا وجهه بالنُّضرة والحسن والبهاء ، حسناً في ظاهره وحسنا في باطنه أما باطنه فقد زان وحسن بالسنة ولزومها وحفظها والمحافظة عليها والتذَّ قلبه بذلك وأنِس غاية الأنس بهذا الأمر العظيم ، وأما جماله في باطنه فإنه أثر مبارك من آثار استجابته لسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ولزومه لهديه الكريم صلوات الله وسلامه عليه .

ثم تأمل - أيها المؤمن - هذه الكلمات:
((نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا )) أربع كلمات فعليك بهن ينفعك الله تبارك وتعالى بهن نفعاً عظيما ((سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا ))؛ ولهذا أخذ أهل العلم أن العناية بالسنة لها رتب أربعة دل عليها هذا الحديث العظيم :
                            
                          تأملات في حديث ((نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي )) 
أما الرتبة الأولى:
فسماع حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، وهذا يتطلب منك أيها المسلم أن تعطي السنة وقتاً من حياتك لتسمع أحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، ولا يليق بك أن تمر بك الأيام تلو الأيام والشهور تلو الشهور وليس للسنة من وقتك لسماعها والإفادة منها .

والمرتبة الثانية: 
في قوله عليه الصلاة والسلام:((فَوَعَاهَا ))؛ فإذا سمعت الحديث فاحرص على فهمه، واحرص على أن يعيه قلبك، وأن تفهم عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قوله.

تأملات في حديث ((نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي ))
 
ثم تأتي الرتبة الرابعة وهي: 
إبلاغ هذا الخير إلى الغير، ولهذا قال ((وَبَلَّغَهَا )) ، فتحفظ سنته وتعيها وتحافظ عليها وتبلّغها لعباد الله فتفوز بهذه الدّعوة المباركة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أخي المسلم: لا تقل إن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة ولا سبيل لي إلى حفظها، ولا سبيل لي إلى العناية بها فإن هذا من تخذيل الشيطان، وإنما الواجب عليك أن تتقي الله ما استطعت، احفظ حديثا أو حديثين أو ثلاثة أو زد إلى عشرة أو زد على ذلك مجاهداً نفسك على حفظ أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والعناية بها وأنت على خير ما دمت على ذلك , وإياك والتفريط والإضاعة.
عباد الله: 
تأملوا رعاكم الله قول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا السياق المبارك (( ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ ، وَمُنَاصَحَةُ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ ، فَإِنَّ الدَّعْوَةَ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ ))؛ تأمل هذه الكلمات الثلاث فإنها - إي والله - من نفائس العلم ودرره ومن جميل التوجيه وبهيِّه وحسَنه من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، أرشدك في هذا السياق المبارك إلى حفظ السنة والعناية بها ورعايتها ثم دلَّك إلى هذا المقام العظيم بقوله عليه الصلاة والسلام:(( ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ:إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ،وَمُنَاصَحَةُ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ ))

فاحفظ هذه الكلمات الثلاث، احفظها حفظاً جيدا، وافهمها فهماً حصيفا، وعليك بالعناية بها علما وعملا وتطبيقا؛ فإنها من جملة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي دعا صلى الله عليه وسلم لمن حفظها وحافظ عليها وبلغها بالنضرة والحسن والبهاء .

بإذن الله ....معلمتي أم محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق