نقول لها ما قاله
ابن القيم رحمه الله:
العارف بالله كيف
يدعو إلى الله؟؟؟
«العارف لا يأمر
الناس بترك الدنيا,فإنهم لا يقدرون على تركها,ولكن يأمرهم بترك الذنوب,مع إقامتهم على دنياهم,فترك الدنيا
فضيلة وترك الذنوب فريضة فكيف يأمرهم بالفضيلة ولم يقم الفريضة؟فإن صعب عليهم ترك الذنوب,فاجتهد
أن تحبب الله إليهم بذكر آلائه
وإنعامه وإحسانه,وصفات كماله,ونعوت جلاله,فإن القلوب مفطورة على محبته فإذا تعلقت بحبه
هان عليها ترك الذنوب,والإصرار عليها والاستقلال منها».
قال يحي بن معاذ:
«
طلب العاقل للدنيا خير من ترك الجاهل لها العارف يدعو الناس إلى الله من دنياهم فتسهل
عليهم الإجابة والزاهد يدعوهم إلى الله بترك الدنيا فتشق عليهم الإجابة»
و معرفة الله سبحانه
و تعالى نوعان:
نوع الأول:
من الناس من يعرف
الله عز و جل معرفة إقرار و هذه اشترك فيها جميع الناس
الْبر والفاجر
والمطيع والعاصي
و النوع َالثَّانِي:
معرفَة توجب الْحيَاء
مِنْهُ والمحبة لَهُ وَتعلق الْقلب بِهِ والشوق إِلَى لِقَائِه وخشيته والإنابة إِلَيْهِ
والأنس بِهِ والفرار من الْخلق إِلَيْهِ وَهَذِه هِيَ الْمعرفَة الْخَالِصَة الْجَارِيَة
على لسن الْقَوْم وتفاوتهم فيهالا يُحْصِيه إِلَّا الَّذِي عرفهم بِنَفسِهِ وكشف لقُلُوبِهِمْ
من مَعْرفَته مَا أخفاه عَن سواهُم وَقد قَالَ أعرف الْخلق بِهِ« لَا أحصي ثَنَاء عَلَيْك
أَنْت كَمَا أثنيت على نَفسك»
وَأخْبر أَنه سُبْحَانَهُ
يفتح عَلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة من محامده بِمَا لَا يُحسنهُ الْآن
ولهذه الْمعرفَة
بَابَانِ واسعان بَاب التفكّر والتأمّل فِي آيَات الْقُرْآن كلهَا والفهم الْخَاص عَن
الله وَرَسُوله وَالْبَاب الثَّانِي التفكّر فِي آيَاته المشهودة وَتَأمل حكمته فِيهَا
وَقدرته ولطفه وإحسانه وعدله وقيامه بِالْقِسْطِ على خلقه وجماع ذَلِك الْفِقْه فِي
مَعَاني أَسْمَائِهِ الْحسنى وجلالها وكمالها وتفرّده بذلك وتعلّقها بالخلق وَالْأَمر
فَيكون فَقِيها فِي أوامره ونواهيه فَقِيها فِي قَضَائِهِ وَقدره فَقِيها فِي أَسْمَائِهِ
وَصِفَاته فَقِيها فِي الحكم الديني الشَّرْعِيّ وَالْحكم الكوني القدري وَذَلِكَ فَضْلُ
اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق