رأى أحد العُبادّ بهيمةً تعسرت ولادتها،
واعترضَ جنينها في بطنها، وهي بهيمة لا تعرف أن تشتكي أو تتكلم ولكنها ماذا فعلت؟؟
رفعت عينيها إلى السماء وذرفت دموعها..
فلما رآها العابد بكى وقال:
حتى البهائم صمدت لربها ونحن لم نصمد..!
كم وكم من لحظات كربٍ وضيقٍ وأوجاعٍ ومصائب
مرت علينا ولم نحقق فيها عبودية الصمدية لله...؟!
لجأنا للخلق، وطرقنا أبوابهم، وتذللنا لهم،
وانتظرنا عطاءهم، ونسينا أو تغافلنا، ولربما ثقُلَ علينا أن نصمد لربنا...
تعودت قلوبنا على الالتفات للخلق، والأسباب،
والواسطات، ونسينا الصمد المقصود.
كيف نربي أنفسنا على عبودية الصمدية؟
فرغ قلبك من الناس ومن الأسباب،
فكل من هم حولك سيأتي وقت وتستغني عنهم،
ولكن الله عزوجل لا غنى لك عنه طرفة عين، ولو وقع في قلبك الاستغناء عنه بشئ معين اُبتليتَ
بما استغنيت به، فيكون هو بذاته سبب هلاكك.
اعلم أن كثرة طلب الله وسؤاله والإلحاح
عليه يُدخلك في زمرة المحبوبين عنده فالله يحب الملحين في الدعاء.
تيقن أن كل أحد هو بعيدٌ عنك مهما كان قريبا
إذا قارنته بقرب الله منك،
فالله أقربُ إليك من حبل الوريد..
فلماذا تصمدُ للبعيد وتترك الصمود لمن هو
قريبٌ منك
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ
....)
تأمّل من تريد أن تطلبه من الناس وتريد
بره ومعروفه، تحتاج أن تشرح له وضعك وظروفك وحاجتك، ولربما طلب منك أوراقا، وحدد لك
مواعيدا فتصبح معه بين ذهاب وإياب، وذلة وعناء بينما بر الله يأتيك بدون شرحٍ ولا تفاصيل
وبدون أوراق وبدون تعب وعناء، يأتيك وأنت جالسٌ في مكانك لم تتحرك منه،
فقط ارفع يديك وقل (ياصمد)، قلها بيقين ..
فــ"الكفاية ُتأتي على قدر اليقين"
...
من عظُم يقينه بربه يسر له الأسباب ولم
يكله إلى نفسه ولا إلى الأسباب..
تأمل في حال زكريا عليه السلام، لما قطع
نظره عن كل الأسباب ولغاها، واستوهب ربه وقال : "رب هب لي من لدنك ذرية طيبة"
،، وضع أملهُ كله في الله وكأنه يقول يارب أعطني وإن فُقدت الأسباب واستحالت فأنت الرب
الوهاب الذي تعطي بدون أسباب..هذا كان يقينه....
فجاءته الإجابة وجاءته الكفاية (يَا زَكَرِيَّا
إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى....)
إنه اليقين الذي يجعل العبد كلما ازداد
بلاؤه ازداد حسن ظنه بربه.
إنه اليقين الذي يجعل العبد يأتيه فرجه
من داخله ومن نفسه قبل أن يأتيه من الخارج، فلو أنه كان كتلة من الألم تتحرك على الارض
إلا أنه يستروح الفرج وكأنه يراه بين عينيه ...
أَتُراك تريد أن تعيش هانئًا طيلة حياتِك
دونَ كدرٍ وابتلاء ؟
الله -عزّ وجل- قادرٌ على ذلك؛ لكن!
ما فرق الدُّنيا عنِ الآخرة إذن ؟
يقولُ تبارك وتعالى
:
"ولنبلونّكم بشيء من الخوفِ والجوعِ ونقصٍ
من الأموالِ والأنفسِ والثمرات وبَشِّر الصابرين"
ضعها في يقين فؤادك:
أنتَ مُبتلى لا مَحالةإسأل الله العون
في أي لحظةٍ من يومك قد يأتيك اختبارٌ مفاجئ
من الله.
يبتليك بأي شيء، وقرارُ النجاح بِيَدك!
كم هو نعمة عظيمة لكننا نغفل عنها
كثير من أوقاتنا تذهب بلا فائدة
كم من ساعات وساعات نهدرها بلاجدوى
واﻷسوء من ذلك أن تمر ساعات أيامنا ونحن
نحصد بها السيئة تلو السيئة
ونسينا أن ملك الموت قريبا منا
ومع كل تقصيرنا وسيئاتنا نطمع في جنات رب
العالمين
نعم
( ان الله غفور رحيم )
(ان الله عفوا كريم )
نذكرها دائما ولكن ننسى
( ان الله شديد العقاب )
أحبتي :
الوقت نعمة عظيمة فلنبادر بإستغلالها بما
ينفعنا
هيا بنا نزرع اليوم لنحصد الثمار يوم لا
ينفع مال ولا بنون ولا حسب ولا نسب
أبواب الخير عديدة وطرق كسب الحسنات كثيرة
فلا نبخل بها على انفسنا ، ونرطب الستنا دائما بذكر الله ولا نشغل قلوبنا الا به (حب
، وطاعة، وعبادة خالصة لوجهه الكريم )
لكن أن لانجمعها في كيس مثقوب
هداني الله واياكم إلى مافيه الخير والصلاح(منقول)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق