الأحد، 3 يناير 2016

الثبات على دين الله، والاستقامة على شرعه مطلب كل مسلم صادق يريد رضا الله والجنة، ويخشى عذابه والنار


 الدرس الأول:
فإن استدامة الطاعة وامتداد زمانها نعيم للصالحين، وقرة عين للمؤمنين، وتحقيق آمال المحسنين يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم(خير الناس من طال عمره وحسن عمله)رواه الترمذي.

 الاستقامة على الطاعة والاستمرار على امتثال الأوامر واجتناب النواهي هي صفات عباد الله المؤمنين و هما أيضا هما السبيل الوحيدة للسعادة في الدنيا والآخرة
قال تعالى ( إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَـٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلَـائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِالْجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ )[فصلت: 30].
ولقد أمر الله نبيه والمؤمنين بالاستقامة وحثهم على ملازمتها، فقال سبحانه وتعالى : (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)

 من أسباب الثبات على الدين
أولًا: الإقبال على القرآن العظيم حفظًا وتلاوة وعملًا
فهو حبل الله المتين، وصراطه المستقيم، من تمسك به عصمه الله، ومن أعرض عنه ضل وغوى
كيف يكون القرآن مصدراً للتثبيت؟
لأنه يزرع الإيمان ويزكي النفس بالصلة بالله.
* لأن تـلـك الآيات تـنـزل برداً وسلاماً على قـلـب المؤمن الذي تعصف به رياح الفتنة، فيطمئن قلبه بذكر الله.

ثانيًا: الإيمان بالله والعمل الصالح
قال تعالى:﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27].
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يداوم على الأعمال الصالحة، وكان أحب العمل إليه أدومه وإن قل، وكان أصحابه إذا عملوا عملًا أثبتوه.

ثالثًا: تدبر قصص الأنبياء ودراستها للتأسي والعمل
والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿ وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ 

رابعًا: الدعاء
فاللجوء إلى الله والتضرع إليه بطلب الثبات على دينه، وزيادة الاستقامة والصلاح مسلك المؤمنين

 الدرس الثاني:
خامسًا: ذكر الله
قال جل شأنه ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )
وقال - صلى الله عليه وسلم ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت )
وقد أمر الله - تعالى - عباده بالإكثار من ذكره فقال(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيرا )

سادسًا: الدعوة إلى الله - عز وجل-
وهي وظيفة الرسل وأتباعهم.
قال تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108].

سابعًا: الرفقة الصالحة
فمن وسائل الثبات صحبة الأخيار ولزومهم والحذر من صحبة الأشرار
فمصاحبة العلماء والصالحين والدعاة والمؤمنين، والجلوس معهم، من أكبر العون على الثبات، قال تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾[الكهف: 28].

ثامنًا: الثقة بنصر الله وأن المستقبل للإسلام
روى البخاري في صحيحه من حديث خباب بن الأرت: أنه شكا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يجده من التعذيب وطلب منه الدعاء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون" صحيح البخاري برقم (6943).

تاسعًا: الصبر
فإنه من أعظم أسباب الثبات على دين الله، قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153].
(لَّوِ ٱسْتَقَـٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَـٰهُم مَّاء غَدَقاً )[الجن: 16]
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة
اللهم ثبتنا على الخير والصلاح
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق