هل على المصلي أن يقرأ السور والآيات حسب
الترتيب الذي وردت به في القرآن، بمعنى، قراءة سورة النصر في الركعة الأولى ثم سورة
الكوثر في الركعة الثانية، وهل يجوز قراءة الآيات 50-60 من سورة البقرة (مثلا) في الركعة
الأولى ثم قراءة الآيات 10-20 في الركعة الثانية؟
أرجو توضيح هذا الأمر وبيان السبب.
قراءة المتأخر قبل المتقدم من القرآن يسمى تنكيساً
وهو أقسام :
تنكيس الحروف
تنكيس الكلمات
تنكيس الآيات
تنكيس السور
أما تنكيس الحروف، فهو تقديم الحروف المتأخرة
على المتقدمة في الكلمة الواحدة ، فيقرأ - مثلاً - بدلاً من { رب }:" بر
" !
و"هذا لا شك في تحريمه ، وأن الصلاة
تبطل به ؛ لأنه أخرج القرآن عن الوجه الذي تكلم الله به ، كما أن الغالب أن المعنى
يختلف اختلافاً كثيراً ."
" الشرح الممتع لابن عثيمين " ( 3 /
110 )
أما تنكيس الكلمات، فهو أن يقدم الكلمة
اللاحقة على التي قبلها ، فيقرأ- مثلاً- بدلاً من{ قل هو الله أحد }: " أحد
الله هو قل " !
و "هذا أيضاً محرم بلا شك ؛ لأنه إخراج
لكلام الله عن الوجه الذي تكلم الله به ."
" الشرح الممتع " ( 3 / 110
)
وقال الشيخ ابن عثيمين
:
تنكيس الآيات أيضاً محرم على القول الراجح
؛ لأن ترتيب الآيات توقيفي ، ومعنى توقيفي : أنه بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم
" الشرح الممتع " ( 3 / 110
)
وأما تنكيس السور ، فهو قراء السورة اللاحقة
قبل السابقة ، فيقرأ - مثلاً - " آل عمران " قبل " البقرة " .
صحيح :
أن الترتيب ليس توقيفيّاً وإنما هو من
اجتهاد بعض الصحابة .
وأنه لا إجماع على الترتيب بين الصحابة
، إذ كان مصحف " عبد الله بن مسعود "
- مثلاً - على خلاف تلك المصاحف ترتيباً .
وفي السنة ما يؤيد الجواز:
أ. عن حذيفة قال : صليتُ مع النبي صلى الله
عليه وسلم ذات ليلة فافتتح بالبقرة ، فقلت : يركع عند المائة ، ثم مضى ، فقلت : يصلي
بها في ركعة ، فمضى ، فقلت : يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها…… رواه مسلم ( 772 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق