الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

فتــــاوى وأحكــــام فتاوى العقيدة


 حكم الغلو في محبة النبي ؟ 
الغلو في محبة الرسول بمعنى: أن يتجاوز الإنسان الحدود ويقول: إن ذلك من محبة الرسول - محرم ...لأن النبي نهى عن الغلو فيه.

ثم إن الذي يغلو في الرسول عليه الصلاة والسلام ويرفعه فوق منزلته التي أنزله الله عز وجل مدعياً أنه يحبه قد كذب نفسه ... لأن المحب يأخذ بنصائح حبيبه ويتبع حبيبه ولا يخالف حبيبه 

 والغالي في الرسول عليه الصلاة والسلام مخالف للرسول ..
 فكيف يدعي حب الرسول وهو يعصي الرسول !!؟

ولهذا نقول : من كان للرسول أشد اتباعاً فهو أصدق محبة، ..ومن خالف الرسول عليه الصلاة والسلام فقد نقص من محبته الرسول بقدر ما خالف فيه الرسول .

 ولا تغتر بهؤلاء الغلاة الذين يغلون برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وينتحلون أحاديث لا زمام لها، بل هي مما يُعلم بالضرورة من دين الإسلام أنها موضوعة مكذوبة ..
 لا تغتر بهؤلاء، وقل لهم كما قال الله عز وجل:
 ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾[سورة آل عمران ٣١].

  وأما إنشاد القصائد الحزينة وهز الرؤوس عندها، والتصفيق والخفة بزعم أن هذا من تعظيم الرسول عليه الصلاة والسلام !!

  فكل هذا مخالف للرسول عليه الصلاة والسلام، مخالف لهديه .
 فإن كنت صادقاً في محبته صلوات الله وسلامه عليه فعليك باتباعه، لا تتقاصر عنه ولا تتجاوزه، فكل خير في الاتباع، وكل شر في الابتداع.

  وإذا أردت أن تزن عملك بميزان قسط فانظر إلى الصحابة رضي الله عنهم الذين هم أقرب إلى الحق من غيرهم، وأقرب إلى رسول الله من غيرهم، حيث عايشوه وناصروه وشرّفهم الله تعالى بصحبته ..

هل عملوا هذا العمل؟
 إذا كانوا عملوه فهم على حق، وإذا لم يعملوه فهو باطل ..
 لأنه لا يمكن لخلف الأمة أن يكونوا خيراً من سلف الأمة .

وكيف يمكن ذلك وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:( خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ) ؟

 وإياك وما أُحدِث في دين الله من البدع التي مضمونها الغلو في رسول الله ..
 ثم استحضر قول الله تعالى :﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾[سورة التوبة ١٠٠].

 فرِضا الله عن الأتْباعِ لا يكون إلا إذا اتبعوا بإحسان ..
 والاتباع بإحسان، هو ألا يُقصر الإنسان عن هديهم ولا يتجاوز هديهم.
[الشيخ ابن عثيمين - من فتاوى نور على الدرب]




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق