قيل : إن الله تعالى أمر نبيه إبراهيم عليه
السلام أن يؤذن للناس بالحج ، وأن إبراهيم دعا الناس ، ولباه الذين يحجون في أصلاب
الرجال وأرحام النساء ، وأن الذين لم يلبوه لا يحجون ، ولو ملكوا القناطير المقنطرة
من الذهب والفضة لا يحجون .
هل هذا صحيح أم لا ؟
الحمد لله
"أمر الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام بعد
انتهائه من بناء البيت أن يؤذن للناس بالحج ، فقال تعالى : (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ
بِالْحَجِّ) الحج/27 ،
قال ابن كثير في تفسيرها : أي ناد في الناس داعياً لهم إلى الحج
إلى البيت الذي أمرناك ببنائه ، فذكر أنه قال : يا رب كيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم
؟ فقال : ناد وعلينا البلاغ ، فقام على مقامه ، وقيل على الحجر ، وقيل على الصفا ،
وقيل على أبي قبيس (جبل قريب من الكعبة) ، وقال : يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتاً
فحجوه ، فيقال : إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض ، وأسمع من في الأرحام
والأصلاب ، وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر ، ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة
: لبيك اللهم لبيك .
هذا مضمون ما ورد عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد وابن جبير وغير
واحد من السلف ، والله أعلم ، وأوردها ابن جرير وابن أبي حاتم مطولة . انتهى كلام ابن
كثير رحمه الله تعالى . والله أعلم بحقيقة الواقع
أما الأذان
فلا شك فيه ؛ لأن القرآن الكريم نص عليه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد
وآله وصحبه وسلم" انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
.
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الشيخ عبد الله بن غديان
الشيخ عبد الله بن قعود
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء"
(11/8-10)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق