
وهذا ما علمنا أياه القرآن من قصة موسى
عليه السلام عندما أمره الله بأن يذهب إﻻلو فرعون في قوله تعالى:﴿اذهَب إِلى فِرعَونَ
إِنَّهُ طَغى﴾ [طه: ٢٤]
أخبره بأنه ( طغى ) ومع ذلك لم يرفض
!

موسى عليه السلام طلب من الله أمور تُعينه
، فهو لم يتردد في هذه المهمة لكنه طلب من الله الإعانة بـ انشراح الصدر لأن فرعون
طاغية فمن الطبيعي أن ينقدح في روعه خوف و تردد .

فنحتاج إلى أن يشرح الله صدري لتدريس هذه
المادة ، واحتواء هؤلاء الطالبات ؟!


نطلب من الله أن يشرح صدورنا لهذه المادة
، تلقيها و تعلمها ؟!

أن يحل العقبات التي قد تأتي
'

هل طلب ذلك ليكون خطيباً و يستعرض أمام
الناس ؟
أبداً ، أنما يريد أن يكرن هذا الحل للعقدة
سبباً في فهم هذا المدعو لقوله ،
وكذلك أنتِ أيتها المعلمة ، ولماذا أنتِ
خاصة يا مُعلمة القرآن ؟
لأنك صاحبة رسالة عظيمة و لأنكِ معلمة قرآن
و كفى بكِ شرفاً


الحلقات القرآنية تعتبر مدرسة تربوية متكاملة
تسعى لتكوين شخصية متزنة في الفكر و المنهج و السلوك و التطبيق
.
لو راجعت كل معلمة حالها من بداية العام
و تساءلت بينها وبين نفسها :
ما أهدافي مع الدارسات ؟
ما أهدافي التربوية و الدعوية معهن ؟
و غيرها الكثير الذي سيجعل ذلك دافعاً في
التفكير لرسم أهداف خاصة ،


لو سألكِ أحد ما اسم العمليات التي ينبغي
أن تقومي بها في حلقتك ؟
تعليم ! تدريس ! أو تحفيظ ! ولماذا ؟
واقعنا الآن للأسف أكثره يعتمد على ( التسميع
) حفظٌ بالبيت أما مع الوالدين أو بجهد شخصي ، ثم تأتي الطالبه لمعلمتها أو شيختها
و تسمع ما حفظته !

اسألي نفسكٍ بصدق !
هل أشعر بعظمة القرآن الذي بين يدي ؟!
أجزم أن الجواب : نعم
"
لكن نحن لا نريد الجواب القولي
!
نريد الجواب الفعلي الواقعي
'
هل تصرفاتنا من خلال تدريسنا للقرآن تُشعر
بعظمته !


معلم متميز = حلقة متميزة
المعلم هو قلب العملية التربوية و التعليمية
.
اسألي نفسكِ :
لماذا اخترت أن تكوني معلمة لكتاب الله
؟
لماذا فضلت هذه المهنة و الوظيفة على غيرها
من الوظائف ؟



بل هي مربية و داعية بأخلاق القرآن و تعاليمه
.
هي معلمة للدار كلها
.



العلم نفسه يكسبك سمت خاص و لابد أن يظهر
على شكلك "
حضري المادة العلمية بشكل جيد ، بشكل متين
ضعي في ذهنك قبل أن تدخلي الفصل أن تحضري
تحضيراً جيداً لمقابلة الجمهور و الانتهاء منه

تجنبي الاعتذار في بداية الوقت و أجليه
لآخر الوقت .
اسردي قصة في البداية أو فكرة جيدة حتى
تحوزين على عقول الطالبات .
النهاية اجعليها تشويق للطالبات للدرس القادم
،


هذا منهج النبي ﷺ
لابد أن نطبق عملياً قبل العمل و بعد العمل
و أثناء العمل

إن [ يحبهم ] هي نقطة البداية في حبهم له
فالمعلمة المستشعرة المسؤولية تجاه طالباتها
و المحبة لهن و لحلقتها و رسالتها التي تؤديها سيحبونها طالباتها ولا بد
.


الحرص و الإهتمام دافع للعطاء و البذل أكثر
من الأخذ و انتظار المقابل
اجتهدي في إيصال النفع الدنيوي و الأخروي
لهم دون انتظار مردود

النبي ﷺ تعامل مع جميع النفسيات


لا تتلعثمي و تتردي مادمت صاحبة علم
!


سلامة الاعتقاد / ملازمة ذكر الله / الإخلاص
و عدم الرياء / صحة المقصد

الطالبة تفرح بمناداة اسمها كامل و حفظك
له .

ربها / نفسها / أهلها
فالموفقة التي تحفظ معادلة التوازن فتعطي
كل جانب حقه

الاستعانة بالله
الدعاء
التوازن يحتاج إلى بصيرة من الله و ظلمة
المعاصي سبب في طمس هذه البصيرة
التنسيق مع الزوج أو الأب أو ولي الأمر بخصوص هذا العمل الدعوي
تنظيم الوقت و البعد عن كل ما يضيعه
تفهم الواقع الذي تعيشه
ألا يستهلك العمل الدعوي كل وقتك و تفكيرك
الحكمة و الهدوء في حل المشكلات ومحاولة
تفاديها قبل حدوثها


لأن الفعل أكثر أثراً من القول

فصلاح البيت و الأسرة داعم للمعلمة القرآنية
للاستمرار و مساعد للثبات

المعلمة التقية تستعين دوماً على تقويم
روحها و تزكية نفسها بين دوام العبادة و المحاسبة و استحضار خشية الله

مثل : كثرة المزاح / الغياب بلا عذر / قبول
الهدايا من الطالبات / اللباس داخل و خارج الدار
إذا تعارضت واجباتك الأسرية مع عملك بالدار
فالواجب تقديم الأسرة على واجبات الدار .

تذكري أنك معلمة و متعلمة في الوقت نفسه
و ليكن في قناعتك أن طلب العلم لا ينقطع و لا شبع منه





كوني الأم و الأخت و الصديقة
تبسطي في الحديث مع الدارسات دون فقدان
الأحترام و الهيبة
اسأليهن عن همومهن و ناقشيها
تحدثي معهن عن سيرة النبي ﷺ و قصص السلف الصالح
كوني تلك المعلمة التي يبقى أثرها في ذهن
الطالبات
وزعي نظراتك بين الدارسات حتى تُشعري كل دارسة بأنها
موضع اهتمامك و عطفك ورعايتك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق