الأحد، 4 أكتوبر 2015

الوفاء



كنت اعمل في التجارة مع صديقي سعود في مدينتنا الحبيبة بريدة (ويحول ياللي ماله بريدة) كانت بيني وبين سعود أعمال مشتركة وكذلك لي تجارة منفصلة عن سعود

وذات يوم ذهبت لصلاة الجمعة في الجامع الكبير كعادتي فقال الإمام الصلاة على الجنازة وتسائلنا من المتوفي فإذا هي الصدمة إنه صديق العمر سعود.

توفي بسكتة قلبية رحمه الله في الليل ولم اعلم بالخبر كان هذا الحادث عام 1415 قبل الجوالات ووسائل الإتصال السريعة .

 صدمت بشدة وصلينا الجنازة على حبيبي وقرة عيني وصديق عمري رحمه الله وبعد شهور من الحادث بدأت أصفي حساباتي المادية مع أبناء سعود وورثته.

 وكنت أعلم أن سعود رحمه الله عليه دين بمبلغ 300 الف ريال لأحد التجار فطلب مني التاجر أن أذهب معه للشهادة بخصوص أوراق الدين عند أبناء سعود وحيث إن الدين لم يكن مثبتا بشكل واضح لإنه تم عبر عدة صفقات لم يتضح تماما لأبناء سعود هل والدهم سدد ثمن الصفقات أم لأ وبشهادة التاجر وشهادتي إنه لم يسدد ولكن أبناء سعود رفضوا التسديد مالم يكن هناك أوراق ثابته تثبت أن والدهم لم يسدد أي جزء من المبلغ ولأن العلاقة التي بيننا كتجار تحكمها الثقة الكبرى لم يوثق ذلك التاجر مراحل التسديد بوضوح ولم تؤخذ بشهادتي

وصارحني أبن سعود قائلا لم يترك لنا والدي سوى 600 الف ريال فهل نسدد الدين الذي لم يهتم صاحبه بإثباته ونبقى بلا مال

دارت بي الدنيا وتخيلت صديقي سعود معلق في قبره بدينه
كيف أتركك وأتخلى عنك ياصديق الطفولة وياشريك التجارة

بعد يومين لم أنم بهما وكلما أغمضت عيناي بدت لي إبتسامة سعود الطيبة المريحة
عرضت محلي التجاري بما فيه من بضائع للتقبيل والبيع وجمعت كل ما املك وكان المبلغ 450 الف ريال فسددت دين سعود وبعد أسبوعين أعاد لي التاجر الدائن لسعود مبلغ 100 الف وقال إنه تنازل عنها عندما عرف إني بعت بضاعتي ومحلي من أجل التسديد عن صديقي

التاجر الدائن ذكر قصتي لمجموعة من تجار بريدة فإتصل بي
أحدهم وأعطاني محلين كان قد حولهما لمخزن وذلك لأعود لتجارتي من جديد وأقسم لي أن لا أدفع ولا ريال

وما إستلمت المحلين ونظفتهما مع عمال هنود فإذا بسيارة كبيرة محملة بالبضائع نزل منها شاب صغير في الثانوية وقال هذه البضائع من والدي التاجر فلان
يقول لك عندما تبيعها تسدد لنا نصف قيمتها فقط والنصف الباقي هديه لك وكل ما احتجت بضاعة لك منا بضايع على التصريف ..

أشخاص لا أعرفهم بدأوا بمساعدتي من كل مكان وإنتعشت تجارتي بأضعاف ماكانت قبل تلك الحادثة

 الان في رمضان 1436 .. 
والحمدلله أخرجت زكاة مالي ثلاثة ملايين ريال

تعليق:
 كم منا يمكن أن يبيع ملكياته: بيت - محل - سيارة .. لأجل صديق ؟
 أولاده فلذات أكباده لم يكترثوا بسداد دين والدهم طمعا في الورث، والصديق الذي كان بمثابة الأخ المخلص ضحى بباب رزقه حتى لا تمر على صديقه ليلة في قبره دون أن يقضي عنه الدين ، و الكريم سبحانه عوضه و فتح له أبواب رزق أخرى، رب ارزقنا صحبة صالحة تعيننا بعدك على طريق الاستقامة والهداية و يدعون لنا بعد الممات.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق